مجلس الليلة السابعة: شهادة العباس بن علي عليه السلام - الإخوة في الإسلام

القصيدة

القريض

دعاني فلّبيتُه مذ دعا                                         هدىً أودع القلبَ ما أودعا

وما زلت أعصي دواعي الهيام                               ولولاكم لم أجب طيِّعا

إذا القلب فيكم جوىً لا يذوب                                 فقد كذّب القلبُ فيما ادّعا

بكيتُ على ريعكم قاحلاً                                        فأخصب من ادمعي ممرِعا

فلا النومُ خالطَ لي ناظراً                                      ولا اللومُ قد خاضَ لي مسمعا

جزعتُ ولولا الذي قد أصاب                                 بين الوحي ما كدتُ أن أجزعا

غداةَ أبو الفضلِ لفَّ الصفوف                               وفلَّ الظَّبا والقنا شُرّعا

فتىً ذكَّر القوم مذّ راعهمْ                                     أباهُ الفتى البطل الأنزعا

إذا ركع السيفُ في كفِّهِ                                      هوت هامهم سجّداً رُكّعا

وآب ولم يُروَ من شربةٍ                                      وجّرعهُ الموتُ ما جرّعا


101


فخرَّ إلى ضفةِ العلقميّ                                       صريعاً فأعظمْ بهِ مصرعا

قطيعَ اليمينِ عفيرَ الجبينِ                                   تشّقُ النصال لهُ مضجعا

لقد هجعتْ أعينُ الشامتين                                  وأخرى لفقدك لن تهجعا

أساقي العطاشى لقد كظّها                                  الظما فاستقتْ بعدك الأدمعا

(أبو ذيّه): الماي انمنع والظامي شريعه                  واحنه أبناء من سنّ الشريعة

انطفت عينه الملك صدر الشريعة                          اكفوفه اعلى النهر طاحن سوّي

(أبو ذيّه): عليه الخيل من هجمت وردها                 وجاب الماي أفاضل وردها

الشهادة ابحق تمنّاها وردها                               وضحّه ابمهجته لابن الزكيّه


الموضوع


قال تعالى:
﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ1.

كانت الحياة قبل الإسلام تقوم على أساس الاحتكام للقوة والاستيلاء على الغير والتعصب للدم والقبيلة وإن كانوا على باطل وظلم.

فنجد أن أحد شعراء الجاهلية وهو من أصحاب المعلّقات وهو عمرو بن كلثوم يقول وهو يمتدح قومه:


102


بغاةٌ ظالمون وما ظُلمنا                                       وكنّا سنبدأُ ظالمينا

إذا بلغ العظامَ لناصبيُّ                                        تخرُّ له الجبابرُ ساجدينا


في صورة تعكس مدى ما كانوا عليه من خيلاء وغرور واستخفاف بالآخرين، فكثرت الحروب وعمت الفوضى وشاعت الثارات، فتمزقت الأُمة وتشتت قواها وتفرقت كلمتها. وصارت كل قبيلة ترى نفسها فوق الآخرين:

إذا نحن سرنا سارت الناسُ خلفنا                            وإن نحنُ أومأنا إلى الناس وقّفوا

وكانوا يرون الأفضل من يستطيع أن يوذي الآخرين أكثر:

كقول القائل:

ولكنّ فتى الفتيان من راح أو غدا                            لضرّ عدوِّ أو لنفع صديقٍ

أو قول زهير بن أبي سلمى:

ومن لم يذد عن حوضه بسلاحهِ                              يهدّم ومن لا يظلم الناس يُظلمِ

وانعكس هذا الموروث الحضاري في أسماء أبنائهم، فكانت أسماءً تدلّ على الغلظة والقسوة وإخافة الآخر، مثل أسماء: حنظلة، صخر، عوسجة. فما كانوا يسمون عبيدهم أسماء جميلة. ولما كانوا يسألون عن ذلك يقولون: عبيدنا لنا، وأبناؤنا لأعدائنا.

ثم أشرقت الأرض بنور ربها، وجاء الإسلام العظيم، ونزلت آيات القرآن الكريم، وهبّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يغيّر معادلات التعامل الاجتماعي والسلوك الإنساني وفق شريعة السماء. فدعا إلى المحبة والأخوة والاتحاد، ونبذ التفرقة والتمزق والتشرذم.


103


ولم يكتف النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمواعظ والخطب، بل كان صلى الله عليه وآله وسلم قد أجرى عمليتي مؤاخاة، الأولى في مكة المكرمة بين المسلمين الأوائل، وفيهم الحبشي بلال، والرومي صهيب، مع أبناء قريش وبقية قبائل العرب، وأنها لحالة جديدة وحياة جديدة وعلاقة جديدة، حيث تبرز القيم والأحكام والدين منهجاً يوحّد الكلمة ويرصّ الصفوف.

