الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات
العقيدة ومسألة الخوف من الفقر
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

هناك خوف ينتاب الإنسان، وينغّص عليه حياته، وهو الخوف من الفقر، لكن العقيدة تبدد هذا الخوف من خلال التأكيد على حقيقة واضحة كالشمس في رابعة النهار، وهي أنّ مقادير الرزق بيد اللّه تعالى، وقد ضمنها لعباده، وعليه فلا مبرّر لهذه المخاوف، ومن يقرأ القرآن يجد آيات كثيرة، تحثَّ على إزالة أسباب الخوف من الفقر التي أدّت بالجاهلي إلى قتل أبنائه قال تعالى: (إنَّ اللّه هوَ الرّزَّاقُ ذو القوّةِ المتينُ)[1]. وقال تعالى: (ولا تقتُلُوا أولادَكُم خَشيةَ إملاقٍ نحنُ نرزُقُهُم وإياكُم)[2].

وجاءت أحاديث الرسول الأكرم (ص) وآل بيته الأطهار: على هذا المنوال، قال رسول اللّه (ص): «أبواب الجنة مفتَّحة على الفقراء والمساكين، والرحمة نازلة على الرحماء، واللّه راضٍ عن الأسخياء»[3].

ويقول وصيه الإمام علي (ع): «.. عياله الخلائق، ضمن أرزاقهم، وقدّر أقواتهم..»[4].

من جهة أُخرى، قاموا بتصحيح مفهوم الناس عن الرّزق، صحيح أنّ اللّه تعالى قد ضمن أرزاق عباده، ولكن لا يعني ذلك أنّه يشجعهم على التواكل والكسل، والقعود والابتعاد عن العمل، وإنّما ربط تعالى تحصيل الرزق بشرط السعي والطلب، يقول أمير المؤمنين (ع): «اطلبوا الرّزق فإنّه مضمون لطالبه»[5].

وكان أمير المؤمنين (ع) يضرب بالمرّ ـ أي المسحاة ـ ويستخرج الأرضين، وأنّه أعتق ألف مملوك من كدِّ يده[6].

وكان (ع) يسقي بيده لنخل قوم من يهود المدينة حتى كلّت يده، ويتصدّق بالأجر، ويشدّ على بطنه حجرا[7].

فلم يكن من عمله الشاق هذا، حريصا على جمع المال لذاته، فالإمام علي (ع) لا تغرّه بيضاء ولا صفراء، بل كان يطلب الرّزق الحلال من حِلِّه وينفقه في محله.

«ولما كانت النفوس مشغوفة بالمال، مولعة بجمعه واكتنازه، فحريٌّ بالمؤمن الواعي المستنير، أن لا ينخدع ببريقه، ويغتر بمفاتنه، وأن يتعظ بحرمان المغرورين به، والحريصين عليه، من كسب المثوبة في الآخرة، وإفلاسهم مما زاد عن حاجاتهم وكفافهم في الدنيا، فإنّهم خزّان أمناء، يكدحون ويشقون في ادّخاره ثم يخلّفونه طعمة سائغة للوارثين، فيكون عليهم الوزر ولأبنائهم المهنى والاغتباط»[8].

هكذا تستأصل العقيدة من النفوس جذور الخوف من الفقر، وتجعله يسعى بكلِّ اطمئنان لضمان متطلبات عيشه الكريم.
 
* الأستاذ عباس ذهبيات


[1] الذاريات 51: 58.
[2] الإسراء 17: 31.
[3] روضة الواعظين، للفتال النيسابوري 2: 454.
[4] نهج البلاغة، صبحي الصالح: 124 / خطبة 91.
[5] الارشاد، للشيخ المفيد: 160 ـ منشورات مكتبة بصيرتي ـ قم.
[6] الكافي 5: 74 / 2.
[7] شرح النهج 1: 7.
[8] أخلاق أهل البيت، للسيد مهدي الصدر: 143 ـ دار الكتاب الاسلامي.

28-02-2017 | 13-38 د | 2128 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net