المحاضرة السابعة والعشرون: عاقبة الظلم

الهدف:

التعريف أنّ ظلم النفس والناس والعباد من أكبر الموبقات والأكثر افساداً لحياة الإنسان وآخرته.

تصدير الموضوع:

"فالآن من عذابك من يستنقذني، ومن أيدي الخصماء غداً من يخلّصني".

المدخل

الظلم بمعنى الجور، وهو تجاوز الحد، ويأتي بمعنى وضع الشيء في غير موضعه، وهو عنوان عامّ تندرج تحته كافّة الذنوب والخطايا لأنّها تجاوز لحدود الله تعالى، وقد توعّد الله الظالمين بالهلاك في الدنيا والعذاب في الآخرة.


114


قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ1.
قال تعالى:
﴿فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا2.

محاور الموضوع:

الظلم في كلمات علي عليه السلام

من كلامٍ لأمير المؤمنين عليه السلام: "والله لإن أبيت على حسك السعدان مسّهدا أو أُجرّ في الأغلال مصفّدا، أحبّ إليّ من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد، وغاصباً لشيء من الحطام، وكيف أظلم أحداً لنفس يُسرع الى البلى قفولها، ويطول في الثرى حلولها"3.

و
من كلامه أيضاً:" والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملةٍ أسلبها جلب شعيرة ما فعلته"4.

وعنه عليه السلام: "من ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده"
5.

عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
" بين الجنّة والعبد سبع عقاب (أي عقبات)،


115


 أهونها الموت، قال أنس: قلت: فما أصعبها ؟ قال: الوقوف بين يدي الله عزّوجلّ إذ تعلّق المظلومون بالظالمين"6.

أنواع الظلم

عن الإمام علي عليه السلام: "ألا وإنّ الظلم ثلاثة: فظلمٌ لا يغفر، وظلمٌ لا يترك، وظلمٌ مغفور لا يُطلب، فأمّا الظلم الذي لا يُغفر فالشرك بالله، وأمّا الظلم الذي يغفر فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات، وأمّا الظلم الذي لا يُترك فظلم العباد بعضهم بعضاً"
7.

أبشع الظلم

إنّ أبشع الظلم وأشدّه على الله ظلم الضعفاء والعاجزين، كظلم الحكّام لشعوبهم ومصادرة حقوقهم وفرض الحياة الشاقّة عليهم، وتكبيدهم ما لا يطيقون ومعاقبتهم بما لا يستحقّون.

عن الإمام الصادق عليه السلام: "ما من مظلمةٍ أشدّ من مظلمةٍ لا يجد صاحبها عليها عوناً إلّا الله عزّوجلّ"
8.


116


عن الإمام علي عليه السلام: "من أفحش الظلم ظلم الكرام"9. كظلم أهل الخير والإيمان وظلم المجاهدين وأهل البرّ والعمل الصالح.

إيّاك وإعانة الظالم أو الإستقواء به

وإعانة الظالم من أكبر الكبائر وهي بمثابة الظلم نفسه، وقد توعّد الله مرتكبها بالنّار في الآخرة، قال تعالى:
﴿و لاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ10.

عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أعان ظالماً على ظلمه جاء يوم القيامة وعلى جبهته مكتوب آيسٌ من رحمة الله"11.

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم:" إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ أين الظلمة وأعوانهم، من لاق لهم دواة أو ربط كيساً أو مدّ لهم قلم، فاحشروهم معهم"
12.


117


هوامش

1- يونس، 13.
2- النمل، 52.
3- نهج البلاغة، خطبة 224،
4- نهج البلاغة، ج2، ص218.
5- ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج2، ص1770.
6- ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج2، ص1771.
7- نهج اkلبلاغة، الحكن 176.
8- الكافي، ج2، ص331.
9- ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج2، ص1774.
10- هود، 113.
11- ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج2، ص1779.
12- ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج2، ص1778.