الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1608 10 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 21 آذار 2024 م

أحسنُ الحسنِ

ثلاثُ حسراتٍكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في محفل الأنس بالقرآن الكريمنداء الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) بمناسبة حلول العام 1403هـ.ش. وعيد النوروزصوم الجسد وصوم النفسمراقباتمراقباتشهر الفُرصكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في يوم التشجير وأسبوع الموارد الطبيعيّة
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1336 - 26 ربيع الثاني 1440 هـ - الموافق 03 كانون الثاني 2019م
العصبيّة

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق


محاور الخطبة
- إبليس إمام المتعصّبين
- تعريف التعصّب
- ذمّ العصبيّة في الإسلام
- مفاسد العصبيّة

مطلع الخطبة
الصلاة والسلام على سيّدنا محمّدٍ وآله الطيّبين الطاهرين.

قال الله -سبحانه وتعالى- في محكم كتابه: ﴿إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمً[1].

إبليس إمام المتعصّبين
أيّها الأحبّة،
كلامنا اليوم، عن قضيّةٍ اجتماعيّةٍ، أَوْلَى الدين الإسلاميّ أهميّةً كبرى في مواجهتها ونَبْذِها، كانت وما زالت، في أروقةٍ كثيرةٍ ومجتمعاتٍ عديدةٍ، سببًا في التفرقة بين الناس، وسببًا في انتشار البغضاء والحقد والكراهيّة، بل كانت وما زالت سببًا في الظلم والتعدّي على حقوق الله وعباده، ألَا وهي العصبيّة الجاهليّة المقيتة.

فلم تدخل هذه العصبيّة في مجتمعٍ إلّا فرّقت أبناءه، وأفسدت ما صلح منه. ولهذا كلّه، فهي مادّةٌ دسمةٌ قد تبنّاها إبليس، الذي يُعتَبَر إمامًا للمتعصِّبين، الذين يميلون مع وسوساته في بثّ الفساد بين عباد الله.

وهو إمامُهم، كما ورد عن أمير المؤمنين(ع) أنّه قال: "فَعَدُوُّ اللهِ [إِبْلِيس] إِمَامُ المُتَعَصِّبِينَ"[2].

ذلك لأنّه أوّل من تعصّب لجنسه، فقد ورد عن الإمام الصادق (ع) أنّه قال: "إِنَّ الْمَلَائِكَةَ كَانُوا يَحْسَبُونَ أَنَّ إِبْلِيسَ مِنْهُمْ، وَكَانَ فِي عِلْمِ اللَّهِ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْهُمْ، فَاسْتَخْرَجَ مَا فِي نَفْسِهِ بِالْحَمِيَّةِ وَالْغَضَبِ، فَقَالَ: خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ"[3] .
 
تعريف التعصّب
إذا ما أردنا تعريف التعصّب، فيمكن لنا القول بأنّه الانحياز لشيءٍ ما، أكان هذا الشيء فكرًا أم شخصًا أم بلدًا أم قبيلةً، وذلك تحت تأثير بعض الانفعالات النفسيّة والعاطفيّة والتربويّة.

ومن هذا المنطلق، يمكن أن يكون التعصّب هذا ممدوحًا، ويمكن أن يكون مذمومًا.

