الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
السيّدة المعصومة وحياتها، منزلتها وعلمها
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

السيّدة المعصومة وحياتها، منزلتها وعلمها

قال سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله):
"إنّ اقتران ملتقانا هذا بكلّ عظمته ــــــ والتي أضفاها الحضور المميّز للأساتذة والكبراء والفضلاء والطّلاب الأعزّاء لحوزة قم العلميّة ــــــ مع الذّكرى السّعيدة لمولد الإمام الرّضا (عليه السّلام)، وكذلك مولد أخته الجليلة السيّدة فاطمة المعصومة عليها السّلام، يذكّرنا بالحركة العظيمة والمباركة لهذَين الأخوين والهجرة الفائضة بالمعاني لهذين المعظّمين، وهي بلا شكّ حركة بنّاءة ومؤثّرة في تاريخ شعب إيران وتاريخ التشيّع.

ولا شكّ أنّ دور السيّدة المعصومة (عليها السّلام)، في جعل قمّ على ما هي عليه، وإضفاء العظمة على هذه المدينة الدينيّة التاريخيّة العريقة، هو دورٌ لا كلام فيه. فهذه السيّدة الجليلة، وهذه الفتاة التي ترعرعت في حضن أهل بيت النبيّ، بحركتها بين الأتباع والأصحاب والمحبّين للأئمة عليهم السّلام ومسيرها بين المدُن المختلفة، ونثر بذور المعرفة والولاية بين النّاس، على امتداد هذا المسير، وبعد وصولها إلى هذه المنطقة ونزولها في قم، تمكّنت من جعل هذه المدينة تسطع كمركزٍ أساس لمعارف أهل البيت عليهم السّلام، في ذلك العصر المظلم والحالك لحكومة المتجبّرين، وتتحوّل إلى قاعدة تشعّ منها أنوار العلم، وأنوار معارف أهل البيت عليهم السّلام، على أطراف العالم الإسلامي بشرقه وغربه. واليوم أيضاً، فإنّ مركز المعرفة للعالم الإسلامي هو مدينة قم"[1].

- منزلة السيّدة المعصومة وعلمها:
وللسيّدة المعصومة مقام خاصّ و عالٍ عند أهل البيت(ع)، حيث يقول الإمام الرّضا(ع): " من زار المعصومة (ع) بقم، كمن زارني"[2].

على أساس هذا الحديث، فليس فقط زيارتها تساوي زيارة الإمام المعصوم، بل إن الرّضا(ع) لقّبها المعصومة، و بما إن الإمام المعصوم لا يغلو في الكلام، فإنّ لتلك السيّدة العظيمة درجات في العصمة والطّهارة.

روى الإمام الصّادق(ع) هذا الحديث، في حين أنّ السيّدة المعصومة (ع) وأباها لم ترَ عيناهما الدّنيا، وهذه علامة في علوّ مقامها. ومن إحدى الكرامات الخاصّة للسيّدة ورود الزّيارة المأثورة لها عن المعصوم(ع) حيث ورد في زيارتها(ع): " . . .  يا فاطمة اشفعي لي في الجنّة فإنّ لكِ عند الله شأنًا من الشّأن . . .[3]"

وقد  وصلت إلى مقام رفيع من العلم والفضيلة، وصارت عارفة بالكثير من العلوم والمسائل الإسلاميّة في أيام صباها. ففي أحد تلك الأيام أتى جمع من الشّيعة إلى المدينة، لكي يعرضوا بعض أسئلتهم الدينيّة على الإمام الكاظم(ع) ويأخذوا العلم من معدنه، ولكن كان الإمام الكاظم(ع) وكذلك الإمام الرّضا(ع) مسافرين، ولم يكونا حاضرَين في المدينة، فاغتمّ الجمع، لأنهم لم يجدوا حجّة الله ومن يقدر على جواب مسائلهم، و اضطرّوا للتّفكير بالرّجوع إلى بلدهم، وعندما رأت السيّدة المعصومة(ع) حزن هؤلاء النّفر، أخذت منهم أسئلتهم التي كانت مكتوبة، وأجابت عليها، وعندئذ تبدّل حزن الجماعة بفرح شديد ورجعوا إلى ديارهم راجحين مفلحين. ولكنهم في الطريق التقوا بالإمام الكاظم(ع) وحدّثوه بما جرى عليهم، وبعد ما رأى الإمام جواب ابنته على تلك المسائل، أثنى على ابنته بعبارة مختصرة قائلًا: «فداها أبوها».

