ماذا نقوّم من نتائج التّعليم والتّعلّم؟

نقوّم في عمليّة التّعليم والتّعلّم، بشكل أساسيّ، مدى تحقّق أهداف محدّدة نسعى عبر العمليّة إلى إكسابها للمتعلّمين: قدرات/ مهارات عقليّة، ومواقف/ اتجاهات عاطفية/ وجدانيّة، ومهارات حركيّة.

ولا معنى لعمليّة التّقويم بشكل مستقلّ عن الأهداف التّعلّميّة المنشودة, فالأداء (الهدف المتحقّق لدى المتعلّم) يأتي في قلب عمليّة التّقويم الحديثة. لا بل لا وجودَ فعليًّا لهدف تعلّمي إلاّ عندما يحتوي، عند وصفه، وسائل تقويمه. وإذا ما لم يتأمّن هذان الشرطان المتقابلان والمتكاملان (الهدف التّعلّميّ والتّقويم) لا يكون لمناهج التّعليم والتّعلّم أيّة قيمة!

لقد فصّلنا في الأهداف التّربويّة مراتب: الغايات والأهداف العامّة والكفايات والأهداف الخاصّة أو عناصر الكفايات. ماذا يقوّم المعلّم من هذه الأهداف؟
لا علاقة مباشرة للمعلّم بتقويم مدى تحقّق الغايات التّربويّة الصعبة التّقويم والمتعلّقة بكلية النظام التربويّ في المجتمع. كما وأنّه لا يقوّم الأهداف العامّة للمؤسّسة التربويّة أو المادّة التعليميّة, لأنّ هذه المسؤوليّة تقع بشكل أساسيّ على عاتق وزارة التربية وأصحاب المؤسّسة التّربويّة، وهي بالتالي تخرج من الإطار المباشر لعمل المعلّم ومسؤوليّته. هذا، مع تأكيدنا على أهميّة إجراء هذه العمليّة دوريًّا للحكم على أداء المؤسّسة التربويّة والعمل على تطويره.


13


تأتي، من ثَمَّ، الكفايات التّعلّميّة في صلب عمليّة التّقويم التي يُسأل عنها المعلّم والمتعلّم. حيث يقوّم المعلّم مستوى تمكّن المتعلّمين من أداء كفايات تعلّميّة يعمل على إكسابها لهم. ولمّا كانت الكفاية هدفًا متوسّط المدى ومكوّنًا من مجموعة متدامجة من الموارد، فهل يقوّم المعلّم الكفاية أم مواردها أم الكفاية ومواردها؟

إنّنا مع تقويم موارد الكفاية خلال تطوّر عمليّة اكتسابها، وتقويم الكفاية عند الانتهاء من التمكّن منها. إنّ في اعتماد هذا الاقتراح حسنات عديدة، منها حثّ المتعلّمين على الدراسة والنشاط وعدم مراكمة الدرس حتّى آخر العمليّة. وهو يتيح للمعلّم الاكتشاف المبكّر للثغرات التّعلّميّة وعلاجها قبل الانتهاء من تعليم وتعلّم الكفاية. أو بكلمة أخرى إننا مع التأكّد من اكتساب موارد الكفاية قبل تقويم القدرة على توظيفها في وضعيّات مركّبة ومتدامجة.


14