الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1119 - 10 محرم 1436هـ الموافق 04 تشرين الثاني 2014م
زينب عليها السلام نموذج النصرة

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع
- لوعة السيدة زينب في ساحة كربلاء.
- العقيلة تتفقّد استعداد الهاشميّين والأصحاب.
- الصديقة إلى جانب الحسين عليه السلام يوم العاشر.
- اللهم تقبّل منا هذا القربان.
- زينب عليها السلام تحفظ الإمامة.

الهدف:
التعرّف على مشاهد من نصرة السيدة زينب عليها السلام لأخيها الإمام الحسين عليه السلام في العاشر من المحرّم.

تصدير:
أنشد الإمام الحسين عليه السلام يوم العاشر من المحرم قائلاً:
يَـــــا دَهْـــــرُ أُفٍّ مِـــــنْ خَــلِيلِ
كَمْ لـَــــكَ بـِــالإشْرَاقِ وَالأصِيلِ
مِـــــنْ طـَـــالِبٍ وَصَـــــاحِـــــبٍ قتيل
وَالدَّهْــــرُ لاَ يَقْــــنَعُ بـــالْبَدِيــلِ


لوعة السيدة زينب عليها السلام في ساحة كربلاء

حينما سمعت عقيلة بني هاشم أخاها وبقية أهلها يعالج سيفه ويصلحه وهو ينشد هذه الأبيات التي ينعى فيها نفسه:
يا دَهْـــــرُ أُفٍّ مِـــــنْ خَــلِيلِ
كَمْ لـَــــكَ بـِــالإشْرَاقِ وَالأصِيلِ...


تقدّمت إلى الإمام الحسين عليه السلام وقد أيقنت أنّ أخاها عازم على الموت، فأمسكت قلبها الرقيق المعذّب ووثبت وهي تجرّ ذيلها وقد غارت عيناها بالدموع فقالت لأخيها:
«واثكلاَهُ، وَاحُزْنَاهُ، لَيْتَ الْمَوْتَ أَعْدمَني الْحَيَاةَ، يَا حُسَيْنَاهُ، يَا سَيِّدَاهُ، يَا بَقِيَّةَ أَهْلَ بَيْتَاهُ، اسْتَسْلَمْتَ لِلْمَوتِ وَيَئِسْتَ مِنَ الحَيَاةِ، الْيَوْمَ مَاتَ جَدِّي رَسُولُ اللهِ، الْيَوْمَ مَاتتْ أُمِّي فَاطمَةُ الزَّهْراءِ، وَأَبِي عَليُّ الْمُرْتَضى، وَأَخي الْحَسَنُ الزَّكِيُّ، يَا بَقِيَّةَ الْمَاضِينَ وَثِمالَ الباقينَ»(1).

العقيلة تتفقّد استعداد الهاشميّين والأصحاب

لم تهدأ عقيلة الرسالة، فقد هامت في تيارات مذهلة من الأسى والشجون، فكانت على علم أنّ ليلة العاشر من المحرم هي آخر ليلة لأهلها، وهم على قيد الحياة، وقد وجلت على أخيها فمضت تراقب خيم الهاشميّين والأصحاب، لتسمع ما يدور عندهم من حديث، فانبرت إلى خيمة أخيها قمر بني هاشم وقد اجتمع فيها فتيان بني هاشم، وقد أحاطوا بسيّدهم أبي الفضل، فسمعته يخاطب الهاشميّين قائلاً: «إخوتي وبني إخوتي وأبناء عمومتي، إذا كان الصباح فما تصنعون؟». فهبّوا جميعاً قائلين: الأمر إليك.

فقال لهم: «إنّ أصحابنا وأنصارنا قوم غرباء، والحمل ثقيل لا يقوم إلاّ بأهله، فإذا كان الصباح كنتم أوّل من يبرز للقتال، فنسبق أنصارنا إلى الموت لئلاّ يقول الناس قدَّموا أصحابهم..».

ولم ينتهِ من مقالته حتى هبّوا قائلين: نحن على ما أنت عليه.ثمّ مضت العقيلة إلى خيمة حبيب بن مظاهر عميد أصحاب الإمام، وقد أحاط به الأصحاب، فسمعته يحدّثهم قائلاً: يا أصحابي، إذا كان الصباح ماذا تفعلون؟ قالوا: الأمر إليك.إذا صار الصباح كنّا أول من يبرز إلى القتال، نسبق بني هاشم إلى الموت فلا نرى هاشمياً مضرّجاً بدمه، لئلا يقول الناس قد بدأوهم إلى القتال، وبخلنا عليهم بأنفسنا.واستجابت الصفوة الطاهرة لمقالة زعيمهم حبيب، وراحوا يقولون: نحن على ما أنت عليه.وسرّت زينب بوفاء الأنصار وتصميمهم على نصرة أخيها، وانطلقت العقيلة إلى أخيها فأخبرته بما سمعت من الهاشميّين والأنصار من الذود عنه، وحمايته من كل سوء ومكروه، وأخبرها الإمام أنّهم من أنبل الناس، وأنّ الله تعالى قد اختارهم من بين عباده لنصرته.

الصديقة إلى جانب الحسين عليه السلام يوم العاشر:

وقف أبو الأحرار في الميدان، وقد أحاطت به جيوش الأمويين وهو ثابت الجنان لم يوهن عزيمته مصارع أصحابه وأهل بيته وكان كالطود الشامخ، وقد روى الإمام زين العابدين عليه السلام صمود أبيه قال: كان كلّما يشتدّ الأمر يشرق لونه، وتطمئنّ جوارحه، فقال بعضهم: انظروا كيف لا يبالي بالموت، وقال عبد الله بن عمار: فوالله ما رأيت مكثوراً قط قد قُتل ولده وأصحابه أربط جأشاً منه، ولا أمضى جناناً منه، ووالله ما رأيت قبله ولا بعده مثله(2).

