الرأس المقدّس للإمام الحسين عليه السلام ورؤوس بقيّة الشهداء, مصيرهم ومحلّ دفنهم

الرأس المقدّس للإمام الحسين عليه السلام ورؤوس بقيّة الشهداء, مصيرهم ومحلّ دفنهم1

تمهيد
إنّ هذا التحقيق الذي بين يديك هو بحث حول مصير الرأس المقدّس للإمام الحسين عليه السلام ورؤوس بقيّة الشهداء ومكان دفنها، وهو يتألّف من قسمين:

القسم الأوّل: يتحدّث عن مصير رأس الإمام عليه السلام وعرض الآراء المتعدّدة حول محلّ دفنه. وبعد البحث والنقاش حول تلك الآراء المختلفة في هذه القضيّة، سيترجّح لدينا القول بإلحاق الرأس بالبدن الطاهر, على الأقوال الأخرى.

القسم الثاني: يتناول بالنقد والتحليل الآراء الواردة حول مصير رؤوس بقيّة الشهداء، ومن خلال هذه البحوث سيقوى لدينا الإعتقاد بأنّ مصير ومحلّ دفن رؤوس الشهداء مجهول.

المقدّمة
إنّ إحدى المسائل المطروحة والجديرة بالمطالعة والبحث، والتي لها علاقة بأحداث ما بعد عاشوراء، هي مسألة مصير الرأس الشريف للإمام الحسين عليه السلام ورؤوس بقيّة الشهداء، بحسب المنقولات التاريخيّة, فإنّ إرسال رأس الإمام عليه السلام وبقيّة الرؤوس مع جنود ابن زياد إلى الشام يعتبر من المسلّمات، وعلى أساس


 91


بعض الروايات, فإنّ رؤوس الشهداء حُملت مع رأس الإمام عليه السلام إلى يزيد2.

هنا يطرح هذا السؤال: بعدما ندم يزيد- ظاهراً- على فعلته مع الإمام الحسين عليه السلام ومع أنصاره، وبدأ بتجهيز الأسرى للرجوع إلى المدينة، ماذا كانت نهاية رأس الإمام عليه السلام وبقيّة الرؤوس؟

هل أُلحق رأس الإمام عليه السلام بالبدن- كما هو المشهور بين الشيعة؟- أو أنّ الرأس قد دفن في النجف إلى جوار قبر أمير المؤمنين عليه السلام, كما هو وارد في بعض المصادر الشيعيّة؟، أو أنّه وبحسب بعض المصادر الأخرى لأهل السنّة, قد أرسل إلى المدينة المنوّرة ودفن في مقبرة البقيع؟ أو أنّه دفن في دمشق أو القاهرة أو عسقلان أو الرّقّة أو حتّى مرو؟

وما هو مصير رؤوس الشهداء؟ وهل ألحقت بالأبدان أيضاً؟ أو أنّ مصيرها أصبح مجهولاً؟
وعليه، فإنّ هذه المقالة تتضمّن موضوعين للبحث والتحقيق:
الأوّل: مصير رأس الإمام عليه السلام.
الثاني: مصير رؤوس الشهداء.

الأوّل: مصير رأس الإمام الحسين عليه السلام:
إنّ المصادر التاريخيّة والروائيّة، سواءٌ الشيعيّة منها أو السنيّة, قد اختلفت حول مصير الرأس المقدّس للإمام الحسين عليه السلام حتّى وصلت الأقوال إلى عشرة. وقد أحصى بعض المؤرّخين مثل: سبط بن الجوزيّ والنويريّ، عدداً من هذه الأقوال. وكذلك فعل بعض المحقّقين والباحثين المعاصرين مثل السيّد محسن


 92


الأمين العامليّ 3، وفضل عليّ القزوينيّ4 والشهيد القاضي الطباطبائيّ5, حيث بحثوا في هذه الأقوال ونقدوها.
ونحن في مقالتنا هذه نستفيد, من تلك البحوث والجهود التي بذلوها. أمّا الأقوال فهي كما يأتي:

1-كربلاء:
ذهب الكثير من المؤرّخين والعلماء من الشيعة والسنّة إلى أنّ رأس الإمام الحسين عليه السلام قد أُلحق بالبدن، ولذلك فقد أكتسب هذا القول شهرة مميّزة. ومن جملة علماء الشيعة الذين ذهبوا إلى هذا القول:الشيخ الصدوق (م381 ق) وتبعه في ذلك ابن فتّال النيشابوريّ (م 508 ق) حيث قال: (خرج عليّ بن الحسين عليه السلام مع النســاء (مـــن الشام) وردّ رأس الحسين عليه السلام إلى كربلاء)6.

وكتب السيّد المرتضى في ذلك: (رُوي أنّ رأس الإمام الحسين عليه السلام دُفن مع جسده في كربلاء)7. ونقل الطبرسي (م 548 ق) بعد أن أشار إلى قول السيّد المرتضى 8، وكتب (يعني السيّد المرتضى) في مكان آخر: (قال بعض أصحابنا: إنّ الرأس رُدّ من الشام وأُلحق بالبدن)9.

ابن شهر آشوب (م 588 ق) بعد نقل كلام السيّد المرتضى يروي عن الشيخ الطوسيّ أنّه قال: ولهذا السبب (أي إلحاق رأس الإمام عليه السلام ببدنه) كانت


 93


زيارة الأربعين10.

وكتب أيضاً ابن نما الحلّي (م 643 ق): (إنّ القول المعتمد هو أنّ الرأس بعدما طافوا به في البلاد، رُدّ إلى البدن ودُفن معه)11.

وقال السيّد ابن طاووس (م 664 ق) وتبعه على ذلك السيّد محمّد بن أبي طالب (من مؤرّخي القرن العاشر): (أمّا رأس الحسين فقد رُوي أنّه رُدّ ودُفن في كربلاء مع جسده الشريف، وقد كان عمل الأصحاب على هذا)12.

وذكر المجلسيّ (م 1110 ق) أنّ أحـــد وجـــــوه استحــباب زيــارة الإمـام الحســـين عليه السلام يوم الأربعين هو إلحاق الرؤوس الطاهرة للشهداء بأجسادهم على يد الإمام السجّاد عليه السلام 13.

وكتب في مكان آخر بعد نقل الأقوال الأخرى: إنّ المشهور بين علماء الإماميّة أنّ رأس الإمام عليه السلام قد دفن مع البدن14. وأمّا بعض المؤرّخين والعلماء من أهل السنّة الذين ذهبوا إلى هذا القول فهم: أبو ريحان البيرونيّ (م 440 ق) حيث قال في هذا الصدد: (وفي العشرين ردّ رأس الحسين إلى جثّته حتّى دفن مع جثّته)15.