والتعصّب الممدوح هو أن تتعصّب للحقّ. والتعصّب المذموم هو ما كان لغير الحقّ، ويكون على حساب مصالح الآخرين وحقوقهم، بل على حساب مشاعرهم وعواطفهم، وبعبارةٍ أخرى، هو مناصرة المرء قومَه، أو أسرتَه، أو وطنَه، فيما يخالف الشرع، وينافي الحقّ والعدل.
وقد ورد ما يدلّ على هذين الصنفَين من العصبيّة، كما في قول أمير المؤمنين (عليه السلام):  "وَلَقَدْ نَظَرْتُ، فَمَا وَجَدْتُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ يَتَعَصَّبُ لِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ، إِلَّا عَنْ عِلَّةٍ تَحْتَمِلُ تَمْوِيهَ الْجُهَلَاءِ، أَوْ حُجَّةٍ تَلِيطُ بِعُقُولِ السُّفَهَاءِ غَيْرَكُمْ، فَإِنَّكُمْ تَتَعَصَّبُونَ لِأَمْرٍ مَا يُعْرَفُ لَهُ سَبَبٌ وَلَا عِلَّةٌ. أَمَّا إِبْلِيسُ، فَتَعَصَّبَ عَلَى آدَمَ لِأَصْلِهِ، وَطَعَنَ عَلَيْهِ فِي خِلْقَتِهِ، فَقَالَ: أَنَا نَارِيٌّ وَأَنْتَ طِينِيٌّ. وَأَمَّا الْأَغْنِيَاءُ مِنْ مُتْرَفَةِ الْأُمَمِ، فَتَعَصَّبُوا لآِثَارِ مَوَاقِعِ النِّعَمِ، فَقَالُوا: نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالًا وَأَوْلادًا، وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ. فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ، فَلْيَكُنْ تَعَصُّبُكُمْ لِمَكَارِمِ الْخِصَالِ، وَمَحَامِدِ الْأَفْعَالِ، وَمَحَاسِنِ الْأُمُورِ، الَّتِي تَفَاضَلَتْ فِيهَا الْمُجَدَاءُ وَالنُّجَدَاءُ مِنْ بُيُوتَاتِ الْعَرَبِ وَيَعَاسِيبِ القَبَائِلِ، بِالْأَخْلَاقِ الرَّغِيبَةِ، وَالْأَحْلَامِ الْعَظِيمَةِ، وَالْأَخْطَارِ الْجَلِيلَةِ، وَالآْثَارِ الْمَحْمُودَةِ. فَتَعَصَّبُوا لِخِلَالِ الْحَمْدِ، مِنَ الْحِفْظِ لِلْجِوَارِ، وَالْوَفَاءِ بِالذِّمَامِ، وَالطَّاعَةِ لِلْبِرِّ، وَالْمَعْصِيَةِ لِلْكِبْرِ، وَالْأَخْذِ بِالْفَضْلِ، وَالْكَفِّ عَنِ الْبَغْيِ، وَالْإِعْظَامِ لِلْقَتْلِ، وَالْإِنْصَافِ لِلْخَلْقِ، وَالْكَظْمِ لِلْغَيْظِ، وَاجْتِنَابِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ"[4].

 وقال الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين (عليهما السلام) في ذلك: "الْعَصَبِيَّةُ الَّتِي يَأْثَمُ عَلَيْهَا صَاحِبُهَا، أَنْ يَرَى الرَّجُلُ شِرَارَ قَوْمِهِ خَيْرًا مِنْ خِيَارِ قَوْمٍ آخَرِينَ. وَلَيْسَ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُحِبُّ الرَّجُلُ قَوْمَهُ، وَلَكِنْ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُعِينَ قَوْمَهُ عَلَى الظُّلْم‏"[5].
ذمّ العصبيّة في الإسلام

أيّها الأحبّة،
إنّ الدين الإسلاميّ الحنيف قد حارب العصبيّةَ المذمومة، منذ انطلاقته، على يدَي أشرف خلق الله -تعالى- الرسول الأكرم (ص). وهي تلك التي تتشكّل بأشكالٍ مختلفةٍ، يقع فيها الكثيرون وهم غافلون عن ذلك، من عصبيّةٍ للقبيلة أو العشيرة أو الأسرة، إلى عصبيّةٍ للمال أو المنصب أو الجنس أو اللغة، وغيرها من أشكال العصبيّة، التي ما إن يُصَاب بها المرء، فإنّه لا محالة سيقع فريسة شباكها الشيطانيّة، التي تبعده عن الحقّ، وعن رضا الله -سبحانه-.
وإنّ أوّل ما رفعه هذا الدين القويم، في محاربته للعصبيّة، مُبَيِّنًا معيار الفرق بين إنسانٍ وآخر، هو معيار التقوى، فقال -سبحانه وتعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[6].

