الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1182- 10 ربيع الثاني1437هـ - 21 كانون الثاني 2016م
في رحاب سورة القارعة

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

في رحاب سورة القارعة1
 
الهدف:

 التعرّف على مفاهيم سورة القارعة ولاسيّما وزن الأعمال يوم القيامة
 
 
التصدير:
 الْقَارِعَةُ(1) مَا الْقَارِعَةُ(2) وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ(3)يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ(4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ(5) فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوزِينُهُ(6) فَهُوَ فِى عِيشَة رَّاضِيَة(7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَزِينُهُ(8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ(9) وَمَآ أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ(10) نَارٌ حَامِيَةٌ(11)
 
محتوى السّورة:
 تتناول هذه السّورة بشكل عام، المعاد، ومقدماته، بتعابير حادّة، وبيان مؤثر، وإنذار صريح وواضح، حيث تُصنّف النّاس يوم القيامة، إلى صنفين: الجماعة التي تكون أعمالها ثقيلة في ميزان العدل الإلهي، فتحظى جزاءً لذلك، بحياة راضية سعيدة في جوار الرحمة الإلهية، وجماعة أعمالها خفيفة الوزن، فتعيش في نار جهنم الحارّة المحرقة.
 
التّفسير: قوله تعالى: "القارعة ما القارعة":
هذه الآيات تصف القيامة وتقول: (القارعة ... ما القارعة)؟! ",القارعة" من القرع، وهو طرق الشيء بالشيء مع إحداث صوت شديد. وسمّيت العصا والمطرقة بالمقرعة لهذه المناسبة.  وهي من أسماء القيامة في القرآن. والسؤال عن حقيقة القارعة في قوله: "ما القارعة" مع كونها معلومة إشارة إلى تعظيم أمرها وتفخيمه، وقد أكد هذا التعظيم بقوله: "وما أدراك ما القارعة".

قوله تعالى: "وما أدراك ما القارعة":
هذه الآية تخاطب حتى النّبي(ص) وتقول له: (وما أدراك ما القارعة)
وهذا يدل على أنّ عظمة هذه الحادثة القارعة إلى درجة لا تخطر على فكر أحد.
والمعنى: يوجد قولان: الأول: ذكر المفسّرون أنّ " القارعة" أحد أسماء القيامة، ولكن لم يوضحوا هل أنّه اسم لمقدمات القيامة إذ تقرع هذه الدنيا، وينطفيء نور الشمس والقمر، وتغور البحار، إذا كانت القارعة هذه فوجه تسميتها واضح.
الثاني: إنّه اسم لمرحلة إحياء الموتى، وظهور عالم جديد، وتسميتها "القارعة"، في هذه الحالة، لما تبعثه من خوف وذعر في القلوب فتقرعها قرعاً.
القرآن يحدّثنا عن آثار ذلك اليوم العجيب بوصفين:
- الوصف الأول لحالة الناس: يوم يكون النّاس كالفراش المبثوث.
- الوصف الثاني لحالة الكون: وتكون الجبال كالعهن المنفوش.
 
قوله تعالى: يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ:
"الفراش" جمع فراشة، وذكر المفسّرون لها احتمالان:
الأول: الحشرة المعروفة ذات الألوان الزاهية: والتشبيه بالفراش قد يكون لأن هذه الحشرات تلقي بنفسها بشكل جنوني في النّار، وهذا ما يفعله أهل السيئات إذ يلقون بأنفسهم في جهنّم. أو تشبيه لما يصيب النّاس في ذلك اليوم من حيرة.
الثاني: حشرة الجراد: وإن كان الفراش بمعنى الجراد فوجه التشبيه هو إنّ الجراد يختلف كل الحيوانات التي تطير بشكل جماعي. فالجراد ينفرش و يركب بعضه بعضا ًوهو غوغاء الجراد.
قيل: شبه الناس عند البعث بالجراد لأن الفراش إذا ثار لم يتجه إلى جهة واحدة كسائر الطير وكذلك الناس إذا خرجوا من قبورهم أحاط بهم الفزع فتوجهوا جهات شتى أو توجهوا إلى منازلهم المختلفة سعادة و شقاء. والمبثوث من البث وهو التفريق. ويبدو أنّ هذا المعنى مستلهم من قوله تعالى حيث يصف النّاس يوم القيامة (كأنّهم جراد منتشر)(القمر، الآية 7).
وفي كلا الحالتين: فإنّ مشاهد الحيرة والتشتت والفزع والاضطراب، إما أن تكون من أثر الحوادث المرعبة المرافقة لنهاية العالم، أو من حوادث بدء القيامة والحشر والنشر.
 
