الجلسة الاولى

1- هل تصلح عاشوراء قصة للأطفال

الدكتور عبد المجيد زراقط



في تقديم المجلس العاشورائي للأطفال:


1- تقديم المجلس العاشورائي
، أو وقائع ثورة الإمام الحسين عليه السلام للأطفال، ينبغي السُؤال، أوّلاً، ماذا نريد أن نقدِّم، وكيف؟ هل نريد أن نقدّم الحدث التاريخي، أو نريد أن نقدّم أدباً قصصياً يتخذ هذا الحدث مرجعاً له، ويقيم، انطلاقاً منه بناءً قصصيّاً متخيلاً ينطق بدلالة تربوية؟

وفي صيغة أخرى للسؤال نقول: هل نريد أن نقدّم كتابةً تاريخية للأطفال، أو نريد أن نقدّم كتابةً أدبيّة قصصيّة تتخذ التاريخ مادة أوليّة لها؟

2- في الإجابة عن هذا السؤال يمكن القول: يمكن تقديم هذين النَّوعين، شريطة أن نعي جيّداً أن لكلٍّ منهما طبيعته وخصائصه وشروط كتابته، ففي حين تقتضي الكتابة التاريخيّة، وهي أقرب للعلم منها للأدب، الوقائع موثقة، محقّقة، مسبَّبة ما أمكن في سياقها التاريخي، تقتضي الكتابة الأدبيَّة تقديم الوقائع من منظور الأديب، أي من وجهة نظره وزاوية رؤيته، في سياق متخيّل ينطق بالرؤية عندما لا يكتمل، شريطة عدم تغيير الحقائق التاريخيّة المثبتة، فصحيح أن الأدب ليس تاريخاً، وصحيح أيضاً أنّه ليس تغييراً للحقائق التاريخيّة.

3- طبيعي أن كلاً من النّصّين ينبغي أن يتّصف
، على مستوى معجم الألفاظ وبنية العبارة وبنية النّص بخصائص الكتابة الموجَّهة للأطفال، فالمتلقي في هذا النوع من الكتابة معروف ومعيَّن، ومستواه العمري والعقلي والثقافي هو الذي يحكم طبيعة الكتابة ومستواها وخصائصها، وفي رؤية عامّة يمكن القول:

على مستوى معجم الألفاظ، ينبغي أن تكون الألفاظ مختارة بعناية من معجم ألفاظ الطفل الذي توجّه إليه الكتابة، وإن كان من ألفاظ جديدة. فينبغي أن تكون محدودة في كل نصّ، وأن تُشرح.


23



وعلى مستوى بنية العبارة ينبغي أن تكون بسيطة تتألَّف من عناصر محدودة تتمثل في أركان الجملة اسمية أو فعليّة، وتتوالى مسنداً إليه ومسنداً أو العكس وتوابع من دون تعقيد، وتؤدي معنى كاملاً أو مفيداً يوقف عنده ليسهل وضع علامات الترقيم بدقّة، وإن كان من محسّنات بلاغيّة، فينبغي أن تكون محدودة وواضحة وغير متكلَّفة.

وعلى مستوى النص، إن كان سيُقرأ في مجلس واحد، ينبغي أن يكون قصيراً وذا موضوع واحد محدَّد، واضح التدرّج، متماسكاً، مكتمل الدَّلالة.

4- وفي ما يتعلَّق بالكتابة التّاريخية، يبدو لي أنه من الضّروري إجراء ما يأتي قبل المباشرة بالكتابة:

1- قراءة نقدية للنص التاريخي المتوافر بين أيدينا بعد أن يُستقى من مصادره. يجري هذه القراءة مؤرِّخون وعلماء دين محققون، ينحّون ما لم تثبت صحته تاريخياً ويبقون ما تثبت صحّته، وما يلائم المتلقّي الذي سيوجّه إليه النّص على مختلف المستويات.


2- اختيار الوقائع تلائم المرحلة العمريّة للطِّفل على مختلف المستويات، ويبدو لي أن الغيبيات والفواجع والتهويل بالموت والعقاب لا تلائم هذه المرحلة.

3- اختيار الوقائع ونظمها يتمّان من منظور رؤية تربوية تريد أن تنشئ جيلاً يُعمل عقله، يفكّر، يكتشف الحقيقة، يتخذ المواقف الصحيحة، يرفض الظلم يقاومه، يحبّ البطولة، ويقتدي بالأبطال، ومن هنا ضرورة أن تخاطب الكتابة العقل فتُقنع والوجدان فتؤثّر، ما يتيح تكوين شخصيّة فاعلة في محيطها.

4- يتحرك سياق الأحداث إلى التشكل في بناء مكتمل ذي دلالة،
وفاقاً لمبدأ مقنع، مفهوم، واضح، وإن أثيرت أسئلة تكن الإجابة عنها موجودة.

5- وفي رسم الشخصيات ينبغي أن ترسم الشخصية القدوة شخصية إنسانية، ذات قدرات إنسانيّة مقنعة، تستمد قوّتها من الواقع المعيشي القائم، كي لا يتعلّق الطفل بكائن خارق من خارج الواقع ليحل مشكلاته، كما ينبغي أن تقدّم الشخصيات الشريرة بوصفها شخصيات واقعية، فتختار مواقفه بفعل دوافع معيّنة...

وإن كان لي أن أقدّم أنموذجاً وأناقشه، في ضوء ما ذكرته عن الكتابة التاريخيّة، فليكن ما سمعته من أحد قارئي السيرة، في مجلسٍ ضمَّ الكبار والصغار. قال القارئ،


24


في ما قال، ما مفاده باختصار: إن أمير المؤمنين، الإمام علياً بن أبي طالب عليه السلام مرَّ، حينما كان خليفة في أحد طرقات الكوفة، بامرأة توهم أبناءها الجائعين الضاجين بالبكاء، أنّها تطبخ لهم... ولما سألها عرف أنها لا تملك شيئاً تطعمهم إيَّاه، فأسرع إلى داره، وحمل على ظهره كيس طحين وطعاماً، وعاد إليها ليعجن ويخبز ويطعم. ويسامر الأطفال... وقبل قراءة هذا الحدث كان قد قرأ أبياتاً من الشعر أو أنشد أبياتاً من الشعر بلهجةٍ تخلط اللهجات العراقية والإيرانية والجنوبيّة... ثم قدَّم موعظة محورها حساب القبر والبرزغ... ثم تلا رواية الحادثة وربطها بعاشوراء.

نلاحظ، أوَّلاً، عدم الترابط بين الأجزاء الأربعة التي تكوَّن منها هذا المجلس وهي: المقدِّمة الشعرية، والموعظة، والحدث التاريخي الأول والحدث التاريخي الثاني. وثانياً، لم يصل من الشِّعر إلى المتلقين سوى الصوت المنغَّم. فالتواصل تمَّ على هذا المستوى فحسب، إذ إن القارئ خلط بين اللهجات وغلَّب التنغيم والجهر بالصَّوت الحزين ليؤثّر. وثالثاً، وإن وصل شي‏ء من هذا الشعر فهو غير مفهوم للجميع، إذ إنّه قديم وصعب الألفاظ. ورابعاً، جاءت الموعظة مكرّرة ومشبعة بالغيبيّات وهزيلة ، ولم يراع القارئ المقام. ففي المجلس علماء كبار ومثقفون، فهو يقرأ كما كان يقرأ من قبل، ولم يدر في ذهنه أن المتلقين تغيّروا، ما يقتضي تغيير الخطاب. وخامساً، أن المجلس طال ما يزيد على الساعة، مما جعل الحاضرين يغادرون المكان تباعاً.

تشير هذه الملاحظات إلى ضرورة إعادة النظر في بناء مجلس العزاء الموّجه للكبار، وفي مكوّناته، وإن كان من إصرار على تضمّنه شعراً وموعظة وحدثاً.

فليكن الرّابط غير شكلي، وليكن الشعر شعراً جيداً ومفهوماً، ولتكن الموعظة جديدة وتعنى بالشأن الحياتي، وليكن الحدث التاريخي كما وصفناه من قبل وفي ما يتعلق بالحدث الذي قدّمناه بوصفه أنموذجاً نقدِّم الملاحظات الاتية:

1- إن قارئ السيرة يريد أن يقول: هو ذا الحاكم العادل، المتواضع المبادر...، لكن أي حاكم عادل هذا الذي يعيش في عاصمة حكمه مثل هذه العائلة في حالتها تلك، فإن كان الفقر قد وصل بالناس إلى هذا الحدّ، فأين العدل؟

2- هل وجد خليفة المسلمين الذي كان يحكم الدولة العظمى في عصره لديه من


25


الوقت ليقوم بكل ما قام به؟ وهل كان يجيد جميع تلك الأعمال، ثم أليس من الأفضل أن يكلِّف من يقوم بها؟ ثم أليس من الأكثر فضلاً أن يجد حلاً جذرياً للمشكلة وليس حلاًّ انياً لا يجدي لا على المدى الطويل ولا على مستوى الناس جميعهم.

3- هل يعقل أن يدخل الإمام علي عليه السلام بيتاً ربّته امرأة ليست من محارمه، ويجلس فيه طوال هذه المدّة، ويتصرّف كأنه صاحبه؟

4- هل هذه هي طريقة الإمام علي عليه السلام في مواجهة هذه المشكلة الاجتماعية الاقتصادية؟ إن طريقته، كما تفيد الوقائع التاريخية المحققة، تنبع من رؤية إسلاميّة شاملة للنّظام الاقتصادي، ومن مبادئها الأسوة في العطاء: فتطبيق هذا المبدأ لا يبقي فقراء في المجتمع.

5- إن ما يروى عن الإمام علي بن الحسين عليه السلام من قيامه بأعمال مشابهة مختلف، إذ إنه كان يحصي الفقراء، ويضع الأكياس أمام أبوابهم، علاوة على أنه لم يكن الحاكم. وإنما كان مواطناً رأى ما ينبغي عليه القيام به، فقام به.

6- يبدو أنّ قارئ السيّرة، أو مؤلّف أحد الكتب، عثر على هذه الرِّواية، في أحد المصادر ولم يحققها, إذ إن رواية شبيهة بها تنسب إلى الخليفة عمر بن الخطاب.

7- النَّص الذي يقَّدم في مجالس العزاء مهمٌ جداً، ولهذا ينبغي أن يعدّ إعداداً جيداً، وأن يعد قارئه إعداداً جيداً، وبخاصّة أن المتلقين صاروا أكثر تنوّعاً وأكثر معرفةً وقدرة على النَّقد وأكثر حاجةً إلى ما يقنع.. نحن بحاجة إلى نصٍّ عاشورائي يخاطب العقل والوجدان المعاصرين بلغة العصر.

