الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
مواعظ وحكم من سيرة أبي البشر آدم (عليه السلام)
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

السيئة بواحدة والحسنة بعشر:
قال آدم (عليه السلام) لربه لما هبط من الجنة الى الارض:
رب هذا الذي جعلت بيني وبينه العداوة لم اقو عليه وانا في الجنة، وان لم تعني عليه لم اقو عليه.
فقال الله: السيئة بالسيئة والحسنة بعشر امثالها، الى سبع مائة، قال: رب زدني، قال: لا يولد لك ولد الا جعلت معه ملكا او ملكين يحفظانه، قال رب زدني، قال: التوبة مفروضة في الجسد مادام فيها الروح، قال: رب زدني، قال: اغفر الذنوب ولا ابالي، قال: حسبي.
قال: فقال ابليس: رب هذا الذي كرمت علي وفضلته وان لم تفضل علي لم اقو عليه، قال: لا يولد ولد الا ولد لك ولدان، قال: رب زدني، قال: تجري منه مجرى الدم في العروق، قال: رب زدني، قال تتخذ انت وذريتك في صدورهم مساكن، قال: رب زدني، قال: تعدهم وتمنيهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا[1].
 
اول من حرث الارض وزرع:
عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: لما هبط بآدم الى الارض احتاج الى الطعام والشراب، فشكا ذلك الى جبرئيل فقال له جبرئيل: يا آدم كن حراثا، قال: فعلمني دعاء، قال: قل: اللهم اكفني مؤونة الدنيا وكل هول دون الجنة، والبسني العافية حتى تهنئني المعيشة.
 
اول من عمل بالتقية:
روي انه بعد وفاة آدم (عليه السلام) جاء قابيل الى اخيه هبة الله (عليه السلام)، فقال: ان ابي قد اعطاك العلم الذي كان عنده، وانا كنت اكبر منك واحق به منك، ولكن قتلت ابنه فغضب عليّ فاترك بذلك العلم عليّ، وانك والله ان ذكرت شيئا مما عندك من العلم الذي ورثك ابوك لتتكبر به عليّ ولتفتخر عليّ لاقتلنك كما قتلت اخاك.
فاستخفى هبة الله بما عنده من العلم لينقضي دولة قابيل، فحدّث هبة الله ولده بالميثاق سرا، فكانوا يتوارثونها عالم بعد عالم، وكانوا يفتحون الوصية كل سنة يوما فيحدثون ان اباهم قد بشرهم بنوح (عليه السلام).
وعلى هذا كانت التقية والوصية من الامور المهمة ومن اجل الحفاظ على الدين الاصيل والرسالة السماوية الحقة، ولنا في ابن آدم اسوة حسنة، فجرت السنة بالتقية والوصية.
اول قبر:
روي انه لما صمم قابيل على قتل اخيه هابيل (فطوعت له نفسه قتل اخيه) فلم يدري كيف يقتله حتى جاء ابليس فعلمه فقال: ضع رأسه بين حجرين ثم اشدخه، فلما قتله لم يدر ما يصنع به، فجاء غرابان فاقبلا يتضاربان حتى اقتتلا فقتل احدهما صاحبه، ثم حفر الذي بقي الارض بمخالبه ودفن فيه صاحبه، قال قابيل: (يا ويلتي اعجزت ان اكون مثل هذا الغراب فاواري سوأة اخي فاصبح من النادمين). فحفر له حفيرة ودفن فيها، فصارت سنة يدفنون الموتى، وكان اول قبر حفر على وجه الارض.
 
اول من عبد النار:
عن الصادق (عليه السلام) قال: ان قابيل لما رأى النار قد قبلت قربان هابيل قال له ابليس: ان هابيل كان يعبد تلك النار، فقال قابيل: لا اعبد النار التي عبدها هابيل، ولكن اعبد نارا اخرى واقرب قربانا لها فتقبل قرباني، فبنى بيوت النار فقرب لها ولم يكن له علم بربه عزوجل ولم يرث منه ولده الا عبادة النيران[2].
«من هنا كان السبب في عبادة النار، واول من اسس عبادتها هو قابيل بما وسوس له الشيطان وعلمه ذلك».
وكان قابيل اول من عبد النار على وجه الارض ومن بعده نسله الذي بقي من عقبه.
 
اول كتاب كتب:
وروي انه لما حضرت آدم (عليه السلام) الوفاة اتاه ملك الموت فقال آدم: يا ملك الموت ما جاء بك؟ قال: جئت لاقبض روحك، قال: قد بقي من عمري ستون سنة، فقال: انك جعلتها لابنك داود، قال: ونزل عليه جبرئيل واخرج له الكتاب، فقال ابو عبد الله (عليه السلام): فمن اجل ذلك اذا اخرج الصك على المديون ذل المديون، فقبض روحه.
«نستفيد من هذا قوله تعالى (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب)[3] وكذلك في قوله تعالى: (يا ايها الذين آمنوا اذا تداينتم بدين الى اجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل...)[4].
وكان هذا اول كتاب كتب في الارض.
 
