الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1300 - 09 شعبان 1439 هـ - الموافق 26 نيسان 2018م
ليلة النصف من شعبان، ومولد الإمام المهديّ (ع)

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

الهدف: التعرُّف على بعض حيثيّات مولد الإمام المهديّ (عجل الله فرجه) وفضل ليلة الخامس عشر من شعبان.

مطلع الخِطبة:
الحمد لله حمداً كثيراً طيّباً مباركاً فيه، كما يحبُّ ربُّنا ويرضى، نحمده سبحانه ونشكره على نعمِه العُظمى، وآلائِه الجَمّة، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنّ سيّدنا محمّداً عبده ورسوله النبيّ المصطفى، والخليل المجتبى، صلّى الله عليه وآله أئمّة الهدى، وبدور الدُّجى، وسلّم تسليماً كثيراً.

أمّا بعد؛
إنّ خير ما تواصى به عباد الله "التقوى"، فاتّقوا الله حقّ تُقاتِه، واستقيموا على طاعته ومرضاتِه، ودوام العمل بتوجيهات سيّد مخلوقاته، فإنّه (صلوات الله عليه وآله) لم يألُ جُهداً في نُصحِ الأمّة وإرشادها إلى كلّ ما يحقّق لها الخير والسعادة، ويجنّبها أسباب الشقاء والضلالة، وإنّ من عظيم نصائحه، وجليل توجيهاته قوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): "والذي بعثني بالحقّ بشيراً ليغيبنّ القائم من ولدي، بعهدٍ معهود إليه منّي، حتى يقول أكثر الناس: ما لله في آل محمّد حاجة، ويشكّ آخرون في ولادته؛ فمن أدرك زمانه، فليتمسّك بدينه، ولا يجعل للشيطان إليه سبيلًا بشكه، فيزيله عن ملّتي، ويخرجه من ديني، فقد أخرج أبويَكم من الجنّة من قبل، وإنّ الله عزّ وجل جعل الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون"[1].

اللهم لا تجعلنا من الجاهلين الذين يتفوّهون بما يُغضبك ويغضب صفوة أنبيائك، ولا من الجاحدين الذين يشكوْن، ويشكّكون في ولادة عبدِك ووليّك القائم المؤمّل، والعدل المنتَظر.

لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ:
أيُّها المؤمنون الأفاضل: إنّ الله تبارك وتعالى قد قال في مُحكَم كتابه وجليل خطابه:{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }[2].
 
وكلّنا نعلم أنّ خاتم النبيّين (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد التحق بالرفيق الأعلى، ودين الله سبحانه لم يظهر خارج حدود الجزيرة العربيّة؛ كما أنّ أتباع هذا الدين من حُكّام ومحكومين لم يستطيعوا على مرّ الزمان أن يحقّقوا مضمون هذه الآية المباركة، وها نحن بعد أكثر من ألف وأربعمائة سنة؛ نرى بأُمّ أعيُننا أنّ حملات التبشير منطلِقة وقائمة على قدمٍ وساق، واليهود من خلال تحكُّمهم بوسائل الإعلام، وعبر جمعيّاتهم السريّة والعلنيّة ينشرون الإلحاد، وكل ما يشاؤون من أفكار ودعاوى تحارب دين الله، والبوذيّون محافظون على أكثريّتهم ودعواهم، والوثنيّة تسيطر على عدّة أقاليم من الأرض بما فوقها، ورغم كلّ ذلك يخرج من أهل الإسلام من يَعيب علينا تمسُّكنا بكلمات الله وبشارة مولانا رسول الله (ص)!!

ألا يسأل هؤلاء أنفسهم أنّه لو لم يكن هناك شخص عظيم بشّر به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتتجلّى فيه كلّ تعاليم الرسالة المحمديّة بأجلى مظاهرها، ويُمكِّن الله له في الأرض، فيحقّق وعدَ الربّ تبارك وتعالى، فأيُّ معنىً لتنزيل الله هذه الآية المُبارَكة في سورتين من سُوَرِ فرقانِه الحكيم[3].