5- أمَّا في ما يتعلّق بالكتابة الإبداعية
فينبغي أن ننظر علاوة على ما سبق، إلى أربعة أمور هي:

1- أن يكون النّص أدباً، ليس إنشاءً ولا وعظاً، ولا خيطاً من شعر ونثر بمختلف أنواعه، والأدب يتميّز بخصائص نوعيّة تميّزه من أي كتابة أخرى، وأبرز هذه الخصائص البناء اللغوي المتخيّل، المتحوَّل بالمادّة الأولية، إلى كائن لغوي يجسّد رؤية كاشفة.. والرؤية، في أدب الأطفال، جماليّة تربويّة، تنتظم في منظومة تربوية عامّة هي منظومة الأمّة.


26



2- يحكم المتلقي، وهو الطفل، النّص الذي يوجه إليه، ما يعني أن الكاتب ينبغي أن يمتلك معرفة تربويّة نفسية اجتماعية بالمتلقّي الذي يكتب له.

3- ينبغي أن يمتلك الكاتب معرفة بالمنظومة التربوية ووعياً لها، وأن يكون مقتنعاً بها للتمثل في أدبه التزاماً، معرفةً أدبية جمالية، وليس تاريخاً أو وعظاً.

4- إن الأدب لا يصنع بقرار، وإنما هو بالدّرجة الأولى نتاج إنسان متميّز موهوب والموهبة ينبغي أن تُنمّى بالثقافة وتتفتّح بالدربة، ولهذا فأهم ما ينبغي عمله هو البحث عن المواهب الحقيقية، وهنا لا تفيد الوساطات والعلاقات، وتنميتها وتوجيهها وإتاحة الفرص لها.

6- وفي ما يأتي نقدّم مادة تاريخيّة
تمثل بداية السيرة الحسينية الكربلائية، وننظر إليها على مستويي الكتابة التاريخية والإبداعية.

توفي معاوية بن أبي سفيان، في دمشق، في الثّاني والعشرين من رجب سنة ستين للهجرة فتولّى الخلافة من بعده ابنه يزيد، وكانت أولى مهمّاته الحصول على بيعة المسلمين، وبخاصّة الحسين بن علي وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير بالبيعة، أخذاً شديداً، ليست فيه رخصة حتى يبايعوا.

لمّا وصلت الرِّسالة إلى الوليد استعظم الأمر، فبعث إلى مروان بن الحكم ودعاه إليه، وكانا متخاصمين، لبَّى مروان دعوة الوليد، فأخبره هذا بما حدث، وسأله: كيف ترى أن نصنع؟

قال مروان: أرى أن تبعث الساعة إلى هؤلاء النَّفر، فتدعوهم إلى البيعة والدّخول في الطَّاعة، فإن فعلوا قبلت منهم، وكففت عنهم، وإن أبوا قدّمتهم فضربت أعناقهم، قبل أن يعلموا بموت معاوية، فإنهم إن علموا بذلك، وثب كل امرئٍ منهم في جانب وأظهر الخلاف والمنابذة ودعا إلى نفسه، ولا أرى عبد الله بن عمر يدعو إلى نفسه، فاجعل همّك الاثنين الاخرين. أرسل الوليد عبد الله بن عمر بن عثمان، وهو إذ ذاك غلام حدث، إلى الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير يدعوهما إليه، فوجدهما في المسجد، وهما جالسان فأتاهما في ساعة لم يكن الوليد يجلس فيها للناس، ولا يأتيانه في مثلها، فقال: أجيبا الأمير يدعوكما، فقالا له: انصرف الان نأتيه.


27



ثم أقبل أحدهما على الاخر، فقال عبد الله بن الزبير للحسين: ظُن في ما تراه بعث إلينا في هذه السَّاعة التي لم يكن يجلس فيها؟

فقال الحسين: قد ظننت، أرى طاغيتهم قد هلك، فبعث إلينا ليأخذنا بالبيعة قبل أن يفشو في النَّاس الخبر. فقال عبد الله: وأنا ما أظنّ غيره، وسأل: فما تريد أن تصنع؟ قال الحسين: أجمع فتياني في السّاعة، ثم امشي إليه، فإذا بلغت الباب احتبستهم عليه، ثم دخلت عليه قال عبد الله: فإني أخافه عليك إذا دخلت. قال الحسين: لا اتيه إلاّ وأنا على الامتناع قادر. فقام فجمع إليه مواليه وأهل بيته، ثم أقبل يمشي حتى انتهى إلى باب الوليد، وقال لأصحابه: إنّي داخل، فإن دعوتكم، أو سمعتم صوته قد علا، فاقتحموا علي بأجمعكم، وإلاّ فلا تبرحوا حتى أخرج إليكم، فدخل فسلّم عليه بالإمرة، ومروان جالس عنده، فقال الحسين كأنه لا يظن ما يظن من موت معاوية: الصِّلة خير من القطيعة، أصلح الله ذات بينكما. فلم يجيباه في هذا بشي‏ء، وجاء حتى جلس، فأقرأه الوليد كتاب يزيد، ونعى له معاوية، ودعاه إلى البيعة. فقال الحسين: إنّ لله وإنا إليه راجعون، أما ما سألتني من البيعة، فإن مثلي لا يعطي بيعته سرَّاً، ولا أراك تجتزئ بها مني سرّاً دون أن تظهرها على رؤوس الناس علانية. قال الوليد: أجل. قال الحسين: فإذا خرجت إلى الناس فدعوتهم إلى البيعة دعوتنا مع الناس فكان أمرنا واحداً. فقال له الوليد، وكان يحب العافية: فانصرف على اسم الله حتى تأتينا مع جماعة الناس، فكان أمراً واحداً، فقال له مروان: والله، لئن فارقك الساعة، ولم يبايع، لا قدرت منه على مثلها أبداً، حتى تكثر القتلى بينكم وبينه أحبس الرّجل، ولا يخرج من عندك حتى يبايع أو تضرب عنقه، فوثب عند ذلك الحسين، فقال: يا ابن الزرقاء، أنت تقتلني أم هو، كذبت والله وأثمت. ثم خرج فمرَّ بأصحابه فخرجوا معه حتى أتى منزله، فقال مروان للوليد: عصيتني، لا والله، لا يمكنك من مثلها من نفسه أبداً. قال الوليد: وبِّخ غيرك يا مروان، إنك اخترت لي التي فيها هلاك ديني، والله ما أحب أن لي ما طلعت عليه الشمس وغربت عنه من مال الدنيا وملكها وأنّي قتلت حسيناً. سبحان الله، أقتل حسيناً أن قال لا أبايع، والله، إني لأظن امرأً يحاسب بدم الحسين لخفيف الميزان عند الله يوم القيامة، فقال له مروان: فإذا كان هذا رأيك فقد أصبت في ما صنعت.


28


في قراءة لهذه المادّة التاريخية يتبيّن لنا ما يأتي:


1- تثير هذه المادة التاريخية أسئلة كثيرة يفترض أن يعرفها المتلقّي قبل تقديم النص إليه، منها: ما هي الخلافة، ما البيعة؟ من هو معاوية؟ كيف تولّى الخلافة؟ كيف حكم؟ كيف أوصى لابنه يزيد بولاية العهد؟ كيف تحوَّل بالخلافة إلى ملك؟ من هو يزيد؟ كيف كان يتصرَّف؟ من هو الإمام الحسين عليه السلام ؟ ما هي مواقفه؟ إلخ... من أسئلة علينا أن نعرف كيف نجيب عنها إجابات بسيطة وواضحة قبل أن نقدِّم هذه المادّة، وهذا يفيد أن مقدِّمات ينبغي أن تمهد للنّص العاشورائي. ومن الأفضل أن يأتي على شكل قصصي، ما يعني أن مشروعاً مكتملاً ينبغي أن يعد. وأن تتوافر شروطه وإمكاناته.

2- تفيد هذه المادّة التاريخية أن الأحداث مترابطة، فالمشكلة هنا تتمثل في البيعة ليزيد، وهذه نشأت من قبل، وأدّت إلى اتخاذ الإمام الحسين عليه السلام موقفاً يتطوَّر، وهذا ما سوف نعرفه في ما بعد، ما يعني أن السيرة ينبغي أن تعد كاملة. في سياقها التاريخي المتطور إلى مرحلةٍ تفضي إلى أخرى.

3- تفيد هذه المادّة، أيضاً، أن الإمام الحسين عليه السلام يتّصف بصفات منها:

1- إجادته استقراء الوقائع ونفاذ بصيرته والحدس بما حدث وقد يحدث، فقد استنتج أن معاوية قد مات، وأن الوليد يريد أخذ البيعة قبل أن ينشر الخبر.
2- مبادرته إلى اتخاذ القرار وشجاعته في مواجهة الموقف، لبّى دعوة الوليد، وردَّ على مروان في مجلسه.
3- إعداده ما استطاع من قوّة للمواجهة، ذهب مع فتيانه، وأعد خطّة...
4- معرفته شخصيات الخصوم وما بينها من تباين، والتّصرف على هذا الأساس، فهو يعرف حقيقة خصام الوليد ومروان وشخصية كل منهما، ويعرف حبَّ الوليد للمسالمة وعدم رغبته في ارتكاب عمل فظيع كالذي يدعوه إليه مروان، فلم يحرجه، وإنما أقنعه بحجة مقبولة عرفاً وعقلاً.
5- إدراكه أن النّاس يعترضون على تولِّي يزيد الحكم وإفهام الوليد ومروان ذلك.

إن هذه الصّفات، علاوة على ما سوف تبيِّنه الأحداث التالية، هي ما ينبغي بيانه في السِّيرة، ومناقشة الأخبار التي قد تفيد سوى ذلك.


29


4- يتبيّن من هذه المادَّة التاريخية أن هناك اتجاهين في السلطان الأموي أولهما يمثله الوليد، وثانيهما يمثله مروان، وهذا يراعي المصلحة السياسيّة، ولا يعنيه أمر الدين في شي‏ء. فقد أقرّ مروان للوليد بصواب صنيعه إن كان يؤمن بصحّة ما يقوله عن تدّينه. ما يعني أن مروان لا يؤمن بهذا. ورأيه، أو اتجاهه، هو الذي مضى فيه يزيد وعبيد الله بن زياد ومن معهما في ما بعد. هذه الرؤية يمكن التركيز عليها منذ البداية وبلورتها بوضوح في ما يلي من أحداث فتتم بلورة طبيعة الصراع.

5- كيف تكتب هذه المادّة؟ تنتظم هذه المادّة في سياق كان قد عرّف بما تنبغي معرفته، تستخدم ألفاظ سهله، متداولة من لغة الحياة اليوميّة، وعبارات بسيطة واضحة، تتدرَّج الأحداث خطيّة. في سياق مسبّب مقنع، ويتم التركيز على ما يكشف صفات شخصية الإمام الحسين عليه السلام وهدفه، وعلى صفات الاخرين، وعلى طبيعة الصراع الذي يدور بين طرفين لكل منهما رؤيته وأساليبه إلخ...