-معالم من حياة السيّدة فاطمة المعصومة:
- الولادة: ولِدت (ع) في أوّل ذي القعدة سنة 173 هـ، في المدينة المنوّرة،  والدها الإمام موسى بن جعفر(ع)، وأمهّا السيّدة نجمة خاتون، وكانت من بعد أخيها الإمام علي بن موسى الرّضا(ع) ثاني وآخر أبناء السيّدة نجمة خاتون.

 - بين أهلها في قم: وبعد سنة على سفر الإمام الرّضا(ع) إلى مَرو، أرسل الإمام(ع) رسالة مخاطبًا أخته السيّدة المعصومة(ع) بيد أحد خدامه إلى المدينة المنوّرة، وأمره أن لا يتوقّف وسط الطّريق كي يوصل الكتاب إلى المدينة المنوّرة بأقصر زمان ممكن، ولمـّا وصل مبعوث الإمام إلى المدينة المنورة وامتثالاً لأمر الإمام(ع)، سلّم الكتاب إلى السيّدة المعصومة، فقرّرت وبعضَ إخوة الإمام وأبناء إخوته، أن يتحرّكوا نحو مَرو ليلتحقوا بالإمام(ع)، وكان في هذه القافلة السيّدة فاطمة المعصومة، يرافقها خمسة من إخوتها، هم: فضل، جعفر، هادي، قاسم وزيد، ومعهم بعض أبناء إخوة السيّدة المعصومة وعدّة من العبيد والجواري .

ولمـّا وصلت القافلة إلى مدينة ساوة، مرضت السيدة المعصومة مرضاً شديداً، بحيث لم تقدر على إدامة المسير، فقرّرت الذهاب إلى «قم»، وسألت من معها: «كم بيني و بين قم؟» أجابوها: عشرة فراسخ، وعند ذلك أمرتهم بالتوجّه إلى قم، ولما بلغ خبر وصول السيّدة المعصومة إلى ساوة ومرضها هناك إلى أهل قم، أجمع كلّ أهل المدينة أن يذهبوا إلى السيّدة ويطلبوا منها الإقامة في قم، ولكن ذهب «موسى بن خزرج» ممثّلاً من أهل قم إلى بنت الإمام الكاظم(ع) وأخبرها برغبة القميّين وفرط اشتياقهم بزيارتها، وأجابت السيّدة المعصومة طلبهم وأمرت بالحركة نحو قم، أخذ موسى بن خزرج زمام ناقة السيدة المعصومة(ع) مفتخراً، وقادها إلى المدينة الّتي كانت تنتظر قدوم أخت الإمام الرّضا(ع) حتى وصلت القافلة إلى بداية مدينة قم.

وفي 23 ربيع الأول سنة 201 هـ، وصلت قافلة السيّدة المعصومة إلى مدينة قم، واستقبلها النّاس بحفاوة بالغة، وكانوا مسرورين لدخول السيّدة ديارهم.

- شدّة المرض والوفاة: كان موسى بن خزرج ذا يُسر وبيت وسيع، أنزل السيّدة في داره وتكفّل بضيافة السيّدة المعصومة(ع) ومرافقيها. واستشعر موسى بن خزرج فرط السّعادة بخدمته لضيوف الرّضا(ع) القادمين من مدينة الرّسول(ص).

 اتّخذت السيّدة فاطمة المعصومة معبدًا لها في منزل موسى بن خزرج، لكي تبتهل إلى الله وتعبده وتناجيه وتشكو إليه آلامها وتستعين به على ما ألمّ بها. وهذا المعبد لازال موجودًا الى اليوم، ويسمّى بـ«بيت النّور».

[1]  كلمة الإمام الخامنئي دام ظلّه في التعبويّين من محافظة قمّ، بمناسبة الزّيارة الخاصّة لمدينة قمّ، بحضور حشد كبير من التعبويّين في محافظة قم، يتاريخ 16/11/1431ق. - 24/10/2010م.
[2]  مستدرك وسائل الشّيعة، ج10.
[3]  العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج99، ص 267.

26-07-2017 | 16-05 د | 1377 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net