القسم الثاني: الشعر الشعبي

من توجيهات الإمام الخميني قدس سره

- على الخطباء أن يقرأوا المراثي في آخر الخطابة ولا يختصروه بكلمتين ويكتفوا بذلك، بل ليتحدثوا كثيراً عن مصائب أهل البيت عليهم السلام كما كانوا يفعلون في السابق، لتقرأ المراثي، ولتلقَ الشعارات والأحاديث في مدح وذكر فضائل ومصائب أهل البيت عليهم السلام، كي يصبح الناس على أهبة الإستعداد، وليكونوا حاضرين في ميادين الأحداث، وليعلموا بأن أئمتنا عليهم السلام قد أنفقوا كل أعمارهم لنشر الإسلام وترويجه.

- ينبغي أن تعلموا أنكم إذا أردتم الحفاظ على نهضتكم فيجب أن تحافظوا على هذه الشعائر والسنن، وطبعاً فإنه إذا كانت هناك أعمال وممارسات منحرفة وخاطئة يرتكبها أشخاص غير مطلعين على المسائل الإسلامية فيجب أن تتم تصفيتها، لكن المواكب والماتم ينبغي أن تبقى على قوتها.


29


النصاري:

هو من أطوار الشعر الشعبي يقرأ في ثلاثة مواضع: بعد القصيدة في أثناء المصيبة، وفي ختامها قبل التخميس، له لحن حزين مفجع.

الموضع الأول:

وكرائم السادات سبي للعدى‏        يعدو عليها للزمان عوادي‏
تصيح ذي أبي وتهتف ذي أخي‏   وتعج تلك بأكرم الأجداد
أعلمت يا جداه أن أمية            عدَّت مصابك أعظم الأعياد
اعلمت يا جداه سبطك قد غدا      للخيل مركضة بيوم طراد

الشاهد

يا جدي كوم شوف حسين مذبوح‏      على الشاطي وعلى التربان مطروح‏
يا جدي من الطعن ما بكت فيه روح‏    يا جدي كلب خويا حسين فطَّر
واللَّه لنوحن وكظِّي العمر بالنوح‏       واعمي عيوني واتلف الروح‏

يابا شلون الصبر وحسين مذبوح‏


الموضع الثاني (أثناء المصيبة):


أقبل الإمام إلى ولده رمى بنفسه عليه وهو ينادي بني علي على الدنيا بعدك العفا أما أنت يا ولدي فلقد استرحت من هم الدنيا وغمها وبقي أبوك لهمها وغمها.

يقول الراوي أن علي الأكبر كان فيه رمق من الحياة تبسم ثم بكى فنظر إليه الحسين قال: بني علي مالي أراك تبسمت ثم بكيت؟ قال:


31


أبا أما تبسمي فلأنني رأيت جدي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وجدي علي وجدتي فاطمة وعمي الحسن وأما بكائي فلأني رأيت جدتي فاطمة واضعة وجهها في وجهك كلما قطرت من عينك قطرة لطمت خدها.

الشاهد

يبويه شلون ما تبكي الزكيه‏     وكطع يبني الدهر وصلك عليه‏
يبويه جدك وجدتك هيه‏          اعتنوا يبني يعزوني عله فكدك‏
يبويه يالفجعني بفكدك البين     ‏يا روحي وكبدتي وشوفت العين‏
شحال أمك الظلت بالصواوين    تهل عيونها وتربى على دربك‏


ثم فاضت روحه الطاهرة بين يدي والده نادى الإمام عليه السلام يا بني هاشم احملوا أخاكم علياً إلى الفسطاط هذا والإمام ينادي وا ولداه واعلياه.


رجوتك يا علي تعيش بعدي‏    لتوقد جثتي رمس اللحود

الموضع الثالث (في ختام القصيدة قبل التخميس):


أقبل جواد الحسين إلى المخيم يصهل صهيلاً عالياً ينادي الظليمة الظليمة من أمة قتلت ابن بنت نبيها سمعت بنات النبي صهيله فخرجن لاستقبال الإمام وإذا بالجواد خال من الحسين خال من راكبه صاحت سكينة عمه زينب لقد قتل والدي فخرجت مولاتنا زينب شابكة أصابعها على راسها وهي تنادي واأخاه واحسيناه.

وراح جواد السبط نحو نسائه‏    ينوح وينعى الظامى‏ء المترملا
خرجن بنات الرسول حواسرا     فعاينّ‏َ مهر السبط والسرج قد خلا


32


الشاهد

يمهر حسين كلي حسين وينه‏     تركته يو عدل يو ذابحينه‏
أخذنا وياك دلينه بولينه           نشوفه بيه رجه لو هاي هيه‏
يمهر حسين وصفلي وكعته‏       صدك ذاك السهم بعده بكبدته‏
دَلي شكال أخيي ما سمعته‏        حين اللي وكع فوك الوطيه‏

يا جواد الحسين أين الحسين‏     أين من كان لي عماداً رفيعا


الركباني:


من أطوار الشعر الشعبي يكون الابتداء به سريعاً ثم يمر على بعض الكلمات من الشطر بطريقة يتم فيها التطويح مع إحداث ونّة خفيفة في اخر الشطر ولكن بين شرط واخر.

