الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
کلمة الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء جمع من قادة وضباط وجنود الجيش
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

کلمة الإمام الخامنئي في لقاء جمع من قادة وضباط وجنود الجيش بمناسبة يوم جيش الجمهورية الإسلامية في إيران (1)_19-4-2017

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين وعلى آله الطيّبين الطّاهرين المعصومين لا سيّما بقيّة الله في الأرضين.

أعيادكم مباركة؛ مبارك لكم يوم الجيش، مبارك العام الجديد، مبارك عيد المبعث في السابع والعشرين من رجب وعيد مولد المولى في الثالث عشر منه. أعياد مباركة عليكم وعلى عائلاتكم المحترمة. مبارك لأولادكم وزوجاتكم. والحقيقة أنّ عائلاتكم وزوجاتكم وأبناءكم هم رفاق سلاح وشركاء لكم في الكفاح في حياتكم كمقاتلين، بكل ما تحمله كلمة حياة المقاتل من صعوبات ومشقات وضغوط وجهاد وما شابه. إنّ زوجاتكم وأولادكم الذين يواسونكم ويدعمونكم في هذه الظروف، هم حقًّا رفاق سلاح لكم وشركاء قتال معكم.

يوم الجيش أبطلَ مفعول المؤامرة
إن تحديد يوم كعيد للجيش، كان من أفضل وأذكى الأعمال الكبرى لإمامنا العزيز؛ فإنّ هذا العمل قد عزز ثبات قواعد الجيش وعمّق جذوره في هذه البلاد وأدخل اليأس إلى قلوب الكثير من المتآمرين والمتوهّمين الذين كانوا قد خطّطوا وحضّروا لأمور أخرى مغايرة.

كان تحديد الإمام ليوم الجيش يعني أنّ الثورة ونظام الجمهورية قد قبلا بالجيش، بهويته هذه وبتشكيلاته وارتضيا به، وأن الجيش مؤيَّد من قبل الثورة والنظام. حسنًا، تلك الهوية من حيث تركيبها البشري وهيكليّاتها وتشكيلاتها كانت موضع تأمّل وتردّد. جسم مؤلف من مجموعة عناصر مؤمنة مثل بقية أفراد الشعب ولكن رأس ذلك الجسم غير جدير بالثقة، مع وجود بعض الخلل والآفات داخل تلك المنظمة. هكذا كان. لكن الإمام قام، ولكي يبطل مفعول أي مؤامرة ضد القوات المسلحة وجيش الجمهورية الإسلامية، حدّد يومًا للجيش؛ أي إنّني أقبل وأرتضي بهذا الجيش وبهذه الخصوصيات والمواصفات وإنّ النظام يؤمن بهذا الجيش. وبالطبع أنا العبد كنت قد تحدثت مع الإمام (رضوان الله عليه) عشرات المرات، وفي عشرات الاجتماعات -إما بشكل ثنائي أو بحضور بعض الأشخاص الآخرين– وأعرف حق المعرفة، أنّ فكر الإمام وإرادته القلبية ونظره العميق "أنه يجب دعم الجيش والمحافظة عليه، يجب تقوية الجيش". الحق والإنصاف أنّ رأي الإمام كان رأيًا صائبًا وصحيحًا.

الجيش أوّل من تصدّى..
ولقد تألق هذا الجيش في الأحداث التي تلت انتصار الثورة. إذا أراد المرء بيان بعض القضايا بالتفصيل، فسيكون الأمر صعبًا. على سبيل المثال، بالنسبة للمؤامرة التي حيكت داخل الجيش، فقد واجهها الجيش قبل الجميع. هذا أمر بالغ الأهمية. كان هناك الكثير من الأشخاص –وهم الآن موجودون أيضًا- داخل المؤسسات التابعة لنظام الجمهورية الإسلامية، يريدون إيجاد اختلال من الداخل. في ذلك الزمان كانوا أكثر من الآن؛ فقد كانت الدوافع أكثر والجهود أكبر كذلك. كانوا يريدون خلق مشكلة للجيش من داخله؛ أي أن يصيغوا للجيش هوية غير منسجمة مع النظام الإسلامي. أول من قام وتصدى لهذه الدوافع وهذا الإخلال، كان الجيش نفسه! لم يكن باستطاعة أي قوى خارج الجيش -سواء الأجهزة الأمنية والمخابرات أو القوات العسكرية– أن تواجه مثل هذه المؤامرة على القوات المسلحة. أما الجيش فكان قادرًا على المواجهة. وقف وتصدّى بقوة. يوجد العديد من هذه الأمثلة والنماذج الشبيهة.

