هو الإمام Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…ّد
بن عليّ بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن
عليّ بن أبي طالب عليهم
السلام, سادس أئمّة أهل
البيت الذين أذهب الله
عنهم الرجس وطهّرهم
تطهيراً.
ولادته وشهادته:
ولد عليه السلام ÙÙŠ
المدينة المنوّرة ÙÙŠ
السابع عشر من شهر ربيع
الأوّل سنة 83 للهجرة1 ,
ÙÙŠ اليوم الذي ولد Ùيه
جدّه النبيّ الأعظم صلى
الله عليه وآله وسلم.
وقبض ÙÙŠ المدينة أيضاً ÙÙŠ
شهر شوال2 سنة 148 للهجرة3
, وقيل ÙÙŠ النص٠من رجب
4,
شهيداً مسموماً5 , ودÙÙ† ÙÙŠ
البقيع إلى
جنب أبيه وجدّه وعمّه
الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† عليهم
السلام.
أمّا كنيته: ÙØ£Ø¨Ùˆ
عبد الله, ويكنّى أيضاً
بأبي إسماعيل, وأبي موسى.
وأمّا ألقابه:
ÙØ§Ù„صادق, ÙˆØ§Ù„ÙØ§Ø¶Ù„,
والطاهر, والقائم,
والكاÙÙ„, والمنجي6 .
وكان من أهل العلم الذين
سمعوا منه, إذا رووا عنه
قالوا: أخبرنا العالم7 .
وأشهر ألقابه الصادق,
سمّاه به رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم:
ÙØ¹Ù† ابن ØÙ…زة ثابت بن
دينار الثماليّ عن عليّ
بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عن أبيه عن
جدّه عليهم السلام قال:
"قال رسول صلى الله
عليه وآله وسلم: إذا ولد
ابني Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…ّد بن
عليّ بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن عليّ
بن أبي طالب ÙØ³Ù…ّوه
الصادق، ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ سيكون ÙÙŠ
ولده سمي له يدّعي
الإمامة بغير ØÙ‚ّها
ويسمّى كذّاباً"8 .
Ùلا يعبأ بما ورد من أنّ
المنصور الدوانيقيّ هو
الذي أضÙÙ‰ عليه هذا اللقب9 .
والدته المكرمة:
والدته الماجدة الجليلة
المكرّمة ÙØ§Ø·Ù…Ø©, المكنّاة
بأمّ ÙØ±ÙˆØ© بنت القاسم بن
Ù…ØÙ…ّد بن أبي بكر, وأمّها
أسماء بنت عبد الرØÙ…Ù† بن
أبي بكر.
يقول الإمام الصادق عليه
السلام ÙÙŠ ØÙ‚ّها:
"كانت أمّي ممّن آمنت
واتّقت ÙˆØ£ØØ³Ù†Øª والله ÙŠØØ¨Ù‘
Ø§Ù„Ù…ØØ³Ù†ÙŠÙ†".
وقد كانت من أتقى نساء
زمانها, وروت عن عليّ بن
Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عليهما السلام
Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ«, منها قوله لها:
"يا أمّ ÙØ±ÙˆØ© إنّي لأدعو
الله لمذنبي شيعتنا ÙÙŠ
اليوم والليلة أل٠مرّة ،
لأنّا Ù†ØÙ† Ùيما ينوبنا من
الرزايا نصبر على ما نعلم
من الثواب وهم يصبرون على
ما لا يعلمون"10
.
وعن معرو٠بن خربوذ- Ø£ØØ¯
Ø£ØµØØ§Ø¨ الصادق عليه
السلام- ÙÙŠ ØØ¯ÙŠØ« له يقول:
أخبرني ابن المكرّمة-
يعني أبا عبد الله11 عليه
السلام .
مع أبيه الباقر عليه
السلام:
عن أبي Ø§Ù„ØµØ¨Ù‘Ø§Ø Ø§Ù„ÙƒÙ†Ø§Ù†ÙŠÙ‘
قال: نظر أبو Ø¬Ø¹ÙØ± عليه
السلام إلى أبي عبد الله
عليه السلام يمشي Ùقال:
"ترى هذا؟ هذا من
الذين قال الله عزّ وجلّ:
﴿ÙˆÙŽÙ†ÙØ±Ùيد٠أَن نَّمÙنَّ
عَلَى الَّذÙينَ
Ø§Ø³Ù’ØªÙØ¶Ù’عÙÙÙوا ÙÙÙŠ
الْأَرْض٠وَنَجْعَلَهÙمْ
أَئÙمَّةً وَنَجْعَلَهÙÙ…Ù
Ø§Ù„Ù’ÙˆÙŽØ§Ø±ÙØ«Ùينَ
﴾12 .
وعن سدير الصيرÙيّ
قال: سمعت أبا Ø¬Ø¹ÙØ± عليه
السلام يقول: "إنّ من
سعادة الرجل أن يكون له
الولد، يعر٠Ùيه شبه
خَلقه وخÙÙ„Ùقه وشمائله،
وإنّي لأعر٠من ابني هذا
شبه خَلقي وخÙÙ„Ùقي
وشمائلي، يعني أبا عبد
الله عليه السلام"13 .
