مرجعيّات التّقويم (معايير ومبيّنات)

لا بدّ للتقويم من اعتماد مرجعيات يعود إليها المقوِّم والمقوَّم في الحكم على مقبولية أداء الكفاية أو الهدف التّعلّميّ. تقسّم هذه المرجعيّات إلى ثلاثة مستويات:

1- المعيار
المعيار هو عبارة عن صفة معنويّة تتجاوز الهدف، يُطلب الالتزام بها وتأخذ جذورها من القيم، وهي تمتاز بالعمومية والتجريد. يمكن تطبيق المعيار في موادَّ معرفيّة متنوّعة.

أمثلة معايير:

- الملاءمة
يتحقّق هذا المعيار عند قيام المتعلّم بالعمليّات المطلوبة منه وفق التّعليمات الخاصّة بالوضعيّة. إنّه الإجابة عن السؤال: هل ينفّذ المتعلّم المطلوب منه، أم أنّه خارج عن الموضوع؟

- الاستثمار الصحيح لأدوات المعرفة الخاصّة بالمادّة المعرفيّة.
يتحقّق هذا المعيار إذا استخدم المتعلّم في نتاجه أدوات المعرفة الخاصّة بالمادّة والنشاط بشكل صحيح. إنّه الجواب عن السؤال: هل ينفّذ المتعلّم جيّدًا ما يقوم به؟

- الاتّساق
يتحقّق هذا المعيار عندما يقدّم المتعلّم نتاجا متماسكًا ومعتمدًا التسلسل المنطقيّ.


15


- جودة العرض
يتحقّق هذا المعيار إذا قدّم المتعلّم نتاجًا مرتّبًا ونظيفًا ومقروءًا.

- سلامة اللغة

يتحقّق هذا المعيار إذا ما استعمل المتعلّم لغة سليمة التراكيب صرفًا ونحوًا، إملاءً ونطقًا.

- التمايز

يتحقّق هذا المعيار عندما يضمّن المتعلّم نشاطه أو نتاجه شيئًا من الإبداع والتميّز.

- الدقّة

يتحقّق هذا المعيار عندما يتوخّى المتعلّم في نشاطه، الدقّة في الحساب والقياس.

- الحذر

يتحقّق هذا المعيار عندما يتوخّى المتعلّم الحذر والحيطة، خلال تنفيذ النشاط، حفاظًا على السلامة الشخصيّة والعامّة.

- الكماليّة

يتحقّق هذا المعيار عندما يجيب المتعلّم عن السؤال كاملاً، أو عندما ينفّذ النشاط كاملاً.

2- المبيّن

هو عبارة عن عنصر يبيّن مدى تحقّق المعيار من خلال إعطائه سياقًا محدّدًا وقيمة كميّة قابلة للملاحظة. تساعد المبيّنات المقوّم في تقدير مستوى التمكّن من المعيار.
تتنوّع المبيّنات بحسب الموادّ والكفايات والمراحل الدراسيّة.

أمثلة مبيّنات من مختلف الموادّ المعرفيّة:

- دقّة الرسم ووضوحه.


16


- إنهاء النشاط في الوقت المحدّد.
- خلوّ المنتج من التشطيب.
- التحديد الصحيح للمواقع والاتّجاهات على مخطّط.
- التسلسل المنطقيّ للأفكار أو الخطوات.
- تجنّب التكرار غير المفيد.
- الكتابة الصحيحة للرموز.
- استخدام الكلام بصيغة المثنّى.
- وحدة المعنى في المنتج.
- اعتماد خيار منطقيّ ومعقول.
- دقّة العمليّات الحسابيّة.
- تحاشي أخطاء الإملاء.
- استخدام المضارع بشكل صحيح.
- استعمال الروابط الملائمة.
- استعمال علامات الوقف.
- الربط ما بين السبب والنتيجة.
- كتابة التاء آخر الأسماء والأفعال بشكل صحيح.
- تبويب المنتَج وتنظيمه.
- اعتماد جمل صحيحة بسيطة التركيب.
- اعتماد المسار أو الحلّ الأقرب والأسهل.
- الالتزام بالتّعليمات.
- صحّة استخدام المصطلحات والمفاهيم.
- المتانة الماديّة للمنتج.
- سرعة الأداء.
- استخدام مفردات علميّة مناسبة.
- تكرار الموقف/ السلوك.
- مراعاة الحيطة والحذر.


17


3- المؤشّر
ويُقصد به المكوّن التفصيلي المحدّد للملاحظة والقياس والإحصاء الذي يُلجأ إليه لتحديد ما إذا كان المبيّن متحقّقًا أم لا.