اول زواج واول مهر:
ان الله تعالى لما خلق حواء بعد آدم (عليه السلام)، ونظر اليها آدم استأنس بها.
فقال آدم عند ذلك يا رب ما هذا الخلق الحسن الذي قد آنستني قربه والنظر اليه؟ فقال الله تعالى: يا آدم هذه أمتي حواء، افتحب ان تكون معك فتؤنسك وتحدثك وتكون تابعة لامرك؟
فقال: نعم يا رب لك علي بذلك الحمد والشكر ما بقيت.
قال الله تعالى: فاخطبها الي، فانها أمتي وقد تصلح لك زوجة.
فقال: يا رب اني اخطبها اليك فما رضاك لذلك لي؟
فقال: مرضاتي ان تعلمها معالم ديني.
فقال: ذلك لك يا رب ان شئت ذلك لي.
فقال: فقد شئت ذلك وقد زوجتكها فضمها اليك.
فقال لها آدم الي فاقبلي، فقالت: بل انت.
فامر الله آدم ان يقوم اليها فقام، ولولا ذلك لكن النساء يذهبن الى الرجال[5].
يظهر من هذا ان آدم (عليه السلام) خطب حواء من الله تعالى وجعل مهرها تعليمها الاحكام، وبعد ذلك اجريت صيغة الزواج وتم الزواج المبارك، وكان هذا اول زواج واول مهر حدث على وجه الارض.
 
ذرية آدم من شيث (عليه السلام):
روي انه كان الامام (عليه السلام) جالسا في الحرم وحوله عصابة من اوليائه اذ اقبل طاووس اليماني فسلم وجلس بينهم ثم قال:
اتاذن لي في السؤال؟ فقال الباقر (عليه السلام): قد آذناك فسل، قال: اخبرني بيوم هلك ثلث الناس، فقال: وهمت يا شيخ اردت ان تقول ربع الناس، وذلك يوم قتل هابيل، كانوا اربعة: قابيل وهابيل وآدم وحواء: فهلك ربعهم، فقال: اصبتَ ووهمتُ انا، فايهما كان الاب للناس القاتل او المقتول؟ قال (عليه السلام): لا واحد منهما، بل ابوهم شيث بن آدم (عليه السلام)[6].
«يستدل من هذا بان ذرية ابناء آدم ونسله من شيث بن آدم الابن المطيع والمؤمن لآدم، لان هابيل لم يعقب له وقابيل كذلك لانه مجرم وقاتل، ولو كان النسل من قابيل لاصبحوا قتلة. . وكذلك لو كان قابيل تزوج اخته ـ كما يدعي بعض الجهلة ـ لكان اولادهم اولاد زنا، فتأمل».
 
اذا جاء الاجل:
روي عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: ان آدم (عليه السلام) اشتكى فاشتهى فاكهة، فانطلق هبة الله يطلب له فاكهة، فاستقبل جبرئيل فقال له: اين تذهب يا هبة الله، فقال: ان ابي آدم يشتكي وانه اشتهى فاكهة، قال له: فارجع فان الله عزوجل قد قبض روحه، قال: فرجع فوجده قد قبضه الله، فغسلته الملائكة، ثم وضع وامر هبة الله ان يتقدم ويصلي عليه، فتقدم فصلى عليه والملائكة خلفه، واوحى الله اليه ان يكبر عليه خمسا، وان يسله « اي انتزعه واخرجه برفق » وان يسوي قبره، ثم قال: هكذا فاصنعوا بموتاكم[7].
وعلى هذا قال الله تعالى: (اذا جاء اجلهم فلا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون)[8] وكان هذا اول صلاة على ميت في الارض وتغسيل الميت وتكبيرات الخمسة....
 
اول وصية كتبت:
روي انه لما مرض آدم (عليه السلام) مرض الموت، دعا ابنه شيثا[9] وقال له: يا بني ان اجلي قد حضر وانا مريض، وان ربي قد انزل من سلطانه ما قد ترى، وقد عهد الي فيما قد عهد ان اجعلك وصيي وخازن ما استودعني، وهذا كتاب الوصية تحت راسي وفيه اثر العلم واسم الله الاكبر، فاذا انا مت فخذ الصحيفة واياك ان يطلع عليها احد،. .. وفيها جميع ما تحتاج اليه من امور دينك ودنياك....
وكانت هذه اول وصية وكتاب يكتب على الارض وعلى هذا جرت السنة في كتابة الانسان وصيته قبل ان يموت ليعلم اهله بما يريده بعد موته...
 