أما إذا أردنا كتابة نصٍّ إبداعي، قصَّته قصيرة مثلاً تتخذ هذه المادة التاريخية مرجعاً، فيمكن اختيار لحظة مهمّة تكشف واقعاً وموقفاً منه، ومن هذه اللحظات المهمّة، في تقديري:

1- نفاذ بصيرة الإمام الحسين عليه السلام وحدسه بموت معاوية وبرغبة الوليد في الحصول على البيعة قبل أن ينشد الخبر، وطرح السؤال: ماذا نصنع في هذا اليوم التاريخي؟
2- اتخاذ الإمام الحسين عليه السلام قرار المواجهة والإعداد له.
3- المواجهة، وكشف شجاعة الإمام الحسين عليه السلام وخلقه الرفيع وطبيعة الصراع المتمثل باتباع تعاليم الدين من نحو أول ووضعها جانبا هلاك الدين من نحوٍ ثان.
4- حقيقة السلطان الأموي الذي مضى في الاتجاه الذي يهلك فيه الدين.

وفي ما يأتي نقدِّم أنموذجاً للنِّقاش يتخذ اللحظة الأولى مرجعاً له.

السؤال المهم

قصة: عبد المجيد زراقط


كانَتِ الشَّمسُ، عصرَ ذلك اليوم، تبتعد، كأَنَّها تَمْشي نَحْو الرِّمالِ البَعيدة.


30


بَدَتْ صَفراء شَاحِبة، كأنَّها تُلَمْلِمُ أشعَّتها، وتَسْتَعِدُّ للرَّحيل.

طالت ظِلال أشجار النَّخيل، في باحة المَسْجدِ النَّبَويِّ الشّريفِ، وحلي الجلوسُ في فَيئِها.

خَرَجَ المصلُّون من المَسْجِد، توجَّه اثنان مِنْهُم إلى ظِلِّ نخلةٍ، وجلسا يَتَحدَّثان.

بدا، في الطّريقِ الموصلِ إلى المَسْجد، فتىً يتَّجهُ نحوهما.

كان يَنقُلُ خُطُواتِه على مَهل. يَقِفُ لَحْظَةً ...، ينظرُ إلى الأمامِ، ثمَّ يتلفّت حواليه، ثم يمشي من جديدٍ كأنَّه يفتّشُ عن شي‏ءٍ يُريدُه.

اقتربَ. رأى الرَّجُلَين. اقتربَ أكثر. تأمَّلَهُما جيِّداً، ثمَّ ركضَ، وهو يصيح:

الحسينُ بن علي وعبدُ الله بن الزُّبير، وأخيراً وجدتكما؟

ابتَسَمَ ابنُ الزّبير، وقال:

إنْ كان عبدُ الله بن عمر بن عثمان لا يعرفُ أين يجدُ المؤمنين، فلِمَ لم يُخْبرْ من أرسله بذلك!؟.

ضحك، ثم أضاف: ولعلَّه لا يعرفُ هو أيضاً.

وتَمّتمَ الحسين: أمرٌ خطيرٌ قاد هذا الفتى الأُموي إلينا، في هذا الوقت؟

وصلَ الفتى. قال، وهو يَلْهَثُ، ويَمْسَحُ حُبيْبات العَرَقِ عن جَبِيْنِه:

أَجِيبا الأمير..، الأمير الوليدٌ بنُ عُتبة يدعوكما إليه.

قالَ ابنُ الزُبير: ماذا يريدُ الوليدُ في هذا الوقت؟.

قال الفتى: لا أَدْري، قالَ أن تأتيا إلى دار الإمارةِ على عَجَل.

قال ابن الزُّبير: انصَرِفْ، وأخبره أنَّنا سَنُلبِّي دعوته.

عاد الفتى من حيثُ أتى، وتطلَّع ابن الزُّبير إلى الحُسَين مستفهماَ. راه يمسِّدُ لحيتَه، وينظرُ إلى البعيد، وقد اتّسعت عيناه، وانفرَجَتْ شفتاه كأنَّه يهمُّ بقول:

سأله: في رأيك، ما سبب دعوة الوليد لنا في هذا الوَقْت؟.

قالَ الحسين: ما اعتادَ الوليدُ أن يَجلُسَ للناس في هذا الوقت..، وما اعتادَ أن يُرْسِلَ فتىً من بني أميَّة، من وُلْدِ عثمان، على عَجَل..، صَمَتَ لَحْظَةً، وأضاف، ثُمَّ لمَ خَصَّنا نَحْنُ بهذه الدَّعْوَة؟


31


قالَ ابنُ الزُّبير: لِمَ أقلقتني؟

قال الحسين: يبدو أنَّ أمراً خطيراً قد حدث، ويريد والي المدينة المنوَّرة أن يأمَن موقفنا قبلَ أن يعرفه الناس..

سأل ابنُ الزُبير: ما هو الأمر في رأيك؟

صَمَتَ الحسين لحظاتٍ، وقال:
أرى أنَّ طَاغِيتهم، معاويةُ قد هلك..، فبعث إلينا واليهم، الوليد، ليأخُذَ منَّا البيعة لفاسقهم، يزيد..، قبل أن ينشُر الخبر بين الناس...


قالَ ابنُ الزُّبير: وأنا ما أظنُّ غيره، فما تريدُ أن تصنع؟

صَمَتَ الحُسينُ، وتوجَّه بوجهه نَحو قَبرِ جدِّه، وبدا كأنَّه يَقول:

هذا هو السُّؤالُ المهمُ الان، وعلى المسلمين جميعهم أن يُجيبُوا عنه، فَبَعْدَ أن هَلَك الطّاغية، ماذا نصنع؟ هل نبايعَ الفاسقَ بخلافة المسلمين أو نخرجَ في طلب الإصلاح...؟

ماذا نصنعُ؟ هذا هو السؤال الذي طُرحَ في عصر ذلك اليوم من رجب سنة ستّين للهجرة في فضاء المَسْجِد النَّبوي الشريف، وكان على الإمام الحسين عليه السلام أن يجيب عنه.

فماذا تراه صنع؟


32


المداخلات على كلمة الدكتور عبد المجيد زراقط

المداخلة الأولى: للأستاذ علي يوسف 10



في الواقع إن ما طرح من قبل سماحة الشيخ نعيم قاسم ثم من قبل الدكتور عبد المجيد زراقط يشعر المرء أنه كاد يفي بالموضوع خاصة وأن التركيز قد تم على ان مجالس عاشوراء الموجهة للإطفال تتطلب قدرات تتطلب معارف كثيرة من جملتها معرفة النص التارخي، كيفية توجيهه.

وبعد ذلك في الكلام على أدب الاطفال باختصار يعني أحسست أن العناصر الضرورية لكتابة مجالس عاشوراء أولإنشاء مجالس عاشورائية للأطفال قد أكتملت عناصره ولكن المشكلة تبقى أننا أمام وصفات يعني ما يجب أن نفعل؟

لكن كيف نصل الى ذلك! يعني هل يمكن أن نوفّق الى قارئ عزاء يقوم بنفسه أويختار ويتمكن من معرفة ما يلائم الطفل وهذا ما يتطلب:

1- معرفة استعدادات الطفل وقدراته بكل مرحلة عمرية يعني بخلال 21سنة تتبدل على الاقل إمكانات الطفل واستعداداته على ثلاث مراحل. إذاً معرفة الطفل أولاً استعداداته أمكاناته قدراته قدرته على التلقي مدى قدرته على الانتباه الخ...

2- القدرة على صياغة الحدث بالشروط الادبية والتوجيهية الارشادية يعني عليه أن يكون ربط الحدث بالواقع .

وهذا ما يفترض منه أن يكون ملماً بالواقع وملماً بالحدث التاريخي في الوقت نفسه وقادراً على الربط بشكل إبداعي وجيد.

أيضاً متطلبات كتابة النص فيما عرضها الدكتور عبد المجيد زراقط ونحن نوافقه تماماً على ذلك سواء من اللفظ أوالعبارة أوالسياق الخ..


33


أخلص من ذلك الى صعوبة المهمة ولا شك أنها مهمة صعبة وإلا لما عقد مؤتمر لها لكن في انتاج هذا الذي اريده يبدوا أننا بحاجة فعلاً الى ما يشبه الأكاديمية العلمية بمعنى التعاون بين عناصر عديدة متخصصة في الأدب، لديها الذوق الأدبي أيضاً متخصصة في التاريخ ولها معرفة بالتاريخ بدقة وكيفية التحقق من الحدث التاريخي.

أيضاً من العناصر أن يكون لديها معرفة بعلم نفس الطفل بعلم نفس السلوك بعلم نفس التعلم بعلم نفس الادراك.

هذه المجاميع من المتخصصين يجب أن توفر لها شروط التعاون والتنسيق فيما بينها لكي ننجح فعلاً في انتاج مجالس عاشورائية ملائمة للأطفال. وأرجوان يكون ذلك نوعاً من الأقتراح مقدّم الى المؤتمر.

وشكراً


34


المداخلة الثانية: الشيخ مهدي الغروي 11


أنْ يقام مؤتمر تخصصي لمجالس العزاء يختص بالأطفال والناشئة فهو تطلع نحوالمستقبل وطفرة الى المستقبل تتجاوز الواقع المعاش لأن موضوع التعاطي مع كربلاء دقيق جدا، هذا على مستوى الكبار من النساء والرجال وبالاخص الزمن الذي نعيش فيه اليوم هل استطعنا أن نقيم مجالس العزاء للكبار وفق الخصائص أوالتطلعات التي نطمح إليها؟ هل استطعنا أن نعد ونهيي‏ء ونؤهل قرّاء عزاء للكبار في مجتمعاتنا الشيعية تكون على مستوى المسؤولية مع احترامنا للقلة الموجودين في هذا المجال بحيث يخاطب العقل والوجدان ويربط التاريخ بالحاضر؟ في القرى والبلدات ومجالس النساء والرجال نحن نفتقد الى المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه حزب الله والذي تنقله المنار رسمياً على الفضائيات هل ترقّى المجالس في كل الامكان والقرى والبلدات الى هذا المستوى كم أعددنا من قرّاء لهذه المجالس تكون، على مستوى المسؤولية هل هذّبنا ونقّينا النص التاريخي.

يوجد مجموعة إشكاليات أحبُّ أن أثيرها في هذا المجال:

كيف يمكن أن نقيم مجلس عزاء خاص للأطفال وما هو تعريفنا للطفل؟

وفي أي سنّ نسمي هذا الطفل؟

ما الفرق بين الطفل والناشئ؟

هذا السؤال مطروح اليوم على مستوى أكاديمي علمي كيف ننقل هذا الحلم الى الواقع فالمسافة طويلة حتى نحقق هذا الحلم على مستوى التطبيق والواقع.

