الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1616 05 ذو القعدة 1445 هـ - الموافق 14 أيار 2024 م

علمُ الإمامِ الرضا (عليه السلام)

المؤمنُ والدنياكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء القيّمين على شؤون الحجّكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء أعضاء اللجنة العلميّة لمؤتمر الإمام الرِّضا (عليه السلام) الدَّولي الخامسهذا النظامُ نظامٌ إلهيّمراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَ
من نحن

 
 

 

التصنيفات
فتَدَبَّرْ عَاقِبَتَهُ
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

قَالَ الإمامُ الصادقُ (عليه السلام): «إِنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ (صلّى الله عليه وآله)، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ الله، أَوْصِنِي. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله (صلّى الله عليه وآله): فَهَلْ أَنْتَ مُسْتَوْصٍ‏، إِنْ أَنَا أَوْصَيْتُكَ؟! -حَتَّى قَالَ لَهُ ذَلِكَ ثَلَاثاً- وَفِي كُلِّهَا يَقُولُ لَهُ الرَّجُلُ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ الله. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله (صلّى الله عليه وآله): فَإِنِّي أُوصِيكَ، إِذَا أَنْتَ هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَتَدَبَّرْ عَاقِبَتَهُ‏، فَإِنْ يَكُ رُشْداً فَامْضِهِ، وَإِنْ يَكُ غَيّاً فَانْتَهِ عَنْهُ»[1].

إنَّ لكلِّ عملٍ يقومُ بهِ الإنسانُ آثاراً، وقدْ يُقدِمُ الإنسانُ على عملٍ، وهوَ غيرُ محيطٍ بآثارِهِ، ولا مدركٍ لها، ولا يكونُ فيهِ الخيرُ، وبسببِ الغفلةِ ينقلبُ الأمرُ سوءاً عليهِ. وقدْ وردَ الحثُّ في الكثيرِ منَ الرواياتِ على ضرورةِ التدبُّرِ؛ وهوَ التفكيرُ في عواقبِ الأمورِ، وإلى ما تصيرُ إليهِ، وما يترتّبُ على العملِ منْ نتائج.

لذا، فالّذي يسألُ عنْ سببِ بعضِ المصائبِ والابتلاءاتِ الّتي تحيطُ بهِ، يكونُ جوابُهُ أنَّ ذلكَ ممّا كسبَتْ يداهُ منْ أمورٍ قامَ بها، ولكنَّهُ لمْ يتفكّرْ في عواقبِها، فعنْ أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام): «مَنْ تَوَرَّطَ فِي الْأُمُورِ بِغَيْرِ نَظَرٍ فِي الْعَوَاقِبِ، فَقَدْ تَعَرَّضَ لِلنَّوَائِبِ»[2].

أمّا صاحبُ التفكيرِ الصحيحِ والصائبِ، فهوَ الّذي ينظرُ إلى ما يقومُ بهِ منْ عملٍ؛ فإنْ كانَ فيهِ خيراً قامَ بهِ، وإلّا توقّفَ عنْ ذلكَ، فعنْ أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام): «إِنَّ النَّاظِرَ بِالْقَلْبِ، الْعَامِلَ بِالْبَصَرِ، يَكُونُ مُبْتَدَأُ عَمَلِهِ أَنْ يَنْظُرَ عَمَلَهُ، لَهُ أَمْ عَلَيْهِ؛ فَإِنْ كَانَ لَهُ مَضَى فِيهِ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ وَقَفَ عَنْهُ»[3].

ومنْ أهمِّ الأمورِ الّتي يُنظَرُ إليها في العواقبِ الآثارُ الأخرويّةُ للعملِ، فالعقوباتُ الأخرويّةُ منَ اللهِ تعالى، ليسَ باعثُها الغضبَ والانتقامَ وإزالةَ الغيظِ ونحوَها -تعالى اللهُ عن ذلكَ علوّاً كبيراً- إنّما هيَ لوازمُ وتبعاتٌ، ساقَ إليها أسبابٌ داخليّةٌ نفسانيّةٌ وأحوالٌ باطنيّةٌ، انتهَتْ إلى التعذيبِ بنتائجِها منَ الهوى إلى الهاويةِ.

وقدْ عرضَ القرآنُ الكريمُ سؤالاً يتردّدُ على ألسنةِ بعضِ الناسِ يومَ القيامةِ: ﴿وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا﴾[4].

وبكلِّ بساطةٍ، فإنَّ الجوابَ هوَ أنَّ ذلكَ عاقبةُ ما كُنتَ عليهِ في الدنيا، فقدْ كُنتَ أعمى البصيرةِ في الدنيا، لِذلكَ تُحشَرُ يومَ القيامةِ على ما كُنتَ عليهِ: ﴿وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا﴾[5].

وكذلكَ أيضاً حالُ المَنسيِّ في الآخرةِ، فإنَّ ذلكَ عاقبةُ ما كانَ منهُ منْ نسيانِهِ آياتِ اللهِ في الدنيا: ﴿قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾[6].

لذا، فالمؤمنُ يضعُ الآخرةَ أمامَ ناظرَيهِ، ولا يُقصِرُ نظرَهُ على عواقبِ العملِ في الدنيا فقطْ، قالَ تعالى في ثنائِهِ على العبادِ الصالحينَ: ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾[7].

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين


[1] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج‏8، ص150.
[2] ابن شعبة الحرّانيّ، تحف العقول عن آل الرسول (صلّى الله عليه وآله)، ص90.
[3] الليثيّ الواسطيّ، عيون الحكم والمواعظ، ص155.
[4] سورة طه، الآيتان 124 - 125.
[5] سورة الإسراء، الآية 72.
[6] سورة طه، الآية 126.
[7] سورة الزمر، الآية 9.

08-05-2024 | 08-58 د | 294 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net