دراسة حول المقاتل والمصنّفات العاشورائيّة منذ بدايتها وإلى عصرنا الحاضر1

تمهيد:
تحاول هذه الدراسة, ضمن مقطعين زمانيّين عامّين, التعريف بالمقاتل والمصنّفات التي تحدّثت عن تاريخ عاشوراء, منذ بداية تأليفها إلى عصرنا الحاضر.. ويتضمّن المقطع الأوّل بحثين اثنين، الأوّل يحتوي على المقاتل كعناوين, منذ بداية ظهورها حتّى القرن السابع، وفي البحث الثاني يحاول بحث تلك الآثار والمصنّفات وتقييمها.

أمّا المقطع الثاني فيتضمّن أيضاً بحثين اثنين الأوّل منهما - وبعد بيان مقدّمة - يقوم بتعريف عدّة آثار مهمّة من القرن الثامن حتّى عصرنا المعاصر. وفي البحث الثاني يستعرض أهمّ مصنّفات القرون المتأخّرة, التي كان لها الدور الأساس في تحريف ونشر الروايات الضعيفة وغير الصحيحة, بل الأسطوريّة, حول النهضة العاشورائيّة.


  9


المقدّمة:
لا شكّ أنّ واقعة عاشوراء تُعتبر الأهمّ من بين الأحداث التي حصلت في القرون الأولى بعد ظهور الإسلام، وقد امتازت من غيرها من الحوادث التاريخيّة, في جهات متعدّدة؛ إنّ عظمة هذه الواقعة وأهمّيّتها دفعت الكثير من الأشخاص منذ الأيّام الأولى, بعد تلك الحادثة, إلى أن يُؤدُّوا دورهم كرواة على أتمّ وجه، وينقلوا الوقائع بشكل مفصّل. إنّ هؤلاء هم الذين شاهدوا الواقعة عياناً؛ لأنّهم كانوا حاضرين في كربلاء وتابعوا الأحداث عن قرب.

وقد كان من بينهم الأفراد الذين بقوا أحياءً من القافلة الحسينيّة, وهؤلاء يمكن اعتبارهم أوثق رواة هذه الحادثة, وعلى رأسهم الإمام السجّاد عليه السلام, ومن جهة أخرى هناك بعض الرواة من الأعداء. بالإضافة إلى ذلك, هناك الروايات الواردة عن أئمّة الشيعة المعصومين عليهم السلام الذين كانوا باستمرار- ومهما بَعُدَ الزمن عن تلك الواقعة - يقومون بدورهم في إحياء تلك الحادثة, ويتكلّمون عن جزئيّاتها وتفاصيلها. وقد انتقلت هذه الطائفة من الروايات والأخبار بالتدريج من المشافهة إلى الكتابة والتصنيف.

في تلك الفترة التي لم تتميّز فيها العلوم الإسلاميّة, ومنها علم التاريخ, عن علم الحديث والمصادر الروائيّة, بل كانت المصنّفات الروائيّة مجموعة من الأحاديث التي تشمل مختلف الفروع والعلوم، حينها كان يمكن أيضاً مع المراجعة والبحث أن نصادف روايات وأحاديث مرتبطة بوقائع عاشوراء, في تلك المجامع الروائيّة.

ولكن بالتدريج، مع التصنيف الموضوعيّ للأخبار والروايات, برزت في الميدان مؤلّفات بعنوان (مقتل الحسين عليه السلام) أو ما شابهه من العناوين، تحتوي على روايات تتحدّث عن مقدّمات تلك الواقعة, وما جرى فيها وما نتج منها من الأحداث والوقائع. منذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا, كان أصحاب المقاتل يتناولون جزءاً كبيراً من التاريخ الإسلاميّ في مصنّفاتهم، وكان لهم سرد تاريخيّ خاصّ، تارة


  10


يذهب صعوداً وأخرى نزولاً، مع تغيّرات وتبدّلات وتحوّلات مختلفة.

إنّ هذه المقالة تتحدّث عن المقاتل والآثار المكتوبة المختصّة بتاريخ عاشوراء، وذلك في ضمن بحثين كليّين؛ في البحث الأوّل: نبدأ بعرض الآثار المذكورة من تصنيفاتها الأولى حتّى القرن السابع على شكل عناوين وأسماء، ومن ثمّ نأخذ بالبحث والنقد والتقييم لتلك المقاتل والآثار الأخرى التي تتحدّث عن تاريخ عاشوراء. وأمّا في البحث الثاني: الذي يتناول بالبحث مصنّفات تاريخ عاشوراء من القرن الثامن حتّى القرن الرابع عشر، فيشرع بالتحقيق والنقد حول بعض الآثار المهمّة, في تلك المرحلة الزمنيّة, ثمّ يختم بالحديث عن بعض المؤلّفات المهمّة التي ظهرت في القرون المتأخّرة, وكان لها أكبر الأثر فيما يقال إنّه تحريف لواقعة كربلاء, والتي يحلو لبعضهم تسميتها: بالمصادر المؤسّسة للتحريف.

ويلزم هنا, ذكر أمرين قبل الشروع بالبحث،
الأوّل منهما: أنّ دائرة البحث في هذه المقالة يشمل كلّ الآثار والمصادر التي تتحدّث عن شهادة الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه وعن تاريخ عاشوراء، سواءً كانت بعنوان (المقتل) أو أيّ عنوان آخر.

وأيضاً فإنّ محور موضوعنا يتضمّن المصادر المهمّة والمعتدّ بها، التي تتحدّث عن وقائع عاشوراء, وتمتاز بالقدم الزمانيّ سواءً كانت تصنيفات في تاريخ الأئمّة, أو التواريخ العامّة, أو المصادر التي تبحث في حال التراجم وأصحاب السير.

الأمر الثاني: إنّ كلّ ما تناوله هذا البحث حول الآثار التي تتحدّث عن واقعة عاشوراء والتي تتمتّع بالخصائص المذكورة، إنّما هو ما كان مصنّفاً إلى القرن السابع فقط, لأنّ البعض من روايات ومنقولات هذه الكتب قد نُقلت من مصادر تاريخيّة قديمة لم يبق منها أيّ أثر، وأمّا مصنّفات القرن الثامن وما بعده فقد سلمت من ذلك الواقع.


  11


وبعبارة أخرى فإنّ بعض المقاتل والمصادر القديمة مثل مقتل: هشام الكلبيّ، وابن أبي الدنيا، وأبي عبيد القاسم بن سلام الهرويّ، وأبي عبيدة معمّر بن المثنّى و... فقد كانت كلّها متوفّرة لدى مصنّفي المقاتل، وكتّاب السيرة الكربلائيّة، حيث استفادوا من تلك المقاتل في كتبهم بحيث إنّه لو غضضنا النظر عن هذه الكتب فإنّنا, في الواقع, سنفقد قسماً من روايات ومنقولات تلك المصادر القديمة التي لم يبق منها إلّا اسمها.

وأمّا الأخبار الواردة في مصنّفات القرن الثامن وما بعده, أو تلك الروايات المنقولة عن المصادر القديمة المتوفّرة, أو المصادر المتأخّرة, فإمّا أنّ اعتبارها يعتمد على اعتبار مصادرها وإمّا أنّها غير مسندة فلا اعتبار لها ولا يمكن الإستشهاد بها.

قبل الشروع بهذه المرحلة نبيّن المعنى اللغويّ والاصطلاحيّ لعبارة (المقتل).

المقتل في اللغة والاصطلاح
- (مقتل) على وزن مَفعل، إسم مكان من مادّة (قتل) بمعنى مكان القتل2.
- وأمّا في اصطلاح علم التاريخ, فالمراد من (مقتل الحسين عليه السلام ) نوع من السرد التاريخيّ الذي يشرح حال شهادة الإمام الحسين عليه السلام وأنصاره، وبكلمة واحدة هو دراسة واقعة كربلاء من أوّلها إلى آخرها.

وواضح أنّ إطلاق عنوان (المقتل) على الكثير من الآثار المذكورة هو باعتبار أنّ مصنّفي المقاتل ومؤرّخي واقعة عاشوراء، قد جمعوا كلّ الأخبار والروايات التي تتحدّث عن واقعة عاشوراء، وكيفيّة القتال فيها، واستشهاد الإمام الحسين عليه السلام مع أنصاره، في مكان واحد وكتاب واحد. ولذلك فإنّ التعبير (مقتل الحسين عليه السلام) بمعنى المكان الذي جُمعت فيه الأخبار الواردة حول واقعة عاشوراء، ولا سيّما شهادة الإمام الحسين عليه السلام .


  12


السير التاريخيّ في تصنيف المقاتل وحادثة عاشوراء في العالم الإسلاميّ:
كما سبق ذكره، يمكن تقسيم البحث العامّ، حول تاريخ كتابة المقاتل وسرد واقعة عاشوراء، إلى مرحلتين ومقطعين زمانيّين اثنين:
المقطع الأوّل: (من القرن الثاني إلى القرن السابع):
القسم الأوّل: التعريف الإجماليّ بالمقاتل والمصنّفات العاشورائيّة: في هذه المرحلة الزمانيّة بدأت المؤلّفات الكربلائيّة صعوداً من الناحية الكمّيّة ثمّ ذهبت نزولاً. كانت أعلى نسبة من التصنيف في هذا المقطع الزمنيّ خلال القرن الثالث والرابع، ثمّ بدأت بعد القرن الرابع بالاضمحلال.

نحن هنا، سنشرع بذكر الآثار التي صنّفها مؤلّفو المقاتل ومؤرّخو السيرة العاشورائيّة حسب الترتيب الزمنيّ، سواءً ما طبع منها أو ما هو موجود من نسخها المخطوطة في المكتبات العالميّة، أو التي لم يبق منها إلّا اسمها، أو بقي منها روايات منقولة في بعض المقاتل المتأخّرة. ونبدأ على النحو الآتي:
1- آثار القرن الثاني:
1- (مقتل الحسين عليه السلام) جابر بن يزيد الجعفيّ. كان من أصحاب الإمام الباقر عليه السلام والإمام الصادق عليه السلام وتوفّي في العام 3128.
2- (تسمية من قُتل مع الحسين عليه السلام من ولده وإخوته وأهل بيته وشيعته) الفضيل بن الزبير الرسان الكوفيّ (من أصحاب الإمام الباقر عليه السلام والإمام الصادق عليه السلام).
3- (مقتل الحسين عليه السلام) القاسم بن الأصبغ بن نباتة المجاشعيّ.


  13


من المشهور أنّ أقدم المقاتل هو ما كتبه الأصبغ بن نباتة، وقد اعتبر الشيخ الطوسيّ أيضاً بأنّ كتاب مقتل الحسين بن عليّ عليه السلام هو من مصنّفات الأصبغ بن نباتة4. ولكن بالرغم ممّا نقله الشيخ الصدوق بأنّ الأصبغ بن نباتة قد أدرك شهادة الإمام الحسين عليه السلام 5 إلّا أنّ الأخبار والنصوص التاريخيّة لم تنقل عنه أيّة رواية حول واقعة عاشوراء، بل الذي نقل في بعض الأخبار حول هذا الأمر هو عن ابنه القاسم, وعليه فالظاهر أنّ الأثر المسمّى بالمقتل هو للقاسم بن الأصبغ الذي يروي بعض الأخبار حول حادثة كربلاء. وهذا ما نجده أيضاً عند الطبريّ6، وأبي الفرج الأصفهانيّ7، والشيخ الصدوق8، وسبط بن الجوزيّ9 حيث ينقلون عنه أخباراً بوساطة واحدة أو عدّة وسائط.

4- ما رُوي عن الإمام الباقر عليه السلام والإمام الصادق عليه السلام حول مقتل الإمام الحسين عليه السلام:
إنّنا لو غضضنا الطرف عن الروايات القصيرة الواردة عن الأئمّة عليهم السلام حول حادثة كربلاء، في الجوامع الروائيّة، فإنّنا نجد أحياناً بعض الروايات المطوّلة التي تعتبر بحدّ ذاتها في عداد المقاتل. ومن جملة ذلك الحديثُ المفصّل الذي نقله الشيخ الصدوق في أماليه مسنداً عن الإمام الصادق عليه السلام . إنّ هذا الحديث يتضمّن مراحل مختلفة من واقعة كربلاء منذ انطلاقتها في المدينة المنوّرة، بعد هلاك


  14


معاوية ومحاولة والي المدينة أخذ البيعة ليزيد، إلى حين شهادة الإمام عليه السلام, ثمّ يتناول جزءاً من وقائع أسر أهل البيت عليهم السلام ومجلس ابن زياد10.

وكذلك رواية عمّار الدهنيّ عن الإمام الباقر عليه السلام حول نهضة الإمام الحسين عليه السلام من أوّلها إلى آخرها مع حادثة أسر أهل البيت عليهم السلام في الشام ورجوعهم إلى المدينة المنوّرة، وحادثة خروج مسلم بن عقيل أيضاً، فإنّ هذا الخبر يعدّ من هذا القسم من الروايات11.

5- مقتل الحسين عليه السلام: عمّار بن أبي معاوية البجليّ الدهنيّ المعروف باسم عمّار الدهنيّ (م 1333 هـ).
لم يذكر أحدٌ من المؤرّخين وعلماء الرجال المتقدّمين مصنّفاً أو رسالة حول واقعة عاشوراء لعمّار الدهنيّ باسم (مقتل الحسين عليه السلام) إلّا أنّه - وكما أُشير سابقاً - فإنّ الطبريّ قد نقل في تاريخه، ضمن عدّة صفحات، خبراً مطوّلاً نسبيّاً، عن عمّار الدهنيّ، حول واقعة عاشوراء من بدايتها إلى نهايتها.

وكذلك ما رُوي عنه من أخبار، في مصادر أخرى، حول هذه الواقعة12، وهذا ممّا يدلّ على أنّ للدهنيّ كتاباً مستقلّاً باسم المقتل- ولو مختصراً- كما هو ثابت عند كثيرٍ من المصنّفين المتقدّمين، وقد نصّ على ذلك أيضاً بعض المحقّقين المعاصرين ونسب للدهنيّ مقتلاً13.

6- مقتل الحسين: أبو مخنف لوط بن يحيى الأزديّ14 (م 157 هـ).


  15


2- آثار القرن الثالث:
يُعتبر القرن الثالث المرحلة الأقوى في كتابة المقاتل والمصنّفات العاشورائيّة، من جهة الكمّ والعدد. ومن الواضح أنّ كتابة المقتل تقع أيضاً- مثل بقيّة الفروع العلميّة- تحت تأثير الظروف العامّة، ففي هذا القرن ظهرت المصنّفات بأنواعها المختلفة، ومنها الجوامع الروائيّة. وقد بُذلت الجهود الكبيرة في هذا القرن لتأليف المقاتل سواءً على يد الشيعة أو السنّة، وكان بعضها مصدراً لكثير من المؤلّفات التي ظهرت فيما بعد، وإن كان ما وصل إلينا هو النزر اليسير منها إذ إنّ أغلبها قد فُقد.

إنّ من بين المحدّثين والمؤرّخين الشيعة والسنّة الذين نُسب إليهم- كما ورد في المصادر الرجاليّة المتقدّمة- كتبٌ تحت عنوان (مقتل الحسين عليه السلام) أو ما هو قريب منه في ذلك القرن، يمكن ذكر ما يلي:
1- مقتل الحسين عليه السلام - هشام بن محمّد الكلبيّ15 (م 204 أو 206 هـ).
2- مقتل الحسين عليه السلام - محمّد بن عمر الواقديّ16 (م 207 هـ).
3- مقتل الحسين عليه السلام - أبو عبيدة معمّر بن المثنّى17 (م 209 هـ).

وقد نقل السيّد ابن طاووس خبراً عن هذا المقتل في كتابه الملهوف، حسب ما ورد في إحدى نسخه18.


  16


4- مقتل الحسين عليه السلام - زحم بن مزاحم المنقريّ19 (م 212 هـ).
5- مقتل الحسين عليه السلام - أبو عبيدة قاسم بن سلام الهرويّ20 (م 223 أو 224 هـ). وسيأتي معنا أن ابن عبد ربّه21 قد روى هو ومحمّد بن أحمد بن تميم22 طائفة من أخبار هذا المقتل.
6- مقتل الحسين بن عليّ عليه السلام 23 أو السيرة في مقتل الحسين عليه السلام 24 أبو الحسن عليّ بن محمّد المدائنيّ البغداديّ (م 224- أو 225 هـ).
وقد نقل عنه أبو الفرج الأصفهانيّ25- وسبط ابن الجوزيّ26 وجمال الدّين يوسف المزّيّ27.
7- ترجمة الحسين عليه السلام ومقتله من الطبقات الكبرى، محمّد بن سعد (م 230 هـ).
8- كتاب المقتل: أحمد بن حنبل (م 241 هـ).
وقد روى ابن شهرآشوب خبراً من هذا المقتل28.
9- مقتل الحسين عليه السلام - إبراهيم بن إسحاق النهاونديّ29 (م 269 هـ).
10- كتاب المقتل - عبد الله بن عمرو الورّاق (م 274 هـ)30. وقد أورد سبط ابن


  17


الجوزيّ في بعض مصنّفاته خبراً عن هذا المقتل31.
11- مقتل الحسين بن عليّ عليه السلام: ابن قتيبة الدّينوريّ32 (م 276 هـ).
وذكر أيضاً في كتاب (الإمامة والسياسة) المنسوب إليه، أخباراً بما يقرب من ثماني صفحات حول نهضة الإمام الحسين عليه السلام تشبه كثيراً الأخبار التي نقلها حول ذلك ابن عبد ربّه في العقد الفريد33.

12- ترجمة ومقتل الإمام الحسين عليه السلام (المجلّد الثالث من مجموعة ثلاثة عشر مجلّداً باسم أنساب الأشراف). أحمد بن يحيى بن جابر البلاذريّ (م 279 هـ).
13- مقتل الحسين عليه السلام أبو بكر عبد الله بن محمّد بن عبيد بن سفيان بن قيس القرشيّ الأمويّ المعروف بابن أبي الدنيا34 (م 281 هـ).

استفاد عبد الرحمن بن الجوزيّ35 وابن عساكر36 من الأخبار الواردة في هذا المقتل- وقد كان هذا الكتاب موجوداً عند سبط بن الجوزيّ (القرن السابع) الذي نقل عنه أخباراً في عدّة مواضع من كتابه37.

14- رواية النهضة الكربلائيّة في الأخبار الطوال- أبو حنيفة الدّينوريّ (م 282 هـ).
15- مقتل الحسين عليه السلام - أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن سعيد الثقفيّ الكوفيّ صاحب كتاب الغارات38 (م 283 هـ).


  18


16- مقتل الحسين عليه السلام - حسن بن سهل المجوز البصريّ39 (م 290 هـ)40.
17- مقتل الحسين عليه السلام - أبو عبد الله محمّد بن زكريا الغلابيّ البصريّ البغداديّ41 (م 298 هـ).
روى ابن عساكر عنه خبراً حول قبر الإمام الحسين عليه السلام 42.

3- آثار القرن الرابع:

1- مقتل الحسين عليه السلام - محمّد بن سليمان الكوفيّ43 (كان على قيد الحياة إلى سنة 300 هـ).
2- مقتل الحسين عليه السلام 44 أو مولد الحسين بن عليّ عليه السلام ومقتله45: أبو الفضل سلمة بن الخطّاب البراوستانيّ الأزدورقانيّ (م 301 هـ).
3- رواية النهضة العاشورائيّة في كتاب تاريخ الأمم والملوك: محمّد بن جرير الطبريّ (م 310 هـ).
4- مقتل الحسين عليه السلام - أبو القاسم في كتاب الفتوح- أحمد محمّد بن عليّ بن الأعثم الكوفيّ- م 314 هـ).
5- مقتل الحسين عليه السلام - أبو القاسم عبد الله بن محمّد البغويّ46 (م 317 هـ).
وقد نقل ابن عساكر47 عنه بعض الأخبار حول الإمام الحسين عليه السلام .
6- مقتل الحسين عليه السلام - أبو جعفر محمّد بن يحيى العطّار القمّي48 (م 328 هـ).


  19


7- نهضة عاشوراء في كتاب العقد الفريد- أحمد بن محمّد بن عبد ربّه الأندلسيّ (م 328 هـ).
8- مقتل الحسين عليه السلام وذكر الحسين عليه السلام - أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى بن أحمد عيسى الجلوديّ الأزديّ البصريّ49 (م 332 هـ).

9- نهضة عاشوراء في كتاب المحن- أبو العرب محمّد بن أحمد بن تميم التميميّ (م 333 هـ).
10- مقتل الحسين - أبو الحسين عمر بن الحسن الشيبانيّ القاضي المعروف بابن الأشنانيّ البغداديّ50 (م 339 هـ).

11- رواية النهضة الكربلائيّة في مروج الذهب ومعادن الجوهر- أبو الحسن عليّ بن الحسين بن عليّ المسعوديّ (م 346 هـ).
12- رواية واقعة كربلاء في كتاب البدء والتاريخ- مطهّر بن الطاهر المقدسيّ (المتوفّى بعد سنة 355 هـ).

13- رواية نهضة عاشوراء في مقاتل الطالبيّين- أبو الفرج الأصفهانيّ51 (م 356 هـ).
14- مقتل الحسين عليه السلام - سليمان بن أحمد حافظ الطبرانيّ (م 360 هـ).

يعدّ الطبرانيّ من محدّثي القرن الرابع الكبار، وله كتابان مهمّان في الحديث، أحدهما المعجم الكبير، والثاني المعجم الأوسط، وذكر ابن منده (م 475 هـ) للطبرانيّ عند ترجمته، كتاباً باسم (مقتل الحسين عليه السلام)52 وقد فُقد هذا الكتاب مع مرور الزمن، ولم يبق منه أيّ أثر، وأمّا الموجود بين أيدينا فهو جزء مستخرج


  20


من المجلّد الثالث لكتابه المعجم الكبير53 وقد طبع لأوّل مرّة ضمن كتاب بعنوان الحسين عليه السلام والسنّة، مع تحقيقات عليه للسيّد عبد العزيز الطباطبائيّ.

ورد في هذا الكتاب 148 رواية، تتضمّن كلّ واحدة منها شيئاً من حياة الإمام الحسين عليه السلام وفضائله، أو من واقعة كربلاء، أو الكرامات والمعجزات التي حصلت بعد شهادة الإمام عليه السلام .

وقد طبع هذا القسم أيضاً من المعجم بصورة مستقلّة تحت عنوان (مقتل الحسين بن عليّ ابن أبي طالب عليه السلام) مع تحقيقات لمحمّد شجاع ضيف الله، وقد امتاز تحقيقه من تحقيقات الطباطبائيّ بإضافة ثلاثين رواية تتحدّث عن الإمام الحسين عليه السلام .

من الواضح أنّ هذا القسم المستخرج من المعجم لا يعتبر مقتلاً بالمعنى المعروف والمصطلح، ولكن حيث إنّ هذه الروايات تتمتّع بميزة القدم الزمانيّ ونقلها الطبرانيّ أيضاً بشكل مسند، فإنّها تستحقّ الاهتمام والتوجّه والدراسة.

15- مقتل الحسين عليه السلام - الشيخ الصدوق54 (م 381 هـ).
مع ملاحظة انتشار مذهب المحدّثين بين العلماء القميّين، فقد كان مقتل الشيخ الصدوق يعدّ كتاباً حديثيّاً مثل بقيّة كتبه الروائيّة، وقد نقل أغلب الروايات- إن لم نقل جميعها- مسندة إلى المعصومين عليهم السلام لا سيّما الإمام السجّاد عليه السلام والإمام الصادق عليه السلام والإمام الرضا عليه السلام, ولو أخذنا بعين الاعتبار الاحتياط الذي كان موجوداً عند محدّثي حوزة قمّ في القرن الثالث والقرن الرابع- حيث كانوا يرفضون الأحاديث


  21


الضعيفة، بل وينتقدون المحدّثين الذين ينقلونها - فهذا يعني أنّ هذا المقتل، بالمقارنة مع المقاتل الأخرى، يحتوي على مقدار قليل من الأحاديث والروايات غير المعتبرة55 وقد بقي هذا المقتل متداولاً حتّى القرن السادس، ونقل عنه ابن شهرآشوب56.

16- مقتل الحسين عليه السلام - محمّد بن عليّ بن فضل بن تمام بن شهريار الأصغر الملقّب بـ (سكين)57 (عاش في حدود 381 هـ).
17- مقتل الحسين عليه السلام - أبو جعفر محمّد بن أحمد يحيى الأشعريّ القمّي58 (القرن الرابع الهجري).

18- كتاب المقتل - محمّد بن إبراهيم بن يوسف الكاتب الشافعيّ (ولادته 281 ق. وفاته القرن الرابع)59.
19- نهضة سيّد الشهداء الحسين بن عليّ عليه السلام وانتقام المختار برواية الطبريّ وإعداد أبي عليّ محمّد بن محمّد البلعميّ (القرن الرابع الهجري)60.
20- مقتل الحسين عليه السلام - المصنّف مجهول61.

4- آثار القرن الخامس:
1- مقتل الحسين عليه السلام - أبو عبد الله الحاكم النيشابوريّ62 (م 405 هـ).


  22


2- سيرة الإمام الحسين عليه السلام ونهضته في كتاب الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد - الشيخ المفيد (م 413 هـ).
3- فصل تاريخ عاشوراء من كتاب تجارب الأمم وتعاقب الهمم - أبو عليّ مسكويه الرازيّ (م 421 هـ).

4- مقتل الحسين بن عليّ عليه السلام - أبو زيد عمارة بن زيد الخيوانيّ الهمدانيّ63 (المتوفّى قبل 450 هـ).
5- مقتل الحسين عليه السلام - الشيخ الطوسيّ64 (م 485 أو 460 هـ).

6- مقتل الحسين عليه السلام - أبو الحسن أحمد بن عبد الله البكريّ (القرن الخامس)65.

5- آثار القرن السادس:
1- مقتل الحسين عليه السلام - أبو المؤيّد موفّق بن أحمد الخوارزميّ (م 568 هـ).
2- مقتل الأئمّة عليهم السلام (فارسي) أبو المؤيّد موفّق بن أحمد الخوارزميّ- نقل كمال الدّين حسين بن عليّ الواعظ الكاشفيّ (م 910 هـ) في كتابه روضة الشهداء حول أحداث نهضة عاشوراء، مطالب متنوّعة في عدّة مواضع، عن كتاب تحت عنوان (نور الأئمّة) للخوارزميّ66. والسؤال الذي يُطرح هنا، هل إنّ الكتاب المذكور هو ترجمة مقتل الخوارزميّ, أم أنّ الخوارزميّ صنّف كتاباً آخر للناطقين باللغة الفارسيّة؟

إنّ الإجابة القطعيّة عن هذا السؤال لا يمكن أن تكون سهلة ودقيقة، من خلال


  23


بحث سطحيّ ومقارنة إجماليّة سريعة، لأنّ بعض الأخبار التي نقلها الكاشفيّ عن الكتاب المذكور تشبه إلى حدّ كبير بعض المطالب الواردة في مقتله67، وفي المقابل هناك روايات أخرى منقولة إمّا أنّها غير موجودة أصلاً في مقتله68 وإمّا أنّها لا تشبه أبداً متن الأشعار العربيّة الواردة في المقتل، وذلك مثل الترجمة الفارسيّة للأشعار69.

3- مقتل الحسين عليه السلام - السيّد نجم الدّين محمّد بن أمير كا ابن أبي الفضل الجعفريّ القوسينيّ70 (المتوفّى قبل 585 هـ).
4- سيرة الإمام الحسين عليه السلام ومناقبه وفضائله ونهضة عاشوراء من كتاب: مناقب آل أبي طالب عليهم السلام - ابن شهرآشوب (م 588 هـ).
5- ترجمة ريحانة رسول الله الإمام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق- أبو القاسم عليّ بن الحسن بن هبة الله المشهور بـ (ابن عساكر الدمشقيّ) (م 571 هـ).
6- مقتل الحسين عليه السلام - أبو القاسم مجير الدّين محمود بن مبارك بن عليّ بن مبارك الواسطيّ البغداديّ71 (م 592 هـ).
7- نهضة الإمام الحسين عليه السلام المأخوذ من كتاب الفتوح لابن الأعثم، ترجمة محمّد بن أحمد المستوفي الهرويّ72 (ترجم في عام 596 هـ).


  24


8- مقتل الشهداء (فارسي) - أبو المفاخر الرازيّ73- كان الرازيّ من شعراء القرن السادس الناطقين باللغة الفارسيّة، ومقتله هذا يعتبر أهمّ أثر ومصنّف له، والظاهر أنّ المؤلّف قد أورد الكثير من أحداث واقعة كربلاء بقالب شعريّ.

وقد كان له سهم كبير في المقاتل الواردة باللغة الفارسيّة74، بسبب ترجمته للأرجوزات والأشعار التي أنشدها أصحاب الإمام الحسين عليه السلام. هذا المصنّف كان موجوداً لدى الكاشفيّ مؤلّف كتاب روضة الشهداء، حيث نقل عنه الكثير من الأشعار75 وأوردها في مواضع متعدّدة من كتاب الروضة76.

6- آثار القرن السابع:
1- رواية النهضة العاشورائيّة في الكامل في التاريخ- عزّ الدّين أبو الحسن عليّ بن أبي كرم المعروف بـ (ابن الأثير).
2- مثير الأحزان - نجم الدّين محمّد بن جعفر، المشهور بـ (ابن نما الحلّي) (م 45 هـ).

3- نهضة عاشوراء في كتاب الحدائق الورديّة في مناقب الأئمّة الزيديّة حميد ابن أحمد بن محمّد المحلّى (م 652 هـ).
4- درر السمط في خبر السبط - لكاتبه محمّد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعيّ، المعروف بـ (ابن أبار البلنسيّ) (م 658 هـ).

5- مقتل الحسين عليه السلام - عزّ الدّين أبو محمّد عبد الرزاق بن رزق الله ابن أبي بكر بن خلف الجزريّ- المشهور بـ (الرسعنيّ)77 (م 661 هـ).


  25


6- الباب الخاصّ بالإمام الحسين عليه السلام من تذكرة الخواصّ من الأمّة بذكر خصائص الأئمّة - سبط بن الجوزيّ (م 654 هـ).
7- ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من كتاب بغية الطلب في تاريخ حلب، أحمد ابن أبي جرادة الحلبيّ المشهور بـ (ابن العديم) (م 660 هـ).

8- الملهوف على قتلى الطفوف - السيّد رضيّ الدّين أبو القاسم عليّ بن موسى بن جعفر بن طاووس (م 664 هـ).
9- رواية حادثة عاشوراء ومناقبها وأحداثها حسب ما ورد في كتاب كشف الغمّة في معرفة الأئمّة عليهم السلام - عليّ بن عيسى الأربليّ (م 692 هـ).

10- ذكر واقعة عاشوراء بناءً على ما ورد في كتاب الكامل للبهائيّ في السقيفة- عماد الدّين الطبريّ (كان حيّاً إلى سنة 701 هـ).