نعم، أنا مع أن تقام مجالس ضمن الكشاف في المدارس يعني ضمن إشراف تربوي دقيق وبتنسيق برنامج دقيق ومع توفر عناصر ووسائل مؤثرة عبر المسرحيات ومجالس التمثيل.


35


أما القارئ فمهما كان قويا في النص، ومهما كان قويا في الكلمة المتخيلة، وكان أسلوبه جذابا، فماذا يمكن للأطفال أن يفهموا منه، نعم، إذا ذهب الطفل بصحبة أبيه الى مجلس العزاء واستمع إلى الكلمة بالشكل اللاواعي، بحيث يترك ذلك تأثيرا في روحه وفكره، ويرجع إلى بيته وعنده بعض التساؤلات، فيفهمه أبوه بلغته، فهذا سيكون مؤثرا أكثر بكثير مما لوخصصنا لهو لاء الأطفال مجالس عزاء خاصة بهم، وتكون القصة لعب..وبعدها صراخ..

هل نستطيع أن نعد قراء عزاء للأطفال من أهل الاختصاص؟ إذ أن اعداد ثقافة الأطفال، ثقافة الأدب، من الصعوبة بمكان. كيف نستطيع أن ندخل إلى روح وأفكار وضمير ووجدان وعقول الأطفال؟ اليوم، ومع الانترنت والحاسوب، اختلف تعريف الطفل كثيرا عن تعريفه قبل عشرين سنة أوثلاثين سنة.

وشكرا


36


المداخلة الثالثة: الشيخ أكرم ذياب  12
 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين أبي القاسم محمد وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين...

هل تصلح عاشوراء قصة للأطفال أم لا؟...

أقدم مداخلتي هذه محاولاً المساعدة في الإجابة على هذا التساؤل وإنما أولاً لا بد من طرح السؤال التالي الذي أعتقد أنه الأرضية المناسبة لمثل هذا البحث:

ما هي الأهداف المنشودة لعزاء يصبح مورداً لاهتمام الأطفال ويترك أثره في صياغة شخصية أحبت منذ الصغر الحسين وتعلقت جذورها بحادثة كحادثة كربلاء؟.

وللإجابة أيضاً أشير إلى ما يلي:

أولاً: كل حادثة هي قابلة لأن تكون قصة للأطفال ولكن لوعرفنا الطريقة المناسبة لإيصالها إلى ذهن الطفل والأسلوب الصحيح خصوصاً لوتضمنت قيماً وأهدافاً نبيلة نتوخى إيصالها.

ثانياً: في مثل بحثنا ينبغ التركيز على عنصرين أساسين لا يمكن التغاضي عنهما لأنهما بمثابة الأهداف لما نريد الوصول إليه عاشوراء المجالس، الطفل .

أما بالنسبة للعنصر الأول وأعني به عاشوراء المجالس أعتقد أن أي تقديم لها لا يأخذ بعين الاعتبار الأسلوب والطريقة المتبعة لإقامة المجلس الحسيني كما لوقدمنا عاشوراء تمثيلياً مثلاً سيبعدنا عن الهدف المنشود لأنه سيصبح عملاً مسرحياً أوقصة أو...، وهو أمر جيد ولكن المقصود هو ربط الطفل بالمجالس الحسينية بما يؤسس لمرحلة لاحقة في حياته ذات صلة بحضورها وتفعيلها وهذا إنما يتحقق في تعويده على تلك الطريقة المتبعة دون أن نثير التأفف والملل على أن نقدمها بقالب متناسب مع العنصر الثاني أعني به الطفل محط كلامنا .


37


من هنا نسأل هذا السؤال: من هو هذا العنصر الثاني الذي هو جوهر بحثنا والذي لأجله انعقد هذا المؤتمر؟

العنصر الثاني هو ذلك الطفل الصغير الذي في غالب الأحيان لم يتجاوز الحلم يتمتع بالخصال التالية:

* يعشق القصة المحكية خصوصاً تلك التي تكون محاكية له وللواقع الذي يعيش فيه.
* يعتمد بشكل كبير على الصور الذهنية وما ترسمه له مخيلته من أحداث.
* يحب الصورة ويغوص في أعماقها.
* يؤثر فيه كل متحرك.
* يحب الأطفال وتضحكه حركات طفل من أقرانه ويحزنه بكاؤه.

هذه بعض مميزات العنصر الثاني التي لوأخذناها بعين الاعتبار في تكوين هذه المجالس بما يحفظ الهدف من العنصر الأول نكون قد حققنا إنجازاً مهماً على هذا الصعيد.

السؤال المهم:

ما هي الطريقة التي يمكن أن نحكي من خلالها قصة عاشوراء للأطفال بما يحقق الأهداف وتراعي الجانب السمعي والبصري والحركي للطفل بموازاة الحفاظ على الطريقة التقليدية بشكلها العام؟

للإجابة على هذا التساؤل أقدم الطريقة التالية:

1- أن يتألف المكان من باحة أومسرح كبير متناسب مع الفكرة.

2- أن نستعين بأحد قراء العزاء القادرين على إيصال المعاني المبسطة في المجلس دون تعقيد الألفاظ.

3- أن نقسم المجلس إلى ثلاثة فصول:

*الفصل الأول: يقرأ فيها الخطيب من خمسة إلى ثمانية أبيات شعرية يركز فيها على طفل من كربلاء الضوء مسلط على القارئ وباقي المسرح مظلم .

* الفصل الثاني: يسلط الضوء على فرقة مسرحية تقدم عرضاً مسرحياً عن الطفل المذكور في الأبيات الشعرية.


38


* الفصل الثالث: بعد الوصول إلى المصيبة أوالمشهد الذي يصور ظلم الأعداء لهذا الطفل بالطريقة المناسبة، يعاد فيسلط الضوء على الخطيب الذي ينعى الطفل ويقدم في نهاية الفصل الثالث لطمية قصيرة يشارك فيها الأطفال وقد يكون اللاطم شخصاً اخر.

أعتقد أنه مع مراعاة خصائص تكوين شخصية الطفل نكون قد حققنا هدفاً مهماً بالإضافة إلى أن هذه الطريقة قد تكون عنصر جذب غير اعتيادي لأكبر عدد من الأطفال.

والحمد لله رب العالمين


39



المداخلة الرابعة: الشيخ فضل مخدّر 13

نشكر الدكتور زراقط على ما قدّمه من ملاحظات حول مجلس العزاء الذي له علاقة بموضوع الأدب المرتبط بموضوع القصة.

الملاحظات التي قدّمها ملاحظات واقعية والمشكلة عندنا قائمة ولكن هذه المشكلة سببها هل هو المجلس العزائي نفسه بما يُقدَّم بشكله حتى في دخوله في موضوع القصة أم أن المشكلة أكبر من ذلك سأترك هذا الجواب للحديث حول المجلس العزائي مع الأطفال ولكن بشكل عام نحن عندنا حركة تطور في مجتمعنا، حركة التطور: حالة تطور من جهة، وحالة تدني من جهة.

في حالة التطور يجب أن يواكب المجلس هذه الحالة من التطور وفي جانب التدني يمكن أن نكتشف أنه عندنا مشكلة حقيقية لا يمكن للمجلس أن يعالجها إلا إذا تغيّر ليرفع من مستوى التدني الموجود في هذه الحالة الاجتماعية، وهذا ما يمكن أن يجعلني أطرح عدد من التساؤلات في الذي طرحه الدكتور زراقط عندما تحدث عن الشخصية الواقعية في شخصية القصة؟

يمكننا في طرح المجلس ألعزائي وفي موضوع القصة في المجلس العزائي أن نقول بأن الشخصية الواقعية أساساً محل بحث.

ما هي الشخصية الواقعية؟ إذا افترضنا أن الشخصيات في كربلاء أوشخصيات عاشوراء الذي يمكن أن يكونوا شخصيات في القصة العاشورائية أيضاً له ارتباط اجتماعي واقعي، روحي سماوي، أرضي فهذا أيضاً لا بد أن نحدد ما هي الشخصيات الواقعية عندما نتحدث عن شخصيات كربلاء.

الأمر الأخر: تعبير الدكتور زرا قط بأن الأدب لا يصنع بقرار هذه المسألة أريد أن أفهم مضمون القرار؟ يعني ما نفعله ألان ما هو ، القرار الذي اتخذه المعهد أوالوحدة الثقافية في حزب الله لبداية معينة إذا لم يكن هناك قرار من أين نبدأ.


40


موضوع الطفل هو موضوع حساس دقيق كما موضوع الكبير هو موضوع حساس دقيق، ولكن هذا لا يعني أننا نحن نتخلى عن قضية أساسية يمكن لنا أن نعالجها ونبدأ من خلالها بسبب قضية أخرى، أيضا القضية الأخرى نحن مسئولون تجاهها.
الأمر الأخر: في بحث الدكتور زراقط: إن الأدب لا يمكن الخلط فيه بين الموعظة والشعر والنثر.

هناك بُنية عامة لها مفرداتها في المجلس الحسيني، هذه البُنية العامة بُنية قديمة هل يمكن أن نطرح، أنه يمكن أن يكون الإشكال بطريقة تغيير البُنية العامة لهذا المجلس هذا الأمر هو محل بحث محل حوار. أمر طبيعي أن نطرحه، ولكن أن نقول أن الأدب لا يمكن الخلط فيه بين الموعظة والشعر والنثر إذا افترضت أن الأدب هو الأمر الوحيد الذي يعتبره الدكتور أننا نطل من خلاله في المجلس ألعزائي أوالمجلس الحسيني، المجلس الحسيني له بُنيته أضف إلى أن الأدب له أدواته منها القصة ومنها الشعر ومنها النثر.

فنحن يمكن أن نطرح الأمر بطريقة أخرى أنه يمكن أن يكون هناك حوار حول بُنية جديدة تتلاءم مع الواقع الاجتماعي من حالة التطور وحالة التدني أم أننا نُلغي الأفكار المطروحة في البُنية القديمة في المجلس ألعزائي لطرح الأدب كبُنية جديدة لها. أتصور أن هذا الأمر يحتاج إلى بحث.

والحمد لله رب العالمين


41


 المداخلة الخامسة: الشاعر العراقي مدين الموسوي 14


1- في مجالس الأطفال العاشورائية، أرى الاهتمام بدور الطفل الكربلائي، الذي قال عنه الإمام الحسين عليه السلام ، شاء له أن يراه أسيراً، فأدى دوره الكر بلائي عبر التجوال بين المدن والقصبات والحواجز التي دخلها موكب السبي، فحمل إليها مشاكل الثورة الحسينية، كما يتم التأكيد على دوره يوم القيامة، عندما قاتل وقتل وقطع رأسه واستقبلته أمه، ثم بعد دور الرجال وهم مذعورون من رهبة المعركة، لكنهم لم ينهزموا كأطفال، بل هزموا كرجال، وهناك أكثر من ثمانين طفلة وطفل في مخيمات كربلاء، كل واحد له دور خطير يجب على أن يعمم على ذهنية الطفولة المعاصرة.

