الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات
أدب الحديث مع الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف يومَ العيد
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

قال السيد ابن طاووس رحمه الله1:
 
وان أراد المتشرِّف باستقبال يوم العيد، أن يخاطب كرم المالك للتأييد والمزيد، فيقول: اللهم إن الملوك والأمراء قد وهبوا خِلعاً لمماليكهم وعبيدهم وجنودهم، ولو كان المماليك من الأغنياء، والعبد المملوك رأسه مكشوف من عمائم المراقبة التي تليق بكم، ومن ميازر الإخلاص التي تجب لكم، ومن ستر الإقبال عليكم، ومن الخلع التي تصلح للحضور بين يديكم، وثياب العبد المملوك خلقة بيد الغفلات، ودنسة من وسخ الشهوات، ولباس ستر عيوبه ممزق بيد إيثاره عليكم، ومغفر غفران ذنوبه مكسر بيد تهوينه بالاستغفار الذي يقربه إليكم، وعوراته مكشوفة وعثراته مخوفة. فهو متهتك في هذا العيد السعيد بسوء ملبوسه، وخجلان خزيان من ثياب نحوسه، فما أنتم صانعون بمملوك يقول بلسان حاله: إنا لله وإنا إليه راجعون
 
فأقول: اعلم أنه إذا كان يوم عيد الفطر، فإن كان صاحب الحكم والأمر متصرِّفاً في ملكه ورعاياه على الوجه الذي أعطاه مولاه، فليكن مُهنِّئاً له صلوات الله عليه بشرف إقبال الله جل جلاله عليه وتمام تمكينه من إحسانه إليه، ثم كن مُهنِّياً لنفسك ولمن يعزّ عليك وللدنيا وأهلها، ولكل مسعود بإمامته بوجوده عليه السلام، وسعوده وهدايته وفوائد دولته. وإن كان من يعتقد وجوب طاعته ممنوعاً من التصرف في مقضي رياسته، فليكن عليك أثر المساواة في الغضب مع الله جل جلاله مولاك ومولاه، والغضب لأجله، والتأسف على ما فات من فضله. فقد روينا بإسنادنا إلى أبي جعفر بن بابويه من كتاب من لا يحضره الفقيه وغيره، بإسناده إلى حنان بن سدير، عن عبد الله بن دينار، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: "يا عبد الله ما من عيد للمسلمين أضحى ولا فطر، إلا وهو يتجدد لآل محمد فيه حزن"، قال: قلت: ولم؟ قال: "لأنهم يرون حقّهم في يد غيرهم". وأقول: لو أنك استحضرت كيف كانت تكون أعلام الإسلام بالعدل منشورة، وأحكام الأنام بالفضل مشهورة، والأموال في الله جل جلاله إلى سائر عباده مبذولة، والآمال ضاحكة مستبشرة مقبولة، والأمن شامل للقريب والبعيد، والنصر كامل للضعيف والذليل والوحيد، والدنيا قد أشرقت بشموس سعودها، وانبسطت يد الإقبال في أغوارها ونجودها، وظهر من حكم الله جل جلاله الباهر وسلطانه القاهر، ما يهيج العقول والقلوب سروراً، ويملأ الآفاق ظهورها نوراً. لكنت والله يا أخي قد تنغصت في عيدك الذي أنت مسرور بإقباله، وعرفت ما فاتك من كرم الله جل جلاله وأفضاله، وكان البكاء والتلهف والتأسف أغلب عليك وأليق بك، وأبلغ في الوفاء لمن يعزّ عليك. وقد رفعت لك الآن، ولم أشرح ما كان يمكن فيه إطلاق اللسان، واعلم أن الصفاء والوفاء لأصحاب الحقوق عند التفريق والبعاد، أحسن من الصفاء والوفاء مع الحضور واجتماع الأجساد، فليكن الصفاء والوفاء شعار قلبك لمولاك وربك القادر على تفريج كربك.


[1] إقبال الأعمال: ج1، ص472.
 

14-08-2014 | 10-49 د | 1159 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net