ثم كانت المؤاخاة الثانية، وكانت في مساحة أوسع ودائرة أخرى، كانت في المدينة المنورة بعد الهجرة، حيث جاء المسلمون الأوائل مهاجرين إلى بلدة أخرى بعد أن تركوا أهلهم وديارهم وأموالهم، دخلوا المدينة فوجدوا مجتمعاً لم يألفوه، وقوماً ما عرفوهم من قبل. فأخذ اليهود بالمدينة يسعون لإثارة الحزازات الجاهلية ويفرقون بين المهاجرين والأنصار، بل وحتى بين الأنصار أنفسهم، فقد جاء قوم من اليهود وأخذوا يذكرون أبناء قبيلتي الأوس والخزرج من الأنصار بأشعارهم في الجاهلية وفخرهم ودعوتهم إلى التعصب، حتى كانت الحرب أن تنشب بين الأنصار أنفسهم.

وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كلا المؤاخاتين يؤاخي علياً عليه السلام وهو يقول له: "أنت أخي في الدنيا وأخي في الآخرة".

فأقدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم على خطوات ذات أهمية كبرى استوقفت حتى من كتب في تاريخ الإسلام من المستشرقين وغيرهم، حينما دعا إلى أن يتآخي كل مسلم مهاجر مع مسلم أنصاري وقد ضرب الأنصار أروع الأمثلة وأعطوا أجمل الصور في استيعابهم لإخوانهم المهاجرين وإيثارهم على أنفسهم، حتى مدحهم الله تعالى
﴿يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ... وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ2.


104


وكان من انجازات الإسلام الكبرى توحيد قبائل العرب ثم السعي نحو توحيد الناس جميعاً، ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ3 ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ4. نعم اتقوا الله في أمتكم ووحدتكم ورص صفوفكم. ثم دأب القرآن على تذكير المسلمين بنعم الإسلام عليهم وكيف كانوا أيام الجاهلية ﴿إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ. وكم تغيّروا نحو الخير والهدى والصلاح. والوحدة والمحبة بين مذاهب الأمة ومدارسها إنما تبدأ بتوثيق عرى المحبة والانسجام بين المسلم وأخيه المسلم.

فجاءت تعليمات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله (عليهم السلام) وتوجيهاتهم تؤكد على توثيق العلاقة الخاصة بين المؤمن وأخيه المؤمن، والمسلم وأخيه المسلم.

بعدما أكّد القرآن الكريم الأخوة بقوله تعالى:
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾5.

يقول علماء اللغة: إن الأخ يجمع إخوان وإخوة. والفرق بينهما أن (الإخوان) تعني الأصدقاء المنسجمين على طريقة ما أو اتجاه ما، أما لفظة (أخوة) فتعني من ينتمون إلى الإخاء بالدم من الأبوين أو أحدهما.

عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "المؤمنون إخوة؛ تتكافى دماؤهم، وهم يدٌ على من سواهم، يسعى بذمتهم أدناهم"6.

وعن الإمام الباقر عليه السلام: "المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمّه"7 ثم إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعانا إلى مزيد من إخواننا المؤمنين ونتعرف على وجوه مؤمنة جديدة... "من جدّد أخاً في الإسلام، بنى الله له بُرجاً في الجنّة"8.

ثم إن أهل البيت عليه السلام دعونا إلى ديمومة العلاقات الإيمانية واستمرارية الأواصر الأخوية، وعلمونا مقوّمات ذلك.


105


فعن الإمام الصادق عليه السلام: "تحتاج الأخوة فيما بينهم إلى ثلاثة أشياء فإن استعملوها وإلا تباينوا وتباغضوا، وهي: التناصف، والتراحم، ونفي الحسد"9.

فلكي تقويّ علاقاتك الإيمانية مع إخوانك عليك أن تكون منصفاً حتى في تقويم نفسك، وأن تبنى العلاقة على التراحم والتعاطف، لا على التفكير بالمكاسب الماديّة وبناء الإخوة على أساس الأرباح والفوائد المنتظرة، كما لا بد من نفي الحسد بل والسعادة إذا توفق الأخ وتقدّم في أي مضمار من مضامير الحياة، لأن نجاح أخيك وتفوقّه وتقدمّه هو قوة لك ولخطك الإيماني.

كما وحذّرنا أهل بيت العصمة من بعض عوامل إفساد الإخوة وربما موتها، وهو الجفاء وعدم التزاور وعدم السؤال عن الأخ، وتفقد أخباره والتعرّف على أحواله.

عن علي عليه السلام: "إياك والجفاء فإنه يفسد الإخاء"10.

خاصة إذا كانت هناك علاقة إيمانية قديمة وتاريخ أخوة عريق وأواصر محبة يعرفها الناس ويألفها المجتمع.