أعظمُ بشائرِ الأنبياء:
أيُّها الأحبّة الكرام: لأنّ وعد الله نافذٌ لا بد منه، وهو {حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} عَمَد مولانا رسول الله (ص) إلى البشارة بأنّ آخر الأئمّة الهُداة المهديّين من عترته، هو الذي يُظهر دين الحقّ على الدين كلّه، وهو الذي "يـملأ الأرض قـسطـاً وعـدلاً، كمـا مُلئِت ظُلـمـاً وعدوانـاً"[4]، ولا يوجد في تراث أهل الإسلام جميعاً بشارة نبويّة ورد في حقّها من الأحاديث الشريفة كما ورد في المهديّ (عليه السلام)، وهي متواترة بلا شكّ ولا شُبهة، بل يَصدُق وصف التواتر على ما دونها على جميع الإصطلاحات المحرّرة في الأصول، وأمّا الآثار عن الصحابة المصرِّحة بالمهديّ، فهي كثيرةٌ أيضًا، لها حُكم الرفع، إذ لا مجال للإجتهاد في مثل ذلك، وروى عنهم التابعين من بعدهم ما يُفيد مجموعه العِلم القطعيّ، فالإيمان بخروج المهديّ واجب كما هو مقرَّر عند أهل العِلم.
ومن تِلكُم الأحاديث الشريفة التي نطقَ بها رحمة الله المُهداة نبيّنا المصطفى محمّد قوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):"القائم من ولدي اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، وشمائله شمائلي، وسنّته سنتي، يُقيم الناس على ملّتي وشريعتي، ويدعوهم إلى كتاب ربّي عزّ وجل، من أطاعه فقد أطاعني، ومن عصاه فقد عصاني، ومن أنكره في غيبته فقد أنكرني، ومن كذّبه فقد كذّبني، ومن صدّقه فقد صدّقني، إلى الله أشكو المكذّبين لي في أمرِه، والجاحدين لقولي في شأنه، والمضلِّين لأمَّتي عن طريقته {وسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}"[5]
 
في ليلة النصف من شعبان:
أيُّها المؤمنون الكرام: نحن الآن في الجُمعة الثانية من شهر شعبان المُعظَّم، وهو شهر تتشعّب فيه الخيرات، وتعظُم فيه البركات، وهو بابٌ من أبواب الله تعالى، ويتخلّله في منتصفه ليلة "هي أفضل الليالي بعد ليلة القدر، فيها يمنح الله العباد فضله، ويغفر لهم بمنِّه"[6]، وفي آخر هذه الليلة المباركة من سنة مائتين وخمس وخمسين  انبلج نور وعد الله، وخاتم المقصودين بقوله سبحانه: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا }[7].

نعم أيُّها الأحبّة؛ في هذه الليلة العظيمة ولِد مُجدِّدُ السُّنَن، ومُمِيْت البِدَع، حامِل راية العدل، وناشر لواءِ القِسط؛ الوارث المحمديّ الذي يتحقّق فيه قول الله عَزَّتْ آلاَؤُهُ: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}[8].

ونحن وإيُّاكم في هذه البُرهة من الزمن سنستعرض بعضاً من الصور التي تخصُّ ولادة آخر مصاديق حديث الثقلَين الذي قال فيه خاتم النبيّين (ص): "إني تاركٌ فيكم؛ ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر؛ كتاب الله حبل ممدودٌ من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرّقا حتى يرِدا عليّ الحوض[9]، فانظروا كيف تخلفوني فيهما"[10].
 
