ذِكْرُ
الطُّفُوْفِ
وَيَوْمُ
عَاشُوْرَاءِ
وَتَذَكُّرِيْ
رُزْءَ الحُسَيْنِ
بِكَرْبَلَا
لَمْ أَنْسَهُ
لَمَّا سَرَىْ
مِن يَثرْبٍ
للهِ كَمْ
جَالُوا هُنَاكَ
مَن بِفَدْفَدٍ
حَتَّى أَتَوْا
أَرْضَ الطُفُوْفِ
فَدَتْهُمُ
وَيْلَاهُ إذْ
وَقَفَ الجَوَادُ
وَلَمْ يَسِرْ
يَا قَوْمُ مَا
اسْمُ الأَرْضِ
قالوا نَيْنَوَىْ
قَالُوْا
تُسَمَّى
كَرْبَلَا
فَتَنَفَّسَ
الصُّعَـ
حُطُّوا الرِّحالَ
فَذَا مَحَطُّ
خِيَامِنَا
وَبِهَذِهِ
يَغدُوْ جَوادِيَ
صَاهِلاً
وَبِهَذِهِ
أغْدُوْ
لِطِفْلِيَ
حَامِلاً
|
مَنَعَا
جُفُوْنِيْ
لَذَّةَ
الإِغْفَاءِ
أَغْرَىْ دُمُوْعَ
العَيْنِ
بالإِجْرَاءِ
بِعِصَابَةٍ مِن
رَهْطِهِ
النُّجَبَاءِ
تَكْبُو
الرِّيَاحُ بِهِ
مِنَ الإِعْيَاءِ
أَرْضُ
الطُّفُوْفِ
وَأَرْضُ كُلِّ
بَلَاءِ
فَغَدَا يَقُوْلُ
لِصَحْبِهِ
الخُلَصَاءِ
قَالَ أوْضِحُوْا
عَنْهَا بِغَيْرِ
خَفَاءِ
ـدَاءِ وَقَالَ
هُنَا مَحَلُّ
فَنَائِي
وَهُنَا تَكونُ
مَصَارِعُ
الشُّهَدَاءِ
مُرْخَى العِنَانِ
يَجُوْلُ فِي
البَيْدَاءِ
فِي الكَفِّ
أَطلُبُ جَرْعَةً
مِنْ مَاءِ |
شعبيّ:
انكان هذي كربلا
بشروا بلايه
لازم بجانب
هالنهر نقضي
ظمايا
انكان اسمها
كربلاء هاي
الفيافي
حطّوا ولا تخطوا
ترى وعد النبي
حان
وفيها ترض صدري
حوافر خيل سفيان |
نزلوا تره لاحت
علامات المنايه
واجسادنا تبگى
على الغبرة سليبة
ملزوم تلف
أرواحنا فيها
نوافي
جدّي وعدني
بهالأرض اندفن
عطشان
وبيها العدى
يسلّبوا حرم صفوة
المختار |
بلغ الحسين عليه السلام
أنّ يزيد أمَّر عمرو بن
سعيد بن العاص الأشدق على
الحج وأوصاه بقبض الحسين
عليه السلام سرّاً وإن لم
يتمكّن منه يقتله غيلة,
ودسّ بين الحجيج ثلاثين
رجلاً من شياطين بني
أميّة وأمرهم باغتيال
الحسين عليه السلام ولو
كان متعلّقاً بأستار
الكعبة.
فعزم على الخروج من مكّة
إلى العراق امتثالا للأمر
الإلهيّ, وبعد قيام
الحجّة بوجود الناصر هناك
وخشية من استباحة
حرمة البيت الحرام والبلد
الحرام بسفك دمه الطاهر
الحرام في الشهر الحرام.
فجاءه الناصحون ليثنوه عن
ذلك ومن بينهم ابن عمّه
عبد الله بن العبّاس فقال
له الحسين عليه السلام:
يابن العمّ, إنّي أعلم
أنّك ناصح مشفق, ولكن قد
أزمعت وأجمعت على المسير
وهذه كتب أهل الكوفة
ورسلهم وقد وجبت عليَّ
إجابتهم وقام لهم العذر
عند الله سبحانه, ثمّ قال
عليه السلام: يا بن العمّ
ما تقول في قوم أخرجوا
ابن بنت رسول الله عن
وطنه وداره.. لا يستقرّ
في قرار ولا يأوي إلى
جوار يريدون بذلك قتله
وسفك دمه وهو لم يشرك
بالله شيئاً ولا اتّخذ
دونه وليّاً ولم يرتكب
منكراً أو إثماً؟ فقال
ابن عبّاس: ما أقول فيهم
إلّا أنّهم كفروا بالله
ورسوله ثمّ قال: جعلت
فداك يا حسين إن كان لا
بدّ من المسير إلى الكوفة
فلا تسر بأهلك ونسائك
وصبيتك فوالله إنّي لخائف
أن تقتل وهم ينظرون إليك!