وقال المستوفي الهرويّ (من مؤرّخي القرن السادس, وهو مترجم كتاب (الفتوح) لابن الأعثم):(إنّ عليّ بن الحسين عليه السلام مع بقيّة أهل البيت قد ألحقوا الرأس المبارك للحسين عليه السلام ببدنه في يوم العشرين من صفر)16.

وصرّح سبط بن الجوزيّ (م 654 ق) قائلاً: (اختلفوا في الرأس على أقوالٍ: أشهرها أنّه ردّ إلى المدينة مع السبايا، ثمّ ردّ إلى الجسد بكربلاء فدفن معه، قاله


 94


هشام وغيره)17 18.

وكتب القرطبيّ (م 671 ق): (يقول الإماميّة: إنّ رأس الحسين عليه السلام ردّ إلى كربلاء بعد أربعين يوماً وألحق بالجسد، وهو يوم مشهور عندهم ويدعون زيارة ذلك اليوم زيارة الأربعين)19. وقال القزوينيّ (م 682 ق): (اليوم الأوّل من شهر صفر هو عيد بني أميّة، لأنّ رأس الحسين عليه السلام قد ورد دمشق في مثل ذلك اليوم، وفي العشرين من ذاك الشهر ردّ رأسه إلى البدن)20.

وعدّ النويريّ (م 733 ق) أحد الأقوال في هذه المسألة إلحاق الرأس بالبدن وأضاف: إنّ القائلين بالإلحاق فريقان:(ذهب أحدهما إلى أنّ يزيد هو الذي ردّ الرأس إلى الجسد. وقال الثاني: إنّ الإلحاق بالجسد قد حصل في زمان خلافة عمر بن عبد العزيز)21.

ويقول حمد الله المستوفي (المتوفَّى ما بعد: 774 ق) (أرسلوا أهل البيت عليهم السلام مع رأس الحسين عليه السلام إلى يزيد، ثمّ حملهم يزيد- باقتراح ٍ من أبي بردة (وهو أخو أبي موسى الأشعريّ)- إلى المدينة، وأمّا الرأس فأرسله إلى كربلاء)22.

وقد أضاف في مكانٍ آخر: (وكان ابن أبي أيّوب الأنصاريّ حاضراً في الشام فلام يزيدَ على فعلته، وأخذ رأس الحسين عليه السلام منه ثمّ ردّه إلى جسده في يوم الأربعين)23.

وكتب خواند مير (م 942 ق): (توجّه الإمام الرابع عليه السلام مع أخواته وعمّاته وسائر أقاربه نحو المدينة المنوّرة، وفي العشرين من صفر ألحق رأس الإمام


 95


الحسين عليه السلام ورؤوس شهداء كربلاء- رضي الله عنهم- إلى أبدانهم). وقد اعتبر هذا القول هو أصحّ الأقوال بالنسبة إلى محلّ دفن رأس الإمام عليه السلام 24.
وقال المناوي25 (م 1031 ق) والشبراويّ 26(م 1172 ق) وابن صبّان27 (م 1206 ق) والشبلنجيّ 28(المتوفَّى ما بعد عام 1308 ق) (يقول الإماميّة: ردّ الرأس إلى الجسد ودفن في كربلاء بعد أربعين يوماً من الشهادة).

هذه كانت آراء وأقوال المؤرّخين والباحثين من الشيعة والسنّة حول هذا الموضوع. وكما يلاحظ- حسب هذه البيانات- فإنّ القول بدفن الرأس في كربلاء هو أشهر الأقوال بين الشيعة, وأيضاً عند السنّة, كما صرّح بذلك سبط بن الجوزيّ29.

2- النجف:
هناك, في مصادر الأحاديث الشيعيّة, روايات تحكي عن دفن رأس الإمام الحسين عليه السلام في جوار قبر أمير المؤمنين عليه السلام وهي كالآتي:

أـ ورد في بعــض الأحاديث أنّ رأس الإمــــام عليه السلام حمـــل مـــن الشـــام إلــــى النجـــف على يد أحد موالي الإمام الصادق عليه السلام ثمّ دفنــه إلى جانب ضريح أمير المؤمنين عليه السلام.. كمــا في روايـــة يزيـــد بن عمر ابن طلحة حيث قال: قال أبو عبد الله عليه السلام وهو بالحيرة: أما تريد ما وعدتك؟ قال: قلت بلى- يعني الذهاب إلى قبر أمير المؤمنين عليه السلام - قال: فركب وركب إسماعيل معه، وركبت معهم، حتّى إذا جاز الثويّة وكان بين الحيرة والنجف عند ذكوات بيض، نزل ونزل إسماعيل ونزلت معهم، فصلّى وصلّى إسماعيل وصلّيت، فقال لإسماعيل: قم فسلّم على جدّك الحسين بن عليّ، فقلت: جعلت فداك أليس الحسين عليه السلام بكربلاء؟ فقال:


 96


نعم، ولكن لمّا حمل رأسه إلى الشام سرقه مولى لنا فدفنه بجنب أمير المؤمنين صلوات الله عليهما30.

ب- ورد في بعض الروايات أنّ في النجف قبرين.. كما رواه عليّ بن أسباط عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: إنّك إذا أتيت الغرّي رأيت قبرين، قبراً كبيراً وقبراً صغيراً، فأمّا الكبير فقبر أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وأمّا الصغير فرأس الحسين بن عليّ عليه السلام31.

ج- وفي رواية عن أبان بن تغلب قال: كنت مع أبي عبد الله عليه السلام فمرّ بظهر قبر ٍفنزل فصلّى ركعتين ثمّ تقدّم قليلاً فصلّى ركعتين، ثمّ سار قليلاً فنزل فصلّى ركعتين، ثمّ قال: هذا موضع قبر أمير المؤمنين عليه السلام ، قلت: جعلت فداك فما الموضعان اللذان صلّيت فيهما؟ قال: موضع رأس الحسين وموضع منبر القائم32.

