الليلة الثالثة

عنوان المحاضرة:

حول خروج الإمام الحسين‏"عليه السلام" من مكة وخروج السبايا معه‏


الموعظة:

الرعاية النبوي للإمام الحسين‏"عليه السلام"

الهدف:

بيان جانب من مكانة الإمام الحسين "عليه السلام" والإضاءة على بعض أساليب تربية الأبناء

تصدير الموضوع:

الولد الصال ريحانة من رياحين الجنة.

محاور الموضوع:

أ- الوراثة ودورها في تكوين شخصية الإنسان‏

نماذج في بيت الإمام علي‏"عليه السلام" لعب العرق فيها دوراً بارزاً:

1- محمد بن الحنفية: فيما قال له الإمام يوم الجمل: "أدركك عرق من أمك" راجع أعيان الشيعة.

2- أبو الفضل العباس وأخوته: الذين أراد لهم


82


الإمام علي "عليه السلام" أن يكونوا من أنصار أخيهم الإمام الحسين "عليه السلام" في كربلاء، فسأل عن امرأة تنتسب إلى بيت شجاعة وإحترام وإقدام، فقال له: أين أنت من فاطمة بنت حزام... فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس.

3- الإمامان الحسن والحسين "عليه السلام": اللذان جمعا كمال الوراثة.

أبوهما: الإمام علي "عليه السلام" الذي قال فيه النبي "صلى الله عليه وآله": "عليّ‏َ مع الحق، والحق مع عليّ‏َ".

أمهما: السيدة فاطمة الزهراء "عليه السلام"، بضعة النبي "صلى الله عليه وآله" وروحه التي بين جنبيه.

إن قيل حوّا قلتُ فاطم فوقها      إن قيل مريم قلت فاطم أفضل‏

أفهل لمريم والد كأحمد          أم هل لمريم مثل فاطم أشبُل‏

ب- الولادة الميمونة:

ولد الإمام الحسين "عليه السلام" في شهر شعبان


83


 وكان يوم الفرح الأكبر، لولا دمعة انسكبت من عيني رسول الله "صلى الله عليه وآله"...

• احتضن النبي "صلى الله عليه وآله" وأذّن في أذنهِ (الله أكبر الله أكبر).

أول كلمة دخلت أذن الإمام الحسين‏"عليه السلام" (الله) وقد حدد في الخبر أن ذلك عصمة للمولود من الشيطان الرجيم.

- تسمية الإمام الحسين‏"عليه السلام":

• أختار النبي "صلى الله عليه وآله" لسبطه أسم الحسين‏"عليه السلام"، وهو الذي كان يردّد " من حق الولد على والده أن يحسّن اسمه وأدبه.

- غذاء الإمام الحسين "عليه السلام":

حينما مرضت والدته سيدة نساء العلمين فاطمة "عليه السلام" كان النبي "صلى الله عليه وآله" يضع إبهامه في فمه، فيمصّ‏ُ منه الإمام الحسين "عليه السلام"، كما كان النبي‏"صلى الله عليه وآله" يجعل لسانه في فمه ليغذيه بريق النبوة وهو يقول: "إيهاً حسين، إيهاً حسين أبى الله إلاّ ما يريد هو (أي الإمامة) فيك وفي ولدك".


84


- رفيق الإمام الحسين "عليه السلام" في طفولته:

وكان الإمام الحسين "عليه السلام" الطفل كلما كبر كلما زاد تعلّق رسول الله "صلى الله عليه وآله" به فكان يراقبه حينما يلعب مع الأطفال وقد ورد أن النبي "صلى الله عليه وآله" قبّل أحد الصبيان ولاطفه وأقعده في حجره، فسئل عن سبب ذلك فقال "صلى الله عليه وآله": "يا أصحابي لا تلوموني فإني رأيت هذا الصبي يوماً يلعب مع الحسين "عليه السلام" ورأيته يرفع التراب من تحت أقدامه، ويمسح به وجهه وعينيه مع صغر سنه... فأحببته لحب الحسين.. ولقد أخبرني جبرائيل أنه يكون من أنصار الحسين في وقعة كربلاء.. فلأجل هذا أحببته وأكرمته..".

- من أخلاق الإمام الحسين "عليه السلام":

وكبر الإمام الحسين "عليه السلام" ليتجلّى فيه خُلُق النبي‏"صلى الله عليه وآله" وأدب الإمام علي "عليه السلام" وجلال السيدة فاطمة "عليها السلام"، فكان العابد الذي يقضي أكثر أوقاته مشغولاً بالصلاة والصوم.

فقال عنه ابن الزبير: "أما والله لقد قتلوه،


85


طويلاً بالليل قيامه كثيراً في النهار صيامه".

وكان الحليم عند القدرة، فقد ورد أن بعض مواليه جنى جناية توجب التأديب فأمر الإمام الحسين "عليه السلام" بتأديبه.

فانبرى العبد قائلاً:

•يا مولاي: إن الله تعالى يقول:
﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ.

•فقال الإمام الحسين‏"عليه السلام": "خلّوا عنه، فقد كظمتُ غيظي".

•فسارع العبد قائلاً:
﴿وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ.

•فأجابه الإمام الحسين‏"عليه السلام": "قد عفوت عنك".

•فطلب العبد المزيد بقوله:
﴿وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ.

•فإذا بالإمام الحسين‏"عليه السلام" يفصح عن أخلاقه النبوية بقوله: "أنت حر لوجه الله".

ثمّ أمر بجائزة سنيّة تغنيه عن الحاجة ومسألة الناس.


86


المصيبة:

- محاولة محمد بن الحنفية صرف الإمام الحسين "عليه السلام" عن السفر إلى العراق وجواب الإمام "عليه السلام": "شاء اللّه أن يراني قتيلاً، وشاء أن يراهنّ‏َ سبايا".

- المقارنة بين خروج النساء من المدينة ومكة، وخروجهنّ‏َ من كربلاء.

- القصيدة الختامية من وحي ذلك.


87