كانت المدينة المنوّرة
مصدراً Ù„Ù„ÙØªÙŠØ§ ترجع إليها
الأمّة ÙÙŠ مهمّات التشريع
الإسلاميّ لأنّها مركز
العلم ÙˆÙيها Ø£ØµØØ§Ø¨ الرسول
وأهل بيته والتَّابعون
لهم Ø¨Ø¥ØØ³Ø§Ù†, وقد Ù„Ø§ØØ¸Øª
الدولة الأمويّة من قبل
هذه المهمّة التي يجب أن
ØªÙ„Ø§ØØ¸Ù‡Ø§, وهي اتجاه
الأنظار إلى المدينة
لأنّها الجامعة
الإسلاميّة ويخشى على
الدولة خطرها, Ùكانت
ØªØØ°Ù‘رهم أشدّ Ø§Ù„ØØ°Ø±,
ÙØ§Ø³ØªÙ…الت الÙقهاء بالعطاء
والرجوع إليهم ÙÙŠ
المهمّات, لتسدّ بذلك
ثغرة الخطر على الدولة.
ÙˆÙÙŠ العهد العبّاسيّ نشطت
Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© العلميّة وكان
طبيعيّاً أن تنتعش العلوم
ÙÙŠ ظلّ سلطانهم لأنّهم
كانوا يجعلون ØÙ‚ّهم ÙÙŠ
الإمامة قائماً على أنّهم
سلالة النبيّ, وكانوا
يقولون: إنّهم سيشيدون
على سنّة النبيّ وأØÙƒØ§Ù…
الدّين الإلهيّ- ØØ³Ø¨
زعمهم وادّعائهم-.
Ùنهض أهل البيت عليهم
السلام وبقيّة العلماء
لنشر العلم إذ وجد
المسلمون ØØ±ÙŠÙ‘Ø© الرأي,
والتقوا ØÙˆÙ„ آل البيت
عليهم السلام لانتهال
العلوم من موردهم العذب,
وكان الإمام الصادق عليه
السلام هو الشخصيّة التي
يتطلّع إليها الناس يوم
طلع ÙØ¬Ø± النهضة العلميّة
ÙØÙ…Ù„ÙˆØ§ عنه إلى سائر
الأقطار, وقصده طلّاب
العلم من Ø§Ù„Ø£Ù†ØØ§Ø¡ القاصية,
ÙˆÙØªØØª مدرسته ÙÙŠ تلك
Ø§Ù„ÙØªØ±Ø©..1.
وهنا نسجّل للإمام عليه
السلام أهمّ ما قام به من
أدوار على الصعيد العلميّ
والÙكريّ:
أوّلاً: ازدهار جامعة أهل
البيت عليهم السلام:
ÙØ¨Ø¹Ø¯ تأسيس هذه الجامعة
على يد الإمام زين
العابدين عليه السلام,
ونهوض الإمام الباقر عليه
السلام بها, أكمل الإمام
الصادق عليه السلام مسيرة
أبيه وجدّه عليهما السلام
لتبلغ هذه الجامعة ذروة
المجد وتزدهر أشدّ
الازدهار ÙØªÙƒÙˆÙ† الجامعة
الأولى ÙÙŠ تاريخ الإسلام
التي ØªØØªØ¶Ù† بين جنبتيها
تلامذة وطلّاباً من جميع
أقطار المعمورة, ومن
مختل٠المذاهب ÙˆØ§Ù„ÙØ±Ù‚
والاتجاهات, وليشكّل
الإمام الصادق عليه
السلام Ù…ØÙˆØ± هذه الجامعة
بشخصيّته العلميّة Ø§Ù„ÙØ°Ù‘Ø©
التي استقت علومها من
منبع الوØÙŠ ÙˆØ§Ù„Ù†Ø¨ÙˆÙ‘Ø©, كما
روي عن صادق العترة عليه
السلام أنه قال: ØØ¯ÙŠØ«ÙŠ
ØØ¯ÙŠØ« أبي، ÙˆØØ¯ÙŠØ« أبي ØØ¯ÙŠØ«
جدّي، ÙˆØØ¯ÙŠØ« جدّي ØØ¯ÙŠØ«
Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ ÙˆØØ¯ÙŠØ« Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†
ØØ¯ÙŠØ« Ø§Ù„ØØ³Ù†ØŒ ÙˆØØ¯ÙŠØ« Ø§Ù„ØØ³Ù†
ØØ¯ÙŠØ« أمير المؤمنين عليه
السلام, ÙˆØØ¯ÙŠØ« أمير
المؤمنين ØØ¯ÙŠØ« رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم,
ÙˆØØ¯ÙŠØ« رسول الله قول الله
عزَّ وجلَّ2.
مرسّخاً بذلك مرجعيّة أهل
البيت عليهم السلام
العلميّة والÙكريّة,
ومشكّلاً بذلك الشخصيّة
Ø§Ù„ÙØ±ÙŠØ¯Ø© التي ØªØµÙ„Ø Ø£Ù†
تكون عنواناً Ù„ÙˆØØ¯Ø©
المسلمين ÙÙŠ الوقت الذي
شتّتتهم المذاهب والأهواء
والسياسات.. قال الشيخ
المÙيد رØÙ…Ù‡ الله: وكان
الصادق Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…ّد بن
عليّ بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عليهم
السلام من بين إخوته
Ø®Ù„ÙŠÙØ© أبيه Ù…ØÙ…ّد بن عليّ
عليهما السلام ووصيّه
والقائم
بالإمامة من بعده، وبرز
على جماعتهم Ø¨Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ØŒ وكان
أنبههم ذكراً، وأعظمهم
قدراً، وأجلّهم ÙÙŠ
العامّة والخاصّة، ونقل
الناس عنه من العلوم ما
سارت به الركبان، وانتشر
ذكره ÙÙŠ البلدان، ولم
ينقل عن Ø£ØØ¯ من أهل بيته
العلماء٠ما نقل عنه، ولا
لقي Ø£ØØ¯ منهم من أهل
الآثار ونقلة الأخبار،
ولا نقلوا عنهم كما نقلوا
عن أبي عبد الله عليه
السلام، ÙØ¥Ù†Ù‘ Ø£ØµØØ§Ø¨
Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« قد جمعوا أسماء
الرواة عنه من الثقات،
على اختلاÙهم ÙÙŠ الآراء
والمقالات، Ùكانوا أربعة
آلا٠رجل3.
وعن Ø§Ù„ØØ³Ù† بن عليّ
الوشّاء أنّه قال: أدركت
ÙÙŠ هذا المسجد تسعمائة
شيخ كلّ يقول ØØ¯Ù‘ثني Ø¬Ø¹ÙØ±
بن Ù…ØÙ…ّد4.
ويقول الشيخ كمال الدّين
بن Ø·Ù„ØØ© Ø§Ù„Ø´Ø§ÙØ¹ÙŠÙ‘ عند
ذكره للإمام الصادق عليه
السلام: نقل عنه Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«
ÙˆØ§Ø³ØªÙØ§Ø¯ منه العلم جماعة
من أعيان الأئمّة
وأعلامهم مثل ÙŠØÙŠÙ‰ بن
سعيد الأنصاريّ، وابن
Ø¬Ø±ÙŠØØŒ ومالك بن أنس،
والثوريّ، وابن عيينة،
وأبي ØÙ†ÙŠÙة، وشعبة،
وأيّوب السجستانيّ،
وغيرهم، وعدّوا أخذهم منه
منقبة شرّÙوا بها، ÙˆÙØ¶ÙŠÙ„Ø©
اكتسبوها, إلى أن قال:
وأمّا مناقبه ÙˆØµÙØ§ØªÙ‡
ÙØªÙƒØ§Ø¯ تÙوق عدد Ø§Ù„ØØ§ØµØ±ØŒ
ÙˆÙŠØØ§Ø± ÙÙŠ أنواعها Ùهم
اليقظ الباصر، ØØªÙ‘Ù‰ أنّ
من كثرة علومه Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ø¶Ø©
على قلبه من سجال التقوى
صارت الأØÙƒØ§Ù… التي لا
تدرك عللها، والعلوم التي
تقصر الأÙهام عن Ø§Ù„Ø¥ØØ§Ø·Ø©
بØÙƒÙ…ها تضا٠إليه وتروى
عنه..5
ÙˆÙÙŠ ذلك يقول Ø§Ù„Ø¬Ø§ØØ¸:
Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…ّد الذي ملأ
الدنيا علمه ÙˆÙقهه، ويقال:
إنّ أبا ØÙ†ÙŠÙØ© من تلامذته
وكذلك سÙيان الثوريّ،
ÙˆØØ³Ø¨Ùƒ بهما ÙÙŠ هذا الباب6.
