الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1386 - 22 ربيع الثاني 1441هـ - الموافق 19 كانون الأول 2019م
لا بديلَ عن الإسلام

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

لا بديلَ عن الإسلام

محاور الخطبة
- تجارب أثبتت فشلها
- منشأ السعادة
- مشاكل المجتمع البشريّ
- الإسلام هو البديل
- الإسلام قدّم الحلول
- شموليّة الإسلام في الزمان والمكان
- بين الإسلام والمسلمين

مطلع الخطبة
قال الله -تعالى-: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً﴾[1].

أيها الأحبّة،
في ظلّ ما نراه من تخبّط في العالم على جميع الأصعدة والميادين، في ما يرتبط بحياة الناس اجتماعيّاً واقتصاديّاً وسياسيّاً وأخلاقيّاً، لا بدّ من طرح سؤالين مهمٍّين في هذا الشأن:

ما هو البديل عن الأنظمة الحاكمة في العالم؟
وما هو القانون الذي يمكن من خلاله تخطّي الأزمات التي يعيشها الناس ووضع الحلول المناسبة لها؟

تجارب أثبتت فشلها
كثيرة هي النظريّات والمذاهب الاجتماعيّة والسياسيّة والأخلاقيّة التي حاولت إظهار نفسها على أنّها المخلّص للمجتمع الإنسانيّ، بل والماسك بيده نحو التقدّم على جميع الأصعدة، إلّا أنّنا نرى في الواقع أنّ هذه النظريّات والمذاهب قد ثبت فشلها، وإذا ما كانت قد أعطت حلّاً لجانبٍ ما يتعلّق بحياة البشر، فإنّ ذلك كان على حساب شيء آخر؛ فالمادّيّة والعلمانيّة اللتان أقصتا الدين جانباً في الغرب، ربّما نجحتا في احتضان التطوّر الصناعيّ، إلّا أنّهما فشلتا فشلاً ذريعاً في إثبات المبادئ الاجتماعيّة والإنسانيّة الصالحة في المجتمع على المدى البعيد، حتّى صار مجتمعاً شبهَ خالٍ من الروابط الطيّبة بين الناس، بعضهم ببعض، وبينهم وبين الله -سبحانه-.

منشأ السعادة
لا بدّ من أن نؤكّد على أنّ السعادة للإنسان ليست -كما يصوّرها بعضهم- مرتبطة بالمادّة ومظاهرها فحسب، إنّما هي في حقيقتها ترتبط بالرّوح وما يتعلّق بها من معنويّات على المستويين الفرديّ والاجتماعيّ، كالسعادة الناتجة عن التكافل الاجتماعيّ، ومعونة الفقراء والمحتاجين، وبرّ الوالدين، وصلة الرّحم... ويؤكّد لنا هذا الأمر واقع الناس، فإنّنا نجد أناساً لا يملكون سوى القليل من المال، ويعيشون حالة الفقر والعوز، ومع هذا نراهم سعداء. وإلى جانب هؤلاء، نجد أناساً يملكون مالاً جمّاً، ومع ذلك نراهم يعيشون حالات الكآبة والبؤس والحزن، ولا يملكون الحسّ الاجتماعيّ والإنسانيّ، بل يعيشون الأنانيّة والعزلة والانزواء.

إذاً، السعادة ليست في مظاهر الدنيا المادّيّة من مالٍ وشهواتٍ... إنّما تتعدّاها إلى الرّوح والقلب وما يقدّمه الإنسان من عملٍ صالح.

لماذا نطرح هذه المسألة؟
نطرح هذه المسألة تفادياً للوقوع في المغالطة التي تروّج لها الثقافة الغربيّة، من أنّ السعادة إنّما هي في تحصيل المال والتمتّع بالشهوات والملذّات، وتدعو إلى ذلك من خلال المناهج التعليميّة والتربويّة ووسائل الإعلام والفنّ وغير ذلك من الطرق التي تعمد إلى تعبئة الناس وتوجيههم نحو الدنيا، وربط السعادة بالحصول على حطامها!

مشاكل المجتمع البشريّ
لو نظرنا في المشكلات التي يقع فيها المجتمع البشريّ، لوجدناها متعدّدة ومختلفة، فثمّة مشاكل اجتماعيّة واقتصاديّة وأخلاقيّة وتربويّة... بل مشكلات عميقة ترتبط بالنظم السياسيّة الحاكمة، وما يتعلّق بها من مفردات: كالحرّيّات العامّة والعدالة الاجتماعيّة والسيادة الشعبيّة...

الإسلام هو البديل
أيّها الأحبة،
أرسل الله نبيّه المصطفى (صلّى الله عليه وآله) رحمةً للعالمين، فقال -سبحانه-: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾[2]، وهذه الرحمة تنسجم مع المهمّة العظمى التي تقوّمت بها رسالته (صلى الله عليه وآله) المتمثّلة بالقرآن الكريم وما أوحاه الله إليه، ألا وهي تزكية الناس وتعليمهم وإخراجهم ممّا هم فيه من الظلمات.

وهذا يعني أنّ الإسلام قد جاء بالحلول التي تجعل المجتمع البشريّ أكثر أماناً وسلاماً، وأكثر حضارة والتزاماً بالمبادئ والمفاهيم الإنسانيّة.

وليس قول الله -تعالى-: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً﴾[3]، إلّا دليلاً على أنّ الإسلام قد اكتمل، واكتماله يعني شموليّته لكلّ ما يحتاجه المجتمع الإنسانيّ في طريق تكامله.