هذا، وقد ورد العديد من الأحاديث عن المعصومين (عليهم السلام)، والتي يذمّون فيها العصبيّة، منها:

- عن رسول الله (ص) أنّه قال: "مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ حَبَّةٌ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ عَصَبِيَّةٍ، بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ أَعْرَابِ الْجَاهِلِيَّةِ"[7].
والمقصود بأنّه يبعث المتعصّب مع أعراب الجاهليّة، هو أنّ هذه الصفة الذميمة تجرّ صاحبها إلى اقتراف ما كان يفعله أعراب الجاهليّة، من جحودٍ وإنكارٍ، اعتمادًا على عصبيّاتهم.

-  وعنه (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "مَنْ تَعَصَّبَ أَوْ تُعُصِّبَ لَهُ، فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَ الْإِيمَانِ مِنْ عُنُقِه‏"[8].

- وعن الإمام جعفرٍ الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "مَنْ تَعَصَّبَ عَصَبَهُ اللَّهُ بِعِصَابَةٍ مِنْ نَار"[9].

- وعن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال: "كَانَ سَلْمَانُ جَالِسًا مَعَ نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَقْبَلُوا يَنْتَسِبُونَ وَيَرْفَعُونَ فِي أَنْسَابِهِمْ، حَتَّى بَلَغُوا سَلْمَانَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: أَخْبِرْنِي مَنْ أَنْتَ؟ وَمَنْ أَبُوكَ؟ وَمَا أَصْلُكَ؟ فَقَالَ: أَنَا سَلْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، كُنْتُ ضَالًّا فَهَدَانِي اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- بِمُحَمَّدٍ (ص)، وَكُنْتُ عَائِلًا فَأَغْنَانِي اللَّهُ بِمُحَمَّدٍ (ص)، وَكُنْتُ مَمْلُوكًا فَأَعْتَقَنِي اللَّهُ بِمُحَمَّدٍ (ص)، هَذَا نَسَبِي، وَهَذَا حَسَبِي. قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ (ص)، وَسَلْمَانُ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) يُكَلِّمُهُمْ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَقِيتُ مِنْ هَؤُلَاءِ، جَلَسْتُ مَعَهُمْ، فَأَخَذُوا يَنْتَسِبُونَ وَيَرْفَعُونَ فِي أَنْسَابِهِمْ، حَتَّى إِذَا بَلَغُوا إِلَيَّ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَنْ أَنْتَ؟ وَمَا أَصْلُكَ؟ وَمَا حَسَبُكَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ (ص): فَمَا قُلْتَ لَهُ يَا سَلْمَانُ؟ قَالَ: قُلْتُ لَهُ أَنَا سَلْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، كُنْتُ ضَالًّا فَهَدَانِي اللَّهُ -عَزَّ ذِكْرُهُ- بِمُحَمَّدٍ (ص)، وَكُنْتُ عَائِلًا فَأَغْنَانِي اللَّهُ -عَزَّ ذِكْرُهُ- بِمُحَمَّدٍ (ص)، وَكُنْتُ مَمْلُوكًا فَأَعْتَقَنِي اللَّهُ -عَزَّ ذِكْرُهُ- بِمُحَمَّدٍ (ص)، هَذَا نَسَبِي وَهَذَا حَسَبِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنَّ حَسَبَ الرَّجُلِ دِينُهُ، وَمُرُوءَتَهُ خُلُقُهُ، وَأَصْلَهُ عَقْلُهُ، وَقَالَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: ﴿إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى‏ وَجَعَلْناكُمْ شُعُوبًا وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ. ثُمَّ قَالَ النَّبِيُ‏ (ص) لِسَلْمَانَ: لَيْسَ لِأَحَدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ عَلَيْكَ فَضْلٌ، إِلَّا بِتَقْوَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، وَإِنْ كَانَ التَّقْوَى لَكَ عَلَيْهِمْ، فَأَنْتَ أَفْضَلُ"[10].