مع
أبي ØÙ†ÙŠÙØ©:
وعن أبي ØÙ†ÙŠÙØ© قال: ما
رأيت Ø£Ùقه من Ø¬Ø¹ÙØ± بن
Ù…ØÙ…ّد7.
وله كلمته المشهورة: لولا
السنتان لهلك النعمان,
يقول الآلوسي: هذا أبو
ØÙ†ÙŠÙØ© وهو من أهل السنّة
ÙŠÙØªØ®Ø± ويقول Ø¨Ø£ÙØµØ لسان:
لولا السنتان لهلك
النعمان، يعني السنتين
اللتين جلس Ùيهما لأخذ
العلم عن الإمام Ø¬Ø¹ÙØ±
الصادق8.
ÙˆØ£ÙØ«Ø± عنه قوله: لولا
Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…ّد ما علم
الناس مناسك ØØ¬Ù‘هم, وقوله
أيضاً أنّه ما رأى أعلم
من Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…ّد وأنّه
أعلم الأمّة9.
وعن أبي Ù†Ø¬ÙŠØ Ù‚Ø§Ù„: سمعت
ØØ³Ù† بن زياد يقول: سمعت
أبا ØÙ†ÙŠÙØ© وسئل: من Ø£Ùقه
من رأيت؟ Ùقال: ما رأيت
Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ Ø£Ùقه من Ø¬Ø¹ÙØ± بن
Ù…ØÙ…ّد، لمّا أقدمه
المنصور الØÙŠØ±Ø©ØŒ بعث إليّ
Ùقال: يا أبا ØÙ†ÙŠÙة، إنّ
الناس قد ÙØªÙ†ÙˆØ§ Ø¨Ø¬Ø¹ÙØ± بن
Ù…ØÙ…ّد Ùهيّئ له من مسائلك
الصعاب، قال: Ùهيّأت له
أربعين مسألة، ثمّ بعث
إليّ أبو Ø¬Ø¹ÙØ± ÙØ£ØªÙŠØªÙ‡
بالØÙŠØ±Ø©ØŒ ÙØ¯Ø®Ù„ت عليه
ÙˆØ¬Ø¹ÙØ± جالس عن يمينه،
Ùلمّا بصرت بهما دخلني
Ù„Ø¬Ø¹ÙØ± من
الهيبة ما لم يدخل لأبي
Ø¬Ø¹ÙØ±ØŒ ÙØ³Ù„ّمت، وأذن لي،
ÙØ¬Ù„ست، ثمّ Ø§Ù„ØªÙØª إلى
Ø¬Ø¹ÙØ±ØŒ Ùقال: يا أبا عبد
الله تعر٠هذا؟ قال: نعم،
هذا أبو ØÙ†ÙŠÙة، ثمّ
أتبعها: قد أتانا، ثمّ
قال: يا أبا ØÙ†ÙŠÙة؟ هات
من مسائلك، نسأل أبا عبد
الله، وابتدأت أسأله،
وكان يقول ÙÙŠ المسألة:
أنتم تقولون Ùيها كذا
وكذا، وأهل المدينة
يقولون كذا وكذا، ونØÙ†
نقول كذا وكذا، ÙØ±Ø¨Ù…ا
تابعنا وربما تابع أهل
المدينة، وربما خالÙنا
جميعاً ØØªÙ‘Ù‰ أتيت على
أربعين مسألة ما أخرم
منها مسألة، ثمّ قال أبو
ØÙ†ÙŠÙØ©: أليس قد روينا أنّ
أعلم الناس أعلمهم
باختلا٠الناس10
.
مع مالك بن أنس:
وعن مالك بن أنس: Ø¬Ø¹ÙØ± بن
Ù…ØÙ…ّد Ø§Ø®ØªÙ„ÙØª إليه زماناً
Ùما كنت أراه إلّا على
Ø¥ØØ¯Ù‰ ثلاث خصال: إمّا مصلّÙ
وإمّا صائم وإمّا يقرأ
القرآن، وما رأت عين ولا
سمعت أذن ولا خطر على قلب
بشر Ø£ÙØ¶Ù„ من Ø¬Ø¹ÙØ± بن
Ù…ØÙ…ّد الصادق علماً
وعبادةً وورعاً!11
.
وقال ÙÙŠ وصÙÙ‡
عليه السلام: وكان
من عظماء العبّاد وأكابر
الزهّاد الذين يخشون الله
عزَّ وجلَّ, وكان كثير
Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«, طيّب المجالسة,
كثير الÙوائد, ÙØ¥Ø°Ø§ قال:
"قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم", اخضرّ
مرّة ÙˆØ§ØµÙØ±Ù‘ أخرى, ØØªÙ‘Ù‰
ينكره من يعرÙÙ‡. ولقد
ØØ¬Ø¬Øª معه سنة Ùلمّا استوت
به راØÙ„ته عند Ø§Ù„Ø¥ØØ±Ø§Ù…,
كان كلّما همّ بالتلبية
انقطع الصوت ÙÙŠ ØÙ„قه وكاد
أن
يخرّ من راØÙ„ته, Ùقلت: قل
يا بن رسول الله ولا بدّ
لك من أن تقول, Ùقال: "يا
بن أبي عامر, كي٠أجسر أن
أقول لبّيك اللهمّ لبّيك؟
وأخشى أن يقول تعالى لي:
لا لبّيك ولا سعديك"12
.
مع سÙيان الثوريّ:
عن ابن أبي ØØ§Ø²Ù… أنّه قال:
كنت عند Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…ّد
عليهما السلام إذ جاء
آذنه Ùقال: سÙيان الثوريّ
بالباب. Ùقال: ائذن له،
ÙØ¯Ø®Ù„ Ùقال له Ø¬Ø¹ÙØ± عليه
السلام: "يا سÙيان, إنّك
رجل يطلبك السلطان وأنا
أتّقي السلطان، قم ÙØ§Ø®Ø±Ø¬
غير مطرود". Ùقال سÙيان:
ØØ¯Ù‘ثني ØØªÙ‘Ù‰ أسمع وأقوم.
Ùقال Ø¬Ø¹ÙØ± عليه السلام: "ØØ¯Ù‘ثني
أبي عن جدّي إنّ رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم وسلم قال: من أنعم
الله عليه نعمة ÙليØÙ…د
الله, ومن استبطأ الرزق
ÙÙ„ÙŠØ³ØªØºÙØ± الله، ومن ØØ²Ù†Ù‡
أمر Ùليقل لا ØÙˆÙ„ ولا
قوّة إلّا بالله العليّ
العظيم". Ùلمّا قام سÙيان
قال Ø¬Ø¹ÙØ± عليه السلام: "خذها
يا سÙيان ثلاث وأيّ ثلاث!"
13.
