الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
مخاطبو الدعوة
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

مقدمة:
إن علم النفس يعدّ من العلوم التي يحتاج اليها المبلغ، وهو علم معرفة المخاطب حيث يعدّ شرطاً أساسياً في عملية التبليغ، لذا يجب على المبلّغ ان يحترز من استعمال الكلام المتناقض والغامض وغير الواضح فكما أن أسس التربية تقوم على علم النفس كذلك أسس الدعوة تقوم على علم النفس.

التربية تختص عادة بالأطفال والمراهقين والشباب والخطابة توجه عادة الى الكهول والشيوخ الذين تطبعوا بعقيدة واعتادوا عليها فالتأثير على هذا الصنف من الناس يكون صعباً لذلك دعت الحاجة الى الاستعانة بعلم النفس لتتمكن من النفاذ الى قلوبهم واذا نظرنا الى قواعد الخطابة نراها منطبقة انطباقاً كاملاً مع اساليب علم النفس ومنسجمة معها لذلك يجب الاعتماد على اساليب علم النفس في فن الخطابة.

وبعبارة اخرى لا بدّ للخطيب من أن يكون عالماً بالنفس في نطاق عمله بحيث يتمكن بنظر واحدة من التعرف على المخاطب والتعرف على اسلوب النفوذ الى قلبه وطريقة اقناعه وترغيبه في الدين.

انّ علم النفس يمكّن الخطيب لأن يكون مُسيطراً على أعصابه قاهراً للخوف والقلق ذا حافظة قوية وقادراً على تركيز حواسه والسيطرة على افكاره وكما قلنا سابقاً عليه ان يكون قادراً على قراءة افكار السامع والتعرف على حالاته النفسية كذلك يجب عليه ترك المسائل التي تثير حساسية المخاطب ونفرته ولا بدّ له ايضاً ان يخرج احياناً من علم النفس الفردي الى علم النفس الاجتماعي بحيث يكون خبيراً بالثقافة العامة التي يتمتع بها مخاطبوه واذا لم يكن ذا علم بها سوف لا تلقى خطابته من السامعين تقبلاً بل سوف تبوء بالفشل مثلا: الخطيب الذي لا علم له بثقافة علماء الدين قد يتحدث في مجلس علماء الدين عن مضار شرب الخمر والادمان عليه وفي حفلة الزواج عن سكرات الموت وان يأتي بالنكات واللطائف في مجلس التأبين ويتكلم عن اليأس عند الاندفاع الهيجان والامل..

ولكي يكون التبليغ ناجحاً ومؤثراً سواء كان بالطريق المباشر او غير المباشر لا بدّ ان ننظر الى الخصائص العامة للمخاطب ولا بدّ من ملاحظة مشاعره وميوله فمن الوظائف الحساسة للخطيب اذن تهيأة المخاطب نفسياً لسماع كلامه.
تنقسم الهداية الربانيّة الى قسمين:

أ – الهادية الخاصة: وهي تختص بالمتقين دون سواهم
ويثار هنا سؤال: اذا كان القرآن قد جاء لجمع العالمين – كما صرح- فلماذا تختص الهداية بفئة معينة من الناس؟ فنراه يكرر هذه المقولة:"هدى للمتقين" "وهدى وبشرى للمؤمنين"
في الجواب نقول: ان المتقي هو الذي يهتدي بالقران الكريم لا انه حكر على المتقين في خطابه بل هو يخاطب جميع البشر .فالقران كما ذكرنا انفاً لا يقتصر في دعوته غلى الفطرة الانسانية فحسب وانما يرتكز على العقل الانساني ايضاً وعلى هذا الاساس يدعو الانسان الى السير والحركة ويوصي الظالم والمظلوم بان يرجعا الى الحق بحيث ان هذه الدعوة شملت حتى فرعون الظالم وما اكثر الناس الذين رجعوا الى الحق فالذين ينصاعون لأحكام القران الكريم هم اصحاب الروح الطاهرة المتطلّعون الى الحقيقة لا يرجون من رجوعهم الى القران الكريم المنافع المادية ولا الخيرات الدنيوية. فمخاطبوا القرآن الكريم على صنفين: اما الصنف الاول فيتصف بالسمات التالية:
* الذين يشعرون بالضجر من سماع الخطب والكلام الا انه على كل حال يصغي اليه.
*الذين يصغون الى الدعوة بصعوبة وكبرياء:"كبر على المشركين ما تدعوهم اليه."
*الذين يغفلون او يتغافلون عن الدعوة: "ومن أذلّ ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون".
*الذين يفرّون من سماع الكلام ويولّنه أدبارهم: "فلما جاءهم نذير ما زادهم الا نفورا".
*الذين لا تؤثّر فيهم الدعوة: "وسواء عليهم أأنذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون.

