الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
من الوصايا الحكيمة
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

مقدمة:

مما جاء في كلام الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) عن يحيى بن عمران الحلبي أنه قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "لا يطمعنّ ذو الكبر في الثناء الحسن، ولا الخب (الخداع) في كثرة الصديق، ولا السيئ الأدب في الشرف، ولا البخيل في صلة الرحم، ولا المستهزئ بالناس في صدق المودة، ولا القليل الفقه في القضاء، ولا المغتاب في السلامة، ولا الحسود في راحة القلب، ولا المعاقب على الذنب الصغير في السؤدد (المجد والشرف)، ولا القليل التجربة المعجب برأيه في رئاسة"1.

إن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) من موقع كونهم وارثي النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، ومصلحي الأمة ومربي أجيالها فقد حمَّلوا معاصريهم من الحكم، والوصايا ما يكون على مدى الدهر وسيلة لتربية وتعليم كل من انتسب إليهم (عليهم السلام) ولجأ إلى معينهم، مرتاداً آنا بعد آن ذلك المورد العذب ليرتوي من عطش، ويستشفي من داء، ويغتذي من علم وحكمة.

وهذه الرواية الآنفة من ما جادت به أنفاس صادق أهل البيت (عليهم السلام) عطية من عطائهم.

وقفة مع مضمون الرواية:

قد لا نستطيع أن نقف بشكل تفصيلي عند كل ما تضمنته هذه الرواية إلا أننا نستطيع أن نقول إن ما تحدثت عنه هو مجموعة من الآثار المترتبة على بعض الصفات والأخلاق وتجليات بعض الأفعال السيئة.

وكأن الإمام (عليه السلام) يريد أن يقول أن ثمة أمور تقتضيها الطبيعة الحميدة، وهذه الانفعالات متلازمة مع هذه السجايا جبلت عليه الأنفس في ما يختص بالأخلاق الاجتماعية.

الآثار المترتبة على الأخلاق السيئة:

1- في قولة (عليه السلام): لا يطعمن ذو الكبر في الثناء الحسن؛ إشارة إلى أنه أولاً لما كان منشأ الكبر الأساس هو العجب فإن المتكبر من حيث كونه معجباً بنفسه إنما يظهر محاسنه، أو يتعالى ليستجلب نظرات الإعجاب ونتيجة إعجابه بصفاته، أو فقل بضاعته، فإنه يعرضها، ولولا أنه لا يراها جميلة جذابة ما عرضها، والرواية تريد القول أنه حتى لو كانت هذه الصفات جميلة فإن قرنها بالكبر يذهب بجمالها وينفر الآخرين منها وبالتالي فإن المتكبر عليه أن ينتبه أنه بتكبره ذهب ببهاء وجمال ما لديه من صفات.

ومن جهة أخرى ربما يكون المراد أن على المتكبر أن ينتبه إلى أن الناس بطبعهم لا يحبون من يتكبر عليهم، وبالتالي فإن صفة الكبر لا تجلب المحبة والإعجاب وإنما تجلب النفور والبغضاء، وإن حصل وخرج بعض الثناء على لسان البعض فإما هو من باب التملق لا غيره، أو من أن من يقوله إنسان مريض بداء حب الكبر ويمدح المتكبر لأنه يراه النموذج الذي يرغب في أن يكونه يوماً ما.

2- ولا الخب(الخداع) في كثرة الصديق:
وهذا أيضاً إشارة إلى أنه من طبيعة النفوس أنها إن وقعت يوماً ما ضحية خداع ما، فإنها تتأذى من ذلك الخداع وتشعر بالألم النَفسي وقد تتحفز فيها روحية الإنتقام ممن خدعها ومكر بها وكاد لها، وبالتالي فإنه الخادع بخداعه يكون قد أدرج نفسه في صحيفة الأعداء لا في صحيفة الأحباء والأصدقاء، فكيف إذا كان هذا ليس خادعاً لمدة وحسب وإنما من شيمته الخداع والغدر والخيانة.

فإن من كان خدَّاعاً وتكرر منه الخداع تأبى النفوس مصاحبته فضلاً عن مصادقته.

وإلى موعد آخر مع هذه الحكمة

والحمد لله رب العالمين


1- الخصال- الشيخ الصدوق ص:434،والبحار ج 75 ص 90.

11-09-2015 | 11-34 د | 1575 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net