أول مصيبة شفتك بيوم عاشور            عيني العمى بالسيف يا حسين منحور
والخيل تلعب والصدر اه مكسور           يا ريت انعكرت ولا صار ما صار
يا حسين وأخذوني على ذيك المهازيل‏    يسرى صرح وأطفال ما غير لعليل‏
عالرمضا شفناكم ضحايا ومكاتيل‏          وكلوبنا مثل الخيم تسعر بنار
يا حسين واعظم وأشد طبة الكوفة        منبر أبونا علي ما نكدر نشوفه‏



النعي:

وقاعدته:
المد والترجيع في الكلمة الثانية والأخيرة من كل شطر (ما خلا الرابع) مع ترقيق الصوت، أو بعد مد الكلمة الثانية وما


33


قبل الأخيرة من كل شطر حسب الكيفية الثانية التي يقرأ بها، وفي الكيفية الثانية تقرأ الكلمة مع الشطر الذي يليها ويقرأ بالطور الركباني.

شد الظعن وأَطع البيده‏     وشوفه هلي صارت بعيدة
والقلب ملكاهم يريده‏       والحادي ما ريض بهيدة
راح وَطع قلبي ووريده‏


الموال:

طريقة شبه مهجورة من قبل الخطباء لعدم توفر الشعر الخاص بها.

يالهادي جمر الحزن بحشاشتي يا جد      لا يجدي دمعي ولا تبري العلل وتصيح‏
حزن البقلبي حزن مثله فلا يا جد          اغبَّرت سمانة ولا تصفه بعد وتصيح‏
المصاب شبلك تظن دمع الجفن يا جد     هادي بناتك إجت من كربلا وتصيح‏
يا جدي كطعوا نحر ريحانتك يا جد


34


الحدي:

تعريفه:
التسلسل في القراءة كطريقة حدي الإبل أي التمايل في الصوت في كل كلمة وقد استعمل بطرق متعددة.

الطريقة الأولى:

من هجمت خيول العدى‏     ولحدود لمخيم دنت‏
طلعت من الخيمة تعدي‏     زينب على التل وكفت‏
صاحت يبو الغيرة عدل‏     لو روحك الطيبة ذرت
إن كان حي النا انتهض‏    واسرع ترى سكينة نولت‏
الغارة هجمت عالخيم‏       والنار بيها وجرت‏
لما سمعها ابن البطل‏       بيه الحميه شرعبت‏
تحام وعلى وجهه وكع‏     ودموم كلبه تسايلت‏
صاح شعلمكم يالعدى‏       عنكم شيمكم كوضت

الطريقة الثانية:

من هجمت خيول العدى‏    ولحدود المخيم دنت‏
طلعت من الخيمة تعدى‏    زينب على التل وكفت‏
صاحت يبو الغيرة عدل‏    لو روحك الطيبة ذرت‏
إن كان حي النا انتهص‏   واسرع ترى سكينة نولت‏


35


الطريقة الثالثة الحدي:

وهي طريقة متلائمة مع أوزان الشعر.

يا حسن من عَب عيني تروح مسموم‏     شبيت في قلبي ترى نيران الهموم‏
وحزني على اللي بكربلا ينذبح مظلوم‏    اللَّه يعينك يا غريب الغاضريه‏
تبَى ثلاث أيام لا سدر وكافور              وجمله اخوانك بالثرى كلهم بالكبور
والخيل يا بني منكم ترض لصدور        والرووس كلها فوك روس السمهري‏

الطريقة الرابعة:

شنهي يا جاسم نومتك‏     بنفسي اشوفن زفتك‏
عمك يولَّف للعرس‏         رادوا ينصبوا حومتك‏
رمله تهلهل بالخيم‏         وطلعت تهلهل عمتك‏
لكن اشبيدي على الكدر    حنيتك من دم هامتك‏


الأبوذية:

الموضع الأول (بعد القصيدة):


ليس لها طريقة خاصة أو محددة في القراءة وإنما استعملها الخطباء كلٌ بطريقته وبما يتلائم مع صوته ويقرأ في ثلاثة مواضع بعد القصيدة وفي أثناء المصيبة وفي ختامها قبل التخميس، يمكن تمييز هذا الطور عن غيره من أطوار الشعر الشعبي أن اخر كل كلمة من الأشطر الثلاثة الأولى متشابهة لفظاً مختلفة معنىً.