كتب المراثي والعزاء:
مع مراجعة الآثار المصنّفة حول واقعة كربلاء في هذه المرحلة الزمنيّة، نصادف بعض الأحيان مؤلّفات لا تتحدّث عن تاريخ عاشوراء، ولكن باعتبار أنّها تتضمّن أشعاراً في رثاء وعزاء الإمام الحسين عليه السلام وتمتاز بالقدم الزمنيّ الخاصّ، بل إنّ أهل البيت عليهم السلام قد مدحوا بعض هؤلاء الشعراء، فقد أوردنا ذكرها هنا على النحو الآتي:
1- المراثي- أبو رميح عمير بن مالك الخزاعيّ (المتوفّى قريباً من سنة 100 هـ)78.
2- كتاب المراثي - جعفر بن عفّان الطائيّ (م 150 هـ) وهو من أعظم شعراء الشيعة في الرثاء على عهد الإمام الصادق عليه السلام وقد أثنى عليه الإمام عليه السلام بسبب الأشعار التي أنشدها في رثاء الإمام الحسين عليه السلام بين يدي الإمام


  26


الصادق عليه السلام 79 - حسب رأي ابن النديم فإنّ كتاب الطائيّ في المراثي يصل إلى مائتين من الصفحات80.

3- مراثي الحسين عليه السلام - أبو عبد الله محمّد بن زياد الأعرابيّ (م 230 هـ). هذا الأثر حسب تصريح الشيخ آغا بزرك الطهرانيّ، يوجد منه نسخة في المكتبة الخديويّة لدار الكتب المصريّة. وقد طبع مع مقدّمة وتعليقات عليه لأحد المحقّقين والباحثين الإنكليز81.

4- مراثي الحسين عليه السلام - إبن حمّاد بن عمر بن كليب مولى بني عامر بن صعصة الذي عاصر عهد بني أميّة وبني العبّاس معاً82.
5- كتاب المراثي - محمّد بن عمران المزربانيّ الخراسانيّ (م 384 هـ). يحتوي هذا الكتاب على ما يقرب من (500) صفحة83.

القسم الثاني: التعريف والتقييم للمقاتل والمصنّفات العاشورائيّة، من بداية القرن الثاني إلى القرن السابع.
كما سبق معنا في بداية هذه المقالة، فإنّ بعض الآثار المتضمّنة للتاريخ العاشورائيّ بقيت مَصونة من حوادث الزمان الغادرة، ونحن هنا نحاول ذكرها، والتعريف بها وبيان خصائصها، على الشكل الآتي:
1- تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام من ولده وإخوته وأهل بيته وشيعته، الفضيل ابن الزبير الأسديّ الرسّان الكوفيّ84.
أحصى الفضيل في هذا الكتاب أسماء الأشخاص الذين قتلوا مع الإمام عليه السلام


  27


وفي بعض الأحيان كان يذكر أيضاً أسماء القتلة. في البداية ذكر أسماء عشرين من شهداء أهل البيت عليهم السلام وعلى رأسهم الإمام الحسين عليه السلام ثمّ أورد أسماء (86) من الأصحاب ليصبح المجموع (106) من الشهداء85، وقد أشار في الختام إلى حال الأسر الذي حصل لأهل البيت عليهم السلام وبعض الخطابات التي وردت عنهم عليهم السلام .

والملاحظ في روايات الفضيل بن الزبير وجود أخبار نادرة وغريبة، على سبيل المثال نجده مع اعترافه بمرض الإمام السجّاد عليه السلام إلّا أنّه ينقل مشاركته في بعض ميادين معركة كربلاء86.

وعلى الرغم من كون المصنّف محدّثاً من أصحاب الإمام الخامس والسادس إلّا أنّه - حسب رأي بعض علماء الرجال- زيديّ المذهب ومن الأصحاب البارزين المبلّغين بالمذهب الزيديّ87 ولكن مع ذلك فقد عدّوه ممدوحاً أو موثّقاً. سنة وفاته غير معلومة، وإن كان لا بدّ أن تكون في النصف الثاني من القرن الثاني. ثمّ إنّ الوصول إلى هذا الأثر غير ممكن في زماننا الحاضر إلّا عن طريق كتاب الأمالي الخميسيّة، لمؤلّفه يحيى بن حسين (م 479 هـ)88. وكتاب الحدائق الورديّة89، لمصنّفه حميد بن أحمد بن محمّد المحلّى (م 652 هـ).

2- مقتل الحسين عليه السلام لأبي مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم الأزديّ الغامديّ (م 157 هـ)
90.


  28


وهو أيضاً من مؤلّفي المقاتل في القرن الثاني، وقد عُدّ أبو مخنف عبر التاريخ أشهرهم وأقدمهم بعد تصنيفه كتاب (مقتل الحسين عليه السلام). وهو بالرغم من نشوئه في عائلة وبيئة شيعيّة (بالمعنى السياسيّ للتشيّع ومحبّة أهل البيت عليهم السلام) إلّا أنّ تشيّعه ليس ثابتاً، فقد قال النجاشيّ (عالم الرجال الشيعيّ المعروف) في كتابه الرجاليّ: شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة ووجههم. ولم يقل (شيخ أصحابنا) ولذا فإنّ كلامه لا يدلّ على تشيّعه91.

وذكر بعض المحقّقين قرينة أخرى على عدم تشيّعه (بالمعنى العقائديّ) هي عدم اتّهام علماء الرجال من أهل السنّة له بالرفض، كما كان متعارفاً عندهم تجاه الشيعة92. وصرّح أيضاً ابن أبي الحديد بعدم تشيّعه93, وقال طائفة من علماء الرجال بتشيّعه، ودليلهم على ذلك هو اتهام علماء الرجال من غير الشيعة له بالتشيّع94.

في كلّ الأحوال، وبغضّ النظر عن الرجل فإنّ مدح النجاشيّ له بقوله: (وكان يسكن إلى ما يرويه) يدلّ على وثاقته95.

ولأبي مخنف آثار عديدة، يعتبر أكثرها فريداً من نوعه حيث يتناول الأحداث المهمّة من القرن الأوّل والثاني، ومن بين هذه المصنّفات كتاب (مقتل الحسين عليه السلام) الذي يمتاز ببعض الخصائص من بقيّة الآثار، ونحن نذكرها على الشكل الآتي:
أوّلاً: أهمّيّة الموضوع، فإنّ حادثة كربلاء لها موقع خاصّ- لا سيّما عند الشيعة- من بين جميع الوقائع.


  29


ثانياً: القرب الزمانيّ للمؤلّف والكتاب أيضاً من واقعة كربلاء، فقد كان أبو مخنف ينقل روايات هذا الكتاب مباشرة عن شهود عيان أو بوساطةٍ واحدة أو اثنتين، وهذه ميزة غير متوفّرة في المقاتل المدوّنة في الأزمنة المتأخّرة عن تلك المرحلة.

ثالثاً: اهتمام من تأخّر عنه من المؤرخّين بهذا الأثر- سواءً من الشيعة أو السنّة- حيث قاموا بنقل جميع رواياته أو معظمها، ومنهم تلميذ أبي مخنف هشام بن محمّد بن السائب الكلبيّ (م 204 أو 206 هـ). ومن بعده محمّد بن جرير الطبريّ (م 310 هـ) وأبو الفرج الأصفهانيّ (م 356 هـ) والشيخ المفيد (413 هـ) وسبط بن الجوزيّ (م 654 هـ).

رابعاً: رتبة المصنّف، وهي حسب قول النجاشيّ- (شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة) - وله روايات تاريخيّة كثيرة فريدة من نوعها.

وأمّا الحديث عن الزمان الذي كتب فيه أبو مخنف هذا المقتل، فيمكن القول طبقاً لبعض القرائن، إنّ تدوينه كان في العقد الثالث من القرن الثاني، فهو عند نقله خبراً عن دخول مسلم بن عقيل إلى دار المختار بن أبي عبيدة الثقفيّ في الكوفة يقول: إنّ هذه الدار تعرف اليوم بدار مسلم بن المسيّب96 الذي كان عاملاً ليوسف بن عمر على شيراز سنة 128 هـ97.

وكتب اليعقوبيّ في خصوص هذه المرحلة الزمنيّة قائلاً: بعد شهادة زيد بن عليّ سنة (121 هـ) بدأ الشيعة في خراسان من العبّاسيّين والعلويّين بالتحرّك والثورة في وجه السياسة الأمويّة، وقد جمعوا أتباعاً كُثُراً، ومن الأمور التي قاموا بها فضح جرائم بني أميّة التي ارتكبوها مع أهل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وكانوا أيضاً يتذّكرون كتب الملاحم بين الناس98 طبعاً المقصود من هذا النوع من الكتب هو كتب معارك وحروب المسلمين التي كان من أبرزها المقاتل


  30


ولا سيّما مقتل الإمام الحسين عليه السلام . ويظهر أنّ أبا مخنف قد وجد تلك المرحلة الزمنيّة مناسبة جدّاً من جهة الظروف والشرائط لتصنيف المقتل. وهذا ما ذكره بعض المحقّقين حيث قال: إنّ بعض مدّعي الخلافة من بني العبّاس قد شجّع وحثّ أبا مخنف على التشهير ببني أميّة ونشر جناياتهم ومفاسدهم، هذا من جهة.

ومن جهة أخرى كان الضعف والأفول لدولة بني أميّة قد بدأ، ممّا هيّأ أجواء مناسبة لأمثال أبي مخنف من أجل بثّ جرائم ومثالب بني أميّة في حقّ أهل البيت عليهم السلام من خلال جمع أخبار واقعة عاشوراء في مقتله99.

بناءً على ذلك يمكن القول بأنّ مقتل أبي مخنف قد صنّف مقارناً تقريباً مع تصنيف جابر ابن يزيد الجعفيّ لمقتله.

ولكن للأسف فإنّ هذا المقتل فُقِد مع مرور الزمن، ولولا بعض المصادر التي نقلت عنه الأخبار مثل: تاريخ الطبريّ، ومقاتل الطالبيّين لأبي فرج الأصفهانيّ، والإرشاد للشيخ المفيد, وتذكرة الخواصّ لسبط بن الجوزيّ، لما بقي في زماننا المعاصر من هذا المقتل إلّا اسمه، كما وقع للكثير من المقاتل الأخرى.

وليس بعيداً أن يكون السبب الأساس لاندثار مثل هذا المقتل هو إقدام تلميذ أبي مخنف هشام بن محمّد على نقل كلّ روايات مقتل أستاذه، أو على الأقلّ معظمها في مقتله هو وبنفس الاسم أيضاً (مقتل الحسين عليه السلام) لأنّ هذا الأمر سيتسبّب بنسيان تدريجيّ لمقتل أبي مخنف لدى المؤرّخين ومصنّفي المقاتل خلال القرون اللاحقة.

الأمر الآخر الذي يقال ها هنا، أنّ كلّ عمل وإنجاز مهمّ ومميّز على مدى الزمان كان يصاب بأضرار مع مرور الأيّام، وهذا ما حصل لمقتل أبي مخنف، إذ لم يسلم من تلك الأضرار أيضاً، فنحن نجد بعض المصنّفين منذ القرن السادس وما بعده، ومن أجل أن يقنعوا قرّاء كتبهم وبأيّة وسيلة بما يروونه من الأخبار والأحاديث


  31


الضعيفة، كانوا ينسبون تلك المنقولات إلى أبي مخنف100.

وقد وصل الحال إلى حدّ تصنيف كتاب منسوب إلى أبي مخنف باسم (مقتل الحسين عليه السلام) بسبب فقدان الكتاب الأصليّ للمقتل، وثَمَّ فرق فاحش بين ما يتضمّنه هذا الكتاب وبين ما ورد من الأخبار المنقولة عن أبي مخنف في المصادر التي سبق ذكرها.

هذا، مضافاً إلى الأخطاء الواضحة الموجودة في هذا الكتاب المنسوب إلى أبي مخنف101 والذي لا يُعلم زمان كتابته بشكل دقيق، وإن كان بعض المحقّقين يعتقد أنّ تاريخ تأليفه هو في العهد الصفويّ102. ومن المظنون أنّ هذا الكتاب كانت طباعته الحجريّة الأولى في سنة (1275 هـ) بخطّ محمّد رضا الخوانساريّ في طهران، مع كتاب الملهوف ومهيّج الأحزان في مجلّد واحد103.

وقد ترجم هذا الكتاب أيضاً- حسب معلوماتنا- إلى لغة الأردو مرّة، واللغة الفارسيّة مرّتين، الأولى سنة 1332هـ- على يد محمّد طاهر بن محمّد باقر الموسويّ الدزفوليّ في مجلّد واحد، مع كتاب أخذ الثار في أحوال المختار، الذي يُنسب أيضاً إلى أبي مخنف في (240) صفحة.

والثانية سنة (1405 هـ) بعنوان (مقتل الحسين عليه السلام ) في مجلّد واحد مع كتاب أخذ الثار في (317) صفحة104.
وقد بذلت جهود، في السنوات الأخيرة، من أجل جمع وتجديد آثار ومصنّفات أبي مخنف، ومن جملة ذلك ما قام به بعض المحقّقين من إحياء مقتله، تحت


  32


عنوان (وقعة الطفّ) من خلال الروايات والأخبار المنقولة عن المقتل والواردة في المصادر التي سبق تعدادها105.

وهنا أمر آخر يجدر ذكره، وهو أنّ بعض المحقّقين قد صرّح بوجود أربع نسخ خطّيّة من (مقتل الحسين عليه السلام ) في مكتبة (كوته) الرقم (1836) وفي برلين (الرقم 159- 160) وليدن (الرقم 792) وسنت بطرزبورك (الرقم 78)- وعلى الرغم من تشكيك بعض المستشرقين بانتساب هذه المخطوطات إلى أبي مخنف إلّا أنّ أحداً لا يستطيع التشكيك في القدم الزمانيّ الخاصّ الذي تتمتّع به هذه المخطوطات106.

وينقل محقّق آخر أيضاً وجود نسخة من الكتاب مصوّرة أخرى باسم مقتل الحسين عليه السلام لأبي مخنف موجودة في مكتبة أمبروز ياناي في مدينة ميلان الإيطاليّة تحت رقم (233)107 إلّا أنّ إحراز القدم الزمانيّ لهذه المخطوطة يحتاج إلى بحث وتحقيق.

3- مقتل الحسين عليه السلام - هشام بن محمّد بن السائب الكلبيّ (م 204 108 أو 206 هـ)109.
كما أشرنا سابقاً، فإنّ هشام بن محمّد بن السائب الكلبيّ هو أحد تلامذة أبي مخنف، وهو مؤرّخ معروف ومقبول لدى الشيعة والسنّة، وكان من تلامذة الإمام الصادق عليه السلام . من جملة مصنّفاته كتاب (مقتل الحسين عليه السلام ) الذي يحتوي على أخبار هي في معظمها تمثّل روايات أستاذه أبي مخنف110. ولكن باعتبار فقدان


  33


كلّ أثر لهذا المقتل حاليّاً فلا يمكن الحكم بشكل صحيح على طريقة استفادته من أخبار أستاذه.

من الواضح أنّ الأخبار التي نقلها عن أستاذه أو عن غيره قد وردت فيما بعد في كتب أمثال تاريخ الطبريّ، ومقاتل الطالبيّين، وإرشاد الشيخ المفيد، ويمكن اعتبار هذا المقتل من مصنّفات القرن الثاني باعتبار أنّ وفاة هشام كانت في أوائل القرن الثالث ممّا يعني أنّ أغلب سنوات عمره قد قضاها في القرن الثاني.

4- ترجمة الإمام الحسين عليه السلام ومقتله (من القسم غير المطبوع من كتاب الطبقات الكبرى) محمّد بن سعد (م 230 هـ).

لقد قدّم محمّد بن سعد بياناً مهمّاً في هامش الحديث عن شخصيّة الإمام الحسين عليه السلام في كتابه الطبقات، إلّا أنّ الطبقة الأولى التي نشرت على أساس النسخة الناقصة ما بين سنوات 1904- 1917م، قد فقد منها قسم كبير من تراجم الرجال ومنها ترجمة الإمام الحسين عليه السلام, ولكن في الطبعة اللاحقة أُعيد ذكر تلك الموارد الناقصة، ومنها ترجمة حال الإمامين الحسنين (عليهما السلام) في ضمن ثلاثة أجزاء مستقلّة.

في العقدين الأخيرين قام السيّد عبد العزيز الطباطبائيّ بتحقيق حول شخصيّة الإمام الحسن عليه السلام والإمام الحسين عليه السلام على أساس نسخة محفوظة منذ القرن السابع في تركيا، ثمّ قام بطبعها. فيما بعد نشر هذا القسم الذي لم يكن مطبوعاً في البداية (ومن ضمنه ترجمة الإمامين الحسنين عليهما السلام) تحت عنوان الطبقات الكبرى- الطبقة الخامسة من الصحابة, في جزءين اثنين مع تصحيحات محمّد بن صامل السلميّ111. يتناول الجزء الأوّل الحديث عن الإمام الحسين عليه السلام من صفحة 369- 519, طبعاً أكثر من نصف هذه الصفحات هي حواشٍ وهوامش لمصحّح الكتاب.


  34


يتضمّن كتاب (ترجمة الإمام الحسين عليه السلام ومقتله) قسمين، أحدهما يتحدّث عن نسب الإمام عليه السلام وولادته وخصائصه وفضائله ومناقبه، والثاني يروي واقعة عاشوراء من بدايتها إلى نهايتها، ومن ضمنها شهادة الإمام عليه السلام . إنّ طريقة ابن سعد في كتابة التاريخ روائيّة، ولذا نراه قد نقل الأخبار بصورة مسندة، ففي القسم الأوّل نقل تسعين خبراً، وأمّا في قسم المقتل فقد نقل ما يقرب من خمسين خبراً، ولكنّه اكتفى ببعض الأسانيد العامّة في بداية المقتل، ولم يذكر سنداً مستقلّاً لكلّ واحد من تلك الأخبار.

وقد روى أيضاً ابن سعد بعض الأخبار حول الوقائع والأحداث الغريبة والخارقة للعادة، سواءٌ منها السماويّة أو الأرضيّة، وكذلك العقوبات والبلاءات التي أصابت بعض القتلة من جيش عمر بن سعد، بعد واقعة عاشوراء.

وعلى الرغم ممّا كان عليه أسلوب ابن سعد في كتابه (الطبقات) حيث لم يذكر الحوادث والتحوّلات التاريخيّة المهمّة التي تقع متزامنة مع حياة الأشخاص الذين هم في متناول بحثه، إلّا أنّ عظمة واقعة عاشوراء اضطرّته للحديث كثيراً حول هذه الحادثة وقائدها، ولكنّه مع ذلك لم يُبدِ رأياً في العديد من الموارد التي تناولها بالبحث من جهة صحّتها أو عدم صحّتها. ومن أمثلة ذلك تأكيده على الأخبار التي تبرّئ ساحة يزيد من دماء شهداء كربلاء، وتلقي بالمسؤوليّة على عاتق ابن زياد.

5- أنساب الأشراف - أحمد بن يحيى جابر البلاذريّ (م 279 هـ).
كان البلاذريّ مؤرّخاً وأديباً وعالماً بالأنساب من عهد المأمون إلى المستعين العبّاسيّ، وقد تناول الحديث في كتابه الضخم حول أنساب وتراجم العائلات الكبيرة والبارزة من عرب قريش. كتب في قسم من كتابه عن نسب أبي طالب وعائلته وأولاده، وعن أمير المؤمنين عليه السلام وأولاده، ومنهم الإمام الحسين عليه السلام ومقتله، وأمّا القسم الذي يتحدّث عن الطالبيّين فقد طُبع في بيروت سنة 1397 هـ.


  35


 مع تحقيقات للمحقّق الشهير محمّد باقر المحموديّ، وفي السنوات الأخيرة طُبع ضمن مجموعة ثلاثة عشر جزءاً باسم (جمل من أنساب الأشراف) بتحقيق سهيل الزكار ورياض الزركليّ. وقد احتوت الصفحات من (142) إلى (228) الحديث عن حياة الإمام الحسين عليه السلام وواقعة كربلاء في الجزء الثاني من طبعة المجلّدين من (أنساب الأشراف) بتحقيق المحموديّ112. وفي طبعة الثلاثة عشر جزءاً هي موجودة في المجلّد الثالث من الصفحة (358) إلى (425).

بعد أن ذكر البلاذريّ عدداً من الأخبار حول ولادة الإمام الحسين عليه السلام وأولاده شرع ببيان واقعة كربلاء، وقد كانت الروايات الأولى التي أوردها تتحدّث عن علاقة الشيعة بالإمام الحسين عليه السلام منذ توقيع الإمام الحسن عليه السلام الصلح مع معاوية. وكانت طريقة البلاذريّ في كتابه هي التركيب مثلما فعل اليعقوبيّ والدينوريّ، ولذا نراه بدلاً من ذكر سند مستقلّ لكلّ خبر كان في أغلب الحالات يكتفي بنقله مكتفياً بعبارة (قالوا).

في بعض الأحيان يشير أيضاً إلى السند، فينقل مثلاً عن أبي مخنف113، أو هشام الكلبيّ114، أو عوانة بن الحكم115 أو هيثم بن عديّ116 أو عتبى117 أو عمر بن شبّه
118، وفي بعض الأوقات كان يستخدم تعبير (حدّثني بعض الطالبيّين)119 و (حدّثني بعض قريش)120.

يُعدُّ كتاب (أنساب الأشراف) أحد المصادر التاريخيّة لواقعة عاشوراء، وهو


  36


متوافق مع أخبار أبي مخنف وابن سعد، وعلى الرغم من بعض الاختلافات بينها، فإنّ بعضها يؤيّد بعضها الآخر.

6- الأخبار الطوال - أبو حنيفة أحمد بن داوود الدينوريّ (م 282 هـ).

يُعتبر أبو حنيفة الدينوريّ من علماء القرن الثالث وهو مؤرّخ ومنجّم وعالم رياضيّات ونحويّ ولغويّ وخبير في الأعشاب121. له آثار كثيرة في مختلف العلوم إلّا أنّ ما وصل إلينا من كلّ ذلك كتابان، أحدهما الأنواء، والآخر الأخبار الطوال.

وقد أولى الدينوريّ عناية خاصّة بتاريخ إيران- باعتبار أنّه إيرانيّ وولادته كانت في منطقة كرمانشاه - فكتب عن تاريخها قبل الإسلام وبعده في مصنّفه (الأخبار الطوال). لم يتعرّض الدينوريّ لشيء من السيرة النبويّة أو خلافة الشيخين بينما خصّص لنقل أحداث عاشوراء أكثر من ثلاثين صفحة122 من مجموع صفحات الكتاب التي تبلغ (400) صفحة (أي ما يقرب من عُشر الكتاب).

كان أسلوب الدينوريّ في كتابة التاريخ على طريقة اليعقوبيّ والمسعوديّ، أي بشكل تركيبيّ ومع حذف الأسناد، وعندما يأخذ بذكر الأخبار يبدأ بعبارة (قالوا)123، ما عدا ما نقله عن عمر بن سعد من طريق حميد بن مسلم الذي كان صديقاً لابن سعد124. وعلى الرغم من ورود مضامين أخبار الدينوريّ في المصادر الأخرى القديمة، إلّا أنّ كلماته المستعملة في ذلك لها وقعها الخاصّ ولم ترد في غيره من المصادر. على سبيل المثال، من الأخبار المثيرة التي نقلها - وهي تدلّ على السيرة الدّينيّة والأخلاقيّة الخاصّة عند الشيعة - خبر الطريقة التي استخدمها جاسوس ابن زياد واسمه معقلاً للتعرّف على المكان الذي لجأ إليه مسلم بن عقيل، فقد ذكر أنّ معقل عندما ورد مسجد الكوفة لم يدر إلى من


  37


يتحدّث فوجد رجلاً يتعبّد في إحدى زوايا المسجد، فحدّث نفسه: إنّ الشيعة كثيراً ما يقيمون الصلاة، ولذا توجّه إلى ذاك المصلّي الذي تبيّن أنّه مسلم بن عوسجة، فعرض عليه مسألته125.

وكتب أيضاً عن الفاصلة الزمنيّة بين قتل الإمام الحسين عليه السلام وبين وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي خمسون عاماً، ثمّ أبدى تعجّبه الشديد من وقوع هذه الحادثة خلال هذه المدّة الزمنيّة القصيرة!!126.

7- تاريخ اليعقوبيّ، ابن واضح اليعقوبيّ (م 292 هـ).

إنّ ما يثير العجب من اليعقوبيّ الذي يعتبر مؤرّخاً شيعيّاً شهيراً وعالماً في الجغرافيا وصاحب تاريخ اليعقوبيّ أنّه- وخلاف المتوقّع منه- لم يتحدّث في تاريخه عن واقعة كربلاء بأكثر من أربع صفحات127, ولعلّ رعاية الاختصار والايجاز في كتابه قد أثّرا في هذا الأمر أيضاً.

وقد عدّ بعض المعاصرين لليعقوبيّ مصنّفاً مستقلّاً بعنوان (مقتل أبي عبد الله الحسين عليه السلام )128 أو (مقتل الحسين عليه السلام )129 ولكن مع مراجعة المصادر القديمة حول آثار اليعقوبيّ لا نجد له مثل هذا المصنّف أبداً.

8- تاريخ الأمم والملوك، أبو جعفر بن محمّد بن جرير الطبريّ (م 310 هـ).

بيّن الطبريّ في هامش حوادث أعوام- 60 و61 هـ - بعض الوقائع المرتبطة بثورة عاشوراء, ويعتمد قسم كبير من رواية عاشوراء في هذا الكتاب على أخبار (مقتل الحسين) لأبي مخنف وقد نقلها الطبريّ عنه من خلال تلميذ أبي مخنف وهو هشام بن محمّد بن سائب الكلبيّ، فكان يروي على هذا النحو: (قال هشام بن


  38


محمّد عن أبي مخنف) أو (قال هشام: قال أبو مخنف) أو (حدّثت عن هشام عن أبي مخنف)...130.

مضافاً إلى ذلك فإنّ الطبريّ نقل كثيراً عن مقتل هشام نفسه أيضاً وأخذ بعض الأخبار التي نقلها هشام عن غير أبي مخنف131.
وفي الحقيقة فإنّ هشام قد صنّف كتاباً يتضمّن كتاب أبي مخنف كلّه أو جلّه مع بعض الزيادات من طرق أخرى، فجاء الطبريّ بعد قرن من الزمن واستفاد من ذلك فائدة كاملة.
لم يهمل الطبريّ الروايات الواردة عن الواقديّ أيضاً132 ونقل كذلك من خلال رواية عمّار الدهنيّ بعض المطالب عن الإمام الباقر عليه السلام فيما يتعلّق بموت معاوية وطلب الوليد بن عتبة البيعة ليزيد من الإمام الحسين عليه السلام إلى رجوع أهل البيت عليهم السلام للمدينة وإقامة بني هاشم مجالس العزاء فيها، كلّ ذلك نقله في قسمين133 اثنين من دون معرفة المصدر.

وقد نقل الطبريّ في القسم الأوّل المشار إليه أوّلًا رواية الواقعة من بدايتها إلى شهادة مسلم بن عقيل بشكل مختصر عن عمّار الدهنيّ ثمّ فصّلها نقلاً عن أبي مخنف134.
وقد طبعت جميع روايات واقعة كربلاء الواردة في تاريخ الطبريّ مضافاً إلى رسالة رأس الحسين عليه السلام مع تحقيقات للسيّد جميلي135.
وجمعت أيضاً روايات الطبريّ حول ثورة الحسين عليه السلام تحت عنوان (الثورة الخالدة- قيام جاويد) مع ترجمة وتصحيح لحجّة الله الجودكي136.


  39


9- تاريخنامه طبري (تاريخ الطبريّ) أبو عليّ البلعميّ (القرن الرابع):
شرع البلعميّ حديثه عن واقعة كربلاء تحت عنوان (خبر خلافة يزيد بن معاوية) إلى حين إرسال يزيد أسرى أهل البيت عليهم السلام إلى المدينة المنوّرة137. على الرغم من اشتهار القول بأنّ تاريخ البلعميّ هو ترجمة فارسيّة لتاريخ الطبريّ، إلّا أنّ الرجوع إلى هذا الكتاب مع قليل من التأمّل، شاهد بنفسه على أنّ الأمر ليس كذلك، أي ليس ترجمة تامّة ودقيقة لأخبار وروايات الطبريّ بل هو ترجمة مختصرة لتاريخ الطبريّ مترافقاً مع بعض الزيادات والإضافات من قبل المترجم. ولذا فإنّنا نجد هذا الجزء من البحث، أي رواية ثورة الإمام الحسين عليه السلام يشتمل على بعض الأخبار التي لا يمكن العثور عليها في كتاب تاريخ الطبريّ بأيّ وجه من الوجوه.

على سبيل المثال هو يدّعي أنّ الإمام الحسين عليه السلام أرسل مسلم بن عقيل باقتراحٍ من ابن عبّاس138، وأنّ الطفل الرضيع للإمام عليه السلام كان يبلغ من العمر سنة كاملة139 وأنّ الجسد الطاهر للإمام الحسين عليه السلام بقي في العراء مع بقيّة الشهداء مقطوع الرأس والأقدام ثلاثة أيّام على أرض كربلاء140، وأيضاً تعيينه محلّ دفن الإمام عليه السلام وعليّ الأكبر وأبي الفضل العبّاس141.

إنّ مثل هذه الأخبار لم ترد أبداً في تاريخ الطبريّ, نعم الخبر الأخير فقط موجود بنقل الشيخ المفيد في الإرشاد142.
بقي أمر آخر وهو أنّ القسم المتعلّق بالإمام الحسين عليه السلام من (تاريخنامه طبري) قد طبع مع رواية ثورة المختار وطلبه للثأر استناداً إلى نسخة محفوظة من القرن السادس تحت عنوان (ثورة سيّد الشهداء الحسين بن عليّ عليه السلام وثأر


  40


 المختار) قيام سيّد الشهداء حسين بن عليّ عليه السلام وخونخواهي مختار143.

10- كتاب الفتوح، أبو محمّد أحمد بن الأعثم الكوفيّ (م 314 هـ)144:
صنّف ابن أعثم الكوفيّ كتابه بعنوان (الفتوح) لبيان وقائع التاريخ الإسلاميّ منذ وفاة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ولا سيّما حروب وفتوحات الخلفاء والحكّام المسلمين طبقاً للتسلسل الزمنيّ للحوادث، وعندما وصل إلى أحداث سنة (60- 61 هـ). شرع بتناول وقائع ثورة عاشوراء التي خصّص من صفحات كتابه ما يقرب من 157 صفحة (أي ما يقرب من عشر كتابه) وقد بدأ ابن أعثم روايته لثورة كربلاء تحت عنوان (ابتداء أخبار مقتل مسلم بن عقيل والحسين بن عليّ وولده وشيعته)145. ثمّ أنهى روايته تلك برجوع أسرى أهل البيت عليهم السلام مكرّمين إلى المدينة المنوّرة بأمرٍ من يزيد146.

