الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1131 - 05ربيع الثاني1436هـ الموافق 26كانون الثاني2015م
أوصيك... بتقوى الله وإقامة الصلاة..

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع
قبس من عبادة الإمام العسكري عليه السلام
وقفة مع وصية الإمام عليه السلام بالصلاة

الهدف:
فهم الأبعاد الروحية والمعنوية للصلاة، وآثارها على الفرد والمجتمع.

تصدير:
كتب الإمام الحسن العسكري عليه السلام في وصيةٍ الى علي بن الحسين بن بابويه القمي جاء فيها: "أوصيك... بتقوى الله وإقامة الصلاة... فاعمل بوصيتي وأمر جميع شيعتي بما أمرتك به حتى يعملوا به...*

قبس من عبادة الإمام العسكري عليه السلام:

لما رأى المهتدي أنّ وسائل النفي والإبعاد والمصادرة، لم تكن لتحدَّ من نشاط الإمام عليه السلام وشيعته، واتّساع حركته، ولمَّا كان لتعليمات الإمام عليه السلام ورقابته لشيعته من أثرٍ في إفشال محاولات السلطة العباسيّة لم تجد السلطة بُدّاً من اعتقال الإمام عليه السلام والتضييق عليه في السجن، وكان المتولي لِسجنه صالح بن وصيف الذي أمر المهتدي موسى بن بغا التركي بقتله، وقد جاءه العباسيّون إبان اعتقال الإمام عليه السلام فقالوا له: ضيّق عليه ولا توسّع، فقال صالح: "ما أصنع به قد وكّلت به رجلين، شرّ من قدرت عليه فقد صارا من العبادة والصلاة والصيام إلى أمر عظيم"، ثمّ أمر بإحضار الموكلين فقال لهما: ويحكما ما شأنكما في أمر هذا الرجل؟ ـ يعني الإمام الحسن العسكري عليه السلام ـ فقالا له: ما نقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كله لا يتكلّم ولا يتشاغل بغير العبادة فإذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا وداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا فلمّا سمع العباسيّون ذلك انصرفوا خائبين(1).

وقفة مع وصية الإمام بالصلاة:

1. وجوبها:
ثابت في نص القرآن الكريم في أكثر من آية وتواتر السنّة المستفيضة بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفعله وتقريره. وهي ضرورة من ضروريات الدين عند جميع المسلمين. قال الله تعالى: ﴿ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا (2). ﴿ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ (3) روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما بين الكفر والإيمان إلا ترك الصلاة"(4).

2. فلسفتها:
الصلاة حب وإيمان وعروج بالروح إلى الله، هي أفضل وأرقّ العبادات، بها يشعر الإنسان بعظمة ووحدانية الله ويشعر بلذة العبودية والذلة لله.

روي عن الإمام الصادق عليه السلام: "أحب الأعمال إلى الله عزّ وجلّ الصلاة وهي آخر وصايا الأنبياء"(5).

3. أهميتها:
الصلاة مصدر راحة واطمئنان
لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكان يقول عند دخول وقت الصلاة: "أرحنا يا بلال".

ومما قاله الإمام الحسين عليه السلام للعباس ليلة العاشر من محرم: "استمهلهم هذه الليلة إلى غد، لعلنا نصلي لربنا الليلة، وندعوه ونستغفره فهو يعلم أني أحب الصلاة له".

- عدم جواز ترك الصلاة بحال من الأحوال: عن الإمام الصادق عليه السلام "لا تترك الصلاة بحال"(6).

- الصلاة أوّل ما يُسأل عنه المرء يوم القيامة: قال صلى الله عليه وآله وسلم: "حافظوا على الصلوات الخمس فإن الله تبارك وتعالى إذ كان يوم القيامة يدعو بالعبد، فأوّل شيء يُسأل عنه الصلاة فإن جاء بها تامّة وإلا زُجّ في النار"(7). كما ينبغي الالتفات الى وجوب تعلم أحكام الصلاة الفقهية لأنها من الأحكام الإبتلائية.

4. الصلاة أوّل الوقت:
عن الإمام الصادق عليه السلام: "من صلى المفروضات في أوّل وقتها رفعها الملك إلى السماء بيضاء نقية تقول: حفظك الله كما حفظتني استودَعَني ملك كريم، ومن صلاها بعد وقتها من غير علّة ولم يُقم حدودها، رفعها الملك سوداء مظلمة وهي تهتف به ضيّعك الله كما ضيّعتني ولا رعاك الله كما لم ترعني"(8).

قال تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ(9).

5. حضور القلب في الصلاة:
لا بدَّ من حضور القلب والخشوع في الصلاة، فلا يكفي الحضور الجسدي فيها.

عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صلى ركعتين لم يحدّث فيها نفسه بشيء من الدنيا، غُفر له ما تقدّم من ذنبه"

وعن الإمام الصادق عليه السلام: "إنما لك من صلاتك ما أقبلت عليه منها"(10).

قال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ(11).