36


أخي صرت مرمى للحوادث والأسى‏    فليتك حياً تنظر اليوم حاليا
أخي لو ترى السجاد أضحى مقيدا     عليلاً يعاني موجع الضرب قاسيا
علي عزيز أن أراك على الثرى‏        عليك عزيز أن ترى اليوم مابيا
فحاشاك أن ترضى نروح حواسرا     سبايا من الأعداء نطوي الفيافيا

الشاهد

أنا بسهام الحب رموا قلبي وخلوا          دليلي والعَل سلبوا وخلوا
أمس كانوا معي رحلوا وخلوا              سويد القلب نيرانه سريه‏
وناصيح وحكك ما شفت راحم وناصيح‏    العدو كل ساع يضربني وناصيح‏
لون حاضر يبو الغيرة وناصيح‏            أبد ما كان جسر واحد عليَّه‏




الموضع الثاني (أثناء المصيبة):

حينما أقبل الإمام الحسين بابن أخيه القاسم وضعه في خيمة إلى جنب ولده علي الأكبر فصار تارة ينحني على ولده وينادي واعلياه وتارة ينحني على ابن أخيه القاسم وينادي واقاسماه.

أقبلت رملة استأذنت من الإمام دخلت على ولدها رمت بنفسها عليه.

الشاهد

تَكلا يا بني أنا ردتك ما ردت دنيا ولا مال‏     تحضرني لو وكع حملي ولا مال‏
يا جاسم خابت ظنوني والامال‏                 عند الضيج يأ يا بني اكطعت بيَّه‏


وإذا بزينب تنادي يا نساء بني هاشم هلممن لنساعد رملة على ولدها دخلن على رملة وإذا بها تجول حول ولدها القاسم.

وين الفاكده الشبان وين الذايكة اللوعة      هاي أم جاسم العريِّس بالعريِّس مفجوعه‏


37


شباب ما رأى عرساً ولكن‏       خضب كفيه بدم الوريد
فيا نفس اذهبي وجداً وحزنا    ويا عيني بحمر الدمع جودي‏


الموضع الثالث في ختام المصيبة قبل التخميس.


في ليلة الحادي عشر جمعت زينب العيال والأطفال في خيمة واحدة وقد أحرق أحشاءهم العطش فأقبل القوم إلى ابن سعد وطلبوا منه أن يأخذوا الماء إلى أطفال الحسين عليه السلام فجاءوا بالماء وجعلوا يقدمونه لأطفال الإمام فأبوا أن يشربوا وهم ينادون كيف نشرب وقد قتل ابن رسول الله عطشانا.

شلون اشرب لذيذ الماء حاشا     وهلي كلهم كضوا عطاشا

الشاهد

عله يوم الهواشم زادو الماي‏        كضت كلها أو بعد هيهات والماي‏
يموت حسين من العطش والماي‏    عليه شربته تصبح هنيه‏


أيذاد نسل الطاهرين أباً وجد        عن ورد ماءٍ قد أبيح لمن ورد
لو كنت يا ماء الفرات من الشهد    أيسوغ لي منك الورود وعنك قد

صَدَرَ الإمام سليل ساقي الكوثر


الدشتي:

تعريفه:
هو رفع الصوت وخفضه مع الترجيع وتضخيم الحروف وإظهارها بنغمة فارسية خفيفة، لأن الدشت فارسي الأصل (بطريقة أقرب إلى الدعاء)، ويستعمل في الوعظ والارشاد والتذكير بالموت.


38


شلون بيه وثكل وزن حسابي‏      وانترس من المعاصي كتابي‏
شلون بيه لو َرب مني الأجل‏       وأخذ سمعي الموت ولساني انكطع‏
وظلت عيوني تدير على الأهل‏     تشوفها تهل الدمع لمصابي‏
شلون بيه النَفَس مني لو خمد     ومني ملك الموت أخذ روحي وصعد
وللمغسل طلعوا مني الجسد        وكام لمغسل يجرد ثيابي‏



البحراني:

تعريفه:
وهو من أطوار الشعر الشعبي التي يتفاعل معها الجمهور له طريقة خاصة في القراءة حيث تستعمل فيه الونه في اخر كل شطر يقسّم من البيت إلى أربعة أقسام: الفايزي، النعي، الحدي المخفف والرثاء.


القسم الأول: الفايزي

يعتمد فيه الخطيب على المد والترجيع حسب طبقة الصوت المعتمدة عنده حيث أنه يقرأ بطبقة عالية وأخرى هادئة. وتستعمل فيه الونه مرتين في اخر كل شطر مرة بحيث أن القارى‏ء يساعد على ايصالها إلى المستمع فيكملها. ويقرأ في ثلاثة مواضع. بعد القصيدة وفي أثناء المصيبة وفي ختامها.


