إمامة الجواد عليه السلام في الصغر

المناسبة: ولادة الإمام الجواد عليه السلام

التاريخ: 10 رجب



قال تعالى:
﴿مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء1

من هذه الشجرة الطيبة الإمام محمد بن علي الملقب بالجواد عليه السلام تاسع الأئمة المعصومين وثالث المحمدين اشتهر بأبي جعفر الثاني حتى لا تلتبس كنيته مع أبي جعفر الإمام الباقر عليه السلام.

ولد في المدينة سنة 195ق.هـ. واستشهد سنة 220ق.هـ.على يد زوجته أم الفضل بنت المأمون بتحريض من الخليفة المعتصم.

تولى شؤون الإمامة بعد شهادة أبيه الرضا عليه السلام سنة


99


203ق.هـ.عن عمر سبع سنين وقد جاء بعده الإمام الهادي عليه السلام ليتولاها عن عمر 8 سنوات ثم بعد العسكري عليه السلام قائم آل محمد المهدي | ليتولاها وله من العمر 5 سنوات فكان الإمام الجواد عليه السلام أول تجسيد حي للإمامة التي احتلت مكانتها في المسائل الكلامية، وخصوصاً مسألة أن يتولى الإمامة إمام قبل البلوغ.

وقد عقد صاحب البحار العلامة المجلسي باباً للنص على إمامة الجواد عليه السلام فتارة يشير الإمام الرضا عليه السلام في بعضها أنه سيولد له ولد يفرق بين الحق والباطل كما في كتاب الواسطي وتارة يشير إلى إمامة الجواد عليه السلام من خلال أنه يحمل علامة الإمامة كما في رواية الحسن بن الجهم حيث يكشف له الإمام الرضا عليه السلام عن كتفي الإمام الجواد عليه السلام فيرى شبه الخاتم داخل اللحم ويقول الإمام الرضا عليه السلام مثله في هذا الموضع كان في أبي عليه السلام.

وتارة يعبر الإمام الرضا عليه السلام أن اللَّه قد وهب لي من يرثه ويرث آل داود أو بعبارة لم يولد في الإسلام أعظم بركة منه ولم يكن الإمام الرضا عليه السلام يذكره إلا بالتعظيم والتبجيل...كتبت


100


إلى أبي جعفر وكتب لي أبو جعفر ومن كان يستصغر سنه فكان الرد من قبله أن عيسى قد قام بالحجة وهو ابن ثلاث سنين إشارة إلى قوله تعالى:
﴿قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا2 كما في رواية صفوان بن يحيى.

إنا أهل بيت يتوارث أصاغرنا أكابرنا القذة بالقذة كما في رواية معمر بن خلاد.

أو كما جاء في رواية ابن أسباط: " يا علي، إن اللَّه احتج بالإمامة بمثل ما احتج بالنبوة حيث قال تعالى:
﴿وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا"3 إشارة إلى نبي اللَّه يحيى عليه السلام.

ومن هذه الخلفية قال الريان بن الصلت: إن كان أمره من اللَّه فلو أنه كان ابن يوم واحد لكان بمنزلة الشيخ وقوته وإن لم يكن من عند اللَّه فلو عمر ألف سنة فهو واحد من الناس.هذا مما ينبغي أن يفكر فيه.

وقد تصدَّى الإمام الجواد عليه السلام للإجابة على من يقولون


101


ويتحدثون عن حداثة سنه.

ففي الكافي أنه سأله البعض فقال له: إنهم يقولون في حداثة سنك فقال عليه السلام: " إن اللَّه تعالى أوحى إلى داود أن يستخلف سليمان وهو صبي يرعى الغنم فأنكر ذلك عباد بني إسرائيل وعلماؤهم"، وقال علي ابن حسان: يا سيدي، إن الناس ينكرون عليك حداثة سنك، فقال عليه السلام: " وما ينكرون من ذلك قول اللَّه عزّ وجلّ، قال اللَّه عزّ وجلّ لنبيه:
﴿قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي4،فواللَّه ما اتبعه إلا علي وله تسع سنين وأنا ابن تسع سنين".

وفي رواية محمد بن فضيل الصيرفي يقول الإمام الجواد عليه السلام: " عندي سلاح رسول اللَّه وهو فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل يدور معنا حيث درنا وهو مع كل إمام".


102


هوامش

1- ابراهيم: 24.
2- مريم :30.
3- مريم :12.
4- يوسف :108.