الحق والإنصاف، فإنّ تجربة الجيش في أيام الدفاع المقدس هي تجربة مليئة بالفخر والعنفوان. وهذا ما شاهدته، أنا العبد، عن قرب وها أنا أنقله لكم. الكثير منكم شباب ولم تعايشوا ذلك الزمان –لم تكونوا في الجيش وحتى أنّ بعضكم لم يكن قد ولد حينها– نحن كنا نرى هذه الأمور عن كثب. لقد أدّى الجيش أدوارًا طيبة وقدّم لوحات رائعة. وفضلًا عن دوره في المسائل العسكرية والحرب والقتال، فقد أظهر مشاهد جميلة مدهشة. على سبيل المثال لا الحصر، إن أردت أن أذكر بعضها، لقد أظهر أفراد من الجيش أنهم يتمتعون بمراتب معنوية وأخلاقية عالية؛ أثبتوا هذا عمليًا. حسنًا، في مقام الكلام، كلّنا يمكن أن نتحدث أو ننطق بهذا. أنا العبد أيضًا، أتكلم بكل هذا عن الله والقيامة والجنة والنار، يجب اختبار هذا أثناء الحوادث وفي التجارب، ليظهر حقًا كم أخشى الله، كم أراعي الأصول، كم أخاف من جهنم. هذه هي المسألة؛ يجب مشاهدة هذه الأمور عمليًا.

..يتوسّل للذهاب لـ"صيد الدبابات"!
لقد كان عندنا، ولدينا الآن، أفراد في الجيش أثبتوا عمليًا أنهم على مستوى معنوي رفيع. أحدهم هو هذا الـ"صياد شيرازي"، وآخر هو هذا الـ"بابايي". ما لدينا من هذه النماذج ليس بالعدد القليل. من ذكرتهم هما من الأشخاص المعروفين. هناك الكثير من أمثالهما. أنا شاهدت هذه النماذج عن قرب، عندما كنت لفترة في الأهواز. ولقد ذكرت هذا مرارًا، كنت أتفقد في منتصف الليل قوات لواء من الجيش في الأهواز -عتادهم وإمكاناتهم أقل من كتيبة – فشاهدت قائد طاقم دبابة، قد وقف يصلي صلاة الليل قرب دبابته في تلك الصحراء والرياح الباردة؛ منتصف الليل في صقيع الشتاء، وقف يصلي صلاة الليل. أصلًا في تلك الأيام، لم تكن قد راجت بعد ثقافة البكاء والتضرع وأحوال شباب التعبئة وما شابه. لقد رأينا هذا عن قرب. أو ذلك الرائد أو المقدّم كما أعتقد، الذي جاءني متأثّرًا وتكاد دموعه تنهمر، فظننت في البداية أنه يريد أن أساعده ليأخذ مأذونية، يشعر مثلًا بالقلق والتوتر ويريد الانتقال من الأهواز، جاءني وكان طلبه الوحيد: ساعدوني كي أتمكّن من الالتحاق بهؤلاء الشباب المتطوعين الذين أتوا مع الدكتور مصطفى شمران ويذهبون معه "لصيد الدبابات" -كما كانوا يسمّونها!- بالله عليكم ألا يمكنكم عمل شيء لأذهب معهم؟" ضابط في الجيش –لا أذكر الآن رتبته بالضبط، افترضوا أنّه مقدّم – يأتي إلي ويريد التطوع مع شباب التعبئة، الذين أتوا من طهران ويريدون التسلل في ظلام الليل لتوجيه ضربات مركّزة لقوات العدو – هكذا كان الوضع في بدايات الحرب– يريد الالتحاق والتعاون معهم.