فعنه عليه السلام أيضاً: "ما أقبح القطيعة بعد الصلة، والجفاء بعد الإخاء، والعداوة بعد المودّة"11 صدقت يا أمير المؤمنين.

وما أروع قول علي عليه السلام: "اختر من كل شيء جديدة، ومن الاخوان أقدمهم". إنها حكمة من حكم سيد البلغاء والمتكلمين عليه السلام ولكي تكتمل الصورة الأخويّة الإيمانية، جاءت تأكيدات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته لتشير إلى أهمية أن يلقى المسلم أخاه المسلم بوجه منبسط وابتسامة وانشراح، فقد روى علي عليه السلام: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكره المعبّس في وجوه إخوانه".


106


إن حقل الإخوة الإيمانية حقل خصب ومتعدد الآفاق متنوع الأبعاد، نحتاج إلى أن نعيش تلك التوجيهات الراقية والتعليمات الساية وأنماط السلوك الهادفة التي كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليه السلام وصحابته المنتجبون رضي الله عنهم يمارسونها في حياتهم الاجتماعية ومعادلات أخلاقهم في المجتمع الإسلامي الأول.

ولنتخذ من إخوة أبي الفضل العباس عليه السلام مع أخيه الإمام الحسين عليه السلام قدوة وأسوة ومدرسة للأخلاق ومنهجاً للتكامل.

وإذا تأملنا زيارات أبي الفضل عليه السلام التي تروى عن الأئمة عليه السلام لوجدنا إشادات مؤكّدة وتنبيهات كبيرة على تلك النقاط الرائعة والأخ الدافع عن أخيه المجيب إلى طاعة ربّه الراغب فيما زهد فيه غيره من الثواب الجزيل والثناء الجميل.

وورد في زيارة أخرى: "أشهد أنك نصحت لله ولرسوله ولأخيك، فنِعمَ الأخ المواسي".

وكان العباس يرتبط بالحسين عليه السلام إماماً وسيّداً وموجّهاً قبل ارتباطه به أخاً له من أبيه العظيم أمير المؤمنين عليه السلام، وقد اشتهرت أبياته:

والله إن قطعتمو يميني                             إني أحامي ابداً عن ديني

وعن إمام صادق اليقين                            نجل النبي الطاهر الأمين


وقد جاءت للعباس وإخوته الثلاثة من أمّه أم البنين رضي الله عنها وهم: عبد الله وعثمان وجعفر، جاءتهم حالتا أمان من قائد الجيش بنجاتهم إن هم تركوا الحسين عليه السلام.

الأولى كانت لخالهم عبد الله بن أبي المحل الكلابي، فردّ العباس عليه السلام


107


ذلك ردّاً جميلاً وقال لرسول خاله: أبلغ خالي عني السلام وقل له أن أمان الله ورسوله خير. وكان ذلك ليلة عاشوراء.

والمحاولة الأخرى يوم عاشوراء قبل نشوب المعركة حيث ينادي الشمر: أين بنو أختنا أين العباس وإخوته؟ فسكتوا ولم يجيبوه، فقال لهم الحسين عليه السلام: أجيبوه وإن كان فاسقاً - فقالوا له: ما شأنك وما تريد؟ فقال: يا بني أختنا أنتم آمنون فلا تقتلوا أنفسكم مع الحسين وادخلوا في طاعة أمير المؤمنين يزيد!!

فردّ عليه العباس عليه السلام: "قبحّك الله وقبّح أمانك، اتؤمننا وابنُ رسول الله لا أمان له وتدعونا أن ندخل في طاعة اللعناء وأبناء اللعناء"!!

وكان العباس عليه السلام على رأس الوفد الذي حاور قادة الجيش الأموي لما زحف باتجاه مخيم الحسين عليه السلام عصر يوم عاشوراء حيث التفت إليه قائلاً له: اذهب إليهم بنفسي أنت!

وقبل ذلك كان العباس عليه السلام قد جاء بالماء يوم السابع من المحرم وسقى أطفال الحسين وعياله وتكررت له مرات أخرى.

وكان العباس عليه السلام آخر سهم في كنانة الحسين، ولهذا كان عليه حريصاً وبه ظنيناً، فلم يأذن له بالخروج للقوم وكان يخاطبه بقوله: (أنت حامل لوائي وقائد عسكري ومتى قتلت سقط لوائي وانهزم عسكري).