ثانياً: بناء المذهب
Ø§Ù„Ø¬Ø¹ÙØ±ÙŠÙ‘- بالمعنى الخاصّ -
ÙÙŠ Ù‚ÙØ¨Ø§Ù„Ø© المذاهب الأخرى:
ونتيجة للنشاط العلميّ
والÙكريّ السابق الذي
تميّز به الإمام الصادق
عليه السلام, Ùقد صار
يعر٠المذهب Ø§Ù„Ø¬Ø¹ÙØ±ÙŠÙ‘
بآرائه الخاصّة سواء على
مستوى العقيدة أو ØªÙØ³ÙŠØ±
القرآن أو الÙقه أو غيرها
من
المعار٠والجوانب
الدينيّة الأخرى, ØØªÙ‘Ù‰
بات يعر٠Ùقه الشيعة
بالÙقه Ø§Ù„Ø¬Ø¹ÙØ±ÙŠÙ‘, ÙØªØ±Ù‰
هذا الأمر ÙÙŠ زمانه قد
Ø£ØµØ¨Ø ÙˆØ§Ø¶ØØ§Ù‹ ÙÙŠ جملة من
المسائل: كقضيّة المسØ
على الرجلين, ومتعة
النساء ÙˆØ§Ù„ØØ¬Ù‘, وكذلك
الأمر ÙÙŠ جملة من المسائل
العقائديّة كالقول
بالإمامة, والأمر بين
الأمرين, والقول بالرجعة
وغيرها من الأمور..
أهل Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« وأهل الرأي:
ÙˆÙ†Ù„Ø§ØØ¸ أن الإمام عليه
السلام لا يكتÙÙŠ بإعلان
مذهب أهل البيت عليهم
السلام بل نجده يتّخذ
Ù…ÙˆÙ‚ÙØ§Ù‹ أيضاً من العديد
من النظريّات التي
تبنّاها بعض من عاصر
الإمام عليه السلام, ممّن
Ø¹ÙØ±Ùوا Ø¨Ø£ØµØØ§Ø¨ الرأي
والقياس وكان يطلق عليهم
Ù…ØµØ·Ù„Ø Ø§Ù„Ø§Ø¬ØªÙ‡Ø§Ø¯ آنذاك.
Ùقد ذكر الشيخ أسد ØÙŠØ¯Ø±
رØÙ…Ù‡ الله أنّ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« ÙÙŠ
العراق كان قليلاً ولكن
Ø§Ù†ÙØªØ Ùيه باب الرأي
والقياس, وقد أخذه ØÙ…ّاد
بن إبراهيم النخعيّ (المتوÙÙŠ
سنة 95 هـ 713 م) وأخذه
أبو ØÙ†ÙŠÙØ© عن ØÙ…ّاد, وكان
أهل Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« يعيبون أهل
الرأي بأنّهم يتركون
Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« لأقيستهم,
والدّين لا يقاس بالرأي,
وإنّما سÙمّوا أهل الرأي
لأنّ عنايتهم Ø¨ØªØØµÙŠÙ„ وجه
من القياس والمعنى
المستنبط من الأØÙƒØ§Ù…
وبناء الØÙˆØ§Ø¯Ø« عليها,
وربما يقدّمون القياس
الجليّ على Ø¢ØØ§Ø¯ الأخبار,
وطريقتهم أنّ للشريعة
Ù…ØµØ§Ù„Ø Ù…Ù‚ØµÙˆØ¯Ø© من أجلها
شرّعت, ÙØ¬Ø¹Ù„وا هذه
Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø£ØµÙ„Ø§Ù‹ من أصول
الأدلّة إذ لم يجدوا نصّاً
ÙÙŠ الكتاب والسنّة
الصØÙŠØØ© عندهم, وقد كانت
قليلة العدد لبعد العراق
عن موطن Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«.
وأمّا أهل Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« Ùلم
يجعلوا للقياس والرأي ÙÙŠ
استنباط الأØÙƒØ§Ù…
هذا المØÙ„Ù‘, واتّسقت شقّة
Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§Ù ÙˆØ§ØØªØ¯Ù… النزاع
ÙˆØ§ÙØªØ±Ù‚ أهل Ø§Ù„ÙØªÙŠØ§ إلى
ÙØ±Ù‚تين.
ثمّ Ø£ØµØ¨Ø Ù‡Ø°Ø§ النزاع
مزيجاً بالسياسة والتعصّب
وتعدّدت Ùيه عوامل
Ø§Ù„ØªÙØ±Ù‚Ø© ومن بينها تدخّل
السلطات Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…Ø© التي
كانت تدعم ÙØ±ÙŠÙ‚اً على
ØØ³Ø§Ø¨ ÙØ±ÙŠÙ‚ ومذهب على مذهب
آخر وتروّج لهذا على ØØ³Ø§Ø¨
ذاك14
.
موق٠الإمام الصادق عليه
السلام من القياس
وكان الإمام الصادق عليه
السلام من المنكرين على
القياس والناهين عن العمل
به.
ÙŠØØ¯Ù‘ثنا أبو نعيم أنّ أبا
ØÙ†ÙŠÙØ© وعبد الله بن شبرمة
وابن أبي ليلى، دخلوا على
Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…ّد الصادق
عليهما السلام ÙØ¬Ø±Ù‰ بين
الإمام عليه السلام وبين
أبي ØÙ†ÙŠÙØ© ØØ¯ÙŠØ«... وممّا
قاله الإمام عليه السلام
له: "يا نعمان ØØ¯Ù‘ثني أبي
عن جدّي أنّ رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
قال: أوّل من قاس أمر
الدّين برأيه إبليس، قال
الله تعالى له:﴿Ø§Ø³Ù’Ø¬ÙØ¯Ùواْ
لآدَمَ، Ùقال: أَنَاْ
خَيْرٌ مّÙنْهÙ
خَلَقْتَنÙÙŠ Ù…ÙÙ† نَّارÙ
وَخَلَقْتَه٠مÙÙ† Ø·ÙينÙ﴾
Ùمن قاس الدّين برأيه
قرنه الله تعالى يوم
القيامة بإبليس لأنّه
اتّبعه بالقياس"! قال ابن
شبرمة: ثمّ قال Ø¬Ø¹ÙØ±: "أيّهما
أعظم قتل Ø§Ù„Ù†ÙØ³ أو
الزّÙنى؟" قال أبو ØÙ†ÙŠÙØ©:
قتل Ø§Ù„Ù†ÙØ³. قال الصادق
عليه السلام: "ÙØ¥Ù†Ù‘ الله
عزَّ وجلَّ قبل ÙÙŠ قتل
Ø§Ù„Ù†ÙØ³ شاهدين ولم يقبل ÙÙŠ
الزّÙنى إلّا أربعة". ثمّ
قال: " أيّهما أعظم الصلاة
أم الصوم؟" قال أبو ØÙ†ÙŠÙØ©:
الصلاة. قال الصادق عليه
السلام: "Ùما بال Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø¶
تقضي الصوم ولا تقضي
الصلاة؟!..."
وعن أبان بن تغلب قال:
قلت لأبي عبد الله عليه
السلام: ما تقول ÙÙŠ رجل
قطع إصبعاً من أصابع
المرأة كم Ùيها؟ قال: "عشرة
من الإبل". قلت: قطع
اثنين؟ قال: " عشرون".
قلت: قطع ثلاثاً؟ قال: "ثلاثون".
قلت: قطع أربعاً؟ قال: "عشرون". قلت: Ø³Ø¨ØØ§Ù† الله يقطع
ثلاثاً Ùيكون عليه ثلاثون،
ويقطع أربعاً ويكون عليه
عشرون؟! إنّ هذا كان
يبلغنا ونØÙ† بالعراق
Ùنبرأ ممّن قال ونقول:
الذي جاء به شيطان. Ùقال:
"مهلاً يا أبان، هذا ØÙƒÙ…
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم، إنّ المرأة
تعاقل الرجل إلى ثلث
الديّة، ÙØ¥Ø°Ø§ بلغت الثلث
رجعت إلى Ø§Ù„Ù†ØµÙØŒ يا أبان
إنّك أخذتني بالقياس، وإنّ
السنّة إذا قيست Ù…ØÙ‚ÙŽ
الدّين". إلى غير ذلك من
القضايا الكثيرة التي تدلّ
على Ø±ÙØ¶ القياس لدى أئمّة
الشيعة. وهكذا استمرّت
معارضة القياس ØØªÙ‘Ù‰ أصبØ
إنكاره من ضروريّات مذهب
أهل البيت عليهم السلام
ولهم أدلّتهم على ذلك ليس
هنا Ù…ØÙ„Ù‘ ذكرها.