د- وروى يونس بن ظبيان فقال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام بالحيرة... فلمّا خرجنا منها... وانتهينا إلى الذكوات الحمر، قصد الإمام عليه السلام إلى موضع فيه ماء وعين فتوضّأ ثمّ دنا من أكمة فصلّى عندها، ثمّ مال عليها فبكى ثمّ مال إلى أكمة دونها ففعل مثل ذلك ثمّ قال: يا يونس إفعل مثلما فعلت، ففعلت ذلك فلمّا تفرّغت قال لي: يا يونس أتعرف هذا المكان؟ فقلت: لا، فقال: الموضع الذي صلّيت عنده أوّلاً هو قبر أمير المؤمنين، والأكمة الأخرى رأس الحسين بن عليّ عليه السلام ، إنّ الملعون عبيد الله بن زياد, لعنه الله, لمّا بعث برأس الحسين بن عليّ عليه السلام إلى الشام رُدّ إلى الكوفة فقال: أخرجوه عنها لا يفتتن به أهلها فصيّره الله عند أمير المؤمنين عليه السلام ، فالرأس مع الجسد والجسد مع الرأس33.


 97


3- المدينة:
نقل بعض المؤرّخين من أهل السنّة أنّ يزيد عندما جهّز الأسرى للرجوع إلى المدينة، أرسل رأس الإمام الحسين عليه السلام إلى عامله على المدينة عمرو بن سعيد بن العاص، فأخذه عمرو وكفّنه ثمّ دفنه في البقيع عند قبر أمّه فاطمة عليها السلام34.

وقال النويريّ في بيانه لعلّة إرسال يزيد الرأس إلى المدينة: (قال بعضهم: إنّ يزيد أمر النّعمان بن بشير الأنصاريّ بحمل رأس الحسين عليه السلام إلى المدينة حتّى يراه الناس، وبذلك يرعب عبد الله بن الزبير (أحد مدّعي الخلافة). عندما وصل الرأس إلى المدينة تسلّمه عمرو بن سعيد الأشدق ولم يكن راغباً في ذلك، ثمّ كفّنه ودفنه إلى جوار قبر أمّه فاطمة عليها السلام35.

ثمّ أضاف النويريّ: وقال بعضهم: أُرسل الرأس إلى بني هاشم، ثمّ دفنوه بعد تغسيله وتكفينه والصلاة عليه إلى جوار قبر فاطمة عليه السلام 36.

بحث ونقد:
إنّ احتمال إرسال رأس الإمام عليه السلام من الشام إلى المدينة يتوافق مع بعض المنقولات، كما ورد ذلك عندما طلب الإمام السجّاد عليه السلام من يزيد أن يعطيه رأس أبيه، فقال له يزيد: إنّك لن تراه أبدا37ً.

ولكن لا يمكن القول بأنّ الرأس قد دفن في المدينة، لأنّه يخالف رأي المشهور


 98


وهو ألحاق الرأس بالجسد، بالإضافة إلى منافاته لبعض المنقولات التي تقول بأنّ الرأس قد رُدّ مجدّداً إلى الشام، كما نقل ذلك البلاذري عن الكلبيّ فقال: أرسل يزيد رأس الحسين إلى المدينة، ثمّ رُدّ إلى دمشق38.

4- دمشق:
ورد في بعض الأخبار أنّ رأس الإمام الحسين عليه السلام دفن في دمشق، ولكنّها اختلفت في المكان الذي دفن فيه هناك.

أحصى البلاذريّ الأقوال الآتية:
أ- قصر (دار الإمارة) 39,ب- حديقة القصر40 (الواقعة بين الجدران الأربعة للقصر), ج- حديقة من حدائق دمشق 41, د- المقبرة42.
وذكر النويريّ خمسة أقوال أخرى في هذه المسألة:

أ- باب قلعة فراديس:
نقل ابن أبي الدنيا عن المنصور بن جمهور, في مقتله, أنّ رأس الحسين عليه السلام وجد في خزانة يزيد بن معاوية، ولفّ بقماش ودفن في البرج الثالث من باب قلعة فراديس من جهة الشرق43.

ب- مسجد دمشق:
روى الأسترآباديّ نقلا ًعن أبي سعيد الزاهد في كتابه بعنوان (الداعي إلى وداع


 99


الدنيا) أنّ رأس الحسين عليه السلام دفن في مسجد دمشق فوق إحدى الإسطوانات44.
ج- فوق عمودين إلى يمين القبلة45.
د- دفنه يزيد في قبر معاوية46.
ه- دفنه سليمان بن عبد الملك في مقابر المسلمين47.
أمّا ابن عساكر, ومن بعده الذهبيّ, فقد نقل قولاً آخر, وهو أنّ الرأس دُفن في دمشق قريباً من باب توما48.

نقد وتحقيق:
إنّ الأقوال المؤيّدة لهذا الرأي, وإن كان بعضها قديماً نسبيّاً- وهذه نقطة إيجابيّة- ولكن بالإضافة إلى الإختلاف الموجود بين هذه الأقوال حول محلّ الدفن في دمشق وتعدّدها حتّى وصلت إلى العشرة، فإنّ هذا الرأي يخالف وينافي الآراء الأخرى التي سبقت معنا، ولا سيّما القولين الأوّلين (كربلاء والنجف) اللذين يمتازان بسمة القدم الزمانيّ أيضاً، بل إنّ القول الثاني (النجف) يستند إلى بعض الروايات.

5- الرقّة:
نقل هذا القول سبط بن الجوزيّ عن مقتل عبد الله بن عمر والورّاق وأضاف: عندما أحضروا رأس الحسين بن عليّ عند يزيد قال: أبعث هذا الرأس برأس


 100


عثمان إلى عيال بني معيط، وحيث كان هؤلاء من سكان الرقّة فقد أرسل يزيد الرأس إلى هناك, فدفنوه في بيتٍ أصبح بعد ذلك جزءاً من المسجد الجامع49.

6- الكوفة:
ونقل أيضاً سبط بن الجوزيّ قولاً آخر، وهو أنّ عمرو بن حريث المخزوميّ أخذ رأس الإمام عليه السلام من يزيد، وبعد تغسيله وتنظيفه وتكفينه، دفنه في داره في الكوفة حيث عرف في ما بعد بإسم (دار الخزّ)50.
إنّ هذا القول والذي سبق هما من الأقوال الساقطة عن الإعتبار ومردودة؛ لأنّها شاذّة ونادرة، بالإضافة إلى أنّها أقوال متأخّرة زماناً, ولا تتمتّع بسمة القدم الزمانيّ, كما يلزم.

7- عسقلان51:
اختلفت الروايات في هذا الرأي، فبعضها يقول: إنّ قوماً من أهل عسقلان كانوا في محضر يزيد، فطلبوا منه أن يدفن الرأس عندهم، فوافق يزيد على ذلك, وأخذوا الرأس ودفنوه في مدينتهم, وبنوا عليه مقاماً52.