حسنًا، لقد أظهر الجيش هويته. أريد ان أقول لكم: إنّ جيشنا اليوم هو جيش عقائدي، إنه جيش معنوي ويتمتع بدوافع طاهرة ومقدسة. هذا أمر ذو قيمة عالية. إذا تأملتم بالقوات المسلحة للكثير من البلدان، سترون التوحش والهمجية وروحية القتل وكأنها قد أصبحت جزءًا من ذواتهم. القوات المسلحة التي يتوقع منها أجواء كهذه، إذا بها تعد وتخرّج من بين أقسام الجيش المختلفة، أفرادًا أخلاقيين وطاهرين وذوي مقامات عالية، شبابًا مؤمنين، لديهم دوافع طاهرة. هذا أمر قيّم جدًا وهو ما نشاهده نحن اليوم. وبرأيي، فإنّ هذا الأمر هو من أهم نتائج العمل الذي قام به إمامنا العظيم في تحديده ليوم الجيش.

حسنًا، إنّ رسالتي لكل أفراد الجيش هي أن يعرفوا قدر وقيمة هذه الموقعية، وقدر خدمة كهذه. أنتم تؤدون الخدمة العسكرية ولديكم مشاركة فعالة في مؤسسة عسكرية، وهذا ما يحسبه الله حسنة وثوابًا لكم. هذا أمر عظيم القيمة، اعرفوا قدر هذا. حافظوا على هذه الحالة. ضاعفوا، يومًا بعد يوم، الاستعداد المعنوي والروحي وحالة الاندفاع لديكم ولدى الأفراد الذين هم تحت مسؤوليتكم.

جهوزيّة الجيش ضمانُ أمن البلاد
يحظى الأمن والأمان بأهمية كبرى في أي بلد. قد ينقطع الخبز في بلدٍ ما، يحدث قحط أو مجاعة، يكون هناك مشاكل وأزمات وفقدان للأمن أيضًا. إذا قيل للناس: هل تريدون الخبز أو الأمن؟ لا شك أنّهم سيفضلون الأمن؛ أي هذا الأمر الذي يضعف حاليًا بسبب تدخل القوى الكبرى في منطقتنا والكثير من مناطق العالم. افترضوا أن حافلة تتحرك من مكان لآخر وكل ركابها لا يشعرون بالأمان ولا يوجد ضمان أن لا يهاجمهم العدو في أي لحظة، الشوارع هكذا أيضًا، وداخل المنازل أيضًا، كيف سيكون الوضع؟ الأمن أمر بالغ الأهمية. دور القوات المسلحة مهم جدًا في ضمان الأمن. من الممكن أن لا يتحرك الجيش أو لا يكون لديه مظاهر مسلّحة يلاحظها الناس، لكنّكم، كلّما كنتم أكثر قوة واقتدارًا، فإن هذا سيرسّخ الأمن والأمان في البلاد. القوات المسلّحة ومن خلال طاقاتها واقتدارها وجهوزية دوافعها، توجد الأمن وتضمنه في البلاد. هذا من جملة المسائل الهامة.

روّجوا للنموذج الأسوة..
رسالتي لكل أفراد الجيش هي أن يضاعفوا هذه القوة والاقتدار بكل ما يستطيعون. حتى الحارس البسيط الذي يتولى حراسة نقطة ما، بوسعه أن يكون مؤثرًا في تقوية الجيش. فهو حين يحرس جيدًا، فلا يتكاسل، بل يحدّ النظر جيدًا حيث يجب أن ينظر ويحرس، فإنه يساعد وبهذه النسبة في تقوية المؤسسة العسكرية؛ سواء في الجيش أو الحرس أو أي مؤسسة أخرى، وصولًا للقادة وقطاع التصنيع الحربي والمخططين وأمناء المستودعات وصنّاع القرار والاستراتيجيين وغيرهم. يمكن لهؤلاء جميعًا أن يؤثروا في تقوية المؤسسة العسكرية. ولهذا قدّروا هذا واعلموا أن أي حركة يقوم بها أي واحد منكم، إنما هي عمل موجب للرضى الإلهي وتكتب في سجل حسناتكم.