وعن الإمام الصادق (عليه السلام)، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السلام)، قال: " وَقَعَ بَيْنَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ (رَحِمَهُ اللَّهُ) وَبَيْنَ رَجُلٍ كَلَامٌ وَخُصُومَةٌ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: مَنْ أَنْتَ يَا سَلْمَانُ؟ فَقَالَ سَلْمَانُ: أَمَّا أَوَّلِي وَأَوَّلُكَ فَنُطْفَةٌ قَذِرَةٌ، وَأَمَّا آخِرِي وَآخِرُكَ فَجِيفَةٌ مُنْتِنَةٌ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَوُضِعَتِ الْمَوَازِينُ، فَمَنْ ثَقُلَ مِيزَانُهُ فَهُوَ الْكَرِيمُ، وَمَنْ خَفَّ مِيزَانُهُ فَهُوَ اللَّئِيمُ"[11].
 
مفاسد العصبيّة
في قراءةٍ سريعةٍ لحالة المجتمعات، نجد أنّه كان للعصبيّة دورٌ كبيرٌ في تمزيق هذه المجتمعات وضعفها، عبر قرونٍ مضت. وقد كانت العصبيّة، في أكثر الأحداث التاريخيّة، سببًا رئيسًا في نشوب المعارك والحروب بين القبائل والجماعات والأمم، حتّى سُفِكَ بينهم الدمّ، وزُرِعَت الضغينة والأحقاد في قلوبهم، ما أدّى إلى هدمها ودمارها وحجزها عن التطوّر والتقدّم على الأصعدة جميعًا.

وقد ضعفت هيبة العديد من المجتمعات الإسلاميّة وهانت، حينما تفشّت فيها النعرات المفرّقة، فانفصمت بينهم عُرى التحابب والتآلف، وهوت منهم أواصر الأخوّة، فأصبحوا مثالًا للتخلّف والتبعثر والهوان، بعد أن كانوا رمزًا للتفوّق والتماسك والقوّة، وهم غافلون عن كلام اللّه -تعالى-، وهو القائل: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ[12].

أيّها الأحبّة،
إنّه -وللأسف- ما زالت رشحات العصبيّة الجاهليّة على تصرّفات الكثير من شبابنا وأبناء مجتمعنا، قولًا أو فعلًا؛ فبعضهم يتعصّب لعشيرته وعائلته، وبعضهم يتعصّب لبلده ووطنه، وبعضهم يتعصّب لمنطقته وموطن أجداده، ممّا يزيد من التباعد بين المؤمنين، ويُضيع الكثير من العطاء.

ومن هذا المنطلق، إنّ أبرز ما ينبغي العمل عليه، هو إطفاء أشكال العصبيّة كلّها، وإزكاء روح الوحدة والمحبّة، وأن يكون المعيار، في علاقتنا ونظرتنا بالآخرين، هو معيار التقوى والتزام أحكامِ دين الله -تعالى-.

وهنا، لا بدّ من الإشارة سريعًا، إلى أنّه لا ينبغي الخلط بين مفهوم المحبّة للأقارب، ومفهوم العصبيّة المذمومة. فللإنسان أن يحبّ أقاربه وأهله وأهل بلده وموطنه، بأن يعمل في سبيل خدمتهم، وقضاء حوائجهم، والحرص على مساندتهم ومساعدتهم في أيّ أمرٍ فيه رضى لله -تعالى-، ولكن دون أن يصل إلى الحميّة الجاهليّة، التي يرى فيها شرارَ قومه خيارَ القوم، وبأن يقف مع الباطل بوجه الحقّ، فقط، لمجرّد قرابةٍ هنا أو انتماء هناك، من أيّ شكلٍ من أشكال الانتماءات.


[1] سورة الفتح، الآية26.
[2] المجلسيّ، بحار الأنوار، ج14، ص465.
[3] الكلينيّ، الكافي، ج2، ص308.
[4] الرضيّ، نهج البلاغة، ج2، ص149.
[5] الكلينيّ، الكافي، ج2، ص308.
[6] سورة الحجرات، الآية13.
[7] الكلينيّ، الكافي، ج2، ص308.
[8] الكلينيّ، الكافي، ج2، ص308.
[9] الكلينيّ، الكافي، ج2، ص308.
[10] الكلينيّ، الكافي، ج8، ص182.
[11] الصدوق، الأمالي، ص610.
[12] سورة آل عمران، الآية103.

03-01-2019 | 09-52 د | 1395 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net