وعن رجل يقال له طاهر
قال: كنت عند أبي Ø¬Ø¹ÙØ±
عليه السلام ÙØ£Ù‚بل Ø¬Ø¹ÙØ±
عليه السلام Ùقال أبو
Ø¬Ø¹ÙØ± عليه السلام: "هذا
خير البريّة أو أخير"14 .
ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„Ù‡ ومناقبه وبعض
Ø£ØÙˆØ§Ù„Ù‡
ÙˆÙØ¶Ø§Ø¦Ù„Ù‡ صلوات الله عليه
أكثر من أن ØªØØµÙ‰ وتذكر
ÙˆÙوق أن تعدّ ÙˆØªØØµØ±:
ÙØ¹Ù† جوده وكرمه ÙˆØ¥Ù†ÙØ§Ù‚Ù‡
قالوا: كان Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…ّد
يطعم ØØªÙ‘Ù‰ لا يبقى لعياله
شيء15 .
وعن هشام بن سالم قال:
كان أبو عبد الله عليه
السلام إذا أعتمَ16 وذهب من
الليل شطره أخذ جراباً
Ùيه خبز ولØÙ… والدراهم
ÙØÙ…Ù„Ù‡ على عنقه ثمّ ذهب
به إلى أهل Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø© من أهل
المدينة Ùقسّمه Ùيهم ولا
يعرÙونه Ùلمّا مضى أبو
عبد الله عليه السلام
Ùقدوا ذا ÙØ¹Ù„موا أنّه كان
أبا عبد الله عليه السلام17
.
وروي عنه عليه السلام أنه
قال: "المعرو٠ابتداء,
وأمّا من أعطيته بعد
المسألة ÙØ¥Ù†Ù‘ما كاÙيته
بما بذل لك من وجهه, يبيت
ليلته أرقاً
متململاً, يمثل بين
الرجاء واليأس لا يدري
أين يتوجّه Ù„ØØ§Ø¬ØªÙ‡ØŒ ثمّ
يعزم بالقصد لها Ùيأتيك
وقلبه يرجÙ, ÙˆÙØ±Ø§Ø¦ØµÙ‡
ترعد, قد ترى دمه ÙÙŠ
وجهه, لا يدري أيرجع
بكآبة أم Ø¨ÙØ±Ø"18 .
وكان عليه السلام يتصدّق
بالسكّر، Ùقيل له:
أتتصدّق بالسكّر؟ Ùقال:
"نعم إنّه ليس شيء
Ø£ØØ¨Ù‘ إليّ منه, ÙØ£Ù†Ø§ Ø£ØØ¨Ù‘
أن أتصدّق Ø¨Ø£ØØ¨Ù‘ الأشياء
إليّ"19 .
وعن أبي الربيع قال: دعا
أبو عبد الله عليه السلام
بطعام ÙØ£Ùوتي بهريسة Ùقال
لنا: "ادنوا Ùكلوا"ØŒ
قال: ÙØ£Ù‚بل القوم يقصرون,
Ùقال عليه السلام:
"كلوا ÙØ¥Ù†Ù‘ما يستبين
مودّة الرجل لأخيه ÙÙŠ
أكله (عنده)", قال:
ÙØ£Ù‚بلنا نغصّ Ø£Ù†ÙØ³Ù†Ø§ كما
تغصّ الإبل20 .
وكان عليه السلام يربّي
عبيده وغلمانه ويعاملهم
باللط٠والرØÙ…Ø©:
Ùقد روي أنّه عليه السلام
بعث غلاماً له ÙÙŠ ØØ§Ø¬Ø©
ÙØ£Ø¨Ø·Ø£ØŒ ÙØ®Ø±Ø¬ أبو عبد الله
عليه السلام على أثره
لمّا أبطأ، Ùوجده نائماً،
ÙØ¬Ù„س عند رأسه يروّØÙ‡
ØØªÙ‘Ù‰ انتبه، Ùلمّا تنبّه
قال له أبو عبد الله عليه
السلام: "يا Ùلان
والله ما ذلك لك، تنام
الليل والنهار، لك الليل
ولنا منك النهار"21 .
وإذا أعتقهم كان لا يريد
منهم جزاءً ولا شكوراً
سوى الطاعة لله ولرسوله
ولأوليائه عليهم السلام,
ÙØ¹Ù† إبراهيم بن أبي
البلاد قال: قرأت
عتق أبي عبد الله عليه
السلام ÙØ¥Ø°Ø§ هو شرØÙ‡:
"هذا ما أعتق Ø¬Ø¹ÙØ± بن
Ù…ØÙ…ّد أعتق Ùلاناً غلامه
لوجه الله لا يريد به
جزاءً ولا شكوراً على أن
يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة
ÙˆÙŠØØ¬Ù‘ البيت ويصوم شهر
رمضان ويتولّى أولياء
الله ويتبرّأ من أعداء
الله، شهد Ùلان ÙˆÙلان
ÙˆÙلان, ثلاثة"22
.