2- الشعر الحسيني، يجب انتقاء النص الشعري الذي يبرز الواقعة وكأنها أسطورة خالدة وليست بحكاية مريرة تعاد كل سنة.

والحمد لله رب العالمين


42


 المداخلة السادسة: الشيخ محمد سبيتي  15

بسم الله الرحمن الرحيم


والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين.
فيما تفضل به في البداية سماحة الشيخ نعيم فيما يروى عن أمير المؤمنين عليه السلام بادرتك إلى الأدب قبل أن يقسوقلبك ويسوء لبك وهنا لب الموضوع بأن هناك من سبقنا إلى الطفل وما سبقنا إليه قبل أن نبدأ بإعداد مشروع نسقطه على الأطفال هناك من سبقنا إلى ذهن الطفل هناك من لوث الذهنية الصافية وهذه الأرض الطيبة الخالية التي تحدث عنها أمير المؤمنين عليه السلام ، يعني أما أن يكون الحديث عن أرض خالية لملئها بما يناسب وأما أن يكون هناك أرض ملوثة فيها لوث وفيها وباء ناتجة عن وسائل الأعلام الموجودة ناتجة عن القصص الموجودة أوكل الوسائل الثقافية الناتجة عن الغزوالثقافي الاستعماري وبذلك يختلف الحديث: فإذا كنا فريق عمل نجتمع لتأسيس جيل جديد لا بد من كنس من سبقنا وما سبقنا من نتاج وهذا يعني أن نلجأ الى الحديث عن من يكتب ومن يُعد لا بد أ ن نطرح بعض المواصفات الأساسية التي ينبغي أن يتحلى بها الكاتب أوالمعد أوالذي يبادر الإعداد لهذا المشروع لا بد من وجود أب مثالي قريب من الأسرة غير مشغول ومنهمك وبعيد عن الأسرة والأطفال يعني نحن في زمن أكثر الاباء بعيدة عن محاكاة وملامسة يوميات أطفالهم وهذا حينما لا يكون الأب أباً لابنه فكيف حينما يكون الأب أباً لجيل وأطفال أن نتحدث عن معلم معلم بعيد هذه المنهجيات التي تثقل كاهله لتبعده عن أن يكون مربيا للتلميذ وبات مُلقناً له ومعبأ له بالعلوم المتنوعة وأبعد ما يكون عن معلم باني ومربي له علاقة تربوية بنائية بينه وبين الطفل وهذه إشكالية أنه إذا أصبح عندنا مجموعة من المعلمين دورهم دور أكاديمي بحت واباء أثقلهم العمل فمن يكتب في هذا المجال بالنسبة إلى الأدباء هل الأدب وحده


43


يستطيع أن يؤسس إنساناً كادراً قادراً على بناء وكتابة قصة القصة تحتاج إلى معرفة والمعرفة تحتاج إلى عملا نية ومواكبة على ارض الواقع ميدانياً إلى السوح التي تعج بأطفالنا وفلذات أكبادنا والمدارس المجمعات والمجتمعات الكشفية وهذا يحتاج إلى مقاربة قريبة والى محاكاة دقيقة جداً بين الكاتب والمعد وبين الطفل.

حينما نريد أن نجمع عناصر القصة لا بد أن نقف على ذهن هذا الطفل ماذا يحب هذا الطفل؟ من هو البطل في ذهن الطفل كيف يمكن أن نصور بطلاً في ذهن الطفل وإلاّ إذا لم نلجأ إلى الطفل لنحاول فهم ما يمكن أن يحبه ويكرهه يمكن أن تخرج القصة كقصة أفلام كرتون في ذهن الطفل والذين هم أبطال ربحوا ودائماً في الحلقات والأفلام يفوزون وفي النهاية يكون الامام الحسين عليه السلام هُزم، الهزيمة عند الأطفال ما هي؟ النصر عند الأطفال ما هو ؟

فلا بد من العودة إلى ما شد هذا الطفل إلى التلفزيون والفضائيات حتى نستطيع أن نأخذ نفس العناصر بدون رفضها بشكل سلبي هناك عناصر استطاعت أن تشدّ مثل قصة ليلى والذئب إلى اليوم لا زلنا نتحدث بها فهي منقولة عن جيل إلى جيل ليلى والذئب تستطيع أن تجلب كل الأطفال. ماذا يوجد في قصة ليلى والذئب؟ هناك عناصر هناك مفردات هناك لهجة هناك نفس ولكن لابد من القاص، الكاتب، المعدّ أن يكون قريباً من أولاده من تلامذته من الكشاف.


44


 المداخلة السابعة: الشيخ مصطفى قصير 16


مداخلة تنطلق من القاعدة التي تشكل أساسا لما يطرح ألا وهي: ماذا نريد من عاشورا وماذا نريد أن نوصل إلى أذهان الناس أوأذهان الأطفال وما هي الأهداف التي من اجلها نقيم المجالس العاشورائية وإذا لم تتحدد هذه النقطة عند الباحث والقارى‏ء فسوف يكون نقاشنا في دوائر متعددة لا تلتقي على أمر واحد فمن يرى أن الهدف استدرار الدمعة فيركز على ذلك وينطبع أسلوبه بما يتناسب مع تحقيق هذا الهدف وكذلك المادة التي يبحث عنها في طيات الكتب فينتقي منها ما يتناسب مع هدفه وقد يؤثر ذلك على ذوقه في الانتقاء وهكذا إذا كان الهدف أمر اخر، كما لوكان هدفنا إبقاء القصة التاريخية حاضرة في الأذهان فسوف نجد أن إيصال القصة التاريخية يتطلب أسلوباً أخر وإذا كان الهدف هو نشر ثقافة عاشوراء فلا بد عندئذٍ من أن نختار الأسلوب الذي يحقق ذلك وعندئذٍ نصبح نحن بحاجة لربط ثقافة عاشوراء بالحاضر وجعل القصة التاريخية مقدّمة للانتقال إلى الواقع المعاش وعندئذٍ يمكن لنا أن نجيب على السؤال الذي طرحه الدكتور زرا قط أنه هل تصلح عاشوراء كقصة للأطفال عندئذٍ يمكن أن يقال بأنها تصلح ويصلح الكثير منها إن لم نقل كل تفاصيلها عندما تُربط بالحاضر وعندما يصبح لها امتداد لا تنقطع في عام 16 للهجرة لتكون النهاية نهاية مأساوية وإنما تدخل هذه المأساة في سياق تاريخي طويل نريد لهذا الطفل أن يشارك في صناعة ذلك السياق التاريخي وعندئذٍ تصبح القصة مفتوحة لم تنتهي عند عاشوراء ونُعدّه لمتابعة المسيرة وهكذا تصبح عاشوراء لها معنى أخر ولها قيمة أخرى ما أريد أن أقوله أننا علينا أن نبدأ من هنا نقطة الصفر هي تحديد الأهداف وجعل هذه الأهداف تعيش دائماً في ثقافة وفي مرتكزات كل خطيب وكل كاتب وكل مؤلف وكل باحث ليمكن عندئذٍ أن نصل الى نتيجة عملية ونتيجة تتناسب مع ما نريد.


45


المداخلة الثامنة: الشيخ علي سليم 17


لماذا نعتبر أن قرّاء السيرة يسيئون إلى المنبر والسيرة، نعم يوجد خطأ في بعض المعلومات والأساليب ومحتويات المجالس ولكن لماذا نعمم؟ فلنقل على مستوى القضية الجزئية! لا تقولوا أن المجالس كذا أوأن القرّاء كذا بنحوالقضية المهملة بحيث يفهم المستمعون على أنها كلية.

أما بالنسبة إلى الشعر فأنا أدعوالشعراء بهذه المناسبة ليتفضلوا ويقدّموا لنا مادة شعرية مناسبة للأطفال وأتمنى على الوحدة الثقافية أن تطلق مسابقة شعرية لذكرى عاشوراء للكبار وللأطفال وليقدِّموا لنا مادة شعرية مناسبة. نحن كخطباء ما نملكه هو الأشعار القديمة... الدر النضيد أدب ألطف. ولكن المادة الجديدة ليست بمتناول الجميع.

بالنسبة إلى اللهجة العراقية صحيح أنه يوجد بعض القرّاء يستعملون اللهجة العراقية بحيث يضيع المعنى لكن إذا استطعنا أن نختار منها بعض الأبيات التي يرق لها القلب لأن اللهجة العراقية لها لون خاص وأثر خاص على القلوب لا يمكن الاستغناء عنها كلياً ولكن نختار الأبيات المناسبة منها. أما بالنسبة للأطفال فإنه يمكن مرحلياً أن نستغني عن اللهجة العراقية ويمكن أن لا نحتاج حتى للشعر الفصيح، فقط يمكن أن نقدّم لهم قصة.


46


تعقيب رئيس الجلسة


سأبدي بعض الملاحظات الصغيرة بشكل برقيات:

في موضوع الغيبيات في السيرة الحسينية، يمكن لنا أن نميّز بين الغيب الثابت أنه قصة من القصص الموجودة. أما تركيب الغيبيات فنحن ضدّ تركيب الغيبيات.

ولكن مع ذكر الغيبيات التي وقعت بالفعل والتي تكون مسندة على المستوى التاريخي حتى لا نقع في التعميم.

بالنسبة لحادثة الأمير عليه السلام مع المرأة طريقة التفنيد طريقة علمية جداً ولكن لا يمنع أن يكون الأمير لاحظ أن هناك مشكلة عند امرأة وبالتالي خصص لها هذا الوقت بحيث تكون نموذج من النماذج التي أراد ان يعطي من خلالها العبرة للاخرين فالمعروف عنه عليه السلام أنه كان يتفقد الرعية ويجول في الأسواق.

أما بالنسبة للاحتياط الشرعي فالبيت لم يكن مقفلاً لأنه عرفت امرأة أخرى بأنه الأمير فكيف رأتها في داخل منزلها. ألأماكن كانت مكشوفة نوعٍ ما أعتقد أن الرواية إذا كانت مسندة تاريخياً فهي تبطل هذه الملاحظات.


47


تعقيب الدكتور زراقط


ملاحظات سريعة:

1- ما تفضل به الأستاذ علي يوسف عن صعوبة المهمة، تحدّث هو عن صعوبات وأنا تحدّثت عن مشروع لابد أن يُعدّ في هذا المجال، أنا لم أقل أن المهام سهلة.

