الليلة الثامنة

عنوان المحاضرة:

مدرسة البلاء


الهدف:

كيف نفهم البلاء ونتعاطى معه ونتعلم منه‏

تصدير الموضوع:

﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ.

محاور الموضوع:

أ- معنى البلاء:

البلاء لغةً هو: الإختبار ويكون بالخير والشر، يقال ابتلاه الله بلاءً حسناً.

قال تعالى:
﴿وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً 1.

وقال عز وجل:
﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا 2.


52


ب- لمن البلاء؟

1- البلاء لكل الناس، عن الإمام علي "عليه السلام": "إن البلاء للظالم أدب وللمؤمن امتحان وللأنبياء درجة".

2- المؤمن أولى بالبلاء، عن الإمام علي "عليه السلام": "إن البلاء أسرع إلى المؤمن التقي من المطر إلى قرار الأرض".

ج- فوائد البلاء:

1- تنمية معنوية للمؤمن للإيمان: عن النبي‏"صلى الله عليه وآله": "إن الله يغذي عبده المؤمن بالبلاء كما تغذي الوالدة ولدها باللبن".

وعنه "صلى الله عليه وآله": "إن الله ليتعهد عبده المؤمن بأنواع البلاء كما يتعهد أهل البيت سيدهم بطرق الطعام".

2-
قمع للكبر، وعنه "صلى الله عليه وآله": "لولا ثلاثة في ابن آدم ما طأطأ رأسه شي‏ء المرض والموت والفقر وكلهن فيه وانه لمعهن لوثّاب".


53


3- تمحيص للذنوب، عن الإمام علي "عليه السلام": "الحمد لله الذي جعل تمحيص ذنوب شيعتنا في الدنيا بمحنتهم لتسلم بها طاعتهم ويستحقوا عليها ثواباً".

4- الكرامة الإلهية، عن الصادق "عليه السلام": "إن بلاياه محشوة بكراماته الأبدية ومحنه مورثة رضاه وقربه ولو بعد حين".

5- فيه صلاح العبد، عن الصادق "عليه السلام": "فيما أوحى الله لموسى: وأنا أعلم بما يصلح عليه عبدي فليصبر على بلائي وليشكر نعمائي وليرضَ بقضائي".

د- كيف نتعاطى مع البلاء؟:

1- التسليم والصبر، قال تعالى:
﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ.

وورد في الحديث: "فليصبر على بلائي وليشكر نعمائي وليرضَ بقضائي".


54


وعن الإمام علي "عليه السلام": "قل عند كل شدّة: "لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم، تكفه".

وعن الإمام الباقر "عليه السلام": "ما أبالي أصبحت فقيراً أو غنياً لأن الله يقول: لا أفعل بالمؤمن إلاّ ما هو خير له".

ه- الأولياء والبلاء:

1- الإمام الكاظم "عليه السلام": "لن تكونوا مؤمنين حتى تعدوا البلاء نعمة والرخاء مصيبة وذلك أن الصبر عند البلاء أعظم من الغفلة عند الرخاء".

2- الإمام الصادق‏"عليه السلام": "إنما المؤمن بمنزلة كفة الميزان كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه" و"أكثر الناس بلاءً، الأنبياء ثم الأولياء ثم الذين يلونهم الأمثل فالأمثل".

3- لما حمل علي بن الحسين "عليه السلام" إلى يزيد بن معاوية فأوقف بين يديه قال يزيد (لعنه الله): (ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم).


55


فقال الإمام علي بن الحسين "عليه السلام": "ليست هذه الآية فينا، إن فينا قول الله عز وجل ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا".

و- البلاء لوحة جمال:

الإمام الحسين "عليه السلام": "هوَّن ما نزل بي أنه في عينك يارب"

قال ابن زياد (لعنه اللّه) للسيدة زينب "عليها السلام" بعد سوقها أسيرة إلى قصره في الكوفة: كيف رأيتِ صنع الله بكم.

قالت "عليها السلام": "ما رأيت إلاّ جميلاً".

مراجع للإستفادة:

1- مقتل الحسين، للسيد القرِّم.

2- ميزان الحكمة، الشيخ الريشهري.


56


هوامش

1- الأنفال،17
2- الملك،2