إنّ أسلوب إبن الأعثم في كتابة التاريخ شبيه لما هو موجود عند اليعقوبيّ والدينوريّ، أي من دون ذكر الأسانيد, وبنحوٍ تركيبيّ وفي بعض الموارد على طريقة القصص والحكايات147، ولذلك يجب التحرّي في رواياته عن واقعة عاشوراء والاحتياط فيها ومقابلتها مع أخبار أبي مخنف في تاريخ الطبريّ والإرشاد للشيخ المفيد وروايات المؤرّخين من أمثال: البلاذريّ والدينوريّ، فإذا لم تكن متعارضة معها ومنافية لها فيمكن الأخذ بها والاعتماد عليها.


  41


ومع كلّ ذلك، فإنّ هذا الأثر يعتبر من المصادر التاريخيّة القديمة الهامّة التي اعتمد عليها الشيعة والسنّة عبر التاريخ، فنرى على سبيل المثال بعض أخبار المناقب لابن شهرآشوب وبحار الأنوار والكثير من مطالب (مقتل الحسين عليه السلام ) للخوارزميّ قد نقلت عن ذلك الكتاب.

ثمّ إنّ بعض روايات ابن الأعثم تتمتّع بمميّزات خاصّة، لأنّ له الأسبقيّة في نقلها قبل غيره من المؤرّخين، مثل خبر وصيّة الإمام الحسين عليه السلام لأخيه محمّد بن الحنفيّة وكلمته المشهورة حول فلسفة نهضته عليه السلام, حيث يقول: "وإنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً و..."148.

ومن الأخبار المهمّة التي نقلها: الخطبة القاصعة التي ألقتها السيّدة زينب عليها السلام عند تقريعها لأهل الكوفة، فإنّ ابن الأعثم يعدّ الناقل الثاني لهذه الخطبة بعد ابن أبي طيفور149 (م 280 هـ). وكان أيضاً هو السبّاق على جميع المؤرّخين وأصحاب المقاتل فيما نقله من الحوار الذي جرى بين الإمام السجّاد عليه السلام وبين الشيخ الشاميّ عند دخول الأسرى إلى الشام واقتناع الشيخ بكلام الإمام عليه السلام وتوبته150, ويظهر أنّ الشيخ الصدوق أيضاً (م 381 هـ) الذي نقل هذا الخبر فيما بعد151 كان قد أخذه عن ابن الأعثم.

وكذلك فإنّ كتاب ابن الأعثم يُعتبر أقدم المصادر التي نقلت خطبة الإمام


  42


السجّاد عليه السلام في مجلس يزيد.152وهكذا بعض الأخبار التي نقلها حول علم الإمام الحسين عليه السلام بشهادته مسبَّقاً، ومن جملتها عندما رأى الإمام عليه السلام جدّه في منامه عند قبر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة حيث أخبره بذلك قائلاً له: "إنّي يا بنيّ عن قريبٍ أراك مقتولاً في أرض كربلاء بيد قومٍ من أمّتي عطشانَ ظمآنَ"153.

هذا، مضافاً إلى ما نقله من تنبّؤ الملائكة والنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم باستشهاده بل هو يذكر أيضاً خبراً عن اليهوديّ كعب الأحبار في ذلك154، والحال أنّ المصادر القديمة والمعاصرة لابن الأعثم لا تذكر مثل هذه الأخبار إلّا قليلاً وبالإشارة فقط.

ترجمة كتاب الفتوح:

ترجم محمّد بن أحمد المستوفي الهرويّ155 في القرن السادس (596 هـ). كتاب الفتوح الذي يذكر الوقائع التاريخيّة، منذ خلافة أبي بكر إلى نهاية واقعة عاشوراء. وقد صُحّح وطُبع منذ عدّة سنوات156.

إنّ المترجم، وبسبب ميوله الشيعيّة، زاد بعض العبارات والآراء الشيعيّة في ترجمته157.
يتحدّث في القسم الأخير من الترجمة عن واقعة عاشوراء من بدايتها إلى نهايتها، ويوجد فيه بعض الاختلافات مع المتن الأصليّ للكتاب، ويظهر ذلك جليّاً عند المقارنة بينهما.

مثلاً في حادثة حفر الإمام الحسين عليه السلام بئراً في كربلاء، ينقلها المترجم كما


  43


هي موجودة في كتاب الخورازميّ، لا كما هي واردة في كتاب ابن الأعثم158. ومن المحتمل وجود هذا الخبر في نسخةٍ من كتاب الفتوح عند المترجم أو أنّه نقل ذلك من مقتل الخوارزميّ وأضاف ذلك إلى نقل ابن الأعثم خلال الترجمة.

وقد اعتبر المترجم أيضاً بعض الأشخاص مثل مالك ابن أوس المالكيّ159 وعمرو بن خباوه160 من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام مع أنّه ليس فقط لم يذكرهما ابن الأعثم، بل لم يرد ذكر مثل هؤلاء في أصحاب الإمام عليه السلام في أيّ مصدر من المصادر المعتبرة أبداً.

الأمر الأخير الذي يُذكر هنا هو أنّ هذا القسم الذي يختصّ بسيرة الإمام الحسين عليه السلام في هذه الترجمة قد طُبع بصورةٍ مستقلّةٍ تحت عنوان (قيام إمام حسين)- نهضة الإمام الحسين عليه السلام المنتخبة من كتاب الفتوح161.

11- العقد الفريد - أحمد بن محمّد بن عبد ربّه الأندلسيّ (م 328 هـ):
كتب ابن عبد ربّه الأندلسيّ عدّة صفحات حول نهضة عاشوراء، عند ذكره لحوادث سنة (61 هـ)162. وبيّن بشكلٍ مختصر ثورة الإمام الحسين عليه السلام من بدايتها إلى نهايتها. إنّ ممّا يلفت النظر في هذه الصفحات هو المصادر التي اعتمدها هذا المصنّف في كتابه ذلك. هو في البداية ينقل عن مقتلٍ مفقودٍ لمؤلّفه قاسم بن سلام الهرويّ بوساطة شخص يُدعى عليّ ابن عبد العزيز، ثمّ ينقل أخباراً عن بعض المحدّثين والمؤرّخين وعلماء الأنساب والرجال مثل الزبير بن بكّار (بوساطة عليّ ابن عبد العزيز) والضحّاك بن عثمان الخزاعيّ، والشعبيّ (نقلاً عن يحيى بن إسماعيل) والحسن البصريّ (نقلاً عن أبي الحسن المدائنيّ).


  44


ينقل ابن عبّد ربّه عن قاسم بن سلام بعض الروايات المخالفة للمشهور، مثل حادثة لقاء الإمام الحسين عليه السلام في طريقه إلى مكّة، بعبد الله بن مطيع حيث أجابه الإمام عليه السلام بعدما سأله عبد الله عن وجهة سيره، فقال عليه السلام: "إلى العراق, فإنّ أهله قد دعوني إليهم في رسائل تقدر بأكثر من حمل بعير"163.

هذا مع أنّ دعوة أهل العراق للإمام عليه السلام - كما سيأتي- إنّما كانت بعد إقامته في مكّة أيّاماً عديدة.

12- كتاب المحن, أبو العرب محمّد بن أحمد بن تميم التميميّ (م 333 هـ):
أورد مصنف هذا الكتاب بعض الأخبار حول شهادة الإمام الحسين عليه السلام لا سيّما ما وقع بعدها من الحوادث الخارقة للعادة مثل ظهور الحمرة في السماء، وخروج الدم من تحت الأحجار164.

إنّ الصفحات الستّ الأولى ممّا ذكره أبو العرب منقولة عن قاسم بن سلام التي رواها أيضاً عنه ابن عبد ربّه.

13- مروج الذهب ومعادن الجوهر, أبو الحسن عليّ بن الحسين بن عليّ المسعوديّ (م 346 هـ):

يُعتبر المسعوديّ من مؤلّفي وعلماء الجغرافيا المشهورين في القرن الرابع، وهو من أحفاد عبد الله بن مسعود165، أحد أصحاب الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم. وقد تناول بالحديث في عدّة صفحاتٍ حول واقعة كربلاء عند بيانه لوقائع عام (61 هـ)166.

إنّ ما أورده المسعوديّ حول عاشوراء، وإن كان مذكوراً في المصادر القديمة المشهورة، إلّا أنّ بعض رواياته قد اختصّ بها وحده. مثلاً هو يعتقد أنّ دخول


  45


 مسلم بن عقيل إلى الكوفة كان في اليوم الخامس من شهر شوّال167، ويذكر أيضاً أنّ عدد أصحاب الإمام عليه السلام عند مسيره إلى كربلاء مع عسكر الحرّ هو (500) راكب وما يقرب من ( 100) راجل)168. واعتبر أيضاً أنّ شهداء كربلاء قد بلغوا (87) شهيداً169.

14- البدء والتاريخ, المطهّر بن الطاهر المقدسيّ (المتوفّى ما بعد 355 هـ):
تعرّض مصنّف هذا الكتاب، في عدّة صفحات، إلى أبحاثٍ مثل طلب البيعة ليزيد، وسفر مسلم إلى الكوفة، وواقعة كربلاء وأشعار يزيد عند نكته شفتي الإمام الحسين عليه السلام بقضيب الخيزران الذي كان في يده170.

15- مقاتل الطالبيّين, أبو الفرج الأصفهانيّ (م 356 هـ):

كان الأصفهانيّ من الشيعة غير الإماميّة، فهو أمويّ النسب وشيعيّ الميول171. كتب في مصنّفه (مقاتل الطالبيّين) خلال ذكره للروايات المسندة حول ثورات آل أبي طالب وقتلاهم، ما يقرب من (38) صفحة عن مقتل الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه، وما حصل من السبي لحرمه أيضاً172.

في البداية تحدّث أبو الفرج عن أسماء شهداء بني هاشم وكيفيّة شهادتهم، وقد بلغوا (23) شهيداً (مع الإمام الحسين عليه السلام) ثمّ ذكر كيفيّة شهادة مسلم بن عقيل في الكوفة بشكل مفصّل. وفي الختام روى حادثة شهادة الإمام الحسين عليه السلام والأخبار الواردة حول سبي النساء وأهل بيت الإمام عليه السلام, وقد كان بيانه لكلّ هذه الوقائع مقتضباً ومبنيّاً على الاختصار والإيجاز.


  46


نقل أبو الفرج أخباراً حول واقعة كربلاء عن عدّة رواة، إلّا أنّ القسم الأهمّ من تلك الحادثة نقله عن أبي مخنف، وأمّا الوسائط بينه وبين أبي مخنف فتارة كان يذكر اسم نصر ابن مزاحم المنقريّ173, وتارة أخرى كان يورد اسم أبي الحسن المدائنيّ174.

وقد نقل أيضاً في ذلك أخباراً عن الإمام السجّاد عليه السلام والإمام الباقر عليه السلام والإمام الصادق عليه السلام 175. وفي بعض الموارد- مثل أخبار كيفيّة شهادة الإمام عليه السلام - فقد نقلها الأصفهانيّ بأسلوب تركيـبـيّ، فبعد ذكر الأسانيد دفعة واحدة يشرع بذكر النصوص والأخبار. إنّ طريقته الروائيّة، والتزامه بذكر الأسانيد فتح الباب أمام نقد رواياته من جهة السند، وإن كان ما قام به الأصفهانيّ يعطي الأمل بإحياء المقتل المفقود لأبي مخنف (ولو بالمقدار الذي نقله عنه).

وأورد أيضاً في بعض الأحيان قصائد عن شعراء الرثاء مثل الكميت بن زيد الأسديّ176 وسليمان بن قتّة177.

16- شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار عليهم السلام , القاضي النعمان التميميّ المغربيّ (م 363 هـ).

يُعدّ القاضي المغربيّ من العلماء الشيعة الذين كتبوا مقتلاً عن الإمام الحسين عليه السلام في هذا القرن، وقد روى في كتابه (شرح الأخبار) أكثر من خمسين رواية حول شهادة الإمام الحسين عليه السلام وواقعة كربلاء والأحداث التي حصلت من بعدها178.

لم يكن القاضي النعمان شيعيّاً في الأصل بل كان من أتباع المذهب المالكيّ179


  47


(وعلى قولٍ إنّه كان حنفيّاً)180، وأمّا أنّه صار إماميّاً أو إسماعيليّاً فهناك خلاف في ذلك بين من ترجم له، فالكثير من علماء الشيعة وبعض من ترجم له من غير الشيعة عدّوه شيعيّاً إماميّاً، إلّا أنّه لم يظهر ذلك في كتاباته تقيّةً بسبب سلطة الدولة الفاطميّة، ولذا نراه يطلق الكنى على الأئمّة عليهم السلام من بعد الإمام الصادق عليه السلام بطريقةٍ مشتركةٍ بينهم181.

أورد النعمان، في البداية، الروايات التي تتحدّث عن شهادة الإمام الحسين عليه السلام والأخبار التي رويت عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام في ذلك، ثمّ ذكر مسير الإمام عليه السلام من المدينة إلى كربلاء، ثمّ شهادة مسلم في الكوفة، والمعركة التي حصلت في كربلاء وشهادة الإمام عليه السلام والأحداث التي وقعت بعد ذلك، مثل أسر أهل البيت عليهم السلام ومجلس ابن زياد ويزيد.

وقد نقل قولين فيما يتعلّق باسم عليّ الأكبر، هل هو الإمام السجّاد أم لا؟ وذكر احتمالين بالنسبة إلى عدد أصحاب الإمام عليه السلام هل كانوا (72) شخصاً أو أقلّ من ذلك؟ وحسب ما رواه أيضاً فإنّ قاتل الإمام عليه السلام هو سنان بن أنس النخعيّ، وقاطع رأسه الشريف هو خولّي.

وفي جزءٍ من مقتله يبيّن أسماء الشهداء من أهل بيت الحسين عليه السلام, وكانت طريقة القاضي في نقل الأخبارعادةً مع ذكر الأسانيد، إلّا أنّه كان يتّبع أسلوب نقل جزء من السند وترك الجزء الآخر منه، اعتماداً على إسناد الراوي.

17- الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد, محمّد بن محمّد بن النعمان المعروف بـ (الشيخ المفيد) المتوفّى عام (413 هـ):


  48


تناول الشيخ المفيد بعد حديثه عن أمير المؤمنين عليه السلام حياة الإمام الحسين عليه السلام وواقعة عاشوراء في فصلٍ مستقلّ بأكبر حجمٍ ورد في كتابه (ما يقرب من (109)182من الصفحات أي سُبع حجم الكتاب تقريباً) وهذا يدلّ على مدى اهتمامه وتعلّقه العظيم بهذه الواقعة ووقعها الخاصّ لديه.

وصرّح الشيخ المفيد بأنّ أخبار واقعة كربلاء قد نقلها عن هشام الكلبيّ (الذي كان هو بدوره ينقل أيضاً عن مقتل أستاذه أبي مخنف) وعن المدائنيّ وغيرهما.
إنّ مراجعة الأخبار التي أوردها الشيخ المفيد ولو بشكل إجماليّ تظهر لنا بسهولةٍ أنّ معظم الموارد التي ينقل فيها روايات (تاريخ الطبريّ) كانت مع حذف السند وبنحوٍ مختصر، فالمقارنة بين ما هو موجود في تاريخ الطبريّ مع الأسانيد وبين ما نقله الشيخ المفيد يثبت هذا الأمر بوضوح، وفي المقابل يوجد أمر يستحقّ الالتفات في منقولات الشيخ المفيد وهو الاضافات الموجودة عنده, ولا يمكن الحصول عليها في أخبار الطبريّ، على سبيل المثال فقد نقل المفيد كيفيّة قتال أبي الفضل العبّاس وشهادته183 وبيّن مكان دفن عليّ الأكبر والعبّاس وغيرهما من الشهداء184 ممّا لم يذكره الطبريّ أصلاً.

18- مقتل الإمام الحسين عليه السلام من كتاب تاريخ الخلفاء (المصنّف الذي عاش ما بين القرن الثالث إلى القرن الخامس مجهول) تحقيق رسول جعفريان:

طبع في موسكو عام 1968 م. كتاب تحت عنوان (تاريخ الخلفاء) لمصنّف مجهول، يحتوي جزء منه على رواية واقعة كربلاء عند كلامه حول خلافة يزيد. يعتقد محقّق ذلك الكتاب أنّ أسلوب كتابة هذا الأثر يتناسب مع كتابات القرن الثالث والرابع، وتتلاءم رواياته مع المتون القديمة والموثّقة.


  49


إنّ مؤلّف هذا الكتاب قد استفاد من المصادر القديمة المعتبرة ونقل أخبار واقعة عاشوراء مع حذف الأسانيد وبشكل مختصر وبأسلوبٍ تركيـبـيّ مع تغيير طفيف في العبارات، من دون إضافة شيء جديد إلى المتون.

هو لم ينقل خبر الاحتجاج والحوار بين الإمام السجّاد عليه السلام وبين ابن زياد إلّا عن حميد بن مسلم185 (الذي كان من عسكر الأعداء وحضر مجلس ابن زياد ونقل أبو مخنف عنه الكثير من الأخبار بوساطة سليمان بن أبي راشد).

يقول المصنّف في آخر حديثه عن مقتل الإمام الحسين عليه السلام: إنّ ما فصّلناه من القول في سيرة الحسين عليه السلام ومقتله يعدّ قليلاً جدّاً مع ما هو منقول عن الرواة والمحدّثين، وإنّ علّة هذا الشرح والتفصيل هي عدم وقوع مثل هذه الحادثة من قَبل الإسلام ولا من بعده، ولا يوجد لها مثيل حتّى في الديانات الأخرى، بل لم يقع ما هو قريب منها أيضاً!!!186

19- تجارب الأمم وتعاقب الهمم, أبو عليّ مسكويه الرازيّ (م 421 هـ):
كتب أبو عليّ مسكويه ما يقرب من (40) صفحة من كتابه هذا حول واقعة كربلاء عند تناوله لوقائع عصر خلافة يزيد، وقد اكتفى في هذا القسم من كتابه بتلك الأخبار الواردة عن الطبريّ في تاريخه من طريق أبي مخنف وغيره من الرواة، وكان نقله لأخبار هذه الحادثة بشكل مختصر وبأسلوب تركيببيّ مع حذف الأسانيد من بداية طلب البيعة ليزيد حتّى عودة أسرى أهل البيت عليهم السلام إلى المدينة المنوّرة187.

20- الإستيعاب في معرفة الأصحاب, أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمّد بن عبد البرّ القرطبيّ (م 463 هـ):

كتب القرطبيّ تقريباً خمس صفحات حول شخصيّة الإمام الحسين عليه السلام في


  50


هذا الكتاب188. ومن الأمور التي ذكرها خبر يحيى بن معين الذي نقل عن أهل الكوفة أنّ قاتل الإمام عليه السلام هو عمر بن سعد، وقد حاول توجيه كلام الكوفيّين بالقول: إنّ عمر بن سعد هو القاتل باعتبار أنّ شرط حكومة الريّ الذي وعده بها ابن زياد هو قتال الحسين عليه السلام وكان هو قائد جيش إبن زياد في تلك المعركة189.

إنّ الأخبار التي ذكرها ابن عبد البرّ- باستثناء بعض الروايات الفقهيّة - لا تحمل شيئاً جديداً، بل هي أخبار مشهورة وردت في مصادر أخرى.

21- روضة الواعظين, محمّد بن فتّال النيشابوريّ (م 508 هـ):
لقد رتّب ابن فتّال كتابه هذا بطريقة المجالس، فكتب حول حياة الأئمّة عليهم السلام وحوادث عصرهم تحت عنوان (مجلس)190 ونقل الأخبار الرئيسيّة والأساسيّة عن كتاب الإرشاد للشيخ المفيد، وكتاب الأمالي للشيخ الصدوق، حيث نقل باختصار أخبار شهادة الإمام الحسن عليه السلام وحركة الشيعة في العراق، إلى حين التحاق الحرّ بن يزيد الرياحيّ بالإمام الحسين عليه السلام عن إرشاد الشيخ المفيد191. وأمّا الحوار الذي حصل بين الإمام عليه السلام وبين عبد الله بن حوزة واحتجاجه على الناس، إلى شهادة القاسم فقد نقلها عن الشيخ الصدوق192. ثمّ رجع مرّة أخرى، في نقل شهادة الطفل الرضيع وشهادة الإمام عليه السلام (بشكل مختصر) إلى حين داست الخيل على جسده الشريف، إلى الشيخ المفيد193. ثمّ أورد بعد ذلك عن كتاب الأمالي للشيخ الصدوق أخبار تلطّخ وجه الجواد ورأسه بدماء الإمام عليه السلام وأخبار حضور الأسرى من أهل البيت عليهم السلام في الكوفة واحتجاجاتهم على ابن زياد ويزيد، مع تقديم وتأخير بعض الأخبار، وحذف بعضها الآخر194.


  51


وفي الختام، ينقل باختصار خبر عودة أهل البيت عليهم السلام إلى المدينة المنوّرة، بأمرٍ من يزيد مع مجالس عزاء بني هاشم فيها، عن الشيخ المفيد195.
في الصفحات الثلاث الأخيرة196 من هذا المجلس، وكذا في الصفحتين الأوليين منه197 نجد ابن فتّال قد ذكر عدّة روايات وردت أيضاً، إمّا في كتاب الإرشاد، وإمّا في كتاب الأمالي.

22- إعلام الورى بأعلام الهدى, الفضل بن الحسن الطبرسيّ (م 548 هـ):
تحدّث الشيخ الطبرسيّ في هذا الكتاب عن حياة الإمام الحسين عليه السلام ضمن (59) صفحةٍ في خمسة فصول198:
الفصل الأوّل: ولادة الإمام عليه السلام وعمره الشريف.
الفصل الثاني: ذكر أدلّة إمامته والروايات التي صرّحت بإمامته على لسان والده عليه السلام وأخيه عليه السلام .
الفصل الثالث: بعض خصائصه وفضائله ومناقبه.
الفصل الرابع: ذكر أخبار ثورته على يزيد وشهادته بنحوٍ مختصر.
الفصل الخامس: عدد أولاده وأسماؤهم.

لقد نقل الشيخ الطبرسيّ أخبار واقعة عاشوراء عن الشيخ المفيد وإن لم يصرّح بذلك، وهذا يظهر بسهولةٍ من خلال المقارنة بين ما ذكره الطبرسيّ وبين ما رواه المفيد في هذا الخصوص مع اختصارٍ قليل واختلافٍ يسير في بعض العبارات، نعم هو في آخر ما أورده يذكر القول المختار عند الشيخ المفيد حول دفن أصحاب الإمام الحسين عليه السلام 199.


  52


23- مقتل الحسين عليه السلام الموفّق بن أحمد الخوارزميّ (م 568 هـ).
المصنّف هو أبو المؤيّد الموفّق200 بن أحمد بن محمّد201 البكريّ المكّي الحنفيّ المعروف بـ (أخطب خوارزم)- فقيه وخطيب وقاضٍ وأديب وشاعر، لقّب بـ (صدر الأئمّة) و (أخطب خوارزم)202 و(خليفة الزمخشريّ) ولد تقريباً عام (484 هـ)203. وتوفّى في سنة (568 هـ)204.

يمكن القول بالنسبة إلى مذهب الخوارزميّ, وباعتبار أنّ المذهب الحنفيّ هو المتعارف في عصره بين الناس في بلاد خراسان الكبرى وما وراء النهر والتي منها منطقة خوارزم, فإنّ الخوارزميّ كان على المذهب الحنفيّ في الفروع، ومن الشواهد القويّة على ذلك كتابه (مناقب أبي حنيفة) الذي يتضمّن فضائل أبي حنيفة، وقد أورد في الكتاب مدحاً كبيراً له في قصيدة طويلة.

نعم، في الأصول العقائديّة هو أشعريّ، ولكن وبالرغم من كلّ ذلك فقد كان يحمل ميولاً شيعيّة وعلاقة قويّة بأهل البيت عليهم السلام وهذا ما تدلّ عليه مصنّفاته التي كتبها عنهم عليهم السلام فمضافاً إلى كتاب (مقتل الحسين عليه السلام) فقد صنّف في فضائل أمير المؤمنين كتاباً تحت عنوان: (المناقب) وكتاب (ردّ الشمس لأمير


  53


المؤمنين عليه السلام) وكتاب (قضايا أمير المؤمنين عليه السلام) و(الأربعين في مناقب النبيّ الأمين) و(وصيّة أمير المؤمنين عليه السلام).

يُعتبر هذا المصنّف (مقتل الحسين عليه السلام) كتاباً تاريخيّاً روائيّاً، حيث ذكر في معظم أخباره السلسلة السنديّة. وقد أخذت أكثر مطالبه- كما صرّح بذلك الخوارزميّ في عدّة مواضع من كتابه - من كتاب الفتوح لابن الأعثم في فصله التاسع إلى نهاية فصله الحادي عشر، وهي الفصول التي تتحدّث عن معاوية حيث شرع بطلب البيعة لولده يزيد وتنتهي بشهادة الإمام الحسين عليه السلام مع أنصاره.

كان الخوارزميّ يضيف في بعض الموارد أخباراً على الروايات التي ينقلها عن ابن الأعثم ثمّ يرجع ويقول استمراراً في نقل الأخبار: (قال أحمد بن أعثم الكوفيّ)205 وقد كان ينقل معظم هذه الأخبار المضافة مسندة عن مشايخه، وعلى رأسهم عند الخوارزميّ: جار الله بن عمر الزمخشريّ (م 538 هـ). وأبو منصور الشهردار بن شيرويه الديلميّ (م 558 هـ). والحسن بن أحمد العطّار الهمدانيّ (م 544 هـ). وأبو الحسن عليّ بن أحمد العاصميّ.

فصول مقتل الخوارزميّ:
يحتوي كتاب الخوارزميّ على مقدّمةٍ وخمسة عشر فصلًا ضمن جزءين في مجلّدٍ واحد. يشتمل الجزء الأوّل على عشرة فصول، والقسم الأوّل من الفصل الحادي عشر، ويتضمّن الجزء الثاني القسم الثاني من الفصل الحادي عشر، والفصول الأربعة المتبقّية. أمّا عناوين هذه الفصول فهي على النحو الآتي:
الجزء الأوّل:
1- بعض فضائل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.
2- فضائل خديجة بنت خويلد.


  54


3- فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف أمّ أمير المؤمنين عليه السلام.
4- بعض فضائل أمير المؤمنين عليه السلام.
5- فضائل فاطمة الزهراء عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
6- فضائل الحسن والحسين عليهما السلام.
7- الفضائل الخاصّة بالحسين عليه السلام .
8- تنبّؤ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حول الحسين عليه السلام وما يجري عليه.
9- ما جرى بين الحسين عليه السلام وبين الوليد بن عتبة ومروان بن الحكم في المدينة، على عهد معاوية وبعد مماته.
10- ما حصل مع الحسين عليه السلام حين إقامته في مكّة، والرسائل التي وصلت إليه من أهل الكوفة، وإرسال مسلم بن عقيل إلى الكوفة وشهادته هناك.
11- خروج الحسين بن عليّ عليه السلام من مكّة إلى العراق، والحوادث والوقائع التي حصلت أثناء المسير، ونزوله في أرض الطفّ (القسم الأوّل).

الجزء الثاني: شهادة الإمام الحسين عليه السلام (القسم الثاني).

12- العقوبات التي نزلت بقتلة الحسين عليه السلام .
13- بعض قصائد الرثاء التي قيلت في الحسين عليه السلام .
14- زيارة الحسين وفضيلتها.
15- الانتقام الذي نفّذه المختار بن أبي عبيدة الثقفيّ ثأراً للحسين عليه السلام .
وقد تعرّض الخوارزميّ، في نهاية هذا الفصل، لحادثة قتل مصعب بن الزبير وأخيه عبد الله.

الخوارزميّ وابن الأعثم:
إنّ الخوارزميّ، وكما سبق معنا، قد استفاد كثيراً في روايته لواقعة كربلاء، من


  55


بدايتها إلى ما قبل يوم عاشوراء، من كتاب الفتوح لابن الأعثم, ولكن عند المقارنة بين أخبار ابن الأعثم وبين الروايات التي أوردها الخوارزميّ نجد بعض الإضافات والاختلافات والاختصارات, والظاهر أنّ سبب ذلك يعود إلى عوامل ثلاثة، الأوّل: أنّ كتاب الفتوح له نسخ متعدّدة، وهي مختلفة من جهة الزيادات والاختصارات، وممّا يشهد لهذا المدّعى، اختلاف النسخ الموجودة فعلاً عن النقل الذي ذكره الخوارزميّ، ومن الأمثلة البارزة على ذلك اختلاف الأشعار التي ذكرها ابن الأعثم، في الفتوح، من جهة الكمّ ومن جهة المضمون، عن الأشعار التي أوردها الخوارزميّ في مقتله.

الثاني: أنّ الخوارزميّ كان من أصحاب المنبر والخطابة، وقد كان لهذا العمل تأثير كبير في تغيير بعض روايات ابن الأعثم من ناحية الكمّ، أو من ناحية الكيف، أو النقل بالمعنى لتصبح تلك الأخبار أكثر قبولًا عند القرّاء، وأقوى منطقاً لدى المستمعين. طبعاً هذا التغيير في الكثير من الموارد كان إلى حدّ عدم تحريف أصل الوقائع والأحداث.

الثالث: أنّ الحوادث والقضايا التاريخيّة يقع فيها- في الأعمّ الأغلب- بعض التغييرات والإضافات والاختصارات، لا سيّما مع طول المدّة الزمنيّة الفاصلة بين المؤلّفين الذين يشرعون بالكتابة في القرون المتأخّرة، وبين وقائع القرون الغابرة، فيقع حينئذٍ تلك التبدّلات عند الحديث عن التفاصيل والتفريعات التي لا يوجد منها أيّ أثرٍ في مصادرها الأوّليّة.

24- مقتل الحسين عليه السلام: أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن محمّد البكريّ (القرن الخامس والسادس).

كتب البكريّ رسالة مختصرة حول الإمام الحسين عليه السلام, يوجد نسخة منها محفوظة باسم (حديث وفاة سيّدنا الحسين عليه السلام) في مكتبة جامعة القرويّين في مدينة فاس في مراكش تحت الرقم (575/3، ص 77- 86)206.


  56


انتقد علماء الرجال من أهل السنّة البكريَّ انتقاداً لاذعاً ونعتوه بـ(الكذّاب الدجّال)207 و(القصّاص) وأشدّ كذباً من مسيلمة الكذّاب208. وأضاف ابن حجر قائلاً: إنّ البكريّ أورد في كتابه المشهور (الذروة في السيرة النبويّة) أخباراً في حروب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إمّا أنّها غير موجودة أصلاً، وإمّا أنّه نقلها بطريقةٍ خاطئة ومغلوطة209.