2- ما تحدث به فضيلة الشيخ مهدي الغروي: سأل هل استطعنا أن نقدّم مجلس عزاء للكبار... وإن لم نستطع أن نقدّم للكبار هل يمنع هذا أن نهتم بالأطفال يعني يمكن أن نمضي في الأمرين معاً. وفي رأيي الاهتمام بالصغار أهم من الاهتمام بالكبار لأنهم جيل المستقبل. طبعا تصوّر سماحته أن مجلس الصغار مؤلف من أربعة أجزاء ولكن يمكن أن يكون غير ذلك ولهذا السبب تحدّثت عن مشروع.

3- فيما يتعلق بما تفضل به الشيخ مخدّر. أوافقه على أن المشكلة قائمة أن هناك ثنائية تطور. أما ما يتعلق بالشخصية الواقعية أعطيك مثال: أن الإمام الحسين عليه السلام عرف كيف توفي معاوية من الاستنتاج من القرائن. ولم يكن ذلك نبوءة وهذا ما أعنيه بالشخصية الواقعية والمقصود منها شخصية إنسانية كي لا يتعلق الطفل بكائن خارق كائن قدراته من خارج العلاقات الاجتماعية نريد أن ننشئ طفل إذا أراد أن ينتصر مثلاً بالمقاومة التي قامت بمهمات تفوق التوقع ولكن كانت إنجازات مادتها واقعية الذين قاموا بها شباب يأكلون ويشربون وينامون ويحبون وهذا ما أقصده من الإنسان الواقعي. الأدب لا يصنع بفراغ. ما أقصد به هو الإنتاج الأدبي. لأنه لا يمكن أن نصنع شاعراً وأديباً بقرار، ما أقصده كيف نحن نساعد، كيف نعمل على المسئولين وأولي الأمر أن يكتشفوا المواهب وأن نثقفها وننميها وهذه نكتشفها في المدارس علينا أن نكتشفها وأن نقدِّم لهذه المواهب كل ما تحتاجه. هذه المواهب برأيي هي الذخر.

4- الشيخ محمد سبيتي قال: سُبقنا لكتابة الطفل وعلينا ان نكنس ما سبقنا يعني كيف نكنس؟ أيضاً هذا لا يحدث بقرار نعم بأن نقدّم ما هو أفضل أن نشدّ الأطفال علينا أن نقدّم الأفضل وعلى الطفل أن يختار على مستوى التلفزة والكتابة والانترنت...


48


5- بالنسبة إلى الشيخ علي سليم: أنا لم أسيئ إلى قرّاء العزاء ولم أقل أي كلمة فيها إساءة وأنا أيضاً لم أُعمم أبداً وإنما قدّمت نقد لبنية الخطاب وعندما تحدّثت عن بُنية وعدم العلاقة، لا أقول أن أغير بُنية مجلس العزاء. أنا لست عالماً دينياً ولا رأي لي في هذا الموضوع ولكن أرى أنه ينبغي أن يكون هناك ترابط بين العناصر الأربعة التي تؤلف مجلس العزاء، أن يكون هناك قضية واحدة وان ترتبط بالواقع الاجتماعي. وأما المادة الشعرية ليتكم تسمعون خاصة ما يقرأه الشباب في مجالس من مادة شعرية بعضهم قرأ طلالية. يعني مقدمة لقصيدة في رثاء الإمام الحسين عليه السلام ولكنه اختار خمسة أبيات التي تحكي عن الوقوف على الأطلال. يعني أنا مختص بالأدب العربي ولدي عمل 53 سنة في هذا المجال. لم أفهم عليه ماذا قرء. ولهذا ترى الناس في الحسينية منشغلين وهذا أصبح ظاهرة عندما يبدأ القارئ تبدأ الناس بالخروج.

6- بالنسبة إلى اللهجة العراقية محببة ولطيفة ولكن عندما يقلد الشخص لهجة أخرى لا يجيدها.


49


2- الشكل الفني لقصة الأطفال في عاشوراء
الدكتورة إيمان بقاعي
 

بسم الله الرحمن الرحيم


عندما طُرحَتْ عليَّ فكرة لقاء اليوم، تذكرت قول الدكتور حسام الخطيب في مقالته: "أدب الاطفال في سورية والانفتاح على التجارب العالمية"، والذي يقول فيه:

إن الاطفال هم تلك الشريحة من المجتمع التي هي أكثر محلية، أي أكثر التصاقاً بلبّ الخواص القومية والاجتماعية والطبقية والدينية، داعياً أن يكون هذا الادب شديد الاتصال بالتجربة الاجتماعية المحلية، وبالتراث التاريخي المتراكم على مدى العصور، وبالمرددات الشعبية، والاذواق البيئية، وبالتطلعات الشعبية العامة"
18 .

فإذا كان الامر كذلك، فالسؤال الذي يطرح اليوم هو: إلى أي مدى نستطيع أن نكتب للأطفال أدباً يخصهم ويكون ابن بيئتهم، ابن تراثهم؟...

نحن نعلم أن المقروء والمسموع من الحكايات يشعرنا بالسعادة نحن الكبار إذا كان يمسنا، أو كان يمسُّ معارفنا، فكيف الامر بالطفل الذي تقل معارفه لكنه يعتز بها ويطمح إلى زيادتها؟

لنأخذ بيد الطفل، عبر الادب، إلى تراثه، أو إلى تاريخه شرط أن ندرك المسؤولية الملقاة على عاتقنا كمربين أولاً وأدباء ثانياً، بما تحويه كلمة التربية من معانٍ لها علاقة وثيقة بالنمو التربوي والسيكولوجي عند الطفل.

وقبل التحدث عن الشروط الفنية لقصة الطفل التاريخية نرى أن هذه القصة تناسب أعمار ما بعد الثامنة حيث تعود بهم إلى إشباع البحث عن الحقيقة حيث يهتم النش‏ء بالروايات التاريخية التي تركز على حقبة تاريخة عظيمة أو على الوجوه العظيمة التي سيطرت على تاريخها. على ألاّ تسيطر الحكاية التاريخية على الطفل بحيث يجهل


51


 تاريخه الحديث وبحيث يبتعد عن زمانه، مما يستلزم إحداث مؤسسة جديدةتهدف إلى إعادة النظر في موضوعات التاريخ تعلم الطفل رؤية الحقيقة وتوجهه نحو الحس الشامل للتاريخ في محاولة لتقريب الرواية التاريخية من الاجتماعية، وفهم معنى الحضارة واستمرار الجهد الانساني ضمن أطار نقد موضوعي يقتضي أن نقدم من خلاله المعلومات المفيدة للطفل في سبيل فهم الحقيقة الموضوعية والدفاع عن الحقيقة الموضوعية.

وبالعودة إلى الشكل الفني لقصة الطفل، أو الشكل الفني الذي يجب أن تكون عليه، لا بد وأن نبدأ بقضية الموضوع أو المادة التي يجري عليها البحث شفوياً أو خطياً، داعين إلى أن يدرك الكاتب أو الراوي حقيقة وأبعاد موضوعه وذلك لأن الوضوح التصوري الكامل للفكرة يجعل الكاتب أو الراوي ممسكاً بالقصة وأحداثها وشخصياتها إلى النهاية.

على أن الباب ليس مفتوحاً على مصراعيه لمناقشة الموضوعات التي تقدم للكبار في هذا المجال، ومن هنا، يمكن الدعوة إلى انتقاء الموضوعات المناسبة للطفل لنحقق الهدف المرجو.

أما قضية البناء والحبكة ، فيستطيع الكاتب أوالراوي أن يربط الاحداث بشكل متسلسل محكم يحقق الجاذبية للقارئ والسامع، وذلك عن طريق إحدى الصورتين المتبعتين المعروفتين: صورة البناء التي تعتمد فيها وحدة السرد على شخصية البطل دون الالتزام بوجود علاقة بين الوقائع، أو الصورة العضوية التي يرسم الكاتب أو الراوي فيها تصحيحاً هيكلياً واضحاً لقصته شرط أن تحقق الحبكة، في الحال الثانية، التوازن ما بين المقدمة والعقدة والحل، كما تحقق شرط الحبكة البسيطة المعتمدة على حدث واحد، وتحقق، أخيراً، التسلسل السببي والزمني أي تتطابق فيها بداية الحبكة وبداية الحكاية.

أما طريقة السرد في القصة التاريخية الدينية فيمكن أن يكون الباب مفتوحاً أمام الكاتب أو الراوي لاستخدام إحدى طرائق السرد، من مباشر، أو ذاتي، أو وثائقي، أو يستخدم، في الحالات السابقة، المونولوجي أو ما يسمى بتيار الوعي ولغة المناجاة، غير


52


أنه من المفضل أن تستخدم طريقة السرد المباشر التي تبقي الكاتب خارج الموضوع فيسهل استقبال القصة من قبل الصغير، ويتعامل مع مؤلف القصة كراوٍ لها، وتجعله يقع تحت اللعبة الفنية التي توحي للصغير بالاحداث الحقيقية وبأن الناصَّ مجرد وسيط بينه وبين الاحدوثة المروية مما يجعلها تؤثر فيه، كما تسهل للمؤلف تمرير الافكار والتعليمات والتوجيهات من خلال القصة.

ويتوافق الحديث عن السرد بالحديث عن الحوار الذي يفترض أن يكون من ضمن العمل السردي فيكون واضحاً، قصيراً، وظيفياً، لغته من معجم الطفل و من أنماطه اللغوية البسيطة البعيدة عن التعقيد ولا بأس من مزجه بالمونولوج الذي يساهم في توضيح الفكرة والشخصية في القصة.

أما الاسلوب ، فمن الضروري أن يكون سهلاً، معتدلاً يراوح بين البساطة والزخرفة خاصة إذا ما عرفنا أن الطفل يستمرئ، بعد الثامنة، بعض الزخارف التي تتوافق وانبثاق الحساسية الجمالية عنده بعد أن يكون في طور التخلص من حال التمسك بالحرفية على أن يظل الاسلوب ضمنياً غير مباشر مما يتيح الفرصة للطفل أن يكتشف ما يريد الكاتب أو الراوي من قصته المروية. والحديث عن الاسلوب يعني الحديث عن اللغة التي يفترض أن تقدم بقالب بسيط غير صعب، خاصة إذا ما عرفنا أن وجود خمس كلمات من أصل ما ئة في أي نص موجه للصغار يدخل هذا النص ضمن النصوص الصعبة التي ينفر الطفل منها ويبتعد عنها، دون أن ننسى أن بعض القصص تفرض علينا استخدام بعض الالفاظ العامية أو القريبة منها، كذلك استخدام بعض نبرات الكتابة التي توحي بالحيوية وتجعل الطفل منتبهاً، مشدوداً، متفاعلاً. أما من حيث تركيب الجملة، فالأفضل الالتزام بالجملة البسيطة، القصيرة، غير المعقدة من حيث القواعد والا كان مصير الطفل من النص أيضاً، النفور والابتعاد.

