الليلة التاسعة

عنوان المحاضرة:

حول القاسم بن الحسن‏"عليه السلام"


الموعظة:

الإخلاص في نهضة كربلاء


الهدف:

حث الناس على الإخلاص لله تعالى.

تصدير الموضوع:

﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا.

محاور الموضوع:

أ- قيمة العمل ببعده الباطني:

للعمل بعدان: ظاهري وهو ما يظهر للناس من البناء والفخامة والكثرة، وبعد باطني وهو الخلفية التي ينطلق منها العامل.

قيمة العمل عند الله تعالى تتحقق بحسنه لا بشكله وكميته (أحسن عملاً) والعمل الحسن الذي ينطلق من الإخلاص لله تعالى.

فعن الإمام الصادق "عليه السلام": "ما كان لله فهو


114


لله، وما كان للناس فلا يصعد إلى الله".

ب- قصة وتعليق‏

دخل فقير إلى مسجد رسول الله "صلى الله عليه وآله" وطلب من المسلمين صدقة فلم يعطه أحد، فرفع يديه إلى السماء وقال: (اللهم إني دخلت مسجد نبيك ولم يتصدق عليّ أحد من المسلمين)، وكان الإمام علي "عليه السلام" يصلي، فأشار إلى الفقير بيده أثناء الصلاة وناوله الخاتم الذي كان يلبسه، فأنزل الله تعالى في هذه الأثناء على خاتم رسله "صلى الله عليه وآله":
﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ1.

وقد اعتبر بعض من قرأ هذه القصة أن الإمام علي "عليه السلام" لم يتصدق بخاتم عادي لأنه لا يعقل نزول هكذا آية عظيمة بخاتم لا قيمة كبيرة له، فقالوا: إن قيمة خاتم علي "عليه السلام" هذا تعادل خراج سوريا والشام.


115


ويعلّق الشهيد المطهري (رحمه الله) بأن علياً لم يكن ليلبس خاتماً كهذا وفي المدينة فقراء يئنون، إن ما استنزل الآية ليس قيمة مادية بل هو الإخلاص الذي ملأ قلب أمير المؤمنين "عليه السلام".

ج- إخلاص الإمام الحسين "عليه السلام"


لثورة كربلاء بعد ظاهري كبير فهي التي "أولدت الإسلام ولادة ثانية" كما عبر الإمام الخميني "قدس سره".

"ولولا ثورة الحسين لم يبقِ‏َ للإسلام من أثر" كما عبر عالم الأزهر الكبير الشيخ محمد عبده.

لكن منطلق الإمام الحسين "عليه السلام" في ثورته كان حبه للَّه تعالى واخلاصه له.

وكما صوَّر الشاعر دوافع الإمام الحسين "عليه السلام":

إلهي تركت الخلق طراً في هواك‏   وأيتمت العيال لكي أراك‏

فلو قطعتني بالحب إرباً      لما مال الفؤاد إلى سواك‏


116


اخلاص أصحاب الإمام الحسين "عليه السلام"

كان الإمام الحسين "عليه السلام" يعرف عدم إمكانية الانتصار العسكري، لذا كان هدفه القيام مع أصحابه بعملية استشهادية كبرى لذا اختلف موقف الإمام من أصحابه مع موقف طارق بن زياد.

فطارق بعد أن حطَّ وجيشه على ساحل البحر أحرق السفن وأبقى القوت ليوم واحد وخطب في جيشه: "هذا العدو أمامكم، والبحر وراءكم، إما أن تنتصروا، وإما أن تموتوا".

أما الإمام الحسين "عليه السلام" فقد جمع أصحابه ليلة العاشر وقال لهم: "... وإني قد أذنت لكم، فانطلقوا جميعاً في حلّ‏ٍ ليس عليكم مني، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً".

وعبَّرت مواقف الأصحاب عن ذلك الاخلاص الكبير:

* سعيد بن عبد اللَّه الحنفي: "... واللَّه لو علمت أني أقتل، ثم أحيا، ثم أحرق حياً، ثم


117


أذرى، يفعل ذلك بي سبعين مرة لما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك".

زهير بن القين: "... واللَّه وددت أني قتلت، ثم نشرت، ثم قتلت حتى أُقتل كذا ألف مرة، وإن اللَّه عزَّ وجلّ‏َ يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك".

إنهم حقاً كما عبر أمير المؤمنين "عليه السلام": "عشاق شهداء لا يسبقهم من كان قبلهم، ولا يلحقهم من بعدهم".

المصيبة:

- شهادة القاسم.

- شهادة عبد اللّه الأصغر بن الحسن "عليه السلام" في حجر عمه الحسين "عليه السلام".

- القصيدة الختامية من وحي ذلك.


118


هوامش

1- المائدة:55