المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وعلى آله الطاهرين، قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ.

قبل الخوض في غمار قواعد هذا الفنّ وتلمّس قعر هذا اليمّ لا بدّ من مقدّمة بسيطة نتعرّف من خلالها على أنواع الخطب وكيفيّة تقسيم البحث في هذا الكتاب، الذي نأمل أن يفيد القارئ الكريم، ويساعده على صياغة وإلقاء الكلمات والخطب بنجاح أكبر.

أنواع الخطب كثيرة إلّا أنّه يمكن إرجاعها إلى ثمانية أنواع وهي تشترك فيما بينها بأمور وتختلف في أخرى.

أمّا الأمور التي تتّفق فيها فهي القواعد العامّة للخطابة والتي سوف تأخذ الكأس الأوفى من البحث و أمّا الأمور التي تختلف فيها فهي ما وضع لأجله هذا البحث.

والأنواع الثمانية هي:

الخطب الدينيّة، ويلحق بها مجالس التعزية.

الخطب السياسيّة، ويلحق بها الخطب البرلمانيّة.

الخطب العسكريّة، ويلحق بها خطب الفتوحات.

خطب المنافرات والمفاخرات.

خطب المناسبات والأعياد وتشمل:
أ- خطب المحافل.
ب - خطب التكريم والمدح والتهنئة.
ج- خطب النكاح والمصاهرة.
د- خطب الرثاء والعزاء.

الخطب الشرعيّة وتشمل:
أ- خطب صلاة الجمعة.
ب- خطب الأعياد عيد الأضحى وعيد الفطر.

خطب المرافعة والاتهام وتشمل الخطب القضائيّة.

الخطب العلميّة وتشمل خطب المناظرات.

وباستعراض كلّ واحد من هذه الأنواع على حدة مع ذكر خصائصه ومميّزاته وضبط موارده وأوقاته يعلم ما بينها من الفرق.

هذا وللخطابة ثلاثة أركان واضحة يقع البحث عنها في فصول ثلاثة وهي:

الفصل الأوّل: الخطيب.

الفصل الثاني: المخاطب أي الجمهور، وقد يسمّى بالمستمعين والنظارة.

الفصل الثالث: الخطاب، أي الكلام الذي يلقيه الخطيب.

وهذا التقسيم يعتمد على تقسيم فطاحل العلماء الذين تعرّضوا لعلم الخطابة أمثال ابن رشد والفارابي وابن سينا.

وأخيراً يسرّ معهد سيّد الشهداء عليه السلام للمنبر الحسينيّ أن يقدّم هذا الكتاب "دروس في فنّ الخطابة" ضمن سلسلة الموادّ الدراسيّة لدورة إعداد خطباء المنبر الحسينيّ وهو تلخيص لكتاب "فنّ الخطابة" من تأليف سماحة الشيخ ابراهيم البدوي، والذي نشكره على جهوده المباركة التي قدّمها لنا.

سائلين الله تعالى أن يوفّقنا للمزيد من العطاء في سبيل إبقاء شعلة النهضة الحسينيّة مضيئة للسالكين في طريق الهدى إنّه نعم المولى ونعم المجيب.

﴿قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي1.

والحمد لله ربّ العالمين
معهد سيّد الشهداء عليه السلام للمنبر الحسينيّ

هوامش
1- سورة طه:28.