39


الموضع الأول (بعد القصيدة):

ونحا العراق بفتية من غالب‏       كل تراه المدرك الغلاّبا
صيد إذا شب الهياج وشابت‏       الأرض الدما والطفل رعبا شابا
ركزوا قناهم في صدور عداهم‏     لبيضهم جعلوا الرقاب قرابا

الشاهد

طوح الحادي والظعن هاج بحنينه‏      وزينب تنادي سفرة الكشرة علينه‏
صاحت بكافلها شديد العزم والباس‏     شمِّر اردانك وانشر البيرغ يا عباس‏
كلها يا زينب هاج عزمي لا تنخين‏     ما دام أنه موجود ياختي لا تذلين‏



الموضع الثاني والثالث (أثناء المصيبة وختامها):

أقبل محمد ابن الحنفية قال أخي ألم تعدني النظر فيما سألتك قال بلى قال ما الذي حملك على الخروج قال أخي قد أتاني جدي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم في المنام وقال لي ولدي حسين أخرج إلى العراق فإن اللَّه قد شاء أن يراك قتيلاً مخضباً بدمائك فقال محمد إنا للَّه وإنا إليه راجعون.
 

الشاهد

لاوين عازم بالسفر يابن الأماجيد            أَكضيه لحجك يا عضيدي وعيِّد العيد
كله ودمع العين بالخد تبديد                  حجي وسعي في طفوف الغاضرية
حجي ما هو بالحج حجي بيوم عاشور      صدري الكعبة والحجر نحرّي المنحور
وحجر النبي إسماعيل ذبح ابني المبرور    أما طوافي حول خيام خليه‏


ثم التفت إلى زينب ونادها بصوت حزين ودموعه جاريه.

الشاهد

َكلها يزينب سفرتك تصعب عليه‏       مرتاب قلبي من طفوف الغاضريه‏
وعكب الخدر خوفي يردونك سبية     وتمشين حسرة ميسرة للفاجر يزيد


40


أخي إن اللَّه شاء بأن يرى‏             جسمي بفيض دم الوريد خضيبا
ويرى النساء على الجمال حواسرا    أسرى وزين العابدين سليبا


القسم الثاني: الحدي المخفف


القسم الثاني من أقسام البحراني ليس فيه ونه في آخره وإنما يمد القارى‏ء على آخر الكلمة، يستعمل هذا الطور في المواضع الثلاث من المجلس.

أقبل الإمام إلى أخيه أبي الفضل العباس ألقى بنفسه عليه أخي الان انكسر ظهري الان قلت حيلتي الان شمت بي عدوِّي أراد حمله إلى المخيم قال أخي دعني في مكاني قال لماذا يا نور عيني قال أخي إني وعدت سكينة بالماء وأنا أستحي منها، ودموع الإمام جارية على خديه.

كلا يا بو السجاد لا تبكي ولا تنوح‏        خلني يا خو يا عالج لطلعة الروح‏
وأنت تظل بكربلا عريان مطروح‏          مرضوض صدرك بالثرى ومكطوع ليدين‏
أوصكِ يابن أمي عَب عيني بها لعيال‏     لا يكون تتشتت يابو سكينة هالأطفال‏

الشاهد

يحفظكم اللَّه من صروف الدهر لو مال‏    واصبر عنى على جور الملاعين‏
أوصيكِ بولادي وحريمي هالأرامل‏         يا حسين صبري الهم بعد فرَاك كافل‏
تعزى بعز اللَّه تراني اليوم شايل‏          وادعتك اللَّه يا كطيع الراس‏


41


القسم الثالث: النعي

يستعمل أيضاً في ثلاثة مواضع من المجلس:

مروا بهن على القتلى مطرحة     ما بين منعفر بجنب مصطلم‏
فمروا بها والهاشميون كلهم‏      ضحايا على وجه الصعيد نيام‏
فنادتهم قوموا فما                  العراء بدار ولا هذا المقام مقام‏


مرت زينب وأخوات زينب على جثث القتلى هذا ملقى على يمينه ذاك ملقى على شماله إلا الحسين فقد كان ممدّداً على وجهه همت لترمي بنفسها من على ظهر الناقة صاح الإمام عمه ارحمي حالي عمه إذا رميتي بنفسك من الذي يركبك وأنا مقيد عمه ودعي أخاك وأنت على ظهر الناقة وجهت وجهها نحو الحسين وهي تقول:

ودعتك اللَّه يا ذبيح ما احتظى بماي‏        عنك يا نور العين سافرت بيتاماي‏
يا مكطع الأوصل لو يحصل على هواي‏     ما فاركت جسمك يا سلطان المدينة
خويا ودعتك اللَّه سفرتي صعبة وهزيله‏    يا حجاب صوني ناكتي عجفة وهزيله‏
واللَّه ما حد بَه منكم يا عكلي نلتجيله‏       بس العليل وفوك نأَه مَيدينه‏
ودعتك اللَّه يا طريح ظل عريان‏             يا ريت خلو لك يا خويا ثياب أكفان‏


القسم الرابع:


وهي من ابتكارات الشيخ محمد سعيد المنصوري، حيث يقرأ أول كلمتين قراءة عادية، أما الكلمة الثالثة فإنها تمد وترجع عدة مرات وهكذا فيما بعدها.


