الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
حضور الحق تعالى في سلوك المبلّغ
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

بسم الله الرحمن الرحيم

لا ينحصر "التبليغ" في كيفية حديث الشخص المبلغ، بل يشتمل على كافة سلوكياته الفردية والاجتماعية. من هنا يجب أن يهتم المبلغ بشخصيته "الفردية" و"الاجتماعية". وينبغي أن يلتفت إلى داخله ومعنوياته وتربية نفسه وتزكيتها وكذلك عليه الاهتمام بمعالجة المشكلات التي يعاني منها بعض الناس.

سنحاول في هذا المقال الاطلالة على مسألة ذكر الحق في سلوك المبلغ والداعي إلى الله عزوجل.

أ‌- ذكر الحق
المقصود من ذكر الحق عدم نسيان الله تعالى وعدم الغفلة عنه حيث يقوم المبلغ بهداية الناس وارشادهم إليه. والمبلغ ينبغي أن يكون ذاكراً لله تعالى في جميع أحواله، وأن يعتبر نفسه في محضر الحق، وأن يجري ذكره على لسانه بشكل مستمر، وأن يمتلك قصد التقرب وجلب رضاه فلا يغفل عنه لآن من الآنات.

يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: "وكن لله ذاكراً على كل حال"1.
إن الداعي إلى الطهارة والهادي إليها يجب أن يكون طاهراً بنفسه ذاكراً للحق على الدوام. إن الغفلة ولو للحظة واحدة عن الشارع المقدس يؤدي إلى الضعف في التبليغ والوعظ وعدم الحصول على النتائج المطلوبة.

يجب أن يدرك المبلغ عمق مفهوم "ذكر الله" وأن يتعرف على مظاهره وتجلياته، ليمارس وظيفته بمعرفة ومسؤولية.
وتظهر نتيجة ذكر الحق في التبليغ والارشاد الموجه للآخرين حيث يقودهم نحو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ب‌- المبلغون الذاكرون:
يتجلى "ذكر الله" في التبليغ على شكلين:
1 ـ أن يعتبر المبلغ أثناء التبليغ أن الله تعالى حاضر وناظر على أعماله ولا يغفل عنه لحظة.
2 ـ أن لا ينسى المبلغ والواعظ أمرين في جميع أحواله وآنات حياته وفي خلواته وجلواته:

ألف ـ أن يجري ذكر الله دائماً على لسانه.

ب ـ أن يبدأ أعماله ونشاطاته باسم الله وأن يتوكل عليه.

ج‌- في محضر الحق:
يقول العارف الكامل الشيخ محمد بهاري الهمداني: "... والأمر الآخر أن لا يغفل عن مولاه على الاطلاق، وينبغي أن يعرض عمله عليه ليعلم جوابه وقبوله...وينبغي أن يكون القلب معه دائماً، ألا ترون أن الحكام مهما تنقلوا في المدن تبقى قلوبهم في العاصمة" 2.

يتحدث العالم الأخلاقي السيد جعفر الكشفي رحمه الله حول خصائص علماء الدين والمبلغين، ويقول: "ينبغي أن يراقبوا أنفسهم ويراقبوا الله تعالى في جميع الحركات والسكنات، بحيث يجدون أنفسهم يشاهدون الله، وإذا لم يشاهدوه، فإنهم موقنون بأن الله تعالى يراهم. وينبغي أن يكون كلامهم مطابقاً لعملهم وأن يراعوا آداب الحضور والتعظيم والخشية، ولا يرموا من وراء تعليم الناس سوى القرب من الحق ونشر العلم واظهار الحق وبيان الشرع وتقوية الدين ورضى الله، وثواب الآخرة وخلافة الله ورسوله والأئمة المعصومين عليهم السلام وأن ينزهوا أنفسهم عن الدنيا والحرص والطمع وطول الأمل والتزكية..."3.

يقول العارف العلامة الفيض الكاشاني: "ينبغي على المبلغ أن لا يغفل عن ذكر الله في أي حال، بل عليه المواظبة عليه. عليه أن لا ينسى الله عند القيام وعند القعود والنوم وحضور الناس والخلوة وعند الأكل والشرب والعمل والجهد..."4.

رحيم كاركر


1- أمالي الشيخ الطوسي، ص8.
2-تذكرة المتقين، ص131.
3- ميزان الملوك والطوائف، ص154 ـ 155.
4-أذكار القلوب، ص17.

28-12-2012 | 03-28 د | 1864 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net