وعلى أيّ ØØ§Ù„ لو قطعنا
النظر عن القياس
ÙˆØ§Ù„Ø§Ø³ØªØØ³Ø§Ù† وأمثالهما Ùقد
كانت عمليّة استنباط
الأØÙƒØ§Ù… الشرعيّة من
الكتاب والسنّة..أمراً
رائجاً بين الشيعة، خاصّة
الذين تربّوا ÙÙŠ مدرسة
الإمامين الصادقين عليهما
السلام أمثال زرارة بن
أعين, ومØÙ…ّد بن مسلم،
وأبان بن تغلب، وغيرهم من
خرّيجي هذه المدرسة. ØØªÙ‘Ù‰
أنّ الأئمّةعليهم السلام
كانوا يأمرون بعض Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡Ù…
باستنباط الأØÙƒØ§Ù… ÙˆØ¥ÙØªØ§Ø¡
الناس، كما أمر
الإمام الباقر عليه
السلام أبان بن تغلب أن
يجلس ÙÙŠ مسجد الرسول صلى
الله عليه وآله وسلم
ÙˆÙŠÙØªÙŠ Ø§Ù„Ù†Ø§Ø³ ØÙŠØ« قال له:
"اجلس ÙÙŠ مسجد المدينة
ÙˆØ§ÙØª الناس, ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ Ø£ØØ¨Ù‘
أن ÙŠÙØ±Ù‰ ÙÙŠ شيعتي مثلك".
أو كما قال الإمام الصادق
عليه السلام لسائل سأله
عن Ø§Ù„Ù…Ø³Ø Ø¹Ù„Ù‰ مرارة وضعها
على Ø¸ÙØ±Ù‡ المقطوع: "يعرÙ
هذا وأشباهه من كتاب الله
عزَّ وجلَّ، قال الله
تعالى:رØÙ…Ù‡ اللهمَا جَعَلَ
عَلَيْكÙمْ ÙÙÙŠ الدّÙينÙ
Ù…Ùنْ ØÙŽØ±ÙŽØ¬Ùقدس سره, امسØ
عليه".
وهكذا نرى كي٠يعلّم
الإمام عليه السلام هذا
السائل كيÙيّة استنباط
الØÙƒÙ… الشرعيّ من الكتاب.
والموارد من هذا القبيل
كثيرة ØÙŠØ« كان علماء
الشيعة يستندون ÙÙŠ
استنباط الأØÙƒØ§Ù… الشرعيّة
على كتاب الله وسنّة
نبيّه التي تصل إليهم
بواسطة الأئمّة عليهم
السلام.. .15
ثالثاً: مواجهة
التيّارات والمذاهب
Ø§Ù„Ù…Ù†ØØ±ÙØ©:
Ùقد امتاز عصر الإمام
الصادقعليه السلامبأنّه
عصر التيّارات الÙكريّة
والثقاÙيّة أكثر من كونه
عصر الثورات السياسيّة,
ØÙŠØ« استلم الإمامة بعد
ÙˆÙØ§Ø© أبيه الباقرعليه
السلام وعاش ØØªÙ‘Ù‰ سنة 148
هـ, أي بعد أكثر من قرن
على ظهور الإسلام, وهي
ÙØªØ±Ø© طويلة ØØµÙ„ت Ùيها
الكثير من العوامل التي
كانت وراء دخول Ø«Ù‚Ø§ÙØ§Øª
وأÙكار أخرى, منها:
Ø§Ù„ÙØªÙˆØØ§Øª الإسلاميّة التي
ØØµÙ„ت قبل عقود من زمانه,
ودخل بسببها إلى المجتمع
الإسلاميّ أجيال من
المسلمين الجدد من شعوب
Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ©, ومنها: بداية
ترجمة الكتب ÙÙŠ عصر بني
أميّة..
ÙØ§Ù†ØªØ´Ø±Øª ÙÙŠ العالم
الإسلاميّ Ø«Ù‚Ø§ÙØ§Øª أخرى,
كان ÙˆØ§Ø¶ØØ§Ù‹ منها
ظهور
الزنادقة الذين أعطاهم
بنو العبّاس Ø§Ù„ØØ±ÙŠÙ‘Ø© ضمن
خطّة معيّنة وكذلك ظهور
التصوّ٠بشكل مختلÙ16..
وكنموذج على ظهور
الزنادقة, نجد ÙÙŠ الأخبار
ما ÙŠØªØØ¯Ù‘Ø« عن بعض
المناظرات التي كانت ØªØØµÙ„
بين الإمام وبين بعض
هؤلاء الزنادقة, Ùقد روي
عن Ø£ØÙ…د بن Ù…ØØ³Ù† الميثميّ
قال: كنت عند أبي منصور
المتطبّب Ùقال: أخبرني
رجل من Ø£ØµØØ§Ø¨ÙŠ Ù‚Ø§Ù„: كنت
أنا وابن أبي العوجاء
وعبد الله بن المقÙّع ÙÙŠ
المسجد Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù… Ùقال له
ابن المقÙّع17:
ترون هذا الخلق- وأومأ
بيده إلى موضع الطواÙ- ما
منهم Ø£ØØ¯ أوجب له اسم
الإنسانيّة إلّا ذلك
الشيخ الجالس- يعني أبا
عبد الله Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…ّد
عليهما السلام- ÙØ£Ù…ّا
الباقون ÙØ±Ø¹Ø§Ø¹ وبهائم!