ضاعفوا عدد الأشخاص البارزين، الذين يمكنهم أن يكونوا قدوة بينكم. فليعمل الجميع على ترويج النموذج. إن الشهيد "بابايي" هو أسوة ونموذج حقًا؛ نموذج أخلاقي وليس نموذجًا عسكريًا فقط. إنه إنسان مقدس. وهكذا هو الشهيد "صياد" والكثير الكثير غيرهم ممن قد لا يذكر الإنسان اسمهم الآن أو أنّ بعضهم لا نعرفه أصلًا، عددهم كبير جدًا، كانوا في الجيش وكان لهم حضورهم وتأثيرهم. ضاعفوا هذه النماذج يومًا بعد يوم، وروّجوها داخل هذه المؤسسة العظيمة والمحترمة ذات الهيبة المادية والمعنوية.

الانسجام والتكامل: حصن فی مواجهة العدو
حسنًا، لقد قيل إنّ "الجنود حُصونُ الرعيّة". من المهم جدًا أن نعرف أنّ حصون الرعية لا تنحصر فقط بالقوات المسلحة، فهي من جملة أهم حصون الرعية وضمان أمنها. وهذا أيضًا "بإذن الله "؛ "فالجنود بإذن الله حُصون الرَعيّة"(2). إنّ كل الأجهزة والقطاعات المختلفة بوسعها أيضًا أن تنسجم وتتكامل مع الجيش؛ القطاعات الاقتصادية، القطاعات الثقافية، القطاعات التعليمية، القطاعات البحثية والتحقيقات، مجموع مؤسسات وقطاعات البلاد. ما ننتظره من القطاعات المختلفة هو هذا. على الجميع أن يسعوا ليقوموا بدور الحصن والسور والحاجب في مواجهة هجمات العدو على بلادهم وشعبهم، فليعملوا وليقوموا بالأنشطة والمشاريع؛ سواء في المنظومة الاقتصادية أو الثقافية أو العلمية والبحثية أو العسكرية. فليكن هذا هدف الجميع.

الأعمال متنوعة ولكن الهدف واحد. بناءً على هذا، إن كان الهدف هو الحراسة والمحافظة على الأمن القومي، على العزة الوطنية، على تنمية البلاد وتقدمها، حفظ البلاد من شر الأعداء، فستعمد كل المؤسسات العسكرية والجامعية والبحثية والثقافية والاقتصادية كلها، وبواسطة الموارد الإنسانية العظيمة العاملة فيها، إلى التكامل وستعمل معًا وتساعد بعضها بعضًا ولن تنظر لبعضها بعضًا نظرة المنافسة ولا الحسد. عند ذلك يتحقق في البلاد انسجام كهذا. وهو الأمر الذي نعتمد عليه.