إنّ رسالة البكريّ هذه، وإن كانت مختصرة، إلّا أنّ أسلوب كتابتها كان مميّزاً وعلى طريقة القصّاصين والأدباء، وكانت هذه طريقة جديدة ومبتكرة من أمثال البكريّ الذي عاش في القرن الخامس والسادس، وقد كان هذا فتحاً جديداً في عرض تاريخ عاشوراء بهذه الطريقة التي سلكها البكريّ في كتابه "الذروة في السيرة النبويّة".

25- ترجمة ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الإمام الحسين عليه السلام (من تاريخ مدينة دمشق): أبو القاسم عليّ بن الحسن هبة الله الشافعيّ المعروف بـ (ابن عساكر الدمشقيّ) - (م 571 هـ).

عندما شرع ابن عساكر بالحديث عن العظماء والأشخاص البارزين الذين سكنوا دمشق أو جاؤوا إليها وإلى أطرافها وضواحيها، تعرّض للكلام حول الإمام الحسين عليه السلام 210. وقد تضمّن كلامه عن الإمام عليه السلام وواقعة كربلاء من الروايات (402) رواية استغرقت من الصفحات (150) صفحة ولو أنّ الكثير منها مكرّر.

إنّ هذا الكتاب لا يتمتّع بنظمٍ وترتيبٍ مناسبَيْن، بل في بعض القضايا والعناوين نجد الأخبار موجودة بشكلٍ متفرّقٍ ومشتّت211. إلّا أنّ الأمر الذي يلفت الانتباه في


  57


مصنّف ابن عساكر هو نقله قسماً من مقدّمة مقتل ابن سعد212 بأسانيدها المذكورة عنده أيضاً213. هذا بالاضافة إلى الأخبار الأخرى التي أوردها أيضاً عن ابن سعد بصورةٍ متفرّقة في تاريخ دمشق214:
أولاً: إنّ المصنّف اختار من الأخبار ما كان غير مشهور ومعروف منها، بل ذكر بعض المسائل والقضايا التفصيليّة القليلة الأهمّيّة من تلك الروايات.
ثانياً: ما أشرنا إليه سابقاً، وهو التكرار الزائد لمضامين الروايات التي نقلها ابن عساكر؛ يوجد مثلاً ما يقرب من مائة رواية تتحدّث عن يوم وسنة ولادة الحسين عليه السلام وشهادته ومدّة عمره الشريف، واسمه وكنيته215، وأكثر من (120) رواية (أي أكثر من ربع سيرة الإمام عليه السلام) حول مناقبه وفضائله216. هنا نجد أنّ هذين القسمين من الأخبار يحتويان على الكثير من الروايات المتكرّرة، وهناك أكثر من ثلاثين روايةٍ تتحدّث عن تنبّؤ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام بمقتل الإمام الحسين عليه السلام 217 ويوجد أكثر من عشر روايات تذكر منع بعض الأشخاص الإمام عليه السلام من الذهاب إلى الكوفة218، وأكثر من عشرين رواية حول ثورة الإمام عليه السلام مع الخطب التي ألقاها في يوم عاشوراء219، وأكثر من عشرين خبراً يتحدّث عن الوقائع الغريبة والخارقة للعادة التي حصلت بعد شهادته عليه السلام 220، وهناك عشرون رواية


  58


تتضمّن العقوبات التي نزلت بقتلة الإمام عليه السلام 221، وأمّا ما تبقى من الأخبار فهي متفرّقة ومختلفة في مضامينها وموضوعاتها.

كما يلاحظ، فإنّ ابن عساكر - وبالمقارنة بحجم الترجمة التي عرضها حول الإمام الحسين عليه السلام - نجد فقط ما يقرب من العشرين رواية تتحدّث عن ثورة الإمام عليه السلام وشهادته مع أنصاره، مضافاً إلى بيان ما هو الأهمّ أيضاً من كلّ ذلك، وهو الهدف من نهضته عليه السلام. إنّ السبب في هذا الإجمال يكمن في كونه من أهالي بلاد الشام ومن سكّان دمشق الذين كانوا يوالون بني أميّة ويؤيّدونهم، كما هو حال الكثير من مؤرّخيهم، ولا نجد لديهم في المقابل اهتماماً ملحوظاً بأهل البيت عليهم السلام ولا المحبّة لهم، ولذا نرى هؤلاء لا يذكرون، كما ينبغي، جنايات بني أميّة التي ارتكبوها في حقّ الإمام الحسين عليه السلام وعياله وأنصاره في واقعة عاشوراء.

الأمر الأخير الذي يجدر ذكره هنا، هو أنّ المزّيّ222 (م 742 هـ) والذهبيّ223 (م 748 هـ) نقلا الكثير من روايات ابن عساكر فيما يرتبط بسيرة الإمام الحسين عليه السلام وثورته.

26- مناقب آل أبي طالب أبو عبد الله محمّد بن عليّ بن شهرآشوب (م 588 هـ):

تناول ابن شهرآشوب الحديث عن مقتل الإمام الحسين عليه السلام في فصل مستقلٍّ عندما تعرّض لسيرة الإمام عليه السلام وفضائله ومناقبه، فهو بعد أن بيّن في عدّة فصول شيئاً من معجزات الإمام عليه السلام ومكارم أخلاقه والحوادث الخارقة للعادة التي حصلت بعد شهادته، وبعد أن أورد بعض الأخبار التي تبيّن المحبّة الشديدة والعلاقة القويّة بين النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وبين الإمام الحسين عليه السلام والتي تتحدّث أيضاً عن تاريخ ولادته وألقابه، وعندها شرع بالبحث حول واقعة عاشوراء.


  59


كما هو واضح من عنوان الكتاب فإنّه ليس مصنّفاً تاريخيّاً، بل إنّ المؤلّف حاول جمع الأخبار والروايات حول مناقب الأئمّة عليهم السلام وفضائلهم، مع الإشارة إلى شيء من وقائع عصرهم، من دون مراعاةٍ للترتيب الزمنيّ فيها.

إنّ ابن شهرآشوب، وبسبب مراعاة الاختصار في كتابه واجتناب التفصيل والتطويل فيه، لم يتعرّض إلى جزئيّات واقعة عاشوراء وتفصيلاتها، لكنّه تناولها بالإجمال مضافاً إلى أنّه لم يراع كثيراً الترتيب الزمنيّ بين الأحداث، بل لم يتعرّض أصلاً لكثير من الوقائع بسبب اختياره بعضها دون البعض الآخر.

وقد نقل المصنّف حول سيرة الإمام الحسين عليه السلام ومناقبه وواقعة عاشوراء وشهادته عليه السلام روايات عديدة عن الإمام السجّاد عليه السلام والإمام الصادق عليه السلام والإمام الرضا عليه السلام, مضافاً إلى الأخبار التي أوردها عن مصادر متعدّدة مثل: أنساب الأشراف للبلاذريّ، وتاريخ الطبريّ، ومقتل ابن بابويه، وفضائل العشرة لأبي السعادات، وحلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهانيّ، وعن أشخاصٍ مثل أبي مخنف، وشعيب بن عبد الرحمان الخزاعيّ، والسيّد الجرجانيّ، وابن مهديّ المامطيريّ وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وشاكر بن غنمة وأبي الفضل الهاشميّ.

هنا يجدر ذكر بعض الأمور حول الأخبار والروايات التي نقلها ابن شهرآشوب:
الأوّل: يعتبر ابن شهرآشوب الشخص الوحيد، بعد ابن الأعثم، الذي ينقل كلام الإمام الحسين عليه السلام المشهور "إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً...", إلّا أنّه مع وجود فارقٍ بينهما وهو أنّ ابن شهرآشوب يعتبر هذا الكلام جواباً من الإمام عليه السلام (وليس وصيّة خطيّة منه إلى أخيه محمّد بن الحنفيّة) لأشخاص من أمثال محمّد بن الحنفيّة، وعبد الله بن مطيع وابن عبّاس الذين حاولوا منع الإمام عليه السلام من الذهاب إلى العراق224.

الثاني: أنّ ابن شهرآشوب، وإن كان قد نقل بعض الأخبار عن أبي مخنف، ولكنّه


  60


في بعض الموارد، روى عنه روايات225، مضافاً إلى أنّها غير معقولة ولا يمكن القبول بها، فإنّنا لا نجد لها أثراً في المصادر القديمة المعتبرة. وهنا يظهر أنّ الأخبار المجعولة التي نسبت إلى أبي مخنف كانت رائجة في عصر ابن شهرآشوب الذي نقل بعضاً منها.

الثالث: إنّ ابن شهرآشوب وإن لم يصرّح بأنّ أخبار مبارزات أصحاب الإمام الحسين عليه السلام وارتجازاتهم منقولة عن فتوح ابن الأعثم، إلّا أنّه، ومع قليل من التأمّل والبحث والمقارنة بين هذين الكتابين، يتبيّن بسهولةٍ التشابه الكبير بينهما، وأنّ ابن شهرآشوب قد نقل الكثير عن كتاب ابن الأعثم226.

الرابع: إنّ ابن شهرآشوب هو المؤرّخ الوحيد من المتقدّمين الذي نقل أخباراً حول واقعة كربلاء لا يمكن تعقّلها ولا القبول بها، مثلاً هو يروي أنّ قتلى الأعداء بيد الإمام الحسين عليه السلام - ما عدا الجرحى - قد بلغ (1950) رجلاً227. وكذا ما ذكره حول شهادة أبي الفضل العبّاس، فإنّه يختلف عمّا رواه الشيخ المفيد.

الخامس: إنّ هذا الكتاب يعدّ أقدم مصدر للأراجيز التي أطلقها العبّاس، وما قاله أيضاً الإمام الحسين عليه السلام منها228، في يوم عاشوراء والتي لم يرد ذكرها في أيّ مصدر آخر..

27- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك: أبو الفرج عبد الرحمن بن عليّ بن محمّد بن الجوزيّ (م 597 هـ).
تحدّث ابن الجوزيّ في جزء من كتابه عن واقعة عاشوراء عند عرضه لوقائع سنة


  61


(60 و61 هـ)229. وكانت طريقة كتابته تركيبيّة مع حذف الأسانيد، ورواياته في هذا المجال شبيهة جدّاً بروايات الطبريّ، ولو أنّه كان يذكر في بعض الموارد أخباراً مسندة230.

28- الكامل في التاريخ: عزّ الدّين أبو الحسن عليّ بن أبي الكرم المعروف بـ (ابن الأثير) (م 630 هـ).

كتب ابن الأثير كتابه (الكامل في التاريخ) بعد الطبريّ بثلاثة قرون وقد صرّح بنفسه في مقدّمة كتابه231, أنّ معظم روايات هذا الكتاب مقتبسة من تاريخ الطبريّ، ولذا نراه قد نقل أيضاً أخبار حوادث سنة (60 و61 هـ). حول مقتل الإمام الحسين عليه السلام عن روايات الطبريّ مع الاختصار وحذف الأسانيد232. طبعاً هو صرّح أيضاً في مقدّمة الكتاب233 أنّه قام بزيادة بعض الاضافات ضمن روايات الطبريّ234 أو في أواخرها 235. وفي مصنّف آخر لابن الأثير وهو (أُسْد الغابة في معرفة الصحابة) تعرّض فيه للحديث عن ولادة الإمام الحسين عليه السلام وشهادته وبعض مناقبه وثورته ضمن خمس صفحات236. وقد صرّح في قضيّة قاتل الإمام عليه السلام بعد نقله أقوالاً عديدة: إنّ الصحيح أنّ قاتل الحسين بن عليّ هو سنان بن أنس237.

29- مثير الأحزان: نجم الدّين جعفر بن محمّد بن جعفر بن أبي البقاء هبة الله ابن نما المشهور بـ (ابن نما الحلّي) (م 645 هـ)
238.


  62


رتّب ابن نما هذا الكتاب حول واقعة كربلاء في ثلاثة مقاصد، الأوّل: يتحدّث عن الأمور التي حصلت قبل معركة كربلاء، مثل ولادة الإمام الحسين عليه السلام وتنبّؤ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشهادة الإمام عليه السلام ووقائع ثورة عاشوراء من حين موت معاوية وطلب البيعة ليزيد وخروج الإمام عليه السلام من المدينة إلى حين الوصول إلى كربلاء، وأيضاً عرض النشاطات والتحرّكات الشعبيّة، وثورة مسلم بن عقيل.

المقصد الثاني: تحدّث فيه المصنّف بشكل مختصر، عن أيّام الإقامة في كربلاء، وليلة عاشوراء ويومها، ووقائع المعركة وشهادة بني هاشم، إلى حين شهادة الإمام عليه السلام وبعض الحوادث التي وقعت بعد الشهادة.

المقصد الثالث: يتناول فيه بعض القضايا التي حصلت بعد الشهادة وبيان حادثة أسر أهل البيت عليهم السلام وحملهم إلى الكوفة ثمّ إلى الشام ثمّ إرجاعهم إلى المدينة المنوّرة.
نقل الخوانساريّ عن الشهيد الثاني احتمال أن يكون كتاب (مثير الأحزان) وكتاب آخر له باسم (ذوب النضار) ليسا لابن نما بل لحفيده الذي يحمل اسم جدّه239. إلّا أنّ العلّامة السيّد محسن الأمين ردّ هذا الكلام بقوله: ليس معلوماً أن يكون لابن نما حفيد يحمل اسمه240.

30- الحدائق الورديّة في مناقب الأئمّة الزيديّة: حميد بن أحمد بن محمّد المحلَّى (م 652 هـ).
تحدّث المحلَّى الذي يعدّ من علماء الزيديّة ومحقّقيهم، في كتابه هذا، بما يقرب من خمسين صفحة241 حول ثورة الإمام الحسين عليه السلام عند بحثه في سيرة الأئمّة الذين خاضوا ثورات ضدّ حكّام وسلاطين زمانهم.


  63


فبعد عرضه لأخبار ولادة الإمام عليه السلام وخصائصه وصفاته ومناقبه، تحدّث، باختصارٍ، عن ثورة عاشوراء، معتمداً على الروايات المشهورة. إنّ من مميّزات هذا الكتاب اللافتة للنظر هو تعداده لأسماء شهداء كربلاء التي نقلها عن الفضيل بن الزبير وإن لم يصرّح المحلَّى بذلك إلّا أنّه عند المقارنة بين الكتابين يظهر جليّاً أنّ الجزء الأكبر من هذا الموضوع قد نقله عن الفضيل.

ومن الروايات التي ذكرها أيضاً بيان حوادث ما بعد شهادة الإمام عليه السلام وحمل الأسرى إلى الكوفة ثمّ الشام، واحتجاجاتهم هناك، إلى حين العودة إلى المدينة.
ونقل أيضاً زيارة جابر وعطيّة العوفيّ لقبر الإمام الحسين عليه السلام ومحاولة المتوكّل لمحو أثر القبر الشريف.

في الصفحات الأخيرة يذكر المحلَّى قصائد بعض الشعراء في رثاء الإمام عليه السلام. ومن رواياته المثيرة للاهتمام تعيين سنة ولادة عليّ الأكبر، ويعتبرها قبل نهاية خلافة عثمان بسنتين أي في عام (33 هـ)242. هذا، مع أنّ بعض المصادر المتقدّمة، مثل مقاتل الطالبيّين، ذكرت أنّ عليّ الأكبر قد ولد في عهد خلافة عثمان، من دون تعيين أيّ زمانٍ في ذلك. يمكن القول- بشكلٍ عامّ- إنّ المصنّف قد استفاد كثيراً، في روايته وقائع ما بعد الشهادة، من كتاب (مقتل الحسين عليه السلام ) للخوارزميّ.

31- تذكرة الخواصّ من الأمّة بذكر خصائص الأئمّة عليهم السلام يوسف بن قزغليّ البغداديّ المعروف بـ (سبط بن الجوزيّ) (م 654 هـ):

تحدّث سبط بن الجوزيّ بما يقرب من ثلث المجلّد الثاني من هذا الكتاب، في الباب التاسع حول سيرة الإمام الحسين عليه السلام ونهضته243 في البداية، وبعد الإشارة إلى تاريخ ولادة الإمام عليه السلام وكنيته وألقابه، نقل أخباراً تدلّ على المنزلة


  64


 والمكانة الخاصّة للحسين عليه السلام عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعض الروايات حول موقف الإمام الحسين عليه السلام من الخليفة الثاني ومروان بن الحكم. ثمّ أورد تحت عنوان (ذكر سيرته مختصراً) روايات ثورة كربلاء التي بدأت مع موت معاوية وطلب البيعة ليزيد. إنّ إحدى الروايات التي تفرّد ابن الجوزيّ في نقلها بالتفصيل هي رواية الرسالة التي بعث بها يزيد إلى ابن عبّاس ليمنع الإمام الحسين عليه السلام من القيام بثورته، مع ذكر جواب ابن عبّاس عليها244.

ومن ثمّ يتناول بالحديث ثورة مسلم في الكوفة، وشهادته وذهاب الإمام الحسين عليه السلام إلى العراق، واستشهاده مع أنصاره، وذكر أسماء شهداء بني هاشم. ونقل حول قاتل الإمام عليه السلام عدّة أقوالٍ، ثمّ صرّح بأنّ أصحّها هو سنان بن أنس النخعيّ بمشاركة الشمر.

البحث الآخر الذي تعرّض له سبط بن الجوزيّ ما يرتبط بحمل الأسرى مع الرؤوس إلى الكوفة والشام.
وذكر بالنسبة إلى مكان دفن رأس الإمام عليه السلام خمسة أقوالٍ ثمّ قال: ففي أيّ مكان رأسه أو جسده فهو ساكن في القلوب والضمائر، قاطن في الأسرار والخواطر, أنشدنا بعض مشايخنا في هذا المعنى:245
لَاْ تَطْلُبُوْا المَوْلَىْ حُسَيْنَ    بِأَرْضِ شَرْقٍ أَوْ بِغَرْبِ
وَدَعُوْا الجَمِيْعَ وَعَرِّجَوْا    نَحْوِي فَمَشْهَدُهُ بِقَلْبِي

وأمّا المطالب المتبقيّة من هذا الفصل فهي: بعض المرثيّات الواردة في الإمام عليه السلام ثمّ ذكر الحمرة التي ظهرت في السماء بعد شهادته عليه السلام وما لحق ذلك، ورسالة يزيد إلى ابن عبّاس (بعد شهادة الإمام عليه السلام) وجوابه


  65


عليها, وأولاد الحسين عليه السلام, وجزاء قتلة الإمام عليه السلام والانتقام من الذين اعتدوا عليه عليه السلام, (وثورة التوّابين والمختار وقتل ابن زياد). وفصل حول جواز لعن يزيد بن معاوية.

من الروايات المثيرة للانتباه، في هذا الكتاب، ذكر خبر شهادة الطفل الرضيع، حسب رواية هشام الكلبيّ (تلميذ أبي مخنف) التي تختلف عن الروايات الواردة في المصادر المتقدّمة ويقول: عندما أخذ الطفل بالبكاء من شدّة العطش تناوله الإمام عليه السلام بين يديه ونادى بالناس: "أيّها القوم، إن لم ترحموني فارحموا هذا الطفل", فرمى أحد الأعداء الطفل بسهم فقتله246.

المسألة الأخرى التي تستحقّ الالتفات، في هذا الكتاب، هي أنّ ابن الجوزيّ كان في حوزته بعض المقاتل المفقودة في زماننا الحاضر، والتي نقل عنها بعض المؤرّخين المتقدّمين في مصنّفاتهم، وقد نقل ابن الجوزيّ بعض الأخبار عن تلك المقاتل، كما نقل في عدّة مواضع عن مقتل الحسين لمحمّد بن هشام الكلبيّ247 والواقديّ248 والمدائنيّ249 وابن أبي الدنيا250، وهذا ممّا يدلّ على أنّ هذه المقاتل كانت لا تزال موجودة إلى القرن السابع، وما قبل غزو المغول لبلاد المسلمين.

32- درر السِّمْط في خبر السِّبْط: محمّد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعيّ المعروف بـ (ابن أبار البلنسيّ) (م 658 هـ):

هذا الكتاب هو عبارة عن رثاء نثريّ في الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته، كما أنّ مصنَّفه الآخر (معادن اللجين في مراثي الحسين عليه السلام) هو رثاء شعريّ في ذلك.
إنّ نثر هذا الكتاب (درر السمط) عميق ومعقّد ومسجّع، يحتوي على نكاتٍ أدبيّة


  66


وقد أنشئ على طريقة المقامات، ومتن ألفاظه مختصر، طبع هذا الكتاب في (126) صفحة مع حواشٍ لمصحّحه ومحقّقه، الذي تناول حياة المصنّف ومكانته العلميّة وقيمة كتابه إلى الصفحة (60) بما يقرب من خمسين صفحة، وأمّا الصفحات المتبقيّة (66 صفحة) فما يقرب من نصفها يُعتبر حواشيَ وهوامشَ، وعليه فإنّ أصل الكتاب لا يتعدّى (30) صفحة يتضمّن نصفها الحديث عن الإمام الحسين عليه السلام251.

لا يوجد لمطالب هذا الكتاب عناوين، بل كلّ قسمٍ منه يبدأ بعنوان (فصل). وقد أشار المصنّف، في حديثه عن نهضة عاشوراء، إلى الرسائل التي بعث بها أهل الكوفة للحسين عليه السلام وإرسال مسلم إليهم، وخروج الإمام عليه السلام من مكّة وذهابه إلى العراق، وملاقاته مع الحرّ وشهادته في آخر المطاف. وقد عدّ البعض البلنسيّ شيعيّاً بسبب المدائح التي أبداها للحسين عليه السلام وأنواع الذمّ والتقريع الذي كاله ليزيد252. كتب أبو سعيد بن مسعود الماغوسيّ (م 1016 هـ) في أوائل القرن الحادي عشر، شرحاً على كتاب البلنسيّ باسم (نظم الفرائد الغرر في سلك فصول الدرر)253.

33- ترجمة الإمام الحسين عليه السلام - (من كتاب بغية الطلب في تاريخ حلب) كمال الدّين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبيّ المشهور بـ (ابن العديم) (م 660 هـ).

يحتوي هذا الكتاب على (248) رواية حول الإمام الحسين عليه السلام وعاشوراء وهو مأخوذ من كتاب (ابن العديم) المفصّل, من استخراج وتحقيق وتصحيح بعض المحقّقين المعاصرين.


  67


إنّ أسلوب السرد الروائيّ، في هذا الأثر من ناحية المطالب والمباحث والموضوعات، شبيه بما هو موجود في كتاب ابن عساكر، ما عدا الجزء المتعلّق بالمقتل فإنّه مقتبس من كتاب الدينوريّ (الأخبار الطوال)254 كما صرّح بذلك الكاتب نفسه.

34- الملهوف على قتلى الطفوف عليّ بن موسى بن جعفر بن طاووس (م 664 هـ):
رتّب السيّد ابن طاووس هذا الكتاب على ثلاثة عناوين وأقسام، كما فعل ابن نما في كتابه مثير الأحزان. في القسم الأوّل تحدّث عن الأمور التي حصلت قبل معركة كربلاء، والقسم الثاني فيه بيان لمعركة يوم عاشوراء، والقسم الثالث يعرض وقائع ما بعد الشهادة.

وقد ذكر المصنّف أنّ الهدف من تصنيف هذا الكتاب هو اصطحاب زائري الإمام الحسين عليه السلام كتاباً في المقتل، مضافاً إلى كتاب (مصباح الزائر وجناح المسافر) ليكتفوا به عن أيّ مقتل آخر، وقد جعل ابن طاووس هذا المقتل مختصراً ليتناسب مع وقت الزائرين الضيّق255. وفي رأيه أنّ كلّ من يطّلع على هذا الكتاب وعلى ترتيبه سيكتشف علّة اختصاره، وما يمتاز به من بقيّة المقاتل256.

إنّ الأخبار والروايات التي رواها ابن طاووس وطريقة كتابتها واختياره للمطالب تشبه كثيراً ما هو موجود في كتاب (مثير الأحزان) وإن ذكر هو- حسب رأيه - أنّ أحداً لم يسبقه في كتابة هذا المقتل بخصائصه وامتيازاته من قبل أبداً257.

وهناك بعض الروايات التي تفرّد بنقلها السيّد ابن طاووس، مثل حديث (المشيّة) المشهور، وكذا الحوار الذي حصل بين محمّد بن الحنفيّة وبين الإمام الحسين عليه السلام


  68


أثناء خروجه من مكّة، ومثل القولين المشهورين عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، الأوّل: "إنّ الله شاء أن يراك قتيلاً", جواباً لمن سأل: لماذا يريد الإمام عليه السلام الخروج من مكّة؟. والثاني: "إنّ الله شاء أن يراهنّ سبايا", جواباً لمن سأل عن علّة إخراج الإمام عليه السلام للنساء معه258. إنّ هذا الخبر وإن لم يكن موجوداً في أيّ مصدرٍ سابقٍ على كتاب (الملهوف) إلّا أنّه وحسب بعض نسخه فإنّ ابن طاووس قد نقل هذا الخبر من مصدرٍ قديم تحت عنوان (أصل أحمد ابن الحسين بن عمر بن بريدة) الذي ينقل هو بدوره عن شخصٍ آخر باسم محمّد بن داود القمّي259.

مضافاً إلى ما ذكر فإنّ بعض روايات هذا الكتاب مأخوذة من مقتل الخوارزميّ الذي ينقل هو بدوره- وكما سبق القول منّا- عن كتاب الفتوح لابن الأعثم، وهذا ما نجده في الكلمة المشهورة: "ما رأيت إلّا جميلاً" المنسوبة إلى السيّدة زينب عليها السلام.

35- كشف الغمّة في معرفة الأئمّة عليهم السلام : عليّ بن عيسى الأربليّ (م 692 هـ)
260.
كتب الأربليّ هذا الكتاب في القرن السابع، حول سيرة الأئمّة عليهم السلام, وخصّص للحديث عن سيرة الإمام الحسين عليه السلام وثورة عاشوراء، اثني عشر فصلاً مضافاً إلى بحثٍ حول الوقائع التي حصلت بعد شهادة الإمام عليه السلام بما يقرب من ربع المجلّد الثاني261، وهذه هي عناوين تلك الفصول:
1- ولادة الإمام الحسين عليه السلام 2- نسبه الشريف 3- تسميته 4- كنيته ولقبه 5- ما ورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في حقّه وإمامته 6- شجاعته ومروءته 7- جوده وكرمه 8- أقواله 9- أولاده 10- عمره الشريف 11- خروجه إلى العراق 12- شهادته ومقتله.

حسب كلام الأربليّ فقد كتب المجلّد الأوّل من هذا الكتاب (الذي يتحدّث عن


  69


حياة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام في عام 178 هـ262، وأنهى المجلّد الثاني منه (الذي يتناول حياة السيّدة الزهراء عليها السلام وباقي الأئمّة عليهم السلام) في سنة 687 هـ263.

إنّ المصنّف قد نقل عن مصادر متعدّدة، منها: مقتل الحسين للواقديّ- وترجمة الحسين ومقتله، لابن سعد- كتاب الفتوح لابن الأعثم- الإرشاد للشيخ المفيد- حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهانيّ- تاريخ مواليد الأئمّة عليهم السلام ووفياتهم لابن خشّاب- مطالب السؤول لمحمّد بن طلحة الشافعيّ- معالم العترة الطاهرة لعبد العزيز بن أخضر الجنابذيّ (كتابادي) وغيرها، وواضح أنّه قد نقل الكثير من مطالب هذا القسم من المصدرين الأخيرين.

وباعتبار أنّ الأربليّ يجمع الأخبار من مصادر مختلفة، فإنّ ترتيب هذه الأخبار كان يختلف عن المصدر الذي يأخذ منه، على سبيل المثال: فقد كان أحياناً يذكر سلسلة الرواة وفي أحيانٍ أخرى كان يعرضها بأسلوب تركيبيّ. إنّ نثر الكتاب مسجّع وفصيح بليغ، وقد نقل أيضاً قسماً من كتابه عن ابن طلحة الشافعيّ في كتابه مطالب السؤول الذي يعدّ كتاباً مسجّعاً بليغاً، فكان الأربليّ يذكر مطالبه، قبل كلام الشافعيّ أو بعده، بنفس الطريقة والأسلوب264.

بالنسبة إلى الشعر، فقد أورد، في عدّة مواضع من كتابه، أشعاراً عن أبي مخنف265، ومن ذلك يعلم وجود ديوان ينسب إلى أبي مخنف في ذاك الزمان، إلّا أنّ أبا مخنف - وكما ذكرنا سابقاً - لم يأت على ذكر القصيدة المعروفة (غدر (كفر) القوم وقدماً رغبوا) في ديوانه266.


36- الكامل في السقيفة: (كامل البهائيّ) حسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن


  70


حسن الطبريّ، المعروف بـ (عماد الدّين الطبريّ)- كان حيّاً إلى عام 701 هـ.
استغرق كتابة هذا الأثر من الوقت- كما صرّح بذلك الطبريّ نفسه - ما يقرب من اثنتي عشرة سنةً، وفرغ منه في عام 675 هـ267. يحتوي الكتاب على (28) باباً يتضمّن كلّ باب عدّة فصول، وقد تحدّث الطبريّ عن واقعة كربلاء من أوّلها إلى آخرها في الفصول الأخيرة من كتابه، أي في الفصل السابع عشر والثامن عشر من الباب السابع والعشرين، والفصول الستّة الأولى من الباب الثامن والعشرين.

اعتمد الطبريّ في عرضه لواقعة كربلاء - من دون ذكر أسماء المصادر التي استند إليها- في الأعمّ الأغلب، على المصادر القديمة المشهورة إلّا أنّه في بعض الأحيان كان يذكر روايات لا وجود لها في تلك المصادر. مثلاً هو وحده الذي نقل في قضيّة خروج الإمام الحسين عليه السلام من المدينة قائلاً: إنّ الحسين عليه السلام خرج من المدينة مع جميع بني هاشم ما عدا محمّد ابن الحنفيّة ركباناً على (250) جملاً بعدما طلب من قيس بن سعد بن عبادة أن يلحق به مع مائتي رجلٍ حتّى إذا ما أرسل حاكم المدينة جلاوزته للقبض على الحسين عليه السلام وأصحابه، يتآزر رجال قيس مع الحسين عليه السلام وأنصاره للقضاء على هؤلاء الجلاوزة268. وأيضاً حادثة قطع رأس الإمام عليه السلام من القفا269، ودفن جسد الحرّ بن يزيد الرياحيّ على يد أقاربه في المكان الذي قتل فيه270، ورواية القول الآخر حول دفن أجساد الشهداء، وأنّه كان على يد بعض اليهود من سكان ضواحي كربلاء271، ودخول أسرى أهل البيت عليهم السلام في السادس عشر من ربيع الأوّل272، ووفاة السيّدة أمّ كلثوم في دمشق273، إنّ كلّ هذه الروايات واردة عن الطبريّ فقط ولا غير.