Ùقال له ابن أبي العوجاء:
وكي٠أوجبت هذا الاسم
لهذا الشيخ دون هؤلاء؟
قال: لأنّي رأيت عنده ما
لم أره عندهم, Ùقال له
ابن أبي العوجاء: لا بدّ
من اختبار ما قلت Ùيه منه،
قال: Ùقال ابن المقÙّع:
لا ØªÙØ¹Ù„, ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ أخا٠أن
ÙŠÙØ³Ø¯ عليك ما ÙÙŠ يدك،
Ùقال: ليس ذا رأيك ولكن
تخا٠أن يضع٠رأيك عندي
ÙÙŠ Ø¥ØÙ„الك إيّاه المØÙ„Ù‘
الذي ÙˆØµÙØªØŒ Ùقال ابن
المقÙّع: أمّا إذا توهّمت
عليّ هذا Ùقم إليه وتØÙّظ
ما استطعت
من
الزلل ولا تثني عنانك إلى
استرسال Ùيسلمك إلى عقال18,
وسÙمْه ما لك أو عليك؟
قال: Ùقام ابن أبي
العوجاء وبقيت أنا وابن
المقÙّع جالسين Ùلمّا رجع
إلينا ابن أبي العوجاء
قال: ويلك يا ابن المقÙّع
ما هذا ببشر وإن كان ÙÙŠ
الدنيا Ø±ÙˆØØ§Ù†ÙŠÙ‘ يتجسّد
إذا شاء ظاهراً ويتروّØ
إذا شاء باطناً Ùهو هذا,
Ùقال له: وكي٠ذلك؟ قال:
جلست إليه Ùلمّا لم يبق
عنده غيري ابتدأني Ùقال:
"إن يكن الأمر على ما
يقول هؤلاء- وهو على ما
يقولون- ( يعني أهل
الطواÙ) Ùقد سلموا وعطبتم,
وإن يكن الأمر على ما
تقولون- وليس كما تقولون-
Ùقد استويتم وهÙÙ…"ØŒ Ùقلت
له: يرØÙ…Ùƒ الله وأيّ شيء
نقول وأيّ شيء يقولون؟ ما
قولي وقولهم إلّا ÙˆØ§ØØ¯Ø§Ù‹ØŒ
Ùقال: "وكي٠يكون قولك
وقولهم ÙˆØ§ØØ¯Ø§Ù‹ØŸ وهم
يقولون: إنّ لهم معاداً
وثواباً وعقاباً, ويدينون
بأنّ ÙÙŠ السماء إلهاً
وأنّها عمران, وأنتم
تزعمون أنّ السماء خراب
ليس Ùيها Ø£ØØ¯"ØŒ قال:
ÙØ§ØºØªÙ†Ù…تها منه Ùقلت له:
ما منعه إن كان الأمر كما
يقولون أن يظهر لخلقه
ويدعوهم إلى عبادته ØØªÙ‘Ù‰
لا يختل٠منهم اثنان, ولم
Ø§ØØªØ¬Ø¨ عنهم وأرسل إليهم
الرسل؟ ولو باشرهم Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡
كان أقرب إلى الإيمان به؟
Ùقال لي: "ويلك وكيÙ
Ø§ØØªØ¬Ø¨ عنك من أراك قدرته
ÙÙŠ Ù†ÙØ³Ùƒ: نشوؤك ولم تكن,
وكبرك بعد
صغرك, وقوّتك بعد ضعÙÙƒ,
وضعÙÙƒ بعد قوّتك, وسقمك
بعد صØÙ‘تك, وصØÙ‘تك بعد
سقمك, ورضاك بعد غضبك,
وغضبك بعد رضاك, ÙˆØØ²Ù†Ùƒ
بعد ÙØ±ØÙƒ, ÙˆÙØ±ØÙƒ بعد ØØ²Ù†Ùƒ,
ÙˆØØ¨Ù‘Ùƒ بعد بغضك, وبغضك
بعد ØØ¨Ù‘Ùƒ, وعزمك بعد
أناتك,
وأناتك بعد عزمك, وشهوتك
بعد كراهتك, وكراهتك بعد
شهوتك, ورغبتك بعد رهبتك,
ورهبتك بعد رغبتك, ورجاؤك
بعد يأسك, ويأسك بعد
رجائك، وخاطرك بما لم يكن
ÙÙŠ وهمك, وعزوب ما أنت
معتقده عن ذهنك", وما زال
يعدّد عليّ قدرته التي هي
ÙÙŠ Ù†ÙØ³ÙŠ Ø§Ù„ØªÙŠ لا Ø£Ø¯ÙØ¹Ù‡Ø§
ØØªÙ‘Ù‰ ظننت أنّه سيظهر
Ùيما بيني وبينه19
.
رابعاً: تربية النخبة من
Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡:
ويأتي هذا الأمر ÙÙŠ سياق
مشروع أهل البيت عليهم
السلام ÙÙŠ مختل٠الأزمنة,
ØÙŠØ« نجد لكلّ إمام٠منهم
Ø£ØµØØ§Ø¨ وخواص ÙˆØÙˆØ§Ø±ÙŠÙ‘ين,
قام الأئمّة بتربيتهم,
ولهذا نرى الإمام الباقر
عليه السلام وهو يوصي
ولده الإمام الصادق عليه
السلام لمّا ØØ¶Ø±ØªÙ‡ Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø©,
ÙˆÙÙŠ آخر Ù„ØØ¸Ø§Øª ØÙŠØ§ØªÙ‡
Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ©, يقول له:"يا Ø¬Ø¹ÙØ± أوصيك Ø¨Ø£ØµØØ§Ø¨ÙŠ
خيراً, قلت: جعلت ÙØ¯Ø§Ùƒ
والله لأدعنّهم والرجل
منهم يكون ÙÙŠ المصر Ùلا
يسأل Ø£ØØ¯Ø§Ù‹"20.
وقد قام الإمام عليه
السلام بهذه المهمّة على
أكمل وجه ØØ³Ø¨Ù…ا تيسّرت له
الظرو٠التي Ø£ØØ§Ø·Øª بعصره,
ولهذا ÙØ¥Ù†Ù‘ ما عدَّه
علماء الرجال من Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡
عليه السلام, لم يعدّوه
بØÙ‚Ù‘ بقيّة الأئمّة عليهم
السلام.
وقد ذكرنا ÙÙŠ كتابنا "باقر
العلوم" بعض Ø£ØµØØ§Ø¨ أبيه
الإمام الباقر عليه
السلام والذين كانوا من
Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ أيضاً, ونشير هنا
إلى نماذج أخرى Ù…Ø¶Ø§ÙØ§Ù‹
إلى ما مرَّ هناك:
1- ØÙ…ران بن أعين
الشيبانيّ:
أبو Ø§Ù„ØØ³Ù†, الكوÙيّ, كان
من Ø£ØµØØ§Ø¨ الباقر والصادق
عليهما السلام, وهو أخو
زرارة, وقد ورد ÙÙŠ ÙØ¶Ù„Ù‡
روايات عديدة:
منها: عن ØØ¬Ø± بن زايدة,
عن ØÙ…ران بن أعين، قال:
قلت: لأبي Ø¬Ø¹ÙØ± عليه
السلام إنّي أعطيت الله
عهداً، لا أخرج من
المدينة ØØªÙ‘Ù‰ تخبرني عمّا
أسألك، قال: Ùقال لي: "
سل", قال: قلت: أمن
شيعتكم أنا؟ قال: "نعم ÙÙŠ
الدنيا والآخرة".
وعن زياد القنديّ، عن أبي
عبد الله عليه السلام
أنّه قال ÙÙŠ ØÙ…ران: "إنّه
رجل من أهل الجنّة".
وعن أبي عبد الله عليه
السلام أنّه كان يقول: "ØÙ…ران
بن أعين مؤمن لا يرتدّ
والله أبداً".
عن صÙوان, قال: كان يجلس
ØÙ…ران مع Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ Ùلا يزال
معهم ÙÙŠ الرواية عن آل
Ù…ØÙ…ّد صلى الله عليه وآله
وسلم, ÙØ¥Ù† خلطوا ÙÙŠ ذلك
بغيره ردّهم إليه، ÙØ¥Ù†
صنعوا ذلك Ø¹ÙØ¯Ù„ ثلاث
مرّات قام عنهم وتركهم
21.
وعن هشام بن الØÙƒÙ…ØŒ قال:
سمعته يقول: "ØÙ…ران مؤمن
لا يرتدّ أبداً"، ثمّ قال:
"Ù†ÙØ¹Ù… الشÙيع أنا وآبائي
Ù„ØÙ…ران بن أعين يوم
القيامة، نأخذ بيده ولا
نزايله ØØªÙ‘Ù‰ ندخل الجنّة
جميعاً"22
.
2- عبد الله بن أبي يعÙور
العبديّ:
يكنّى أبا Ù…ØÙ…ّد، قال ÙÙŠ
ØÙ‚ّه الشيخ النجاشيّ: ثقة
ثقة، جليل ÙÙŠ Ø£ØµØØ§Ø¨Ù†Ø§ØŒ
كريم على أبي عبد الله
عليه السلام، ومات ÙÙŠ
أيّامه، وكان قارئاً يقرأ
ÙÙŠ مسجد Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©23
.
ÙˆÙÙŠ بعض الروايات أنّه من
ØÙˆØ§Ø±ÙŠÙ‘ÙŠ أبي Ø¬Ø¹ÙØ± الباقر
وأبي عبد الله الصادق
عليهما السلام24
.
وعدَّه الشيخ المÙيد ÙÙŠ
رسالته العدديّة من
الÙقهاء الأعلام،
والرؤساء المأخوذ منهم
الØÙ„ال ÙˆØ§Ù„ØØ±Ø§Ù… ÙˆØ§Ù„ÙØªÙŠØ§
والأØÙƒØ§Ù…ØŒ الذين لا يطعن
عليهم، ولا طريق لذمّ
ÙˆØ§ØØ¯ منهم25
.