42


لما اشتعلت النار بخيام بنات رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم فررن في البيداء وهن يصحن واجداه وامحمداه والمنادي ينادي احرقوا بيوت الظالمين لا تبقوا لأهل هذا البيت باقية.

زينب احتارت يوم شبوا بالخيم نار              طلعت وياها الحريم صغار وكبار
تصرخ بعالي الصوت طايح وين يا حسين‏      عجل أدركنا وأنت غياث المستغيثين‏


البحر الطويل:


هو من أطوار الشعر الشعبي له طريقة حزينة يتأثر معها الجمهور يقرأ في ثلاثة مواضع بعد القصيدة وأثناء المصيبة وفي ختامها ويمكن قراءته بدلاً عن القصيدة ويستعمل بعدة طرق.

الموضع الأول:

تلك ذكرى بها تهون الرزايا          وهي من أمهات ريب المنون
تركت زينباً تنادي واحسينا           يا ابن أمي ووالدي روعوني‏
غيرتني مصائب الطف حتى‏          أن من يعرفوني لم يعرفون‏

الشاهد

يا تالي هلي يا حسين يا سلوة هلي يا حسين‏       سهم الصابك بقلبك تره صوب القلب الدين‏
لا بعدك يجف دمعي ولا يهده وتنام العين‏           ليل انهار أنا بهمك أو همك لا بعد ينزاح‏
يا تالي هلي يا حسين يا صبري على بلواي‏        يابن أمي احترمت الماي عَبك لا شربت الماي‏
بنوحي لعمي عيوني شلي وشلَّي بحياتي هاي‏     إن كان أنت رحت ياحسين حزنك بالقلب ما راح‏


43


الموضع الثاني (أثناء المصيبة):

أقبلت زينب إلى جسد أبي عبد اللَّه رأته بتلك الحالة جراحاته تشخب دماً درعه بان عليه صاحت أأنت أخي أأنت ابن والدي أأنت ابن محمد المصطفى أأنت ابن علي المرتضى أأنت ابن فاطمة الزهراء.

الشاهد

ثلاث ساعات أبو السجاد ظلت مطروح بالحومة    على الكومة يهم روحه ما يكدر على الكومة
لكن من سمع زينب عجل نادته يا حسين‏            كام وطاح عالغبرا وكيدن طيحن اثنينين‏
رفع الحسين راسه قال أخيه زينب‏                   لقد كسرتي قلبي وزدتي كربي‏



أخيه عودي إلى المخيم واحفظي لي العيال والأطفال. قالت كيف أرجع وأنت تعالج سكرات الموت، قال أخيه لا تشمتي بنا الأعداء.

تكلا خويا أنا بعيني لباريلك عيالك‏     وبروحي لسكتلك أطفالك‏
خويا الموت لو يرضى بدالك‏           ترانا نروح كل احنا فدا لك‏


الموضع الثالث (بعد المصيبة وقبل التخميس):


يخرج صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف يتوجه إلى قبر جده أبي عبد اللَّه ينادي السلام عليك يا جداه يا أبا عبد اللَّه وإذا بصوت من داخل القبر إلى الان يا ولدي يا مهدي فيمد يده عجل الله تعالى فرجه الشريف إلى القبر ويستخرج عبد اللَّه الرضيع والسهم مشكوك في نحره يلتفت إلى أصحابه يقول أصحابي ما ذنب هذا الرضيع حتى يذبح من الوريد إلى الوريد.

الشاهد

جني بالغايب المهدي حين يشهر صارمة     يعتني للغاضرية الشبل حماي الحمه‏
يطلع بكفه الرضيع مخضب بفيض الدمه‏     والسهم نابت ابنحره والعطش ضر كبدته‏


44


مصاب الطفل ما صار مثله‏     كطع ركبته حرملة بنبله‏
ومن سدَّر عوده بين لاهله‏     اللَّه يعين أمه الثكله‏
من شافته ودمه امغسله‏

ما حال عمته وحال شجونها     من نار أحشاها وماء جفونها
لما رأت خطفته كف منونها      همَّت تغسله بماء عيونها
فتكفلت عنها الدماء بغسله‏


الطريقة الأخرى:


يفترَّن خوات حسين من خيمه لعد خيمه‏       وكل خيمة تشب بنار ردن ضربن الهيمه‏
ينخن وين راحو وين ما مش بالعده شيمه‏    والسجاد اجو سحبوه ودمعه على الوجن ساله‏


الطريقة الأخرى هي طريقة الشيخ هادي الكربلائي‏

بالطف كال ابن مسلم يوم الهجمت العسكر      شفت طفله من المخيم تكوم أو ترد تتعثر
ما تدري وثاري النارا بطرف اثيابها تسعر     ردت أكرب وطفِّى الثوب مسعره النار بذياله‏


