الليلة الأولى

عنوان المحاضرة:

عنوان السعادة


-الهدف

بيان سبيل سعادة الإنسان وكيفية تحصيلها.

-تصدير الموضوع

﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ً 1.

-محاور الموضوع

أ- معنى السكينة:

سكون النفس وثباتها واطمئنانها، وفي نفس المعنى وردت كلمات أخرى مثل الاطمئنان، الأمن، وكذلك عدم الخوف.

فأصحاب السكينة هم الذين عبر عنهم القرآن الكريم بقوله:
﴿لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ 2.


14


ب- السكينة مشروع القرآن الكريم لبناء الإنسان:

في العقيدة: سمي المتدين بالمؤمن من الأمن وهو السكينة.

في المرتبة الكمالية سميت النفس الراقية بالمطمئنة أي صاحبة السكينة.

في مشروع الزواج كانت السكينة هدفاً
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا 3.

ج- بواعث السكينة:

1- ذكر الله:

قال الله تعالى:
﴿َلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ 4.

عن رسول الله "صلى الله عليه وآله": "ما جلس قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشتهم الرحمة وتنزلت عليهم السكينة".

2-
خدمة الآخرين بإخلاص:
قال تعالى:
﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ


15


االلّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ 5.

قال تعالى:
﴿ وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ 6.

3- طاعة ولي الأمر بصدق:

قال تعالى:
﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ 7.

د- نماذج راقية من أصحاب السكينة:

1- الإمام الحسين "عليه السلام" في كربلاء:

في العاشر من المحرم تعجّب الناس من حول الحسين "عليه السلام" من أمره "عليه السلام" لأن عادة الإنسان حينما يقدم نحو الموت أن يتغير لونه وترتعد فرائصه وتضطرب نفسه، لكن الإمام الحسين‏"عليه السلام" كان كلما اشتد عليه الأمر في


16


كربلاء وقرب من الموت سكنت نفسه وهدأت جوارحه وأشرق لونه نوراً وبهاءً.

قيل: انظروا إليه لا يبالي بالموت.

فقال لهم الحسين "عليه السلام": "صبراً بني الكرام! فما الموت إلا قنطرة يعبر بكم عن البؤس والضرار إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة، فأيكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر؟! وما هو لأعدائكم إلا كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب، إن أبي حدثني عن رسول الله "صلى الله عليه وآله": "إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، والموت جسر هؤلاء إلى جنانهم، وجسر هؤلاء إلى جحيمهم..".

2- الإمام الخميني المقدس:
حينما سئل الإمام الخميني "قدس سره" هل خاف في حياته؟ أجاب: "كلا، حتى حينما جاء السافاك ليأخذوني من بيتي لم أخف.. ولكن هم ارتعدوا فصرت أهدئ من روعهم".

3- مجاهد في المقاومة الإسلامية:
"وقف أحد مجاهدي المقاومة الإسلامية


17


(الشهيد محمد عميص) في إحدى المواجهات ضد الاحتلال الإسرائيلي بجرأة وشجاعة في وجه آلية قادمة، وكان هدفه أن يرميها بما في يده من سلاح، ولكن حين ضغط على الزناد اكتشف أن سلاحه معطّل، فما كان منه إلا أن بدّل القذيفة بأخرى صالحة، بسرعة وسكون مميزين، ثم سدّد ورمى الآلية التي اشتعلت فيها النيران. تم ذلك وسط ذهول الأعداء الذين لم يعلموا لماذا لم يطلقوا عليه النار في تلك اللحظات التي استفاد منها المجاهد بسكينته واطمئنانه الكبير.." 8.

مراجع للاستفادة:

1- الميزان في تفسير القرآن، ج‏2 وج‏9.

2- ثواب الأعمال وعقابها.

3- قصص الأحرار، ط1.


18


هوامش

1- الفتح:4
2- يونس: 6

3- الروم:21
4- الرعد:28
5- البقرة:262
6- الأنعام:48
7- الفتح:18
8- قصص الأحرار، ص65-66