الليلة االعاشرة

عنوان المحاضرة:

الموت في نظر الإمام الحسين‏"عليه السلام"

الهدف:

بيان حقيقة الموت وغرس حب الشهادة.

تصدير الموضوع:

في العاشر من المحرم تعجّب من حول الإمام الحسين "عليه السلام" من أمر الحسين "عليه السلام"، لأن عادة الإنسان حينما يقدم نحو الموت أن يتغيّر لونه وترتعد فرائصه وتضطرب نفسه، لكن الحسين‏"عليه السلام" كان كلما اشتد عليه الأمر في كربلاء وقرب من الموت سكنت نفسه وهدأت جوارحه وأشرق لونه نوراً وبهاءً.

قيل: انظروا إليه لا يبالي بالموت.

فقال لهم الحسين "عليه السلام": "صبراً بني الكرام! فما الموت إلا قنطرة يعبر بكم عن البؤس والضرار إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة، فأيّكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر!؟ وما هو لأعدائكم


64


إلا كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب".

إن أبي حدثني عن رسول الله "صلى الله عليه وآله": "إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر والموت جسر هؤلاء إلى جنانهم، وجسر هؤلاء إلى جحيمهم".

محاور الموضوع:

أ- حقيقة الموت:


في الحديث السابق: "فما الموت إلاّ قنطرة".

قال تعالى:
﴿خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًاً.

عن أمير المؤمنين "عليه السلام": "ما خلقتم للفناء، بل خلقتم للبقاء، وإنما تنقلون من دار إلى دار".

ب- سبب كره الموت (عند كثير من الناس):

سأل أحدهم أبا ذر الغفاري رحمه الله: ما لنا نكره الموت!؟.

فأجاب رحمه الله: "لأنكم عمّرتم الدنيا وخرّبتم الآخرة، فتكرهون أن تنتقلوا من عمران إلى خراب".


65


ج- ذكر الموت رادع عن المعاصي:

عن النبي الأكرم "صلى الله عليه وآله": "أفضل الزهد في الدنيا ذكر الموت، وأفضل العبادة ذكر الموت، وأفضل التفكر ذكر الموت، فمن أثقله ذكر الموت، وجد قبره روضة من رياض الجنة".

عن الإمام علي "عليه السلام": "أكثروا ذكر الموت، ويوم خروجكم من القبور، وقيامكم بين يدي الله عز وجل تهون عليكم المصاب".

قصة:

روي أن شاباً من الأنصار كان يأتي عبد الله بن العباس، وكان عبد الله يكرمه ويدنيه، فقيل له:

إنك تكرم هذا الشاب وتدنيه، وهو شاب سوء يأتي المقابر فينبشها بالليالي، فقال عبد الله ببن العباس: إذا كان ذلك فأعلموني، فخرج الشاب في بعض الليالي يتخلل القبور، فأعلم عبد الله بن العباس بذلك، فخرج لينظر ما يكون من أمره،


66


ووقف ناحية ينظر إليه من حيث لا يراه الشاب فدخل الشاب ووقف ناحية ينظر إليه من حيث لا يراه الشاب، فدخل الشاب قبراً قد حُفر، ثم اضطجع في اللحد، ونادى بأعلى صوته: (يا ويحي إذا دخلت لحدي وحدي، ونطقت الأرض من تحتي فقالت: لا مرحباً بك ولا أهلاً، قد كنت أبغضك وأنت على ظهري، فكيف وقد صرت في بطني، بل ويحي إذا نظرت إلى الأنبياء وقوفاً والملائكة صفوفاً فمن عدلك غداً من يخلصني، ومن المظلومين من يستنقذني، ومن عذاب النار من يجيرني، عصيت من ليس بأهل أن يعصى، عاهدت ربي مرة بعد أخرى، فلم يجد عندي صدقاً ولا وفاءً).

وجعل يردد هذا الكلام ويبكي، فلما خرج من القبر التزمه ابن العباس وعانقه.

ثم قال: نعم النباش! نعم النباش! ما انبشك للذنوب والخطايا.


67


د- جمال الموت في كربلاء:

عن الإمام الحسين "عليه السلام": "خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة".

وعنه "عليه السلام": "إني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما".

سأل الإمام الحسين "عليه السلام" القاسم بن الحسن "عليه السلام": "كيف ترى الموت يا عم!؟ فأجاب: إني أرى الموت أحلى من العسل".

ضاحك برير صاحبه عبد الرحمن الأنصاري قبيل شهادته.

فقال له الأخير: يا برير ما هذه ساعة باطل.

فقال برير: "لقد علم قومي إني ما أحببت الباطل كهلاً ولا شاباً، وإنما أفعل ذلك استبشاراً بما نصير إليه، فو الله ما هو إلا أن نلقى هؤلاء القوم بأسيافنا نعالجهم بها ساعة، ثم نعانق الحور العين".

ه- نظرة الشهداء.


68


مراجع للإستفادة:

1- تسلية الفؤاد، السيد عبد اللّه شبر.

2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي.

3- مقتل الحسين، للسيد المقرَّم.


69