  71


النتيجة:
نستنتج، من خلال البحث في الآثار التي صنّفت في هذا المقطع الزمانيّ، أنّ المقاتل التي كتبت من القرن الثاني إلى القرن السابع يمكن الاستفادة منها والاعتماد عليها والوثوق بها باعتبار قدمها وعدم دخول التحريف عليها، وذلك بسبب عرضها واقعة عاشوراء مستندة إلى مصادر تاريخيّة أصيلة وأساسيّة، مثل مقتل أبي مخنف وهشام الكلبيّ وغيرهما، بصورة روائيّة مع ذكر الأسانيد.

نعم، يوجد بعض المؤرّخين من أمثال البلاذريّ والدينوريّ واليعقوبيّ والشيخ المفيد الذين كتبوا، في تاريخ كربلاء، رواياتٍ محذوفة السند ومختصرة مع ترك التفاصيل وعلى طريقة التلفيق والتركيب، من أجل رعاية الاختصار، أو لرفع التناقض والتنافي الموجود في بعض الروايات والأخبار.

من الواضح أنّه، عند المقارنة بين كتابات هؤلاء المؤرّخين وبين أخبار المؤرّخين وكتّاب المقاتل القدماء، سنجد الانسجام والتناسب والتوافق الكامل بينهما، وإن وجد من أولئك المؤرّخين مثل ابن الأعثم الكوفيّ الذي كان - وبسبب استعداده الخاصّ، وذوقه المميّز في كتابة السيرة وعرض المجريات- يعرض تلك الأخبار والروايات الأصيلة مع بعض الإضافات والزيادات التي لا يمكن العثور عليها في تلك المصادر.

هنا ينبغي للباحث والمحقّق أن يحتاط ويأخذ حذره عند الاستفادة من أمثال تلك المنقولات، إلّا أنّه- وبشكلٍ عامّ- يمكن الاعتماد على مصادر تاريخ عاشوراء المصنّفة خلال فترة ما قبل القرن السابع، وأمّا ما كان منها في القرن الثامن وما بعده، فإنّه لا يمكن الوثوق بها.. بسبب النهب والخراب الذي أصاب بلاد المسلمين على يد المغول وفقدان ميراثٍ علميِّ إسلاميّ كبير- لا سيّما عند الشيعة- ومنها بعض المصادر العاشورائيّة المعتبرة.

وما استند إليه أولئك المصنّفون، في تلك الحقبة الزمانيّة منها ما مصادره


  72


 ضعيفة وغير معتبرة وقد نقل منها الحكايات والأساطير والقصص المجعولة والملفّقة، ما يضطر معه الباحث إلى الاجتناب عن نقلها. نعم، ما نقلته تلك الآثار من الأخبار والروايات عن مصادر أصيلة وموثّقة يمكن الأخذ به والاستناد إليه وحده لا غير.

المقطع الثاني: (من القرن الثامن إلى القرن الرابع عشر)

قبل الشروع في هذه المرحلة التاريخيّة، يلزم التذكير بأمر، وهو أنّ أزمنة القرن الثامن والتاسع والعاشر كانت مرحلة أفول وانحسار تصنيف المقاتل وكتابة الآثار الكربلائيّة، ما عدا بعض الموارد المحدودة التي تذكر حيث لم يدوّن في هذه القرون آثار مهمّة معتدّ بها، وحتّى لو قلنا بتأليف مثل تلك المصنّفات، إلّا أنّها، بالإضافة إلى عدم وجودها في يومنا هذا فإنّه لا يوجد لها أيّ اسم وذكر في مؤلّفات الأزمنة اللاحقة أبداً. نعم، كانت العصور الذهبيّة والمتفوّقة، خلال هذه المرحلة كلّها، في القرن الرابع عشر.

وأمّا بالنسبة إلى مستوى تأليف المقاتل في القرن الثاني عشر والقرن الثالث عشر فهو متساوٍ، مع الالتفات إلى أنّ قسماً من مصنّفات تاريخ عاشوراء من القرن الثامن إلى عصرنا الحاضر قد أخذت من الأخبار والروايات الموجودة في المصادر القديمة لواقعة كربلاء، وهناك قسم آخر منها قد اعتمد في نقل الأحاديث على مصادر ضعيفة الاعتبار، لذلك فإنّ استعراض هذه الكتب بشكلٍ مفهرس- لا سيّما وأنّها آخذة في الازدياد- من القرن الثاني عشر إلى الآن، غير مستطاعٍ في هذه المقالة274، مضافاً إلى أنّه لا فائدة من ذلك، ومع عدم إمكان استعراضها- ولو بالاسم- فإنّ الحديث عنها والتعريف بها غير ممكنٍ بطريق أولى.


  73


ومن هنا فإنّنا سنبدأ بتعريف بعض الآثار المهمّة والمشهورة حول واقعة عاشوراء، خلال تلك المرحلة الزمنيّة، ومن ثمّ نتناول الحديث حول بعض المصنّفات المهمّة التي كان لها الدور الأكبر في ظهور ما يسمّى بالصورة المحرّفة لحادثة كربلاء وانتشارها، والتي يحلو لبعضهم تسميتها (مصادر التحريف).

البحث الأوّل: التعريف ببعض الكتابات المهمّة حول عاشوراء:

سواءٌ ما كان مستقلّاً أو ضمن مصنّفات أخرى:
بالرغم من أنّ التعرّض للكثير من مصنّفات هذه المرحلة الزمنيّة قليل الفائدة, إلّا أنّ البعض من آثار هذه المرحلة يتمتّع بامتيازات خاصّة وخصائص مميّزة، ولذا فإنّ تناولها بالبحث ولو إجمالاً، يعدّ مفيداً، بل هو لازم في بعض الموارد، وهي كالآتي:
1- البداية والنهاية: أبو الفداء بن إسماعيل بن كثير الدمشقيّ (م 774 هـ).

إنّ ابن كثير مؤرّخ شافعيّ المذهب، هو ينقل معظم أخباره حول نهضة الإمام الحسين عليه السلام عن تاريخ الطبريّ بشكل مختصر275. هذا، مضافاً إلى ما نقله عن بعض المقاتل الأخرى مثل مقتل أحمد بن حنبل276، وابن أبي الدنيا277والبغويّ278، وينقل أيضاً عن بعض المحدّثين من أمثال الشعبيّ279 ويعقوب بن سفيان280 وغيرهما.

وقد تأثّر ابن كثير بأفكار أستاذه ابن تيميّة281 (مؤسّس الفكر الوهّابيّ، م 728 هـ) المتشدّدة تجاه الشيعة، ولذا نراه في كتاباته ينتقد الشيعة بسبب مجالس العزاء


  74


التي يقيمونها للإمام الحسين عليه السلام ويعتبر هذا العمل من البدع282، بل قد تجرّأ أكثر في ذلك عندما تحدّث، تحت عنوان (قصّة الحسين بن عليّ وسبب خروجه من مكّة في طلب الإمارة283..) عن هدف النهضة الحسينيّة والباعث الذي دفع الإمام عليه السلام للثورة، فقد حرّف بكلامه ذاك الهدف الصحيح والباعث الحقيقيّ الذي قام الإمام عليه السلام من أجله، وجعله ابن كثير طالباً للسلطة والإمارة، مثل بقيّة الناس الذين لا دين لهم ولا إيمان، وبهذا يكون قد فسّر الحركة الدّينيّة الإلهيّة بحركة سياسيّة ودنيويّة.

مضافاً إلى ذلك، فقد بدأ بحثه حول وقائع سنة (61 هـ) ونهضة الإمام الحسين عليه السلام بوضع عنوان (وهذه صفة مقتله مأخوذة من كلام أئمّة هذا الشأن، لا كما يزعمه أهل التشيّع من الكذب). وبذلك يكون قد أبدى تشدّده تجاه الشيعة وعداوته معهم. هو في بحثه هذا وبالرغم من نقله للأخبار الواردة عن الطبريّ الذي ينقل هو أيضاً أغلب تلك الروايات عن أبي مخنف وغيره من الرواة، إلّا أنّه في النهاية ينتقد الطبريّ لنقله الأخبار عن أبي مخنف الشيعيّ (الذي عدّوا رواياته ضعيفة بالرغم من أن أهل السنّة قد اعتبروه من أهل الضبط؟!) ثمّ يضيف ابن كثير: ولولا نقل الطبريّ وأمثاله هذه الأخبار حول ثورة عاشوراء لما نقلها هو أيضاً، وقد ناقش في بعض تلك الروايات وأبدى رأيه الخاصّ بها284.

ثمّ هو وإن قبل الروايات التي تتحدّث عن العقوبات الدنيويّة لقتلة الإمام الحسين عليه السلام واعتبر أنّ القليل منهم قد نجا بحياته منها285, إلّا أنّه أنكر الحوادث الخارقة للعادة التي حصلت بعد شهادة الإمام عليه السلام مثل احمرار السماء، وبكائها دماً، وكسوف الشمس وجريان الدم من جدران قصر ابن زياد، وصرّح قائلاً: إنّ


  75


أمثال هذه الأحاديث الملفّقة والكاذبة هي من تأليفات ومجعولات الشيعة، مع اعترافه بورود مثل هذه الأخبار في مصنّفات الطبريّ والحاكم النيشابوريّ286.

2- تسلية المجالس وزينة المجالس - السيّد محمّد بن أبي طالب الحسينيّ الموسويّ الحائريّ الكركيّ (المتوفّى في القرن العاشر).

يعتبر مؤلّف هذا الكتاب من علماء القرن التاسع والعاشر المجهولين, فمن جهة لا يوجد معلومات دقيقة حول زمن ولادته ووفاته, إلّا أنّه في موضع من كتابه هذا تحدّث عن زيارته للمرقد الشريف للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم سنة (921 هـ)287. وفي مكان آخر من الكتاب نفسه يذكر مصنّفاً آخر من تأليفه باسم السجع النفيس في محاورة الغلام (الدلام وإبليس)288. وبرأي آغا بزرك الطهرانيّ فإنّ هذا الكتاب قد صنّف في سنة (955 هـ)289. وعليه يكون زمان تأليف كتاب (تسلية المجالس) بعد عام (955 هـ).

يحتوي هذا الكتاب على عشرة مجالس: في المجلس الأوّل (ج 1- ص 53- 139) والمجالس من الخامس إلى العاشر (ج 2- ص 85- 548) يتحدّث عن الإمام الحسين عليه السلام . وفي كلّ من المجلس الثاني والثالث والرابع يتناول بالترتيب الكلام عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام والإمام الحسن عليه السلام.

وباعتبار أنّ معظم الكتاب يتضمّن سيرة الإمام الحسين عليه السلام, فقد اشتهر الكتاب باسم (مقتل الحسين عليه السلام)290.
يدّعي المصنّف - ومن دون التصريح باسم كتاب (روضة الشهداء) بل يشير إليه بالقول- أنّ ما كتبه هو شبيه به291. إلّا أنّه مع المقارنة بين كتابه وبين كتاب


  76


(روضة الشهداء) يتّضح أنّ هذا الأثر لا يتمتّع بالنظم والأسلوب الموجود في كتاب الروضة، نعم هو من جهة النثر فصيح ومسجّع مثله، وكذلك من جهة تأثّره بالأساس والقاعدة التي اعتمد عليها كتاب الروضة، ونُظم ورُتّب في ضوئها، وهي مسألة وقوع البلاءات والمصائب على أولياء الله تعالى وأحبّائه، وأنّ أعظم الناس بلاء الأنبياء عليهم السلام والأولياء عليهم السلام ثمّ الأمثل فالأمثل.

يُعدّ هذا الكتاب أثراً تاريخيّاً روائيّاً، وقد تأثّر كثيراً في روايته لثورة كربلاء بالأخبار الواردة في مقتل الحسين عليه السلام للخوارزميّ، وقد نقل الكثير منها مع اختلاف يسير، ونجد أيضاً العلّامة المجلسيّ قد نقل في كتابه بحار الأنوار الكثير من هذا الكتاب.

وأمّا موضوعات تلك المجالس التي تتحدّث عن الإمام الحسين عليه السلام فهي على الشكل الآتي:
- المجلس الأوّل: المصائب التي جرت على الإمام الحسين عليه السلام وثواب البكاء عليه.
- المجلس الخامس: فضائل الإمام الحسين عليه السلام ومناقبه وروايات النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم حول شهادته.
- المجلس السادس: خروج الإمام عليه السلام من المدينة، وإقامته في مكّة، وإرسال مسلم بن عقيل إلى الكوفة.
- المجلس السابع: توجّه الإمام عليه السلام نحو الكوفة، والحوادث التي وقعت أثناء المسير إلى كربلاء، إلى حين الوصول إليها وشهادة الإمام عليه السلام وأنصاره.
- المجلس الثامن: وقائع ما بعد عاشوراء، وحمل الأسرى إلى الكوفة والشام، والخطابات التي حدثت خلال ذلك.
- المجلس التاسع: عناوين متفرّقة مثل: عدد جراحات الإمام الحسين عليه السلام


  77


والروايات الواردة في شهادته - ثواب الشهادة - وموقف حكّام بني أميّة وبني العبّاس من قبر الإمام عليه السلام وثورة المختار.
- المجلس العاشر: فضيلة ثورة الإمام الحسين عليه السلام وثوابها.

3- بحار الأنوار (المجلد 44- 45) وجلاء العيون: محمّد باقر المجلسيّ (م 1110 هـ).

عندما شرع العلّامة المجلسيّ بالحديث عن سيرة الأئمّة عليهم السلام في كتابه بحار الأنوار، خصّص للحديث عن حياة الإمام الحسين عليه السلام ومقتله والوقائع التي حدثت بعد شهادته، سبعةً وعشرين باباً تبدأ من المجلّد الرابع والأربعين (الباب 24 ص 174 وما بعدها) وتنتهي في آخر المجلّد الخامس والأربعين (إلى آخر الباب 50 من الطبعة الجديدة الموافق للجزء الثاني والثالث من المجلّد العاشر من الطبعة القديمة) فيكون المجموع أكثر من مجلّد ونصف المجلّد من كتاب بحار الأنوار. ويعرف هذا القسم من الكتاب بعنوان: مقتل بحار الأنوار- وقد أنهى المجلسيّ كتابة هذا الجزء (المجلّد العاشر من الطبعة القديمة) في ربيع الأوّل- 1079 هـ292.

أمّا عناوين هذه البحوث في هذين الجزءين فهي متعدّدة، نذكر بعضها على النحو الآتي: إمامة الحسين عليه السلام ومعجزاته، ومكارم أخلاقه- إحتجاجاته مع معاوية- الآيات المؤوّلة بشهادته، إخبار الله تعالى أنبياءه عليهم السلام بشهادته عليه السلام - ثواب البكاء على مصائبه- حوادث ما بعد بيعة الناس ليزيد إلى حين شهادته- وقائع ما بعد شهادته- الحوادث الخارقة للعادة التي وقعت بعد مقتله عليه السلام (مثل بكاء السماء والأرض والخسوف والكسوف وغيرهما)- المراثي التي قيلت في عزائه- العقوبات التي نزلت على قاتليه- أحوال أهل زمانه - نساؤه وأولاده - أخبار المختار- اعتداء الخلفاء والحكّام على قبره الشريف).

هنا ينبغي الإشارة إلى أنّ المجلّد (98) من كتاب بحار الأنوار يتحدّث أيضاً عن


  78


فضيلة زيارة الإمام الحسين عليه السلام وثوابها مع نقل عدد من الزيارات المختلفة هناك.
إلّا أنّ المجلسيّ نقل بعض الأحاديث الضعيفة والشاذّة بسبب جمعه لأخبار ثورة عاشوراء في هذا الكتاب من مصادر متعدّدة يوجد فيها روايات ضعيفة ومجهولة وشاذّة- على سبيل المثال..أسطورة الجمّال الخرافيّ للإمام الحسين عليه السلام 293 وحكاية شفاء البنت اليهوديّة بدماء جناح الطير294، وقصّة الرجل من بني أسد مع بعض السباع295.

وقد تُرجم وطُبع قسم المقتل من هذا الكتاب تحت عنوان (محن الأبرار في ترجمة مقتل البحار) في مصائب وكرامات قرّة عين أحمد المختار، بقلم محمّد حسين الهشتروديّ التبريزيّ296. وطبع أيضاً بشكل مرتّب ومشذّبٍ بعنوان (المختار من مقتل بحار الأنوار: عرض وثائقيّ موجز لأحداث ثورة الحسين عليه السلام ) بإشراف محسن الأراكيّ297.

وقد خصّص المجلسيّ أيضاً أكثر من ثلث كتابه الفارسيّ (جلاء العيون) الذي يتحدّث فيه عن سيرة المعصومين عليهم السلام الأربعة عشر، لنقل الروايات عن حياة الإمام الحسين عليه السلام ومناقبه ومعجزاته والأخبار التي تتنبّأ بمقتله، والنهضة العاشورائيّة والوقائع التي حصلت بعدها، وذلك ضمن (23) فصلاً298.

نقل المصنّف في هذا الكتاب أخباراً وروايات متعدّدة عن مصادر قديمة ومتأخّرة ولم يسلم هذا الكتاب أيضاً.. من نقل بعض الأخبار الضعيفة والملفّقة والمجعولة299.


  79


4- مقتل الإمام الحسين عليه السلام (الجزء (17) من كتاب عوالم العلوم والمعارف والأحوال من الآيات والأخبار والأقوال)- عبد الله البحرانيّ (م 1130 هـ).
يُعتبر عبد الله البحرانيّ من تلامذة العلّامة المجلسيّ البارزين، وقد خصّص- كأستاذه المجلسيّ- سبعةً وعشرين باباً في المجلّد السابع عشر من كتابه المفصّل (عوالم العلوم) للحديث عن حياة الإمام الحسين عليه السلام ونهضته، وما حصل بعد ذلك من الوقائع مثل ثورة المختار الثقفيّ.

إنّ طريقة التأليف والأبواب والعناوين الموجودة في العوالم شبيهة إلى حدٍّ كبير بما هو موجود في كتاب بحار الأنوار، لأنّ أكثر ما نقله من هذه الموضوعات إنّما هو- وكما في بقيّة أجزاء كتاب العوالم - مقتبس من كتاب أستاذه المجلسيّ، وقد أضاف إليها بعض المطالب في بعض الموارد، وهذا ما جعل مقتله أكبر حجماً من مقتل البحار بما يقرب من مائة صفحة. ويظهر أنّ التبويب فيه وتقسيم فصول الكتاب أفضل ممّا هو في كتاب البحار.

5- القمقام الزخّار والصمصام البتّار: لمؤلّفه فرهاد ميرزا معتمد الدولة (م 1305 هـ).
إنّ مصنّف هذا الأثر ابن عبّاس ميرزا وحفيد فتحعليّ شاه، من رجال دولة العهد الناصريّ300. شرع بتأليف الكتاب سنة (1303 هـ) وأنهاهُ في ذي الحجّة من سنة (1304 هـ)301.

صُنّف الكتاب باللغة الفارسيّة، وقام بتأليفه بسبب تفاؤلٍ بالقرآن ونذرٍ قد نذره302 وقد عنون الكتاب بهذا الاسم الغريب وغير المتعارف (القمقام... والصمصام...).
يعدّ هذا الكتاب من المقاتل المهمّة لأنّ المؤلّف - وكما ذكر هو بنفسه - قام


  80


بالكثير من التتبّع والتحقيق في ذلك الكتاب، ولم ينقل شيئاً من المصنّفات التي كُتبت بعد القرن الحادي عشر (لعدم اعتبارها وضعفها) 303 ولهذا فإنّ هذا الأثر يتمتّع باعتبار خاصّ بالمقايسة مع المؤلّفات المعاصرة، بل ما قبلها أيضاً.

رُتّب هذا الكتاب في مجلّدين: الأوّل منهما يتحدّث عن حياة الإمام الحسين عليه السلام وبعض البحوث مثل: ثورة مسلم بن عقيل، وأحداث النهضة الحسينيّة يوم عاشوراء من بدايتها إلى شهادة الأصحاب.

وأمّا المجلّد الثاني فقد تضمّن مباحث مثل: شهادة بني هاشم والإمام عليه السلام, وما حصل بعد الشهادة مثل أسر أهل البيت عليهم السلام ونقلهم إلى الكوفة والشام ثمّ إعادتهم إلى المدينة المنوّرة، والعقوبات التي أصابت قتلة الإمام عليه السلام وثورة التوّابين وثورة المختار، ونقل بعض الأشعار في رثاء الإمام الحسين عليه السلام .

من الميزات الخاصّة والمحقّقة في هذا الكتاب، الضبطُ الصحيح لأسماء الأشخاص والأمكنة، والبيان الدقيق لمعاني الأسماء والأمكنة واللغات والأشعار والأمثال في كثير من الموارد، وفي بعض الأحيان كان يتعرّض لترجمةٍ مختصرةٍ حول بعض الأفراد.

البحث الثاني: التعريف ببعض المصنّفات المهمّة من مصادر التحريف لتاريخ عاشوراء في القرون الأخيرة:

كما مرّ معنا فإنّ هناك الكثير من المؤلّفات كتبت في القرون المتأخّرة حول ثورة سيّد الشهداء عليه السلام والتي يوجد من بينها مصنّفات كان لها- وبسبب شهرة مؤلّفيها أو بسبب بعض الخصائص الموجودة فيها- تأثير كبير في نشر وترويج بعض الأخبار الضعيفة والمحرّفة وغير الصحيحة بل والموهنة في بعض الحالات لواقعة عاشوراء والثورة الحسينيّة.


  81


طبعاً إنّ البحث والمطالعة، حول علل وعوامل جعل ونشر مثل هذه الأخبار والمسائل المحرّفة والمخرّبة لتاريخ عاشوراء، يحتاجان إلى دراسة مستقلّةٍ، والمقدار الذي يمكن الإشارة إليه في هذا المختصر، هو أنّ كتابة التاريخ والسيرة قد بدأت بالانحسار منذ القرن الخامس وما بعده. أمّا الأسباب التي أدّت إلى ذلك فهي متعدّدة، فمن جهةٍ هناك البعد الزمنيّ عن المصادر القديمة وذهابها في عالم النسيان، ومن جهة أخرى هناك الإهمال بل الحذف المتعمّد لتلك المصادر من قبل بعض الفرق المذهبيّة المتعصّبة، ومن جهة ثالثة فقد ظهر إقبال واهتمام قويّان في المجتمع للتعرّف أكثر على هذه الواقعة، فتهيّأ نتيجةً لذلك، المناخُ الملائم لانحسار المصنّفات المحقّقة واستبدالها بكتاباتٍ مصنّفةٍ على طريقة علماء الأدب والاجتماع والتي أكثرها متأثّر بعوامل مثل المعتقدات المذهبيّة، والسليقة الشخصيّة والفكريّة للمؤلّفين، مضافاً إلى الظروف الاجتماعيّة والجغرافيّة الحاكمة، والاهتمام بما يرغب فيه ويطلبه المخاطبون والقرّاء والجمهور، وبعبارةٍ أخرى فإنّ كتابة المقاتل والسيرة العاشورائيّة خلال تلك العصور، وبسبب تلك العوامل التي سبق ذكرها، قلّصت من الاهتمام بالمصادر القديمة لواقعة عاشوراء، هذا من ناحية.

ومن ناحيةٍ أخرى وبسبب عظمة هذه الحادثة وانفتاح المجتمع الشيعيّ، بل السنيّ أيضاً على هذه الواقعة للتعرّف عليها أكثر، كلّ ذلك قد فتح الباب للتوسّع والتفريع في بعض أخبار هذه الواقعة، بل في بعض الموارد أضافوا إلى حوادثها من عنديّاتهم وبأذواقهم الخاصّة وتفنّناتهم في هذا المجال، حتّى وصل الحال من القرن العاشر وإلى زماننا المعاصر ومع كتابة (روضة الشهداء) إلى بروز هذه الطريقة على الساحة وبشكل واسع وسريع على مدى القرون الأربعة الأخيرة المتتالية من خلال مصنّفاتٍ أمثال: المنتخب للطريحيّ، وتظلّم الزهراء للقزوينيّ، ومحرق القلوب للنراقيّ، والدمعة الساكبة للبهبهانيّ، ومعالي السبطين للمازندرانيّ، والأهمّ من كلّ


  82


ذلك إكسير العبادات للدربنديّ.

وباعتبار أنّ اهتمام مؤلّفي هذه المقاتل كان يعتمد على أمرين اثنين: أحدهما قضيّة الابتلاء والامتحان والاختبار، والثاني إثارة العواطف والأحاسيس، فقد درسوا هذه الواقعة العظيمة من هذه الجهة ونقلوا الروايات التي تتناول هذا الجانب (الذي يساعد كثيراً في إيجاد الحزن والبكاء والغمّ والهمّ) ولذا فقد أهملوا مراجعة المصادر القديمة التي يمكن الاستناد إليها والاعتماد عليها، بل كان كلّ اهتمامهم وتوجّههم إلى القضايا التي تحرّك العواطف والمسائل التي تثير- وبأكبر قدرٍ ممكن- الأحزان والآلام عند المخاطبين والسامعين لأحداث كربلاء ووقائع عاشوراء في مجالس العزاء الحسينيّة.

ومن هنا فقد كان استخدام المصطلحات والعبارات التي تصبّ في ذلك الهدف وتلك الفائدة كثيراً جدّاً، وفي بعض الأحيان مع المبالغة أيضاً، مثل: البكاء والدمع والمصيبة والحزن والغمّ والغربة والوحدة والعطش، والأسر والابتلاء.

إنّ من الأمور التي ساعدت على انتشار هذه الطريقة، في إحياء مناسبات عاشوراء، والسيرة الكربلائيّة وتأييدها وتقويتها، هو اكتفاء بعض الشعراء وقرّاء العزاء بالأسلوب السطحيّ في عرض قضايا عاشوراء، والاهتمام بما هو مقبول عند عوامّ الناس من أجل إثارة مشاعرهم أكثر، ويكون التأثير فيهم أكبر لدفعهم من هذا الطريق إلى الحزن والغمّ والبكاء وذرف الدموع بدرجة أقوى, باعتبار أنّ البكاء والتعزية في مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام - حسب الروايات الكثيرة - لهما الفضل العظيم والأجر الجزيل.

وفي عقيدة بعض هؤلاء لا مانع من استخدام أيّة وسيلة للوصول إلى ذلك الثواب الكبير، ولو كان على حساب الأخبار الصحيحة والمعتبرة الواردة في هذه الحادثة؛ لأنّ الكثير من هذه الأخبار لا تنسجم مع تلك المعاني والمضامين المطلوبة لهم، ولا تستطيع أن تحقّق ذاك الهدف المقصود عندهم.


  83


على كلّ حالٍ فإنّ نظرةً إجماليّة إلى أسماء وعناوين بعض الآثار التي صنّفت حول عاشوراء منذ العهد الصفويّ وما بعده- لا سيّما في العصر القاجاريّ- سيثبت هذه الدعوى بشكل قويّ.

من جملة تلك المصنّفات: طريق البكاء - طوفان البكاء - عمان البكاء - محيط البكاء - أمواج البكاء - رياض البكاء - مفتاح البكاء - منبع البكاء - مخزن البكاء - معدن البكاء - مناهل البكاء - مجرى البكاء- سحاب البكاء - عين البكاء - كنز الباكين - بكاء العين - مبكي العيون - مبكي العينين- المبكيات - بحر البكاء في مصائب المعصومين - بحر الحزن - بحر الدموع- بحار الدموع- فيض الدموع- عين الدموع - سحاب الدموع - ينبوع الدموع - منبع الدموع - دمع العين- مدامع العين - مخازن الأحزان - بيت الأحزان- رياض الأحزان- قبسات الأحزان- كنز المصائب - مجمع المصائب - وجيزة المصائب - إكليل المصائب - إبتلاء الأولياء، وهناك بعض المؤلّفات الفارسيّة، مثل: بحر غم - داستان غم - غمكده مأتمكده - بستان ماتم - هم وغم - بلا وابتلا در رويداد كربلا.

هنا نبيّن أهمّ هذه المصادر التي صار بعضها من مصادر الروايات غير المعتبرة والضعيفة والغريبة لتاريخ عاشوراء، مع ذكر بعض تلك الروايات:
1- روضة الشهداء:
مصنّف هذا الكتاب هو كمال الدّين حسين بن عليّ الواعظ الكاشفيّ (م 910 هـ) أستاذ في الأدب الفارسيّ. وقد أورد في كتابه هذا كلّ البلايا والمصائب التي وقعت للأنبياء عليهم السلام منذ آدم عليه السلام إلى النبيّ الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ يكمل الكلام حول مصائب الأئمّة عليهم السلام .

في هذا المجال يخصّص المؤلّف أكثر من نصف الكتاب للحديث عن حياة الإمام الحسين عليه السلام وواقعة عاشوراء والحوادث التي حصلت بعدها، أي أربعة


  84


أبواب منه (من السابع إلى العاشر) في سيرة الإمام عليه السلام وعياله وأصحابه، وما بقي من الكتاب (أي من الباب الأوّل إلى السادس) مع الخاتمة هو أقلّ من النصف!

وهذه عناوين الأبواب التي لها علاقة بالإمام الحسين عليه السلام:
الباب السابع: مناقب الإمام الحسين عليه السلام منذ ولادته، وبعض أحواله من بعد أخيه.
الباب الثامن: شهادة مسلم بن عقيل بن أبي طالب وقتل بعض أولاده.
الباب التاسع: وصول الإمام الحسين عليه السلام إلى كربلاء، وجهاده ضدّ الأعداء، وشهادته مع أولاده وأقاربه وأصحابه.
الباب العاشر: الوقائع التي حصلت مع أهل البيت عليهم السلام بعد كربلاء، والعقوبات التي نزلت بالأعداء الذين شاركوا في المعركة304.
إنّ الكاشفيّ قدّم بحثه حول واقعة كربلاء على أساس البلاء والأذى والامتحان الذي يقع على أولياء الله تعالى، بمعنى أنّ الله، سبحانه، من خلال حادثة عاشوراء ووقائعها المؤلمة، كان يريد أن يرفع من درجات أحد أوليائه المصطفين، وهذه هي سنّة الله تعالى مع خلقه وأحبّائه.

ولم يتعرّض الكاتب، في بحثه أبداً، لأيّ بُعد آخر لثورة عاشوراء، لا سيّما البعد السياسيّ.
كان تصنيف هذا الكتاب بطلب أحد أعيان وسادات مدينة هرات الكبار، واسمه (مرشد الله) المعروف بـ (السيّد ميرزا) وذلك في أواخر عمر الكاشفيّ305، أيّ من المرحلة التي تكثر فيها الموانع مثل الكبر والضعف فلا يستطيع بعد أن ينزل


  85


 ببلاغته وفصاحته العالية إلى الميدان306. كان تأليف هذا الأثر سنة (907 هـ) وليس (908 هـ) فقد صرّح المصنّف نفسه قائلاً: (إنّ الفاصل بين شهادة الإمام الحسين عليه السلام وبين تاريخ تصنيف هذا الكتاب يقرب من 847 عاماً)307.

