الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1113 - 27 ذو القعدة1435هـ الموافق 23آب2014م
مع الحج في القرآن الكريم

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع
-تمهيد
-الأهداف الكبرى للحج
-معنى الحج:
- الحج في الشريعة الإسلامية:

تصدير:
"الله الله في بيت ربّكم لا تخلوه ما بقيتم فإنّه إن ترك لم تناظروا". (الإمام علي عليه السلام )

الهدف:
درس الحجّ ليكون استمراراً للمدرسة الإسلامية لتربية روح الالتزام في الأُمّة الإسلامية.

تمهيد

قال تعالى: ﴿ وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ 1.

بعد أن ربَّت المدرسة الإلهية الناس المؤمنين على تكليفَين مهمين. أي: درس الصيام ودرس الجهاد، جعلت درساً آخر ألا وهو: درس الحجّ ليكون استمراراً للمدرسة الإسلامية لتربية روح الالتزام في الأُمّة الإسلامية.

من الأهداف الكبرى للحج

ومن الأهداف الكبرى للحج: صناعة التقوى، وذلك لأن واجبات الحج تشترك إلى حد بعيد مع واجبات الصيام، في أنها تفرض الابتعاد عن مجموعة من الشهوات العاجلة بوعي واختيار مما يقوي الإرادة والعزيمة، ويشحن الروح إيماناً.

والحج يشبه الجهاد أيضاً لأن فيه أخطار السفر واحتمالات الموت وصعوبات الأعمال ومن هنا جاء في الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام "الحج جهاد كل ضعيف".

معنى الحج:

الحج هو قصد الزيارة وقد حول القرآن الكريم كلمة "الحج" من معناها اللغوي العام "وهو الزيارة مطلقاً" إلى معنى اصطلاحي خاص، ليكون اسماً وعنواناً للعبادة المعينة وفق برنامج خاص في الشريعة الإسلامية. وأبونا آدم هو أول من اختطّ "البيت الحرام" ومارس لوازمه من مناسك وغيرها بتوجيه من الله لقصد العبادة، وبلوغ المغفرة، ونيل الفلاح لأن "حَجّ" بفتح الحاء وشد الجيم يكون بمعنى "أفلح" أو "بلغ المقام من البلد الحرام". روي أنّه سئل الإمام الباقر عليه السلام لم سُمي الحج؟فقال عليه السلام : "الحج الفلاح، يقال: حَجَ فُلان أي أفلح".

الحج في الشريعة الإسلامية:

هو جزء من العبادات ذات البعد الاجتماعي وذات المغزى العظيم روحياً، وهو يشبه الاعتكاف في كونه نقلة إلى الله تعالى، غير أنّ الاعتكاف نقلة فردية يعتكف بموجبها هذا الفرد أو ذاك في بيت من بيوت الله، والحج نقلة جماعية إلى بيت الله الآمن، بيت الإسلام، يجتمع فيه الجميع دون اختلاف في اللغة أو اللون أو العنصر أو المذهب، ويحترم فيه الجميع ويعطى للجميع حرية الحوار والنقد الذي يهدم ما فيه صناعة التفرقة، ويبني أواصر الأخوة الإسلامية عوضاً عن الهدم اللازم، وبذلك يكون أفضل أداة للوحدة الحقيقية، الوحدة القائمة على أساس التعارف والتحاور والتعاون.

الحق والتقوى:

من خلال الآيات المتقدمة، نرى أنّ الحديث عن الحج لا يتناول الجوانب الاجتماعية منه كما نجد ذلك في سورة الحج، بل يقتصر على الجوانب التربوية من الحج، لطبيعة السياق الذي يتحدث عن التقوى كميزة أساسية في الشخصية الإيمانية.ففي الآيات المذكورة نجد الحديث المباشر عن التقوى وبعض مظاهرها من فرض الرقابة الذاتية على الإنسان وإبعاده عن الجريمة والنفاق حيث تكررت كلمة التقوى عدة مرات.

