الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

المحاضرة الثامنة
آداب التعامل مع الأخوان

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

من وصيّة الإمام عليّ لابنه الحسن1

قال تعالى: ﴿وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا2.


الهدف:
 بيان أنّ احترام حقوق الأخوان من أهمّ ما أوصت به الشريعة الإسلاميّة، وبالتالي من أهمّ ما ينبغي على الجميع تعلّم هذه الحقوق ومعرفتها والإلتزام بها.


مقدّمة

تعتبر حقوق الأخوان من أهمّ القضايا وأقدسها في نظر الإسلام، لإنّها تتعدّى أخلاق فرديّة عند الإنسان لتؤثّر على قضايا الشأن العامّ والمجتمع، وذلك لما تترك من أثرٍ بالغ على تماسك هذا المجتمع أو تفكّكه، وبالتالي فإنّ الإستهتار بهذه الحقوق أو الإستخفاف بها أو تضيّيعها من الذنوب التي تُخرج المرء من حقيقة الإيمان.


وفيما يلي نستعرض لبعض ما جاء في وصيّة أمير المؤمنين مع لفت النظر إلى العناوين الفرعيّة التي أشار إليها الإمام عليه السلام في مجال حقوق الإخوان:

التنافس في المودّة: يقول عليه السلام: "أحمل نفسك من أخيك عند صرمه على الصلة، وعند صدوده على اللطف والمقاربة، وعند جموده على البذل، وعند تباعده على الدنوّ، وعند شدّته على اللين، وعند جرمه على العذر حتّى كأنّك له عبد وكأنّه ذو نعمة عليك، وإيّاك أن تضع ذلك في غير موضعه أو أن تفعله بغير أهله".

وفي كلامه عليه السلام دلالة واضحة أنّ المعادلة التي ينبغي اعتمادها بين الأخوان هي مبادلة الإساءة بالإحسان بشكلٍ عامّ ودفع السيئة بالحسنة.

لا تصادق عدوّه: يقول عليه السلام: "لا تتخذنّ عدوّ صديقك صديقاً فتعادي صديقك".

وعن عليّ عليه السلام: "أصدقاؤك ثلاثة وأعداؤك ثلاثة: فأصدقاؤك: صديقك وصديق صديقك وعدوّ عدوّك، وأعداؤك: عدوّك وعدوّ صديقك وصديق عدوّك"3.

والمراد هنا ليس العدوّ الشخصيّ الذي يعاديه الصديق لنزاعٍ في أمرٍ من أمور الدنيا وإنّما المراد به العدوّ في النهج والأخلاق الذي يعاديه في الدين والعقيدة.

النصح له: يقول عليه السلام: "وامحض أخاك النصيحة حسنة كانت أو قبيحة".

عن أمير المؤمنين عليه السلام: "إنّ أخاك حقّاً من غفر زلّتك وسدّ خلّتك وقبل عذرك وستر عورتك ونفى وجلك وحقّق أملك"4.

فالأخ ينتظر من أخيه النصح والهداية وإنارة الطريق ومدّ يد العون ولا ينتظر الإدانة والإستنكار والشماتة ومجافاته عند أوّل زلّة.

تحمّل الأذى: يقول عليه السلام: "وتجرّع الغيظ فإنّي لم أرَ جرعة أحلى منها عاقبة ولا ألذّ مغبّة، ولِن لمن غالظك فإنّه يوشك أن يلين لك، وخذ على عدوّك بالفضل فإنّه أحلى الظفرين".

فإنّ الأذى من شيم النفوس الضعيفة بينما تحمّل الأذى من شيم النفوس الكريمة.

عدم القطيعة المطلقة: يقول عليه السلام: "وإن أردت قطيعة أخيك فاستبق له من نفسك بقيّة ترجع إليها إن بدا له ذلك يوماً ما".

فإنّ الهجران من أسوأ ما يصيب الإنسان المسلم ويدحض أعماله، ففي وصيّة رسول الله صلى الله علية واله وسلم لأبي ذرّ: "يا أبا ذرّ إيّاك وهجران أخيك فإنّ الله لا يتقبّل عملاً مع الهجران، يا أبا ذرّ أنهاك عن الهجران فإن كنت فاعلاً فلا تهجره ثلاثة أيّام كملا، فمن مات فيها مهاجراً لأخيه كانت النّار أولى به"5.

كن عند حسن الظنّ بك: يقول عليه السلام: "ومن ظنّ بك خيراً فصدّق ظنّه".فإنّ عدم التصديق مدعاة للشكّ، والشكّ مدعاة للجفاء، والجفاء مقدّمة للقطيعة.

عدم الإستخفاف بحقوقه لقربه: يقول عليه السلام: "ولا تضيّعن حقّ أخيك اتكالاً على ما بينك وبينه فإنّه ليس لك بأخ من أضعت حقّه".

بل ينبغي في مراعاة الحقوق الأقرب فالأقرب، فكلّما كان الأخ قريباً كلما وجب حقّه أكثر وبات تضيّيع حقّه أكثر عصياناً ونكراناً لحقوق الأخوّة.

عدم التعامل بقسوة: يقول عليه السلام: "ولا يكن أهلك أشقى الخلق بك".

فالشقاوة تورّث النفور، وإنّما الصفة التي ينبغي اعتمادها في التعاطي هي الرحمة والحرص على المؤمنين.

آخِ من يودّ مؤاخاتك: يقول عليه السلام: "ولا ترغبن فيمن زهد فيك".

وعن الإمام عليّ عليه السلام: "زهدك في راغبٍ فيك نقصان حظّ، ورغبتك في زاهدٍ فيك ذلّ نفس"6.

المبادلة بالأحسن: يقول عليه السلام: "ولا يكوننّ أخوك أقوى على قطيعتك منك على صلته، ولا تكوننّ على الإساءة أقوى منك على الإحسان".

التفكّر في عواقب الأمور: يقول عليه السلام: "ولا يكبرنّ عليك ظلم من ظلمك فإنّه يسعى في مضرّته ونفعك، وليس جزاء من سرّك أن تسوءه".

* خير الزاد في شهر الله، المركز الإسلامي للتبليغ، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، ط1، تموز 2010م.


1- مقتطعة من وصيّة الإمام عليّ لابنه الحسن التي كتبها له عند خروجه إلى صفّين.
2- آل عمران: 103.
3- نهج السعادة، ج7، ص408.
4- ميزان الحكمة، الريشهريّ، ج1، ص44.
5- وسائل الشيعة، ج12، ص264.
6- نهج البلاغة، الخطب، ج4، ص104.

19-08-2010 | 08-56 د | 3402 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net