ولقد اعتبر الإمام الخميني قدس سره في تحرير الوسيلة حضور القلب من مقدمات الصلاة فقال:

ينبغي للمصلي إحضار قلبه في تمام الصلاة أقوالها وأفعالها ومعناها:قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ أي خاضعون متواضعون متذلّلون لا يرفعون أبصارهم عن مواضع سجودهم، ولا يلتفتون يميناً ولا شمالاً، وروى أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأى رجلاً يعبث في صلاته، فقال: "أما أنّه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه"، فلا بد هنا من مراعاة:
- الالتفات التام إليها وإلى ما يقول.
- التوجه الكامل نحو حضرة المعبود.
- استشعار عظمة وهيبة المعبود.
- ينبغي الخضوع والوقار واستشعار الخوف والرجاء..
- المحافظة على وقت الصلاة أينما كان ويعطيها وقتاً واهتماماً خاصاً وأن لا تكون على هامش الأعمال اليومية. أبصر عليّ بن أبي طالب عليه السلام رجلاً ينقر بصلاته، فقال: منذ كم صلّيت بهذه الصلاة؟ فقال له الرّجل: منذ كذا وكذا، فقال: "مثلك عند الله كمثل الغراب لو متّ، متّ على غير ملّة أبي القاسم، ثمّ قال علي: إنّ أسرق الناس من سرق صلاته"(12).

6. تأثير الصلاة على الفرد والمجتمع:
- الصلاح الفردي ولاجتماعي:
وذلك من خلال النهي عن المنكر قال تعالى: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ (13).

وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزد من الله إلا بعداً"(14).

فالصلاة تولّد وتخلّف في الإنسان حالة الإيمان والانضباط والتوازن، ليكون الإنسان صادقاً... مع الله تعالى.

عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا صلاة لمن لم يطع الصلاة وطاعة الصلاة أن تنهى عن الفحشاء والمنكر"(15).

- الصلاة وسيلة لغسل الذنوب والمغفرة والرحمة الإلهية: لأنّها تدعو الإنسان شاء أم أبى نحو التوبة وإصلاح الماضي، لذا جاء في حديث عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنّه سأل أصحابه: " إذا كَانَ فِي بابِ أَحَدُكُم نَهر مِنْ ماء صاف، وَكَانَ يَغسِلُ نَفسَهُ فِيهِ خَمسَ مرَّات كُلَّ يَوم، فَهَلْ يَبقى عَلى بَدَنِهِ أَوساخ وَقَذارَة"؟ فأجابُوا: كلاّ. قَال: "الصَّلاةُ كَالمَاءِ الجاري، فَكَلَّما صَلّى الإنسانُ مُحِيتْ الذُّنُوبُ التي ارتَكَبَها بَينَ الصَّلاتَينِ ".

وعن أمير المؤمنين عليه السلام في كلام له يوصي فيه أصحابه بالصلاة: "وإنّها لتحِتّ الذنوب حتّ الورق وتطلقها اطلاق الربق"، وعلى هذا تلتئم الجروح الواردة على روح الإنسان من أثر الذنوب ببلسم الصلاة ويزول الصدأ الجاثم على القلب.

- الصلاة تحبط التكبّر: لأنّ الإنسان يضع جبهته على التراب وينحني لله في سبع عشرة ركعة في اليوم والليلة وفي كل ركعة مرّتين، فيرى نفسه صغيراً جدّاً أمام عظمة الله تعالى، ويضع حجب الغرور جانباً ويقمع التكبّر، فقد أَوجَبَ الله الإِيمانَ لِتَطهِيرِ النّاسَ مِنَ الشِّركِ والصّلاةَ لِتطهِيرهم مِنَ الكِبرِ.

التأكيد على التزامات هامّة في الصلاة:

- الإخلاص في النية وحضور القلب.
- عدم ترك الإقامة في الصلاة.
- تخصيص مكان خاص للصلاة في المنزل.
- عدم ترك الصلاة في المسجد.
- صلاة الجماعة: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "فما من مؤمن مشى إلى الجماعة إلا خفّف الله عليه أهوال يوم القيامة ثم يأمر به إلى الجنة"(16).
- عدم ترك القنوت في الصلاة.
- وضع الطيب، لبس خاتم العقيق.
- عدم ترك التعقيب بعد الصلاة وأفضله تسبيح الزهراء عليها السلام.
- لبس الثوب الأبيض.
- يكره لبس الثوب الأسود في الصلاة. ويكره الثوب الضيق والوسخ.


* الأنوار البهية، القمي، 319.
(1) أصول الكافي/ 1/ 512/ ح23.
(2) النساء: 103.
(3) سورة البقرة: 43.
(4) وسائل الشيعة، ج4، ص43.
(5) الوافي، ج7،ص22.
(6) وسائل الشيعة، ج2، ص273، حديث 5.
(7) بحار الأنوار، ج10، ص369.
(8) وسائل الشيعة، ج4، ص 124، حديث 17.
(9) الماعون: 4-5.
(10) الكافي، الكليني، ج3، 363.
(11) المؤمنون: 1-2
(12) بحار الأنوار، ج 81، ص 242.
(13) العنكبوت: 45.
(14) بحار الأنوار، ج 79، ص 198.
(15) بحار الأنوار، ج 79، ص 198.
(16) بحار الأنوار، ج 9، ص 301.

29-01-2015 | 14-30 د | 2723 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net