وكان يكرم Ø§Ù„Ø¶ÙŠÙ ÙˆÙŠØØ³Ù†
قراه ويكره استخدامه, ÙØ¹Ù†
ابن أبي يعÙور قال: رأيت
عند أبي عبد الله عليه
السلام Ø¶ÙŠÙØ§Ù‹ Ùقام يوماً
ÙÙŠ بعض الØÙˆØ§Ø¦Ø¬ Ùنهاه عن
ذلك, وقام Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ إلى تلك
Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø© وقال عليه السلام:
"نهى رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم عن أن
يستخدم الضيÙ"23
.
وكان يكدّ على رزقه ويعمل
بيده, ÙØ¹Ù† أبي بصير قال:
سمعت أبا عبد الله عليه
السلام يقول: "إنّي
لأعمل ÙÙŠ بعض ضياعي ØØªÙ‘Ù‰
أعرق وإن لي من يكÙيني
ليعلم الله عزَّ وجلَّ
أَنّÙÙŠ أطلب الرزق
الØÙ„ال".
وعن أبي عمرو الشيباني
قال: رأيت أبا عبد الله
عليه السلام وبيده Ù…Ø³ØØ§Ø©
وعليه إزار غليظ يعمل ÙÙŠ
ØØ§Ø¦Ø· له والعرق يتصابّ عن
ظهره Ùقلت: جعلت ÙØ¯Ø§Ùƒ
أعطني أكÙك، Ùقال لي:
"إنّي Ø£ØØ¨Ù‘ أن يتأذّى
الرجل Ø¨ØØ±Ù‘ الشمس ÙÙŠ طلب
المعيشة"24
.
ومن دعائه لبعض Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡
أنّه كان عليه السلام-
يوماً- ØªØØª الميزاب ومعه
جماعة إذ جاءه شيخ ÙØ³Ù„ّم،
ثمّ قال: يا ابن رسول
الله: إنّي
Ù„Ø£ØØ¨Ù‘كم أهل البيت، وأبرأ
من عدوّكم، وإنّي بليت
ببلاء شديد وقد أتيت
البيت متعوّذاً به ممّا
أجد، ثمّ بكى وأكبّ على
أبي عبد الله عليه السلام
يقبّل رأسه ورجليه، وجعل
أبو عبد الله عليه السلام
يتنØÙ‘Ù‰ عنه، ÙØ±ØÙ…Ù‡ وبكى
ثمّ قال:
"هذا
أخوكم وقد أتاكم متعوّذاً
بكم، ÙØ§Ø±Ùعوا أيديكم",
ÙØ±Ùع أبو عبد الله عليه
السلام يديه ÙˆØ±ÙØ¹Ù†Ø§
أيدينا ثمّ قال: "أللهمّ
إنّك خلقت هذه Ø§Ù„Ù†ÙØ³ من
طينة أخلصتها وجعلت منها
أولياءك، وأولياء
أوليائك، وإن شئت أن
تنØÙ‘ÙŠ عنها Ø§Ù„Ø¢ÙØ§Øª ÙØ¹Ù„ت،
أللهمّ وقد تعوّذنا ببيتك
Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù… الذي يأمن به كلّ
شيء، وقد تعوّذ بنا، وأنا
أسألك يا من Ø§ØØªØ¬Ø¨ بنوره
عن خلقه أسألك بمØÙ…ّد
وعليّ ÙˆÙØ§Ø·Ù…Ø© ÙˆØ§Ù„ØØ³Ù†
ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ†, يا غاية كلّ
Ù…ØØ²ÙˆÙ† وملهو٠ومكروب
ومضطرّ مبتلى, أن تؤمنه
بأماننا ممّا يجد، وأن
تمØÙˆ من طينته ما قدّر
عليها من البلاء وأن
ØªÙØ±Ù‘ج كربته يا أرØÙ…
الراØÙ…ين", Ùلمّا ÙØ±Øº من
الدعاء انطلق الرجل Ùلمّا
بلغ باب المسجد رجع وبكى,
ثمّ قال: ألله أعلم ØÙŠØ«
يجعل رسالته، والله ما
بلغت باب المسجد وبي ممّا
أجد قليل ولا كثير، ثمّ
ولّى25 .
وأمّا صلاته ÙˆØØ¶ÙˆØ±Ù‡ بين
يدي ربّه ÙنكتÙÙŠ بما ورد
أنّه عليه السلامكان يتلو
القرآن ÙÙŠ صلاته، ÙØºØ´ÙŠ
عليه، Ùلمّا Ø£ÙØ§Ù‚ سئل ما
الذي أوجب ما انتهت ØØ§Ù„Ù‡
إليه؟ Ùقال- ما معناه-:
"ما زلت أكرّر آيات
القرآن ØØªÙ‘Ù‰ بلغت إلى ØØ§Ù„
كأنّني سمعتها مشاÙهة
ممّن أنزلها"26 .
|