وعن زيد الشØÙ‘ام، قال:
قال لي أبو عبد الله
عليه السلام: "ما
وجدت Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ أخذ بقولي
وأطاع أمري ÙˆØØ°Ø§ ØØ°Ùˆ
Ø£ØµØØ§Ø¨ آبائي غير رجلين
رØÙ…هما الله: عبد الله بن
أبي يعÙور
ÙˆØÙ…ران بن أعين،
أما إنّهما مؤمنان خالصان
من شيعتنا، أسماؤهم عندنا
ÙÙŠ كتاب Ø£ØµØØ§Ø¨ اليمين
الذي أعطى الله Ù…ØÙ…ّداً"
26.
وعن عبد الله بن أبي
يعÙور، قال: قلت لأبي عبد
الله عليه السلام: والله
لو Ùلقت رمّانة بنصÙين،
Ùقلت: هذا ØØ±Ø§Ù… وهذا ØÙ„ال،
لشهدت أنّ الذي قلت: ØÙ„ال
ØÙ„ال، وأنّ الذي قلت:
ØØ±Ø§Ù… ØØ±Ø§Ù…ØŒ Ùقال: "رØÙ…Ùƒ
الله, رØÙ…Ùƒ الله"
27.
3- Ø§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„ بن يسار:
النهديّ أبو القاسم عربيّ،
بَصْريّ، صميم، ثقة، روى
عن أبي Ø¬Ø¹ÙØ± وأبي عبد
الله عليهما السلام، ومات
ÙÙŠ أيّامه
28.
عن إبراهيم بن عبد الله،
قال: كان أبو عبد الله
عليه السلام إذا رأى
Ø§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„ بن يسار قال: "بشّر
المخبتين, من Ø£ØØ¨Ù‘ أن
ينظر رجلاً من أهل الجنّة
Ùلينظر إلى هذا".
وكان أبو Ø¬Ø¹ÙØ± عليه
السلام إذا دخل عليه
Ø§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„ بن يسار يقول : "بخÙ
بخ٠بشّر المخبتين، Ù…Ø±ØØ¨Ø§Ù‹
بمن تأنس به الأرض".
عن ÙØ¶ÙŠÙ„ بن عثمان، قال:
قال أبو عبد الله عليه
السلام: "إنّ الأرض لتسكن
إلى Ø§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„ بن يسار".
كان أبو عبد الله عليه
السلام إذا نظر إلى
Ø§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„ بن يسار مقبلاً
قال: "بشّر المخبتين".
وكان يقول: "إنّ ÙØ¶ÙŠÙ„اً
من Ø£ØµØØ§Ø¨ أبي، وإنّي Ù„Ø£ØØ¨Ù‘
الرجل أن ÙŠØØ¨Ù‘ Ø£ØµØØ§Ø¨ أبيه".
وعن أبي عبد الله عليه
السلام: "رØÙ… الله Ø§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„
بن يسار، وهو منّا أهل
البيت"29
.
4- Ù…ØÙ…ّد بن عليّ بن
النعمان الأØÙˆÙ„:
أبو Ø¬Ø¹ÙØ± الصيرÙيّ الكوÙيّ,
يلقّب بمؤمن الطاق, لأنّ
دكّانه كان ÙÙŠ طاق
Ø§Ù„Ù…ØØ§Ù…Ù„ Ø¨Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© يرجع
إليه ÙÙŠ النقد, ومخالÙوه
يسمّونه شيطان
الطاق, ويقال: إنّ سبب
ذلك أنّهم شكّوا ÙÙŠ درهم
ÙØ¹Ø±Ø¶ÙˆÙ‡ عليه، Ùقال لهم:
ستوق30
ØŒ Ùقالوا: ما هو إلّا
شيطان الطاق.
وقد روى عن الإمام
السجّاد والباقر والصادق
عليهم السلام, وكان ثقة
متكلّماً ØØ§Ø°Ù‚اً ØØ§Ø¶Ø±
الجواب, وكانت له منزلة
عظيمة ÙÙŠ العلم, ونسبت
إليه أشياء لم تثبت.
وله مع خصومه مناظرات
كثيرة كان يظهر بها عليهم.
عن أبي عبد الله عليه
السلام أنّه قال: "زرارة،
وبريد بن معاوية، ومØÙ…ّد
بن مسلم، والأØÙˆÙ„ØŒ Ø£ØØ¨Ù‘
الناس إليّ Ø£ØÙŠØ§Ø¡Ù‹
وأمواتاً".
وعن أبي خالد الكابليّ،
قال: رأيت أبا Ø¬Ø¹ÙØ± ØµØ§ØØ¨
الطاق وهو قاعد ÙÙŠ الروضة،
قد قطع أهل المدينة
أزراره، وهو دائب يجيبهم
ويسألونه، ÙØ¯Ù†ÙˆØª منه،
Ùقلت: إنّ أبا عبد الله
ينهانا عن الكلام، Ùقال:
أمرك أن تقول لي؟ Ùقلت:
لا والله، ولكن أمرني أن
لا أكلّم Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ØŒ قال:
ÙØ§Ø°Ù‡Ø¨ وأطعه Ùيما أمرك،
ÙØ¯Ø®Ù„ت على أبي عبد الله
عليه السلام ÙØ£Ø®Ø¨Ø±ØªÙ‡
بقصّة ØµØ§ØØ¨ الطاق، وما
قلت له، وقوله لي: اذهب
ÙØ£Ø·Ø¹Ù‡ Ùيما أمرك، ÙØªØ¨Ø³Ù‘Ù…
أبو عبد الله عليه السلام،
وقال: "يا أبا خالد إنّ
ØµØ§ØØ¨ الطاق يكلّم الناس
Ùيطير وينقضّ، وأنت إن
قصّوك لن تطير"31
- كناية عن غلبة القوم له-.
5- هشام بن الØÙƒÙ…:
أبو Ù…ØÙ…ّد الشيبانيّ,
كوÙيّ، لقي الصادق
والكاظم عليهما السلام،
وكان
ممّن ÙØªÙ‚ الكلام ÙÙŠ
الإمامة، وهذَّب المذهب
بالنظر، ÙˆØ±ÙØ¹Ù‡ الصادق
عليه السلام ÙÙŠ الشيوخ
وهو غلام. وقال: "هذا
ناصرنا بقلبه ولسانه ويده",
وقوله عليه السلام: "هشام
بن الØÙƒÙ… رائد ØÙ‚ّنا،
وسائق قولنا، المؤيّد
لصدقنا، ÙˆØ§Ù„Ø¯Ø§ÙØ¹ لباطل
أعدائنا، من تبعه وتبع
أثره تبعنا، ومن خالÙÙ‡
ÙˆØ£Ù„ØØ¯ Ùيه Ùقد عادانا
ÙˆØ£Ù„ØØ¯ Ùينا".
وعدَّه الشيخ المÙيد قدس
سره، من الأعلام الرؤساء،
المأخوذ عنهم الØÙ„ال
ÙˆØ§Ù„ØØ±Ø§Ù…ØŒ ÙˆØ§Ù„ÙØªÙŠØ§
والأØÙƒØ§Ù…ØŒ الذين لا مطعن
عليهم، ولا طريق إلى ذمّ
ÙˆØ§ØØ¯ منهم.
وعن هشام بن الØÙƒÙ…ØŒ قال:
سألت أبا عبد اللهعليه
السلام بمنى عن خمسمائة
ØØ±Ù من الكلام، ÙØ£Ù‚بلت
أقول: يقولون كذا وكذا،
قال: Ùيقول لي: "قل كذا".
Ùقلت: هذا الØÙ„ال ÙˆØ§Ù„ØØ±Ø§Ù…,
والقرآن أعلم أَنّÙÙƒ
ØµØ§ØØ¨Ù‡ وأعلم الناس به,
Ùهذا الكلام من أين؟ Ùقال:
"ÙŠØØªØ¬Ù‘ الله على خلقه
Ø¨ØØ¬Ù‘Ø© لا يكون عنده كلّما
ÙŠØØªØ§Ø¬ÙˆÙ† إليه؟!".