عباسُ كبشَ كتيبتي وكنانتي                                         وسرّي قومي بل اعزَّ حصوني

يا ساعدي في كل معترك به                                         أسطو وسيف حمايتي بيميني


فلما قتل أصحاب الحسين عليه السلام ثم استشهد أهل بيته بعدهم، وكان آخر من قُتل منهم أخوة العباس من أمّه وأبيه، فلم يستطع العباس صبراً


108


فجاء إلى أخيه مستأذناً، فلم يأذن له الحسين عليه السلام بل قال له اطلب لهؤلاء الأطفال قليلاً من الماء، فذهب العباس إلى القوم ووعظهم وذكرهم غضب الجبار، (ومما يؤسف له أن أرباب المقاتل وكتّاب السير لم يوثقوا لنا خطبة العباس عليه السلام هذه)، ولكن أنَّى للموعظة أن تؤثر في الضمائر الميتة والقلوب المتحجرة والنفوس المتصحّرة؟!.

فعاد إلى الحسين وأخبره بموقف القوم، وإذا به يسمع الأطفال؛ أنين الأطفال وبكاءهم وهم ينادون: العطش العطش...

فأخذ القربة واتجه نحو نهر العلقمي...

أو تشتكي العطش الفواطم عنده                      وبصدرِ صعدته الفراتُ المفُعم

ولو استقى نهر المجرة لاستقى                      وطويل ذابله إليها سلُّم


ووصل إلى نهر الفرات فأطال النظر إليه فتمثلت أمامه صورة الحسين والنساء والأطفال، وكان قد اغترف ماءً بيده، فرماه وأخذ يخاطب نفسه الزكيّة:

يا نفس من بعد الحسين هوني                      وبعده لاكدت أن تكوني

هذا حسين وارد المنون                              وتشربين بارد المعين

هيهات ما ذاك فِعال ديني                             ولا فعال صاحب اليقين

(نصاري) شلون الماي اشربه قبل الحسين          وكبده من العطش مقسوم نصفين


109


وبعد طفله وسكنه والنساوين                        بالخيمة ولعد جودي ينظرون

كل الماي ذبّه ونفض كفّه                            وجذب ونّه وناده ألف وسفه

اشلون الماي أمد كفي واغرفه                       وانه ساقي العطاشا الناس يدرون


حمل الراية وكان كل همّه أن يوصل الماء إلى أطفال الحسين وعياله، وكان القوم أحاطوا به فراح يقاتلهم وهو يقول:

لا أرهبُ الموت إذا الموتُ زقا                        حتى أوراى في المصاليت لقى

إني أنا العباس أغدو بالسقا                          ولا أخاف الموت يوم الملتقى


فقتل منهم مقتلة عظيمة، ثم اتجه إلى المخيم ولكن لعناء كمنوا له وراء نخلة فقطعوا يمنه ووراء أخرى فقطعوا يساره ومع ذلك فقد واصل العباس سعيه نحو المخيم، إلى أن جاءته السهام كأنها المطر، وجاء سهم فأصاب القربة وأريق ماؤها، فوقف العباس متحيّراً لا يدري ما يصنع، فلا يدان ولا ماء ثم جاءته السهام كأنها المطر وحمل عليه رجل بيده عمود من حديد فضربه على رأسه ففلق هامته، فنادى: عليك مني السلام أبا عبد الله.

وسمع الحسين عليه السلام صوته فجاءه إلى مصرعه:

ومشى لمصرعه الحسين وطرفه                      بين الخيام وبينه منقسّمُ


110



الفاه محجوب الجمال كانه                            بدر منخطف الوشيج ملّثمُ

فوقف على مصرعه وهو يقول: أخي عباس الآن انكسر ظهري وقلت حيلتي وشمت بي عدوّي، ثم انكبّ عليه مقبلاً:

هوه اعليه وناده بهلال السعد                         بيمن اتنخّه يبو فاضل بعد

(نصاري) انت نور خيامنه وانت العمد               وبعد عينك من يحامي العايله

(نعي) يعباس اخوك حسين ينخاك                    وللعلقمي اعضيدك تعنّاك

عندك وقف ينحب وناداك                              يخويه انكسر ظهري اعلى فركاك

(تخميس) قد كنتَ لي مذ كان يطمع طامعٌ            بي يا أخي وشب حسامك قاطعٌ

الآن من لي؟ والدموع هوامعُ                        لمن أللوا أعطي ومن هو جامعٌ

                         شملي وفي ضنك الزحام يقيني

ااخي من يحمي بنات محمد                         إن صرن يسترحمن من لا يرحمُ


111


هوامش

1- الانبياء: 92.
2- الحشر: 9.
3- الأنبياء: 92.
4- المؤمنون: 52.
5- الحجرات: 10.
6- الكافي، ص166.
7- ميزان الحكمة، ج1، ص41.
8- مستدرك سفينة البحار، ج1، ص41.
9- مستدرك سفينة البحار، ج1، ص71-72.
10- ميزان الحكمة، ج1، ص41.
11- ميزان الحكمة، ج1، ص41.