الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
صاحبُ هذا الأمر يَحضُر الموسمَ كلَّ سَنَة
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

مراقبات شهر ذي الحجّة

أفرد الشيخ الطوسي في (مصباح المتهجّد) فصلاً كاملاً للحديث عن آداب السفر إلى الحجّ، بدءاً من الاستعداد له، وصولاً إلى وداع البيت الحرام بعد الفراغ من المناسك، وممّا قاله في مستهلّ هذا الفصل: «وفي هذا الشهر يقع الحجّ الذي افترضه الله على الخلق... ومَن عزم على الحجّ وأراد التوجّه إليه، فعليه أن ينظر في أمر نفسه، ويقطع العلائق بينه وبين مخالطيه ومعامليه، ويوفي كلّ مَن له عليه حقٌّ حقَّه، ثمّ ينظر في أمر مَن يخلفه ويُحسن تدبيرهم ويترك ما يحتاجون إليه للنفقة مدّة غيبته عنهم، على اقتصادٍ من غير إسرافٍ ولا إقتار.فإذا صحّ عزمه على الخروج، فليصلِّ ركعتين يقرأ فيهما ما شاء من القرآن، ويسأل الله تعالى الخيرَة له في الخروج، ويستفتح سفره بشيءٍ من الصدقة قلّ ذلك أم كثُر، ثمّ ليقرأ آية (الكرسي)، ويقول عقيب الركعتَين: اللَّهُمَّ إِنّي أَسْتَوْدِعُكَ نَفْسي وَأَهْلي وَمَالِي وَذُرِّيَّتي وَدُنْيايَ وَآخِرَتي وَخاتِمَةَ عَمَلي».

العشر الأوائل: مشاركة الحُجّاج في ثوابهم

يُستحبّ صوم الأيّام التسعة الأُوَل من شهر ذي الحجّة، كما ورد النصّ باستحباب اليوم الأوّل تحديداً.قال العلامة الحلّي في (تذكرة الفقهاء): «مسألة: يُستحبّ صوم أوّل يوم من ذي الحجّة... قال الكاظم عليه السلام: (مَنْ صامَ أَوَّلَ يَوْمٍ مِن ذي الحِجَّةِ كَتَبَ اللهُ لَهُ صَوْمَ ثَمانينَ شَهْراً، فَإِنْ صامَ التِّسْعَةَ كَتَبَ اللهُ لَهُ صَوْمَ الدَّهْرَ)».وفي (مصباح) الشيخ الطوسي: «..يستحبّ صوم هذا العشر إلى التاسع. فإن لم يقدر صام أوّل يوم منه، وهو يوم مولد إبراهيم الخليل، عليه السلام، وفيه زوّجَ رسول الله، صلّى الله عليه وآله فاطمة، عليها السلام، من أمير المؤمنين عليه السلام. ورُوي: أنّه كان يوم السادس، ويستحبّ أن تصلّي فيه صلاة فاطمة، عليها السلام، وروي أنّها أربع ركعات مثل صلاة أمير المؤمنين، عليه السلام؛ كلّ ركعة بـ (الحمد) مرّة، وخمسين مرّة (قل هو الله أحد)، ويسبّح عقيبها بتسبيح الزهراء عليها السلام.

ويقول: سُبْحانَ ذِي العِزِّ الشَّامِخِ المُنِيفِ، سُبْحانَ ذِي الجَلالِ الباذِخِ العَظِيمِ، سُبْحانَ ذِي المُلْكِ الفاخِرِ القَدِيمِ، سُبْحانَ مَنْ يَرى أَثَرَ النَّمْلَةِ فِي الصَّفا، سُبْحانَ مَنْ يَرى وَقْعَ الطَّيْرِ فِي الهَواءِ، سُبْحانَ مَنْ هُوَ هكَذا وَلا هكَذا غَيْرُهُ».وتحت عنوان (صلاة عشر ذي الحجّة)، روى الحرّ العاملي في (هداية الأمّة إلى أحكام الأئمّة عليهم السلام) عن الإمام الباقر عليه السلام صيغة صلاة خاصّة يؤتى بها في الليالي العشر الأوَل من ذي الحجّة، قال: «قال الباقر عليه السّلام: لا تَتْرُكَنَّ أَنْ تُصَلِّيَ كُلَّ لَيْلَةٍ بَيْنَ المَغْرِبِ وَالعِشاءِ مِنْ لَيالي عَشْرِ ذي الحِجَّةِ رَكْعَتَيْنِ، تَقْرَأُ في كُلِّ رَكْعَةٍ (الفاتِحَة) وَ(التَّوْحيد) مَرَّةً، وَهَذِهِ الآيَةَ: ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ [الأعراف:143]. فَإِذا فَعَلْتَ ذَلِكَ شارَكْتَ الحاجَّ في ثَوابِهِمْ وَإِنْ لَمْ تَحُجَّ».