أمثلة مؤشّرات من مختلف المبيّنات:

- تعداد الروابط المستخدمة بشكل صحيح.
- تعداد الكلمات المكتوبة إملائيّاً، تطبيقًا لقاعدة ما، بشكل صحيح.
- حساب كمّ الوقت الذي تطلَّبه النشاط.
- ملاحظة وإحصاء الإجراءات المعتمدة بدافع الحيطة والحذر.
- التفحّص العمليّ لمتانة المنتج.
- التأكّد من صحّة الرّبط ما بين السبب والنتيجة.
- رصد دقّة المصطلحات والمفاهيم المستعملة وملاءمتها للوضعيّة.
- حسن الإجابة عن أسئلة تكشف عن مدى حصول الفهم.
- تفحّص علامات الوقف ودقّة استعمالها.
- تكرار الموقف أو السلوك المنشود.
- تعداد حالات التكرار غير المفيد.
- إحصاء العناصر المستذكرة.
- إحصاء المسائل المعالجة بشكل صحيح.
- التأكّد من صحّة الرموز المستعملة.
- التأكّد من استقامة الخطوط.
- التأكّد من فهم التّعليمات بالإجابة عن أسئلة بشأنها.


18


4- أمثـلة كفايات ومعاييرها ومـبيّـناتها ومؤشّراتها

الكفاية (الهدف التّعلّميّ): يُنشئ نصًّا يصف فيه إنساناً وصفاً خارجيّاً ومعنويّاً. (لغة عربيّة)


19


الكفاية (الهدف التّعلّميّ): يرسم رسمًا بيانيًّا مناخيًّا (جغرافيا)


20


وفي العودة إلى ما تقدّم من تعريفات للمعايير والمبيّنات والمؤشّرات وأمثلة عنها نلاحظ حركة، في التّقويم، بالاتجاهين من المؤشّر إلى المعيار (من الفعل إلى المفهوم)، ومن المعيار إلى المؤشّر (من المفهوم إلى الفعل عبر تكوين مؤشّرات ملائمة). فلكلّ معيار مجموعة من المبيّنات التي تبيّن مستوى التمكّن منه وتسمح بالتالي للمقوّم باتّخاذ القرار أو الحكم. كما أنّ لكلّ مبيّن مجموعة من المؤشّرات التي تجعله قابلاً للملاحظة والقياس الكمّيّ. وقد يخدم مبيّن عبرَ معيار واحد بسبب عدم وجود حدود قطعيّة حاسمة بين المعايير.

كما ونودّ أن نشير إلى أنّ المعايير تنقسم، بحسب أهميّة اعتبارها في تقويم الكفاية، إلى معايير أساسيّة أو معايير الحدّ الأدنى، ومعايير تميّز أو إتقان. وهكذا يصنّف معيار سلامة اللغة معيارًا أساسيًّا في اللغات، بينما يعتبر معيار تميّز في غيرها، وهذا لا يقلّل شيئًا من ضرورة وأهميّة التمكّن منه في كتابة حلول مسائل الرياضيّات والعلوم... بينما يصنّف معيار الميزة الشخصيّة (الإبداع)، معيار تميّز في اللغات والموادّ الأدبيّة. أمّا المثال الأوضح لهذا التّصنيف فهو معيار جودة عرض نسخة المتعلّم (الترتيب والنظافة والتبويب) فهو معتبر معيار تميّز بشكل عامّ وقد يرفعه بعض المقوّمين إلى مستوى معايير الحدّ الأدنى بعد تحقّق هذه الأخيرة في الكفاية لدى المتعلّم.

نقول أخيرًا بأنّ مقاربة عمليّة تقويم مستوى تمكّن المتعلّمين، من الكفايات التّعلّميّة في الموادّ المعرفيّة، من خلال تحديد المعايير وجمع المبيّنات كمرجعيّات مساعدة على اتخاذ القرار، يوجّه عمليّة التّقويم الاتّجاه الصحيح، ويبعدها عن الغرق في المؤشّرات ووضع العلامات الرقميّة التفصيليّة عليها، والرجوع إليها في اتّخاذ القرار من دون الالتفات إلى معايير مقبوليّة الكفاية. فالمقوّم، وبالرجوع إلى هذه المقاربة، عندما يَعُدُّ، على سبيل المثال،


21


حالات الكتابة الإملائيّة الصحيحة لكلمات في نصّ يعتبرها مؤشّرات كمّيّة تساعده على إقرار التمكّن من مبيّن الالتزام بقاعدة الإملاء المطلوبة، يُضاف إلى غيره من أجل الحكم على التمكّن من معيار سلامة اللغة، والذي يُضاف إلى غيره بعد تحديد كونه معيار حدّ أدنى أم معيار تميّز ليُستفاد منه في الحكم على التمكّن من الكفاية. وهنا يتجسّد الفارق الجوهريّ الذي تدخله هذه المقاربة في تقويم الكفايات والذي أشرنا إليه فيما تقدّم بالحركة المتبادلة وبالاتّجاهين من المؤشّر إلى المعيار ومن المعيار إلى المؤشّر.


22