بالنسبة إلى مذهب الكاشفيّ، يمكن القول إنّه كان على المذهب السنّي الحنفيّ، كما نقل ذلك الأفنديّ عن الميرداماد في بعض فوائده308.
لم يبيّن الكاشفيّ كثيراً من مصادر كتابه، بل حتّى في نقله للأخبار المهمّة كان يهمل ذكر مصادرها، وفي كثير من الموارد عندما يصرّح بمصادر رواياته يتبيّن أنّها غير مشهورة، ولا معتبرة. وهذا ما ذكره الأفنديّ أيضاً عند تعداده لبعض المصادر الشيعيّة التي نقل عنها الكاشفيّ مثل: عيون أخبار الرضا، والإرشاد، وإعلام الورى، وكتاب الآل لابن خالويه، حيث يقول الأفنديّ هناك: إنّ روايات هذا الكتاب بل كلّها مأخوذة من الكتب غير المشهورة والتي لا يمكن الاعتماد عليها309.

وأمّا سبب فقدان القيمة العلميّة لهذا الكتاب فهو أنّ الكاشفيّ لم يعتمد، في بيانه للأخبار المهمّة لهذه الواقعة التاريخيّة العظمى، على الأسلوب العلميّ في كتابة التاريخ، أي الاعتماد على المصادر التاريخيّة القديمة والموثّقة، ونقل وتحليل ونقد الأخبار الواردة فيها حول هذه الحادثة.

ولهذا فإنّ كتاب (روضة الشهداء) بالفارسية وبتعبير بعض المحقّقين المعاصرين، ليس كتاباً تاريخيّاً بل هو مصنّف أدبيّ310 يشتمل على حكايات تاريخيّة أعان على تأليفه وانتشاره بعض الظروف الاجتماعيّة والعلميّة والثقافيّة التي كانت


  86


مسيطرة على عهد المؤلّف.

وبعبارة أخرى إنّ هذا الكتاب هو نتيجة مرحلةٍ زمنيّة كان النقد والبحث العلميّ فيها ضعيفاً جدّاً، لدى المراكز الأكاديميّة والعلميّة الإيرانيّة وما وراء النهر، بل إنّ ما كان منتشراً ومتداولاً بين أيدي الناس هو بعض المتون القصصيّة، مثل رسائل أبي مسلم ورسائل أبي حمزة التي استبدلت بعد اضمحلالها بكتاب من تصنيف الكاشفيّ311.

ويصرّح محقّق آخر حول أسلوب هذا الكتاب وقيمته التاريخيّة قائلاً: إنّ (روضة الشهداء) كتاب قصصيّ أكثر منه كتاباً تاريخيّاً، ولذا فإنّه يحتوي على حكايات خياليّة، وحيث إنّ مؤلّفه أديب مبدع فإنّ اختراع القصص ظاهر فيه أيضاً312.

وقد أخذ هذا الكتاب مكانه الخاصّ بسرعةٍ فائقة في المحافل والمجالس الشيعيّة والسنّيّة، نتيجة للقبول الواسع والكبير لمثل هذه المؤلّفات، لدى عموم الناس، بل وحتّى من قبل العلماء والمفكّرين. حيث كان الكثير من الوعّاظ والخطباء يتحدّثون، على المنابر، عن مصائب الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته استناداً إلى هذا الكتاب، وحتّى مصطلح (قارئ الروضة) إنّما استعير من اسم هذا الكتاب لإطلاقه على مجالس قرّاء الروضة، أي العزاء313.

الأمر الأخير، في هذا الموضوع، هو أنّ لهذا الكتاب عدّة نسخ موجودة في المكتبات، وطبع مختصراً مرّات عديدة، وترجم أيضاً بلغاتٍ مختلفة، وفي بعض هذه الترجمات طبع منظوماً314.


  87


بعض النماذج الغريبة والضعيفة:
1- ذكر بعض الأسماء المجهولة والغريبة تحت عنوان: أسماء أنصار الإمام الحسين عليه السلام وجنود عمر بن سعد، مثل: زهير بن حسّان الأسديّ، وسامر، وحجر الحجّار، وحمّاد ابن أنس، والقاصّ بن مالك، وشريح بن عبيد، وقيس بن منبه، وهاشم بن عتبة وغيرهم
315.
2- قصّة عرس القاسم316.
3- حضور زعفر الجنّيّ الزاهد في كربلاء، واستعداده لنصرة الإمام الحسين عليه السلام ورفض الإمام عليه السلام ذلك317.
4- حادثة شفاء البنت اليهوديّة المعلولة بوساطة دماء جناح الطير318.
5- أسطورة السيّدة شيرين319. وغير ذلك.

2- المنتخب في جمع المراثي والخطب (المشهور بـ الفخريّ):
فخر الدّين الطريحيّ (979- 1087 هـ)320 هو مصنّف هذا الكتاب321 إلّا أنّ هذا الكتاب لا يمكن اعتباره مصنّفاً تاريخيّاً في سيرة الإمام الحسين عليه السلام أو ثورة عاشوراء ومقتل سيّد الشهداء، بل هو مجموعة روايات مثيرة للحزن والبكاء رتّبت على صورة خطابٍ نثريّ وشعريّ.


  88


إنّ معظم أبحاث هذا الكتاب تتحدّث عن الإمام الحسين عليه السلام وجزء منها يتناول شيئاً من حياة بعض الأئمّة عليهم السلام وقد كتب على صورة كشكول. يتألّف هذا الأثر من جزءين، كلّ جزءٍ يحتوي على عشرة مجالس، كلّ مجلسٍ يتضمّن عدّة أبواب، يشتمل كلّ مجلسٍ وكل بابٍ على مواضيع متعدّدة لا رابط بينها.

اعتمد هذا المؤلّف في كتابه على منقولات كتاب (روضة الشهداء) للكاشفيّ ونقل عنه الكثير من المطالب الضعيفة وغير المعتبرة... إلّا أن الطريحي كان يعدّ في فترة كتابته لهذا المصنّف من الوعّاظ المقتدرين وصاحب خبرةٍ في فنّ الخطابة.

ومع مراجعة الكتاب يتبيّن أنّ الكاتب كان في البداية يلقي بعض مطالبه في أيّام محرّم عند قراءة العزاء في المحافل والمجالس، ومن ثمّ ينظمها إلى مجالس مكتوبة ومقروءة. وقد كان هذا الكتاب مورد نقدٍ من قبل الكثير من العلماء المحدّثين بسبب نقله الأخبار والروايات غير المعتبرة والمرسلة322، ومع كلّ ذلك فقد أخذ هذا الأثر موقعه المهمّ بين قرّاء العزاء، وكان له أثر كبير على المقاتل التي صنّفت من بعده، بل كان له الأثر في وجود بعض الروايات الضعيفة والغريبة التي وقعت في قراءة مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام في القرون الأخيرة.

1- عدد أفراد جيش عمر بن سعد كان سبعين ألفاً323.
2- قصة عرس القاسم324.
3- قتل الإمام الحسين عليه السلام عشرة آلاف رجلٍ من جيش العدوّ من دون هزيمة ذلك الجيش بسبب أعداده الكبيرة325.


  89


4- أسطورة راعي إبل الإمام الحسين عليه السلام 326.
وغير ذلك..

3- مقتل الحسين عليه السلام المنسوب إلى أبي مخنف:

إنّ بعض الأخبار الكاذبة والضعيفة قد نسبت- وكما أُشير إلى ذلك سابقاً- إلى أبي مخنف منذ القرن السادس وما بعده، بسبب اعتبار ووثاقة أخباره وقدمها الزمانيّ، إلّا أنّ تلك الأخبار غير موجودة في أيّ مصدر من المصادر المعتبرة التي نقلت روايات أبي مخنف. فقد وصل الحال في نسبة الأخبار الكاذبة والضعيفة والسخيفة إلى أبي مخنف في القرون المتعاقبة إلى حدّ أنّ البعض قد ألّف كتاباً، في القرون المتأخّرة، منسوباً إلى أبي مخنف تحت عنوان (مقتل الحسين عليه السلام المشتهر بمقتل أبي مخنف) من أجل أن تلقى الأخبار والروايات الكاذبة والضعيفة قبولاً لدى القرّاء والمستمعين.

بعض النماذج الغريبة والمحرّفة:

1- نقل أخبار المقتل عن أبي مخنف، وهو عن هشام، عن أبيه محمّد بن سائب الكلبيّ، والحال أنّ هشاماً هو تلميذ أبي مخنف، وهو الذي يروي عن أستاذه وليس العكس!!327
2- نقل خبرٍ عن الكلينيّ، مع أنّ أبا مخنف توفّي عام (157 هـ) ووفاة الكلينيّ كانت عام (329 هـ)328.
3- خبر رجوع الإمام الحسين عليه السلام عن مسير كربلاء نحو المدينة، عند سماعه خبر شهادة مسلم وهاني، ولواذه بقبر جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبكائه هناك329.


  90


4- ركوب الإمام عليه السلام سبعة من الجياد وتخلّيه عنها بسبب توقّفها عن الذهاب إلى كربلاء330.
5- رواية شهادة الطرماح بن عديّ في كربلاء، والحال أنّه لم يذهب إلى كربلاء أصلاً331.
6- خبر الطفل الرضيع للإمام الحسين عليه السلام وأنّه كان ذا ستّة أشهر، وبقاؤه ثلاثة أيّام لم يذق ماءً، وذبحه بسهم من الأذن إلى الأذن الأخرى332.
7- جلوس الشمر على صدر الإمام عليه السلام والحوار الذي جرى بينه وبين الشمر حول شفاعة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم هل هي أفضل أم الحصول على الجائزة من يزيد؟ وعندما أجاب الشمر بأنّ الحصول على الجائزة أفضل طلب الإمام عليه السلام منه ماءً، فرفض الشمر وقال: لا والله لن تشرب الماء حتّى تذوق الموت333.


4- تظلّم الزهراء من إهراق دماء العباد:

إنّ مؤلّف هذا الكتاب هو رضى بن نبي القزوينيّ (عاش إلى سنة 1134 هـ). وتاريخ تأليفه كان عام (1118 هـ)، يقول الكاتب في مقدّمة كتابه: هذا الأثر هو شرح لكتاب الملهوف للسيّد ابن طاووس ومعظم مصادره هي مصادر بحار الأنوار مثل: الملهوف, ومجالس (الأمالي) للشيخ الصدوق, والإرشاد للشيخ المفيد, والمنتخب للطريحيّ, ومثير الأحزان, ومقاتل الطالبيّين, ومناقب آل أبي طالب، وتسلية المجالس للسيّد محمّد بن أبي طالب الحسينيّ وغير ذلك334.

إنّ ترتيب هذا الكتاب وتبويبه هما على نسق ترتيب كتاب الملهوف وتبويبه، حيث


  91


يتألّف من ثلاث مقدّمات وثلاثة مقاصد وخاتمة، كلّ مقصد مع الخاتمة يحتوي على عدّة مجالس.المقدّمة الأولى: بعض معجزات الإمام الحسين عليه السلام وكراماته ومكارم أخلاقه واحتجاجاته. المقدّمة الثانية: بعض الروايات حول فضيلة البكاء والتباكي على الإمام الحسين عليه السلام وبقيّة الأئمّة عليهم السلام. المقدّمة الثالثة: الروايات الواردة في آداب التعزية لا سيّما في اليوم التاسع والعاشر.

وأمّا المقاصد، فالمقصد الأوّل: يتحدّث عن بعض الأمور التي حصلت قبل المعركة في كربلاء وفيه ستّة مجالس. المقصد الثاني: وقائع كربلاء وشهادة الإمام الحسين عليه السلام وأنصاره وفيه أربعة مجالس. المقصد الثالث: أسر أهل البيت عليهم السلام والمسير إلى الكوفة والشام ورواية حضور أهل البيت عليهم السلام يوم الأربعين إلى كربلاء ورجوعهم إلى المدينة، وفيه أربعة مجالس. وأمّا خاتمة الكتاب - وهي أكثر من (160) صفحة، فإنّها تتضمّن مباحث مثل: رجعة الإمام الحسين عليه السلام في زمن الإمام الحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف، والعقوبات التي نزلت بقاتلي الإمام الحسين عليه السلام وثورة المختار، وموقف الحكّام الأمويّين والعبّاسيّين من قبر الإمام الحسين عليه السلام .

وقد قال الواعظ التبريزيّ الخيابانيّ، مضافاً إلى ذمّه لبعض الأخبار الواردة في هذا الكتاب وانتقاده بشدّة مؤلّف هذا الكتاب، لنقله مثل هذه الأخبار، قال: إنّ بعض النساخ قد غيّر وبدّل وتصرّف بهذا الأثر335، إلّا أنّ بعض المحقّقين تجاهل كلام الخيابانيّ وعمل على تصحيح ذاك الكتاب!!

بعض النماذج الضعيفة:

1- خبر خروج الطرماح بن عدي يوم عاشوراء336، مع أنّه لم يكن موجوداً أصلاً في كربلاء.


  92


2- نقل خبر منتخب الطريحيّ حول قتل الإمام الحسين عليه السلام عشرة آلاف مقاتل من جيش الأعداء، مع توجيه ذلك الخبر وتأييده337.

3- حكاية الطائر المجروح جناحه وشفاء البنت اليهوديّة338.

5 - محرق القلوب:
إنّ مصنّف هذا الكتاب هو محمّد مهدي بن أبي ذرّ الكاشانيّ المشهور بالنراقيّ339 (1209340 أو1211هـ341). وهو والد الملّا أحمد النراقيّ صاحب كتاب معراج السعادة وجامع السعادات.

كتب هذا الأثر باللغة الفارسيّة بشكل مفصّل، ويحتوي على مقدّمةٍ وعشرين مجلساً342، وباعتبار أنّه يتضمّن بعض المطالب الغريبة والضعيفة، لم يلق قبولاً فيما مضى، وهو مطبوع فقط بنسخةٍ حجريّة.

نماذج من المطالب الضعيفة والغريبة:

1- حضور هاشم بن عتبة المرقال (ابن عمّ عمر بن سعد) يوم عاشوراء في كربلاء، وسماح الإمام عليه السلام له بقتال الأعداء، وحكاية قتاله الخرافيّة343، والمعروف من خلال الروايات التاريخيّة المعتبرة أنّ هاشماً كان من خواصّ أمير المؤمنين عليه السلام وكان حامل لوائه في حرب صفّين، وقد قاتل ضدّ جيش معاوية حتّى استشهد344.

2- وصول جيش من أهل الشام قوامه ألف مقاتل إلى كربلاء بإمرة شمعان (شمعون) ابن مقاتل345.


  93


3- حكاية زعفران الزاهد346.
4- قصة عرس القاسم، والطريقة الخياليّة في قتاله الأعداء347.
5- قصّة الطائر الملطّخ بالدماء وشفاء البنت اليهوديّة348.

6 - إكسير العبادات في أسرار الشهادات:
هذا الأثر من تصنيف الملّا آغا بن عابد بن رمضان بن زاهد الشيروانيّ الدربنديّ الحائريّ المعروف بـ (الفاضل الدربنديّ) (م 1285 أو 1286هـ)349 ويشتهر هذا الكتاب باسم (أسرار الشهادة) حيث شرح فيه المؤلّف واقعة عاشوراء بشكل موسّعٍ وقد ضمّن المصنّف كتابه ((24) مجلساً و(12) مقدّمة وخاتمة تحتوي أيضاً ثلاثة مجالس) وقد استغرق هذا الكتاب من الزمن لتصنيفه ثمانية عشر شهراً، وتاريخ الانتهاء منه هو يوم الجمعة الخامس عشر من ذي القعدة سنة 1272 هـ350.

يتمتّع هذا الكتاب بخصائص عديدة نشير إلى ثلاثة منها:

1- ميزة التحليل: لم يكتف المؤلّف بتدوين الأخبار وذكر الوقائع بل عمل على تحليل الروايات والجمع بين الأخبار المتعارضة، إذ إنّه كان يمتاز بذهنٍ خلّاق وفكر وقّاد مضافاً إلى معرفته بالحكمة وعلم المعقول.

2- وجود الأخبار المجعولة والأسطوريّة فيه: إنّ كاتب هذا الأثر، بالإضافة إلى نقله الكثير من الروايات الملفّقة بل الخرافيّة في بعض الموارد، حاول توجيه تلك المنقولات وذكر أدلّةٍ على صحّتها.

3- التفصيل والتوسّع في المطالب: إنّ هذا الكتاب يعدّ- إلى زمان تصنيفه - أكثر المؤلّفات تفصيلاً بين جميع الكتب التي صنّفت حول تاريخ عاشوراء351.


  94


كان الدربنديّ مواظباً على إقامة مجالس العزاء لسيّد الشهداء عليه السلام ومتشدّداً في ذلك ومصرّاً عليه بحيث إنّه كان يغمى عليه من شدّة البكاء، وفي يوم عاشوراء كان ينزع ثيابه عن بدنه، ويتستّر بإزار، وينثر التراب على رأسه، ويمسح الطين بجسده، ثمّ يذهب على هذه الهيئة إلى المنبر352.

يُعتبر الدربنديّ هو المؤسّس أو المروّج لعادة التطبير (ضرب الرأس) وقد كتب "مهدي بامداد" حول ذلك قائلاً: (كان يرى جواز ضرب الرأس بآلةٍ حادّة بل فعل ذلك أيضاً، ومنذ ذلك الوقت جرى عوامّ الناس على ذلك العمل تبعاً له في أيّام عاشوراء)353.

إنّ الدربنديّ وباعتبار مبناه الخاصّ في نقل واقعة كربلاء، نجده لا يتأبّى عن نقل المطالب والأخبار الضعيفة وغير المسندة، بل في بعض الأحيان الروايات موهونة. ولذا نرى ضعف هذا المبنى وسخافته ووهن أساسه في نقل وقائع تاريخ عاشوراء عندما نرجع إلى كلامه حول كيفيّة تصنيف هذا الكتاب، بالاستفادة من كتابٍ آخر ألّفه أحد قرّاء العزاء المعاصرين له واسمه السيّد جعفر354.

ومن هنا فإنّنا - وبسبب ما يحمل كتاب الدربنديّ من الأخبار الضعيفة وغير الموثّقة - نجد هذا الأثر- منذ بداية تأليفه - مورداً للإشكالات القويّة والنقد اللاذع والتوهين الشديد من قبل الباحثين المعاصرين للدربنديّ، والعلماء المتأخّرين عنه، وأيضاً من قبل المحدّثين والمحقّقين أمثال: المحدّث النوريّ355 والتنكابنيّ356 والشيخ آغا بزرك الطهرانيّ357 والسيّد محسن الأمين358 والأستاذ المطهريّ359.


  95


وقد قام الدربنديّ- حسب قول الشيخ آغا بزرك الطهرانيّ- بترجمة جزء من هذا الكتاب من فصل (مقام الوحدة للحسين عليه السلام ) الذي يضمّ ثلاثة عشر باباً (يحتوي كلّ بابٍ على عدّة مجالس) وجعله على اسم ناصر الدّين شاه فسمّاه (سعادات ناصري) الذي طبع مرّاتٍ عديدة360.

كذلك قام شخص يدعى الميرزا محمّد حسين بن عليّ الأكبر بترجمة هذا الكتاب إلى اللغة الفارسيّة تحت اسم (أنوار السعادة في ترجمة أسرار الشهادة) وطبعه في تبريز361.
وباعتبار أنّ متن كتاب أسرار الشهادة صُنّف باللغة العربيّة وكان مفصّلاً جدّاً, فقد ألّف الدربنديّ مقتلاً فارسيّاً مختصراً بعنوان (سرمايه إيمان وجواهر إيقان در ترجمة وشرح أسرار الشهادة)362 وهو مطبوع أيضاً363.

وممّا ينبغي الالتفات إليه أنّ الطبعة القديمة من كتاب الدربنديّ فيها بعض من المطالب الكاذبة وغير الواقعيّة، وأمّا في الطبعة الجديدة المحقّقة فإنّ بعض هذه المطالب السخيفة والضعيفة قد حُذفت منها364.

ومع صرف النظر عن المبنى غير الصحيح والمخالف للموازين العلميّة لدى المصنّف، فإنّه لا يمكن توقّع الدقّة العلميّة والمتانة في اختيار الأخبار الصحيحة والروايات المعتبرة من واقعة عاشوراء في كتابٍ يعدّ من المطوّلات وصنّف بهذه السرعة (فقد سبق معنا أنّ هذا الكتاب كان إلى زمان تصنيفه أكثر الكتب تفصيلاً


  96


حول سيرة الإمام الحسين عليه السلام وقد كتب خلال ثمانية عشر شهراً مع تلك الإمكانات الضعيفة في ذلك الزمان للاطلاع على المصادر المعتبرة فضلاً عن تنقيتها وتهذيبها للاستفادة منها).

بعض النماذج الضعيفة والغريبة:
إنّ هذا الأثر وبسبب أبحاثه المفصّلة والمبسوطة- قد احتوى على الكثير من الأخبار المجعولة والواهية والغريبة والأسطوريّة...وسنكتفي هنا بالإشارة إلى بعض تلك الموارد:
1- الرواية الغريبة حول كيفيّة خروج الإمام الحسين عليه السلام بعياله من المدينة المنوّرة مع أربعين محملاً من الحرير والديباج على هيئة الأمراء والسلاطين!!365

2- الخبر الأسطوريّ والخياليّ عن أعداد جيش عمر بن سعد، حيث وصل إلى (160.0000)366 رجل، وفي مكان آخر (460.000) رجل، قتل منهم (330.000) بِيَد الإمام الحسين عليه السلام و (25.000) قتيل على يد بقيّة الأنصار من بني هاشم، ولم يبق منهم على قيد الحياة إلّا ثمانون ألفاً فقط!!367
وفي موضع آخر وصل عدد القتلى من الأعداء على يد الإمام الحسين عليه السلام إلى أربعمائة ألفٍ من الجيش الذي بلغ تعداده خمسمائة ألف مقاتل368.

3- إنّ يوم عاشوراء كان سبعين ساعة369 أو اثنتين وسبعين منها370.
4- ذكر أسماء بعض الأشخاص باعتبارهم من أنصار الإمام الحسين عليه السلام أو


  97


من جيش عمر بن سعد، والحال أنّ هؤلاء لم تَرِدْ أسماؤهم في أيّ مصدر معتبر، وذلك مثل: عبد الله بن شقيق371، وإسحاق بن مالك الأشتر372، وكثير بن يحيى الأنصاريّ373، ومارد ابن صديف التغلبيّ374، وغلام باسم (مبارك)375، ومسعود الهاشميّ376، وغيرهم...

حكاية راعي إبل الإمام الحسين عليه السلام 377.
ثورة بنتٍ تدعى (درّة الصدف) في حلب بدافع الانتقام والثأر للإمام الحسين عليه السلام وأخذ رؤوس الشهداء وتحرير الأسرى من أيدي جنود يزيد، عندما كانوا ينقلون الأسرى والرؤوس إلى الشام378.

7- الدمعة الساكبة:

مصنّف الكتاب هو محمّد باقر البهبهانيّ (م 1258 هـ) الذي كتب في سيرة الأئمّة عليهم السلام مجلّدات عديدة، اثنان منها (الرابع والخامس) يتحدّث فيهما عن الإمام الحسين عليه السلام وعاشوراء ضمن أربعة عشر فصلاً. كان البهبهانيّ من تلامذة الفاضل الدربنديّ ومريديه، ويعبّر عنه في كتابه هذا بقوله (قال الفاضل).

نقل الشيخ محمود العراقيّ في كتابه (دار السلام) عن الواعظ التبريزيّ الخيابانيّ مدحاً لمؤلّف كتاب الدمعة الساكبة حيث قال فيه:
كان يقرأ العزاء بالطريقة المتعارفة في ذلك الزمان والمكان (النجف) حيث يقرؤون المصيبة عن كتب المقاتل الفارسيّة مثل (روضة الشهداء) و(محرق


  98


القلوب) وأمثالهما وقد كان للبهبهانيّ تأثير عظيم في قراءته بسبب الإخلاص الذي كان يمتاز به، وإن لم يكن متمكّناً من العبارات العربيّة لعدم معرفته بها379.

استفاد البهبهانيّ كثيراً من كتاب (المنتخب) للطريحيّ في نقل وقائع عاشوراء، وهناك مصادر أخرى أيضاً استند إليها مثل: بحار الأنوار، وعوالم العلوم، وتظلم الزهراء، ومسند البتول، وتذكار الحزين، وجامع الأخبار، ونور العين، ومهيج الأحزان، ومعدن البكاء والمصائب، والمقتل المنسوب إلى أبي مخنف، والتفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ عليه السلام. وقد احتوى الكتاب على بعض المطالب الضعيفة والغريبة أيضاً380.

8- ناسخ التواريخ:
كتب الميرزا محمّد تقيّ لسان الملك المعروف بـ (سبهر الكاشانيّ) (1216- 1297 هـ) مجموعة تاريخيّة تمتدّ من عهد النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم إلى عصر المصنّف، وقد خصّص قسماً من هذا الكتاب للحديث عن سيرة الإمام الحسين عليه السلام بشكل موسّع.

كان زمان كتابة هذا الجزء من الكتاب في عهد ناصر الدّين شاه عام (1290- 1291 هـ)381 وكان هدف المؤلّف من هذا الكتاب- كما يظهر من اسمه المبالغ فيه- هو استغناء القارئ عن كلّ الكتب التاريخيّة الأخرى، ولذا فقد اشتمل على الكثير من المطالب الضعيفة وغير المعتبرة، ولهذا وباعتبار أنّ المؤلّف كان من رجال البلاط الملكيّ أيضاً، لم يلق كتابه قبولاً في المجامع العلميّة، بل إنّ بعض العلماء لم يجز مطالعته382.

ولكن بالرغم من كلّ ذلك فقد كان هذا المصنَّف معتمداً لدى عموم الناس والخطباء وأهل المنبر على مدى عدّة عقود.


  99


بعض النماذج من الروايات الضعيفة والغريبة:
1- خبر تفرّق أنصار الإمام الحسين عليه السلام عنه ليلة العاشر، وبقاء أقربائه وخواصّه فقط!!383
2- الترجمة الخاطئة لكلمة (مسنّاة) بالإبل384.

3- الرواية الخياليّة لطرماح بن عديّ حول رجوع رأس الإمام عليه السلام إلى جسده الشريف، ورؤية النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في مكان شهادته، مع أنّ طرماح لم يكن من الشهداء بل التقى بالإمام عليه السلام أثناء المسير فقط، ثمّ وصل إليه خبر شهادة الإمام عليه السلام قبل وصوله إلى كربلاء، فرجع أدراجه385.

4- قعود الشمر على صدر الإمام الحسين عليه السلام والحوار الذي جرى بينه وبين الشمر حول شفاعة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم هل هي أفضل أم الحصول على الجائزة من يزيد؟ وعندما أجاب الشمر بأنّ الحصول على الجائزة هو الأفضل طلب الإمام عليه السلام منه ماءً فرفض الشمر وقال: لا والله لن تشرب الماء حتّى تذوق الموت عطشاً386.

9-تذكرة الشهداء:
مؤلّف هذا الكتاب هو الملّا حبيب الله شريف الكاشانيّ387 (م 1340 هـ) الذي يعدّ من العلماء البارزين في العهد القاجاريّ، وله مؤلّفات كثيرة في مختلف العلوم، منها هذا الكتاب المفصّل (تذكرة الشهداء) في تاريخ عاشوراء. يشتمل هذا الأثر على أخبار وروايات ضعيفة ومخدوشة أدّت إلى تشويه الصورة الحقيقيّة لواقعة عاشوراء.


100


بعض النماذج من الروايات الضعيفة والغريبة:
1- حضور أربعمائة رجل من أهل الفتوى في كربلاء أفتوا بقتل الإمام الحسين عليه السلام ومنهم ظفر بن ملجم، وإلقاء العصا والعود على الإمام عليه السلام بدلاً من استخدام الرماح والسيوف388.
2- عرض السيّدة زينب الترس الملطّخ بالدماء لأبي الفضل العبّاس عليه السلام على أمّه أمّ البنين التي أغمي عليها عندما رأته389.
3- تسليم الإمام الحسين عليه السلام قبضة من اللآلئ إلى أحد جنود الأعداء لإيصالها إلى ابنته التي أوصته حين خروجه من بيته أن لا يرجع من السفر إلّا وقد جلب لها معه هديّة390.
4- امتناع الجواد ذي الجناح عن المسير بالإمام عليه السلام إلّا أن يعده بالركوب عليه يوم القيامة عند الشفاعة للأمّة العاصية391.

10- معالي السبطين في أحوال السبطين الإمامين الحسن عليه السلام والحسين عليه السلام:

إنّ مصنّف هذا الكتاب هو محمّد مهدي الحائريّ المازندرانيّ (1300- 1385 هـ) وعلى الرغم من أنّ هذا الأثر يشمل سيرة الإمام الحسن عليه السلام والإمام الحسين عليه السلام إلّا أنّ معظمه يتحدّث عن الإمام الحسين عليه السلام. وقد اعتمد المؤلّف في كتابه هذا على المصادر الضعيفة وغير الموثّقة، مثل: روضة الشهداء، ومنتخب الطريحيّ، ومقتل الحسين عليه السلام المنسوب إلى أبي مخنف, ومدينة المعاجز, وناسخ التواريخ، وأسرار الشهادة، وتظلّم الزهراء عليها السلام وأمثال تلك، ولذا فقد دخل على كتابه الكثير من التحريفات والأكاذيب.


101


بعض النماذج من الروايات الضعيفة والغريبة:
1- حضور ليلى في كربلاء وخروجها من الخيمة حافية الأقدام ومكشوفة الرأس عند شهادة عليّ الأكبر..392
2- خرافة راعي إبل الإمام الحسين عليه السلام 393.
3- حكاية الطائر الملطّخ جناحه بالدماء وشفاء البنت اليهوديّة394.

11- نور العين في مشهد الحسين عليه السلام:
نُسب هذا الكتاب إلى إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم بن مهران الشافعيّ الأشعريّ المعروف بـ (أبو إسحاق الأسفراينيّ) (م 417- أو 418 هـ) ولا يوجد في هذا المصنّف فصول ولا عناوين، ولم يذكر الكاتب أيّة أسانيد لرواياته، بل كان يقول عند أوّل كلّ نقلٍ، (قال الراوي)، ولهذا فإنّ طريقة هذا الأثر تشبه الحكايات الشعبيّة.

يعتقد بعض المحقّقين أنّ هذا الكتاب ملفّق في نسبته إلى الأسفراينيّ لأنّ أسلوب الكتابة فيه لا يتلاءم مع أسلوب مصنّفات القرن الرابع395، وممّا يؤيّد هذا الرأي، أنّ كاتب هذه السطور، صادف عند مراجعته لذاك الكتاب والبحث في بعض مطالبه عبارة حول محلّ دفن الرأس الشريف للإمام الحسين عليه السلام حوّلت ظنّه


102


إلى يقين بأنّ هذا الكتاب يُعتبر من المصنّفات المتأخّرة، وتلك العبارة هي: (روي عن طائفة الفاطميّة الذين حكموا مصر أنّ الرأس وصل إليهم ودفنوه في مشهده المشهور)396 إذ إنّ انتقال الرأس من عسقلان إلى مصر ودفنه في القاهرة وبناء مقام عظيم فوقه إنّما حصل - وبحسب روايات المؤرّخين للعصور الفاطميّة- بعد عام (548) أي بعد وفاة الأسفراينيّ بـ (130) عاماً397.