واما سمات الصنف الثاني:
*الذين يستمعون الى الدعوة وليسوا بصم ولا بكم:"والذين اذا ذكّروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صمّاً وعميانا"
الذين تؤثّر في قلوبهم:"ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد".
*الذين يبكون عند استماع الدعوة:"واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا امنا فاكتبنا مع الشاهدين".
*الذين يخشعون عند سماع الدعوة:"ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا".
وقال رسول الله(ص) :" من اصغى الى ناطق فقد عبده فان كان الناطق عن الله عزوجل فقد عبد الله فان كان الناطق من ابليس فقد عبد ابليس"
وقد روى الامام الرضا عليه السلام عن ابائه عن رسول الله(ص) أنه قال: " أيما مخاطب صغى الى خطيب فقد اصبح عبداً له، لذا اذا كان الخطيب يروي عن الله فقد عبد الله وام كان يروي عن الشيطان فقد عبد الشيطان" يفهم من هذه الرواية وجوب اتباع عباد الله للحق. ومن مظاهر الاستماع والاصغاء الى كلام الخيرين الاطياب قال امير المؤمنين عليه السلام: "اذا جلست الى عالم فكن على ان تسمع احرص منك على ان تقول وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن القول ولا تقطع على احد حديثه ".

إن هذه النصيحة هي احدى طرق السعادة والاعراض عنها يوجب الشقاء وقد روي ان الامام الباقر عليه السلام وعظ جماعة في مجلسه وحذرهم وهم ساهون ولاهون فأغاظه ذلك فاطرق ملياً ثم رفع رأسه وقال: "يا اشباحاً بلا ارواح وذباباً بلا مباح كأنكم خشب مسندة مربدة "ترى لماذا هم على تلك الحالة؟ طبعا لانهم لم يعملوا بكلام امير المؤمنين عليه السلام حيث يقول: عوّد أذنك حسن الاستماع" لذا فان الغافل الجاهل لن يستفيد من الخطيب وان كان ذلك الخطيب تبيّاً بينما اذا كان المخاطب صاغياً الى ما يقوله الخطيب سوف يحرك الخطيب مشاعره لينقل اليه ما يعلم. ما أسوء امة لم تستفد من امامها وتعضّ على يديها حين فوات الاوان! وقد قال تعالى: "ويوم يعضّ الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا" .وما على المبلغين والدعاة الا القيام بواجبهم وابلاغ ما القي على كاهلهم وان لا ييأسوا من مسيرهم وان يتحملوا المشاق والصعاب بغية ابلاغ الدين الالهي كما عليهم ان لا يمتنعوا عن قول الحق فالساكت عن الحق شيطان اخرس قال امير المؤمنين عليه السلام: "اخسر الناس من قدر ان يقول الحق ولم يقل" وقال (ص): "اعلم الناس من جمع علم الناس الى علمه" ومما يجب ذكره في الخاتمة انه يجب على المبلغ ان يقنع المخاطب ويرضيه طبعاً في هذا المجال على المخاطب ان يصغي الى الخطيب الذي يدرك ان الخطاب لن يكون مجديا الا عند توفر الشروط التالية:
*ان يكون الخطاب جذابا بغية لفت انتباه المخاطب.
*ان تراعى في الخطاب حاجات المخاطب.
*ان يملأ الخطاب باستدلالات بعيدة عن التعقيد وبمستوى فهم المخاطب.
*ولن يصل المبلغ المخاطبين الى غاياتهم الا عند وجود الدواعي وتوفرها لديهم.


* منهج التبليغ

05-12-2016 | 14-43 د | 1375 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net