الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

المحاضرة الخامسة والعشرون
الإنتظار

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

في الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "أفضل العبادة الصبر والصمت وانتظار الفرج"1.
وفي حديث آخر عن الصادق عليه السلام أنّه قال: "من مات منكم وهو منتظر لهذا الأمر كمن هو مع القائم في فسطاطه"2.

الهدف:
توضيح مفهوم الإنتظار ومستلزماته في عصر الغيبة، وبيان وجه الأجر والثواب الذي يحظى به الإنسان المنتظر.


مقدّمة
لا شكّ أنّ المراد من الإنتظار الذي اعتبرته الروايات أنّه من أفضل العبادة هو الإنتظار الذي يدفع صاحبه للعمل والتمهيد ويحدوه الأمل والشوق لتعجيل الفرج فينتصر لإمامه الغائب بكلّ ما يقدر عليه ويعدّ العدّة ما استطاع، ويكون في حال الغيبة تماماً كما لو كان في حال الحضور والظهور.

أهل الإنتظار

قال الإمام السجّاد عليه السلام: "تمتدّ الغيبة بولي الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله صلى الله علية واله وسلم والأئمّة بعده، يا أبا خالد !.. إنّ أهل زمان غيبته، القائلون بإمامته، المنتظرون لظهوره أفضل أهل كلّ زمان، لأنّ الله - تعالى ذكره - أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله علية واله وسلم بالسيف، أولئك المخلصون حقاً، وشيعتنا صدقاً، والدعاة إلى دين الله سرّاً وجهراً"، وقال عليه السلام: "انتظار الفرج من أعظم الفرج"3. فأهل الإنتظار قد نزّلوا زمان الغيبة زمان الحضور فشحذوا أسيافهم ولبسوا لامات حربهم وهبّوا للدعوة إلى الله.

حقيقة الإنتظار

ويتحقّق الإنتظار بأمرين أساسيّين:

أ -تشخيص المشروع الذي يمهّد له وينصره في عصر الغيبة.
ب -تشخيص المشروع الذي يعاديه ويعلن البراءة منه.


وهذا ما قصدته الروايات بالتولّي والتبرّي أي موالاتهم والتبرّىء من أعدائهم. فعن رسول الله صلى الله علية واله وسلم: "طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو مقتدٍ به قبل قيامه يتولّى وليَّه ويتبرّأ من عدوّه".

وفي الزيارة: "يا مولاي شقي من خالفكم وسعد من أطاعكم، فاشهد على ما أشهدتك عليه، وأنا وليّ لك بريء من عدوّك....... فالحقّ ما رضيتموه، والباطل ما أسخطتموه، والمعروف ما أمرتم به، والمنكر ما نهيتم عنه، فنفسي مؤمنة بالله وحده لا شريك له، وبرسوله، وبأمير المؤمنين، وبأئمّة المؤمنين وبكم يا مولاي، أوّلكم وآخركم، ونصرتي معدّة لكم، ومودتي خالصة لكم آمين آمين"4.

وقد بيّن دعاء الإفتتاح ما هو المراد من الانتظار الإيجابيّ حين بيّن ما هي الطموحات التي نتوسّم الوصول إليها في عهد الظهور، وبالتالي فإنّها نفسها السبل التي ينبغي أن نسلكها في عصر الغيبة لنصل إلى كمالها في عصر الظهور. فقد ورد في الدعاء: "اللهم المم به شعثنا، واشعب به صدعنا، وارتق به فتقنا، وكثّر به قلّتنا، وأعزّ به ذلّتنا، وأغن به عائلنا، واقض به عن مغرمنا، وأجبر به فقرنا، وسدّ به خلّتنا، ويسّر به عسرنا، وبيّض به وجوهنا، وفكّ به أسرنا، وأنجح به طلبتنا، وأنجز به مواعيدنا، واستجب به دعوتنا، وأعطنا به فوق رغبتنا، يا خير المسؤولين، وأوسع المعطين، اشف به صدورنا، وأذهب به غيظ قلوبنا، واهدنا به لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك، إنّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم، وانصرنا على عدوّك وعدوّنا إله الحقّ آمين، اللهم إنّا نشكو إليك فقد نبيّنا، وغيبة ولينا وكثرة عدوّنا، وشدّة الفتن بنا، وتظاهر الزمان علينا، فصلّ على محمّد وآل محمّد، وأعنّا على ذلك بفتح منك تعجّله، وضرّ تكشفه، ونصر تعزّه، وسلطان حقّ تظهره، ورحمة منك تجلّلناها، وعافية منك تلبسناها، برحمتك يا أرحم الراحمين".

فهذه المجالات والساحات هي ساحات التمهيد التي ينبغي أن نمهّد لوليّ الله دوره والمهمّة الملقاة على عاتقه من خلال تهيئة الأرض وتأمين الظروف المساعدة على تحقيق العدالة الإلهيّة الكاملة، ومن خلال توفير الظروف وتجهيز الأنصار وتوحيد الكلمة ونبذ الخلافات وإعزاز الأمّة ومجانبة مواقف الذلّة ونصرة المظلوم ومساعدة المحتاجين وسواها من الأمور التي أشار إليها الدعاء، وليس المراد التخلّي عن المسؤوليّة والجلوس في المنزل، ولا ترك الدنيا وأهلها ليعيث المفسدون فيها فساداً، فالإنتظار لا يسقط وجوب الأمر بالمعروف والنهيّ عن المنكر، ولا يسقط وجوب دفاع المسلمين عن ديارهم وكراماتهم.

* خير الزاد في شهر الله، المركز الإسلامي للتبليغ، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، ط1، تموز 2010م.


1- كشف اليقين، ص183.
2- بحار الأنوار، ج52، ص126.
3- الإحتجاج، ج2 ص49.
4- زيارة آل ياسين

19-08-2010 | 09-17 د | 2932 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net