الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات
موعظة الله لكل الشعوب
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

يقول الإمام الخميني (قده):
يخاطب الله تعالى نبيّه بأن يقول للناس: (انما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله). فالواعظ هو الله، والواسطة هو الرّسول الأكرم، والموجّه إليهم الوعظ هم الخلق جميعاً وكافّة الشعوب بمن فيهم نحن. وينبغي أن تمثِّل هذه الموعظة الواحدة التي أمر الله تعالى نبيّه أن يقولها للناس، قمّة ما وعظ الله والأنبياء والأولياء بها العباد، والأمر كذلك حقاً. وهذه الموعظة الواحدة هي (أن تقوموا الله) أن تنهضوا لله... يقول أهل المعرفة: إنّ أوّل منازل السّالكين (اليقظة)، يعني الاستيقاظ والتنبُّه من الغفلة، ويستدلّون بهذه الآية كشاهد على ذلك... وأنّ جميع الثّورات التي تحدث في العالم هي قيام، قيام من النّوم، قيامٌ بعد اليقظة والصّحوة.

أوّل قيام، القيام من نوم الغفلة
القيام من النّوم، بالنّسبة لنا نحن السّادرون في نومنا ولم نستيقظ بعد، نحن الفاقدون للوعي بسُكرِ الطّبيعة، نحن الغارقون في نوم الغفلة، والمتوجّهون بكل أسماعنا وأبصارنا إلى عالم المادّة والماديّات. إنّ موعظة الله، حسب قول هذا الرّجل السّالك هي الاستيقاظ من‏ هذه الغفلة، ومن هذا النّوم العميق الذي دبَّ فينا من هيمنة المادّة علينا. فالخطوة الأولى هي أن نستيقظ ونَعي حقيقة هذا العالم، وإلى أين سائرون؟ فكلُّنا نسير، ولكن أين سينتهي بنا هذا المسير؟ فالخطوة الأولى للسّالكين إلى الله، هي أن يستيقظوا ويخرجوا من عالم الغفلة ويهتمّوا بعالم الرّوح والمعنويات وعالم ما وراء الطّبيعة. فهذا الطريق طريقٌ طويل وما نحن إلّا في أوّله، وعلينا أن نواصل السّير فيه حتّى النّهاية. فإن بقينا على غفلتنا والآخرون يسيرون بنا، ولم نستيقظ قبل الرّحيل عن هذا العالم المادّي، فلن نكون من السّعداء. وأمّا إذا صحونا من غفلتنا ووجدنا الطريق، الذي سمّاه الله تعالى بالصّراط المستقيم، الصّراط (إلى الله) وسرنا في هذا الصّراط، مجتنبين جميع أنواع الانحراف، ومتوجّهين إلى الله وعاملين بأحكامه، فإنه الصّراط الذي سيفضي بنا حتماً، اذا ما اخترناه، إلى عالم السّعادة وعالم النور، ويرفعنا من هذا العالم إلى العالم الآخر. فهذا العالم هو دار الظّلمة (ظُلمات بعضها فوق بعض)، فإذا نحن علِمنا تكليفنا واستيقظنا وفهمنا بأن علينا أن نسير إلى الله، ونجاهد في سبيله، ونقوم له، وأن نعمل في جميع أبعاد حياتنا بتكاليفنا التي حدّدها الله لنا على لسان أنبيائه ورسله، وسرنا على هذا الصراط المستقيم، فإنّه سينتهي بنا إلى السّعادة. فأحد أنواع القيام هو هذا القيام الذي يذكره أصحاب السّلوك حول السّير المعنوي. وهذه الآية، في نظر هؤلاء، إمّا ناظرة إلى هذا النوع من القيام، أو إلى بعض مصاديقه.

إجتناب التوجهات النّفسانية في القيام لله‏
ومن الأمور التي يدلّ عليها ظاهر الآية، أن تكون نهضتكم وقيامكم اذا قمتم (لله)، (أن تقوموا لله)، (إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى) أي إن قمتم فُرادى فليكن قيامكم لله، وإن قمتم جماعات فليكن قيامكم لله. فلا يكون مجرّد قيام، فإنّ مختلف الفئات والجّماعات- سواء المـُنحرفة أو غير المـُنحرفة- كانت لها ثورات على مرّ التاريخ، ولكنّ الموعظة الواحدة التي وعظ الله بها جميع البشر، هي أن يكون قيامهم لله، بعيداً عن أهواء النّفس ووساوس الشيطان وحُطام هذه الدّنيا.

صحيفة الإمام ، ج‏10، ص 177-178.

03-08-2017 | 12-48 د | 1278 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net