الليلة العاشرة

الاهتمام بأمور المسلمين

- الهدف:
حث المؤمنين على وعي قضاياهم، ومعرفة عدوهم، والتعرف على شؤون المسلمين وشجونهم، والعزم على القيام بمسؤولية النصرة كلما لزم الأمر، والتواصي بالحق والصبر.

- تصدير الموضوع:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، ومن لم يصبح ويمسي ناصحاً لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منهم"1.


64


- محاور الموضوع:
الأمة الواحدة:
هو الأثر الطبيعي لوحدة العقيدة والشريعة التي يلتزمهما المسلمون، وخاصة ما تجلى عنهما من مساواة بين الناس مهما كانت ألوانهم ولفغاتهم وأوطانهم.

في المأثور من حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله: "الناس سواء كأسنان المشط"2 وقوله: "لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى"3.

المجتمع أولاً:
لأن الناس لا يستغني بعضها عن البعض الآخر، ولا يجوز للمسلم أن يتزهد ويعتزل الناس فيعيش على هامش حياتهم.. ولو كانت عزلته من أجل العبادة.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "... إن الله تبارك وتعالى لم يكتب علينا الرهبانية، إنما رهبانية أمتي الجهاد في سبيل الله"4.


65


المؤمن الحق:
هو ذاك الذي تبقى عينه على من حوله، فيستشعر آلامهم، ويقضي حاجاتهم، ويخفف عنهم، ويكون دائماً حاضراً فيهم.

عن الصادق عليه السلام: "المؤمنون في تبارهم وتراجمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى تداعى له سائره بالسهر والحمى"5

كلكم راع:
حقيقة اجتماعية كبرى يتجسد فيها اهتمام المسلمين ببعضهم في جميع الحالات، فإن المسؤولية الشاملة لن يقف أثرها عند الغير، بل سيكون الفرد سعيداً بما سيناله من خير من سعادة من حوله.

قال تعالى:
﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ6.


66


وعن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: "من كمال السعادة السعي في صلاح الجمهور".

نداء الحسين عليه السلام:
لقد صدح نداؤه عليه السلام عالياً في أرجاء الصحراء الكربلائية معلنا صرخة الحق في وجه الباطل وداعياً الأمة ومستنهضاً لها:
" إنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر"

" و يزيد رجل فاسق فاجر، قاتل للنفس المحترمة، ومثلي لا يبايع مثله"

" من كان منكم باذلاً فينا مهجته، موطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فاني راحل مصبحاً إنشاء الله".

لكل عصر يزيده:
في كل عصر يصول الباطل و يجول محاولاً طمس معالم الحق وأهله فيقيد الله له رجالاً لا تأخذهم في الله لومة لائم فيقفون في وجهه متصدين ومتحدين


67


كما جرى في عصرنا هذا على أيدي مجاهدي المقاومة الإسلامية للتأكد الكلمة الخالدة لمولى الموحدين علي بن أبي طالب عليه السلام يوم الجمل:
" نعم ولقد شهد موقفنا هذا قوم في أصلاب الرجال وأرحام النساء سيرعف بهم الزمان ويقوى بهم الإيمان".


68


هوامش

1- ميزان الحكمة، ج4، ص1823.
2- ميزان الحكمة، ج4، ص4933.
3- ميزان الحكمة، ج4، ص9263.
4- بحار الأنوار، ج8، ص071.
5- بحار الأنوار، ج8، ص002.
6- التوبة،71.