ومضى الحسين عليه السلام يودع عقائل النبوة، وسيّدات نساء الدنيا، ويأمرهن بالخلود إلى الصبر، ونظر إلى شقيقته زينب وهي غارقة بالدموع، فعزاها وأمرها بالصبر، وأن تقوم برعاية أطفاله، ولمّا أراد الخروج أحطنَ به السيّدات ليتزوّدن منه، وهنّ يذرفن أحرّ الدموع.وخرجت حفيدة الرسول من خبائها، وهي تندب أخاها بأشجى ما تكون الندبة وتقول: (ليت السماء وقعت على الأرض..). وصاحت بالخبيث الدنس عمر بن سعد قائلة: (يا عمر، أرضيت أن يقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه..). فأشاح الخبيث بوجهه عنها ودموعه تسيل على لحيته المشؤومة(3). ولم تعد العقيلة الطاهرة تقوى على النظر إلى أخيها وهو بتلك الحالة فانصرفت إلى خبائها لترعى النساء والأطفال. «اللهم تقبّل منا هذا لبقربان»

لما كان اليوم الحادي عشر وأراد ابن سعد حمل النسوة والأسرى من آل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى الكوفة، طلبن النسوة أن يمروا بهن على مصرع أبي عبد الله عليه السلام والشهداء، فمروا بهن، فلما نظرن إلى القتلى صحن ولطمن الوجوه، وأخذت زينب عليها السلام تندب أخاها الحسين عليه السلام وتنادي بصوت حزين وقلب كئيب: يا محمداه، صلّى عليك مليك السماء، هذا حسينك مرمَّل بالدماء، مقطَّع الأعضاء، وبناتك سبايا، و إلى الله المشتكى... ثم بسطت يديها تحت بدنه المقدس ورفعته نحو السماء وقالت: إلهي تقبَّل منَّا هذا القربان، وفي الحديث: أنها أبكت والله كل عدوٍّ وصديق(4).

زينب عليها السلام تحفظ الإمامة :


لما هجم الفجرة الجفاة على الإمام زين العابدين عليه السلام ، وكان مريضاً قد أنهكته العلة، فأراد الخبيث الأبرص شمر بن ذي الجوشن قتله فنهره حميد بن مسلم وقال له: سبحان الله أتقتل الصبيان، إنّما هو مريض.فلم يعن به الخبيث، ورام قتل الإمام إلاّ أنّ العقيلة سارعت نحوه، فتعلّقت به، وقالت: (لا يقتل حتى اُقتل دونه..)(5). فكفّ اللئيم عنه، ولولا السيّدة زينب لمحيت ذرية أخيها الحسين عليه السلام .وعندما رأت الإمام السجاد عليه السلام يجود بنفسه من شدة الألم وهول المنظر وفظاعة الفاجعة ، التي شهدها بأم عينه وهو مقيد على الجمال ، هنا ترقب زينب عليها السلام هذه الحالة التي أخذت الإمام عليه السلام وهي حالة وجدانية تصيب الإنسان من شدة الحزن... وليست حالة جزع كما وصفها الشيخ القرشي... حين رأت الحوراء زينب عليها السلام تلك الحالة قد ظهرت على الإمام عليه السلام بادرت إليه مسلية، وهي تقرأ ما يستبطن هذا المشهد المروع من أسرار لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم فقالت: (مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأخوتي... فوالله إن ذلك لعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى جدك وأبيك وعمك ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة ، لا نعرفهم فراعنة الأرض وهم معروفون في أهل السماوات إنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها ، وهذه الجسوم المضرجة ، وينصبون لهذا الطف علمًا لقبر أبيك سيد الشهداء، لا يدرس أثره ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيام ، وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الظلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا ظهوراً وأمره إلا علواً ).

ليلة الحادي عشر

وأقسى ليلة مرّت على حفيدة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هي ليلة الحادي عشر من المحرم، فقد أحاطت بها جميع رزايا الدنيا ومصائب الأيام، فقد تسلّحت بالصبر، وقامت برعاية أيتام أخيها، فقد سارعت تلتقط الأطفال الذين هاموا على وجوههم من الخوف، وتجمّع العيال في تلك البيداء الموحشة، وهي تسلّيهم وتصبّرهم على تحمل تلك الرزايا، وأمامها الأشلاء الطاهرة قد تناثرت في البيداء، وأحرقت أخبيتها، وقد أحاط بها أرجاس البشرية ووحوش الأرض. وقامت العقيلة في تلك الليلة القاسية فأدّت صلاة الشكر لله تعالى على ما حلّ بها وبأهلها من الكوارث والخطوب، طالبة من الله أن يتقبّل ما منيت به من الرزايا، وأن يثيبها على ذلك، ويتقبّل ما جرى عليها وعلى أخيها من المصائب(6). كما أدّت وردها من صلاة الليل، وقد استولى عليها الضعف فأدّت الصلاة من جلوس(7).

السلام على العقيلة المخدرة زينب بنت علي عليهما السلام وعلى إخوتها وأخواتها المسبيات ورحمة الله وبركاته.


(1) مقاتل الطالبيّين: 113.
(2) تاريخ ابن كثير 188:8.
(3) حياة الإمام الحسين عليه السلام 290:3.
(4) خطط المقريزي 280:2.البداية والنهاية 193:8.
(5) تاريخ القرماني: 108.
(6) زينب الكبرى: 62.
(7) حياة الإمام الحسين عليه السلام ، 309:3.

10-11-2014 | 12-14 د | 3352 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net