الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1133 - 19ربيع الثاني1436هـ الموافق 09شباط 2015م
الشَّهادة تولِّدُ العزَّ والأعزاء

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع
1- النّصر من عند الله‏
2- بين النّصر والهزيمة
3- مواصفات النّصر الإلهيّ‏
4- الشهادة تستنّزل النصر
5- دماء الشهداء ولاَّدة العزّ:
6- خاتمة

الهدف:
بيان أثر الشهادة في استنزال النصر ودماء الشهداء يولد العزّ.

تصدير الموضوع:
﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا *.

مقدمة:

النّصرُ من عند الله‏

بمقتضى الإيمان بأنّ الله تعالى هو المؤثّر الوحيد في عالم الوجود، بل هو الفاعل الحقيقي، كان قوله تعالى: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ(1).

فالنصر حصراً بيد الله تعالى. وهذا لا يعني أنْ لا عِبرة بالأسباب الظاهريّة، بل يعني أنه تعالى هو مسببُ كلّ سبب.

ولذا أمرنا الله تعالى أن نأخذ بالأسباب المُفضية إلى تحقيق النصر والغلبة من خلال إعداد ما أمكن إعداده من خطط وتدّرب وتجهيز وتهيئة نفسيّة ومعنوية، فقال عزَّ وجلَّ: ﴿ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ (2).

فالتفريط بأسباب القوة إهدارٌ لفرصة النصر والغلبة والفتح، فإنّ كان النصر من عند الله فعلينا أن نُوجِد الأسباب التي تستنزله.

مواصفات النصر الإلهي:

وإذا أردنا أن نميّز بين النصر الإلهي وغيره، يمكن ذكر بعض هذه المواصفات:

1- المنصور إلهياً لا يُغلب:
هذا ما أرشدت إليه الآية التالية: ﴿ إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ (3).

2- النصر الإلهيّ مع التثبيت:
﴿ إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (4).
فكم من منتصر في التأريخ حقق الغلبة العسكرية، لكن ما لبث أن زال ملكه وسلطانه، حيث لم يتجاوز نصره الجنبة العسكرية، وقد آلت الأمور إلى عدوِّه الذي غلبه أو إلى غيره. فانهزمت مبادؤه وأخلاقه وثقافته أمام ثقافة وأخلاق ومبادئ غريمه. ويكفي في عاشوراء ونتائجها شاهداً.

3- المدد الغيبي:
وهو أهمّ ما يميّز النصر الإلهي، وهو قد يحصل بالأسباب المنظورة كالتوفيق في الوسائل المُفضية إلى إيجاد القوة والقدرة القتاليّة المُوصلة إلى النصر، أو الظروف النفسيّة والمعنويّة المساعدة على الإنتصار لجهة المؤيدين، والهزيمة لجهة المخذولين، قال تعالى في ذلك: ﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَ(5).

﴿ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ (6).

الشهادة تستنّزل النصر

إنّ أهمَّ عنصر وصِفَة للنّصر الإلهيّ، هو كونه مؤيَّداً من الله بالمدد والتوفيق الإلهيين. وبالتالي فإنَّ لهذا التأييد والتوفيق والمدد، أموراً تستدعيه وتكون سبباً لاستنزاله، منها: الإيمان، وحقانية القضية بمعنى مشروعيتها لتكون فعلاً نصراً لله تعالى، وتطبيقاً لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7). قال أمير المؤمنين علي:"... فلما رأى الله صِدقنا أنزل بعدّونا الكبت، وأنزل علينا النّصر حتى استقرّ الإسلام مُلقياً جرانه، ومتبوِّئاً أوطانه"(8).

كاشفاً عن علة استنزال المدد الغيبي، وهو الصدق في المواطن، ويتجلى في الاستعداد للتضحية والفداء وأعلاها الإستعداد للشهادة التي هي أهمّ مُثبّت للصدقيّة والثبات، وأفضل وسيلة لاستنزال المدد الغيبي، والنصر الإلهي من جهة الشهداء ومن يبقى بعدهم ويتحمّل ألم فقدهم، ويرى تقطّع أوصالهم ومع ذلك يتبع خَطْوَهم.

وقد يكون كلام الإمام علي عليه السلام ترجمة لقوله تعالى: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (9).

ثم يقول بعدها: "ليجزي الصادقين بصدقهم"... والجزاء لهؤلاء الصادقين المقسومين إلى قسمين: قسم مات أو قُتل في سبيل الله على الصدق، وقسم حيّ باقٍ على الصدق لم يبدّل جزاؤهم هو: ﴿ وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزً (10).

دماء الشهداء ولاَّدة العزّ:

إنَّ من أبرز آثار جهاد المجاهدين وشهادة الشهداء أنها أولاً تصنع العزَّ الأبدي لهم وللأمة ولعوائلهم،فالأمة التي فيها شهداء صَدقوا فيما عاهدوا الله عليه من بذل النفوس، وفراق الأحبة، ومكابدة المَشَاق، وعناق السيوف، ومجاهدون يَقْفُوُنَ آثارهم، ويتَّبعون خَطْوَهم، هذه الأمة ستكون مرهوبة الجانب من أعدائها، وهذا بعضُ بل أهمُّ العدّة التي أُمرنا بإعدادها للأعداء: ﴿ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ لأنها تشكّل قوة معنوية ولاَّدة للأنفس العزيزة والأبيّة والمِقدامة والشّجاعة، وبالتالي الأمة العزيزة المُستقلّة المَصونة حدودها من اعتداء المعتدين وعبث العابثين.

ولهذا الدم أثرٌ عاينَّاه وعِشناه وهو أنه يؤثِّر في المحيط القريب من الشهداء، فتغيّر في نفوسهم وتجعلهم إضافة إلى كونهم عزيزين ذوي استعداد للجهاد والشهادة، فكم من شهيدٍ لم يَلبث أن سلكَ أبناؤه طريقه فخاضوا غمارَ الجهاد، ومنهم من لم يلبث أن تبع أباه والتحقَ به شهيداً، فكما ورثَ عنه العزّة والإباء ورثَ عنه الروح الجهادية، لِيَردَ على أبيه في عليائه في مقعدِ الصدّق عند المليك المُقتدر من نفس كوّة النّور التي فتحها له أبوه وهي الشهادة.

خاتمة:

إن عطاءَ الدّم والشهادة وبيانهما أفصح من كل بيان، وأكثر أثراً من كثير من التعليم والتربية، فكان دمُ الشهيد وعرقُ المجاهد يتحول إلى لسانٍ ناطق يجلجل نداؤه في أعماق النفوس حاثَّاً لها على التضحية والإباء والفداء،وعلى الإقدام وتحمّل مَشاقّ وأهوال الحرب والمعارك، واسترخاص كلّ غالٍ في سبيل ذلك.

فالشهداء:﴿ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ ، والأبناء والأصدقاء والإخوان:"يصبحون مصداقاً للآية:﴿ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا .

والفريقان معاً لهم الوعد الإلهي: ﴿ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ


* سورة الأحزاب، الآية: 23.
(1) سورة الأنفال، الآية: 10.
(2) سورة الأنفال، الآية: 60.
(3) سورة آل عمران، الآية: 160.
(4) سورة محمد، الآية: 7.
(5) سورة الأحزاب، الآية: 9.
(6) سورة الأنفال، الآية: 11.
(7) سورة محمد، الآية: 7.
(8) نهج البلاغة، ج‏1، ص‏104 (محمد عبده).
(9) سورة الأحزاب، الآية: 23.
(10) سورة الأحزاب، الآية: 25.

10-02-2015 | 13-11 د | 2554 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net