الليلة الثانية

القيام بالعدل

- الهدف:
بيان ارتكاز الوجود الكوني، وبخاصة الحياة الإنسانية، على العدل الذي به تنتظم الأمور وتتحقق الأهداف.

- تصدير الموضوع
 قال تعالى:
﴿شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ1.

- محاور الموضوع:

أ ـ معنى العدل:

هو إعطاء كل ذي حق حقه، ومنع الآخرين من العدوان عليه ليبقى له وليسعد به.


16


ب- شمول العدل:
ما دام لكل شيء قانونه المودع فيه، وهدفه الذي يسعى إليه، فإن العدل مطلوب في الطبيعة بترك الجور عليها، وحفظ توازن بيئتها، ومطلوب مع النفس فيلزمها شريعة الله تعالى، ومطلوب مع الآخر بإيفائه حقه.

- قال تعالى:
﴿شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ2.

ج- الصراع الأزلي بين العدل والظلم:

فإنه لا يقوم العدل ولا يزدهر إلا بقدر ما يتضاءل الظلم ويضعف، ولا يقوم كيان العدل ويبنى إلا بالعدم الدائم لكيان الظلم ومواجهته.

- قال تعالى:
﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ3  ﴿لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ 4 ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ5.


17


هـ- العدل يبدأ من النفس أولاً:
فإن المؤمن حين تعمر نفسه بالإنصاف والتواضع أمام أصحاب الحقوق، من أهل وجيران وإخوان وعاملين معه، ويأنف من ظلمهم، ويحب لهم ما يحب لنفسه من العدل والخير، نبدأ الخطوة الأهم في بناء مجتمع العدالة، وتالياً مجتمعاً محصناً أمام مختلف التحديات.

- عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ما كرهته لنفسك فاكرهه لغيرك، وما أحببته لنفسك فاحببه لغيرك، تكن عادلاً في حكمك مقسطاً في عدلك، مُحباً في أهل السماء، مودوداً في صدور أهل الأرض"6.

- وعن الإمام علي عليه السلام: "غاية العدل أن يعدل المرء في نفسه"7.

و- الحسين عليه السلام تجسيد لمنهج العدل:

فقد كان عليه السلام التجسيد الواقعي لمفهوم العدل في مختلف الميادين: مابينه و بين نفسه ومابينه و بين الناس


18


وما بينه وبين الله تعالى. وهذا ما نلمحه بوضوحه في كلماته المتفرقة:

- في جوابه لأهل الكوفة: فلعمري ما الإمام إلا الحاكم بالكتاب، القائم بالقسط، الداين بدين الحق، الحابس نفسه على ذات الله، والسلام".

- في كلامه مع معسكر الكوفيين قبيل المعركة: " أيّها الناس، إسمعوا قولي، ولا تعجلوا حتى أعظكم بما يحقّ لكم عليّ ّ، وحتّى أُعذر إليكم، فإن أعطيتموني النّصف كنتم بذلك أسعد، وإن لم تعطوني النصف من أنفسكم فأجمعوا رأيكم ثمّ لا يكن أمركم عليكم غُمّة ثم إقضوا إلّي ولاتنظرون، إنّ ولييّ الله الذي نزّل الكتاب وهو يتولى الصالحين"

ز- مجاهدو المقاومة الإسلامية هم رواد العدالة الإنسانية في هذا العصر:
لقد جسد هؤلاء الأبطال هذه القيم الراقية من رفض الظلم و مواجهة الطواغيت و الوقوف بوجه الفساد و الاحتلال فكانوا بحق رواد العدالة في هذا العصر


19


و الحجة على الشعوب في مختلف أرجاء الأرض و هو ما حدا بالإمام الخميني (رض) إلى اعتبار جهادهم حجة على العلماء في هذا العصر.

- نموذج الوقوف إلى جانب الانتفاضة الفلسطينية

- نموذج الوقوف إلى جانب المظلومين و المستضعفين

- نموذج مجابهة الاحتلال الإسرائيلي

- نموذج مواجهة الحكومة الفاسدة والمتآمرة.


20


هوامش

1- آل عمران،18.
2- آل عمران،18.
3- الأنبياء،16.
4- الأنبياء،17
5- الأنبياء،18.
6- بحار الأنوار، ج47، ص76.
7- مستدرك الوسائل، ج11، ص813.