الليلة الثامنة

حسن الظن وتعزيز الثقة

- الهدف:
التأكيد على أهمية حسن الظن في قيام المجتمع المؤمن وتناصره وتعاونه، لأن حسن الظن هو ركيزة الثقة التي هي ركيزة الاجتماع الإنساني.

- تصدير الموضوع:
قال تعالى:
 ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ...1.

- محاور الموضوع:
وحدة الفكر أساس:
فإن الناس حين يكونون على شريعة وآداب واحدة، فإنهم سيتصرفون بطريقة متشابهة، وسيتوقع كل واحد منهم ما ستكون عليه ردة فعل الآخر حين يتعامل معه


52


بمختلف المعاملات.

- قال تعالى:
 ﴿إِنَّ  هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ.

المؤمن خير كله:
- قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا أنبئكم لم سمي المؤمن مؤمناً؟ لإيمانه الناس على أنفسهم وأموالهم"2.

الثقة أساس حسن الظن:
لأن الثقة هي أنك ترجو من أخيك كل خير، فهو لأنه مؤمن لن يغشك ولن يغدر بك ولن يغضب الله في شيء من أمورك، لذا فإنك ستحسن الظن به ولن تتهمه فتقدم على التعامل معه وتسليم أمورك إليه.

- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من كان مسلماً فلا يمكر ولا يخدع، فإني سمعت جبرائيل يقول: إن المكر والخديعة


53


في النار"3.

- وقال الإمام علي عليه السلام: "أفضل الإيمان الأمانة، أقبح الخلق الخيانة"4.

حسن الظن ضرورة إنسانية:
فولا أن الناس مهما كان دينهم قد تعارفوا على ضوابط للسلوك يرجون التزام الآخر بها ومراعاتها في ما عليه من واجبات وفي ماله من حقوق، لما أمكن قيام شيء من العلاقات الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية.

- قال علي عليه السلام: "حسن الظن يخفف الهم وينجي من تقلد الإثم"5.

ولكن الحذر مطلوب:
أولاً:
لأن المؤمن عرضة للزلل، فقد تغريه المطامع بالإثم والعدوان.

وثانياً: لأن الظاهر لا ينبي دائماً عن الباطن، فقد يخفي ذلك الإنسان الجيد في ظاهره قلباً مظلماً وروحاً شريرة.


54


وثالثاً: حين يفسد الزمان ويقل الإيمان.

- قال الصادق عليه السلام: "إذا كان الزمان زمان جور، وأهله أهل غدر، فالطمأنينة إلى كل أحد عجز"6.

الحمل على الصحة من أهم حقوق الأخوة:
فهي خلاصة كل القيم التي ترتكز عليها الأخوة.، محبة وتقديراً ونصحاً وثقة، وإن من كان هذا حاله مع أخيه فسوف يمحضه الثقة ويحسن به الظن.

- قال علي عليه السلام: "ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه م يغلبك، ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً"7.

أنصار الحسين عليه السلام مصداق الوفاء والوثاقة
لقد جسد هؤلاء الأحرار المصداق البارز للوفاء و الثقة المطلقين في مواقفهم قولاً و عملاً حتى قال فيهم المولى ابي عبد الله عليه السلام:" اللهم اني لا اعلم أصحابا أوفى من أصحابي، و لا اهل بيت ابر من هل بيتي"، وأجاب أخته زينب عليها السلام ليلة العاشر و هي


55


تعبر له عن خشيتها من أن يسلمه هؤلاء الأصحاب عند احتدام المعركة:" هل استعلمت من أصحابك نياتهم؟" فأجابها بكل ثقة واطمئنان:" لقد اختبرتهم فلم احد فيهم إلا الأشوس الاقعص".

مجتمع المقاومة مجتمع الثقة و حسن الظن
عندما تنشغل المقاومة الإسلامية الشريفة بمواجهتها مع الأعداء المتربصين بالإسلام وأهله شرا فمن حقها علينا كمجتمع حاضن لها ان نحصن جبهتها الداخلية وان نحمي ظهرها وان نبعد القلاقل والمشاكل عنها.

وهذا يتطلب منا أن نعزز حسن ظننا ببعضنا البعض وأن نكون عند حسن ظن مقاومتنا الشريفة بنا فنحفظ تضحياتها بتعزيز تماسكنا وتكاتفنا وتراحمنا.


56


هوامش

1- الحجرات،12.
2- بحار الأنوار، ج46، ص06.
3- وسائل الشيعة، ج21، ص142.
4- ميزان الحكمة، ج1، ص412.
5- ميزان الحكمة، ج2، ص5871.
6- ميزان الحكمة، ج2، ص9851.
7- الكافي، ج3،ص263.