قوله تعالى: وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ:
العهن الصوف ذو ألوان مختلفة، والمنفوش من النفش وهو نشر الصوف بندف ونحوه، فالعهن المنفوش الصوف المنتشر ذو ألوان مختلفة إشارة إلى تلاشي الجبال على اختلاف ألوانها بزلزلة الساعة.
ويتحدّث القرآن الكريم في مواضع متعدّدة عن الجبال عند قيام القيامة بأنّها تتحرك أوّلاً، ثمّ تُدَكّ وتتلاشى وأخيراً تصبح بشكل غبار متطاير في السماء. وهذه الحالة الأخيرة تشبهها الآية بالصوف الملون المتطاير في مهبّ الريح، لم يبق منه إلاّ ألوان... وهذه آخر مراحل انهدام الجبال.
 
قوله تعالى: فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوزِينُهُ(6) فَهُوَ فِى عِيشَة رَّاضِيَة(7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَزِينُهُ(8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ(9) وَمَآ أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ(10) نَارٌ حَامِيَةٌ(11):
 تتطرق هذه الآيات إلى الحشر والنشر وإحياء الموتى وتقسّمهم إلى فئتين، وتضع صفة كل فئة وجزائها التي تستحقه:
الفئة الأولى: من ثقلت موازينهم =  وجزائهم العيشة الراضية
الفئة الثانية: من خفّت موازينهم  = وجزائهم الهوي على رؤوسهم في جهنم
والمعنى: أن القرآن يتحدّث هنا عن وزن الأعمال، فما هو المقصود هنا؟
إن وزن الأعمال من الأمور الثابتة وأن الأعمال منها ما هو ثقيل في الميزان وهو الإيمان وأنواع الطاعات، ومنها ما هو خفيف وهو الكفر وأنواع المعاصي ويختلف القسمان أثرا فيستتبع الثقيل السعادة ويستتبع الخفيف الشقاء. قال تعالى: {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون َ* وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} سورة الأعراف: 8
 
عيشة راضية:  وصف العيشة بأنّها "راضية" وصف رائع عن حياة ملؤها النعمة ورغد العيش لأهل الجنّة في القيامة. الرضا في تلك الحياة عميق إلى درجة قال إنّها "عيشة راضية"، ولم يقل "مرضية". وهذه ميزة الحياة الآخرة بشكل خاص. لأنّ الحياة الدنيا - مهما كان فيها من رفاه ونعمة ورغد عيش ورضا - لا تخلو من المكدرات. والحياة الأُخرى هي وحدها المليئة بالرضا والأمن والسلام وهدوء البال.
 