وحسب البعض الآخر من الروايات فإنّ شخصاً في خلافة المستنصر بالله (420 - 487 ق)- أحد الخلفاء الفاطميّين- ووزارة بدر جمالي كان قد شاهد في عالم الرؤيا رأس الإمام عليه السلام في عسقلان وأخبروه عن مكان دفنه فيها، فذهب إلى هناك وحفر في ذلك المكان وبنى بدر جمالي له مقاماً53.

إنّ هذا القول غير معتبر وهو مردود لعدّة أسباب، أوّلاً: هناك اختلاف بين


 101


الروايات من الناحية الزمانيّة، وكذلك من ناحية علّة دفنه في عسقلان. ثمّ بشكل عامّ هو ينافي الأقوال الأخرى، وأيضاً لا يوجد أيّ شواهد عليه ولا قرائن تؤيّده. وهذا ما كتبه أيضاً بعض المحقّقين المعاصرين في معرض ردّه على هذا القول بالأدلّة54.

8- القاهرة (مصر):
كتب ياقوت الحمويّ حول هذا الرأي: يوجد في القاهرة مزار فيه رأس الحسين بن عليّ عليه السلام يقع خلف قصر السلطنة55.
اعتبر سبط بن الجوزيّ أنّ القول الخامس في مكان دفن رأس الحسين عليه السلام هو القاهرة في مصر، وكتب:(إنّ الخلفاء الفاطميّين نقلوه من باب قلعة فراديس (في دمشق) إلى عسقلان، ومن هناك حملوه إلى القاهرة ودفنوه فيها، وبنوا عليه مقاماً عظيماً, وهو الآن مزار للناس56.

وكتب أيضاً في ذلك ابن نما:(نقل لي جماعة من أهل مصر أنّ عندهم مشهد الرأس الذي يدعونه (مشهد الكريم) وعليه من الذهب شيء كثير، وهم يزورونه في بعض المناسبات الخاصّة، وفي عقيدتهم أنّ رأس الحسين عليه السلام قد دفن هناك57. وقال النويريّ في علة انتقال الرأس من عسقلان إلى القاهرة: حكم الأوروبيّون منطقة عسقلان سنة (548 ق) فنقل الرأس إلى القاهرة عن طريق البحر58. وكتب الصفدي (م 764 ق): اعتقد بعضهم أنّ الخلفاء الفاطميّين نقلوا رأس الحسين عليه السلام من عسقلان إلى مصر، ودفنوه في القاهرة حيث يعرف اليوم بـــ (مقام الحسين عليه السلام )59.


 102


وروى المقريزيّ (م 845 ق) أنّ الرأس نقل إلى القاهرة يوم الاثنين في الثامن من جمادى الآخرة (سنة: 548) ووصل إلى القاهرة في العاشر من السنة نفسها، وحمل إلى حديقة الكافوريّ 60، ثمّ أخذ عبر السرداب إلى قصر الزمرد، ودفن تحت قبّة الديلم عند باب طريق الخدمة (وهو الطريق الذي كانوا يسلكونه لخدمة الخليفة)61.

في ردّ هذا القول ونقده نقول:
يظهر أنّ الخلفاء الفاطميّين نشروا مثل هذه الأخبار بين الناس ليثبتوا أنّهم صادقون واقعاً في انتسابهم إلى أولاد فاطمة عليها السلام وأنّهم من ذرّيتها. وقد أشار بعض المؤرّخين من أهل السنّة إلى هذه النقطة62.

9- مرو:
كتب السمعانيّ (م 562 ق) نقلا ً عن كتاب (المراوزة) للمعدانيّ: أنّ رأس الحسين بن عليّ عليه السلام دفن في مرو في قصر (سكان زرتشتيّ) الجهة اليمنى لباب الدخول أسفل الجدار63.

في البداية شرح النويريّ هذا النقل ثمّ نقده ـ وقال في توضيحه: إنّ القول بدفن الرأس في مرو باعتبار أنّ أبا مسلم الخراسانيّ قد أخذ الرأس بعدما فتح مدينة دمشق ثمّ حمله إلى مرو ودفنه في دار الإمارة64.

وأمّا النقد لهذا القول، فقد ذكر النويريّ نقلا ًعن عمر بن أبي المعاليّ:


 103


الظاهر أنّه من المستبعد جدّاً أن يكون أبو مسلم قد نقل الرأس إلى خراسان؛ لأنّ فاتح الشام هو عبد الله بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس وليس أبا مسلم، وعليه فكيف يمكن الإعتقاد بأنّ أبا مسلم هو الذي نقل الرأس إلى خراسان أو احتمال نقل الرأس إليه؟!

ثمّ نقول: لو أنّ أبا مسلم وجد الرأس في خزائن بني أميّة لأظهر ذلك بين الناس ليزدادوا نقمة على بني أميّة.
إضافة إلى ذلك, فإنّه من المستبعد أن يترك عمر بن عبد العزيز- بعدما تسلّم الخلافة- الرأس في خزانة سلاح بني أميّة على حاله ولا يدفنه65.

10- حرّان:
نقل حمد الله المستوفي هذا القول وأنّ محلّ الدفن هو (حرّان)66 من دون أن يعطي أيّ سندٍ لذلك. ولذا فلا يمكن القبول بهذا القول بأيّ وجه من الوجوه.

النتيجة والقول المختار:
من خلال البحث في الأقوال السابقة يمكن الوصول إلى هذه النتيجة وهي: أنّ تلك الأقوال لا يمكن القبول بشيءٍ منها إلّا القول الأوّل (وهو القول المشهور لدى علماء الشيعة) والقول الثاني الوارد فيه روايات متعدّدة في مصادر الأحاديث الشيعيّة عن لسان الأئمّة عليهم السلام.

وأمّا الأقوال الأخرى التي نصّ عليها المؤرّخون والعلماء من أهل السنّة فلا يمكن الإلتفات إليها والإعتناء بها, لأنّه بالإضافة إلى الإشكالات الواردة على تلك الأقوال والتي ذكرت سابقاً, فإنّه لم ينقل أيّة رواية عليها من المعصومين عليهم السلام ولم يقل بها أحد من علماء الشيعة، وإن كان بعض هذه الأقوال كالثالث والرابع, يمتاز بالقدم الزمانيّ.


