الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
المراحل الخمس في فهم معارف الدين
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

انّ القرآن الكريم وكما مرّ، هو المصدر الأوّل للمعرفة الدينيّة، وطبقاً لبيان المعصومينɦ صلى الله عليه وآله وسلم 8; فإنّه (الثقل الأكبر) ومستند حجيّة الروايات، وأمّا كلام العترة الطاهرة الّذي هو (الثقل الأصغر) فهو في أصل الحجيّة وفي تأييد مضمونه معتمد علىٰ القرآن الكريم ويجب أن يعرض عليه ويقيّم به.

وعرض الرواية علىٰ القرآن، كما سبق، هو لأجل انّ مضمونها لم يكن في معارضة ومخالفة القرآن، ولا يوجد بينهما اختلاف تبايني، وإلاّ فإنّ تقييد المطلق، وتخصيص العامّ، وتبيين الكلّي، وتبيين الحدود وتفصيل الإجمال لايُعَدُّ من قبيل المخالفة.

والرواية الّتي ليس لها اختلاف تبايني مع القرآن فإنّها تقع في دائرة القرآن وهي حجّة وصالحة للإستناد إليها. من جهة اُخرىٰ حيث انّ الرسول الأكرمɦ صلى الله عليه وآله وسلم 7; مسؤول عن تبيين الجزئيّات وتفصيل كليات الشريعة وهو المعلّم الّذي عيّنه الله لتعليم القرآن الكريم عليهم السلام  {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِم}[1] وهو أيضاً طبقاً لحديث الثقلين المتواتر عهد بهذه المسؤوليّة إلىٰ خلفائه عليهم السلام  «... انّي تارك فيكم الثقلين... وهو كتاب الله... وعترتي أهل بيتي لن يفترقا»[2] إذن فتبيين حدود وجزئيّات المعارف والأحكام الكليّة القرآنيّة علىٰ عاتق المعصومينɦ صلى الله عليه وآله وسلم 8;، وكلامهم يخصّص عمومات القرآن ويقيِّد مطلقاته. وعليه فإنّ الإستناد إلىٰ القرآن لأجل الإيمان «بالاُصول العقائديّة» والعمل «بالفروع العمليّة» دون الرجوع إلىٰ الروايات لا قيمة له، وفي الحقيقة فإنّ كلام الإسلام هو كلام (مجموع الثقلين)، لا كلام أحدهما بمفرده. وطبقاً للبحوث السابقة فقد تبيّن انّه لأجل القيام بتفسير كلّ آية من الآيات القرآنيّة يجب طيّ المراحل التاليّة عليهم السلام

1. يجب فهم الآية المقصودة بغضّ النظر عن باقي آيات القرآن، ولكن في هذه المرحلة لايصحّ أن يقال انّ رأي القرآن هو هذا، بل يمكن القول انّ هذا هو مفاد هذه الآية بمفردها مع غضّ النظر عن الآيات الاُخرىٰ.
 
2. حيث انّ القرآن الكريم مفسِّر ومصدِّقٌ لبعضه البعض عليهم السلام  «وانّ القرآن لم ينزل ليكذِّب بعضه بعضاً ولكن نزل يصدِّق بعضه بعضاً»[3]، «ينطق بعضه ببعض ويشهد بعضه علىٰ بعض»[4]، فيجب إذن تفسير الآية المقصودة بواسطة الإستفادة من باقي الآيات القرآنيّة. وفي هذه المرحلة فإنّ المعنىٰ الناتج ـ الّذي هو ثمرة تفسير القرآن بالقرآن ـ يمكن إسنادهُ إلىٰ القرآن، ولكن لايصحّ إسناده إلىٰ الإسلام، بمعنىٰ أن يفهم انّ هذا هو كلام الإسلام ومفاد الدين، ولذلك فإنّ قبوله والعمل به سيكون مصداقاً لقول عليهم السلام  «حسبنا كتاب الله»، ومثل هذا القول والعمل مخالف للسُنّة القطعيّة للرسول الأكرمɦ صلى الله عليه وآله وسلم 7; الّتي جعلها القرآن أيضاً مصدراً لمباني واُسس وأدلّة الدين.
 
3. يجب أن تبحث جميع الروايات الواردة حول الآية في سياق شأن النزول أو التطبيق أو التفسير وكذلك الروايات الّتي لها لون من الإرتباط مع معنىٰ الآية، ويتمّ الجمع فيما بينها حتّىٰ تظهر في دائرة كلام الثَقل الأصغر المقيّدات والمخصِّصات وسائر القرائن، ويتبلور مفاد (الثقل الأصغر) بنحو واضح.
 
4. بعد جمع الروايات المذكورة تعرض نتيجتها وثمرتها علىٰ القرآن الكريم، وعند عدم ملاحظة مخالفة تباينيّة مع القرآن، توضع في دائرة القرآن الكريم بعنوان انّها مقيّد أو مخصّص أو قرينة أو شارح ومفصِّل.
 
5. وعند تحقّق الإنسجام بين مفاد الثقل الأصغر وكلام الثَقل الأكبر، يتمّ الجمع النهائيّ والأخير، فإنّ هذه المجموعة المنسجمة تعتبر مفاد ورسالة الإسلام.
 
والسرّ في انّ المراحل الخمس المذكورة ابتدأت بالبحث القرآنيّ ومن ثمّ ذُكر البحث الروائيّ هو انّ القرآن الكريم هو الأساس والقاعدة الاُولىٰ للإنطلاق نحو تبيين معارف الدين، وهو المستند لحجيّة الروايات، وبإمتلاك هذه القاعدة الّتي يكون سندها وكذلك دلالتها على الاُصول والخطوط الكليّة للدين كلاهما قطعيّين يمكن اعتبار الروايات حجّة ويمكن الاستفادة منها، وإلاّ فقبل تلقّي مفاد الثَقل الأكبر فإنّ تبيين مفهوم الآية بواسطة الرواية مستلزم للدور.

والروايات، كما سبق في الفصول الماضية سواء كانت من ناحية السند أو من ناحية المتن، تابعة للقرآن الكريم، والمفسِّر إذا لم يتقن البحث القرآنيّ ويستخرج الخطوط الأصليّة لمعارف الآية وما لم يفرغ من البحث القرآنيّ، فإنّه لايصحّ له أن يذهب نحو الروايات، لأنّ إعتبار الروايات يكون بعد عرضها علىٰ القرآن وكشف عدم مخالفتها للقرآن. ثمّ من الطبيعيّ بعد تخطّي المراحل المذكورة أن يصل الدور إلىٰ التقييد والتخصيص والشرح والتفسير وتطبيق الآية علىٰ مصاديقها بمساعدة الروايات.

آية الله الشيخ جوادي آملي


[1] . سورة النحل، الآية 44.
[2] . البحار، ج23، ص108.
[3] . الدرّ المنثور، ج2، ص8.
[4] . نهج البلاغة، الخطبة 133، المقطع 8.

05-07-2016 | 12-38 د | 1130 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net