فقال الحسين عليه السلام:
إنّي رأيت رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم في
منامي وقد أمرني بأمر لا
أقدر على خلافه وإنّه
أمرني بأخذهنّ معي, يا بن
العمّ, وإنهنّ ودائع رسول
الله ولا آمن عليهنّ أحداً
وهنّ لا يفارقنني أبداً.
فسمع ابن عبّاس بكاءً من
ورائه وقائلة تقول -
وكأنّي بها الحوراء زينب
-: "يا بن عبّاس تشير
على شيخنا وسيّدنا أن
يخلفنا ها هنا ويمضي وحده؟
لا والله بل نحيا معه
ونموت معه وهل أبقى لنا
الزمان غيره؟"
نعم أيّها المؤمنون رحل
الحسين عليه السلام عن
مكّة في الثامن من ذي
الحجّة وحمل معه عياله
وأخواته بنات الرسالة
اللّاتي خرجن من الحجاز
بكلّ عزّ واحترام وبحماية
أبي الفضل العبّاس حامي
الضعينة....
هكذا كانت حالهم يوم
الخروج من الحجاز فما
حالهم يوم أخرجوا من
كربلاء بعدما وقعت
الواقعة وأراد رجال بن
سعد أن يركبوا بنات رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم فقالت زينب لابن سعد:
ويلك يا بن سعد سوّد الله
وجهك أتأمر الأجانب أن
يركبونا ونحن بنات رسول
الله؟! قل لهم فليتباعدوا
عنّا حتّى يُركِب بعضنا
بعضاً، فأركبت الحوراء
زينب النساء والأطفال
بمساعدة أختها أمّ كلثوم
حتّى بقيتا معاً, وكأنّي
بزينب قالت لأمّ كلثوم:
أختاه تقدّمي لأُركِبك،
فقالت لها: لا يا أختاه
اركبي أنت أوّلاً, فقالت
زينب عليها السلام: لا بل
أنت اركبي, فقالت أمّ
كلثوم: أختاه إن
أنا ركبت فأنت من
يُرْكِبُكِ؟! فردّت عليها
غصّتها وتذكّرت حاميها
وكفيلها أبا الفضل
العبّاس الذي أركبها يوم
خروجها من المدينة..
وين الذي ينغر
علينه
وان كان ما يعرف
ولينه
ويسراه مقطوعه
ويمينه
يقله يلجبتنا امن
المدينه
شوف الزمان اشعمل
بينه
انت طحت واحنه
انسبينه
انا ما ريدك
تشوفين راسي وسهم
عيني
لا ينصدع قلبك
يـزينب يا ام
الاحزان |
يوصل لعد حامي
الضعينه
العلامه السهم
نابت ابعينه
وبالعمد راسه
صايبينه
اخلافك يبو
الغيره انولينه
خـلاك عالشـاطي
رهينه
يقللـها يـزينب
لا تجينـــي
ما ريدك تشوفين
يسراي ويميني |
عندك يبو فاضل
يخويه
حرمه بلا والي
واليحدي للناقة
زجر
ترضى يذلوني
خويه الفواطم
بالدرب
عقبك يواليها
وتروح تاليها
بيسر
ترضى يذلوني
انته الجبتنه امن
الوطن |
اشتكي حالي
والشمر يبرالي
عباس يا عيوني
وللشام يهدوني
يا هو اليباريها
يا ويلي عليها
عباس يا عيوني
وللشام يهدوني
وتكفلت بينه |
بيدك تبارينه
ما بين عدوان او
كفر
ترضى يذلوني |
واهسا تخلينه
عباس يا عيوني
وللشام يهدوني |
ولعلّ من أشدّ المواقف
شجاً وأسى لقاء الحوراء
زينب لدى رجوعها إلى
المدينة بأمّ البنين أمّ
أبي الفضل العبّاس ولسان
حالها:
أنا أمّ الأربعة
الراحوا ولا جوا
اشكثر ونوا على
الغبرا ولاجوا |
عقبهم أرض ما
تلمني ولا جو
ارفعوا راسي
ابجهاد الغاضريه |
ويصوّر الشاعر حواراً بين
أمّ البنين والحوراء
زينب:
تقللها ارد انشدك
يا ضوه العين
اخافن قصروا عن
نصرة احسين |
عن عباس واولادي
الميامين
تقللها يم البنين
اشتقولين |
ثلاثتنعام من
اخوتي الطيبين |
تفانوا بالحرب في
نصرة احسين |
لا تَدْعُوَّنِّي - وَيْكِ
- أُمَّ البَنِينِ...
يا الله
|