لا تخلو الارض من حجة لله:
روي انه لما حضرت الوفاء لآدم (عليه السلام) جمع ولده من الرجال والنساء واخبرهم بوفاته، وجعل خير ولده وصيا من بعده كما امره الله تعالى بذلك وهو، هبة الله « شيث » فقال له: انظر اذا انا مت يا هبة الله فاغسلني وكفني وصلي علي وادخلني حفرتي.
واذا حضرت وفاتك واحسست بذلك من نفسك فالتمس خير ولدك، واكثرهم لك صحبة وافضلهم، فاوصي اليه بما اوصيت به اليك، ولا تدع الارض بغير عالم منا اهل البيت، يا بني ان الله تعالى اهبطني الى الارض وجعلني خليفة فيها وحجة له على خلقه، وجعلتك حجة الله في ارضه من بعدي، فلا تخرجن من الدنيا حتى تجعل لله حجة على خلقه ووصيا من بعدك...[10]
امر الله عزوجل نبيه آدم (عليه السلام) ان يجعل من بعده وصيا وحجة ولا يترك الارض من غير حجة لله على الناس، وكذلك اوصى آدم (عليه السلام) لولده بهذا وهكذا من نبي الى نبي ومن وصي الى وصي. .. الى ان وصلت الى النبي الخاتم محمد بن عبد الله (عليه السلام)، فهل من المعقول ان يخرج النبي (عليه السلام) من الدنيا ولا يوصي من بعده حجة ووصيا، ويخالف امر الله تعالى، ويترك الارض ومن عليها بلا حجة. ..؟! فتأمل.
 
قبل خلق آدم (عليه السلام):
كثيرا ما يطرح هذا السؤال، هل يوجد خلق قبل خلق آدم؟ وهل خلق الله عزوجل مخلوقات قبل آدم؟، وهل قول الملائكة: (... أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء...)[11] دليل على ان قبل آدم كانت مخلوقات تفسد في الارض على هذا وغيره من الاستفهامات يجيبنا باب علم النبي امير المؤمنين عن ابنه الصادق الامين عليهم افضل الصلاة والسلام عندما سأله (عليه السلام):
هل كان في الارض خلق من خلق الله تعالى يعبدون الله قبل آدم (عليه السلام) وذريته؟
فقال (عليه السلام): نعم، قد كان في السماوات والارض خلق من خلق الله يقدسون الله، ويسبحونه، ويعظمونه بالليل والنهار لا يفترون.
وان الله عزوجل لما خلق الارضين خلقهما قبل السماوات.
ثم خلق الملائكة روحانيين لهم اجنحة يطيرون بها حيث يشاء الله.
ثم خلق عزوجل في الارض الجن روحانيين لهم اجنحة فخلقهم دون خلق الملائكة، فاسكنهم فيما بين اطباق الارضين السبع وفوقهن يقدسون الله الليل والنهار لا يفترون.
ثم خلق خلقا دونهم، لهم ابدان وارواح بغير اجنحة، يأكلون ويشربون نسناس « اي سماهم بالنسناس»، اشباه خلقهم وليسوا بانس، واسكنهم اوساط الارض على ظهر الارض مع الجن، يقدسون الله بالليل والنهار لا يفترون.
الى ان قال (عليه السلام): ثم ان طائفة من الجن والنسناس، الذين خلقهم الله واسكنهم اوساط الارض مع الجن تمردوا وعتوا عن امر الله، فمرحوا وبغوا في الارض بغير الحق، وعلا بعضهم على بعض في العتو على الله تعالى، حتى سفكوا الدماء فيما بينهم، واظهروا الفساد، وجحدوا ربوبية الله تعالى.
الى ان قال (عليه السلام): ثم خلق الله تعالى خلقا على خلاف خلق الملائكة وعلى خلاف خلق الجن، وعلى خلاف خلق الشياطين وخلاف خلق النسناس، يدبون كما يدب الهوام في الارض، يشربون ويأكلون كما تأكل الانعام من مراعي الارض.
الى ان قال (عليه السلام): ثم ان الله احب ان يخلق خلقا، وذلك بعدما مضى من الجن والنسناس سبعة آلاف سنة، فلما كان من خلق الله ان يخلق آدم للذي اراد من التدبير والتقدير فيما هو مكونه من السماوات والارضين، كشف عن اطباق السماوات. .. الخ.[12]
اقول والله العالم: عندما اراد الله ان يُعرف وتُعرف قدرته، كشف للملائكة اطباق السماوات والارض وقال لهم: انظروا الى اهل الارض من خلقي، فاطلعت الملائكة ورأوا ما يعملون من المعاصي وسفك الدماء والفساد في الارض، غضبوا لله واسفوا على اهل الارض فقالوا: (سبحانك ربنا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك). فاجابهم الله تعالى وقال لهم: (اني اعلم مالا تعلمون).
 
السيد مرتضى الميلاني


[1] تفسير العياشي، عنه البحار: ج 11 ص 212.
[2] علل الشرائع: 2013.
[3] الرعد: 39.
[4] البقرة: 282.
[5] قصص الانبياء للراوندي: ص 58.
[6] البحار: ج 11 ص 229.
[7] الخصال: ج 1 ص 135.
[8] يونس: 49.
[9] لما ولد لآدم مولود سماه ـ شيث ـ فاوصى الله تعالى اليه: يا آدم انما هذا الغلام هبة مني اليك فسمه ـ هبة الله ـ فسماه آدم به ».
[10] البحار: ج 11 ص 265.
[11] البقرة: 30.
[12] قصص الانبياء للراوندي: طبع مشهد سنة 1409هـ ص 31.

24-10-2016 | 14-10 د | 1982 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net