الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1613 14 شوال 1445 هـ - الموافق 23 نيسان 2024 م

غزوةُ أُحد يومُ بلاءٍ وتمحيص

خيرُ القلوبِللحرّيّة قيودٌ من القِيَممراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
القاعدة الإسلامية في الحوار في القرآن
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

قال تعالى في خطابه للمؤمنين: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْن [1]

القاعدة الإسلامية في الحوار مع الخصم:
التي تتلخص في عدة نقاط وهي:
1- القول الحسن في أثناء الحوار بل القول الأحسن مطلقاً.
2- القول السداد والصواب.
3- استعمال الحكمة والعقل والتواضع.

يوجد العديد من الأدلة من الكتاب العزيز على هذه القاعدة منها:
1- قوله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْن
2- وقال تعالى: ﴿وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوًّا مُبِيناً (53) الإسراء .
3- قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً (71) سورة الأحزاب .
4- قال تعالى: ﴿وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَما يُلَقَّاها إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) فصلت .

هذه الآيات وغيرها تشكل القاعدة الأساسية في الإسلام للحوار والتخاطب مع من يختلف معه في الدين والعقيدة والمذهب والسياسة والاقتصاد والاجتماع، مع من يختلف معه وفي كل شيء حتى ولو كان كافراً أو مشركاً، ولقد حاور الله سبحانه إبليس في أكثر من آية وقصة.

ففي الآية الأولى المتقدمة:
يوضح المولى أنه يجب على الإنسان خصوصاً الدعاة إلى الله والدين أن يتحلوا بالخلق الرفيع ومن أبرز مصاديقه هو القول الحسن لمن اختلف معه ويريد أن يحاوره.

وفي الآية الثانية:
قال الفيض: ﴿وَقُلْ لِعِبادِي يعني المؤمنين‏ ﴿يَقُولُوا الَّتِي‏ هِيَ‏ أَحْسَنُ‏ أي يقولوا للمشركين الكلمة التي هي أحسن ولا يخاطبوهم بما يغيظهم ويغضِبهم‏ ﴿إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ‏ يهيج بينهم المراء والشّرّ فلعل المخاشنة [2] بهم يفضي إلى العناد وازدياد الفساد ﴿إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوًّا مُبِين ظاهر العداوة. [3]

النزول:
كان المشركون يؤذون أصحاب رسول الله ص بمكة فيقولون يا رسول الله ائذن لنا في قتالهم فيقول لهم إني لم أومر فيهم بشي‏ء فأنزل الله سبحانه ﴿قُلْ لِعِبادِي الآية عن الكلبي.

المعنى:
ثم أمر سبحانه عباده باتباع الأحسن من الأقوال والأفعال فقال ﴿وَقُلْ يا محمد ﴿لِعِبادِي وهذا إضافة تخصيص وتشريف أراد به المؤمنين وقيل هو عام في جميع المكلفين ﴿يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ أي يختاروا من المقالات والمذاهب المقالة التي هي أحسن المقالات والمذاهب.
وقيل معناه مرهم يقولوا الكلمة التي هي أحسن الكلمات وهي كلمة الشهادتين وكل ما ندب الله إليه من الأقوال.
وقيل معناه يأمروا بما أمر الله به وينهوا عما نهى الله عنه عن الحسن.
وقيل معناه قل لهم يقل بعضهم لبعض أحسن ما يقال مثل رحمك الله ويغفر الله لك.
وقيل معناه قل لعبادي إذا سمعوا قولك الحق وقول المشركين يقولوا ما هو أولى ويتبعوا ما هو أحسن عن أبي مسلم وقال نظيره ﴿فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ.
﴿إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ أي يفسد بينهم ويغري بعضهم ببعض ويلقي بينهم العداوة ﴿إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ في جميع الأوقات ﴿لِلْإِنْسانِ أي لآدم وذريته ﴿عَدُوًّا مُبِين مظهرا للعداوة. [4]

وفي الآية الثالثة:
«القول السديد» من مادّة (سد) أي المحكم المنيع الذي لا يعتريه الخلل، والموافق للحقّ والواقع، ويعني القول الذي يقف كالسدّ المنيع أمام أمواج الفساد والباطل.
ثمّ تبيّن الآية التالية نتيجة القول السديد، فتقول: ﴿يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ.
إنّ التقوى في الواقع هي دعامة إصلاح اللسان وأساسه، ومنبع قول الحقّ، والقول الحقّ أحد العوامل المؤثّرة في إصلاح الأعمال، وإصلاح الأعمال سبب مغفرة الذنوب، وذلك لـ ﴿إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ. [5]
يقول علماء الأخلاق: إنّ اللسان أكثر أعضاء البدن بركة، وأكثر الوسائل تأثيرا في الطاعة والهداية والصلاح، وهو في الوقت نفسه يعدّ أخطر أعضاء البدن وأكثرها معصية وذنبا، حتّى أنّ ما يقرب من الثلاثين كبيرة تصدر من هذا العضو الصغير [6].

وأما الآية الرابعة:
قال سبحانه ﴿وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ قيل معناه لا تستوي الملة الحسنة التي هي الإسلام والملة السيئة التي هي الكفر وقيل معناه لا تستوي الأعمال الحسنة ولا الأعمال القبيحة وقيل: لا تستوي الخصلة الحسنة والسيئة فلا يستوي الصبر والغضب، والحلم والجهل، والمداراة والغلظة، والعفو والإساءة، ثم بين سبحانه ما يلزم على الداعي من الرفق بالمدعو فقال ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [خاطب النبي ص فقال للنبي ص ادفع بالتي هي أحسن‏] خاطب النبي ص فقال ادفع بحقك باطلهم وبحلمك جهلهم وبعفوك إساءتهم ﴿فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ معناه فإنك إذا دفعت خصومك بلين ورفق ومداراة صار عدوك الذي يعاديك في الدين بصورة وليك القريب فكأنه وليك في الدين وحميمك في النسب وروي عن أبي عبد الله إن الحسنة التقية والسيئة الإذاعة.
﴿وَما يُلَقَّاه أي وما يلقى هذه الفعلة وهذه الحالة التي هي دفع السيئة بالحسنة ﴿إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُو على كظم الغيظ واحتمال المكروه وقيل إلا الذين صبروا في الدنيا على الأذى عن أبي عبد الله ﴿وَما يُلَقَّاه أي وما يلقى هذه الخصلة المذكورة ولا يؤتاها ﴿إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ أي ذو نصيب وافر من الرأي والعقل. [7]


الشيخ حسين الراضي - بتصرف

10-03-2016 | 13-23 د | 1367 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net