تقوية الاقتصاد: النقطة المفتاحيّة
أنا العبد، قد سلّطت الضوء وركزت على الشعارات الاقتصادية في السنوات الثلاثة الماضية، لأني شعرت أن العدو يريد توجيه ضربة إلى هذه المنظومة الوطنية من الناحية الاقتصادية. إن كنا نعاني من مشكلة اقتصادية، فإنّ الأقسام المختلفة لن تتمكّن من القيام بالأعمال الجيدة المطلوبة منها. لذلك، يجب علينا أن نرى اليوم، ما هي تلك النقاط الحساسة والمفتاحية بين مجموعة الواجبات والمسؤوليات الملقاة على عاتق مسؤولي البلاد، على الحكومة، على السلطات الثلاث والمؤسسات المختلفة في هذه المنظومة. فمن الممكن أن تكون هناك نقطة أساسية ومفتاحية اليوم، ويوجد غدًا نقطة غيرها. إن تقوية الاقتصاد هي اليوم نقطة مفتاحية ولها الأولوية. ولهذا فأنا العبد أركز عليها، أؤكد على معيشة الناس، معيشة العاملين في القطاعات المختلفة، معيشة أفراد القوات المسلحة. يجب متابعة هذه الأمور، يجب العمل عليها بمنتهى الجدية. وهذا يقع على عاتق المسؤولين. إذا نظر المسؤولون إلى دوافع العدو، فإنهم سيتصدّون لهذه الأعمال بدافع أقوى. نحن حين نطالع كلام الأعداء أو نستمع إلى تصريحاتهم، نجد أنهم يركزون في الواقع على هذه النقطة بالذات، علّهم يتمكنون من استغلال نقاط الضعف الاقتصادية والنواقص الاقتصادية للتخريب والإخلال بأوضاع البلاد. حسنًا، عندما يفهم الإنسان هذا الأمر، فإنّ دافعه سيزيد ويقوى لأخذ المسألة على محمل الجد أكثر فأكثر.

اقتصادٌ مقاوم بوجه مطامع العدو
إنّ الاقتصاد المقاوم الذي طرحناه –والذي هو مجموعة أعمال، مجموعة حركات وإجراءات- يحتوي عدة نقاط مفتاحية لليوم ولغدنا القريب، وهي مسائل إيجاد فرص العمل والإنتاج. وأنا العبد قد بيّنت هذا للمسؤولين عن قرب وفي لقاءات خاصة وبشكل تفصيلي. هذه ليست أفكاري وكلماتي؛ فأنا لست خبيرًا اقتصاديًا، هذا كلام المتخصصين وخبراء الاقتصاد، هذه أفكار العلماء النخبة والبارزين الذين يعملون في هذا المجال ويقدمون لنا المشورة. وأنا العبد أنظر على مستوى البلاد ككل، فأجد أنّ هذه هي الأولوية.

لقد وجد العدو سبل طمعه. ونحن يجب علينا أن ننظر لنرى ما هو دافع العدو، أين هي نقطة الضعف التي يمكن للعدو أن يضربنا من خلالها، ويجب أن نقوّي هذه النقطة ونسد تلك الثغرة، أن نقفل ذلك المنفذ. هذا هو توقعي من المسؤولين المختلفين في الأقسام المتعددة. ومن هذه الناحية، فإنّ قضية الاقتصاد هي من مسائل الدرجة الأولى في الأولوية.

وبالطبع، فإنّ لدينا كثيرًا من نقاط القوة. إن نقاط قوة نظام الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني، من الناحية النوعية والكمية، هي أضعاف مضاعفة عن نقاط الضعف والمشاكل. عندنا العديد من نقاط القوة العجيبة والوافرة وهذا ما جعل البلد بنظامه الإسلامي يتمكن، على الرغم من العداوات العجيبة والغريبة، سابقًا وحاليًا ولاحقًا، من النهوض بعزة وصمود واستقامة ورفض للاستسلام والخضوع للعدو.

الوضع الأسوأ: خوف المسؤولين من تهديد الأعداء
أنظروا جيدًا! إن حيلة القوى الكبرى والدول العدوانية العظمى هي إظهار الغضب ونظرة التهديد! هذا ما كررناه مرارًا.

القوى المتسلطة، والتي تريد التطاول والنهب والتدخل في كل مكان والتواجد في كل البلدان وتحديد منافع خاصة لها على حساب شعوب هذه البلدان، فتقول الحكومة الفلانية أو البلد الفلاني أو النظام الفلاني يعارض مصالحنا –أي إنّهم بدون منطق وبدون أي استدلال صحيح وبدون حق قد حددوا لأنفسهم مصالح في كل منطقة وكل بلد؛ هكذا هي القوى الكبرى- ولكي تستطيع تأمين هذه المصالح وإجبار حكومات المنطقة على الطاعة والرضوخ، فإن هذه القوى تضخّم حجمها وتبالغ في إظهار قوتها وتنظر بغضب وتقطب حاجبيها! أنتم تذكرون عبوس ونظرات تهديد بعض الحكومات الأمريكية السابقة، والآن يقومون بها بشكل آخر.

