الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1402 - 15 شعبان 1441هـ - الموافق  09 نيسان 2020م

الإمام المهديّ حاجة البشريّة

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق



الصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

في قراءة سريعة لحال المجتمع البشريّ على مرّ العصور، يظهر لنا مدى ضعف البشريّة وعجزها في الوصول إلى برّ الأمان والاستقرار على جميع الأصعدة والميادين، الثقافيّة والاقتصاديّة والسياسيّة والاجتماعيّة...

ونلاحظ أنّ الأنظمة كلّها التي حكمت العالم طوال التاريخ، وتوسّعت في انتشارها في أصقاع الأرض، قد تهاوت واندثرت، بعد أن أخفقت في إيجاد الحلول النهائيّة لمشكلات المجتمع، بل إنّ هذه الأنظمة قد ساهمت في إيجاد الثقافات المدمّرة، كما هو الحال في الأنظمة الشيوعيّة والرأسماليّة والليبراليّة في عصرنا الحاليّ.

مشاكل متعدّدة
إنّ ما تعاني منه البشريّة في هذا الزمن لا يقف على جانب محدّد، إنّما يشمل جميع الميادين، أكان من الناحية السياسيّة وأنظمة الحكم فيها، أم من الناحية الثقافيّة وما نراه من مبادئ مشبوهة تُزرع في نفوس الناس، أم من الناحية الاقتصاديّة التي يحكم فيها القويّ الضعيفَ، ويرتهن فيها الفقراءُ للرّبا والمرابين في العالم، أم من الناحية الاجتماعيّة حيث تغلب الأنانيّة والمصالح الشخصيّة والسياسيّة والاقتصاديّة، على التكافل والتعاضد الاجتماعيّ -كما هو الحال في الاتّحاد الأوروبيّ والغرب في هذه الأيّام-، إضافة إلى الناحية الروحيّة والأخلاقيّة التي أصبحت شبه معدومة في أروقة أنظمة الحكم، والتي ينتج بسببها الكثير من الظلم والتفلّت والانحراف.

وليس اليأس والإحباط والظلم والاحتكار والجشع والاستبداد إلّا مخلّفات تلك الأنظمة الفاشلة.

الخلاصة
إنّ أيّ نظام لا يبتني على دين الله، ولا يكون بعين الله، ولا يقوده مَن هم مِن أهل الله، إنّما مآله الفشل، وعاقبته الفناء؛ ولذلك لم نجد نظاماً ثابتاً يحكم طويلاً، بل سرعان ما يندثر ويتقهقر، وإن دلّ هذا على شيء فإنّما يدلّ على وهنه وضعفه.

وعد الله
وفي ظلّ ما نراه في هذا العالم من مظاهرَ لا إنسانيّة، يبقى لدى المجتمع الإنسانيّ الأمل بالخلاص والتحرّر من الظالمين والمستبدّين، وإنّ ذلك وعد الله، وقد ﴿كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولً﴾[1].

قال -سبحانه-: ﴿وَعَدَ الله الَّذِينَ أَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئً﴾[2].

وقال -تعالى-: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾[3].

إنّه وعد الله، بأن يمنّ على الذين استُضعفوا في الأرض، ليأخذ بأيديهم ويرفع عنهم الظلم والاستبداد والقهر.

السبب المتّصل
ولهذا، ومن لطفه -سبحانه-، أن جعل بينه وبين عباده سبباً متّصلاً، يتحلّى بالصفات الرفيعة، والعلم والشجاعة والحكمة، ليكون مخلِّصَ البشريّة ممّا هي فيه، ألا وهو الإمام المهديّ المنتظر (عجّل الله فرجه).

وليس هذا إلّا انسجاماً مع العقل الذي يحكم بضرورة بسط الحقّ والعدل، ومعاني الإنسانيّة كلّها، وما يتلاءم مع الفطرة الإنسانيّة السليمة، في أرجاء المعمورة.

الإمام المهدي الموعود
إنّ عقيدة المهدويّة التي نؤمن بها، تستبطن أملاً وتطلّعاً مجيداً للبشريّة جمعاء، في دحض الظلم والجور والعنصريّة.

ولهذا فقد أكّد الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) مراراً على خروج المهديّ (عجّل الله فرجه) في آخر الزمان: «المهديّ من ولدي، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خَلقاً وخُلقاً، تكون به غيبة وحيرة تضلّ فيها الأمم، ثمّ يقبل كالشهاب الثاقب، يملؤها عدلاً وقسطاً كما مُلئت جوراً وظلماً»[4].

ولن يكون الإمام متهاوناً مع الظالمين والمجرمين، الذين عاثوا في الأرض والعرض فساداً وتدميراً، وقد جاء في تفسير قوله -تعالى-: ﴿يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ﴾[5] ما عن الإمام الصادق (ع): «الله يعرفهم، ولكن نزلت في القائم، يعرفهم بسيماهم، فيخبطهم بالسيف هو وأصحابة خبطاً»[6].

وظيفتنا
إنّ أولى ما ينبغي أن نلتفت إليه بحقّ الإمام المنتظر -مع إقرارنا بحاجة البشريّة إليه-، هو أن نستشعر ذلك في نفوسنا، بأن نعيش الأمل في ظهوره وخروجه، وأن نوطّن أنفسَنا لأن نكون من جنوده وأنصاره.

وهذا يتطلّب منّا الاستعداد القلبيّ والروحيّ، والتجهّز بكلّ ما ينبغي من عتاد تناسب ظهوره المبارك، لنكون بين يديه، نقتصّ من الظالمين حقّ المظلومين، وننزع من الدّنيا مثالبَ الشيطان المتمثّلة بقوى الاستكبار العالميّ.


[1]  سورة المزّمّل، الآية 18.
[2]  سورة النور، الآية 55.
[3]  سورة القصص، الآية 5.
[4]  الشيخ الصدوق، كمال الدين، ص286.
[5]  سورة الرحمن، الآية 41.
[6]  النعمانيّ، الغيبة، ص249.

 

08-04-2020 | 19-30 د | 1101 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net