ولا بأس، في النص التاريخي الموجه، من استخدام الوصف إذا كان موظفاً لغير ذاته، أي كان جزءاً من العمل السردي حيث يكون في أشد أحواله فاعلية وتأثيراً فيوضح السرد ويؤنقه. أما إن زاد عن حده، فلا بد وأنه يتسبب بعرقلة الحدث، ويتسبب، بالتالي، بايجاد جو من الملل عند الطفل القارئ أو السامع الذي يتابع الحدث بشوقه.


53


ويمتد الحديث لنصل إلى قضية الشخصية في قصة الأطفال التاريخية الموجهة، والتي هي، في كثير من القصص، شخصية مسطحة تحتفظ بصفاتها، فالبطل بطل، والمجاهد مجاهد، والظالم ظالم، على أن الطفل يحتاج أن يرى الشخصية أمامه حية، مجسمة ويدعها تفكر، وتتكلم ، وتعبر عن ارائها ليتعرف إليها ويقتنع بها ويتفاعل معها، وما تحقيق التعاطف بين المتلقي وبعض شخصيات القصة الا مساهمة في خلق جو انفعالي مساعد يخطو بالقصة خطوات واسعة في طريق النجاح. وحيث تكمن قدرة الكاتب المبدع أو الراوي المبدع على الاقناع بمفهومي البطولة والظلم، وعلى قدرته على بث روح الحماس في المتلقي الذي يجب الا يعيش، من خلال النص، في الماضي بل أن يقارن الحدث الماضي بالحاضر، ويكتشف البطولات الجديدة كما يكتشف الظلم الجديد.

أما قضية الزمان والمكان في القصة، فهي قضية هامة تشد الطفل إلى أجواء القصة المحكية والمروية فيشعر بواقعيتها ويقتنع بها على الا يستخدم الكاتب أو الراوي الانزياحات الزمانية والمكانية بحيث يربك الطفل ويضيعه اللهم الا إذا كانت الانزياحات بسيطة تساهم في خلق جو خيالي يدعم القصة الواقعية المحكية و المكتوبة.

وبالانتقال إلى عنصر الكتابة الفنية الاخير، لا بد وأن نشير إلى قضية الخيال الذي يشكل القدرة على تأليف صور ذهنية تحاكي ظواهر الطبيعة أو تختلف عنها ثم التصرف بها بالتركيب والتحليل والزيادة والنقصان وذلك لإعطاء العمل السردي الواقعي هنا أجواء تساهم في خلق تعاطف المتلقي مع الحدث على أن يكون الخيال إيجابياً يعمل على استكمال لوحة النص دون الحؤول بين الطفل وواقعه المعيوش، والأفضل أن يقود الطفل من الخيال التقليدي الذي يستحضر الطفل المتلقي فيه التخيلات التي أنشأها الكاتب وأبدعها ويترجمها عبر مخيلته هو إلى الخيال الابداعي الذي يساهم الطفل في خلقه إن طلب اليه أن يعود ليقص الحكاية بأسلوبه هو، ويستخدم خياله هو ، وسوف نكتشف عندها مدى قدرة الطفل على الابداع الذي هو عملية تربوية يجب أن تحظى منا بالاهتمام الكبير لخلق جيل قادر على المشاركة والخلق بدل خلق جيلٍ متلق سلبي تقليدي.


54


أخيراً أعود فأكرر أن فكرة لقاء اليوم أسعدتني، وأنني أتمنى ألا تكون مجرد فكرة نوقشت ونسي أمرها، بل أن تُفعّل فتنبثق عنها لجنة متابعة لقضية هامة يستطيع الطفل من خلالها أن يستفيد من ماضيه ليرى بعين موضوعيةٍ حاضره ويعمل على إزالة الظلم بدل الاكتفاء بتذكره!!!


55


المداخلات على كلمة الدكتورة إيمان بقاعي


 المداخلة الأولى: الشيخ جمال كنعان  19


بسم اللَّه الرحمن الرحيم


السؤال: هل تصلح عاشوراء كقصة للأطفال. أعتقد أن الجواب عن هذا السؤال قد تم بشكل فعلي من الإمام الحسين عليه السلام ، مباشرة خصوصاً حينما استدعى كل الذين كانوا معه في عاشوراء من الطفل الرضيع إلى القاسم. أطفال الإمام الحسن عليه السلام . إلى الكبار إلى الشيوخ، من جملة الذين كانوا معه هم الأطفال، وأعتقد أن الإمام الحسين عليه السلام أراد أن يوصل هذه النهضة ومفاهيم هذه النهضة على نحواستغراقي..إلى كل بني البشر بما فيها حتى الأطفال. طبعاً ممن يُدرك. الفئة التي تحدثت عنها الروايات اتركه سبع وأدبه سبع السبع الثانية هم الناس الذين يتقبلون هذه الفكرة بشكل كبير جداً. فالإمام الحسين عليه السلام هو الذي أوصل هذه الفكرة قبل أن يوصلها أحد.

النقطة الأخرى: تتعلق بما أثارهُ سماحة الشيخ الغروي أنه نحن بعد لم نصل إلى نموذج في إعطاء صورة حقيقية أوفي إبراز عاشوراء بالشكل المطلوب بالنسبة إلى الكبار فلماذا ندخل إلى عالم الصغار.

نحن نعلم جميعاً أن أول من قام بإحياء مراسم عاشوراء هو الإمام زين العابدين عليه السلام . طبعاً ليس بنفس الكيفية التي نقيمها الان.

ولكنّ هذه المصيبة التي أقيمت منذ عهد الإمام زين العابدين عليه السلام ، إلى يومنا الحاضر، وما استطاع كل الذين وفدوا إلى هذه الدنيا وأحيوا كل المراسم أن يقدّموا نموذجاً متكاملاً لهذه المصيبة بالنسبة إلى الكبار وهذا أمر طبيعي بحكم التطور الذي


56


يحصل في كل زمن من الأزمنة أشبّه هذا الموضوع مثل بعض العلوم الذي يحتاج فيها الإنسان في كل عام من الأعوام أن يبدِّل بعض المسائل للوصول إلى تكاملٍ في الموضوع الذي يبحثه ويناقشه ويريد أن يوصله إلى الاخرين ولذلك من زمن الإمام زين العابدين عليه السلام إلى يومنا هذا لم نصل إلى التكامل الكبير جداً معنى ذلك أنه لا يستطيع أن يأتي جيل من الأجيال بمفرده ويعطي النموذج الأمثل لكل الأجيال بل لا بد له من أن يعطي هذا النموذج كل جيل بعد جيل بشكل أفضل من الاخر. وبالتالي هذا الموضوع ينطبق مباشرة وبشكل مستقيم أيضاً على الأطفال.

فلا يعني أننا إذا ما استطعنا أن نعطي النموذج الأمثل بالنسبة إلى الكبار معنى ذلك أن نترك الصغار مع ادراكي الكامل بأن الدخول لاعطاء الصورة الحقيقية لعاشوراء بالنسبة إلى الصغار لا بد أن يُراعي مقتضى الحال بكل التفاصيل بالنسبة إلى نفس كتابة نص القصة.

والسلام


57


 المداخلة الثانية: الدكتور هاشم عواضة  20


نحن لا نناقش أهمية إقامة مجالس عزاء للأطفال إذا انطلقنا من دور الأطفال حالياً في مجالس عزاء الكبار. ما هو دورهم ما هو موقعهم وما مدى استفادتهم من هذه المجالس. نصل إلى نتيجة أن دورهم ثانوي ولا يوجد فائدة كبيرة ببناء شخصيتهم من مجالس الكبار. فلماذا لا نقيم لهم مجالس نرى هل يمكن أن نسمي نفس التسمية أو لا كيف يمكن أن نفيدهم بموضوع عاشوراء ونبني لديهم قيم محبة أهل البيت عليه السلام . والسير على نهج أهل البيت عليه السلام .

إذا أردنا أن نبني لهم هذه القيم المطلوب أولاً أن نحدد ماذا نريد أن نُكسب من قيم ومواقف لهؤلاء. الأطفال وبعدها نقول أي طريقة نريد أن نبنيها في أجواء عاشوراء لديهم.

يمكن أن تكون قصة مناسبة. تخدم القيم التي نريدها.

يمكن العمل المسرحي.

يمكن مجلس ولكن لا نسقط مجلس الكبار على الصغار.

يعني أي جانب يخدم الفكرة.

الملاحظ أنه دائماً نتحدث عن الصغار وأن دورهم هو التلقي! لماذا لا نبحث عن طريقة يكون لهم فيها دور غير التلقي... أنا شخصياً كان لي تجربة منذ أكثر من 20 سنة مع الكشافة يومها قلت لهم اكتبوا لي عن عاشوراء، كتبوا عن عاشوراء وكنا نصحح لهم. وهم كانوا يلقونها.

مرحلة من مراحل تشكل القيمة. تشكل موقف دفاع موقف... تعبير عن موقف حب أهل البيت عليه السلام هذا جزء من تشكل الموقف لديهم.


58


 المداخلة الثالثة: محمد سعد 21


أريد أن أتحدث من ناحية عملية تطبيقية وذلك من خلال تجربة بدأت بها كشافة المهدي رحمه الله منذ ثلاث سنوات.

سبب نجاح مجالس الأطفال خلال التجربة هو تقديم عاشوراء بشكل قصة ولكن بطرق مختلفة.

لم تكن القصة سردية فقط. أحياناً كانت سردية وأحياناً كانت بشكل حواري. وأحياناً بطريقة حكواتي طريقة المشاهد المسرحية.

فلذلك يجب أن تقدم القصة بعدة طرق كي يتحقق النجاح.

الأمر الثاني: أعتقد أن عناصر بناء القصة قد اكتملت والمطلوب للمستقبل إعداد متن خاص. واقترح على المعهد أن يستفيدوا من الكتابات التي قامت بها جمعية الكشافة المهدي عجل الله فرجه الشريف.

يوجد هناك مشاهد مسرحية للصغار. والتي كان يشارك بها نفس الصغار.

ويوجد موضوع المسابقات العاشورائية.

يوجد موضوع انتقاء الأشعار التي يقوم الطفل بإلقائها.

أفلام سلايت، حيث كان تحويل قصة عاشوراء إلى فيلم سلايت عامل جذب قوي.

أخيراً: اقتراح على المعهد. أن يكون هناك في المستقبل إقامة دورة تدريبية لقرّاء عزاء للأطفال.

والسلام عليكم


59


المداخلة الرابعة: الشيخ محمد سبيتي


إن ما ذكرته الدكتورة من عناصر إذا اجتمعت تشكل بمجموعها جواباً عن ما نتحدث عنه: هل تصلح عاشوراء قصة وزيادة عليه لا تصبح قصة فحسب بل تصبح بما أوردته الدكتورة من عناصر تصبح ضرورة للطفل ومطلباً أساسياً للطفل. بحيث لوتخير الطفل أن يشتري شيئاً فإنه يختار شراء القصة.