مولد الإمام المهدي (عليه السلام):
روَت السيّدة الشريفة حكيمة بنت الإمام الجواد محمّد بن عليّ الرضا عليهما السلام[11]؛ قالت: بَعث إليَّ أبو محمّد عليه السلام (الإمام الزكيّ العسكري) سنة خمس وخمسين ومائتين في النصف من شعبان، وقال: "يا عمّة إجعلي الليلة إفطارك عندي، فإنّ الله عزّ وجل سيسُرّك بوليّه وحُجّته على خلقه خليفتي من بعدي"، قالت حكيمة: فتداخلني لذلك سرورٌ شديد، وأخذت ثيابي عليَّ وخرجت من ساعتي حتى انتهيت إلى أبي محمّد عليه السلام وهو جالس في صحن داره وجواريه حوله، فقلت: جُعلت فداك يا سيّدي الخَلَفُ ممّن هو؟ قال: من سوسن، فأدرت طرفي فيهن، فلم أرَ جارية عليها أثَر غير سوسن، قالت حكيمة: فلمّا أن صلّيت المغرب والعشاء الآخرة أُتيت بالمائدة، فأفطرتُ أنا وسوسن وبايتها في بيتٍ واحد، فغفوت غفوة ثمّ استيقظت، فلم أزَل مفكرة فيما وعدني أبو محمّد عليه السلام من أمر وليّ الله عليه السلام، فقُمت قبل الوقت الذي كنت أقوم في كلّ ليلة للصّلاة، فصلّيت صلاة الليل حتى بلغت إلى الوتر، فوثبت سوسن فزعة وخرجت فزعة، وأسبغت الوضوء، ثمّ عادت فصلّت صلاة الليل وبلغت إلى الوتر، فوقع في قلبي أنّ الفجر قد قَرُب، فقمت لأنظُر فإذا بالفجر الأول قد طلع، فتداخل قلبي الشكّ من وعدِ أبي محمّد عليه السلام، فناداني من حُجرته "لا تشكي؛ وكأنّك بالأمر الساعة قد رأيته إن شاء الله تعالى"، قالت حكيمة: فاستحيَيتُ من أبي محمّد عليه السلام وممّا وقع في قلبي، ورجعت إلى البيت وأنا خَجِلة، فإذا هي قد قطعت الصلاة وخرَجت فزعة، فلقيتُها على باب البيت فقلت: بأبي أنت وأمي هل تحسّين شيئاً؟ قالت: نعم يا عمّة إنّي لأجد أمراً شديداً قلت: لا خوف عليك إن شاء الله تعالى، وأخذت وسادة، فألقيتُها في وسط البيت وأجلستُها عليها، وجلست منها حيث تقعد المرأة من المرأة للولادة، فقبضت على كفّي وغمزت غمزة شديدة ثمّ أنّت أنّة وتشهّدت، ونظرتُ تحتها، فإذا أنا بولّي الله صلوات الله عليه متلقّياً الأرض بمساجده، فأخذتُ بكتفَيه فأجلستُه في حِجري..."[12].
 
وعدَ الله أصدق القائلين:
أيُّها المؤمنون الكرام: لقد حاول فراعنة بني العباس: "المعتزّ والمهتدي والمعتمد" مراراً وتكراراً القضاء على الإمام العسكريّ (ع) عبر اغتياله وتصفيته في السجن أو في داره، لمنع ولادة الإمام المهديّ (عليه‌ السلام)، ولكن يأبى الله إلّا أن يُتمّ نوره، وقد صرّح بذلك إمامنا العسكريّ (عليه‌ السلام) حينما ولد الحُجّة المنتظر، فقال:"زعموا أنّهم يريدون قتلي ليقطعوا هذا النسل، وقد كَذَّبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَوْلَهُمْ، والحمد لله"[13].

إنّ الدراسة المُتأنّية للأحداث التي ذكرها أئمّة أهل البيت (ع)؛ وتتقدم ظهور القائم المؤمّل؛ تُثبت أنّ البشريّة على موعد مع تحقُّق وعد الله، فهذه إرهاصاتُ يوم قدوم الغائب الموعود آخذةٌ بالظهور يوماً بعد آخر، وهي تَبعث في النفس الطمأنينة أنّنا ماضون في الاتّجاه الصحيح، وِفقَ ما قدّره الله وشاءه، من غير حاجةٍ إلى تكلُّف التوقيت الذي نُهِيْنا عنه، ففي هذا الوقت، وإلى أن يَنبلج نوره الشريف نحن مكلّفون بالتمهيد لقدومِه المبارك الذي سيملأُ الأرض قسطاً وعدلاً، وبركةً وغبطة، ولا يكون ذلك إلا بالمواصلة والمداومة على الأعمال الصالحات، ونحن أيّها الأحبّة في شهر قال عنه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام):"سَمَّاهُ رَبُّنا شَعْبانَ لَتَشَعُّبِ الخَيْراتِ فيه، وشُعَبُ خَيْراتِه الصّلاةُ والزّكاةُ والأمْرُ بالمَعْروفِ والنَّهْيُ عَنِ‌ الْمُنْكَرِ وبِرُّ الوَالِدَيْنِ والقَراباتِ والجِيْرانِ وإصْلاحُ ذاتِ البَيْنِ والصَّدَقَةُ عَلَى الفُقَراءِ والمَساكِينِ‌"[14].