عن يونس، أنّ هشام بن
الØÙƒÙ…ØŒ كان يقول: أللهمّ
ما عملت وأعمل من خير
Ù…ÙØªØ±Ø¶ وغير Ù…ÙØªØ±Ø¶ ÙØ¬Ù…يعه
عن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم وأهل بيته
الصادقين عليهم السلام
ØØ³Ø¨ منازلهم عندك، ÙØ§Ù‚بل
ذلك كلّه منّي وعنهم،
وأعطني من جزيل جزاك به
ØØ³Ø¨ ما أنت أهله32
.
مميّزات المدرسة
Ø§Ù„Ø¬Ø¹ÙØ±ÙŠÙ‘Ø©
تميّزت مدرسة الإمام
الصادق
عليه
السلام بمميّزات عديدة
نشير لبعضها:
1- أنّها لم تنغلق على
خصوص العناصر الموالية
لأهل البيت عليهم السلام,
Ùقد رأينا أنّها ضمّت
العديد من الأشخاص من
Ø£ØµØØ§Ø¨ المذاهب الأخرى
وأتباعه, كما تقدّم عن
أبي ØÙ†ÙŠÙØ© وغيره.
2- لم تتّخذ طابع
الانتماء لسياسة Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ين
من الدولة الأمويّة أو
العبّاسيّة, Ùلم تكن أداة
لهم.
3- تميّزت هذه المدرسة
بالمنهج السليم الذي
يعتمد العمق الÙكريّ ÙÙŠ
Ø£Ø·Ø±ÙˆØØªÙ‡ العلميّة
والارتباط المباشر
بالكتاب والسنّة Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ©.
4- أنتجت هذه المدرسة
العديد من الرموز
الÙكريّة الذين تخرّجوا
منها, وكانوا ÙŠÙØ®Ø±ÙˆÙ†
بالانتساب إليها, وقد بلغ
عددهم- كما تقدّم- أربعة
آلا٠طالب, وقد كان
العديد من هؤلاء امتداداً
واعياً ومؤثّراً ÙÙŠ
المسيرة العامّة للأمّة-
ÙØ¶Ù„اً عن السياسيّة- ممّا
يدلّ على أنّ الإمام كان
يهد٠إلى ØØ±ÙƒØ© تغييريّة,
كانت ØØ±ÙƒØªÙ‡ العلميّة هذه
جزءاً من هذا البرنامج
التغييريّ والإصلاØÙŠÙ‘
الكبير.
5- اهتمّت مدرسة الإمام
الصادق عليه السلام
بتدوين Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« والØÙاظ
على مضمونه, كما اهتمّت
أيضاً بتدوين العلم بشكل
عامّ ومدارسته بهدÙ
إثرائه وإنمائه, وقد كان
الإمام عليه السلاميأمر
طلّابه بذلك ÙˆÙŠØØ«Ù‘هم عليه,
ÙØ´ÙƒÙ‘لت الأساس لتألي٠ما
يعر٠بالأصول الأربعمائة,
التي أخذ عنها Ø£ØµØØ§Ø¨
الكتب الأربعة عند الشيعة,
وهي: كتاب الكاÙÙŠ للشيخ
الكلينيّ, وكتاب من لا
ÙŠØØ¶Ø±Ù‡ الÙقيه للشيخ
الصدوق, وكتابي تهذيب
الأØÙƒØ§Ù… والاستبصار لشيخ
Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ© أبي Ø¬Ø¹ÙØ± الطوسيّ.
6-
أنّها Ø§Ù†ÙØªØØª على مختلÙ
ÙØ±ÙˆØ¹ Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الإسلاميّة,
ÙÙŠ القرآن ÙˆØªÙØ³ÙŠØ±Ù‡ وعلومه,
والسنّة, والعقيدة,
والÙقه وأصوله, والتاريخ,
وغيرها, بل اهتمّت أيضاً
بالعديد من العلوم الأخرى,
كعلم الÙلك, والطبّ,
والكيمياء Ùكانت ملهمة ÙÙŠ
العديد من العلوم, وأنمت
الÙكر الإسلاميّ وطوّرته
من خلال التخصّص العلميّ.
ونستطيع هنا إبراز
نموذجين على ما ذكرناه من
هذا التخصّص العلميّ:
النموذج الأوّل: ما روي
عن هشام بن سالم قال:
كنّا عند أبي عبد الله
عليه السلام جماعة من
Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ØŒ Ùورد رجل من أهل
الشام ÙØ§Ø³ØªØ£Ø°Ù† ÙØ£Ø°Ù† له،
Ùلمّا دخل سلّم ÙØ£Ù…ره أبو
عبد الله عليه السلام
بالجلوس. ثمّ قال له: "ما
ØØ§Ø¬ØªÙƒ أيّها الرجل"ØŸ قال:
بلغني أنّك عالم بكلّ ما
ØªÙØ³Ø£Ù„ عنه, ÙØµØ±Øª إليك
لأناظرك, Ùقال أبو عبد
الله عليه السلام: "ÙÙŠ
ماذا؟" قال: ÙÙŠ القرآن
وقطعه وإسكانه ÙˆØ®ÙØ¶Ù‡
ونصبه ÙˆØ±ÙØ¹Ù‡, Ùقال أبو
عبد الله عليه السلام: "يا
ØÙ…ران دونك الرجل". Ùقال
الرجل: إنّما أريدك أنت
لا ØÙ…ران, Ùقال أبو عبد
الله عليه السلام: "إن
غلبت ØÙ…ران Ùقد غلبتني",
ÙØ£Ù‚بل الشاميّ يسأل ØÙ…ران
ØØªÙ‘Ù‰ ضجر وملَّ وعرض33
, ÙˆØÙ…ران يجيبه، Ùقال أبو
عبد الله عليه السلام: "كيÙ
رأيت يا شامي؟!" قال:
رأيته ØØ§Ø°Ù‚اً ما سألته عن
شيء إلّا أجابني Ùيه،
Ùقال أبو عبد الله عليه
السلام: "يا ØÙ…ران سل
الشاميّ"ØŒ Ùما تركه يكشر34
Ùقال الشاميّ: أرأيت يا
أبا عبد الله أناظرك ÙÙŠ
العربيّة؟ ÙØ§Ù„ØªÙØª أبو عبد
الله عليه السلام Ùقال: "يا
أبان بن تغلب ناظره",
Ùناظره Ùما ترك الشاميّ
يكشر، قال: أريد أن
أناظرك ÙÙŠ الÙقه, Ùقال
أبو عبد الله عليه السلام:
"يا زرارة ناظره", Ùما
ترك الشاميّ يكشر, قال:
أريد أن أناظرك ÙÙŠ الكلام،
Ùقال: "يا مؤمن الطاق
ناظره", Ùناظره ÙØ³Ø¬Ù„
الكلام بينهما، ثمّ تكلّم
مؤمن الطاق بكلامه ÙØºÙ„به
به. Ùقال: أريد أن أناظرك
ÙÙŠ الاستطاعة, Ùقال
للطيّار: "كلّمه Ùيها",
قال: Ùكلّمه Ùما ترك يكشر،
Ùقال أريد أناظرك ÙÙŠ
التوØÙŠØ¯, Ùقال لهشام بن
سالم: "كلّÙمه", ÙØ³Ø¬Ù„35
الكلام بينهما ثمّ خصمه
هشام، Ùقال: أريد أن
أتكلّم ÙÙŠ الإمامة, Ùقال
لهشام بن الØÙƒÙ…: "كلّÙمه
يا أبا الØÙƒÙ…", Ùكلَّمه
Ùما تركه يرتم37
ولا ÙŠØÙ„ÙŠ ولا يمرّ36
ØŒ قال: ÙØ¨Ù‚ÙŠ يضØÙƒ أبو عبد
الله عليه السلام ØØªÙ‘Ù‰
بدت نواجذه. Ùقال الشاميّ:
كأنّك أردت أن تخبرني أنّ
ÙÙŠ شيعتك مثل هؤلاء
الرجال؟ قال: "هو ذلك
..."38
.