 104


وأمّا بالنسبة إلى القول الثاني (دفن الرأس في النجف) فيجب القول إنّه وإن كان هناك روايات تؤيّد القول بأنّ رأس الإمام عليه السلام إلى جانب (أو أسفل) قبر أمير المؤمنين، وأيضاً ورد زيارة الإمام الحسين عليه السلام عند رأس أمير المؤمنين عليه السلام 67، ولكن هذه الروايات المذكورة التي كانت تحت نظر علماء وفقهاء الشيعة لم يأخذ بها أحد منهم, ولا اعتمد على أيّ منها؛ وذلك لأنّه, إضافةً إلى أنّ سندها ليس تامّاً ورجالها مجهولون 68، فإنّ مضمونها أيضاً بالنسبة إلى محلّ دفن الرأس ليست متلائمة ولا متوافقة. فبعض الروايات قالت محلّ الدفن هو ذكوات69 (أكمة بيضاء أو حمراء) والبعض الآخر منها قال (الجوف)70 أو (جرف) 71، والبعض منها مثل رواية يونس بن ظبيان عن الإمام الصادق عليه السلام إضافة إلى أنّها تحكـــي أمــراً غريبــاً وعجيباً, فإنّها لا تدلّ على بقاء الرأس جنب قبر أمير المؤمنين عليه السلام ، بل يمكن القول إنّه يُستفاد من ظاهرها أنّ الرأس قد أُلحق72 بالبدن في كربلاء بعد الدفن.

ومن هنا نجد أنّ علماء الشيعة ذهبوا إلى القول الأوّل فقط (يعني إلحاق الرأس بالبدن) واعتمدوا عليه.
بناءً على هذا، فإنّ القول الأوّل وإن لم يرد فيه أيّ خبر على لسان الأئمّة المعصومين عليهم السلام - هو الرأي الذي يمتاز بشهرةٍ خاصّة على مدى القرون المتمادية، وهو الذي كان مورد اعتماد وعمل علماء الشيعة، وهذا يعني أنّه كان من المسلّمات التاريخيّة والعقائديّة عند الشيعة في القرون الأولى حتّى وصل إلى مرحلةٍ- من دون الإنتباه إلى أنّ هذا القول قد يصبح مورداً للشكّ والتردّد في المستقبل- لا يحتاج فيها بعد إلى مستندٍ من قول المعصوم عليه السلام أو من الروايات التاريخيّة


 105


المعتبرة.
فإذاً, وعلى هذا الأساس، فإنّ هذا القول المشهور هو الرأي المقبول والمعتبر.

الثاني: مصير ومحلّ دفن رؤوس بقيّة الشهداء:
حسب المنقولات التاريخيّة فإنّ رؤوس بقيّة الشهداء قد حُملت إلى الشام أيضاً، ولكن بالنسبة إلى مكان دفنها فلا يوجد بين أيدينا روايات عالية الإعتبار.
إجمالا ًهناك ثلاثة أصناف من الروايات حول هذا الموضوع, وهي كالآتي:

1ـ دفن الرؤوس في جبّانة73 الكوفة:
كتب ابن سعد عن الأسرى, عندما كانوا محبوسين في قصر ابن زياد، قال أبو خالد ذكوان لابن زياد: أعطني الرؤوس حتّى أدفنها.. فأخذها وكفّنها ودفنها في جبّانة الكوفة، ثمّ ركب دابته وذهب نحو أجساد الشهداء ودفنها بعد أن كفّنها74.

هذا القول لا يمكن القبول به أبداً، لأنّه- وكما كتب بعضهم- أوّلاً: ينافي النصوص التاريخيّة التي تدلّ على حمل رؤوس الشهداء إلى الشام عند يزيد.
وثانياً: إنّ هذا القول لا يتلاءم مع مسلّمات تاريخ عاشوراء، لأنّه وبحسب الروايات المعتبرة- فإنّ دفن الشهداء كان على يد أهل الغاضريّة، وليس كما يقول هذا النقل بأنّ أبا خالد هو الذي دفن أجساد الشهداء75.

2- إلحاق الرؤوس بالأبدان:
روى المستوفي الهرويّ, ومن بعده خواند مير, أنّ أسرى أهل البيت عليهم السلام ردّوا


 106


رؤوس الشهداء مع رأس الإمام عليه السلام إلى كربلاء ودفنوها مع أبدانهم76.
هذا القول, حيث إنّه من المنقولات المتأخّرة زماناً، ولم يذكر في المصادر القديمة، لذا لا يمكن الإعتماد عليه.

3- دفن بعض الرؤوس في مقبرة (باب الصغير) في الشام:
وهناك نظرية أخرى ذكرها أحد المحقّقين المعاصرين وهو السيّد محسن الأمين العامليّ حيث يقول:رأيت بعد سنة (1321) في المقبرة المعروفة بمقبرة (باب الصغير) بدمشق مشهداً وضع فوق بابه صخرة كتب عليها ما صورته:(هذا مدفن رأس العبّاس بن عليّ ورأس عليّ بن الحسين الأكبر ورأس حبيب بن مظاهر). ثمّ إنّه بعد ذلك بسنين, هدم هذا المشهد وأعيد بناؤه وأزيلت هذه الصخرة, وبني ضريح داخل المشهد منقوش عليه أسماء كثيرة لشهداء كربلاء، ولكن الحقيقة أنّه منسوب إلى الرؤوس الشريفة الثلاثة المقدّم ذكرها بحسب ما كان موضوعاً على بابه كما مرّ. وهذا المشهد: الظنّ قويّ بصحّة نسبته, لأنّ الرؤوس الشريفة بعد حملها إلى دمشق والطواف بها وانتهاء غرض يزيد من إظهار الغلبة والتنكيل بأهلها والتشفّي لا بدّ أن تدفن في إحدى المقابر، فدفنت هذه الرؤوس الثلاثة في مقبرة (باب الصغير) وحفظ محلّ دفنها والله أعلم77.

إنّ هذا القول من المحقّق المذكور, وإن كان بحسب ظاهره صحيحاً، لكنّ إثباته مشكل، لأنّ سند هذا القول كتابة موجودة على حجر، لا يُعلم كاتبها, ولا زمان كتابتها, ولا واضعها في ذلك المكان.

النتيجة:
من خلال كلّ ما سبق، يمكن الوصول إلى هذه النتيجة: إنّ القول الأوّل (إلحاق


 107


 الرأس بالجسد في كربلاء) وإن لم يرد فيه أيّة رواية عن المعصومين عليهم السلام ولكن باعتبار شهرته بين الشيعة والسنّة، وعمل علماء الشيعة به، فإنّ هذا القول يمكن الإعتماد عليه والقبول به.