فالبدار البدار إلى الصالحات من الأعمال.
هذا؛ وصلّى الله على المصطفى محمّد، والمرتضى عليّ، والبتول فاطمة، والإمامَين الحسن والحسين، وصلّ يا ربّي على السجّاد علي، والباقر محمد، والصادق جعفر، والكاظم موسى، والرضا عليّ، والتقيّ محمّد، والنقيّ عليّ، والزكي الحسن العسكري، وصلّ على وليّ أمرك القائم المؤمّل والعدل المنتظر وحفّه بملائكتك المقرّبين وأيّده بروح القدس يا ربّ العالمين. اللّهم اجعله الداعيّ إلى كتابك والقائم بدينك. استخلفه في الأرض كما استخلفت الذين من قبله مكّن له دينه الذي ارتضيته له أبدله من بعد خوفه أمنا يعبدك لا يشرك بك شيئاً. اللّهم اعزّه واعزز به وانصره وانتصر به وانصره نصراً عزيزاً وافتح له فتحاً يسيراً.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

[1] الشيخ الصّدوق محمّد بن عليّ، كمال الدين وتمام النعمة، ج1، ص51، طبعة2، الدار الإسلاميّة، طهران.
[2] سورة التوبة، الآية 33.
[3] سورة التوبة، الآية 33، وسورة الصف، الآية 9، وفي موضع ثالث من سورة الفتح، الآية 28، قال سبحانه :{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}.
[4] أخرجه أبي عبد الله الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين، ج4، ص600، حديث 8669، طبعة:1، دار الكتب العلمية، وقال:"صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي قائلاً: على شـرط البخاري ومسلم.
 [5] الشيخ الصّدوق محمّد بن عليّ، كمال الدين وتمام النِعمة، ج2، ص411.
[6] من حديث للإمام أبي جعفر محمّد الباقر (عليه السلام) رواه بإسناده الشيخ محمّد بن الحسن الطوسي، الأمالي، ص297.
[7] سورة النور، الآية 55.
[8] سورة الأنبياء، الآية 105.
[9] إذا لم نقل بولادة المهديّ عليه السلام وبقائه، فلا يكون أيّ مصداقٍ في هذا العصر لحديث الثقلَين، وإذا لم يكن (ع) موجوداً، فهذا يعني أنّه لا يوجد إمام من العترة الطاهرة يصلُح للتمسُّك به، فلا يكون لهذا الحديث أيُّ معنىً في عصرنا، وهذا لا يمكن القول به، فإنّ جمعاً كبيراً من علماء الإسلام استفادوا من هذا الحديث ـ وفقهوا وجوب وجود متأهِّل من العترة النبويّة الطاهرة؛ يصلُح للإمامة العُظمى إلى أن تقوم الساعة، وإلّا لافترق الكتاب عن العِترة، وهذا ما نفاهُ الحديث الشريف.
[10] محمّد بن عيسى الترمذيّ، الجامع الصحيح سُنن الترمذيّ، ج5، ص663، ح3788، باب 32، من طبعة دار إحياء التراث العربي، بيروت، وأخرجه أحمد بن حنبل في مسنده، ج35، ص512، حديث 21654، طبعة2، مؤسّسة الرسالة، وقد رواه بلفظ:"إنّي تركت فيكم خليفتَين"، ورواه أيضاً في فضائل الصحابة، ج2، ص306، حديث 1032، طبعة :1، مؤسّسة الرسالة، بيروت، وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة، ج2، ص351، حديث رقم 754، طبعة: 1، المكتب الإسلاميّ، بيروت، ورواه أبو جعفر الطحاويّ في مشكل الآثار، ج9، ص88، حديث3463، طبعة:1، مؤسسة الرسالة، بيروت، وقال نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد، ج1، ص413، حديث 784، طبعة دار الفكر، بيروت:"رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات"، ورواه الحاكم في المستدرك، ج3، ص109+ ص148+ ص533، وغيرهم الكثير من الحفاظ.