اليوم التاسع: يوم عرفة، وزيارة الإمام الحسين عليه السلام

عن الإمام الصادق عليه السلام: «يَفْقِدُ النّاسُ إِمامَهُمْ فَيَشْهَدُ المَوْسِمَ فَيَراهُمْ وَلا يَرَوْنَهُ».وفي (كمال الدين) للشيخ الصدوق، عن محمّد بن عثمان ثاني السفراء الأربعة، قال: «والله إنّ صاحب هذا الأمر يحضرُ الموسمَ كلّ سنةٍ فيرى الناس ويعرفهم، ويرونه ولا يعرفونه».استفاضت الأخبار في الحديث عن عظيم منزلة يوم عرفة، وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجّة. من ذلك، ما روي عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام، أنّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله: «لَمّا وَقَفَ بِعَرَفَةَ وهَمَّتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغِيبَ قَالَ: يَا بِلَالُ، قُلْ لِلنَّاسِ فَلْيُنْصِتُوا، فَلَمَّا نَصَتُوا، قَالَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وآله: إِنَّ رَبَّكُمْ تَطَوَّلَ عَلَيْكُمْ فِي هَذَا الْيَوْمِ فَغَفَرَ لِمُحْسِنِكُمْ، وشَفَّعَ مُحْسِنَكُمْ فِي مُسِيئِكُمْ، فَأَفِيضُوا مَغْفُوراً لَكُمْ..».وفي دعاء يوم عرفة من الصّحيفة للإمام زين العابدين، قوله عليه السلام: «اللَّهُمَّ هَذا يَوْمُ عَرَفَةَ، يَوْمٌ شَرَّفْتَهُ وَكَرَّمْتَهُ وَعَظَّمْتَهُ، نَشَرْتَ فيهِ رَحْمَتَكَ وَمَنَنْتَ فيهِ بِعَفْوِكَ...».وفي شرحه لهذه الفقرة من الدعاء يقول السيّد علي خان المدني في (رياض السالكين): «وتشريف هذا اليوم وتكريمُه وتعظيمه: عبارة عن التنويه بشأنه واختصاصه بما اختصّه به (الله تعالى) دون سائر الأيّام من اجتماع الأمم فيه في ذلك الموقف. وجعلَ الوقوف فيه بذلك المكان أعظمَ أركان الحجّ، حتّى قال صلّى الله عليه وآله: (الحَجُّ عَرَفَة). و(تشريف هذا اليوم أيضاً من باب) كراهيَة الاشتغال فيه بشيءٍ من أمور الدنيا احتراماً له، واستحباب الإكثار فيه من التكبير والتحميد والتهليل، ووجوب الاستغفار والذكر والدعاء أو استحبابه، إلى غير ذلك ممّا يؤخَذ من موضعه».«ومن لم يمكنه حضور الموقف، وقدرَ على إتيان قبر الحسين، عليه السلام، يومَ عرَفة، فينبغي أن يحضرَه، فإنّ في ذلك فضلاً كثيراً». بهذه العبارة استهلّ الشيخ الطوسي، رضوان الله عليه، جملةً من الروايات التي تحثُّ على زيارة سيّد الشهداء، عليه السلام، لمَن فاته الحجّ، منها ما رواه عن رفاعة النحّاس، قال: دخلتُ على أبي عبد الله عليه السلام، فقال لي: يا رِفاعَةُ! أَما حَجَجْتَ العامَ؟ قال قلت: جعلت فداك، ما كان عندي ما أحجّ به، ولكنّي عرّفتُ عند قبر الحسين بن عليّ عليهما السلام، فقال لي: يا رِفاعَةُ! ما قَصَّرْتَ عَمّا كانَ أَهْلُ مِنى فيهِ. لَوْلا أَنّي أَكْرَهُ أَنْ يَدَعَ النّاسُ الحَجَّ لَحَدَّثْتُكَ بِحَديثٍ لا تَدَعُ زِيارَةَ قَبْرِ الحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ أَبَداً!..».

اليوم العاشر: عيدُ الأضحى المبارك

الليلة العاشرة من ذي الحجّة ليلة مباركة، وهي إحدى اللّيالي الأَرْبع التي يستحَبّ إحياؤها، وتُفتح فيها أبواب السماء، ومن المَسنون فيها زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه. ويوم عيد الأضحى، يومٌ ذو شرافة بالغة وأعماله عديد، منها:
- الغُسل وهو سنّة مؤكّدة في هذا اليوم وقد أوجبه بعض العلماء .
- قراءة دعاء الندبة.
- الأُضحية، وهي سنّة مؤكّدة. (في مفاتيح الجنان تفصيل أعمال ليلة العيد ويومه)
(الكافي، الكليني)

«من الأعمال الواردة في الروايات الإسلامية بشأن عيد الأضحى، هي التكبيرات الخاصّة التي يُردّدها المسلمون بعد الصلاة، سواء كانوا من المشاركين في مراسم الحجّ بمنى، أو من غير المشاركين الموجودين في سائر بقاع الأرض.إنّ هذه التكبيرات تُحيي في الأذهان خاطرة انتصار إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السّلام في الامتحان الكبير، وتُعطي العِبَر لكلّ المسلمين، سواء كانوا في منى أو في غيرها. وقد اتّضح من الروايات الإسلامية أنّ سبب تسمية أرض (مِنى) بهذا الاسم، إنّما يعود إلى أنّ إبراهيم عليه السلام عندما وصل إلى هذه الأرض - بعدما اجتاز بنجاح الامتحان الصعب - نزل عليه جبرئيل وقال له: (اطلب ما شئتَ من ربّ العالمين). فتمنّى من الله أن يأمرَه بذبح كَبش فديةً عن ابنه إسماعيل، وقد تحقّقت أمنيته هذه».
(تفسير الأمثل، الشيخ مكارم الشيرازي)

* والتكبيرات كما في (مفاتيح الجنان)، هي: «اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلهَ إِلّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الحَمْدُ، اللهُ أَكْبَرُ عَلَى مَا هَدَانَا، اللهُ أَكْبَرُ عَلُى مَا رَزَقَنا مِنْ بَهِيمَةِ الأنْعامِ، وَالحَمْدُ للهِ عَلى ما أَبْلانا».

28-09-2015 | 11-25 د | 1354 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net