ونقل أيضاً بأنّ طلائع ابن زرّيك - الوزير الشيعيّ للخليفة الفاطميّ (الفائز بالله) بنى ذلك المقام الجليل عام (549 هـ) بعد نقل الرأس الشريف إلى القاهرة398.
وأمّا بالنسبة إلى القيمة العلميّة لروايات هذا الكتاب، فيلزم القول بأنّ الكثير من هذه الأخبار والمطالب ضعيفة ومجعولة وسخيفة، وليس لها أيّ اعتبار عند المحقّقين، كما صرّح بذلك الشهيد القاضي الطباطبائيّ قائلاً: (إنّ هذا الكتاب ضعيف جدّاً، ولا يمكن الاعتماد عليه)399, و(هو مجعول ومؤلّفه مجهول)400, وحسب رأيه هو مقتل مملوء بالروايات المجعولة والمنقولات الخياليّة والحكايات401.

الأمر الأخير في هذا الموضوع: أنّه لو ثبت نسبة هذا الكتاب إلى الأسفراينيّ فينبغي العلم أنّه في عقيدة الصاحب بن عبّاد كان من مثيريّ الفتن بين المسلمين، ولذا لا يمكن الاعتماد على مطالب هذا الكتاب402.


103


بعض الموارد الضعيفة والغريبة:
1- قتل مسلم بن عقيل من الرجال (1100) من أصل (2800) جندي أرسلهم ابن زياد لاعتقاله403.
2- قتل الإمام الحسين عليه السلام من الأعداء (1600) رجل404.
3- جلوس الشمر على صدر الإمام عليه السلام والحوار الذي جرى بينهما حول شفاعة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، هل هي أفضل أم جائزة يزيد؟ وجواب الشمر أنّ الجائزة أفضل، ورفض الشمر طلب الإمام عليه السلام شربة ماءٍ وقوله له: لا والله لن تشرب الماء حتّى تذوق الموت عطشاً405.

12- مقاتل ومصنّفات عاشوراء في زماننا المعاصر (القرن الأخير):

يجدر القول بأنّ كتابة المقاتل في المائة السنة الأخيرة كانت أيضاً مورد اهتمام المؤرّخين والباحثين المسلمين، إلّا أنّ أهمّ المميّزات البارزة في مصنّفات هذا العصر- مضافاً إلى الفوائد العاطفيّة التي تُعتبر ميراثاً للمصنّفات القديمة وتعدّ من مقتضيات حادثة عاشوراء- هي الثمرات السياسيّة من حركة الإمام الحسين عليه السلام والتوجّه إلى مفهوم مواجهة الظلم في واقعة عاشوراء، والتي أكّد عليها المؤرّخون لواقعة كربلاء حيث اعتبروا أنّ عاشوراء تعدّ من أهمّ العوامل التي جعلت الشيعة يرفضون الظلم ويقفون في وجهه ويقاومون السلاطين والحكّام الظلمة، وبعبارة أخرى إنّ مؤلّفات العصور المتأخّرة حول عاشوراء كانت متأثّرة بالظروف السائدة من حولها وخاصّة الحركات المطالبة بالعدالة، وتدخّل الدّين في السياسة حيث نفخت روح الوعي والحريّة في الأمّة كما حصل مثلاً بوضوح لدى الشعب الإيرانيّ المؤمن.


104


كلّ ذلك كان ولا زال ببركة المعاني السياسيّة والحكومتيّة لواقعة عاشوراء التي كانت تبرز في المجالس الدّينيّة, ومنذ ذلك الحين وإلى وقتنا الحاضر، نرى الفوائد والنتائج السياسيّة تعدّ من أهمّ ثمرات حادثة كربلاء، وهذه وجهة نظر خاصّة في فهم عاشوراء، إلى جانب وجهة نظر أخرى تستثمر من عاشوراء النتائج والفوائد المعنويّة والعاطفيّة.

إنّ البحث والدراسة في هذا المجال- فضلاً عن قصور هذه المقالة عن استيعابه - يحتاجان إلى مناسبة أخرى ومجال خاصّ.
ومن البديهيّ أنّ هذا الأسلوب المعاصر في دراسة كربلاء والتصنيف فيها له أهمّيّة كبرى بحيث يجعل تلك الواقعة، بكلّ أحداثها وشخصيّاتها العظيمة، حيّة خالدة على مدى العصور والأزمان.

النتيجة:

من خلال ما مرّ معنا، يمكن القول إنّ المقاتل والمصادر التاريخيّة لعاشوراء، يمكن تقسيمها إلى مجموعتين:
الأولى: المصنّفات التي كتبت ما بين القرن الثاني والقرن السابع وهي التي تمتاز بقيمة علميّة ويمكن الاعتماد عليها لقدمها الزمانيّ ومتانتها وقوّتها.
وأمّا روايات المجموعة الثانية التي صنّفت ما بين القرن الثامن إلى عصرنا الحاضر، فإنّ ما كان مصادره قديمة وموثّقة يمكن الاستناد إليه، وأمّا ما لم يكن كذلك فلا اعتبار له ولا يمكن الاعتماد عليه.


