الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
لماذا لا يُستجابُ دعائي
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

مقدمة

قال تعالى: "وقال ربكم ادعوني استجب لكم" فأمرَ بالتوجّه إليه بالدعاء وجعل الاستجابة مرتبّة على الدعاء، ولم يفصل بين ادعوني واستجب بأي كلمة ولو حتى بحرف واحد كالفاء، وهذا فيه إلفاتة إلى سرعة الاستجابة منه تعالى لدعاء العبد، وأكثر من ذلك فإنه تعالى توعّد من لا يتوجه إليه بالدعاء قائلا: "إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين".

فألفت إلى أن الدعاء عبادة بل هو العبادة كما جاء في الروايات، والذي يعرض عن الدعاء إنسان متكبر عن عبادته ومن يتكبر عن عبادته بهذه المخصوصة أي الدعاء فعاقبته دخول جهنم ذليلا.

لماذا تتخلف الإجابة

ولكن للبعض حق في أن يسأل، ثمة الكثير من الناس من يكون في حال من المعاناة أو من أصحاب الحاجات يتوجه إلى الله بالدعاء ولكن لا يستجاب له... مع العلم انه قد يكون حقق كل مقدمات استجابة الدعاء المعروفة ومع ذلك تخلفت الإجابة.

وقبل الجواب لابد من الإلفات إلى أننا لا نريد أن نعدد أسباب عدم استجابة الدعاء بل سيكون الكلام عن الحكمة في عدم الإجابة ويمكن إيراد ما يلي من الوجوه:

1- هناك استجابة ولكن مع تراخ في الزمن: بمعنى أن الإنسان يطلب حاجته من الله تعالى ويريدها في زمن ما قريب من زمن الدعاء، ولكن الله يعلم أن الثمرة الكاملة المترتبة على تحقيق المأمول من العبد باستجابة الدعاء وإعطائه حاجته ودفع البلية تحتاج إلى مرور زمن ما وذلك لعدم جهوزية الداع للاستفادة من العطية وإعطاؤه إياها قبل جهوزيته لها سيؤدي إلى ضياعها أو ضعف الاستفادة منها. وفي سير الأنبياء أن موسى عليه السلام كان يدعو بهلاك فرعون والله تعالى أجابه وحيا انه قد أجبت دعاءك ومع ذلك فقد تأخر هلاك فرعون غرقا عن ذلك أربعين عاما. فقد يدعو قوم مجاهدون بأن ينصرهم الله على عدوهم في زمن ما ولكن قد يتأخر النصر إلى الوقت الذي يصبح المؤمنون ذوي قدرة على الثبات، والحفاظ على النصر وذلك من خلال المرور زمنا أطول في تجارب الحرب والجهاد والقتال ليكتسبوا مهارات قتالية مناسبة لتثبيت أقدامهم وإلا فان الكثير ممن ينتصرون لكن لا يلبثون أن يفقدوا ذلك النصر ويتراجعوا. ولذا نجد أن الله تعالى قد تحدث عن أن الإنسان قد يدعوا بما هو شر له بظن انه خير في قوله تعالى: شؤ لماذا؟ هل يعقل أن يدعو المؤمن بالشر؟

هنا نأتي تتمة الآية لتقول: "وكان الإنسان عجولا" وهذا إشارة إلى سبب شرّية ما يدعو به هو استعجاله وطلبه في وقت غير ملائم.

2- مخالفة المطلوب في الدعاء للحكمة:
فقد يظن الإنسان أحيانا بسبب عدم علمه بمكنونات نفسه أو ما هو خير له، ولكن الله العالم يعرف أن هذا المطلوب من العبد ضرره عليه كبير وهو يتوهم المصلحة والمنفعة فيه، وذلك إما لجهله كما قلنا بمكنونات نفسه والله يعلم السر وأخفى. ويروى لنا التاريخ قصة ثعلبة الذي ألح على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأن يدعو له بالغنى والنبي يرده بلطف ولكن تحت ضغط إلحاحه فما لبث بعد أن أصبح غنيا أن امتنع عن دفع الزكاة في غنمه وقال إنها أخت الجزية...
وأحيانا بسبب عدم معرفة الإنسان بما يأتي من الحوادث في ما يستقبل من الزمن وهو ما أشار إليه قوله تعالى: قل لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء"

3- استجابة في صورة المنع
إن الله يتعامل مع عبده المؤمن من جهة ربوبيته له وهو محبوبه يرعاه ويعتني به ويقدم له كل خير ويصرف عنه كل سوء، ولأن نفس العبد وعقله وحواسه وبصره وبصيرته قاصرة عن رؤية ألطافه تعالى وهي في أكثرها خفية لا يدرك كم من نعمة وصلت اليه في ظاهره وباطنه وفي عاجله وآجله وكم نقمة دفعت عنه وهو غافل عنها، فالله يقوم على رعاية عبده رعاية الحريص على مصلحته وقد جاء في الحديث عن الامام الصادق(عليه السلام) انه قال: قال الله تعالى مخاطبا نبيه موسى (عليه السلام) ما خلقت خلقا احب إلي من عبدي المؤمن فاني انما ابتليته لما هو خير له واعافيه لما هو خير له، وازوي عنه ما هو شر له لما هو خير له، وانا اعلم فيما يصلح عليه، فليصبر على بلائي وليشكر نعمائي وليرضى بقضائي اكتبه من الصديقين عندي اذا عمل برضائي واطاع امري" فبالشكل والظاهر يكون الله تعالى قد منع العطية وتخلفت الاجابة عن الدعاء ولكن بالواقع فان الله هو الذي تولى امر عبده المؤمن فاختار له خيرا مما طلب فيكون قد اجاب دعاءه ولكن الصورة الظاهرة عدم الاجابة.

خاتمة
ثمة قاعدة قرآنية هي... "فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا" اذا تأملنا في حياتنا الفردية والعامة نجدها تصدق هذه القاعدة وتؤكدها وذلك لان الله يتعامل معنا تماما كما يتعامل الوالدان الرؤوفان مع ولدهما المريض فلا يطعمانه ما يشتهيه فيما لو كان فيه ضرره وهلاكه، ويتعامل معنا كما يتعامل الطبيب الشفيق مع مريضه وهذا ما جاء عن النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): "...يا عباد الله انتم كالمرضى والله رب العالمين كالطبيب، فصلاح المرضى فيما يعلمه الطبيب ويدبره به لا فيما يشتهيه المريض ويقترحه، الا فسلموا لله أمره تكونوا من الفائزين" (بحار الانوار)

04-09-2015 | 15-35 د | 1829 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net