والنموذج الثاني: جابر بن
ØÙŠÙ‘ان: الطوسيّ،
الخراسانيّ، وقيل:
Ø§Ù„ØØ±Ù‘انيّ، الكوÙيّ،
المعرو٠بالصوÙيّ. من
Ù…ÙØ§Ø®Ø± علماء الشيعة
الإماميّة، ومن مشاهير
علماء الÙÙ„Ø³ÙØ© والØÙƒÙ…Ø©
والطبّ والرياضيّات
والÙلك والمنطق والنجوم،
وكان Ù…ØªØµÙˆÙ‘ÙØ§Ù‹ØŒ أديباً،
زاهداً، واعظاً، Ù…Ø¤Ù„Ù‘ÙØ§Ù‹
ÙÙŠ شتّى صنو٠العلم
ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©. تتلمذ على
الإمام الصادق، وأخذ
علومه ومعارÙÙ‡ عنه عليه
السلام.
من تآليÙÙ‡ الكثيرة كتاب
الخواص الكبير، والدرّة
المكنونة، ورسائل Ø¬Ø¹ÙØ±
الصادق عليه السلام،
ÙˆØ§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ØŒ والÙهرست،
والخمسمائة، والشعر
وغيرها39
. وقال ابن خلكان: ألّÙ
كتاباً يشتمل على ألÙ
ورقة تتضمّن رسائل Ø¬Ø¹ÙØ±
الصادق وهي خمسمائة رسالة40
.
والمؤرّخون- إلّا بعضاً
من غير المسلمين - متّÙقون
على تلمذته للإمام عليه
السلام. وعلى صلته أو
تأثّره به ÙÙŠ العلم
والعقيدة. يقول جابر ÙÙŠ
كتابه Ø§Ù„ØØ§ØµÙ„: ليس ÙÙŠ
العالم شيء إلّا ÙˆÙيه من
جميع الأشياء. والله لقد
وبّخني سيّدي (يقصد
الإمام الصادق) على عملي,
Ùقال: "والله يا جابر
لولا أنّي أعلم أنّ هذا
العلم لا يأخذه عنك إلّا
من يستأهله وأعلم علماً
يقيناً أنّه مثلك، لأمرتك
بإبطال هذه الكتب من
العلم"41
.
قال ابن النديم: والرازي
يقول ÙÙŠ كتبه Ø§Ù„Ù…Ø¤Ù„Ù‘ÙØ© ÙÙŠ
الصنعة: قال أستاذنا أبو
موسى جابر بن ØÙŠØ§Ù†42
.
قال جرجي زيدان ÙÙŠ مجلّة
الهلال- على ما ØÙƒÙŠ Ø¹Ù†Ù‡-:
إنّه من
تلامذة الصادق عليه
السلام، وإنّ أعجب شيء
عثرت عليه ÙÙŠ أمر الرجل
أنّ الأوروبيّين اهتمّوا
بأمره أكثر من المسلمين
والعرب، وكتبوا Ùيه ÙˆÙÙŠ
Ù…ØµÙ†Ù‘ÙØ§ØªÙ‡ ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ØŒ وقالوا:
إنّه أوّل من وضع أساس
الشيمي(Chimie) الجديد,
وكتبه ÙÙŠ مكاتبهم كثيرة،
وهو ØØ¬Ù‘Ø© الشرقيّ على
الغربيّ إلى أبد الدهر!43
.
قال الزركليّ: وله تصانيÙ
كثيرة قيل: عددها 232
كتاباً، وقيل: بلغت
خمسمائة. ضاع أكثرها،
وترجم بعض ما بقي منها
إلى اللاتينيّة..ولجابر
شهرة كبيرة عند Ø§Ù„Ø¥ÙØ±Ù†Ø¬
بما نقلوه من كتبه، ÙÙŠ
بدء يقظتهم العلميّة. قال
برتلو (M.Berthelot):
لجابر ÙÙŠ الكيمياء ما
لأرسطوطاليس قبله ÙÙŠ
المنطق، وهو أوّل من
استخرج ØØ§Ù…ض الكبريتيك
وسمّاه
زيت الزاج، وأوّل
من اكتش٠الصودا الكاوية،
وأوّل من Ø§Ø³ØªØØ¶Ø± ماء
الذهب، وينسب إليه
Ø§Ø³ØªØØ¶Ø§Ø± مركّبات أخرى مثل
كربونات البوتاسيوم
وكربونات الصوديوم. وقد
درس خصائص مركّبات الزئبق
ÙˆØ§Ø³ØªØØ¶Ø±Ù‡Ø§). وقال لوبون (G.le
Bon) : تتألّ٠من كتب
جابر موسوعة علميّة ØªØØªÙˆÙŠ
على خلاصة ما وصل إليه
علم الكيمياء عند العرب
ÙÙŠ عصره. وقد اشتملت كتبه
على بيان مركّبات
كيماويّة كانت مجهولة
قبله. وهو أوّل من وصÙ
أعمال التقطير والتبلور
والتذويب والتØÙˆÙŠÙ„ الخ44
.
وقال الدكتور Ø£ØÙ…د ÙØ¤Ø§Ø¯
الأهوانيّ ÙÙŠ مقال له:
ومع أنّ جابراً كان على
سنّة Ù…Ùكّري العرب
ÙˆÙÙ„Ø§Ø³ÙØªÙ‡Ù… مشاركاً ÙÙŠ
جميع العلوم من Ùلك
ورياضيّات وطبّ ومنطق
ÙˆÙÙ„Ø³ÙØ©ØŒ إلّا أنّ عنايته
الكبرى اتّجهت إلى
الكيمياء، وألّ٠ÙÙŠ هذا
العلم- أو (الصنعة) كما
كانت تسمّى عند العرب-
التصاني٠الغزيرة، وأجرى
التجارب الكثيرة، ورسم له
منهجه، ÙˆØØ¯Ù‘َد موضوعه،
ÙˆØØ§ÙˆÙ„ أن يردّه إلى أصول
نظريّة، Ùكان بذلك، وبØÙ‚Ù‘ØŒ
مؤسّس علم الكيمياء.
وقامت على أساس Ù…Ø¨Ø§ØØ«Ù‡
مدرسة، وظهر بعده تلاميذ،
ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ø¹Ù„Ù… الكيمياء ينسب
إليه، وأضØÙ‰ جابر عَلَمَاً
عليه، كما يقال (أبقراط)
عنواناً على الطبّ، أو (بطليموس)
عَلَمَاً على الÙلك. ÙˆØÙŠÙ†
اتّجهت أوروبا إلى العرب
تغتر٠من Ø¨ØØ± علومهم، لم
تجد إماماً ÙÙŠ الكيمياء
سوى جابر، Ùنقلت اسمه
وكتبه وعلمه، واشتهر
عندهم باسم( Geber)
وباللاتينيّة (Geberus)
كما نقلوا عن تلميذه
الرازي...45
هذا غيض من Ùيض صادق آل
Ù…ØÙ…ّد عليهم السلام,
ونختم بما قاله بعض
Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ«ÙŠÙ†:
ØÙ‚ّاً إنّ شخصيّة Ø¬Ø¹ÙØ±
الصادق لا تزال غامضة
ØªØØªØ§Ø¬ إلى من يكش٠كنهها
من المؤرّخين- إلى أن
يقول-: وما دام يكتن٠مثل
هذه الشخصيّة Ø§Ù„ÙØ°Ù‘Ø©
الظلام, Ùكثير من الØÙ‚ائق
ستظلّ ÙÙŠ طيّ Ø§Ù„Ø®ÙØ§Ø¡,
وستظلّ ÙÙŠ جهل مدقع ÙÙŠ
Ùهم كثير من تراثنا
الÙكريّ, لأنّ التعصّب
الذميم هو الذي طمس
المعالم ووضع أمامنا سدّاً
ØØ§Ø¦Ù„اً دون تÙهّم كنه
الأساسات العميقة ÙÙŠ بناء
Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø© العالميّة46.
|