إن أسوأ وضع لبلد ما، هو أن يخاف مسؤولو هذا البلد من غضب وعبوس العدو. إذا خافوا، فإنهم يكونون في الواقع، قد فتحوا للعدو باب الدخول والتسلط والاعتداء. يجب القيام بالعمل بعقل ومنطق وحكمة، لا شك في هذا، ولكن يجب القيام به بشجاعة أيضًا. حالة الخوف والهلع والتأثر من نظرات التهديد وقلة الأخلاق والعبوس وتقطيب الحاجبين من قبل أصحاب السلطة في العالم والتأثر بهم، هي أولى مراحل الشقاء والتعاسة.

العداوات مستمرة.. والشعب صامد
حسنًا، من يريد أن يخاف، فليخف هو ولكن لا يخف بالنيابة عن الشعب. لا يخف على حساب الشعب. الشعب صامد منذ عام 1357 ه.ش (1979) وحتى اليوم وبعد مرور حوالي أربعين عامًا، جرت أنواع وأشكال من المؤامرات علينا وأنفقت الأموال الطائلة وأُنتجت الأسلحة وكل أنواع التهديد والسياسات العدوانية وغيرها. لو كان من المقرّر أن تهتم الجمهورية الإسلامية وتخاف من هذه الأمور فتتراجع وتخضع، لو لم يكن الشعب صامدًا بقوة، ينبغي أن لا يكون الآن قد بقي أي أثر من إيران والإيرانيين!

لا يستطيع العدو –لا أمريكا ولا من هو أكبر من أمريكا- أن يرتكب أي حماقة ضد النظام المتصل بشعبه، النظام الذي يحب شعبه وناسه وشعبه يحبه كذلك، لا يمكنه أن يخطئ مع مثل هذا النظام ومثل هذا الشعب المقاوم للأعداء.

بالتأكيد، لا يوجد أي شك وتردد في عداوة هؤلاء، وفي أنهم يخطّطون ويدبّرون ويفكّرون ويعادون ويستخدمون كل أجهزتهم المتنوعة. طوال كل هذه المدة التي قاربت الأربعين سنة، هذه العداوات كانت موجودة. كل الحكومات التي تعاقبت على السلطة مارست هذه الأحقاد والعداوات. ليس صحيحًا أن نقول إنّهم يؤيّدون فلانًا أو يراعون فلانًا أو يعارضون فلانًا، كلا. لقد كانت هذه العداوات نفسها موجودة في زمان الإمام (رضوان الله عليه) وبعد رحيل الإمام حين توليت أنا العبد المسؤولية، استمرت هذه العداوات وهي موجودة حاليًا. وجاءت عندنا حكومات متعدّدة بتوجهات وأفكار مختلفة، تصدّت ثم رحلت. وفي جميع هذه الحالات كانت هذه العداوات موجودة ومستمرة. الشيء الذي استطاع أن يواجه ويقف في وجه هذه العداوات، هو اقتدار الشعب الإيراني وقوته وصموده وعدم تأثّره بغضب وعبوس القوى الكبرى مثل أمريكا وغير أمريكا وبعض الدول الأوروبية وغيرها. وهذا النهج يجب أن يستمر. وإن تقرّرت متابعته –بحيث يجب أن تستمر هذه الحالة وهذه الروحية وهذا الاقتدار- فإنّ قسمًا مهمًّا من هذا النهج والمسار يرتبط بكم أنتم في جيش الجمهورية الإسلامية، وقسم أساسي يرتبط بالاقتصاديّين وقسم أساسي آخر يرتبط بالثقافة والتربية والتعليم وما شابه. قسم مهم جدًا يرتبط بالمتصدّين للأعمال البحثية والعلمية والتحقيقات والعلم والتقدم العلمي وما شابه في البلاد. يجب على الجميع العمل معًا ويدًا بيد، والله تعالى سيعين ويساعد كما أعان سابقًا وحتى يومنا الحالي.

