الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

روح ثورة عاشوراء
"أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر"1.

إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هما روح هذه الحركة وحقيقتها. فالإمام علي عليه السلام يقول: أريد أن أنهى عن ذلك الفساد والمنكر وأدعو النّاس إلى معروف الإسلام وآمرهم به. هذه هي حقيقة حركة الإمام الحسين عليه السلام
2.

الإصلاح في إطار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

يقول الإمام الحسين عليه السلام: "أريد أن آمر بالمعروف", بمعنى أنّه لا إمكانيّة لتحقّق هذا الإصلاح3 بدون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والسير بسيرة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم, أي السير بهذه السيرة نفسها وفي هذا المسير ذاته4.

ثورة أبي عبد الله عليه السلام مصداق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

الثورة أو التغيير على سلطان الظلم والجور, تلك السلطة التي تنشر الفساد والجهاز الذي يسوق النّاس نحو الخسران والفناء الماديّ والمعنويّ،


69


تلك الثورة والتغيير كانت السرّ في حركة الإمام الحسين بن عليّ عليهما السلام, والذي هو بالتأكيد مصداق للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, حيث ينبغي الاهتمام بهذه النقاط في باب التكليف بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر5.

يمكننا تلخيص القضيّة بهذه الصورة, وهي: أنّ ثورة الإمام الحسين عليه السلام كانت لتأدية واجب عظيم هو إعادة تجديد بناء النظام والمجتمع الإسلاميّ, أو الثورة ضدّ الانحرافات الخطيرة في المجتمع الإسلاميّ. وهذا ما يتمّ من خلال الثورة وعن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل إنّه مصداق عظيم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والثورة قد تكون نتيجتها إقامة الحكومة، وقد تكون نتيجتها الشهادة، وقد كان الإمام الحسين عليه السلام مستعدّاً لكلتا النتيجتين.

"وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي
"6.

إذاً, عنوان هذا العمل هو الإصلاح ذاته, أريد الإصلاح.

هذا الإصلاح هو عن طريق الخروج, أي النهوض والثورة.

وهذا ما ذكره الإمام عليه السلام في وصيّته تلك، هو تقريباً صرّح بهذا المعنى. فقال أوّلاً: أريد الخروج والقيام، وهذا القيام قيام من أجل الإصلاح، وليس قياماً من أجل الحكومة حتماً، كما أنّه ليس قياماً من أجل أن أسقط شهيداً حتماً، بل إنّما أريد الإصلاح.


70


وبالطبع فإنّ الإصلاح ليس بالأمر الهيّن، فقد تكون الظروف, حيناً, بصورة بحيث يصل الإنسان إلى سدّة الحكم ويمسك بزمام السلطة, وحيناً آخر لا يمكنه القيام بهذا العمل ويُستشهد. فالثورة في كلتا الحالتين تكون لأجل الإصلاح. ثمّ يقول عليه السلام: "أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدّي"7. وهذا الإصلاح هو مصداق للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر8.


71


هوامش

1- بحار الأنوار, ج44, ص329.
2- كلمته في 4/8/1361ش- 26/10/1983 م.
3- إشارة إلى قسم من الرواية التي تقول:" إنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي محمّد أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر.." بحار الأنوار, ج44, ص329.
4- في مؤتمر أئمّة الجمعة والجماعات, طهران, 1/6/1366ش - 23/8/1988 م.
5- في لقاء العلماء وطلّاب العلوم الدينيّة, 7/5/1371ش- 29/7/1992 م.
6- بحار الأنوار, ج44, ص329.
7- بحار الأنوار, ج44, ص329.
8- خطبة الجمعة في طهران عاشوراء 1416-, 19/3/1374ش- 9/6/1995 م.
     
السابق الصفحة الرئيسة التالي