فأمه هاوية: تعني المأوى والملجأ، لأنّ "الأُم" هي مأوى أبنائها وملاذهم، ويكون معنى الآية: إنّ هؤلاء المذنبين الذين خفّت موازينهم لا ملاذ لهم سوى جهنم.
والظاهر – بحسب تفسير الميزان - أن المراد بهاوية جهنم وتسميتها بهاوية لهوي من ألقي فيها أي سقوطه إلى أسفل سافلين قال تعالى: "ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا": (التين:6)
والمراد بأمه أم رأسه فالعرب يطلقون أم على الرأس، والمعنى فأم رأسه هاوية أي ساقطة فيها لأنهم يلقون في النار على أم رأسهم، و يبعده بقاء الضمير في قوله: "ما هيه" بلا مرجع ظاهر.
هاوية": من (هوى)، أي سقط، والهاوية اسم لجهنّم لإنّها محل سقوط المذنبين. وهي إشارة أيضاً إلى عمق نار جهنم.
"حامية": من (حمى)، على وزن نفي، وهو شدّة الحرارة. و"حامية" هنا إشارة إلى قدرة نار جهنم على الإحراق. وقوله سبحانه: (وما أدراك ما هي، نار حامية) تأكيد على شدّة عذاب نار جهنم وعلى أنّها فوق تصور كلّ البشر. فهي حارة شديدة الحرارة وهو جواب الاستفهام في "ما هيه" و تفسير لهاوية.
 
هل توزن الأعمال:
 الموازين جمع ميزان وهو والوسيلة لقياس الأشياء، والظاهر أنه لا يوجد يوم القيامة ميزان واحد لجميع الأعمال بل هناك عدة موازين فمن الممكن أن توزن الصلاة بميزان والصوم بميزان والصيام والحج كذلك، ومن الطبيعي أن ذلك الميزان هو ليس كموازين أهل الدنيا، فالقرآن يشير إلى أن المقصود بالميزان هو وسيلة لقياس الأوزان بمعناها العام، فلكل شيء حتى في الدنيا وسيلة وزن تناسبه مثل الحرارة والهواء ونحوها.
فالمستفاد من الآيات وجود ميزان توزن به الأعمال، وكل شيء يوزن سواء كان كبيراً أم صغيراً ومهما كان حجمه حتى لو كان بمقدار حبة من خردل، ويستفاد هذا من عدّة آيات ورد فيها مثل: ومن خفّت موازينه، ومن ثقلت ...قال الله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}، فقد تحدّث القرآن عن ميزان الأعمال بشكل عام دون الدخول إلى تفاصيل ولكن الثابت:
- أن كل الأعمال ستوزن.
- لا توزن كل الأعمال بميزان واحد، فالصلاة لها ميزان، والصوم وهكذا... وإن هذا الميزان ليس كموازين أهل الدنيا.
- أن عملية تقسيم وفرز أعمال الإنسان إلى مجموعتين تمهيد لإصدار الحكم الإلهي.
 
 
أهل البيت هم الموازين:
تشير الروايات إلى أن أمير المؤمنين(ع) والأئمة(عليهم السلام) من ذريته هم الموازين فيقول الإمام الصادق(عليه السلام) في معنى الآية: (هم الأنبياء والأوصياء، ونقرأ في الزيارة المطلقة لأمير المؤمنين: "السلام على ميزان الأعمال".
ولا مانع من أن يكون أهل البيت موازين الأعمال، فأعمال هؤلاء وما يشبهها ثقيلة في الميزان، والأعمال التي لا تشابه أعمالهم تعتبر خفيفة في الميزان أو لا وزن لها أصلاً فأولياء الله من موازين الأعمال. والتعبير بكلمة (موازين) بصيغة الجمع يعود إلى أن كل واحد من أولياء اللّه وكل قانون من القوانين الإلهية إنّما هو ميزان. أضف إلى ذلك أن تنوع مواصفات الكائن البشري وأعماله يحتاج إلى تنوع في الموازين.
 
الأعمال التي تثقل الميزانوترجّحه:
الأعمال الثقيلة في الميزان عديدة منها:
- الصلاة على محمد وآل محمد: قال الإمام الباقر(ع): (ما في الميزان شيء أثقل من الصلاة على محمد وآل محمد، وإن الرجل لتوضع أعماله في الميزان فتميل فيخرج (ص) الصلاة عليه فيضعها في ميزانه فيرجع به).
- حسن الخلق: عن رسول الله(صلى الله عليه وآله): (ما من شيء يوضع أثقل من حسن الخلق).


1- على ضوء تفسيري الميزان والأمثل.

21-01-2016 | 09-39 د | 2219 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net