ولكن هنا علينا أن لا نقع بالدور هناك خطة لإخراج العناصر. وهناك خطة أخرى لمحاولة إدخالها إلى ذهن الطفل نحن دائماً نتحدث عن إخراج القصة لنفترض بأن القصة أُخرجت بكل مضامينها المطلوبة. فهنا إما أن نقع بدور مفاده أنه إذا كانت القصة مستفادة من حالة تنظيرية غير ميدانية وعملية مستقاة من روح الطفل ومأخوذة من تقارير... ومحاولات مستشرقة من نفس الطفل نكون قد استطعنا أن نخرج القصة دون أن نستطيع ادخالها إلى ذهن الطفل وهنا لزم الدور ما يعني أن القصة تحتاج أن ننزل ميدانياً إلى الأرض مع الطفل حتى تصبح قصة

 شيقة ومطلوبة ومرغوبة لدى الطفل. وإذا أنزلناها إلى الطفل بعيداً عن الواقع يصبح هناك لف دور دون الوقوف إلى نتيجة هنا الموضوع.
إشارة إلى تجربة: من خلال الحصر مسرحية قصة تجربة.

عندنا تجربة: مفادها إقامة مجالس للصفوف بحيث يقرأ أحد الطلاب. فيشكل المجلس من خلال الأطفال. ولكن لا يكفي أن نقيم مجلساً للأطفال ثم نعيده مرّة أخرى هناك خطوة أساسية لاستثمار هذه التجربة لا بد أن نقرر وأن نقف على الإشكاليات موقع الضعف وموقف الضعف... ما هي العناصر.

نقطتين:

1- تبين لنا من التجربة التي قمنا بها أن إحدى أسباب فشل المجالس هذه هو إشعار الطفل بأنه لا زال القيمين عليه هم كبار وهو صغير.
2- فلا بد أن يترك الطفل على رسله. ثم حصول رقابة ذاتية من خلال عرض فيلم لكي يكتشف أخطاءه.


60


22 المداخلة الخامسة: نلا الزين


أتمنى أن نبتعد عن الخلط بين الكبار والصغار. ولنركز البحث حول الجيل الصاعد كيف يمكن أن يعيش كربلاء. الذي أصبح يعيش في إطار الثورة المعلوماتية وبإطار سرعة المعلومات والعيش في حقائق مهما كان عليها من إشكاليات إنما أصبح الطفل طفلاً عصرياً بحاجة أن نأتي له بالماضي والتاريخ من خلال أسلوب هو يواكبه وهو يعيشه.

وأحبُّ أن أقول للدكتورة. أنها طرحت بأسلوب علمي أكاديمي حول أسلوب القصة المحكية ولكن طرحت اشكاليات وأسئلة من قبلها مثلاً: هل يمكن أن نقدِّم للأطفال أدباً من بيئتهم ومن تراثهم وبقي الجواب بعيداً قليلاً عن الإجابة الواضحة.

وأيضاً يوجد نقطة عندما تحدثت عن الخيال... أنه كيف يمكن لهذا الخيال بأي طريقة أن نوصله عبر القصة المحكية عن عاشوراء لنوصله بدوره إلى ابداع على مستوى خياله ليصل هو بالحقيقة على مستوى اشباع البحث عن الحقيقة وهذه النقطة لم يستكمل الحديث عنها ربما لعدم وجود الوقت الكافي. وكان الطرح علمياً أكاديمياً بحتاً ولم يصل الموضوع لتعطينا اقتراب أكثر من عاشوراء كتاريخ ودين كيف يمكن أن نسردها بقصة محكية للطفل بقي بإطار النظري وليس بإطار الاقتراب الموضوع المطروح .


61


المداخلة السادسة: الشيخ فضل مخدّر


الموضوع الذي قدمته الدكتورة هو بحث أكاديمي له عناصر، هذه العناصر يمكن تطبيقها على المفردة التي هي المجلس الحسيني، في أصل المجلس الحسيني هناك عدد من العناصر منها السيرة حقيقة القصة المحكية موجودة وهي تاريخية.

والأمر الاخر: أن الحديث عن القصة سواء المحكية أوالمكتوبة في هذا المؤتمر لا أرى من الضروري أن يكون الحديث عنها في خصوص القصة التي ترتبط بالمجلس الحسيني أو العزائي لأن القصة المكتوبة أوالمحكية بالنسبة للطفل يمكن أن يطرح فيها الفكر العاشورائي عبر منابر أخرى غير المجلس الحسيني.

قد يكون المكتبة وقد يكون المسرح وقد يكون شي‏ء اخر. الملفت أن المادة محل الحاجة ليست هي أمر مستحدث بل هي محل حاجة فعلية لكن هذه المادة لا زالت غير ناضجة والذي بين أيدينا من أسلوب القصة القديم الذي ما زال يُستخدم، أيضاً فيه شي‏ء من النقاش أوالحوار عند الكثيرين، خاصة إذا طبقنا عليه أسلوب القصة الحديثة أوالدراسات العصرية للقصة الحديثة.

يمكن لنا حقيقة أن نجعل من القصة المحكية أوالمكتوبة وسيلة تتبع في ايصال الفكر العاشورائي بالنسبة للأطفال أيضاً من خارج المجلس الحسيني أوالعزائي فلا يقتصر فقط على عنوان المؤتمر الذي هو المجلس الحسيني.


62


المداخلة السابعة: أمل طنانة 23


أحب أن أتوقف في مداخلتي هذه عند أمرين وردا في مداخلة الدكتورة إيمان.

الأول: حول مقولتها أن القصة التاريخية تناسب أعمار ما بعد الثامنة حيث تعود بهم الأطفال إلى اشباع البحث عن الحقيقة. وأحب أن أضيف أن الواقع يقول أن القصة التاريخية بشكل عام لا يمكن أن ترتبط بعمرٍ معين عند الأطفال بل هي ترتبط بالأطفال عند بدء قدرتهم على الاصغاء والفهم وهذا يعني أن القصة التاريخية تبدأ بشكل عام في مرحلة الثالثة من العمر أي قبل ذلك بكثير. هذا بشكل عام أما القصة العاشورائية فهي ليست مجرد قصة إنها الحرب الأزلية بين العدل والظلم والحق والباطل إضافة إلى أنها نهج تربوي تفيد الطفل في تربيته ويثير اهتماماته منذ مراحل طفولته المبكرة.

جدوى القصة العاشورائية فقط يمكن أن يتنوع أويختلف بالأسلوب الذي تعرض فيه هذه القصة وباللغة المنتقاة.

الأمر الاخر: هو غياب خصوصية القصة العاشورائية، هي تحدثت عن القصة التاريخية بشكل عام أم القصة العاشورائية فلها أسلوب مختلف! لماذا؟ لأن القصة التاريخية عادة لها أسلوب القصة العادية أنها تبدأ بمقدمة ثم تتفاعل الشخصيات لتصل إلى ذروة العقدة ثم يأتي الحل وغالباً الحل تكون خاتمته سعيدة بالنسبة إلى الأطفال فهم لا يعترفون بخاتمة القصة بالانتصار المعنوي لأن الانتصار بالنسبة إليهم يجب أن يكون مجسداً وحقيقياً يجب أن يهزم الإمام الحسين عليه السلام في القصص العاشورائية جيش الأعداء بالحرب بقوة السلاح.

الانتصار المعنوي تكمن فيه الصعوبة صعوبة نقل الفكرة للأطفال هنا يجب أن نهتم بالأسلوب وأن نعطيه خصوصيته حتى نستطيع أن نصل بالطفل إلى فهم معنى الانتصار.


 


تعقيب الدكتورة إيمان بقاعي على المداخلات


بالنسبة للخيال أنا عندما أتحدث عن الخيال فلا أقصد به الخيال بالمعنى العلمي أوما نعرفه بالقصص الخيالية الشعبية أقصد به استخدام الاستعارة يعني التشبيه الخيال اللغوي الذي هو موجود بشكل كبير في القصص العاشورائية. فلان يشبه كذا فلان جاء كالأسد... هذا ما قصدته ومن المؤكد أن الخيال بهذا المعنى يتناسب مع الأعمار التي يمكن أن نقدِّم لها القصص العاشورائية ومع الأعمار التي ينبثق فيها الحساسية الجمالية بعد الثامنة فيصبحوا يحبون الاستعارة والتشبيه فمن هنا قدّمنا لهم الخيال اللغوي وليس خيالاً بالمعنى المتوارد.

بالنسبة لما ذكرته أمل طنانة الصغار قبل السنة الثامنة لا يعرفون ماذا يرد في القصة التاريخية من مفاهيم لأن القصة التاريخية مليئة بالمفاهيم مليئة بكلمة الظلم بكلمة الجهاد بكلمة القتال. هذه مفاهيم تحتاج إلى عمر. يعني المفهو م حتى يفهمه الولد لا بد أن يكون لديه عمر وتجربة أعتقد أنه ابن 3 سنوات ليس لديه عمر ولا تجربة ولا يعرف ما هو معنى المفهو م. الان إذا قلنا لولد عمره 01 سنوات ما هو معنى الوطن الظلم الجهاد لا يعرف فالمفهو م مجرد أشياء ذهنية لا يتقنه الطفل ولا يفهمه ومن هنا حددت بعدد 8 سنوات.

بالنسبة لغياب خصوصية القصة العاشورائية. أيضاً: أتمنى أن ننظر إلى القصة العاشورائية كقصة تاريخية غير التي تكتب للكبار أولاً وثانياً القصة الشعبية عادة مثل سند ريلا. هي التي تنتهي نهاية سعيدة وليست القصة التاريخية لأن القصة التاريخية عادة تنتهي كما انتهت... واقعاً.

وشكراً


64


هوامش

10- مدير الإعداد والتأهيل التربوي في المؤسسة الاسلامية للتربية والتعليم.
11- باحث إسلامي في شؤون الأطفال.
12- عضو في اللجنة المركزية للوحدة الثقافية.
13- مدير حوزة جبل عامل العلمية.
14- رئيس تحرير مجلة القصب.
15- مرشد ديني في مدارس المهدي رحمه الله ومدير كلية ازاد في النبطية.
16- مدير عام المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم.
17- خطيب منبر حسيني.
18- حسام الخطيب.. أدب الأطفال والانفتاح على التجارب العالمية. الموقف الأدبي العدد 208 و209 و210 ص17 15.
19- المسؤول الثقافي في المنطقة الرابعة.
20- مدير التخطيط والاشراف التربوي في مدارس المهدي عجل الله فرجه الشريف .
21- مفوض التدريب في كشافة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف .
22- مسؤولة المذيعات ومعدّة البرامج في إذاعة النور.
23- مدرّسة لغة عربية.