وكذلك بالنسبة إلى بقيّة الرؤوس, فإنّه لا يوجد مستند معتبر وموثوق, في المصادر القديمة, تبيّن مصيرها ومحلّ دفنها، بل الموجود فقط هو بعض المستندات المتأخّرة زماناً والتي تذكر بأنّ رؤوس الشهداء ردّت إلى كربلاء ودفنت مع الأجساد، كما في أخبار المستوفي الهرويّ وخواند مير، وهذه أيضاً لا نعلم من أين نقلها أصحابها وما هي مصادرها، لذلك هي ساقطة عن الإعتبار والإعتماد.

بغضّ النظر عن نتيجـــة هــذا التحقيــــق, مــن أجل تعيين محلّ دفن رأس الإمام عليه السلام ، فإنّ عشق هذا الإمام وأنصاره الشهداء على مرّ التاريخ يجعل الإنسان الموالي مجذوباً نحوه ومغرماً به.

ولذلك فإنّ مكان ومحلّ دفن الرأس المقدّس للإمام الحسين عليه السلام وبدنه الشريف، وإن لم يُعرف على التحقيق لكن المهمّ هو أنّ هذه الشخصيّة العظيمة للإمام عليه السلام قد اتخذت مكاناً ثابتاً في قلوب كلّ شيعته ومحبّيه، وسوف يبقى كذلك إلى الأبد. وقد كتب بعض المؤرّخين والعلماء شيئاً مهمّاً في هذا الصدد. وهذا سبط بن الجوزيّ, بعدما يعدّد الأقوال حول مكان الدفن, يضيف:على كلّ حال، أينما كان رأسه وجسده فإنّ اسمه وذكره سيبقى في القلوب والأذهان والخواطر، كما أنشد بعض أساتذتنا في هذا الأمر فقال:

لا تطلبوا المولى حسين               بأرض شرقٍ أو بغربِ
ودعوا الجميع وعرّجوا               نحوي فمشهده بقلبي 78


وكتب العقّاد أيضاً العالم المصريّ المعاصر حول ذلك:


 108


(فأيّاً كان الموضع الذي دفن فيه ذلك الرأس الشريف، فهو في كلّ موضع أهل للتعظيم والتشريف وإنّما أصبح الحسين عليه السلام بكرامة الشهادة وكرامة البطولة وكرامة الأسرة النبويّة معنىً يحضره الرجل في صدره وهو قريب أو بعيد من قبره، وإنّ هذا المعنى لفي القاهرة وفي عسقلان وفي دمشق وفي الرقّة وفي كربلاء وفي المدينة وفي غير تلك الأماكن سواء)79.


 109


هوامش

1-محسن رنجبر, أستاذ مساعد في مؤسّسة الإمام الخمينيّ للتعليم والبحوث- قم المقدّسة.

2-الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك، ج 4، ص 352 ـ الشيخ المفيد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ص 119 ـ الطبريّ، إعلام الورى بأعلام الهدى، ج 1، ص  473.


3-السيّد محسن الأمين العامليّ، أعيان الشيعة، تحقيق وتخريج حسن الأمين، ج 1، ص 626 ـ 627. وله أيضاً: لواعج الأشجان، ص 247 ـ 250.

4-فضل عليّ القزوينيّ، الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه، تحقيق السيّد أحمد الحسينيّ، ص 427 ـ 435.

5-السيّدعليّ القاضي الطباطبائيّ، التحقيق في الأربعين الأوّل لسيّد الشهداء، ص 304 ـ 353.

6-الشيخ الصدوق، الأمالي، المجلسيّ، 31، ص 232 ـ ابن فتّال النيشابوريّ، روضة الواعظين، ص 192 ـ المجلسيّ، بحار الأنوار، ج 45، ص 140.

7-رسائل المرتضى، ج 3، ص 130.

8-الفضل بن الحسن الطبرسيّ، إعلام الورى بأعلام الهدى، ج 1، ص 477.

9-تاج المواليد في مواليد الأئمّة ووفياتهم، ص 33.

10-مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 85 ـ قال الطوسيّ: ومنه زيارة الأربعين ـ المجلسيّ، المصدر السابق، ج 44، ص 199.

11-نجم الدّين محمّد بن جعفر بن نما الحلّي، مثير الأحزان، ص 85.

12-السيّد ابن طاووس، اللهوف في قتلى الطفوف، ص 114 ـ السيّد محمّد بن أبي طالب، تسلية المجالس وزينة المجالس، ج 2، ص 459.

13-المجلسيّ، بحار الأنوار، ج 98، ص 334.

14-المصدر السابق، ج 45، ص 145.

15-البيرونيّ، الآثار الباقية عن القرون الخالية، ص 331.

16-محمّد بن أحمد المستوفي الهرويّ، ترجمة الفتوح، ص 916.

17-السيّد ابن الجوزيّ (تذكرة الخواصّ من الأمّة بذكر خصائص الأئمّة)، تحقيق حسين تقي زادة، ج 2، ص 206: (اختلفوا في الرأس على أقوال: أشهرها أنّه ردّ إلى المدينة مع السبايا ثمّ ردّ إلى الجسد

 بكربلاء فدفن معه، قال هشام وغيره).

18-احتمل بعض المحقّقين المعاصرين لهذه العبارة (ردّ إلى المدينة مع السبايا) عدّة وجوه: الأوّل: إمكان التصحيف فيها وتكون العبارة الصحيحة هي: (ردّه ابن زياد مع السبايا إلى الشام ثمّ ردّ إلى كربلاء).

 الثاني: أن يكون المقصود من المدينة هو (مدينة الشام) لأنّه من المستبعد جدّاً إرسال الرأس والأسرى إلى المدينة المنوّرة ومنها إلى كربلاء. الثالث: أن يكون يزيد قد حمل الرأس مع أهل البيت إلى

 المدينة ولكن أثناء الطريق مرّوا على كربلاء وألحقوا الرأس بالجسد.

19-محمّد بن أحمد القرطبيّ، التذكرة في أمور الموتى وأمور الآخرة، ج 2، ص 668.

20-زكريا بن محمّد بن محمود القزوينيّ، عجائب المخلوقات والحيوانات وغرائب الموجودات، طبع في هامش (حياة الحيوان الكبرى) كمال الدّين الرميري، ج 1، ص  109.