45


الموشح:

تعريفه:
يقرأ بطبقة صوت عالية تعتمد على المد والترجيع (ارتفاع وانخفاض في الصوت حتى يصل إلى اخر الشطر فيقف وقوفاً متموجاً) يقرأ في ثلاثة مواضع:

الموضع الأول (بعد القصيدة):

لا تمدوا لكم عن الشمس ظلا     إن في الشمس مهجة المختار
حق أن لا تكفنوا علويا            بعدما كفن الحسين الذراري‏
لا تشقوا لال فهر قبورا           فابن طه ملقىً بلا إقبار
هتكوا عن نسائكم كل خدرٍ        هذه زينب على الأكوار
شأنها النوح ليس تهدأ أنّا        عن بكى بالعشي والابكار
أين من أهلها بنو شيبة الحمد    ليوث الوغى حماة الزمار

الشاهد

جينه ننشد كربلا عليه انعتب‏         انكول هاي ارجال وتدور الغلب‏
حرمة زينب بيش مطلوبه ابذنب‏     فوك غتل حسين واميسرينها
ارد انشدج كربلا عن النزل‏           باللَّه اخبرني أوكولج ما يزل‏
زينب تركب اليتامى على الهزل‏      يوعلي السجاد كام يعينها

يطارش ديرة أهلى ما تعنها       تَكلها كفيل زينب ما تعنها
ليمته الخيل هاشم ما تعنها        بعد جاوين غيرتهم عليه‏


46


الموضع الثاني (أثناء المصيبة):

دخلت زينب إلى كربلا وإذا بأم كلثوم ترفع طرف المحمّل تقول أخيّه إني أشم رائحة الحسين وكأني بزينب توجه الخطاب إلى أهالي كربلا:

يا نازلين بكربلا هل عندكم‏     خبر بقتلانا وما اعلامها
ما بال جثة ميت في حيِّكم‏      بقيت ثلاثاً لا يزار مقامها
 

الشاهد

جينه ننشد كربلا مضيعينها        بيها زينب كالوا ميسرينها
يسروها ولا لها واحد فزع‏         شال حادي ظعونها بساع وَطع‏
جينه ننشدوين أبو فاضل وكع‏     ما تدلونه الشريعة وينها


ثم رمت بنفسها من على ظهر الناقة إلى الأرض وراحت مهرولة إلى قبر أبي عبد اللَّه احتضنت القبر بذراعيها بلّت الأرض بدموع عينها.

تَكلا خويا جينا على كبرك كعدنا     نخيناك يا عزنا وضمدنا
خويا هاي المحامل كوم ردنا        لأرض المدينة وطن جدنا
ما غسلوه وما لفُّوه في كفن‏        يوم الطفوف ولا مدوا عليه ردا
عار تجول عليه الخليل عادية      حاكت له الريح خافي مئزر وردا


العراقي:

تعريفه:
تمد فيه الكلمة الأخيرة من كل شطر مع إحداث ونّة خفيفة لإفساح المجال لمشاركة الجمهور، وهو من أشهر الأطوار الحسينية القديمة، وله تقسيمات عديدة يقرأ في ثلاثة مواضع.


47


مهجة الزهرة المظلومة الشهيد       ظل ثلاث أيام مرمي على الصعيد
ظل ثلث أيام مرمى على الثرى‏        تصورة بالمحب باللَّه تصورة
جثة بحدود المواضي مطبرة          وراسه على راس الرمح راح ليزيد


مثال اخر:

بس جسد عاري مطبر بالسيوف‏        مرضوض صدره مكطعه من عنده الكفوف‏
وين أبو الحملات ما يحضر يشوف‏     بلكت يشيل الجسد عن الصعيد
وأبو حمزة يكله ويهل دمع العين‏       يا زين هالحزن شاوين صبرك وين‏



النايلي:

له شعر خاص يقرأ في أثناء المصيبة.

وقاعدته: التطويح والترجيع بالصوت في الكلمة الثانية من كل شطر وكذلك في اخره، أو التطويح في الصدر أكثر منه في العجز.

وقوف الحسين على أخيه أبي الفضل صاح أخي عباس الان انكسر ظهري وقلت حيلتي وسقط لوائي وشمت بي عدوي‏

اه يا بوفاضل تعالى الساع ليَّه‏         وشوف الخيل هالداست عليه‏
يا خويا ليش هالنومه لها لساع‏        تنام ولا تجي للحرب فزَّاع‏
يا خويا الطفل من عكبك على الكاع‏    يلوح من العطش ياخي المنيه‏
يا خويا ما ترد وياي للبيت‏             ومن بعدك تراني وحيد ظليت‏


48


الدشتي:

تعريفه:
وهو من أطوار الشعر الشعبي يقرأ في ثلاثة مواضع وقد مرَّ تعريفه سابقاً ص‏(24):