رحمة الله على شهدائنا الأعزاء. اليوم، عوائل بعض شهدائنا الأعزاء في الجيش حاضرة هنا. لن تغيب عنا ذكرى هؤلاء الشهداء، لن تغيب ذكرى الشهداء عن ذاكرة الشعب الإيراني، فالشعب الإيراني العزيز، سيتابع مسيره وحركته بروحية المودة والاحترام للشهداء والاقتداء بهم.

على الجميع أن يعرف قدر الانتخابات!
حسنًا، الحمد لله إنّ عجلة الانتخابات قد دارت نوعًا ما. وإن كنا لم نصل بعد إلى المرحلة الأساسية ولكن مقدمات الانتخابات قد بدأت. إنّ الانتخابات هي واحدة من افتخارات الشعب الإيراني. هذه الانتخابات هي مدعاة عزة وعنفوان وكرامة الشعب الإيراني بين شعوب العالم في كل الدنيا. كل ذوي النوايا السيئة والأشرار وأعداء الإسلام، كانوا يسعون دومًا لإظهار الدين والإسلام والمعنويات كأمور مخالفة ومعاكسة للسيادة الشعبية. لقد أثبتت الجمهورية الإسلامية بطلان ادّعاءاتهم هذه. إنّ لدينا مفهومًا باسم "السيادة الشعبية الإسلامية"؛ سيادة شعبية ولكنّها إسلامية في الوقت نفسه ولا يمكن تفكيك إسلاميتها عن سيادة شعبها. هذه الانتخابات هي الدليل على أنّ السيادة الشعبية الإسلامية هي مدعاة للفخر والكرامة والعزة والقوة. يشعر الناس أيضًا في الانتخابات أنّ مفتاح أعمال البلاد بيدهم. يشعرون أنّهم هم أنفسهم من يحدّد العناصر الأساسية للبلاد. هذا أمر بالغ الأهمية.

بالطبع، لا يزال هناك متّسع من الوقت حتى يوم الانتخابات. وإن بقينا أحياءً فإن لدي كلامًا سأطرحه خلال مناسبات قادمة، لكني أقول اليوم ما يلي : يجب على الجميع أن يعرفوا قدر الانتخابات. على المسؤولين الرسميّين والحكوميّين أن يقدّروا الانتخابات وكذلك على المرشحين وعلى الناس وعلى العاملين في إجراء العملية الانتخابية أنفسهم، الكل يجب أن يعرف قدر الانتخابات.

تحية واحترام للانتخابات. يجب إجراء انتخابات سليمة وصحيحة في أجواء أمن وأمان وبمشاركة واسعة. وإن شاء الله هذا ما سيحصل بتوفيق الله على الرغم من الأعداء الذين يوسوسون دومًا ويتهامسون –من يتابع الإذاعات ووسائل الإعلام، واليوم أصبحت الإذاعات شيئًا صغيرًا أمام كل هذا التوسع الإعلامي المتنوع، يرى كيف يوسوس الأعداء ويسعون لتخريب هذه الانتخابات وتشويهها بأشكال مختلفة– وإن شاء الله، فإنّ الشعب الإيراني، بهذه الصحوة وهذا الوعي الذي طالما أظهره في مواجهة هذه الحركة العدائية، سيتابع مسيره ويتقدم وستحصل عملية انتخابية واسعة وسليمة، بكل نشاط وحيوية وشوق وحماس ومترافقة مع أجواء آمنة إن شاء الله، وسيكون هذا رصيدًا للبلاد وذخيرة ستشكل ضمانة وصيانة كبيرة للبلاد، وأملنا أنّ هذا ما سيحصل إن شاء الله.

والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته


1- في بداية هذا اللقاء عرض اللواء عطاءالله صالحی (قائد جيش الجمهورية الإسلامية في إيران) تقريرًا حول أوضاع وأعمال الجيش.
2- نهج البلاغة، الرسالة 53

27-04-2017 | 12-36 د | 1238 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net