[11] السيّدة العلويّة الطاهرة حكيمة بنت الإمام محمّد الجواد، وأخت الإمام عليّ الهادي، وعمّة الإمام الحسن العسكري عليهم السلام، وهي التي تولّت أمر نرجس أُمّ الإمام المهديّ عليه السلام في ساعة الولادة، -مع تضمّن الروايات أن نساء آل محمّد (ص) وعلى مرِّ الأزمان كُنّ يتولّينَ أمر نسائِهم، مبالغةً في الستر، وحفظاً لمعنى الكرامة والقداسة- وقد ساعدتها بعض النسوة في عمليّة الولادة؛ منهنّ جارية أبي عليّ الخيزرانيّ؛ التي أهداها إلى الإمام العسكريّ عليه السلام، وهذا ما صرّح به الثقة محمّد بن يحيى، وكذلك مارية ونسيم خادم الإمام العسكريّ عليه السلام، وقد صرّحت السيّدة حكيمة بمشاهدة الإمام الحجّة بعد مولِده؛ وروَت ذلك لثقات أصحاب الإمام العسكريّ، ولا يخفى أنّ ولادات المسلمين لا يطّلع عليها غير النساء القوابل، ومن ينكر هذا، فعليه أن يُثبت لنا مشاهدة غيرهن لأمّه في مولده !! مع العلم أنّ ولادة أيّ إنسان في هذا الوجود تثبت بإقرار أبيه، وشهادة القابلة، وإن لم يره أحدٌ قطّ غيرهما، فكيف لو شهد العشرات برؤيته بعد مولِده، واعترف المؤرّخون بولادته، وصرّح علماء الأنساب بنسبه، وظَهَر على يديه ما عرفه المقرّبون إليه، وصدرت منه وصايا وتعليمات، ونصائح وإرشادات، ورسائل وتوجيهات، وأدعيةٌ وصلوات، وأقوال مشهورة، وكلمات مأثورة، وكان وكلاؤه معروفين، وسفراؤه معلومين، وأنصاره في كلّ عصرٍ وجيل بالملايين، ولعمري، هل يريد من استغلّ تلك الملابسات، وأنكَرَ ولادة الإمام المهديّ عليه السلام أكثر من هذا لإثبات ولادته، أم تراه يقول في بلسان الحال كما قال المشركون بلسان المقال لجدّه النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأرض يَنْبُوعاً * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَقْرَأُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلا بَشَراً رَسُولاً}.
[12] الشيخ الصدوق محمّد بن عليّ، كمال الدين وتمام النعمة، ج2، ص424-426، وعلي بن الحسين المسعودي، إثبات الوصيّة، ص257-258، طبعة3، أنصاريان، قم، والشيخ محمّد بن الحسن الطوسيّ، الغيبة، ص235-236، طبعة:1، دار المعارف الإسلامية، قم، ونظيره الشيخ حسين بن عبد الوهاب، عيون المعجزات، ص139-140، طبعة:1، مكتبة داوري، قم، وأبو جعفر عماد الدين محمّد بن القاسم الطبري الآملي، دلائل الإمامة، ص499-501، طبعة1، البعثة، قم، وغيرهم العشرات من الأعلام.
[13]الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ج2، ص407، والشيخ محمد بن الحسن الطوسي، الغيبة، ص223.
[14] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج94، ص56.

25-04-2018 | 14-56 د | 3495 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net