الخطبة الثامنة: خطبة السيـّدة الزهراء عليها السلام

حدّثنا محمّد بن المتوكّل عن عليّ بن الحسين السعد آباديّ عن أحمد بن عبد الله البرقيّ عن إسماعيل بن مهران عن أحمد بن محمّد بن جابر عن زينب بنت عليّL، قالت: قالت فاطمةعليها السلام في خطبتها:

"لله فيكم عهد قدّمه إليكم، وبقيّة استخلفها عليكم، كتاب الله بيّنة بصائره، وآيّ منكشفة سرائره، وبرهان متجلّية ظواهره، مديم للبريّة استماعه، وقائد إلى الرضوان أتباعه، ومؤدّ إلى النجاة أشياعه، فيه تبيان حجج الله المنيرة، ومحارمه المحرّمة، وفضائله المدوّنة، وجمله الكافية، ورخصه الموهوبة، وشرائعه المكتوبة، وبيّناته الجالية، ففرض الإيمان تطهيراً من الشرك، والصلاة تنزيها من الكبر، والزكاة زيادة في الرزق، والصيام تثبيتاً للإخلاص، والحجّ تسلية للدين، والعدل مسكاً للقلوب، والطاعة نظاماً للملّة، والإمامة لمّاً من الفرقة، والجهاد عزّاً للإسلام، والصبر معونة على الاستيجاب، والأمر بالمعروف مصلحة للعامّة، وبرّ الوالدين وقاية عن السخط، وصلة الأرحام منماة للعدد، والقصاص حقناً للدماء، والوفاء للنذر تعرّضاً للمغفرة، وتوفية


127


المكاييل والموازين تغيّيراً للبخسة، واجتناب قذف المحصنات حجباً عن اللعنة، واجتناب السرقة إيجاباً للعفّة، ومجانبة أكل أموال اليتامى إجارة من الظلم، والعدل في الأحكام إيناساً للرعيّة، وحرّم الله عزّ وجلّ الشرك إخلاصاً للربوبية، فاتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ فيما أمركم به، وانتهوا عمّا نهاكم عنه"1.


128


هوامش

1- علل الشرائع، الشيخ الصدوق، ج1 ص 248.