نشدت السجاد زينب يوم رد من الدفن‏                  العبرة خنكتها وسبكها الدمع هلهل عالوجن‏
يا علي يا بني دفنت حسين لو ظل بالعرا               السافي بجفانا وغسل دم وريده ومنحرة
اه من الضرب من الطعن أدري وصال جسمه مطشره‏  كاللها بالباريه من والدي شلت البدن‏
كفوف أخيك ركبتها ودورت خنصر حسين‏              بيد جماله كطعها يسرته عالسكه ويمين‏
وعلى الخاتم كص خنصرة بسيفه بدلها اللعين‏         ودوره ثنتين قلبه بالسهم حين طلعت‏



الزريجي:

من الأطوار المهمة التي يتفاعل معها الجمهور ويقرأ بعد كل مشهد من مشاهد المصيبة وهو من الأطوار الحسينية القديمة.

وقاعدته: المد على أول كلمة من الشطر مثل (يا) مع ترجيع خفيف في كلمات الشطر الأخرى وهكذا في بقية الأشطر، وتقرأ كل الأشطر


49


الباقية بكيفية واحدة، ويستعمل عادة في قراءة المصرع كطريقة الشيخ عبد الزهراء الكعبي.

عندما أقبل الإمام الحسين إلى ابن أخيه القاسم وجده يفحص بيديه ورجليه اهوى عليه وهو ينادي يعز واللَّه على عمك أن تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك فلا يعينك أو يعينك فلا يغني عنك حمله إلى المخيم ورجلا القاسم تخطان في الأرض خطا.

الشاهد

شال حسين جسام الشفيه‏             بقلب ما لوم يبكي على ابن أخيه‏
ورجل جسَّام تسحل على الوطيه‏     أثاري حسين ظهره انقسم نصِّين‏



أقبل به إلى المخيم وضعه إلى جنب ولده علي تارة ينحني على ولده وينادي واعلياه وتارة ينحني على ابن أخيه وينادي واقاسماه‏

الشاهد

جابه ابين اخوته ومدد ايديه‏           كعد عنده وبيده عدل رجليه‏
مدري شكال قلبه امن انحني عليه‏      يشوفه يعالج وغمض العينين‏


ثم أقبلت أمه رملة رمت بنفسها عليه وهي تخاطبه.

ربيتك وعيني عليك تربي‏          ويحسب بيك ليل نهار قلبي‏
يجاسم بيش أوجد بعد دربي‏       وضوه عيوني طفاها الدهر واظلم‏


50


العاشوري:

طور حسيني أشتهر في السنين الأخيرة حتى أصبح من أشهر الأطوار الحسينية، ويكون المد فيه في آخر البيت، ويكون طويلاً مع تخفيفه من حيث الصوت وقطعه، لمشاركة المستمعين بالونّة وقول (آه) مرتين حسب الكيفية التي يقرأ بها الخطيب، ويقرأ كغيره من الأطوار في ثلاثة مواضع بعد القصيدة وأثناء المصيبة وختامها قبل التخمس:

فرأت سرجه خليا فنادت‏                تلك واوالدي وذي واعمادي‏
وغدت ولَّها بغير شعور                نحو مثوى بقيَّة الأمجاد
فرأت في الصعيد ملقى حماها         هشمت صدره خيول الأعادي‏
فدعت والجفون قرحى وفي القلب‏     لهيب من الأسى ذو اتقاد
إحمى الضائعات بعدك ضعنا           في يد النائبات حسرى بوادي‏
أو ما تنظر الفواطم في الأسر         وستر الوجوه منها الأيادي‏

الشاهد

يا عباس ما أنت اللي جبتني اه اه‏         بيدك يا خويا ركِّبتني اه اه‏
خويا بس ما رحت عني وعفتني اه اه‏     خلافك بنو أميه ولتني اه اه‏
دكعد يا خويا وشوف متني اه اه‏           ترى سياط زجر ورمتني اه اه‏

خويا وبلاه يوم لسبتني‏


وله طفلة تصوِّت مجهده‏       اتنوني يبوي وجاه جده‏
يتيمه الظعن ذبني أو تعده‏


فأقبلت زينب تتفقد الظعن وتنادي كل واحده باسمها فلما نادت سكينة لم تجبها فرمت زينب بنفسها من على ظهر الناقة وجعلت تنادي


51


واغربتاه واضيعتاه وهي تعدو في البوادي حافية وإذا بطفله تنادي إلى أين يا أهلي راحلون إلى أين يا أهلي ظاعنون اقبلت إليها زينب ودموعها جارية:

جاوين عني وعنك حسين‏        الكنه بفيتِّه مستظلين‏
والنه الخلك كلها مذعنين‏        امن الدهر ماكنه مخطرين‏

احمى الضائعات بعدك ضعنا      في يد النائبات حسرى بوادي‏


المجاريد:


يقرأ في ثلاثة مواضع بعد القصيدة وأثناء المصيبة وفي آخرها. وهو الذي يكون آخر حرف من الأشطر الثلاثة متشابهة أو يكون كله على قافية واحدة.