105


هوامش

1- محسن رنجبر, أستاذ مساعد في مؤسّسة الإمام الخمينيّ قدس سره للتعليم والبحوث- قمّ المقدّسة.
2- عليّ أكبر دهخدا- كتاب اللغة (لغت نامه) كلمة (مقتل).
3- رجال النجاشيّ- ص 128- 129 الرقم: 332.
4- الشيخ الطوسيّ- الفهرست- ص 85- 86 الرقم: 119.
5- ينقل الشيخ الصدوق عن حادثة تعليق أحد جنود عمر بن سعد رأس أحد الشهداء رواية عن القاسم بن الأصبغ أنّه قال: (قلت لأبي: لو أنّ حامل هذا الرأس يرفعه قليلاً، أما يرى ما تفعله قوائم الجواد به؟!). قال الصدوق: إنّ هذه الرواية تدلّ على أنّ الأصبغ كان لا يزال على قيد الحياة عند وقوع حادثة كربلاء. (ثواب الأعمال وعقاب الأعمال- ص 219).
6- الطبريّ- تاريخ الأمم والملوك- ج 4- ص 343 (قال هشام عن أبيه محمّد بن السائب عن القاسم بن الأصبغ بن نباتة قال:...) نقل ابن حمزة الطوسيّ أيضاً هذا الخبر مباشرة عن القاسم بن الأصبغ مع حذف الاسناد.
7- أبو الفرج الأصفهانيّ- مقاتل الطالبيّين- 78 (قال المدائنيّ أبو غسّان عن هارون بن سعد عن القاسم بن الأصبغ بن نباتة قال:...).
8- الشيخ الصدوق- ثواب الأعمال وعقاب الأعمال- ص 218- 219.
9- سبط بن الجوزيّ- تذكرة الخواصّ من الأمّة بذكر خصائص الأئمّة- ج 2- ص 252- 253 (حكى هشام بن محمّد عن القاسم ابن الأصبغ المجاشعيّ، قال:...)
10- راجع: الشيخ الصدوق- الأمالي- المجلس: 30- 31 و215- 232- من الواضح أنّه لا يمكن الاعتماد كثيراً على هذا الخبر باعتبار أنّ بعض مطالبه غير متوافقة مع الروايات التاريخيّة القديمة والمعتبرة.
11- الطبريّ - مصدر سابق - ج 4- ص 257- 260 و292- 294- جمال الدّين يوسف المزّي- تهذيب الكمال في أسماء الرجال- ج 6- ص 442- 430- الذهبيّ- سير أعلام النبلاء- ج 3- ص 306- 310 وابن حجر العسقلانيّ- الإصابة في تمييز الصحابة- ج 2- ص 69- 71.
12- محمّد بن سعد- ترجمة الحسين ومقتله- ص 38 و49- وابن عساكر- تاريخ مدينة دمشق- ج 14- ص 199- 200.
13- محمّد باقر المحموديّ- عبرات المصطفين- ج 1- ص 6.
14- ابن النديم- كتاب الفهرست- ص 105- والشيخ الطوسيّ الفهرست- ص 204- رقم 204.
15- النجاشيّ- مصدر سابق- ص 434- 435- الرقم 1166.
16- ابن النديم- مصدر سابق- ص 111.
17- الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ- الذريعة إلى تصانيف الشيعة- ج 22- ص 28- السيّد عبد العزيز الطباطبائيّ- أهل البيت في المكتبة العربيّة ص 533- وقد اختلفوا في سنة وفاته ما بين الأعوام: 210- 211- 213 ق. وغيرها أيضاً. (ابن النديم- مصدر سابق- ص 59 والخطيب البغداديّ- تاريخ بغداد- ج 13- ص 257.
18- السيّد ابن طاووس- الملهوف على قتلى الطفوف- ص 127 هذا الخبر يتحدّث عن دخول عمر بن سعد إلى مكّة في يوم التروية لقتل الحسين عليه السلام أو القتال معه بطلب من يزيد، ولكن الظاهر أنّ الذي دخل إلى مكّة هو عمرو بن سعيد الأشدق حاكم مكّة والمدينة (وليس عمر بن سعد) لأنّ يزيد وطبقاً لما رواه الطبريّ قد ألحق في سنة (60 ق) إمارة مكّة إلى عمرو بن سعيد إضافة إلى المدينة المنوّرة، (الطبريّ- مصدر سابق- ج 4- ص 301).
19- ابن النديم- مصدر سابق- ص 106 والشيخ الطوسيّ- الفهرست- ص 428- الرقم 1148.
20- الذهبيّ- سير أعلام النبلاء- ج 19- ص 306- السيّد عبد العزيز الطباطبائيّ- مصدر سابق- ص 535- نقلاً عن السمعانيّ التحبير- ج 1- ص 185.
21- ابن عبد ربّه- العقد الفريد- ج 4- ص 352- 353 (عليّ بن عبد العزيز قال: قرأ عليّ أبو عبيد القاسم بن سلام وأنا أسمع...) راجع أيضاً- المصدر نفسه- ص 360.
22- محمّد بن أحمد التميميّ- كتاب المحن- ص 142- 147.
23- الشيخ الطوسيّ- الفهرست- ص 159- الرقم 405.
24- ابن شهرآشوب- معالم العلماء- ص 107- الرقم 486.
25- أبو الفرج الأصفهانيّ- مقاتل الطالبيّين- ص 51- 56- 57- 59- 61- 65- 72- 76- 78- 79.
26- سبط بن الجوزيّ- تذكرة الخواصّ من الأمّة بذكر خصائص الأئمّة عليهم السلام - ج 2- ص 179- 187- 225.
27- يوسف المزّي- تهذيب الكمال- ج 6- ص 407- 432.
28- ابن شهرآشوب- مناقب آل أبي طالب- ج 4- ص 155.
29- النجاشيّ- مصدر سابق- ص 19- الرقم 21 والشيخ الطوسيّ- الفهرست- ص 39- الرقم 9- ابن شهرآشوب- معالم العلماء- ص 43- الرقم 27.
30- السمعانيّ- ذكره باسم أبي محمّد عبد الله بن أبي سعد، وقال: المقصود منه هو عبد الله بن عمرو عبد الرحمن بن بشر بن هلال الأنصاريّ الورّاق البلخيّ الإخباريّ، ولادته سنة: 197- ووفاته سنة: 274 هـ. (الأنساب- ج 1- ص 94- 95).
31- السمعانيّ- المصدر السابق- ج 2- ص 191.
32- هذا الكتاب مأخوذ من كتاب (عيون الأخبار) لابن قتيبة الموجود نسخة مخطوطة منه في الجامع الكبير في صنعاء، يحتوي على (92) من الصفحات تحت الرقم 2200- (عبد الجبّار الرفاعيّ- معجم ما كتب عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام - ج 8- ص 72).
33- يقارن ما بين ما ذكر في السطر الثاني من الصفحة – 5 إلى 12 من كتاب الإمامة والسياسة مع العقد الفريد- ج 4- ص 352- 356.
34- الشيخ الطوسيّ- الفهرست- ص 170- الرقم 449- وابن شهرآشوب- معالم العلماء- ص 111- الرقم 506.
35- عبد الرحمن ين الجوزيّ- كتاب الردّ على المتعصّب العنيد- ص 35- 42- 44- 46- 47- 50- 51.
36- ابن عساكر- ترجمة ريحانة رسول الله الإمام الحسين عليه السلام (من تاريخ مدينة دمشق) ص 346- 375- 387- 399- 412- 436).
37- سبط ابن الجوزيّ- مصدر سابق- ج 2- ص 184- 188- 197- 199.
38- النجاشيّ- مصدر سابق- ص 17- الرقم 19- الشيخ الطوسيّ- الفهرست- ص 37- الرقم 7- وابن شهرآشوب- مناقب آل أبي طالب- ص 39.
39- ابن ماكولا- الإكمال- ج 7- ص 216.
40- الذهبيّ- تذكرة الحفاظ- ج 2- ص 639- وله أيضاً- سير أعلام النبلاء- ج 13- ص 534.
41- ابن النديم- مصدر سابق- ص 121- والنجاشيّ- مصدر سابق- ص 346- 347- الرقم 936.
42- ابن عساكر- تاريخ مدينة دمشق- ج 14- ص 245.
43- ابن سليمان الكوفيّ- مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام - المقدّمة: ص 12.
44- الشيخ الطوسيّ- الفهرست- ص 140- الرقم 334- وابن شهرآشوب- معالم العلماء- ص 92- الرقم 378.
45- النجاشيّ- مصدر سابق- ص 187- الرقم 498.
46- الحاج خليفة- كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون- ج 2- ص 1794.
47- ابن عساكر- تاريخ مدينة دمشق- ج 14- ص 115- 149- 171- 187- 199- 221- 228- 229.
48- النجاشيّ- مصدر سابق- ص 353- الرقم 946.
49- المصدر نفسه- ص 242- العدد 640- والعلّامة الحلّي- إيضاح الاشتباه- ص 245.
50- إسماعيل باشا البغداديّ- هديّة العارفين- ج 1- ص 780.
51- طبع من هذا الكتاب الجزء المتعلّق بشهادة الإمام الحسين عليه السلام وبني هاشم في كربلاء, بتحقيق السيّد مصطفى مرتضى القزوينيّ (عبد الجبّار الرفاعيّ- مصدر سابق- ج 8 ص 74).
52- أبو عبد الله بن منده الأصفهانيّ- ترجمة الطبرانيّ- ص 20- الرقم 39.
53- من صفحة 94- 136- الرقم 2766- 2913.
54- الشيخ الطوسيّ- الفهرست- ص 237- ابن شهرآشوب- معالم العلماء- ص 147- الرقم 764- وقد عبّر الشيخ الصدوق في كتابه (من لا يحضره الفقيه) ج 2- ص 598- عن هذا المقتل بهذه العبارة (وقد أخرجت في كتاب الزيارات وفي كتاب مقتل الحسين عليه السلام أنواعاً من الزيارات...) وقد ذكر هذا المقتل أيضاً في كتاب الخصال هامش الحديث رقم: 101).
55- راجع مقتل الحسين عليه السلام - برواية الشيخ الصدوق (الإمام الحسين عليه السلام وعاشوراء على لسان المعصومين عليهم السلام )- تحقيق وترجمة محمّد صحّتي السردروديّ- ص 25- لقد قام المحقّق المذكور بجمع أكثر من مائتي حديث من روايات واقعة عاشوراء مستخرجاً إيّاها من المصنّفات الروائيّة المتبقيّة من مؤلّفات الشيخ الصدوق، وممّا نقله أيضاً البعض في كتبهم عن الصدوق ثمّ أخذ بتدوينها وتبويبها وترجمتها، وبذلك يكون قد جدّد هذا المقتل وأحياه من جديد.
56- ابن شهرآشوب- مناقب آل أبي طالب- ج 4- ص 64- 95.
57- النجاشيّ- مصدر سابق- ص 385- الرقم 1046.
58- المصدر نفسه- ص 349- الرقم 939- وقد أثبت له ابن النديم كتاباً مستقلّاً بعنوان (ما نزل من القرآن في الحسين بن عليّ عليه السلام ) ويحتمل أن يكون كتاباً مغايراً لمقتل الحسين عليه السلام (مصدر سابق ص 277).
59- النجاشيّ- المصدر نفسه- ص 372- الرقم 1015- الشيخ الطوسيّ- الفهرست- ص 208- 209- الرقم 600- إنّ عنوان (المقتل) وإن كان اسماً عامّاً إلّا أنّه مع الالتفات إلى انصراف هذا العنوان للإنطباق على مقتل الإمام الحسين عليه السلام, فيكون المقصود منه بظنّ قويّ هو مقتل الإمام الحسين عليه السلام .
60- مأخوذ عن البلعميّ، الرسالة التاريخيّة للطبريّ.
61- توجد النسخة المخطوطة لهذا الكتاب في دار الكتب في القاهرة تحت الرقم 1245 (الطباطبائيّ- مصدر سابق- ص 548- الرقم 708).
62- الحاكم النيشابوريّ- المستدرك على الصحيحين- ج 3- ص 177.
63- النجاشيّ- مصدر سابق- ص 303- ص 827.
64- الشيخ الطوسيّ- الفهرست- ص 242- الرقم 714- معالم العلماء- ص 150- الرقم 766- وقد عبّر عن مقتل الحسين عليه السلام للشيخ الطوسيّ بعنوان (مختصر في مقتل الحسين عليه السلام ).
65- الطباطبائيّ- أهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربيّة- ص 548- عبد الجبّار الرفاعيّ- معجم ما كتب عن الرسول وأهل البيت عليهم السلام - ج 8- ص 74.
66- على سبيل المثال: الكاشفيّ- روضة الشهداء- ص 260- 315- 327- 338- 340- 360- 371- 420- 427- 440- 445- 473.
67- على سبيل المثال تُقارَن هذه الصفحات: 205- 260- 269- 287- 289- 295- 364- 381 و391 من كتاب روضة الشهداء بالترتيب مع الصفحات- 283- 335- 350 (من المجلّد الأوّل لمقتل الخوارزميّ) و11 – 14- 17- 46- 47- 64- 65- 82- 83 (من المجلّد الثاني منه).
68- راجع الكاشفيّ- مصدر سابق- ج 1- ص 259- 271- 297- 353.
69- يقارن بين هذه الصفحات: 299- 315- 316- 337- 344- 346 من كتاب روضة الشهداء بالترتيب مع الصفحة 338 من المجلّد الأوّل لمقتل الخوارزميّ- والصفحات: 31- 35- 37- 38 من المجلّد الثاني منه.
70- منتجب الدّين عليّ بن بابويه الرازيّ- الفهرست- ص 119- رقم 457.
71- إسماعيل باشا البغداديّ- هديّة العارفين- ج 2- ص 404- وله إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون- ج 2- ص 540- والسيّد عبد العزيز الطباطبائيّ- مصدر سابق- ص 546- رقم 704- وقد ذكر الطباطبائيّ اسمه مجير الدّين، وأمّا إسماعيل باشا فأثبته هكذا: (محبر).
72- بتصحيح غلام رضا المجدّ الطباطبائيّ- طهران- مؤسّسة المنشورات العلميّة والثقافيّة- 1373 عدد الصفحات 109.
73- الشيخ آغا بزرك - الذريعة- ج 22- ص 32.
74- رسول جعفريان- تاريخ التشيّع في إيران منذ نشوئه إلى دولة الصفويّين- ص 605- 381- 385- 392- 394- 395- 402- 411- 421 و 427.
75- الكاشفيّ- مصدر سابق- ص 261- 330- 349- 351- 360- 380- 381- 385- 392- 394- 395- 402- 411- 421 و427.
76- المصدر نفسه- ص 455- 474- 491.
77- شمس الدّين محمّد الذهبيّ- تذكرة الحفاظ- ج 4- ص 1452- ولكن حسب كلام الطباطبائيّ في كتابه (أهل البيت في المكتبة العربيّة- ص 548- الرقم 705) فإنّ ابن رجب الحنبليّ أثبت اسم الكتاب في هامش كتاب طبقات الحنابلة (ج 2- ص 275) بعنوان مصرع الحسين عليه السلام, وكذلك ما فعله عمر رضا الكحّالة في معجم المؤلّفين (ج 5- ص 218).
78- جواد شبّر- أدب الطفّ أو شعراء الحسين عليه السلام - ج 1- ص 59.
79- الشيخ الطوسيّ- اختيار معرفة الرجال- ج 2- ص 574- ح 508.
80- ابن النديم- الفهرست- ص 275.
81- آغا بزرك الطهرانيّ- مصدر سابق- ج 20- ص 293- والطباطبائيّ- مصدر سابق- ص 463.
82- آغا بزرك الطهرانيّ- مصدر سابق- ج 20- ص 293.
83- ابن النديم- مصدر سابق- ص 146- 148 ومحمّد بن عمران المزربانيّ الخراسانيّ- الموشّح- ص 5.
84- طبع هذا الأثر في مجلّة تراثنا الفصليّة العدد الثاني من سنة (1406 هـ) على يد المحقّق العزيز السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلاليّ.
85- ما ذكر في تلك الرسالة هو (107) شهداء، وهذا خطأ في الطباعة حيث لم يُذكر زهير بن القين في الشهداء, بينما ذُكر قاتلاه منهم!!
86- المصدر المذكور, مجلّة تراثنا الفصليّة العدد الثاني من سنة (1406 هـ) ص 150.
87- سعد بن عبد الله الأشعريّ القمّي- المقالات والفرق- ص 71- والخوئيّ- معجم رجال الحديث- ج 9- ص 262.
88- بيروت- عالم الكتب- ج 1- ص 171- 173.
89- حميد بن أحمد بن محمّد المحلّى- الحدائق الورديّة في مناقب الأئمّة الزيديّة- ج 1- ص 207- 212- إلّا أنّ المحلّى لم يذكر بعض المطالب التي تتحدّث عن بعض الشهداء، ولا ما ورد في آخر صفحة من الرسالة المذكورة.
90- ياقوت بن عبد الله الحمويّ- معجم الأدباء- ج 17- ص 41- محمّد بن شاكر بن أحمد الكتبيّ (764 ق) فوات الوفيات- ج 2- ص 175- والذهبيّ- سير أعلام النبلاء- ج 7- ص 302.
91- رجال النجاشيّ- ص 320.
92- راجع وقعة الطفّ (مقتل أبي مخنف) مع مقدّمة وتحقيق محمّد هادي اليوسفيّ الغرويّ- ص 19.
93- ابن أبي الحديد, شرح نهج البلاغة ج 1 ص 147.
94- عبد الله المامقانيّ, تنقيح المقال, ج 2 الرقم 9992.
95- النجاشيّ- مصدر سابق- ص 320.
96- الطبريّ - تاريخ الأمم والملوك - ج 4- ص 264.
97- المصدر نفسه- ج 6- ص 39.
98- تاريخ اليعقوبيّ- ج 2- ص 326.
99- وقعة الطفّ- تحقيق محمّد هادي اليوسفيّ الغرويّ- ص 16.
100- على سبيل المثال يمكن ذكر خبرين نقلهما ابن شهرآشوب حول بعض وقائع يوم عاشوراء نقلاً عن أبي مخنف برواية رجل مجهول باسم الجلوديّ (مناقب آل أبي طالب- ج 4- ص 65- 66) إلّا أنّ هذين الخبرين لا أثر لهما في كتاب تاريخ الطبريّ ومقاتل الطالبيّين والإرشاد للشيخ المفيد.
101- وقعة الطفّ- المقدّمة- ص 22- 29.
102- السيّد عليّ مير الشريفيّ (أبو مخنف وسركذشت مقتل وي) مجلّة (آينيه بزوهش) العدد 2- 1369- ص 34- السيّد حسن الأمين- مستدركات أعيان الشيعة- ج 6- ص 255.
103- مير شريفيّ- مصدر سابق- ص 38- والسيّد حسن الأمين- مصدر سابق- ج 6- ص 275.
104- مير شريفيّ- مصدر سابق- ص 36- والسيّد حسن الأمين- مصدر سابق- ج 6- ص 256.
105- جمع هذا المقتل من المصادر الأصليّة وحقّق على يد المحقّق الجليل الأستاذ محمّد هادي اليوسفيّ الغرويّ, وطبعه مركز المنشورات الإسلاميّة التابع لجامعة المدرّسين, وطبعه ونشره أيضاً المجمع العالميّ لأهل البيت عليهم السلام مع بعض الإضافات والتصحيحات في سنة 1385 هـ.
106- محمّد مهدي الجعفريّ- (تشييع درمسير تاريخ)- التشيّع عبر التاريخ- ص 254- 255.
107- شمس الدّين محمّد بن طولون- الأئمّة الاثنا عشر- ص 138.
108- المسعوديّ, مروج الذهب ومعادن الجوهر ج 4 ص 27, والذهبيّ, ميزان الاعتدال ج 4 ص 305, وابن العماد الحلبيّ, شذرات الذهب في أخبار من ذهب ج 3 ص 27.
109- ابن النديم- مصدر سابق- ص 108- والذهبيّ- تذكرة الحفاظ- ج 8- ص 343.
110- النجاشيّ- مصدر سابق- ص 435.
111- الطبعة الأولى- الطائف- مكتبة الصديق- 1414 هـ.
112- طبعاً- حسب بعض الطبعات- يعدّ المجلّد الثاني هو الثالث، وقد نشر أيضاً في جزء واحد بتحقيق المحموديّ ضمن السيرة النبويّة.
113- المصدر- تحقيق سهيل الزكار،ورياض الزركليّ- ج 3- ص 368- 412.
114- المصدر- ص 409.
115- المصدر- ص 417.
116- المصدر- ص 415.
117- المصدر- ص 368.
118- المصدر- ص 413- 414- 416- 424.
119- المصدر- ص 411.
120- المصدر- ص 371.
121- ابن النديم- الفهرست- ص 86.
122- أبو حنيفة الدّينوريّ- الأخبار الطوال- ص 227- 262.
123- المصدر- ص 229- 243- 245- 247- 254- 257- 259- 260- 262.
124- المصدر- ص 260.
125- أبو حنيفة الدّينوريّ- الأخبار الطوال- ص 235.
126- المصدر ص 259.
127- تاريخ اليعقوبيّ, ج 2 ص 243- 246.
128- الشيخ آغا بزرك الطهرانيّ, الذريعة ج 22 ص 23.
129- الطباطبائيّ, أهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربيّة, ص 537.
130- الطبريّ- تاريخ الرسل والملوك- ج 4- ص 250- 267- 286- 302- 311- 331- 355- 357- 358.
131- المصدر- ص 260- 265- 290- 300- 310- 343- 348- 351- 354- 356- 358.
132- المصدر- ص 255- 296.
133- ج 4- ص 257- 260- 292- 294.
134- المصدر- ص 257- 260.
135- بيروت- دار الكتاب العربيّ- 1417 هـ.
136- الطبعة الأولى- طهران- المؤسّسة الثقافيّة للمنشورات- تبيان- 1377.
137- البلعميّ (تاريخنامه طبري) ج 4- ص 698- 715.
138- المصدر- ج 4- ص 699.
139- المصدر- ص 710.
140- المصدر- ص 712.
141- المصدر نفسه.
142- المفيد- الإرشاد- ج 2- ص 114.
143- المصنّف محمّد سرور مولاي- (انتشارات بنياد فرهنك إيران- 1359هـ) وأيضاً (طهران- بزوهشكاه علوم إنساني ومطالعات فرهنكي 1377).
144- قال الحمويّ إنّ لابن الأعثم كتاباً تاريخيّاً بقي إلى آخر عهد المقتدر (معجم الأدباء- ج 2- ص 231) يعلم من هذه العبارة أنّ ابن الأعثم كان لا يزال على قيد الحياة إلى نهاية خلافة المقتدر، أي إلى سنة (320 هـ).
145- ابن الأعثم- كتاب الفتوح- ج 4- ص 322.
146- المصدر- ج 5- ص 134.
147- على سبيل المثال هو ينقل بالتفصيل كيفيّة خروج الإمام عليه السلام من المدينة خلافاً لكلّ الأخبار المعتبرة، فهو يقول إنّ الإمام طولب بالبيعة فرفض ذلك، وبعد خروجه من بيته ومحاججته مع مروان بن الحكم أرسل الوليد بن عتبة حاكم المدينة خبراً إلى الشام برفض الإمام عليه السلام البيعة. طبعاً كان الجواب من يزيد يحتاج إلى أيّام عدّة ليصل إلى المدينة، وعندما وصلت الرسالة التي تأمر بقتل الحسين عليه السلام كان لا يزال متواجداً هناك لعدّة أيّام يذهب خلالها إلى قبر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وفي إحدى الليالي (يظهر أنّها الليلة الثالثة) يخرج الإمام عليه السلام من المدينة ( المصدر- ج 5- ص 10- 22) ولكن حسب ما نقل عن المصادر المعتبرة فإنّ الإمام عليه السلام قد خرج من المدينة في الليلة الأولى، وهذا ما تؤيّده الشواهد والقرائن والظروف الحاكمة في ذلك الوقت).
148- ابن الأعثم- كتاب الفتوح- ج 5- ص 25 طبعاً- وحسب ما سيأتي- فإنّ ابن شهرآشوب (م 588 هـ) أورد هذه الجملة المشهورة بعنوان جواب شفهي (وليس وصيّة مكتوبة) من قبل الإمام الحسين عليه السلام على اقتراح عبد الله بن مطيع، ومحمّد بن الحنفيّة وابن عبّاس لمنع الإمام عليه السلام من التوجّه إلى العراق. الأمر الآخر في هذا المجال، هو أنّ بعض المصادر الشيعيّة المتأخّرة مثل (بحار الأنوار) نقلت هذه العبارة الشهيرة بعنوان وصيّة مكتوبة ضمن رسالة (راجع البحار- ج 45- 329- 330) إنّ العلّامة المجلسيّ وإن كان قد نقل ذلك من كتاب (تسلية المجالس) للسيّد محمّد بن أبي طالب الموسويّ، إلّا أنّه ومع قليل من البحث والمراجعة يعلم أنّ كتاب تسلية المجالس قد نقل ذلك أيضاً عن (مقتل الحسين) للخوارزميّ الذي نقل ذلك بدوره عن ابن الأعثم.
149- ابن أبي طيفور- بلاغات النساء- ص 23- 24.
150- ابن الأعثم- كتاب الفتوح- ج 5- ص 130.
151- الشيخ الصدوق- الأمالي- المجلس 31- ص 230- الرقم 3.
152- ابن الأعثم- المصدر- ج 5- ص 132- 133.
153- المصدر- ص 19- وأيضاً: ص 87- 99- 100.
154- المصدر- ج 4- ص 323- 327.
155- راجع فيما يتعلّق بمترجم كتاب الفتوح (ترجمة الفتوح- مقدّمة المصحّح- ص 18 وما بعدها).
156- تصحيح غلام رضا المجدّ الطباطبائيّ- طهران- (إنتشارات وآموزش انقلاب إسلامي) 1372- ص 819 و924.
157- على سبيل المثال يقارن بين الصفحات 499- 567- 644- 811- من ترجمة الفتوح مع متن كتاب الفتوح- ج 2- ص 496- ج 3- ص 77 و159 وج 4- ص 346.
158- ابن الأعثم - ترجمة كتاب الفتوح- ص 893- يقارن مع كتاب الفتوح- ج 5- ص 91.
159- ابن الأعثم - ترجمة كتاب الفتوح- ص 905.
160- المصدر نفسه.
161- طهران- شركة انتشارات علمي وفرهنكي- ص 109.
162- ابن عبد ربّه- العقد الفريد- ج 4- ص 352- 362.
163- ابن عبد ربّه- العقد الفريد- ج 4- ص 352.
164- التميميّ- كتاب المحن- ص 142- 155.
165- ابن النديم- الفهرست- ص 171.
166- المسعوديّ- مروج الذهب- ج 3- ص 65- 73.
167- المسعوديّ- مروج الذهب- ج 3- ص 65.
168- المصدر السابق- ص 71.
169- المصدر نفسه- ص 72- طبعاً المقدسيّ أورد مثل هذا الإحصاء من بعد الأصفهانيّ (البدء والتاريخ- ج 6- ص 11).
170- البدء والتاريخ- ج 6- ص 138.
171- يمكن استفادة ذلك من مقاتل الطالبيّين، وأمّا تشيّعه الإماميّ فلا يمكن إثباته.
172- أبو الفرج- مقاتل الطالبيّين- ص 84- 121- إنّ طريقة الأصفهانيّ هي روائيّة، فعادة ما ينقل الأخبار مرافقةً للأسانيد.
173- أبو الفرج- مقاتل الطالبيّين- ص 113.
174- المصدر- ص 85- 92- 94- 102- 109 و114.
175- بالترتيب: الأولى- التاسعة وأربع روايات في ص 85- 88- 90- 91- 92- 93- 97- 99- 113.
176- المصدر السابق- ص 90.
177- المصدر نفسه- ص 121.
178- القاضي النعمان- شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار عليهم السلام - ج 3- ص 134- 199- الرقم- 1074- 1128.
179- ابن خلكان- وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان- ج 5- ص 415.
180- ابن تغري البرديّ- النجوم الزاهرة في أحوال ملوك مصر والقاهرة- ج 4- ص 106.
181- يمكن الرجوع للتعرّف على حياته ومعتقداته ومذهبه وكتبه إلى: مقدّمة شرح الأخبار، بقلم المحقّق السيّد محمّد الحسينيّ الجلاليّ- قم مركز المنشورات الإسلاميّة التابع لجماعة المدرّسين- 1409 هـ. ج 1- ص 825- وقد بحث محقّق آخر حول مذهبه بالتفصيل، وأثبت انتماءه للمذهب الإسماعيليّ بالأدلّة والشواهد, راجع ( أمير جوان راسته = قاضي نعمان ومذهب) أو القاضي النعمان ومذهبه- فصلنامه هفت آسمان- السنة الثالثة العدد (9) و (10) 1388- ص (58) وما بعدها.
182- الشيخ المفيد- الإرشاد- ج 2- ص 27- 135.
183- المصدر السابق- ص 108- 109.
184- المصدر نفسه- ص 114.
185- مقتل الحسين عليه السلام - تحقيق رسول جعفريان- مجلة تراثنا الفصليّة (فارسي) العدد 48- ص 244.
186- المصدر السابق- ص 247.
187- ابن مسكويه الرازي- تجارب الأمم وتعاقب الهمم- ج 2- ص 38- 83.
188- ابن عبد البرّ- الإستيعاب في معرفة الأصحاب- ج 1- ص 442- 447- الرقم 574.
189- المصدر نفسه- ج 1- ص 443.
190- محمّد بن فتّال النيشابوريّ- روضة الواعظين- ص 169- 195.
191- المصدر- ص 171- 185- يقارن مع (الإرشاد- الشيخ المفيد)- ج 2- ص 32- 100.
192- المصدر نفسه- ص 185- 188- يقارن بالأمالي- الشيخ الصدوق- المجلس 30- ص 221- 226.
193- المصدر نفسه- ص 188- 189- يقارن بالإرشاد- الشيخ المفيد- ج 2- ص 108- 113.
194- المصدر نفسه- 189- 192- يقارن بالأمالي- الشيخ الصدوق- المجلس 30- ص 226- 227- والمجلس 31- ص 228- 232.
195- محمّد بن فتّال النيشابوريّ- روضة الواعظين- يقارن بالإرشاد- الشيخ المفيد- المجلس 30- ص 122- 125.
196- المصدر نفسه- ص 193- 195.
197- المصدر نفسه- ص 169- 171.
198- الطبرسيّ- إعلام الورى بأعلام الهدى- ج 1- ص 420- 478.
199- المصدر نفسه- ص 477.
200- اعتقد البعض خطأ أنّ اسمه هو (موفّق الدّين) (محمّد بن عبد الحيّ الكنويّ الهنديّ- الفوائد البهيّة في تراجم الحنفيّة- ص 39).
201- اعتبر البعض أنّ جدّ الخوارزميّ يدعى (إسحاق) وكنيته (أبو سعيد) (ياقوت بن الحمويّ- معجم الأدباء- ج 19- ص 212- وجلال الدّين عبد الرحمن السيوطيّ- بغية الوعاة في طبقات اللغويّين والنحاة- ج 2- ص 401- ومحمّد باقر الموسويّ الخوانساريّ الأصفهانيّ- روضات الجنّات- ج 8- ص 124- وعبد الحسين أحمد الأمينيّ- الغدير- ج 4- ص 398). إلّا أنّ تصريح أكثر علماء الرجال بأنّ جدّه يدعى (محمّد) يدلّ على أنّ هذا القول هو الأقرب إلى الحقيقة.
202- ذكر البعض من أمثال القرشيّ (عبد القادر بن أبي الوفاء القرشيّ، الجواهر المضيئة- ج 2- ص 188) والفاسيّ (تقيّ الدّين محمّد ابن أحمد الحسنيّ الفاسيّ المكّي، العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين- ج 7- 310) أنّ الخوارزميّ يلقّب بـ (خطيب خوارزم) وهذا لا يدلّ على اختلافٍ زائدٍ. طبعاً عندما نعته البعض بصيغة أفعل التفضيل (أخطب) إنّما أراد بذلك إظهار التعظيم والتقدير والإحترام له وبيان تبحّره في إنشاء الخطابة. (راجع الخوارزميّ- المناقب- مقدّمة جعفر السبحانيّ- ص 17).
203- القرشيّ- المصدر نفسه- ج 2- ص 188- السيوطيّ- المصدر- ج 2- ص 401- محمود بن سليمان الكفويّ- أعلام الأخبار من فقهاء مذهب النعمان نقلاً عن: مير حامد حسين النيشابوريّ الهنديّ- عبقات الأنوار في إمامة الأئمّة الأطهار عليهم السلام - ج 6- ص 296.
204- جمال الدّين أبو الحسن عليّ بن يوسف القفطيّ- إنباه الرواة على أنباه النحاة- ج 3- ص 232- القرشيّ- المصدر نفسه- ج 2- ص 188- والفاسيّ- المصدر- ج 7- ص 310.
205- الخوارزميّ - مقتل الحسين عليه السلام - ج 1- ص 254- 263- 308- 323.
206- السيّد عبد العزيز الطباطبائيّ - أهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربيّة- ص 548- الرقم 706.
207- الذهبيّ - ميزان الاعتدال - ج 1- ص 112- وابن حجر- لسان الميزان- ج 1- ص 202.
208- الذهبيّ - سير أعلام النبلاء- ج 19- ص 36.
209- ابن حجر- المصدر نفسه.
210- تاريخ مدينة دمشق- ج 14- ص 111- 260- الرقم 1566- وقد قام أيضاً المحقّق الجليل محمّد باقر المحموديّ بتحقيق هذا القسم وطبعه مستقلّاً تحت عنوان (ريحانة رسول الله الإمام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق). مضافاً إلى ما اختاره المحقق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلاليّ من أخبار هذا الكتاب، وطبعه ضمن عدّة أبوابٍ تحت عنوان (الحسين عليه السلام سماته وسيرته.
211- كما ورد في الأخبار المتعلّقة بولادة الإمام وشهادته وعمره الشريف، والروايات التي تتحدّث عن العقوبات التي نزلت بقتلة الإمام عليه السلام .
212- ابن سعد- ترجمة الإمام الحسين عليه السلام ومقتله- ص 53- 63- الرقم 282- 285.
213- ابن عساكر- ترجمة ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الإمام الحسين عليه السلام - ص 287- 301- الحديث 255- 258- وله أيضاً: تاريخ مدينة دمشق- ج 14- ص 204- 213.
214- راجع مثلاً: ابن عساكر- المصدر- ص 37- والحديث 31- ص 275- 276- والحديث 241- 242- ص 308- 309- والحديث 266- 268 وص 386 الحديث 310- 311- يقارن بالترتيب بروايات إبن سعد في كتابه ص 17- 49- 50- والحديث 278- 280- ص 64 والحديث 290 وص 90- الحديث 320.
215- ابن عساكر- ترجمة ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الإمام الحسين عليه السلام - ص 20- 40- الحديث 10- 38- وص 412- 443- الحديث 349- 396.
216- المصدر نفسه- ص 51- 199- رقم الخبر 55- 177.
217- المصدر السابق- ص 236- 275- الحديث- 213- 240- وص 341- 344- الخبر 278- 280.
218- المصدر نفسه- ص 278- 285- الحديث 244- 254 وأيضاً ص 288- 293- 298.
219- المصدر السابق- ص 287- 325 و340- الخبر 255- 277.
220- المصدر نفسه- ص 353- 367- الحديث 287- 309.
221- ابن عساكر- ترجمة ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الإمام الحسين عليه السلام - ص 368- 376- الحديث 310- 317- وص 446- 448- الحديث 398- 399.
222- جمال الدّين أبو الحجّاج يوسف المزّي- تهذيب الكمال في أسماء الرجال- ج 6- ص 396- 449- الرقم 1323.
223- شمس الدّين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبيّ- سير أعلام النبلاء- ج 3- ص 280- 321- الرقم 48.
224- ابن شهرآشوب- مناقب آل أبي طالب- ج 4- ص 96- 97.
225- ابن شهرآشوب- مناقب آل أبي طالب- ج 4- ص 65- 66.
226- المصدر السابق- ص 109- 118- يقارن بابن الأعثم- كتاب الفتوح- ج 5- ص 101- 115- كان ابن شهرآشوب بعد نقله مبارزة كلّ واحد من أصحاب الإمام عليه السلام وما يرتجزه من الأشعار، يذكر عدد قتلى عسكر عمر بن سعد بأعداد كبيرة لا يعلم المصدر الذي اعتمد عليه.
227- المصدر نفسه- ج 4- ص 120.
228- مثل أبيات: "أنا الحسين بن عليّ أحمي عيالات أبي...".
229- ابن الجوزيّ- المنتظم- ج 5- ص 322- 329- 335- 347.
230- المصدر السابق- ج 5- ص 342- 346.
231- ابن الأثير- الكامل في التاريخ- ج 1- ص 5.
232- المصدر نفسه- ج 3- ص 263- 303.
233- المصدر السابق.
234- كما في نقل بيتين عن عمر بن سعد: (أأترك ملك الريّ والريّ منيتي...)- (المصدر- ج 3- ص 283).
235- كما في نقل خبرين حول شهادة الإمام الحسين عليه السلام أحدهما عن ابن عبّاس والآخر عن أمّ سلمة (المصدر- ج 3- ص 303).
236- ابن الأثير- أسد الغابة في معرفة الصحابة- ج 2- ص 18- 22.
237- المصدر السابق- ص 21.
238- اختلف العلماء حول سنة وفاته، قال الشيخ آقا بزرك إنّها عام 645- (الذريعة إلى تصانيف الشيعة)- ج 13- ص 170- وج 19- ص 349 وأمّا المحدّث القمّي فقد اعتبر أنّ تلك السنة هي عام وفاة أبيه نجيب الدّين، ولم يذكر سنة وفاة نجم الدّين (الكنى والألقاب- ج 1- ص 442).
239- محمّد باقر الخوانساريّ- روضات الجنّات في أحوال العلماء والسادات- ج 2- ص 179.
240- السيّد محسن الأمين العامليّ- أعيان الشيعة- ج 4- ص 159.
241- المحلّى- الحدائق الورديّة في مناقب الأئمّة الزيديّة- ج 1- ص 188- 234.
242- المصدر السابق- ص 201.
243- سبط بن الجوزيّ- تذكرة الخواصّ من الأمّة بذكر خصائص الأئمّة عليهم السلام - ج 2- ص 115- 282.
244- سبط بن الجوزيّ- تذكرة الخواصّ من الأمّة بذكر خصائص الأئمّة عليهم السلام - ج 2-ص 133- 136- ذكر ابن سعد باختصار خبر الرسالة وجوابها- (ترجمة الحسين عليه السلام ومقتله- ص 59- 60)
245- المصدر نفسه- ج 2- ص 206- 209.
246- سبط بن الجوزيّ- تذكرة الخواصّ من الأمّة بذكر خصائص الأئمّة عليهم السلام - ج 2- ص 164.
247- المصدر- ج 2- ص 135- 145- 148- 156- 163- 167- 172- 182- 185- 187- 203- 206- 207.
248- المصدر نفسه- ص 133- 134- 138- 151- 154- 157- 163- 171- 182- 187- 193- 198- 199- 209.
249- المصدر- ص 179- 187- 225.
250- المصدر- ص 184- 188- 197- 199- 200.
251- الفصول التي تتحدّث عن الإمام الحسين عليه السلام من الصفحة 93 وما بعدها.
252- الشيخ آقا بزرك- المصدر- ج 4- ص 409- وج 8- ص 124- 125.
253- للإطّلاع أكثر حول هذا الكتاب يراجع- السيّد عبد العزيز الطباطبائيّ- أهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربيّة- ص 165- 167- 647- 648.
254- ابن العديم- ترجمة الإمام الحسين عليه السلام - ص 141- 156- يقارن قسم المقتل من هذا الكتاب برواية الدّينوريّ حول هذا الموضوع في كتابه: الأخبار الطوال- ص 247- 261.
255- السيّد ابن طاووس- الملهوف على قتلى الطفوف- ص 87.
256- المصدر السابق- ص 234.
257- محمّد الإسفندياريّ- مصنّفات سيرة الإمام الحسين عليه السلام - ص 80 نقلاً عن السيّد ابن طاووس- الإجازات لكشف طرق المغازات فيما يخصّني من الإجازات- ص 65.
258- السيّد ابن طاووس- الملهوف على قتلى الطفوف- ص 127.
259- المصدر السابق.
260- المصدر نفسه- ص 201- للاطلاع على شخصيّة الأربليّ وسيرة حياته وكتاب كشف الغمّة وغيره من مصنّفاته، يراجع: رسول جعفريان عليّ بن عيسى الأربليّ وكشف الغمّة- وأيضاً (الأربليّ- كشف الغمّة- مقدّمة محقّق الكتاب- ج 1- ص 7- 45).
261- الأربليّ- كشف الغمّة في معرفة الأئمّة- ج 2- ص 429- 554.
262- الأربليّ- كشف الغمّة في معرفة الأئمّة- ج 2- ص 136.
263- المصدر السابق- ج 1- مقدّمة المحقّق- ص 64- أمّا الشيخ آقا بزرك فقد اعتبر أنّ تاريخ كتابه هو عام 682 ق. (المصدر السابق- ج 18- ص 47).
264- على سبيل المثال: راجع الأربليّ- المصدر- ج 2- ص 449- 468 الفصول المتعلّقة بعلم الإمام عليه السلام وشجاعته وجوده.
265- المصدر السابق- ص 482- 489.
266- المصدر نفسه- ص 489.
267- عماد الدّين الطبريّ- الكامل في السقيفة- ج 2- ص 306.
268- المصدر السابق- ص 271.
269- المصدر نفسه - ص 287.
270- المصدر نفسه.
271- المصدر السابق- ص 288.
272- المصدر نفسه- ص 293.
273- المصدر نفسه- ص 302.
274- للإطّلاع على فهرسة هذه المصنّفات راجع: الذريعة إلى تصانيف الشيعة، لا سيّما ج 22- عبد الجبّار الرفاعيّ: معجم ما كتب عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام ج 7- 8 ومحمّد الإسفندياريّ- كتابشناسي تاريخي إمام حسين عليه السلام - (معرفة كتب سيرة الإمام الحسين عليه السلام ).
275- ابن كثير- البداية والنهاية- ج 8- ص 156- 230.
276- المصدر: ص 206- 216 و218- 219.
277- المصدر: ص 218.
278- المصدر: ص 217.
279- المصدر: ص 173.
280- المصدر: ص 174- 183.
281- يوسف رحيم لو (ابن كثير) دائرة المعارف بزرك إسلامي (الإسلاميّة الكبرى) ج 4- ص 511.
282- ابن كثير- المصدر- ج 8- ص 220- 221.
283- المصدر- 160.
284- المصدر- 220.
285- المصدر- 220.
286- ابن كثير- المصدر- ج 8- ص 219.
287- الحسينيّ الموسويّ الحائريّ الكركيّ- تسلية المجالس وزينة المجالس- ج 1- ص 212.
288- المصدر- ج 1- ص 50.
289- المصدر- ج 12- ص 148.
290- المجلسيّ- بحار الأنوار- ج 1- ص 21- آغا بزرك الطهرانيّ- الذريعة- ج 22- ص 27.
291- الحسينيّ الموسويّ الحائريّ الكركيّ- المصدر- ج 1- ص 51- 52.
292- المجلسيّ- بحار الأنوار- ج 45- ص 409.
293- المجلسيّ- بحار الأنوار- ج 45- ص 316- 319.
294- المصدر- ص 191- 193.
295- المصدر- ص 193- 194.
296- خان بابا مشار- (فهرست كتابهاي جابي فارسي)- ج 4- ص 4630.
297- الطبعة الأولى- مجمع الفكر الإسلاميّ- محرّم- 1411- (174 – صفحة).
298- المجلسيّ- جلاء العيون- ص 262- 447.
299- راجع مثلاً: المصدر نفسه- ص 370- 371- 374- 376- 377- 387.
300- للإطّلاع أكثر على سيرة حياته يراجع: إسماعيل نوّاب الصفا- شرح حال فرهاد ميرزا معتمد الدولة.
301- ميرزا معتمد الدولة- قمقام زخار وصمصام بتار- مقدّمة عماد زاده- ص 4- ومقدّمة المؤلّف- ص 8.
302- المصدر- ص 5- 6.
303- ميرزا معتمد الدولة- قمقام زخار وصمصام بتار- مقدّمة عماد زاده - ص 8.
304- إنّ هذا الفهرس هو حسب طبعة المنشورات الإسلاميّة.
305- حسين بن عليّ الواعظ الكاشفيّ- روضة الشهداء- ص 23.
306- حسين بن عليّ الواعظ الكاشفيّ- روضة الشهداء- ص 23.
307- المصدر نفسه- ص 441- يعلم من خلال الجملة الأخيرة أنّ هذا الأثر صنّف قبل محرّم (847) أي في عام 846، ولو أضيف إليه (61) عاماً لأصبح عام (907) وليس (908) كما قال الكثيرون.
308- الميرزا عبد الله الأفنديّ الأصفهانيّ- رياض العلماء وحياض الفضلاء- ج 2- ص 186.
309- المصدر نفسه - ج 2- ص 190.
310- رسول جعفريان (ملا حسين واعظ الكاشفي وكتاب روضة الشهداء) المصدر السابق- ص 354.
311- رسول جعفريان (ملا حسين واعظ الكاشفي وكتاب روضة الشهداء) المصدر السابق- ص 354.
312- المصدر نفسه.
313- محمّد الإسفندياريّ- نفس المصدر.
314- راجع للإطّلاع على نسخات هذا الكتاب وتلخيصاته وترجماته: شارلز آمبروز استوري (ادبيات فارسي برمبناي تأليف أستوري) ج 2- ص 903- 912- أحمد منزوي (فهر ستواره كتابهاي فارسي) ج 3- ص 1661- 1664.
315- راجع للإطّلاع على نسخات هذا الكتاب وتلخيصاته وترجماته: شارلز آمبروز استوري (ادبيات فارسي برمبناي تأليف أستوري) ج 2- ص 903- 912- أحمد منزوي (فهر ستواره كتابهاي فارسي) ج 3- ص 354- 388.
316- المصدر نفسه- ص 400- 410.
317- المصدر نفسه- ص 431- 432.
318- المصدر السابق- ص 447- 449.
319- المصدر نفسه- ص 459- 462.
320- راجع حول نسب الطريحيّ وولادته ووفاته وسيرة حياته وآثاره: مجمع البحرين- ج 1- ص 186- المقدّمة. وقد جمع المحقّق المذكور في هذه المقدّمة المصادر التي تتحدّث عن سيرة حياة الطريحيّ ومن جملتها: الأفنديّ- رياض العلماء وحياض الفضلاء- ج 4- ص 332- 335- والخوانساريّ- روضات الجنّات في أحوال العلماء والسادات- ج 5- ص 349- 353- والمحدّث القمّي- الكنى والألقاب- ج 2- ص 448.
321- بناءً على قول الشيخ الحرّ العامليّ فإنّ للطريحيّ كتاباً آخر بعنوان (مقتل الحسين عليه السلام ) مغايراً لكتابه المنتخب (محمّد حسين الحرّ العامليّ- أمل الآمل- ج 2- ص 215) وهو كتاب مخطوط لم يطبع بعدُ، وقد رأى الشيخ آغا بزرك الطهرانيّ نسخة منه في مكتبة محمّد عليّ الخوانساريّ في النجف (الذريعة إلى تصانيف الشيعة- ج 22- ص 27).
322- المحدّث النوريّ- اللؤلؤ والمرجان- ص 183- 184- الميرزا محمّد الإشراقيّ المعروف بأرباب- الأربعين الحسينيّة- ص 14- 56- 208.
323- الطريحيّ- المنتخب في جمع المراثي والخطب- ص 37- 280.
324- المصدر نفسه- ص 372- 375.
325- المصدر نفسه- ص 463.
326- المصدر السابق- ص 90- 92.
327- أبو مخنف - مقتل الحسين عليه السلام - ص 2.
328- المصدر نفسه- ص 7.
329- المصدر السابق- ص 39.
330- المصدر نفسه- ص 48- 49.
331- أبو مخنف - مقتل الحسين عليه السلام - ص 72.
332- المصدر نفسه - ص 92.
333- المصدر السابق- ص 92.
334- رضى بن نبي القزوينيّ- تظلّم الزهراء من إهراق دماء آل العباد- ص 6.
335- الواعظ التبريزيّ الخيابانيّ- وقائع الأيّام في تتمّة محرّم الحرام- ج 4- ص 112- 121.
336- رضى بن نبي القزوينيّ- المصدر- ص 227.
337- المصدر السابق- ص 208.
338- المصدر- ص 233- 235.
339- راجع حول سيرة النراقيّ ومصنّفاته: الميرزا محمّد التنكابنيّ (قصص العلماء)- ص 132- 133.
340- الشيخ آغا بزرك الطهرانيّ- الذريعة إلى تصانيف الشيعة- ج 20- ص 149.
341- إسماعيل باشا البغداديّ- هديّة العارفين- ج 2- ص 351.
342- النراقيّ- محرق القلوب- ص 2.
343- المصدر نفسه- ص 118- 119.
344- نصر بن مزاحم المنقريّ- وقعة صفّين- ص 193- 353.
345- النراقيّ- المصدر نفسه- ص 118.
346- المصدر السابق- ص 152.
347- المصدر نفسه- ص 126- 130.
348- النراقيّ- محرق القلوب- ص 108.
349- محمّد حسن خان معتمد السلطنة: المآثر والآثار- ص 139- والشيخ آغا بزرك الطهرانيّ- المصدر- ج 11- ص 139- 279.
350- الفاضل الدربنديّ- إكسير العبادات في أسرار الشهادات- ج 3- ص 919.
351- محمّد الإسفندياريّ- المصدر- ص 111.
352- الميرزا محمّد التنكابنيّ- المصدر- ص 109.
353- مهدي بامداد- شرح حال رجال إيران- ج 4- ص 138.
354- الفاضل الدربنديّ- المصدر- ج 2- ص 305- 306.
355- الميرزا حسين النوريّ- المصدر- ص 167- 169- 195.
356- الميرزا محمّد التنكابنيّ- المصدر- ص 108.
357- آغا بزرك الطهرانيّ- المصدر- ج 2- ص 279.
358- السيّد محسن الأمين العامليّ- أعيان الشيعة- ج 2- ص 88.
359- الشهيد المطهريّ- حماسه حسيني- ج 1- ص 55.
360- آغا بزرك الطهرانيّ- المصدر- ج 2- ص 279- وج 12- ص 179- 180.
361- المصدر- ج 2- ص 429.
362- المصدر- مقدّمة الكتاب- ص 3- (من دون ذكر أيّ علامة للكتاب)- إلّا أنّ الناشر وضع عنواناً لهذا الكتاب باسم جواهر الإيقان وسرماية إيمان.
363- المصدر- ج 5- ص 264.
364- المصدر- ج 1- ص 29- كمثال على ذلك، فقد ورد في الطبعة القديمة (طهران- منشورات الأعلميّ) المجلس العاشر- ص 345- يذكر الدربنديّ أنّ عدد جيوش الأعداء (460) ألف جندي، قتل منهم على يد الإمام الحسين عليه السلام (330) ألفاً، وقتل على يد أبي الفضل العبّاس- عدا الجرحى- (25) ألفاً- و(25) ألفاً على يد بقيّة بني هاشم ولم يبق من معسكر عمر بن سعد سوى ثمانين ألفاً، إلّا أنّه في الطبعة الجديدة حذفت هذه الرواية لأنّها من الأساطير والخرافات الواضحة (ج 2- ص 545).
365- الفاضل الدربنديّ- المصدر- ج 2- المجلس العاشر- ص 628- 629.
366- المصدر- ج 3- المجلس 13- ص 43.
367- المصدر- ص 345 (الطبعة القديمة) كما سبق القول فإنّ هذا النقل حذف في الطبعة الجديدة لهذا الكتاب (المصدر- ج 2- ص 545).
368- المصدر- ج 3- المجلس الثالث عشر- ص 39.
369- المصدر- ص 43.
370- المصدر- ص 40.
371- الفاضل الدربنديّ- المصدر- ج 2- المجلس العاشر- ص 275.
372- المصدر- ص 284.
373- الفاضل الدربنديّ- ص 291.
374- المصدر- ص 499.
375- المصدر- ص 299.
376- المصدر- ص 298.
377- المصدر- ج 3- ص 157- 162.
378- المصدر- المجلس الثامن والعشرون- ص 445- 450.
379- الواعظ الخيابانيّ- وقائع الأيّام في تتمّة محرّم الحرام- ج 4- ص 25.
380- محمّد باقر عبد الكريم البهبهانيّ- الدمعة الساكبة- ج 4- ص 327 وص 331 وص 332 وص 322- 323 وص 324.
381- فقد قال هو في كتابه: (وقد وصلنا الآن في التاريخ الهجريّ إلى العام 1291 هـ) المصدر- ج 6- ص 361.
382- السيّد محمّد عليّ القاضي الطباطبائيّ (تحقيق درباره، أول أربعين حضرت سيد الشهداء عليه السلام )- ص 178.
383- السيّد محمّد عليّ القاضي الطباطبائيّ (تحقيق درباره، أول أربعين حضرت سيد الشهداء عليه السلام )- ص 237.
384- المصدر- ص 286.
385- المصدر- ص 299.
386- المصدر السابق- 293.
387- راجع حول سيرته ومصنّفاته- عبد الله الموحديّ- الملّا حبيب الله شريف الكاشانيّ (فقيه فرزانه (فارسي)).
388- الملّا حبيب الله الشريف الكاشانيّ- تذكرة الشهداء- ص 279- 280.
389- المصدر نفسه- ص 443.
390- المصدر السابق- ص 325.
391- المصدر نفسه- ص 312.
392- الملّا حبيب الله الشريف الكاشانيّ- تذكرة الشهداء- ص 255.
393- المصدر نفسه- ص 35- 36.
394- المصدر نفسه- ص 33- 34.
395- السيّد عبد العزيز الطباطبائيّ- أهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربيّة- ص 655- الرقم 839- ولتأييد الكلام المذكور ينبغي القول بأنّ المصادر المتقدّمة التي تحدّثت عن سيرته لم تذكر مثل هذا الكتاب عند إحصاء مصنّفاته (ابن عساكر- تبيين كذب المفتري- ص 240- 241- ابن خلكان- وفيات الأعيان وأبناء أبناء الزمان- ج 1- ص 28- تاج الدّين أبي نصر عبد الوهّاب بن عليّ السبكيّ- طبقات الشافعيّة الكبرى- ج 4- ص 257- شمس الدّين الذهبيّ- سير أعلام النبلاء- ج 17- ص 353- ابن كثير- البداية والنهاية- ج 12- ص 30- إنّ أوّل من نسب هذا الكتاب إلى الأسفراينيّ هو إسماعيل باشا نقلاً عن وفيات الأعيان (هديّة العارفين- ج 1- ص 8)، إلّا أنّ مراجعة كتاب الوفيات تنفي تلك النسبة، ومن بعده جاء يوسف اليان سركيس (معجم المطبوعات العربيّة والمعرّبة- ج 1- ص 436) والشيخ آغا بزرك (الذريعة- ج 17- ص 72- 73) وأخيراً السيّد عبد العزيز الطباطبائيّ (المصدر- ص 654) ونسبوا هذا الكتاب للإسفراينيّ، ويظهر أنّ مستند هذه النسبة هو قول إسماعيل باشا لا غير.
396- السيّد عبد العزيز الطباطبائيّ- أهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربيّة- ص 72.
397- شهاب الدّين- أحمد بن عبد الوهاب النويريّ- نهاية الإرب في فنون الأدب- ج 20-ص 300.
398- العلّامة عبد الحسين أحمد الأمينيّ- الغدير- ج 4- ص 349.
399- القاضي الطباطبائيّ- المصدر- ص 60.
400- المصدر السابق- ص 221.
401- المصدر نفسه - ص 640.
402- ابن عساكر- تبيين كذب المفتري- ص 241- تاج الدّين أبي نصر عبد الوهّاب بن عليّ السبكيّ- المصدر- ج 4- ص 257- شمس الدّين الذهبيّ- المصدر- ج 17- ص 354- الشيخ عبّاس القمّي- الكنى والألقاب- ج 2- ص 26.
403- أبو إسحاق الإسفراينيّ- نور العين في مشهد الحسين عليه السلام ص 28- 29.
404- المصدر نفسه - ص 49.
405- المصدر نفسه- ص 50.