21-أحمد بن عبد الوهاب النويريّ، نهاية الإرب في فنون الأدب، ج 20، ص 300.

22-حمد الله بن أبي بكر بن أحمد المستوفي القزوينيّ، التاريخ المختار، ص 202.

23-المصدر السابق، ص 265.

24-غياث الدّين بن همام الدين الحسينيّ المعروف بـ (خواند مير)، تاريخ حبيب السير في أخبار أفراد البشر، ص 60.

25-محمّد عبد الرؤوف المناوي، فيض القدير، ج 1، ص 205.

26-عبد الله بن محمّد بن عامر الشبراويّ، الإلتحاق بحبّ الأشراف، تحقيق سامي الغريديّ، ص 127، وقد كتب في هذا الصدد: وقيل بعد أربعين يوماً من شهادته، ردّ الرأس إلى البدن في كربلاء.

27-محمّد بن عليّ الصبّان، إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وفضائل أهل بيته الطاهرين، ص 215.

28-مؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجيّ، نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار، ص 269.

29-سبط ابن الجوزيّ، المصدر السابق، ج 2، ص 206.

30-الشيخ الكلينيّ، الفروع من الكافي، ج 4، ص 571 ـ ابن قولويه القمّي، كامل الزيارات، باب: 9، ص 83 ـ السيّد عبد الكريم بن طاووس، فرحة الغرّي، ص 92 ـ 93 ـ المجلسيّ، بحار الأنوار، ج 45، ص

 178، الحديث 28 ـ ومثله أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسيّ، تهذيب الأحكام، ج 6، ص 35 ـ 36 ـ الطبرسيّ، تاج المواليد، ص 34 ـ ابن شهر آشوب، المصدر السابق، ج 4، ص 85.

31-ابن قولويه، المصدر السابق، باب: 9، ص 84 ـ السيّد عبد الكريم بن طاووس، المصدر السابق، ص 88.

32-الشيخ الكلينيّ، المصدر السابق، ج 4، ص 572 ـ ابن قولويه القمّي، المصدر السابق 9، ص 83 ـ 84 ـ السيّد عبد الكريم بن طاووس، المصدر السابق، ص 87. ونقل الشيخ الطوسيّ أيضاً حديثا

ً مشابهاً لهذا الخبر عن مبارك الخبّاز (المصدر السابق، ج 6، ص 34 ـ 35). ونقل أيضاً ابن طاووس عدّة روايات أخرى بهذا المضمون عن الإمام الصادق (فرحة الغرّي، ص 86 وما بعدها).

33-ابن قولويه القمّي، المصدر السابق، باب: 9، ص 86 ـ 87 ـ المجلسيّ، المصدر السابق، ج 45، ص 178 وج 97، ص 243 ـ 244 ـ المصادر الرجاليّة، (السيّد أبو القاسم الخوئيّ، معجم رجال الحديث، ج

 21، ص 207) هذا بالإضافة إلى أنّ المقصود من العبارة الأخيرة في الخبر وهي (الرأس مع البدن والبدن مع الرأس) غير واضحة، ولذا فإنّ البعض من علماء الشيعة بحثوا حولها وحاولوا توجيهها.

34-محمّد بن سعد، ترجمة الحسين ومقتله، ص 85 ـ وله أيضاً الطبقات الكبرى، ج 5، ص 238 ـ الخوارزميّ، مقتل الحسين ج 2، ص 83 ، أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزيّ، المنتظم في الأمم والملوك، ج 5،

 ص 334 ـ وله أيضاً الردّ على المتعصّب العنيد، ص 50 ـ سبط بن الجوزيّ، المصدر السابق، ج 2، ص 206 ـ ابن نما، مثير الأحزان، ص 85 ـ ابن تيميّة، رأس الحسين ، ص 197 ـ 208 ـ عبد الله بن أسعد

 اليافعيّ الشافعيّ، مرآة الجنان وعبرة اليقظان - حيدر آباد، دائرة المعارف النظاميّة، ج 1، ص 135 ـ 136 ـ الذهبيّ، سير أعلام النبلاء، ج 3، ص 315 ـ 316 ـ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 8، ص 222.

35-النويريّ، المصدر السابق، ج 20، ص 301 ـ 302.

36-المصدر نفسه، ج 20، ص 302.

37-ابن نما، المصدر السابق، ص 85 ـ السيّد ابن طاووس، اللهوف على قتلى الطفوف، ص 224 ـ المجلسيّ، بحار الأنوار، ج 45، ص 144.

38-البلاذريّ، أنساب الأشراف، ج 3، ص 418. إنّ ما ذكره القاضي النّعمان المغربيّ بقوله (عندما أمر يزيد أن يطاف برأس الحسين في البلاد حملوه إلى المدينة). يمكن أن نستنتج منه: أنّه بعدما طافوا بالرأس في البلاد ردّوه إلى دمشق ثانية.

39-البلاذريّ، أنساب الأشراف، ج 3، ص 416 و418 ـ سبط بن الجوزيّ، المصدر السابق، ج 2، ص 208.

40-البلاذريّ، المصدر نفسه، ج 3، ص 416.

41-المصدر السابق، ج 3، ص 416 و418.

42-المصدر نفسه، ج 3، ص 418.

43-النويريّ، المصدر السابق، ج 20، ص 299 ـ 300 وقد نقل أيضاً هذا القول بعض آخر من المؤرّخين: ابن حبّان، الثقات، ج 3، ص 69 ـ ابن الجوزيّ، الردّ على المتعصّب العنيد، ص 50 ـ وله أيضاً المنتظم في

 الأمم والملوك، ج 5، ص 344 ـ سبط بن الجوزيّ، المصدر السابق، ج 20، ص 208 ـ ابن نما، مثير الأحزان، ص 85 ـ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 8، ص 222.

44-النويريّ، المصدر السابق، ج 20، ص 300 ـ محمود بن عمر الزمخشريّ، ربيع الأبرار ونصوص الأخبار، ج 3، ص 349. كتب ابن حبّان في هذا الصدد: إنّ الرأس فوق عامودٍ من المسجد الجامع في دمشق

 إلى جهة يمين القبلة.

45-النويريّ، المصدر السابق، ج 20، ص 300.

46-النويريّ، المصدر نفسه، ج 20، ص 300، وقد ذكر ابن حبّان هذا القول في كتابه (الثقات)، ج 3، ص 69.