المثال الأول للموضع الأول:

متوسدين من الصعيد صخوره‏       متمهدين حرارة الرمضاء
مدثرين بكربلا سلب القنا             مزملين على اربا الدماء
خضبوا وما شابوا وكان خضابهم‏    بدم من الأوداج لا الحنَّاء
أطفالهم بلغوا الحلوم بقربهم‏         شوقاً إلى الهيجاء لا الحسناء
ومغسلين ولا مياه لهم سوى‏         عبرات ثكلى حرَّة الأحشاء
أصواتها بحت وهن نوائح‏           يندبن قتلاهن بالإيماء


52


يا شبان يا حلوين الأطباع‏     عفتوا الحرم نمتوا على الكاع‏
ظلت وحدها بقلب مرتاع‏       رحتوا وغدت عيلتكم ضياع‏
يشبان فركتكم ثقيله‏            ينجوم غيبتكم طويله‏
يحلوين يبدور الجبيله‏         طاح الحمل يا هو اليشيله‏

وظعن الحراير من يجي له‏

المثال الثاني والثالث للموضعين الثاني والثالث:


لما دخل ركب الإمام إلى الكوفة ووقف الظعن ليستريح قليلاً وإذا بطفلة للحسين تخلفت عن الظعن وبقيت تحت شجرة فأقبل القوم لرفع رأس الإمام فلم يتمكنوا حتى اجتمع عليه أربعون فارساً جاؤوا إلى عمر ابن سعد اخبروه بذلك قال سلوا زين العابدين أقبلوا إلى الإمام عليه السلام قال قولوا لعمتي زينب أن تتفقد الظعن لعل طفلاً تخلف عن الظعن.

َكال الهم وشب نار كبده‏            ودمعه جره وسال على خده‏
امن الأطفال خاف عَبت وحده‏      يوطفل ما ذي الحبل زنده‏
هاي على أبوي تصير شده‏         أطفاله كلها اعزاز عنده‏


53


النعي:

أيضاً هو من الأطوار المهمة المؤثرة في قراءة المصيبة ليس له ضابطة في القراءة لذا استعمله الخطباء كل على طريقته الخاصة:

شحكي وعلي مرَّت مصايب‏     منها القلب والكبد ذايب‏
طبينة ديوان الأجانب‏           لا ساتر ليمنع وحاجب‏
واتشمتت بينه الأجانب‏         ميته عسى بين الغوالب‏


اولا غربتي أو هاي النوايب‏

طريقة أخرى:

دفنوك يا عمه رقية           ابديرة غرب سودة عليَّه‏
واللَّه لون يحصل بديه‏       بينك وبين الغاضريه‏
لسوِّي الدرب روحه وجيَّه‏    وازورك وازوِّر هالحميَّه‏
الظلت منازلهم خليَّه‏          واصلّ‏ِ الدمع صبح أو مسيه‏
لمن توافيني المنيه‏           اي وحكى ظلع امِّي الزكيه‏


والحمد للّه رب العالمين‏


54


ارشادات هامة للخطيب‏

1- الاعتدال في الطعام، فإن التخمة كالجوع يؤثران سلبا في أثناء الخطابة والقراءة.

2- مظهر الخطيب، إن لحسن المظهر واعتدال الزي أثر بالغ في نفوس الحاضرين سيما إذا كان ذلك متناسبا مع أجواء الحداد والحزن.. وهذا يساعد بوضوح على نجاح المجلس.

3- جلسة الخطيب، فيكون في جلوسه على هيئة المتصدي للخطاب، المقبل بكليته على الحضور، المتصفح وجوه الحاضرين بهيبة ووقار، مع مراعاة عدم تأثر أدائه سلبا بكيفية الجلوس.

4- حركة الخطيب، إن حركة اليدين والوجه أثناء الخطابة تفصحان عن مقصود الخطيب ومراده من الكلام، وتساعدان على بيان مرامه، وذلك إذا أحسن استخدامهما وكان دقيقا في حركاته وسكناته بحيث أعطى المشهد الخطابي حقه المناسب من التصوير.

5- لسان الخطيب، رائد الخطيب هو لسانه وبيانه، وجمال الرجل فصاحة لسانه، واللسان بضعة من الانسان فلا يسعده القول اذا امتنع، ولا يمهله النطق اذا اتسع، فلا ينبغي بالخطيب الكلام فيما لا يعرف طريقته ولا يعلم حقيقته، بل اذا اراد ان يتكلم بكلام تدبره في نفسه فان كان خيرا ابداه وان كان شرا واراه، ويتكلم بما لا تمجه الاذان ولا يتعب فهمه الأفهام، وعليه فمن الضروري أن يسيطر الخطيب على لسانه، وتعويده الخير، وترك الفضول التي لا فائدة منها..


55