فقبل كل شيء، يجب أن يكون الحج أو العمرة خالصاً لوجه الله، حيث أنّ العمل التكليفي الصحيح هو الذي يؤتى بقصد الإخلاص وخدمة الحقيقة فحسب، فلا يدخل فيه هدف آخر من تجارة أو سياحة أو رياء وهو العمل المزيف الذي يقصد منه سماع الناس أو رؤيتهم.ولذا نرى الإسلام أكد على الإخلاص في الأعمال كلها، وكره الرياء كراهة عميقة. قال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ 2.

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "لا يقبل الله تعالى عملاً فيه مثقال ذرة من الرياء". ويقول أمير المؤمنين عليه السلام : "طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء".

ولذا كان على الحاج أن يمتنع عن الزينة بكل مظاهرها، حتى أنّه لا يستطيع أن يحلق رأسه، وإذا منعه المرض عن متابعة رحلة الحج فعليه ألا يحلق رأسه إلا بعد أن يبعث بهديه (ذبيحته - أضحيته) إلى مكة، فإذا ذبحت استطاع أن يتحلل من إحرامه ويحلق رأسه، وعندما يضطر المريض إلى حلق رأسه، فعليه أن يفتدي حلقه إياه بصيام أو صدقة أو ذبيحة.الواجب الآخر في الحج، تقديم الهدي (الذبيحة سواء كانت شاة أو بقرة أو ابلاً) ومن لم يجد واحداً منها، فعليه أن يصوم عشرة أيام، ثلاثة في الحج وسبعة إذا عاد إلى بيته، وأهل مكة وما حولها لا يجب عليهم الهدي.كل هذه الفرائض الواجبة إنما هي من أجل تنمية روح التقوى في القلب والخوف من الله.

ثمّ تختم الآية الشريفة بالأمر بالتقوى، وبالتحذير من عقاب الله تعالى، فتقول: ﴿وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ 3.

ولعل هذا التأكيد يعود إلى أنّ الحجّ عبادة إسلامية هامة، وهدفها البعيد هو: ألا يتهاون المسلم في واجبات دينه، وأن يلتزم بحدوده لا يتقدم فيها قيد شعرة، لأنّ الله شديد العقاب.ومن هنا، لو تساهل المسلمون في أداء مناسكها أو نسوا روحها، فسيؤدي ذلك إلى أضرار كبيرة في كيان الأمة الإسلامية.والحج هو تلك العبادة التي أسماها أمير المؤمنين عليه السلام "علم الإسلام" و"شعاره" وقال عنها في وصْيته خلال الساعات الأخيرة من حياته:

"الله الله في بيت ربّكم لا تخلوه ما بقيتم فإنّه إن ترك لم تناظروا".

وأهمية الحجّ فهمها أعداء الإسلام أيضاً إذ صرّح أحدهم: "نحن لا نستطيع أن نحقق انتصاراً على المسلمين ما دام الحج منتعشاً بينهم". وأحد العلماء قال: "الويل للمسلمين إن لم يفهموا معنى الحجّ، والويل لأعدائهم إن استوعبوا معناه".
خاتمة

"اللهُمَّ ارْزُقْنِي حَجَّ بَيْتِك الحَرامِ فِي عامِي هذا وَفِي كُلِّ عامٍ ما أَبْقَيْتَنِي فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ وَسَعَةِ رِزْقِ، وَلا تُخْلِنِي مِنْ تِلْكَ المَواقِفِ الكَرِيِمَةِ وَالمَشاهِدِ الشَّرِيفَةِ، وَزِيارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَفِي جَمِيعِ حَوائِجِ الدُّنْيا وَالآخرةِ فَكُنْ لِي".


1- (البقرة/ 196)
2- (البينة/ 5)
3- (البقرة/196)

07-10-2014 | 16-14 د | 3061 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net