المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعزّ المرسلين محمّد وآل بيته الطاهرين المظلومين، سيّما سفينة النجاة ومصباح الهدى سبط رسول الله وخامس أصحاب الكساء، قتيل العبرات وأسير الكربات أبي عبد الله الحسين عليه السلام.

لقد اختصر الإمام الحسن عليه السلام في كلمته الخالدة لأخيه الإمام الحسين عليه السلام ما جرى يوم عاشوراء عندما قال له: "لا يوم كيومك يا أبا عبد الله".

وإنّ من هوان الدنيا على الله أن يقتل فيها وليّه وحبيبه، وفلذة كبد الرسول، وثمرة فؤاد الطاهرة البتول..

وقد عاشت مصائبه عليه السلام في قلوب شيعته ومحبّيه على مرّ القرون وتطاول العصور، كما أخبر بذلك لسان الغيب الناطق الرسول الأعظم صلى الله عله وآله وسلم: "إنّ لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لن تبرد أبداً".

فترى في كلّ عام عندما يهلّ شهر محرّم، تكتسي البلدان بالسواد، ويعتري الحزن العباد، ويجري ذكر المصائب في كلّ ناد، ولسان حال العاشقين:
كأنَّ كُلَّ مَكَانٍ كَربَلَاءُ لَدَىْ              عَينِي وَكُلَّ زَمَانٍ يَومُ عَاشُورا

وأمام عظم المصيبة وفادح الرزيّة، تقع المسؤوليّة على جميع الخطباء والمبلّغين، في تقديم هذه الذكرى إلى الناس بصورة بيضاء ناصعة، بحيث توصل إلى الأذهان الأهداف الصحيحة، التي خرج لأجلها الإمام الحسين عليه السلام، وأراد تحقيقها من خلال نهضته المباركة.

ولعلّنا لا نبالغ إذا ما قلنا إنّ الأخوة القرّاء من أهمّ من تقع عليهم هذه المسؤوليّة، وذلك باعتبار أهميّة الدور الملقى على عاتقهم والذي يتلخّص بالعَبرة والعِبرة..

وكعادتنا في معهد سيّد الشهداء عليه السلام للمنبر الحسينيّ، قمنا بإعداد هذا الكتاب ليكون عوناً لهم في هذه المناسبة نعني شهر محرّم الحرام، وذلك من خلال تقديم هذه المجالس التي عملنا فيها بما يلي:
1- حاولنا - قدر الإمكان - تجنّب تكرار ما ذكرناه من مجالس في الإصدارات السابقة عن معهد سيّد الشهداء عليه السلام، فقمنا بذكر مصائب أخرى ليكون للقارئ المجال في انتقاء ما يراه مناسباً منها.

2- اخترنا قصائد القريض والأبيات الشعبيّة، التي تكون واضحة ومفهومة- إلى حدٍّ كبير- من قبل الجمهور.

3- اقتصرنا على القصائد والنعي والأبيات الشعبيّة، ولم نتعرّض لذكر الموعظة أو المحاضرة، اتكالاً منّا على جدارة القرّاء وخبرتهم في هذا المجال.

4- أضفنا في آخر الكتاب مجموعة من النواعي يمكن للقارئ تضمينها في مجالسه.

وختام القول: كلّنا أمل ورجاء أن يلقى هذا الكتاب القبول والرضا، وأن يتحفنا القارىء الكريم بملاحظته البنّاءة، وأن يجعل عملنا القليل مستوجباً للثواب الجزيل، ببركة محمّد وآله الأكرمين، إنّه سميع مجيب.

معهد سيّد الشهداء عليه السلام
للمنبر الحسيني