الإسلام قدّم الحلول
بقراءةٍ سريعة في هذا الدين الحنيف نستطيع التأكيد على أنّه لا يوجد أيّ جهة في العالم، سواءٌ أكانت مذهباً سياسيّاً أم اقتصاديّاً أم اجتماعيّاً، قد قدّمت ما قدّمه الإسلام من أحكام وتوجيهات وإرشادات يرتبط بعضها ببعض ارتباطاً وثيقاً، وأعطت الحلول المناسبة لمشاكل المجتمع البشريّ.

فإنّ للإسلام منهجاً في التربية والتعليم والسياسة والحكم، وفي الاقتصاد والأخلاق... وإنّ مفردات ذلك واضحة وجليّة من خلال آيات كتابه الكريم وسنّة نبيّه (صلّى الله عليه وآله)، وكذلك في أحكامه الشرعيّة التي ترتبط بعقائده ارتباطاً وثيقاً.

وهو القائل –سبحانه-: ﴿ونَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾[4].

ولنضرب بعض نماذج الحلول تلك:

المشكلات الاقتصاديّة
إنّ الأنظمة السائدة اليوم، سواء أكانت رأسماليّة أم اشتراكيّة أم قريبة منهما، قد خلّفت العديد من الأزمات، كالطبقيّة حيناً، والتسلّط والتحكّم بصغار أصحاب المال حيناً آخر؛ ولهذا فإّننا نجد كيف أنّ شعوباً تعيش رهن تلك الأنظمة والمتحكّمين بها، والقائمة في أساسها على الربا والاحتكار وغيرها من المفردات.

وقد واجه الدّين الإسلاميّ عبر مفردات عديدة كلّ أنواع التسلّط بالمال، فحرّم الرّبا تحريماً شديداً، وحرّم الاحتكار والغبن والغشّ وغير ذلك.

المشكلات الأخلاقيّة
كالانحلال الأخلاقيّ الذي تعيشه العديد من المجتمعات التي اعتمدت في نظرتها إلى الإنسان على الجانب الجسديّ منه فحسب، مستقيةً من بعض النظريّات الفاسدة منهجَها في التعامل مع هذا الأمر، ومن أمثلة ذلك الزنا والعلاقات الجنسيّة العشوائيّة، التي ينتج منها العديد من الموبقات، من أمراضٍ جسديّة ونفسيّة واجتماعيّة، بل واقتصاديّة أيضاً. وها هم يحاولون الآن الحدّ من نتائجها الوخيمة، من خلال الأدوية وبرامج التوعية التي غالباً ما تكون عقيمة.

أمّا الإسلام فقد أعطى لهذا الفعل حدّاً قاطعاً، فحرّمه تحريماً شديداً، موجباً بعض الأحكام الشديدة على فاعله، كما حرّم مقدّماته، من اختلاطٍ غير شرعيّ إلى تزيّن للمرأة أمام الأجانب، وغير ذلك. 

المشكلات السياسيّة
إنّ معظم أنظمة الحكم العالميّة قائمةٌ على الملكيّة أو على الديمقراطيّة، فالملكيّة لا تأخذ إلّا بمبدأ الوراثة، بصرف النظر عن صفات الوريث الحاكم، سواء أكان صالحاً أم غير صالح، وكذلك الديمقراطيّة التي يتغنّى بها الغرب، فإنّها محكومة بالمال والقوّة في أغلب الأحيان، فصاحب المال هو الأوفر حظّاً للوصول إلى السلطة، مهما كانت صفاته.

أمّا الإسلام، فقد وضع حدوداً وشروطاً دقيقة لمن ينبغي أن يتسلّم الحكم، منها ذاتيّة ومنها أخلاقيّة وعلميّة.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ المنهج السياسيّ في الإسلام واضح المعالم، لا يتأثّر بالأهواء الشخصيّة للحاكم؛ ذلك أنّ الحاكم مرتهَن للمبادئ الإسلاميّة والثقافة الإسلاميّة في سلوكه السياسيّ.

شموليّة الإسلام في الزمان والمكان
يقول بعضهم: إنّ الإسلام يصلح لبيئته التي جاء فيها!
هذا الكلام خاطئ وغير موضوعيّ؛ ذلك أنّ الله -سبحانه- قد أرسل نبيّه (صلّى الله عليه وآله) إلى جميع الناس، في كلّ زمان ومكان، قال -سبحانه-: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾[5].

وقال أيضاً: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾[6].

بين الإسلام والمسلمين
لا بدّ من أن نفرّق بين الإسلام كدين، وبين المسلمين، وإنّ عدم تطبيق القوانين الإسلاميّة في المجتمع الإسلاميّ لا يعني أنّ المشكلة في الإسلام.

ولا بدّ إزاء ذلك من أن يتنبّه المسلمون من خطورة الثقافات المستوردة التي تعمل على تسطيح ثقافة شبابنا وتحوريها إلى ما لا ينبغي.

وإذا ما شحذ المسلمون همّتهم في سبيل إرساء معالم الإسلام وقوانينه، وجعلوا تلك القوانين والتشريعات سارية في جميع مفاصل حياتهم، فإنّهم لا محالة سيكونون أشدّ الأمم قوّة وأماناً.
 
[1]  سورة المائدة، الآية 3.
[2]  سورة الأنبياء، الآية 107.
 [3] سورة المائدة، الآية 3.
[4]  سورة النحل، الآية 89.
[5]  سورة الأعراف، الآية158.
[6]  سورة سبأ، الآية 28.

18-12-2019 | 15-59 د | 1155 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net