الليلة السابعة

عنوان المحاضرة:

الإيثار


الهدف:

تحفيز الناس على الإيثار بما يحبون في سبيل الله تعالى.

تصدير الموضوع:

قال تعالى:
﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ1

محاور الموضوع:

أ- معنى الإيثار:

إيثار الشي‏ء تفضيله على غيره، فإيثار الغير بمعنى تقديم الغير على النفس.

ب- مكانة الإيثار:


عن أمير المؤمنين "عليه السلام":

"الإيثار أعلى الإيمان".

"الإيثار أشرف الكرم".


46


 "الإيثار أفضل عبادة وأجمل سيادة".

روي أن الله تعالى أوحى لنبيه موسى "عليه السلام": "يا موسى لا يأتيني أحد منهم قد عمل به (أي بالإيثار) وقتاً من عمره إلا استحييت من محاسبته وبوأته من جنتي حيث يشاء".

ج- صفات المؤثرين:

1- كاملون:
عن الإمام الصادق "عليه السلام" في وصف الكاملين من المؤمنين: "هم البررة بالإخوة في حال العسر واليسر، المؤثرون على أنفسهم في حال العسر كذلك وصفهم الله تعالى
﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ.

2-
أهل الأعراف: عن الإمام علي "عليه السلام": "المؤثرون رجال من الأعراف".

د- كيف نصل إلى أهل الإيثار:

1- اليقين بفضل الله تعالى، فعن الرسول الأكرم‏"صلى الله عليه وآله": "من أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة".


47


قال الله عز وجل: ﴿وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ.

2- مقارعة هوى النفس، فعن الإمام الصادق‏"عليه السلام": "لا تدع النفس وهواها، فإن هواها في رداها، وترك النفس وما تهوى أذاها، وكف النفس عما تهوى دواها".

ه- نماذج أهل الإيثار:

1- الإمام علي "عليه السلام"، الذي آثر حياة رسول الله "صلى الله عليه وآله" على حياته ليلة مبيته في فراش النبي "صلى الله عليه وآله"، فباهى الله تعالى به الملائكة وأنزل فيه:
﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ... 2
s
2- إيثار أهل البيت "عليه السلام"، عندما أطعموا المسكين واليتيم والأسير مما يحبون ويحتاجون للإفطار به عندما كانوا صائمين فأنزل الله تعالى فيهم:
﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا.


48


3- إيثار أبي الفضل العباس "عليه السلام" في كربلاء، إذا تذكر عطش الإمام الحسين "عليه السلام" عندما وصل إلى الماء فرماه وأنشد قائلاً:

يا نفس من بعد الحسين هوني‏    وبعده لا كنت أن تكوني‏

هذا الحسين وارد المنون‏      وتشربين بارد المعين‏

4- إيثار مجاهدي المقاومة الإسلامية، كان أحد أفراد المقاومة الإسلامية ضيفاً يتناول إفطاره بعد ليلة حافلة بالعمل الجهادي عند الشهيد الحاج حسين جواد وفيما كان الحاج حسين جواد في الحمّام يزيل ما علق على ثيابه وبدنه من وحول ليلة أمس وإذ ارتفعت فجأةً أصوات من الخارج وتوقفت سيارات بسرعة أمام المنزل، ثمّ أندفع جنود الاحتلال داخل البيت يصرخون وقد شهروا بنادقهم في وجه المجاهد قائلين: مين حسين جواد! فأجابهم المجاهد بهدوء وبدون تردد: أنا حسين جواد فيما كان


49


نفس الحاج حسين جواد لا يزال في الحمام حذراً من احتمال اقتحام المكان عليه، ولكن الجنود ما لبثوا أن غادروا المنزل وقد كبّلوا يدي أسيرهم الموهوم (حسين جواد) ووضعوا كيساً في رأسه.

مراجع للإستفادة:

1- أصول الكافي، الشيخ الكليني، ج‏2.

2- تفسير الميزان، السيد الطباطبائي، ج‏3.

3 -جامع السعادات، الشيخ النراقي، ج‏3.

4- مقتل الحسين، للسيد المقرّم.

5- ميزان الحكمة، الشيخ الريشهري.


50


هوامش

1-الحشر،9.
2- البقرة،207.