47-النويريّ، نفس المصدر، ج 20، ص 299 ـ 300 ونقل هذا القول أيضاً غيره من المؤرّخين مثل: الشجري (الأمالي الخميسيّة)، ج 1، ص 176 ـ الخوارزميّ، مقتل الحسين,ج 2، ص 83 ـ ابن عساكر الدمشقيّ، تاريخ مدينة دمشق، ج 69، ص 161 ـ الذهبيّ، سير أعلام النبلاء، ج 3، ص 319 ـ الصفديّ، الوافي بالوفيات، ج 12، ص 264 ـ ابن كثير، المصدر السابق، ج 8، ص 222.

48-ابن عساكر الدمشقيّ، المصدر السابق، ج 67، ص 159، العدد: 8784 ـ الذهبيّ، سير أعلام النبلاء، ج 3، ص 316 ـ وله أيضاً تاريخ الإسلام، ج 5، ص 20.


49-سبط بن الجوزيّ، المصدر السابق، ج 2، ص 208.

50-سبط بن الجوزيّ، المصدر السابق، ج 2، ص 191 ـ 192.

51-عسقلان: مدينة في الشام كانت من بلاد فلسطين على طرف بحر غزّة وبيت حيرين. وكانت معروفة في ذلك الزمان باسم (عروس الشام) كما هو الحال بالنسبة إلى مدينة دمشق. (ياقوت الحمويّ

 - معجم البلدان، ج 4، ص 122). حاليّاً هذه المدينة تعتبر من المدن الساحليّة لبحر (مدتيرانه) واقعة ما بين مدينة غزّة وأسدود في فلسطين المحتلّة.

52-محمّد بن عليّ بن محمّد العمرانيّ (م. 580 ق) الأنباء في أخبار الخلفاء، ص 54.

53-النويريّ، المصدر السابق، ج 20، ص 300.

54-القاضي الطباطبائيّ، المصدر السابق، ص 316 وما بعدها.

55-الحمويّ، معجم البلدان، ج 5، ص 142.

56-سبط بن الجوزيّ، المصدر السابق، ج 2، ص 209.

57-ابن نما، مثير الأحزان، ص 85.

58-المصدر نفسه، ج 20، ص 300.

59-الصفديّ، الوافي بالوفيات، ج 12، ص 264.

60-اسم حديقة كان قد أنشأها أحد أمراء مصر ويدعى أبا بكر محمّد بن طعبج بن جف أخشيد المعروف باسم كافور الأخشيديّ), تقي الدّين أحمد بن عليّ المقريزيّ، المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار

 المعروف بالخطط المقريزيّة، ج 2، ص 377.

61-اسم حديقة كان قد أنشأها أحد أمراء مصر ويدعى أبا بكر محمّد بن طعبج بن جف أخشيد المعروف باسم (كافور الأخشيديّ), تقي الدّين أحمد بن عليّ المقريزيّ، المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار

المعروف بالخطط المقريزيّة، ج 2، ص 323.

62-ابن كثير، البداية والنهاية، ج 8، ص 222 ـ وكذلك الشهيد القاضي الطباطبائيّ فقد سجّل عدّة مطالب ردّاً على هذا القول.

63-عبد الكريم بن محمّد السمعانيّ (الأنساب) تعليق عبد الله عمر الباروديّ، ج 3، ص 370 ـ وراجع أيضاً: محمّد بن أحمد المقدسيّ: أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، ص 46 و333.

64-النويريّ، المصدر السابق، ج 20، ص 300.

65-النويريّ، المصدر السابق، ج 20، ص 302.

66-حمد الله المستوفي، التاريخ المختار، ص 202.

67-ابن المشهديّ، المزار، ص 214 ـ السيّد عبد الكريم بن طاووس، فرحة الغرّي، ص 123 ـ 124.

68-السيّد عبد الرزاق المقرّم، مقتل الحسين ، ص 363 ـ فضل عليّ القزوينيّ، الإمام الحسين وأصحابه، ج 1، ص 431 ـ السيّد عليّ القاضي الطباطبائيّ، التحقيق حول الأربعين الأوّل لسيّد الشهداء ، ص 340.

69-كما في خبر (فروع الكافي)، ج 4، ص 571 ـ وكامل الزيارات، باب: 9، ص 83.

70-مثل خبر مبارك الخباز، تهذيب الأحكام، ج 6، ص 35 ـ 36 ـ وفرحة الغرّي، ص 87.

71-القزوينيّ، مصدر سابق، ج 1، ص 432.

72-القزوينيّ، المصدر نفسه، ج 1، ص 433.

73-البلاذريّ، جمل من أنساب الأشراف، ج 3، ص 415 ـ الطبريّ، المصدر السابق، ج 4، ص 351 ـ ابن الأعثم الكوفيّ، الفتوح، ج 5، ص 127 ـ الشيخ المفيد، المصدر السابق، ج 2، ص 118 ـ سبط بن

الجوزيّ، المصدر السابق، ج 2، ص 193. يسمي الكوفيّون المقابر جبّانة (بفتح الجيم وتشديد الباء) وأهل البصرة يطلقون عليها ( إسم المقبرة)، معجم البلدان، ج 2، ص 99.

74-محمّد بن سعد، ترجمة الحسين ومقتله، ص 81.

75-البلاذريّ، المصدر السابق، ج 3، ص 411 ـ الطبريّ، المصدر السابق، ج 4، ص 348 ـ الخوارزميّ، مقتل الحسين ، ج 2، ص 44 ـ ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 121.

76-محمّد بن أحمد المستوفي الهرويّ، ترجمة الفتوح، ص 916 ـ خواند مير، تاريخ حبيب السير في أخبار أفراد البشر، ص 60.

77-السيّد محسن الأمين, أعيان الشيعة, تحقيق وتخريج حسن الأمين, ج 1 ص 627.

78-محسن الأمين، أعيان الشيعة، تحقيق وتخريج حسن الأمين، ج 1، ص 627. سبط بن الجوزيّ المصدر السابق، ج 2، ص 209 ـ وكذلك الشيخ مهدي الفلوجيّ الحلّي (م. 1357 ق) أنشد في هذا

 الصدد قائلا:

لا تطلبوا رأس الحسين فإنّه               لا في حمى ثاو ولا في واد


لكنّما صفو البلاء يدلكم                     في أنّه المقبور وسط فؤادي}


محمّد عليّ اليعقوبيّ، البابليّات، ج 3، القسم الثاني، ص 128.



79-عبّاس محمود العقّاد, أبو الشهداء, الحسين بن عليّ, ص 111.